المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وضعية فقراء الرياضة . حتى لا تبقى أزمة غير مرئية



محمد التهامي بنيس
29/07/2009, 06:47 PM
الفصل الثالث
وضعية فقراء الرياضة . حتى لا تبقى أزمة غير مرئية

إذا علمنا أن عدد سكان القرى ينخفض بنسبة 1÷ سنويا , فان نسبة الفقر في الحاضرة , ستستمر في الزيادة المتدرجة لأكثر من نسبة 12÷ سنويا , وهذا ما سيزيد من عدد الممارسين منهم للرياضة في أحيائهم السكنية , ويصبح المطلوب زيادة التجهيزات الرياضية , كشرط أساسي , بل لا مناص منه , من أجل استثمار عدة طاقات تعتبر مخزونا رياضيا
ومما يؤكد أهمية هذا المطلوب , أنه ليس بدعة , حيث هناك تجارب سابقة في ملاعب الأحياء , غذت رياضاتنا بكفاءات وأسماء ونتائج ملموسة على المستوى المحلي , وعلى مستوى المجموعات والمنتخبات الوطنية . لكن اليوم تعمقت المشاكل , وأصبحت بحق أزمة الفقر, والرياضة في صفوف الفقراء , فقد طغى الاسمنت على ملاعبهم وساحات لعبهم , ورغم اعتماد ما سمي بين قوسين " بالمدارس الرياضية " التي وان أعطت تقنيين , فهي لم تنجب موهوبين , ولم تفتح صدرها ولا أبوابها للفقراء , وغالبا ما يتخفى المقصرون تحت ذريعة أننا لسنا في مستوى مواجهة معارك التصنيع , وهيمنة العولمة الاقتصادية , وهو ما يؤجل الاهتمام بالرياضة , مع أنها المجال الذي أدخلنا عصر العولمة الرياضية بشرف وعلو كعب وبرأس مرفوعة , وأيقنا أننا في حاجة أكثر لتنظيم خبرات فقرائنا الرياضيين , وتطوير تجاربهم المكتسبة , والتي هي مكتسبة بالفطرة أحيانا . وصقلها بما هو تقني وتكاملي , لا ينمي رياضتنا وحسب , بل يجعل تنميتها استثمارا ونموا اقتصاديا , بل يمتد من المجال الرياضي البحث , إلى المجالات ذات الصلة , وهي كثيرة - وحيث إن استثمارا من هذا القبيل يستوجب التخطيط المناسب القائم على دراسة الأوساط , وإحصاء الأعداد , ونطمح ألا ينحصر في تجميع الأفكار في بنك للمعلومات , أو تصاميم خماسية وعشارية ومشاريع عالقة , وإنما ذلكم التخطيط الذي يحركه الإقلاع بالفاعلية وسلامة التطبيق دون التهيب من الاستثمار في الرياضة , فبقدر ما يكون دعما للفقراء الرياضيين , يكون دعما للرياضة المغربية ويصبح منطقا ديناميكيا وموضوعيا
فلعل إقامة تجهيزات رياضية من هذا القبيل – إلى جانب المنشآت الكبرى طبعا – سيمكن من الاستثمار فيها كمراكز للتكوين الرياضي التي ترعى اللاعب الصغير , وتتتبع اللاعب الموهوب كظاهرة , وتتعهد حالتهما وتطورها -
وإذا كان كل تطور ينطلق من صعوبات وتحديات , فعالم الرياضة الفقير كله صعوبات ومعاناة , مع امتياز الرغبة لدى فقرائه في تحدي الصعوبات والمعاناة , دون أي اشتراط للتطبيق الفعلي , سوى إبعاد نية الاستغلال , وضرورة إلغائها من كل الحسابات والمخططات , لنجعل مخطط الاستثمار في المجال الرياضي , واحدا من الأ ولويا ت الوطنية , كعمود فقري يربط وينسق للنهوض , بدل اتخاذ قرارات وسن سياسات منعزلة ومتضاربة , لأن المجال الرياضي – كما نريده محققا للنهوض بالفقر والفقراء الرياضيين , والنهوض بالتجهيزات الرياضية في مناطقهم الفقيرة – نريده مساهما في نهضة البلاد كلها وتنميتها النمو الشامل, بأن تجتمع أشكال الإنتاج بين الصناعيين والتكنولوجيين والاستهلاكيين , ويتسع مجال الشراكة والتعاون بين القطاع العام والقطاع الخاص , وتسود ثقافة العناية بالصحة جسما وعقلا , لتتلاءم مع الزمان والمكان بنظرة آفاق التطور وتحقيق الطموحات , فالمعادلة المنطقية , توحي بأنه : " بمعالجة الأمور الصغيرة – ملاعب الأحياء – نمر إلى الغاية الكبير – إنقاذ فقراء الرياضة – ونصل إلى الغاية الأكبر – تنمية الرياضة المغربية - "
قد يتراءى للبعض أن الفكرة المطروحة , لا تعدو أن تكون حلما ما في بلاد تنتمي إلى مجموعة الدول النامية , ولكن الموضوعية ذات الدافع الاجتماعي والغريزي الذي يركز على الإنسان , تقتضي تخليص هذا الإنسان الرياضي الفقير من اللامبالاة , سيما وأن له رموزه الرياضية التي انطلقت من مثل عالمه الفقير , وأصبحت من النجوم المتحررين من هيمنة الفقر
إن الرياضة الواعدة . هي التي تنمي الإمكانيات البشرية . وهذه التنمية تتطلب أولا . تعديل سلوك الذين ينسفونها أو يخنقونها , ومن تم وجب الاقتناع تماما أن الدور الرئيس لا زال بيد الدولة وحضانتها مع عدم إغلاق الباب في وجه المؤسسات الخاصة التي يجب أن تقوم أيضا بالاستثمار في الرياضة , لتكون هي المفاصل التي تساعد على حركية التطور الرياضي تحت إشراف وتأطير الدولة , كحاضنة / مراقبة / موجهة / مستفيدة , خاصة وأن الثقافة الرياضية أصبحت تشد كل فئات المجتمع إليها , وهذا اعتراف ضمني وصريح , بأن جل أبطال الرياضة ونجومها الذين انطلقوا من عالم الفقراء , هم حقائق وليسوا أشباحا , حتى ولو كانت منطلقا تهم مبنية على أحلام , فهي كانت طموحات مؤجلة استطاعت أن تظهر إمكانياتها ومؤهلاتها حالما أتيحت لها الفرصة واستفادت من الإمكانيات , وهم بحق موارد طبيعية بشرية , ممولة للقطاع الرياضي , وكل استمرار في إهمالهم , هو سبب من أسباب فقرنا الرياضي , وتغييب عقلنة اغتنائنا بهم كموارد فاعلة واعدة , تؤمن بأن ما يصرف عليها يحقق لا محالة للدولة وللمجتمع , عائدات صحية ورياضية وإنتاجية . وأهم العائدات , علاج حالة الإحباط التي يشعر بها الشباب , وعلاج إنارة طريقهم باضاءات ومساعدات تزيل حيرتهم أمام خلل المعايير التي يعاملهم بها كثير من أعضاء المجتمع , كما لو أنهم مجبولون على أن يكونوا مجرد مشاهدين للرياضة , لا مشاركين . مع أن الرياضة حق لكل الشعب. ولا يعني هذا أن تكون العنا ية المطلوبة بقطاع الرياضة , هي التعامل معه بالسير به ليصبح مهنة من لا مهنة له , بل ليكون الرياضي منتجا , عاملا , مبدعا , فمن لم ينتج في لعبه في نفس المجال الرياضي , قد يكون منتجا في مجال رياضي آخر , مكونا أو مدربا أو مساعدا أو حكما أو.... ناهيكم عن سلامة عقله وجسمه , وهي أهم مواصفات الشغل والوظيفة والحياة , وهي أهم المواصفات التي يمكن أن تصبح من إحدى مهام المجلس الجهوي للاستثمار , فيوفر المعلومات لفائدة الفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين الذي يرغبون في إنشاء مقاولات في المجال الرياضي , وتكون هذه المهام موازية لمهمة تشخيص المؤهلات والطاقات الشبابية -
فالفقير أو الفقير الرياضي , قد يكون ولد فقيرا وتربى فقيرا , ولكنه لم يولد متخلفا , ويخطئ من يربط بين الفقر والتخلف , لأن الفقير هو الذي تعوزه الإمكانيات المادية وتعوق رغبته في التقدم , أما المتخلف فهو الذي يعيش في بيئة مختلفة حضاريا واجتماعيا واقتصاديا , وحتى لا يغدو ويمسي ويبيت الفقير متخلفا , يحتاج لمراجعة طرائق الإنتاج والتنظيم الاجتماعي وتمتيعه بحق المساواة في الممارسة الرياضية وإزالة أوضاع الحرمان . سواء حرمان الفقراء كأفراد أو حرمان مناطقهم السكنية من التجهيزات الأساسية , ومن ضمنها التجهيزات الرياضية التي تستجيب والحاجة إلى الرياضة , فالفقير الرياضي هو إنسان . بضاعته هي جسده , وبجسده يريد أن يغير مسيرة حياته نحو الأفضل - ونتيجة لما ذكر , أسمح لنفسي أن أدعو إلى إعلانها حربا افتراضية على الفقر الرياضي ومناهضة أسبابه بالدعوة الصريحة إلى أن كل انجاز في الحقل الرياضي ومجالاته المتعددة , من شأنه أن يكون قطبا معبئا للشباب الرياضي في الأحياء الفقيرة . في اتجاه الغد وإعدادهم ابتداء من اليوم . خاصة وأن مشكلة الفراغ عامة ووقت فراغ شباب الأحياء الفقيرة على الخصوص . له أبعاد سلبية متعددة , أشرنا إلى آثارها النفسية – من اكتئاب وقلق وخوف من المستقبل ..الخ من الاضطرابات - فضلا عن الآثار الاجتماعية مثل الخلافات الأسرية بسبب بقاء الشاب فترة طويلة يشعر أنه عالة على الأهل دون عمل . ناهيكم عن سوء تكيفه مع أفراد أسرته ومجتمعه , سيما إذا كان يمر من مرحلة التحولات الهرمونية التي تؤثر على الصورة الذاتية والمزاج والعلاقات , أو كان يمر من مرحلة المراهقة الانسحابية من المجتمع وعن الأقران بل والانسلاخ عن المواقف والثوابت وسيادة السلوك المزعج والعصبية والطبع الحاد والخجل والانطواء أيضا. و لا نبالغ إذا قلنا : إن وقت الفراغ يعد هدرا في الجوانب الاقتصادية , واستثمارا خاسرا ولا بد للدولة من تجاوزه بإعداد البرامج والأنشطة المختلفة
محمد التهامي بنيس

فدى المصري
29/07/2009, 07:13 PM
سلام عليكم

تحليل موفق في اشارتك الى وضعيةفقراء الرياضة الذي شكل عنوان جيد للاشارة الى مضمون يجسد سلوك ممارس في الاحياء الفقيرة من خمول وكسل ، عدى عن الازمات النفسية من جراء مشاكلهم الاجتماعية والطبقية المزرية

ولو تكلل هذا المقال ببعض الحلول ـ يلزم واضعي السياسات الاجتماعية بالتخطيط الفاعل نحو معالجة مثل هذه المشكلة
ومن وحي الموضوع اشير هنا ،دور المنظمات الاهلية والمدنية التي تساهم في دمج الشباب بالنشاطات الرياضية والترفيهية والبيئة ، التي تساهم بها لخدمة الطبقة الكادحة وخاصة خدمة الشباب الفقراء ، فتنظم المهرجانات والمخيمات الكشفية المختلفة لتأطير فراغ الشباب ضمن نشاطات يعول على الشباب بكثير من الإفادة والنفع النفسي والجسدي

مع التحية .