المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وَنلتَقي (بروين حبيب)



فاطمة عبيدات
31/07/2009, 08:47 PM
وَنلتقي (بروين حبيب)
وَنلتقي، وفي طِياتِ اللقاءِ نَهمُّ نحوَ الوداعِ، لِنلتقي.عِندها، تُحاولُ الحصولَ على بقايا ما تَملكُ من كرامةٍ لِذاتكَ. تبحثُ في الأرجاءِ القريبةِ، والبعيدةِ، المغلقةِ، والمغتصبةِ، تبحثُ بعبَثيّةٍ على كافةِ الأُطرِ المتراميّةَ. تَخلعُ ميثاقَ أفكاركَ، لِبرهَةٍ مُتخذاً مُستراحاً في هيكليّةِ الكَنَبةِ اليابسةِ الباردةَ. تَرمقُ كأسكَ المعهودة في حَيّزها القائمِ بلا إزاحةٍ أو أو فراغْ. تتمنى في صميمكَ لو أنَّ الوطنَ، بيتُكَ مسكنونٌ بعصاً سحريّةٍ كي تتناولَ عَنكَ زِمامَ القاذوراتِ التي تُخلّفها وراءكَ، غافلاً مُتَناسياً. تتقلَّبُ في مِقلاةِ الإضطهادِ، والبلاهةِ، كالآخرينَ.. هذا حالنا، هكذا يتمُ التعاملُ معَ ماهِياتِنا. وإن كانَ للإعتراضِ مَسلَكٌ إلى ديجورِ خُنوعكَ، فلا ريبَّ أنكَ أمهقٌ إمّعةٌ، والعُروبةُ تَخلوكَ كما تَخلو العربيَّ ذاتهُ. هُناكَ كثيرٌ يَحتاجُ لوقفةِ صمتٍ، بلا حِراكٍ ولا أجيجِ بُركانْ. إنما وضعُ كَفٍّ على رِقاعِ وَجَناتٍ، وإذا تمَ تصعيدُ الوقفةِ هذهِ إلى جماعاتٍ وأفرادٍ، فالتغيرُ على أُهبةِ الإستعدادِ والتأهبِ اللامعْ.
وِنلتقي، فهُناكَ مُتسعٌ لأخْذِ مشاعلِ شموسٍ، من مواثيقِ كرامَتنا، وإنسانيةِ الإبداعِ فينا، وجنونِ الجلوسِ فوقَ الغيومِ، فوقَ الغيومِ نُطلقُ العنانَ لأحذيتنا كي ترتطمَ بالحدودِ السفلى.
(بروينُ)، تتخذُ مَكانها المعهودَ في نبراسِ شاشاتنا الهَزيلةَ. (بروينُ)، تترائى حولَ هامةِ وُجودِها، هالةٌ من رونقٍ مُختلفِ الأركانْ.. تحتسي في كأسكَ بضعةٌ من حلاوةِ الإبداعِ، ومرارةُ الحقيقةِ، وشوقُ اللوعةِ، وخفاءُ المعرفةِ، وتمردُ العطاءِ، والفنُ الأصيلُ السابحُ في خلايا الكونِ كوَرَمٍ خَبيثٍ، أبى أن يُقهرَ ليَحيا.
للحظةٍ ما، تَجدُ الذاتَ تقفُ فيكَ أمامَ ذاتها. تأخذُ الزاويةَ المناسبةَ لعناقٍ دافئِ الوِصال. لدفءٍ ينبثقُ من رَتقِ ثيابِ الكلامِ، وجماليّةِ النِتاجِ والمُسائلةَ.
تَرتَحلُ من أرضٍ إلى أُفُقٍ، من رَسْمِ ظلامٍ إلى قَمرٍ، من أن تكونَ أنتَ، لتكونَ أنتَ وغيركَ سواءْ. فترى قماشَ روحكَ هائمٌ، يحومُ بِطَرَبٍ، كيفَ لا؟!، وَ (بروين) تُجددُ اللقاءَ دوماً. تأخُذنا إلى عوالمَ كُنّا قد ظَننا، والظنُّ رِجسٌ يَمسُّنا، بأنّا أغفلناها. تَزرعُ الأوركيدا واللوتسَ والأقحوانَ، في مصطباتٍ تُعاني رائحتها قذارةَ المكانِ. نَعمْ، فالأزاهيرُ بألوانِ الأزمنةِ تُزيحُ غُمّةَ الدونيّةِ الجاثمةِ فوقَ لُجوئنا.
(بروينُ)، وفي الوطنِ معتقلٌ ومنفى، وفي اللقاءِ هروبٌ وجموحٌ لوِجهةٍ غيرِ معروفةٍ، أو مجهولةَ. وَنلتقي، وفي طياتِ اللقاءِ نَهُمُّ نحوَ اللقاءِ، كي نَختفي.
فاطمة عبيدات، القدسُ اللامحتلةَ

مصطفى السنجاري
03/10/2009, 03:57 PM
**)) أنيقة انت في همستك تمتعت بما قرأت من حرفك سيدتي
دمت بكل الحفظ من الله وابقى يرتعك قاطعا في غمده
تحياتي

فاطمة عبيدات
16/10/2009, 08:38 PM
الله يحييكِ أستاذي
الفخر بقرائتك الرخيمة
تحية العراق للقدس