المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : د. التميمي: متى تعتذر أسبانيا للأندلسيين؟!



جمال الأحمر
29/07/2009, 07:25 PM
د. التميمي: متى تعتذر أسبانيا للأندلسيين؟!

السلوك "الكثلكي" والعقلية الإسبانية
ضد أي اعتراف بالجرائم بحق مسلمي الأندلس
مؤرخ تونسي يتحدث:
الاعتذار للمظلومين واجب وطني وشرف للدولة التونسية


تونس – خدمة قدس برس

[...]
وأثنى الدكتور التميمي على العقيد الليبي معمر القذافي، عندما حصل على اعتذار إيطالي بأنّ ما حصل من احتلال إيطالي كان بمثابة وصمة عار لإيطاليا.
وفي المقابل عبّر المؤرخ عن أسفه لأنّ العالم الإسلامي لم يحرِّك ساكناً لفرض اعتذار إسباني عمّا حصل لمسلمي الأندلس عند تهجيرهم. كما عزا التميمي رفض إسبانيا الاعتذار إلى ما سماه السلوك "الكثلكي" والعقلية الإسبانية التي ترفض تماماً أي اعتراف.
كما انتقد المؤرخ ما وصفه بـ"السلوك الاستعماري المتغلغل في فرنسا"، واعتبر أنّ التوجه اليميني المطلق وقانون 2005 لتمجيد الوجود الاستعماري، هو ما يحول دون التصحيح.

والمؤرخ الدكتور عبد الجليل التميمي، يدير "مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات" التي أسّسها سنة 1985 تحت اسم "مركز الدراسات والبحوث العثمانية والموريسكية والتوثيق والمعلومات". وللتميمي أكثر من 260 دراسة تاريخية منشورة، و31 كتاباً.

وفي ما يلي نصّ الحوار الذي أجراه مراسل وكالة "قدس برس" في تونس، لطفي حيدوري، مع المؤرخ الدكتور عبد الجليل التميمي.

[COLOR="Red"][...]
ـ فيما يتعلق بفكرة الاعتذار التاريخي، سبق لكم مطالبة الإسبان بالاعتذار عمّا حصل للموريسكيين المسلمين دون جدوى. ولا تزال الجزائر تخوض معركة من أجل اعتراف فرنسا بالجرائم الاستعمارية التي ارتكبتها. وفي المقابل نجح العقيد معمر القذافي في نيل اعتذار الإيطاليين، ما هو تقييمكم لهذه المساعي؟


* السؤال المهمّ هو : لماذا ترفض إسبانيا والدولة الإسبانية الاعتذار عن المأساة الإنسانية التي حصلت أوائل الفرن 17 للميلاد؟

لقد راسلت منذ عشرين سنة الملك خوان كارلوس، ثم راسلت رئيس الوزراء ثاباتيرو والسيد موراتينوس (وزير الخارجية الأسباني)، وقلت للجميع نحن لا نطالب تعويضات، ونعتبر أنّ الأندلس هي تراث فكري حضاري دولي منحه العرب المسلمون لإسبانيا ولأوروبا كلّها. وجاءت حركية التاريخ بطردهم، لكن لا بدّ أن يعتذروا (المسؤولون الإسبان) لهؤلاء المسلمين الذين شردتموهم واستوليتم على أملاكهم وأحرقتموهم أحياء، وكانت، كما قال الأستاذ الهادي البكوش، أكبر شنيعة حصلت في التاريخ البشري.

لكنّ إسبانيا ترفض هذا، على الرغم من أنّها اعتذرت للفرع، أي لليهود، وأرجعت لهم الجنسية الإسبانية، وجمّعت لهم الأموال لتعويض "السفراد" (اليهود الشرقيين من أصول أسبانية) الموجودين الآن بإسطنبول بدرجة أولى. رغم ذلك ترفض تماماً أن تعتذر للمسلمين، وهي شنيعة من أكبر شنائع التاريخ لسوء الحظ.


لقد كتبت خطاباً إلى الوزير الأوّل الإسباني ثاباتيرو، وقلت له إنّك عقدت اتفاقية تحالف الحضارات مع (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان، وهي تنصّ على الاعتراف بالمآسي البشرية، فلماذا لا تعتذرون؟

وأنا أعتقد أنّ السلوك "الكثلكي" (من الكاثوليكية)، والعقلية الإسبانية، ترفض تماماً أي اعتراف، والسبب الحقيقي قاله لي السفير الإسباني في تونس في مكتبه، قال لي "نعتذر لكم، لكنّ ذلك لا يتمّ في فنادق أو مؤتمرات، بل في مناخ جيو سياسي ومناخ عربي إسلامي وجامعة عربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والدول العربية بثقلها وبإمكانياتها تفرض على إسبانيا أن تعتذر، ولا يأتي منّي أنا كباحث... والعالم الإسلامي لم يحرّك ساكنا في ذلك".

وفي السياق نفسه كل الثناء للعقيد القذافي. لقد استطاع أن يفرض وجوداً تاريخياً واعترافاً ثابتاً بأنّ ما حصل من احتلال إيطالي كان بمثابة وصمة عار لإيطاليا. ولم يتوقف الأمر عند مجرد اعتذار رئيس الوزراء الإيطالي؛ بل تم إقرار تعويضات.

وأنا أتمنّى أن نجد "قذافي" لإسبانيا، وإنّي أهنّئه بالاعتراف الحضاري الأساسي.

أمّا بالنسبة إلى موضوع فرنسا والجزائر؛ فهذا موضوع دقيق له أبعاد كبيرة، فعنجهية السلوك الفرنسي، والتوجّه اليميني المطلق، والقانون الذي أمضاه البرلمانيّون الفرنسيّون عام 2005 لمدح الوجود الاستعماري في الجزائر؛ كل ذلك ليس في صالح فرنسا والإشعاع الحضاري الفرنسي. لكن لسوء الحظ؛ السلوك الاستعماري متغلغل في السلوك الفرنسي.

أن لا تعتذر فرنسا عمّا وقع في سطيف (بالجزائر) مثلاً، حيث قُتل 45 ألف جزائري في 24 ساعة، ذلك غير معقول.

وعلى أيّة حال؛ فإنّ مهزلة الاستعمار الفرنسي ما تزال متواصلة، وأنا أهيب بالمثقفين الفرنسيين أن يغيّروا ذلك، فمنهم أناس يدافعون عن الحقيقة التاريخية. ونأمل أنّ فرنسا برصيدها الحضاري وبنوعيّة المعرفة عندها تستطيع أن تعتذر ولو بشكل أدبيّ عمّا حصل في الجزائر، لأنّ ما حصل من مأساة أمر لا يُغتفر. وأنا أؤيّد الجزائريين والرئيس بوتفليقة بأن يطالب بهذا الحق التاريخي، لأنّ تسوية العلاقات (الجزائرية ـ الفرنسية) وانطلاقتها متوقفة على ذلك.


ـ وكيف تنظر إلى مطالبة فرنسا بالاعتذار للشعب التونسي؟

* الوضع يختلف، فلا أستطيع أن أُمَوْقِع ما حصل في الجزائر بما وقع في تونس، لأنّي متأكد من أنّ الوجود الفرنسي في تونس كانت له محاسن ومساوئ ولعلّ المساوئ غلبت، وبالتالي ليس بقوّة الدفع التي للجزائريين تجاه فرنسا. نحن نطالب فرنسا أن تموقع تونس، لأنّه قبل أن تأتي فرنسا كان هناك مناخ حضاري حداثي وانفتاح حقيقي، وهيكل الدولة كذلك كان موجوداً، وبالتالي أن تأتي فرنسا وتغطّي على هذه الأشياء وتهضم حق التونسيين في هذا الاستقلال الحضاري هو أمر يحتاج وقفة تأمّل من طرف السلطة الفرنسية. ونحن نتوجّه في ذلك إلى القيادة الفكرية السياسية الفرنسية، ونعتقد أنّ هناك أشخاصاً ممتازين يعشقون تونس، وهناك أطبّاء خدموها بإخلاص.

لكن يبقى الجانب الإنساني، وبالأخص في الفترة الأخيرة من الوجود الفرنسي؛ كعصابة "اليد الحمراء"، يظلّ إساءة لإنسانية الإنسان في فرنسا وفي تونس.[Color][/size]

عبد الرحمن الطويل
29/07/2009, 07:41 PM
الأستاذ الكبير / جمال الأحمــر .
تحية طيبة و بعد .

فإني لا أظن اسبانيا ستعتذر للأندلسيين طالما ظل حال المسلمين على ما هو عليه من ضعف ، و هوان .
فضلاً عن أن الإسبان لديهم شعور راسخ بالنقص أمام المسلمين ، يحاولون إخفائه بما استطاعوا ، و ما استطاعوا .
و لو اعتذروا لأكدوا هذا الشعور امام العالم .

الأمر يحتاج إلى تغيير من جذوره .
و الله غالبٌ على أمره .

جمال الأحمر
30/07/2009, 01:16 PM
أخي الأستاذ والشاعر الفاضل: عبد الرحمن الطويل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أ- شكرا لكم على المشاركة في هذا الموضوع الذي يفضل كثير من الإخوة الأعضاء الابتعاد عنه.

ب- أخشى أن يكون ما تفضلتم به من رأي هو الحقيقة...

وهنا يحق لنا أن نتساءل:

1- أليس من العيب أن يسبقنا اليهود إلى الحصول على هذا الاعتذار ولواحقه؟!

2- أليس من العيب أن يسبق أفراد المفكرين غير الرسميين جامعة الدول العربية في مطالبة الأسبان بالاعتذار؟!

3- أليس من العيب أن تنام منظمة المؤتمر الإسلامي عن هذه المهمة؟!

4- أليس من الفضيحة أن تشخر رابطة العالم الإسلامي، المهتمة بأمور الإسلام والدعوة، عن هذه الأمانة؟

5- لا زالت كثير من الأسئلة المحيرة أمامنا في هذا الموضوع، وفي نيتي مراسلة كل أربابها، بعون الله تعالى، ثم بمساعدة أعضاء واتا الواعين حضاريا، من أمثالكم.

دمتم بعافية وخير...والسلام عليكم