المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البريطانيون يتجرعون طعم الهزيمة في أفغانستان



بسام الحومي
29/07/2009, 10:25 PM
البريطانيون يتجرعون طعم الهزيمة في أفغانستان
الكاتب / هنري تشو
ترجمة / بسام الحومي
زادت في الآونة الأخيرة موجة القتلى البريطانيين في أفغانستان وهناك تقرير برلماني بأن الجيش يعاني من نقص شديد في طائرات الهليكوبتر، مما زاد الجدل السياسي حول جدوى المشاركة البريطانية في حرب أفغانستان.
وفي هذا الموضوع نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية مقالاً للكاتب "هنري تشو" بعنوان "الخسائر في أفغانستان تقلق البريطانيين" تناول فيه المخاطر التي تواجه القوات البريطانية هناك في ضوء مقتل قائد الكتيبة الأولى لحرس ويلز، وهو أكبر ضابط بريطاني يقتل في أفغانستان.
وقال الكاتب: إنه في يوم الخميس الماضي تم دفن واحد من أكبر ضباط الجيش البريطاني في أفغانستان ممن قتلوا في المعارك خلال ما يقرب من ثلاثة عقود وذلك وسط تزايد الغضب العام والسياسي حول جدوى وجود القوات البريطانية في أفغانستان ومدى جاهزيتها.
وأشار إلى تنامي الغضب على المستوى السياسي والشعبي، وتزايد التساؤلات حول ما إذا كان نقص طائرات الهليكوبتر والمعدات العسكرية الأخرى تسببت بشكل غير مباشر في الموجة الأخيرة من القتلى البريطانيين في معارك أفغانستان، حيث تم نشر 9000 جندي بريطاني لمواجهة حركة طالبان.
وأوضح أنه خلال الأسبوع الماضي لقي ثمانية جنود بريطانيين مصرعهم على مدى فترة 24 ساعة، مشيرًًا إلى أن المشيعين تزاحموا في كنيسة لندن العسكرية لوداع المقدم "روبرت ثورنيلوي" (39عاما) الذي قتل في انفجار قنبلة أسفل مركبته المدرعة والتي كانت ضمن قافلة إمدادات بالقرب من بلدة "لاشكر" في إقليم هلمند الجنوبي.
وأضاف أن إحدى اللجان البرلمانية صبت الزيت على النار بعد نشرها تقريرًا يقول إن تعرض العمليات العسكرية البريطانية وسلامة القوات في أفغانستان للمخاطر كان بسبب نقص المروحيات.
وقال التقرير إن الجنود كانوا كثيرا ما يجبرون على النقل البري بدلا من الاعتماد على النقل الجوي، مما يعرضهم لخطر أكبر من عبوات ناسفة على جوانب الطرق التي ثبت أنها أكثر أسلحة طالبان فتكًا.
وأكد "هنري تشو" أن الصراع في أفغانستان سرعان ما تحول إلى قضية مؤرقة لرئيس الوزراء جوردون براون، الذي يعاني حزبه الحاكم ( حزب العمال) من تدني شعبيته في استطلاعات الرأي.
وذكر أنه بالقرب من مراسم دفن " ثورنيلوي" وفي نفس التوقيت تقريبا وقف براون أمام مجلس العموم يدافع عن أسلوب حكومته في إدارة الحرب، زاعمًا أن القوات البريطانية لديها ما يكفي من القوة وكل ما تحتاج إليه من معدات لإنجاز المهمة.
ونقل عن براون قوله: "القوات الضرورية للمهمة التي نقوم بها في الوقت الحاضر موجودة هناك"، مضيفًا أن حكومته أنفقت الأموال المناسبة لتمويل المهمة وأنها على استعداد لبذل المزيد من الجهود للتأكد من تجهيز القوات على نحو مناسب.
كما رفض براون الكشف عن عدد المروحيات التي انتشرت في أفغانستان وذلك "لأسباب أمنية" حسب زعمه، مكتفيا بالقول أن العدد قد زاد بنسبة 60 % في أقل من عامين.
وأوضح الكاتب أن مسألة المروحيات أصبحت محور انتقاد يستفيد منه مناهضو الحرب في أفغانستان، خاصة بعدما تبين أن رئيس هيئة أركان الجيش البريطاني الجنرال "ريتشارد دانات"، حَلَّقَ هذا الأسبوع في مروحية أمريكية خلال زيارة له لأفغانستان، بسبب عدم توفر مروحيات بريطانية.
وأشار "تشو" إلى تورط براون في قضية أسطول الجيش من المروحيات، لأنه كان وزير المالية – في ذلك الوقت – في حكومة "توني بلير" عندما تم تخفيض ميزانية المروحيات بحوالي 2.3 مليار دولار قبل خمس سنوات.
ونقل عن ليام فوكس، المتحدث باسم لجنة الدفاع في حزب المحافظين المعارض، تصريحه للبي بي سي : "نظرا لعدم استعداد جوردون براون لدفع ثمن حروب توني بلير، فإن كل قواتنا المسلحة، لا سيما الجيش، تعاني بشدة".
وقال إنه على الرغم من أن الحرب في أفغانستان كانت تطفو على السطح باعتبارها قضية سياسية من حين لآخر، إلا أنها صعدت إلى واجهة الأحداث بعد سلسلة القتلى التي حدثت الأسبوع الماضي.
حيث نعت الصحف البريطانية بكل الحزن القتلى من الجنود البريطانيين الذين توالت نعوشهم من أفغانستان، في حين وقفت حشود كبيرة من الشعب في استقبال النعوش العائدة.
وذكر أن عدد القتلى من الجنود البريطانيين في أفغانستان، حتى يوم الجمعة الماضي، ارتفع إلى 184 قتيل منذ أن أطاحت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة بحركة طالبان في عام 2001، في حين لقي 179 مصرعهم في العراق.
وأشار الى الانقسام الشعبي حول تواجد أغلبية الجنود البريطانيين التسعة آلاف في إقليم هلمند بأفغانستان، معقل طالبان الأقوى والأعنف في الصراع، على الرغم من وجود اتفاق بين مختلف الأحزاب في البرلمان على ضرورة بقاء بريطانيا في أفغانستان.
فيما ذكرت صحيفة "الجارديان" الشهر الماضي أن كبار المسؤولين العسكريين طالبوا بزيادة عدد الجنود بحوالي ألفي جندي، إلا أن براون أعلن أن الحكومة وافقت على نشر 700 فقط للمساعدة في تأمين الانتخابات الرئاسية الأفغانية المزمع عقدها في شهر أغسطس القادم.
http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=280986
ولمطالعة النص باللغة الانجليزية في صحيفة لوس انجلوس تايمز :
http://www.latimes.com/news/nationworld/world/la-fg-british-afghan17-2009jul17,0,569298.story