المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درر وفرائد لأميرالبيان شكيب ارسلان في الاندلس



سعيد باجابر
23/07/2009, 11:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه ابيات قالها الامير شكيب ارسلان رحمه الله بعد زيارته الأندلس شعراً ونثراً:


يقولون كانت أمةٌ عربية=بأندلسٍ سادت بها جَمَّ أَعْصُرِ
وقد عمرت أقطار أندلسٍ بهم=فكم بلدٍ فخم ومِصْرٍ مُمَصّرِ
وكم أَرْبُعٍ خُضْر وحَرث مطبق=وفاكهة رغد وزهر منوِّرِ
وكم قائد قَرْمٍ وجند مدرب=وكم سائس فحل وأمر مُدبّرِ
وكم بطل إن ثار نقعٌ رأيته=يبيع بأسواق المنايا ويشتري
وما شئت من علم ورأي وحكمة=ودرسٍ وتحقيق وقول محررِ
إلى شمم جم ومجد مؤثل=وفي عزة قَعْسا ووَفْر مُوَفّرِ
نعم كان فيها من نزار ويعرب=جموع نخيل الأرض في يوم محشرِ
فراحت كأن لم تغن بالأمس وانقضى=لهم كل رِكْز غير ذكرٍ مُعطرِ

وقد قال في كتابه "الحلل الأندلسية":
(نعم: حواضر كالبحار الزاخرة، كانت تموج بالبشر، وحصون كالجبال الشامخة تحصى بالألوف... وجيوش كانت حصى الدهناء ورمال البطحاء، ومساجد كانت في الجوامع المشهورة تَغَصّ بألوف الألوف من المصلين، ومدارس كانت مكتظة بالألوف من القراء والطالبين، وما شئت من إسلام وإيمان، وحديث وفرقان، وأذان يملأ الآذان، وما أردت من نحو ولغة وطب، وحكمة ومعان وبيان، بلغة عربية عرباء، يحرسها علماء كنجوم السماء، وما أردت من عيش خَضْل وزمن نَضْر... كل هذا عاد كهشيم المحتظر، كأن لم يَغْن بالأمس، ولم يبق منه إلا آثار صوامت، وأخبار تتناقلها الكتب، كأنه لم يعمر الأندلس من هذه الأمة عامر، ولا سمر فيها سامر...
وأما السائح الشرقي فإنه يقضي سياحته في إسبانيا متأملاً غائصاً في بحار العبر، هائماً في أودية الفكر، كلما عثر على أثر قلبي خفق له قلبه، واهتزت أعصابه، وتأمل في عظمة قومه الخالين، وما كانوا عليه من بُعد نظر، وعلو همم، وسلامة ذوق، ورِفق يد، ودقة صنعة، وكيف سمت بهم هممهم إلى أن يقوموا بتلك الفتوحات فيما وراء النهر في بحبوحة النصرانية، وملتطم أمواج الأمم الأوربية، وأن يبنوا فيها بناء الخالدين، ويشيدوا فيها ألوفاً من الحصون، وأن يملأوها أساساً وغراساً كأنهم فيها أبد الآبدين.
فلا يزال قلب السائح المسلم في الأندلس مقسماً بين الإعجاب بما صنعه آباؤه فيها والابتهاج بما يعثر عليه من آثارهم، وبين الحزن على خروجهم من ذلك الفردوس الذي ملكوه، والوَجْد على ضياع ذلك الإرث الذي عادوا فتركوه، وأكثر ما يغلب عليه في سياحته هناك هو الشعور بالألم، فهو لا يزال يسير بين تأمل وتألم، وتفكر وتحسر...".
الله المستعان ولاحول ولاقوة الا بالله وانا لعائدون ان شاء الله
تحياتي اليكم من يمن الايمان والحكمة

جمال الأحمر
23/07/2009, 11:25 PM
الأخ الأستاذ: سعيد باجابر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

1- أشكركم على حسن اختياركم لهذا النص من كتاب أمير البيان شكيب أرسلان عن الأندلس...

2- وأعتذر إليك أني تدخلت كإداري لأضبط القصيدة وأنسقها حتى تخرج في أحسن حلة...

تقبل تحية أخيك: ابن قصر الحمراء...السلام عليكم

سعيد باجابر
23/07/2009, 11:59 PM
اشكرك استاذي الفاضل جمال على مجهوداتك المباركة ولك مني اجمل تحية

عبد الرحمن الطويل
26/07/2009, 06:03 AM
بارك الله فيك أستاذنا الفاضل سعيد باجابر .
و رحم أمير البيان شكيب أرسلان .
و الأندلس موعدنا .