المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما كتبه نزار عبد الله في مؤتمر مساحات شرقية ، دمشق شباط 2009 مؤسسة الاسد



حسين اسماعيل الاعظمي
01/08/2009, 09:57 AM
طباعة منتتصدر عن م
تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر

سوريا – دمشق

ملحق ثقافي

3/3/2009م

الملتقى الدولي الأول للموسيقى الشرقية بدمشق
بادارة مؤسسة الاسد

كتابة : نزار عبد الله

حينما يبدأ الحديث الأكاديمي الموسيقي عن المقام العراقي ، لا يمكن أن يستقيم إلا بالخوض في دراسات وأفكار وتجارب الأستاذ حسين الأعظمي ، الباحث والدارس ومطرب المقام العراقي الشهير.


صورة / حسين الاعظمي يلقي بحثه في المؤتمر ، وبجانبه مدير الجلسة الباحث
الموسيقي الكبير التونسي د. محمود قطاط
وحين يستذكر الباحثون أيضاً أكثر الأفكار التراثية الموسيقية التي تعرضت للنقد لجرأتها في تناول التراث وتاريخ الموسيقى العراقية ، يبرز أيضاً اسم الاستاذ الأعظمي وكتابه (المقام العراقي باصوات النساء). وحين يبحث الملتقى الدولي الأول للموسيقى الشرقية بدمشق في الحوار الموسيقي وأصوله التراثية وتفاعلاته وتأثيراته المختلفة موسيقيا ، لا شك بأن البحث يغنى بدراسات ومحاضرات الأستاذ الأعظمي ..‏
محاضرة حسين اسماعيل الأعظمي في دمشق تناولت مقام الكورد بين النظرية والتطبيق وقاربت البحث عن إجابة لكن السؤال بقي مفتوحا...‏
يقول حسين الأعظمي عن سؤال محاضرته الذي بحث عن إجابة له على مدى 33 عاماً: “الإجابة تكاد تكون صعبة ، بل لا إجابة نهائية حتى الآن .. السؤال محور البحث ، هو لماذا يكتب سلم مقام الكورد نظريا بلا أرباع تونات ، بل يكتب فقط بالتونات وأنصاف التونات .. في حين عندما يؤدى عمليا فإنه يؤدى بأرباع التونات وأنصاف التونات والتونات الكاملة؟”‏
ويضيف: بدأت بالبحث عن إجابة لهذا السؤال منذ 33 عاماً لكنني إلى الآن لم أتوصل إلى الإجابة !.. رغم سؤالي من مصادر عديدة كتابية وشخصية لكبار الموسيقيين العراقيين والعرب .. ربما أميل للاعتقاد أن المقام الذي يؤدى حقيقة هو سلم مقام “المحّير” فهو أقرب إليه من سلم مقام “الكورد” لكن تبقى الإجابة عن هذا السؤال غير نهائية بل ومفتوحة أيضاً”.‏
سؤال حسين الأعظمي عن الفرق بين النظرية والتطبيق في مقام الكورد ، ليس وحده السؤال المفتوح حينما يتعلق الأمر بالبحث في التراث الموسيقي الذي تراكم عبر مئات السنين .. إذ يرى الأعظمي التراث بالنسبة للموسيقى ، تراث حسي ومن الصعب كتابته بدقة... “هو تراث يحتاج إلى الكثير من العمل والبحث والتدقيق ... ونحن نعتمد اعتمادا كبيرا على الفطرة ، فالموروثات المنقولة شفاها هي أساس لا يمكن التخلي عنه .. وهنا يأتي دورنا كدارسين كي نعمل على تهذيب هذه الموروثات الشفاهية ونعطيها الصيغة القابلة للنشر في وسائل النشر الحديثة المتطورة في هذا العصر”.‏
والمقام العراقي من هذا المنظور، هو تراث مدينة بحسب الأعظمي وليس تراثاً ريفياً أو جبلياً أو غير ذلك ... “بل هو نتاج بيئة مدينية وبيئة المدينة هي البيئة الوحيدة متحركة ، وليس عند هذا الحد ، بل الى مدينة بغداد ، وبغداد عاصمة .. والعاصمة هي مركز الدولةومركز الجامعات ومركز الحكومة ومركز الحضارة والفكر .. وبالتالي هذا التراث المتحرك امتزج وتأثر ببيئات آخرى ثابتة”.‏
واجه الأعظمي نقداً كبيرا في العراق مما طرحه في كتابه (المقام العراقي في أصوات النساء) إذ تضمن الباب الأول دراسة مستفيضة عن المقامات العراقــــية

حسين الاعظمي مع انيسه الكتاب
وضمنه الأعظمي اعتقاداً جازما بأن أصل المقامات العراقية هي البيئة الجبلية وليست بيئة مدينة بغداد... ويقول الأعظمي: “في القرون السبعة الممتدة من سقوط العباسيين إلى ثورة عام 1958 في العراق ، خضع العراق إلى غزوات متعددة يكاد يكون غاب عن التاريخ فيها ، وبات عرضة للتأثر بالكثير من الثقافات من الأناضول والصفويين والعثمانيين وحتى الانكليز بداية القرن العشرين ، وخضع أيضاً لتأثيرات مباشرة على الموسيقى العراقية أكثر من أي فترة سابقة... وتبلورت مع الموسيقى العراقية الاصلية عبر التاريخ في بيئة المدينة المتحركة مع تراث من غرب أسيا واواسط آسيا من بيئات ثابتة أعتقد أنها بيئات جبلية”.‏
ويوضح الأعظمي أن بغداد كبنية مدينة وعاصمة ، كان لها الفضل في بلورة هذه التأثيرات المتعددة القادمة من بيئات ساكنة ، وتهذيبها وتشكيلها بشكل منظم حتى بات الغناء العراقي عبر التاريخ له شكل تراثي غنائي موسيقي تطور عبر الزمن إلى أن أوصلنا لعدة مسارات موسيقية منها المقيدة ومنها الحرة .. يقول الأعظمي: “المدينة هي التي خلقت هذا الشكل (الفورم) فيما أصولها الجبلية بحسب ما تصلنا لا تزال نقية أكثر وغير منظمة... وبالتالي ليست بغداد أساساً كموطن جغرافي لهذا الأداء”.‏
وهذا الرأي أيضاً استقطب نقدا آخر في بغداد ، لكن الأعظمي ظل يستدل ليبرهن على رأيه بالمحافظات المحيطة ببغداد ، حتى تلك القريبة منها ، فهي لا علاقة لها بالمقامات الموسيقية العراقية بحسب الأعظمي .. وهذا يعني برأيه أن بغداد هي الحاوية للتراث الموسيقي الحقيقي على مدى تاريخ العراق لكنها ليست موطنه الجغرافي الأصلي ..‏
الاحتفال بالمقام ، كما أراده الملتقى ، ليس دراسةً معمقةً في تاريخ الموسيقى الشرقية فحسب ، بل هو أيضاً بابٌ يُفتح نحو مستقبلٍ يستمد قوّته من ماضيه ومسكونٍ بتعدّدية احتمالاته ..‏
ومن هنا ينطلق الأعظمي ليصف فكرة ملتقى مساحات شرقية بأنها فكرة رائدة في هذا الإطار ، لكنها تحتاج إلى أكثر من ملتقى ، إذ تبرز الحاجة لمتابعة المحاضرات والدراسات في هذا المجال كي نفيها حقها ، وربما يتاح المجال لتحصل الأمانة السورية للتنمية على الكثير من الدراسات والمعلومات والبحوث التي تهم وسط وغرب آسيا .. ويقول: “هذه المنطقة واسعة جغرافيا وفيها شعوب كثيرة والعامل المشترك للأداءات الموسيقية فيها هو الأداءات بما تسمى بالمقامات. هذه الدراسات والملتقيات ذات فائدة عظيمة لجهة توفير الفرصة لمعرفة موقعنا بين جيراننا في هذه المنطقة وفي أي منطقة أخرى في العالم...”‏
ويشير الأعظمي هنا إلى خصوصية العراق رغم انفتاحه وتأثره موسيقياً بالتراث الأسيوي والتراث الإسلامي والعربي ، فبات له هويته الغنائية والموسيقية الخاصة حتى مقارنة بالهوية الغنائية العربية”.‏

ينادي حسين الأعظمي منذ سنوات دراساته الأولى بالتجديد ، ويعتبر نفسه من المجددين في الموسيقى العربية التراثية ، لكن التجديد برأيه يحتكم إلى عدة عوامل تنأى به عن ضياع الهوية ... “أنا أدعو للنهوض، بالانطلاق من الماضي ومعايشة الحاضر والنظر للمستقبل ، وهذا بالنسبة لي ثالوث مقدس، وهي عملية صعبة للغاية وقد تكون بسيطة للغاية ايضا ..! لأنها اشبه بالدائرة الكهربائية متكاملة إن حدث قطع بها فهذا يعني إنهاءها...” ويضيف الأعظمي “أزمة التجديد هي أزمة المعاصرة وهذا موضوع خطير وحساس للغاية ، نزعتي تجديدية بالفطرة لكن العملية تحتاج لخبرة ودراية وتجربة جيدة حتى يصبح عملك التجديدي ينطلق من الماضي والحاضر والرؤية المستقبلية”.‏
من تجارب الأعظمي التجديدية أن كتب المسار اللحني الأساسي للمقامات (الميلودي) بإحدى أطروحاته الجامعية ، في نوطة واعتبره (باص) وبنى عليه الأصوات الأخرى العمودية ... “فكانت المرة الأولى التي يكتب فيها التراث التقليدي عمودياً... الوحيد أنا في كل هذا العمل أغني في منتصف العمل تراثياً بل وممسكاً بزمام الأصالة مئة بالمئة لكني أعطيتها اطارا موسيقيا جديدا تماماً .. والآن أستطيع أن أحمل هذا العمل المكتوب وأذهب بمفردي لأي أوركسترا في العالم لأغنيه معهم ، هم يعزفون النوطة وأنا وسط العمل أغني غناء تراثياً ... وبهذا يكون العمل انتقل من المحلية إلى العالمية”.‏
بطاقة:‏
حسين الأعظمي (العراق)‏‏
1- حسين بن اسماعيل بن صالح بن رحيم العبيدي الأعظمي ، ولد في 8/ايلول/1952 في بغداد مدينة الأعظمية التي تعد مركز مهما لتراث المقام العراقي ، من عائلة تمارس هذا التراث دينيا ودنيويا دون احتراف .
2- رياضي ومدرب دولي في المصارعة الحرة والرومانية وبطل العراق لـ 5 سنوات (1970 – 1975)
3- حاصل على شهادة الدبلوم العالي في الموسيقى والغناء ، وشهادتي البكلوريوس من جامعة بغداد والماجستير من جامعة لاهاي بهولندة في العلوم الموسيقية الشرقية والغربية
4- مدير ومطرب المقام العراقي في فرقة التراث الموسيقي العراقي – مدرس المقام العراقي والموسيقى في المعهد والكلية ببغداد – عميد معهد الدراسات الموسيقية ببغداد – مدير بيت المقام العراقي ورئيس الهيئة الاستشارية فيه – امين سر اللجنة الوطنية العراقية للموسيقيى – عضو اللجنة الاستشارية العليا للموسيقى والغناء في العراق – عضو جمعية الملحنين والمؤلفين الفرنسية .. عضو نقابة المعلمين في العراق ..
5- غنى المقام العراقي في اكثر من سبعين بلدا ، ونال اوسمة وجوائز وشهادات تقديرية عديدة من المهرجانات والمؤتمرات الفنية طيلة اكثر من خمسة وثلاثين عاما من التجربة
6 - حاز على جائزة الابداع الكبرى في العراق عام 1999- ونال لقب فني من وزارة الثقافة العراقية (سفير المقام العراقي) عام 2003 ..
7- نال جائزة (الـ ماستر بيس , A Masterpiece ) العالمية من منظمة اليونسكو 2003. عن بحث وغناء وتحليل في المقام العراقي ..


صورة لشهادة الماستر بيس للاعظمي
8- ألقى العديد من المحاضرات عن المقام العراقي والموسيقى العراقية في المؤتمرات الدولية والجامعات العربية والأجنبية وكذلك المؤسسات الفنية منها: معهد العالم العربي في باريس - معهد الموسيقى العالي بتونس - كلية التربية الموسيقية في القاهرة - جامعة اليرموك في الأردن - الجامعة الاردنية - جامعة فاس في المغرب - جامعة هارفرد ببوستن - جامعة جورج تاون بواشنطن - احدى المؤسسات الفنية في نيويورك –
9 انتقل بعد احتلال العراق إلى عمَّان في الأردن وعمل خبيراً موسيقيا في مؤسسة الملك حسين ومدرساً للموسيقى العربية والغناء في المعهد الوطني للموسيقى بعمان ولايزال على راس عمله .‏
10- مطرب ومدرس وباحث ومؤلف ، وله سبعة كتب في الموسيقى والغناء مطبوعة ، واكثر من هذا العدد مخطوطة ..
11- صدرت له العديد من الالبومات الغنائية بصوته في غناء المقام العراقي بالاقراص المدمجة CD في اوربا وبلدان اخرى ..
12- تم ادراج اسمه ونبذة عن حياته في موسوعة اعلام القرن العشرين في العراق .
13 – كرمته جمعية المترجمين واللغويين العرب الدولية مطلع عام 2008 كواحد من العلماء والاعلام العرب ..
14- منحته جمعية المترجمين واللغويين العرب الدولية شهادة الدكتوراه الفخرية مطلع 2009



World Association of Arab Translators and Linguists (WATA) bestows صورة لشهادة الدكتوراه Hussain Al-Aadhami an honorary Ph.D. in 2009.

15 – منحته وزارة الثقافة الاذربيجانية شهادة الدبلوم الفخرية للنجاح الكبير لحفلته في مهرجان عالم المقامات في باكو 2009 آذار
16 - تم تكريمه محليا وعربيا وعالمياً ، ومنح العديد من الجوائز عن أدائه الرائع في العديد من بلدان العالم .. مقدماً حفلات ومحاضرات حول المقام والموسيقى العراقية والعربية
17 - آخر دراساته وأبحاثه الموسيقية أن نشر كتاباً جديدا منذ شهر يتناول (الطريقة القبانجية) في المقام العراقي لمؤسسها محمد القبانجي ، وهو دراسة فنية تحليلية نقدية لأبرز الطرق الغنائية المقامية في القرن العشرين ..‏
18 - يقضي الآن وقتاً يصفه بالطويل أمام شاشة الكومبيوتر يتصفح الانترنت وينشر مقالات شتى في عناوين تتمحور حول المقام العراقي في مجلمها ..‏

E - mail: admin@thawra.com