المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القرآن وذو القرنين والمقدوني



عدنان أبوشعر
02/08/2009, 08:47 AM
ليس من العدل والنصفة أن يُختزل تاريخ رجل كالاسكندر المقدوني في سطور، وليس من النزاهة أن تُستدعى أشباح عيوبه ونقائصه، ثم لا يشار إلى خصلة حميدة في طبعه أو جانب مشرق في مناحي سلوكه وحياته. وأربأ بنفسي أن أبخس الناس أشياءهم، ولكن المقام يفرض التركيز بإلحاح على الجوانب السلبية لا بل المبتذلة من شخصية هذا الرجل؛ ليس من منطلق كيديّ بل دفعاً لفرية أناخت بكلكلها على سيرة صالح الذكر (ذي القرنين) حين ربطه البعض- جهلاً به- بشخصية قائد عسكري مَرَدَت نفسه على حب العظمة، وقضى شطر حياته القصيرة بحثاً عن مجد شخصي وصولاً لتأليه نفسه، وأمر الناس بالسجود له إلهاً أو ابن إله[1].

وبما انه ليس غريباً على قواعد النقد الأدبي والفكري تناول السيرة الذاتية للكاتب لإنارة بعض الزوايا المظللة من آليات تفكيره، فإنني أسمح لنفسي – وأنا بصدد الرد على مقال للأستاذ محمد العسكري[2] – أن أشير إلى وجوب قراءة النافذة التي تعرف به في الموقع، وأتمنى متابعة ما كتبه على موقعه:
http://hiwaraladian-askrimohamed.blogspot.com
وأرجو الاطلاع على مقالاته وآرائه في مظانها.

أبدأ بالقول أن مدار بحث الأستاذ حول (زَحْـلٍ) جغرافي- تاريخي لأحداث كل من التوراة والإنجيل و مسار الاسكندر المقدوني[3] صوب تونس، هكذا دون أدنى مستند تاريخي ثابت، اتكاءً غير مسبوق على نصوص ضعيفة واهية وأحلام يقظة وردية[4].

أدهشني إصرار الكاتب على ليّ أعناق النصوص - مستفيداً من بعض إشارات القرآن الكريم التي تفيد (الجهة) وليس (المكان). والقرآن – كما نعلم - لا يحدد عادة المواقع الجغرافية للأحداث[5]، "وهذه سمة مطردة في قصص القرآن. فالتسجيل التاريخي ليس هو المقصود، إنما المقصود هو العبرة المستفادة من القصة، وهي تتحقق بدون حاجة إلى تحديد الزمان والمكان في أغلب الأحيان". [6]

وسأعمد إلى تحقيق ما أورد من معلومات على ضوء الكتاب (القرآن الكريم) والتاريخ:
يقول الكاتب أن الاسكندر المقدوني قد بدأ رحلته من اليونان باتجاه الغرب الأقصى (تأكيداً لزعمه أن ذا القرنين هو الاسكندر الأكبر)، وهذا مناف للواقع والتاريخ. إن كل الوثائق والمواد التاريخية التي بين أيدينا تؤكد وصول الاسكندر إلى مصر دون توغله غرباً، فلم تطأ قدماه أرض تونس أو الجزائر أو المغرب، وجلّ ما زاره هو معبد آمون في صحراء سيوه فكيف يزعم أخانا أنه وصل إلى تونس؟
ولقد ذكر المؤرخ الروماني يوسيفوس فلافيوس (Josephus Flavius) ( للميلاد 38-100) خطوات فتح الاسكندر لمصر لكنه لم يأت على ذكر وصوله إلى سبيطلة [7] (سفيطلة) أو أي مدينة تونسية.
ويدعم ما ذهب إليه (يوسيفوس) الوقائع التي كتبها المؤرخ آريان(Arrian)- والتي دونت رحلات الاسكندر عام 200- مما ينفي بالكلية ما ذهب إليه الكاتب. وقصارى ما بلغه توغل الاسكندر المقدوني في شمال أفريقيا هو سيرين (Cyrene) العاصمة القديمة لمملكة أفريقيا الشمالية في ليبيا (سيرناسيا) وهو رأي لم أجد ما يعضده.
ويبدو أن كتاب (حياة الاسكندر) للفيلسوف فلوطرخس [8] (Plutarch)، لا يسعف الأستاذ محمد العسكري بما يدعم تلهفه لتلفيق زيارة الاسكندر لتونس.
ثم ننتقل خطوة إلى الأمام لقراءة ما دونه المؤرخ ول ديورانت (Will Durant) جامعاً وملخصاً ببيان ساحر كل ما كتب عن حياة الاسكندر المقدوني، فلا نجد أي إشارة لتوغل الاسكندر حتى (سبيطلة).
ويزيد الكاتب في شطحاته فيفيدنا بأن الشمس غربت أمام (اسكندره) بين جبلين أحدهما جبل أشعياء النبي واسمه (جبل الشعانبي)الذي بنيت عليه (دولة) النبي داود [9] ؟؟ وفيه التابوت الذي نوّه عنه القرآن[10].
ولم يكن الأستاذ محمد العسكري في محاولته (أسلمة) العربيد السكير المثلي الوثني الاسكندر بن فيليبوس الثاني أول من أخطأ الطريق، فبعض مفسري القرآن – وبسبب عدم توفر المادة التاريخية اليونانية بين أيديهم، و اعتمادهم على روايات الكتاب المقدس (العهد القديم والعهد الجديد)- قد خلطوا بين شخصية ذي القرنين و الاسكندر المقدوني. والحكم الوحيد في هذا الأمر هو الوصول إلى نفي -أو إثبات- تطابق الشخصيتين من خلال دراسة المواصفات الشخصية لكل منهما من خلال قراءة الوثائق التاريخية ووثيقة القرآن الكريم.

وعند مراجعتنا لمواصفات ذو القرنين في القرآن نقرأ التالي:
{قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا* قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا } [الكهف:86-88].

{قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ} [الكهف:95].

{قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا} [الكهف:98].

يتضح من الآيات البينات آنفة الذكر:
1-أن القرآن واضح كل الوضوح في إقرار حالة خطاب علوي بين الله سبحانه وذي القرنين؛ سواء كان مباشراً أو عبر وحي أو عن طريق الإلهام.

2-إذعان ذو القرنين لله ومشيئته وأوامره.

3-إقرار واضح من قبل ذي القرنين بالآخرة وبالحساب والجزاء.

فهل يتطابق هذا مع سيرة الاسكندر الوثني وديانته؟
من خلال قراءتنا لتاريخ حياة الاسكندر المقدوني نمر على هذه الأحداث:

•قتل أهل طيبة (Thebes) حامية الاسكندر المقدوني أثناء غيابه في معركة مع الفرس صوب نهر الدانوب، فلما عاد دمّر مدينتي طيبة و الليرانس (Illyrians) عن بكرة أبيهما، وأبقى على المعبد (لاحظ احترامه للآلهة) وعلى بيت الشاعر اليوناني بيندار (Pindar)، وأما من نجا من أهل المدينة وكانوا قرابة ثمانية آلاف شخص فقد باعهم في سوق النخاسة.

•في ربيع عام 331م خرج الاسكندر بموكبه من الإسكندرية إلى باراتونيم (مرسى مطروح ) حاليا، ومنها إلى الجنوب في طريق القوافل المعروفة باسم سكة السلطان، وعند وصوله معبد إله الشمس آمون- رع (Amon-Ra) المعروف بزيوس (Zeus) عند اليونان نصبه الكهنة فرعوناً على مصر وابناً لكبير آلهة مصر وألبسوه تاج آمون (وهو على شكل رأس كبش ذو قرنين وهو سبب تسميته بذي القرنين).

•كان مولعاً بالسحر والشعوذة كما وصفه (فلوطرخس): " بقي إلى آخر أيام حياته عبداً للخرافات والأوهام، شديد الثقة بالعرافين والمنجمين الذين تزدحم بهم حاشيته. وقد قضى الليلة السابقة لواقعة (أربيلا) يقوم بمراسم سحرية مع الساحر أرستندر (Aristander) ويقرب القربان إلى إله الخوف. وكان هذا الرجل الذي واجه الناس والوحوش بشجاعة ونشوة يرتاع لأقل النذر الموهومة". [11]

•في شتاء 331 ق.م، وبعد هزيمة ملك الفرس دارا (داريوس-داريوش)، دخل إلى مدينة اصطخر (بيرسبوليس - Persepolis) عاصمة الفرس، فجعلها قاعاً صفصفاً بتحريقها بمن فيها. رداً على غزو الملك (أجزركسيس بن دارا الأول) عام 480 قبل الميلاد لأثينا.

•"لما استولى على غزة بعد أن حاصرها واقتحم أسوارها واستفزته بطول مقاومتها أمر بأن تخرق قدما باتيس (Patis ) قائدها الباسل، وأن توضع فيهما حلقات من نحاس. ثم أسكرته ذكرى أخيل، فشد القائد الفارس بعد موته إلى العربة الملكية بالحبال، وجرت به بأقصى سرعتها حول المدينة"[12]، كذلك سمح لجنده لما قاومته مدينة صور بضراوة، قتل ثمانية آلاف من مواطنيها العزل، وباع ثمانين ألفاً بيع الرقيق.

•في أواخر أيامه كان عنيفاً ومنفرداً برأيه وبربرياً، وقام بقتل أقرب أصدقائه إليه كليتوس (Clitus) – الذي أنقذه من الموت أثناء معركة نهر (غرانيقوس) مع الفرس- لمجرد انتقاده لتصرفاته الرعناء.

•أمضى آخر أيام حياته مدمناً على الخمر، مما أفقده اتزانه، وجعل البعض يتربصون به ويحاولون القضاء عليه.

ومن خلال هذه الوقفات السريعة في سيرة الاسكندر المقدوني يتبين لكل حصيف أن مواصفات هذه الشخصية العنيفة من الناحية السلوكية والعقائدية والنفسية لا تتطابق من قريب أو بعيد مع تلك الأخلاق الربانية التي عرف بها ذو القرنين، وأن فكرته حول غاية الوجود الإنساني وعلاقة الإنسان بخالقه مبنية على أسس ميثولوجية إغريقية بحتة، كيف لا وقد ترعرع في حضن أم أوهمته أن جده آخيل، " فاعتاد أن ينام متوسداً نسخة الإلياذة وبجواره خنجره، كأنه يرمز بهذا إلى أداته وهدفه". [13]
وغرس فيه أبوه (فيليب) حب السلطة والسلطان والهيمنة، وقد طالما همس في أذنه - كما يقول فلوطرخس: " أي بني، إن مقدونية لا تتسع لك، فابحث لنفسك عن إمبراطورية أوسع منها، وأجدر بك".
أجد الاستمرار في سوق الأمثلة بهدف المقارنة ضرباً من إضاعة الوقت، فأين الاسكندر من عبد صالح يصوره القرآن زاهداً بحطام الدنيا رغم أن الله مكّنه في الأرض { وأتيناه من كل شيء سبباً} وينسب ما لديه من أسباب القوة إلى خالقه وممكنه من تلك الأسباب اعترافاً بربوبيته وفضله: { ما مكني فيه ربي خير}.

أعود فأقول وأختم إن القرآن الكريم لا يعوّل على زمن الحدث ومكانه وشخوصه بمقدار ما يؤكد على القيمة السرمدية-الجوهرية التربوية المتضمنة في النص فكأنه لا يفتأ يتنزل على القارئ ساعة يقرؤه رغم اختلاف الزمان والمكان والشخوص لأنه (لا يبلى على كثرة الرد).

مع كل الحب
عدنان أبوشعر:mh78:

الهوامش:
1- " وكان أكبر شاهد على ارتداده عن دينه[أي الوثنية الإغريقية] أو على حسن سياسته هو جهره بإلوهيته؛ وذلك أنه بعث في عام 324 [ق.م] إلى جميع الدول اليونانية ما عدا مقدونية يبلغها أنه يرغب في أن يعترف به من ذلك الوقت ابناً لزيوس-آمون. وصدعت معظم الدول بما أمرت" ديورانت، ول، قصة الحضارة، ج2، مج 2، الكتاب الرابع، ص533، ترجمة محمد بدران، جامعة الدول العربية.

2- لعل التسمية تيمناً بالإمام الغائب الثاني عشر عند الإمامية الجعفرية : محمد بن الحسن العسكري. واسم الكاتب الأصلي: محمد علام الدين بن أحمد بن التهامي/تونس.

3- هو الاسكندر الأكبر واسمه ميغاس أليكساندروس باليونانية، و يلقب بالاسكندر المقدوني (356 ق.م. - 323 ق.م.) حاكم الإمبراطورية المقدونية، قاهر الإمبراطورية الفارسية وواحد من أذكى وأعظم القادة الحربيين على مر العصور. وُلد الاسكندر في بيلا، العاصمة القديمة لمقدونيا القديمة. ابن فيليبوس الثاني المقدوني ملك مقدونيا القديمة وابن الأميرة أوليمبياس أميرة إيبيروس (Epirus). كان أرسطو معلمه الخاص. درّبه تدريبا شاملا في فن الخطابة والأدب وحفزه على الاهتمام بالعلوم والطب والفلسفة.

4- لاحظ تأوله للغربان (وهي لقطة من فلم أنتجته هوليود عن الاسكندر) في مقاله: " وأيضا ذكر التاريخ أن الإسكندر كانت توجهه الغربان إلى المكان الذي (دعاه الله) إليه وكان عندما يخرج عن الطريق تصيح الغربان فيعلم أنه ضل الطريق."، تأويلاً لما ذكر عنه حين ضاع في صحراء سيوه وهو في طريقه لمعبد آمون.
5- {ادخلوا هذه (القرية) }[البقرة:58]، {أو كالذي مرّ على (قرية)} [البقرة:259]، {واسألهم عن (القرية التي كانت حاضرة البحر)} [الأعراف:163]،{ حتى إذا أتيا أهل (قرية) استطعما أهلها} [الكهف:77]. ومن أسماء مدن الجزيرة العربية التي يسكنها من نزل عليهم القرآن الكريم لم يذكر مكة إلا مرة واحدة[الفتح:24]، و بكة [آل عمران:96] ويثرب[الأحزاب 13] كذلك.. أما المدينة فهو الاسم الجديد لها وأكثر منه للحض على استخدامه –والله أعلم. واختلف المفسرون بشأن (الأحقاف) هل هي في اليمن أم في حضرموت أم في الشام ( أنظر ما نقله الطبري في تفسير سورة الأحقاف من آراء مختلفة حول مكانها). أما (مدين)، فلم يحدد المفسرون موقعها إلا ابن كثير إذ قال إنها قرب معان. ومن أمكنة المعارك التي تمت لم يذكر إلا (بدر)، ولم يحدد المكان الذي غلبت الروم فيه:{ غلبت الروم في (أدنى الأرض)}[الروم:2}، ولم يأت على بيان المكان الذي وصله ذو القرنين :{حتى إذا بلغ (مطلع الشمس).. حتى (إذا بلغ مغرب الشمس)}[الكهف:86-90].

6- قطب، سيد، في ظلال القرآن، ط3، ص 2291، ج16، مج 4، دار الشروق، 1977، بيروت- القاهرة.

7- سبيطلة (وهو اسمها الرسمي ، وقد وردت أيضا في بعض الكتب باسم سفيطلة) بلدة في وسط غربي تونس، تقع في ولاية القصرين. كانت عاصمة دولة أمازيغية كاثوليكية تابعة لروما ثم للقسطنطينية، فتحها عبد الله بن أبي سرح. ليس فيها أية معالم يونانية، بل معبد الثالوث المقدس عند الرومان فينوس و جوبيتر.

8- فلوطرخس (46-120م)، فيلسوف ومؤرخ يوناني الأصل رومي المواطنة، من مؤلفاته (حياة الاسكندر).

9- لا أدري لماذا يقحم (هكذا وبدون أدنى دليل) وجوداً يهودياً تاريخياً على أرض تونس، أمن أجل أن تصبح عبارة "حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل" والمكتوبة على جدار الكنيست الصهيوني: حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى تونس؟؟

10- أطالب الكاتب بالبرهان والدليل الشرعي عما بزعمه أن من يحاول الاقتراب من هذا التابوت يحرق بنار، وهل له حرمة أكبر من قبر المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ ولا تتعدى موجودات التابوت سوى نعلي موسى وعصاه وعمامة هارون وبعض المن والسلوى وصور بعض الأنبياء وبعض الألواح من الرصاص حسب رواية التوراة.

11 - ديورانت، ول، قصة الحضارة، ج2، مج 2، الكتاب الرابع، ص519، ترجمة محمد
بدران، جامعة الدول العربية.

12- ديورانت، ول، قصة الحضارة، ج2، مج 2، الكتاب الرابع، ص521، ترجمة محمد بدران، جامعة الدول العربية.

13- ديورانت، ول، قصة الحضارة، ج2، مج 2، الكتاب الرابع، ص516، ترجمة محمد بدران، جامعة الدول العربية.

أماني العاقل
02/08/2009, 10:39 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الكريم عدنان أبو شعر
لم يفتح الرابط عندي، لكن ما قدّمته من مسوّغات تجعل العقل يقيم مقارنة ترجّح أن هناك اختلافاً وتناقضاً بين الشخصيتين، أكاد أجزم بأن الإسكندر المقدوني شخصية تاريخية بعيدة عن "ذو القرنين"، لكن سؤالي بتقديرك متى وجد "ذو القرنين" الذي ذكره القرآن دون تحديد زمانه أومكانه، والتابوت الذي ورد ذكره في الآية: (وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هرون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين )، بافتراضك وتقديرك أين هو الآن !! هل فرّطو به!، قد يكون سؤالي طوباوياً لكن معلوماتي متواضعة جداً عن هذه المواضيع .
أشكر مجهودك
احترامي وتقديري

قميتي بدرالدين
02/08/2009, 11:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اشكرك استاذنا على هذا الموضوع الذي اثير عليه الكثير من الغبار لا يختلف عاقلين بان هنا اختلاف بين الشخصيتين موفق ان شاء الله مع تقديري واحترامي استاذنا الكريم

نبيل الجلبي
02/08/2009, 12:36 PM
أنقل هذا المقطع من رد للدكتور خالد العبيدي على مطاعن الدجال زكريا بطرس فيما يخص ذي القرنين :
اعترض صاحبنا كذلك على قضية غروب الشمس في عين حمئة في قصة ذي القرنين من سورة الكهف من قوله تعالى (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً) (الكهف:86) لقد بينت تفصيل ذلك في كتابيّ (المنظار الهندسي للقرآن الكريم) و(تفصيل النحاس والحديد في الكتاب المجيد)، وباختصار لو تأملت الآية ملياً وكان لديك بعض الإلمام بلغة العرب لما اعترضت، يقول تعالى )حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً) (الكهف:86). أنت تقول أن الآية تعني أن الشمس تغرب في العين الحمئة –وهو تفسيرك أنت طبعاً ولا دخل للحقيقة في ذلك- طيب وهل القوم الذين عندها موجودون دون ان يمسهم شيء من حرها ولفحها ؟!، تدبر يا هذا وحكّم عقلك، فآيات الشمس في القرآن كثيرة تبين أنها تسبح في فلك خاص ولا يمكن لها أو للأرض أو القمر بأي حال من الأحوال أن يدرك بعضهم بعضاً )وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (الانبياء:33)، )لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يّـس:40). طيب حيث أن ذلك إقرار قرآني قبل العلم الحديث بأن الأفلاك تسبح في الكون بنظام معجز دون ان تضطرب في حركتها وانتبه هنا لكلمة يسبحون، فالسباحة تقتضي مادة يتم السباحة فيها فأنت لا تسبح في فراغ وهذا سبق قرآني بإن فكرة الفراغ الكوني غير صحيحة بل هي مادة ولكن من نوع خاص وهو ماكتشف حديثاً من أن الكون يتكون من مادة تسمى مادة الظلام الكوني (dark matter).

بل إن القرآن الكريم أول كتاب في تاريخ البشرية يفرق بين الكوكب والنجم، وبين النور والضوء وهي حقائق فيزيائة لم تكتشف إلا بعد نزول القرآن بأكثر من 1300 عام. كما بين القرآن الكريم المغزى من حركات الكواكب والأفلاك وهو تحديد الوقت لمصالح العباد، يقول تعالى )هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (يونس:5).

حسناً، اتفقنا إذن أن القرآن يبين هذه الحقائق التي لم تعرفها البشرية بل وأنكتها حتى بعد نزول القرآن كما حصل للمسكين غاليلو الذي اتهمته كنيستك المحترمة بالزندقة عندما ادعى حركة الأرض وكرويتها. فكيف إذن نفهم أن الشمس تغيب في بحيرة أو عين دون أن تحرق من عندها من قوم؟!، الواضح يا هذا أنك لو وقفت على جبل قرب بحر أو بحيرة وتأملت الغروب لوجدت أن الشمس كأنها تنزل في البحر وهو وصف لما تراه عينك. ولقد وصف العالم أبو الكلام في رحلته لكشف أسرار رحلة ذي القرنين في كتابه القيم (ويسألونك عن ذي القرنين) هذا الأمر عندما اكتشف السد في منظقة جبال القوقاز بين بحر قزوين وبحر الأسود فوقف على أعلى قمة وتأمل الغروب ليجد الوصف القرآني تماماً كما هو بالضبط شمس تغرب في البحر وفيه جزر كثيرة واضحة للعيان بسبب علو المكان وفي تلك الجزر بحيرات داخلية كأنك تتخيل الشمس تنزل في تلك البحيرات.

جمال الأحمر
02/08/2009, 12:47 PM
أخي الأستاذ الفاضل: عدنان أبو شعر

السلام عليكم

1- أنا معجب بكتاباتكم، فجازاكم الله خيرا على هذا البحث الذي أصاب المحز، ووافق الصواب الصَّحاح الذي قرره علماء الإسلام!

2- إن الأدلة التاريخية التي تفضلت بإيرادها جعلت الحق أبلجا من هذه الناحية...وبان لكل ذي عينين أن الأستاذ المدعو (محمد العسكري) لم يأت إلا بأوهام تاريخية للبرهنة على أغلوطة في موضوع ذي القرنين.

3- اطلعت على مدونة المدعو (محمد العسكري)، التي تفضلتم بذكرها، فوجدته يستند إلى روايات توراتية وإنجيلية تاريخية غير موضوعية ولا محترمة من الناحية المنهجية الأكاديمية. إنه يتحدق عن تونس أخرى، لا نعرفها واقعا ولا تاريخا، بل توجد في عقله فحسب.

4- إن حوار الدياينات في مستوياته الدنيا (Interfaith Roundtable ) لا يقبل هذا الأسلوب، أما بقية مستوياته فلا تكون بطريقة الدس على الإسلام لصالح اليهودية؛ لأن ظاهرها جمع للمعطيات المشتركة بين الملل الثلاث، وباطنها ضرب الإسلام في جوهره. إن هذه الطريقة تطعن في ديننا من خلال ضرب عقيدتنا الصحيحة، بإدخال أوهام توراتية وإنجيلية لا يوافق عليها النقدة من أهل الملل الثلال. ومن الذين يرفضون هذا الأسلوب: (مارتن لوثر)، وكثير من تلاميذه، وكثير من الطوائف الأخرى وعلى رأسها (شهود يهوه)، ومن آخر المعروفين في ذلك الراهب النصراني (هانتز كزنغ) (Hanz Kung).

وهذا ما يسعى العقلاء إليه:


5- Our intent is not to be a group that puts aside all our differences and
tries to find the least common denominator for being in the same room. Thus, our global vision is not to dream of a time where all religions are one, when there are no denominations and world religions have evolved into one religion. Instead, our goal is for all of us to be true to our own faith traditions while at the same time respecting, honoring and understanding all people and groups whose religious outlooks are different from our own.

6- الموضوع شيق، ويغري بتوسعته إلى أصوله وفروعه.

تقبل تحية من أخيك ابن قصر الحمراء...السلام عليكم

صلاح م ع ابوشنب
03/08/2009, 02:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستاذ عدنان ابو شعر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
اتفق معك على أن الاسكندر الاكبر لم تطأ قدماه تونس ولا يوجد أى دليل على ذلك ، اما من جهة نعته بكل تلك الصفات الرذيله دون ان تكون له فضيله واحدة يمكن ذكرها فاننى اعتقد أن ذلك من غير المنصف ، إن الاسكندر الامبراطور الشاب الذى اسس اكبر امبراطورية فى التاريخ وخاض اشهر المعارك كان له الكثير من الاعداء بقدر اتساع مملكته المتراميه الاطراف ، وقد الصقوا به الكثير من التهم الباطله ، وكادوا له كثيرا ، ثم لماذا نتحدث عن الصفحات السوداء فى حياة الاسكندر ولا نتحدث عن البيضاء وننشر السلبيات ونتناسى الايجابيات ، فكما ان هناك كتابات اساء ت كثيرا الى الاسكندر فإن هناك كتابات انصفته ، إن ول ديورانت نفسه اثنى فى كتابه قصه الحضارة على الاسكندر ، وكثيرا اكدوا على أن الاسكندر كان معتدلا فى اشباع ملذات جسده وكان قليل شرب الخمر ، ولم لا وقد تتلمذ على يد ارسطو طاليس الذى كتب عنه كلاما يثنى فيه عليه كثيرا رغم أن الاسكندر اختلف مع استاذه فى كثير من الافكار فقد كان ارسطو يؤمن بأن اليونانيين هم سادة بنى البشر فعارضه الاسكندر بعد انطلاقته خارج حدود وطنه ورؤيته لعظمة الحضارات الاخرى كالحضارة الفرعونيه القديمه التى فوجىء بتقدمها فى شتى العلوم على حضارة الاغريق فاحترمها واثنى عليها وكذلك فعل مع الحضارة الفارسيه ومن هنا تبلور لديه فكر جديد عرف من خلاله ان الاغريق ليسوا سادة بنى البشر ، وان البشر كلهم سواسيه . ولا يوجد قائد عظيم مثل الاسكندر ليس له اعداء يلصقون به كل نقيصه وينحون عنه كل فضيله .
اما من ناحية تسميته بذى القرنين فهذا ثابت تاريخيا وبالادلة الماديه ، فقد البسه كهنة معبد امون بواحة سيوة خوذة الاله الكبش ذات القرنين ، وافتخر بارتدائها وتخلى عن خوذة ابائه واجداد ...!!! فهل ترى الاغريق سيفرحون بتلك الفعلة ؟ أم سيكيلون له كل نقيصه ويتهمونه بكل اتهام ... لدينا فى مصر العملة الذهبية التى أمر الاسكندر بصكها بعد أن لبس تلك الخوذه وهى ما تزال محفوظه لدينا فى الاسكندريه فى المتحف اليونانى الرومانى حتى الان ويظهر فيها القرنان بوضوح .
إذن فالثابت انه سمى بذى القرنين .. هذه واحدة ..
ثانيا : عند اخذ القائد الاغريقى برديكاس التابوت الذهبى الذى كان يحمل جثة الاسكندر متجها به الى مسقط رأس اجداد الاسكندر كى يدفن فى مقابر عائلته الملكيه ، عرج بعسكره على مصر رغبة فى احتلالها ، لكن بطلميوس تصدى له وخرج له بجيش كبير ، وكان من حسن حظ بطلميوس ان تمرد جنود برديكاس عليه وقتلوه قبل أن يصل اليه بطلميوس ، فسهل على بطلميوس الاستيلاء على التابوت الذهبى الذى به جثه الاسكندر واحتفظ به فى بادى الامر فى قصره بالحى الملكى بالاسكندريه . ثم بعد ذلك استبدل بطلميوس التابوت الذهبى لنفسه ووضع جثة الاسكندر فى تابوت من زجاج بعد أن افراد له ضريحا خاصا فى ( الميرون بيديون ) الميدان الكبير بالاسكندريه الذى كان متشكلا من الشارعين الرئيسى بالمدينة ( السوما والكانوبى ) . وقد تحدث هيرودت فى ذلك واسترابون واخيليوس تاتيوس وغيرهم كثيرون .
ثالثا : فى كتاب المؤرخ ليون الافريقى الذى كتبه بالفرنسيه نجد هذه العبارة : (( اتيت الاسكندريه وكانت خرابا ، وكان بها معبد به جثة الاسكندر الملك النبى ، ورأيت أهل الاسكندريه المسلمين يحجون الى هذا القبر تبركا به )) .
رابعا : هناك كتابات تاريخيه موثقه بعيده عما الصقه به الاغريق من نواقص ، هؤلاء الا غريق الذين كانوا ينتسبون الى العائلة المالكه والذين اتخذهم الاسكندر قوادا لجيوشه هم أول من اتهمه وانقصوا من قدره وهم انفسهم أول من تنازعوا ملكه حتى قبل أن يتم دفنه ، وهذه حال العظماء على مر التاريخ تخرج أوائل اعدائهم من اقربائهم وأصدقائهم .
ارجو الا يفسد اختلاف الرأى للود قضيه ، ولسوف استعرض أن شاء الله ما كتبه ول ديورانت عن محاسن الاسكندر لاحقا وكذلك ما كتبه عنه استاذه ارسطو طاليس .
مع اطيب تحياتى وخالص مودتى ،،،،
صلاح ابوشنب
صاحب كتاب هنا قبر الاسكندر

محمد اسلام بدر الدين
03/08/2009, 04:01 AM
اسجل حضوري لأستمتع بالحوار الراقي الذي يدور على تلك الصفحات
منكم نتعلم ونستفيد.
شكرا للأستاذ الكبير عدنان ابو شعر على هذا المقال القّيم والبحث الرائع الذي قام به ليتحفنا بما جاء فيه.
وشكرا للأستاذ الكبير صلاح ابوشنب على ما أورده من معلومات لأول مرة أسمعها وفي أنتظار باقي ردوده .
وأرجو منه أن يوضح هل ما كتب هنا يستدل به على أن الاسكندر المقدوني هو ذي القرنين الوارد ذكره في القرآن الكريم؟ وإن كان ذلك صحيحاً، فما هو الدليل؟
وهل معنى حج المسلمون المصريون لقبر الأسكندر الملك النبي أنه هو ذي القرنين؟

في انتظار مساجلاتكم الأدبية الراقية الشيقة جدا

وبالله التوفيق

عدنان أبوشعر
03/08/2009, 08:00 AM
الأستاذ القدير صلاح أبو شنب
تحية محبة لك ولكل المثقفين في مصر الحبيبة

سأرتب ردي ضمن نقاط تتناول المعطيات التي أوردتها أولاً بأول:

1- قولك: " اما من جهة نعته بكل تلك الصفات الرذيله دون ان تكون له فضيله واحدة يمكن ذكرها فاننى اعتقد أن ذلك من غير المنصف".

ردي: بدأت موضوعي بجمل لا تحتمل التأويل وأكدت أن تناولي للسمات السلبية في شخصية الاسكندر فرضه اضطرارٌ يقتضيه البحث، لا بل أبديتُ أسفاً لعدم تمكني التنويه عن محاسن الرجل –كما تقتضيه أخلاقنا التي علمنا إياها القرآن- ونص ذلك:
" ليس من النزاهة أن تُستدعى أشباح عيوبه ونقائصه، ثم لا يشار إلى خصلة حميدة في طبعه أو جانب مشرق في مناحي سلوكه وحياته. وأربأ بنفسي أن أبخس الناس أشياءهم".

ومراد كلامي –وهو واضح كل الوضوح- أن أي مادة تاريخية (محققة) عن تاريخ حياته تفيد خروجه عن قواعد الشرع الإسلامي - سلوكاً أو عقيدة - كفيلة بحسم قضية أساسية هي مدار بحثنا وصلب ما نسعى للوصول إليه: (هل هو العبد الصالح الذي نوه عنه القرآن [ أي ذو القرنين] أم لا).
والأستاذ محمد عسكري كفىّ ووفىّ في تبيان أن الاسكندر المقدوني كان يتلقى الخبر من السماء (بدليل غراب هوليود الذي دله على مكان ميعاده مع ربه) فعدّها بينة لا ترد وحجة لا تدفع، تؤكد مزاعمه أن الاسكندر هو بعينه ذو القرنين الذي تحدث عنه القرآن. ثم لم يفلح بالإتيان ولو بدليل علمي واحد، واكتفى بتكذيب ما نقله المؤرخون المعاصرون واللاحقون عبر التاريخ، غير عابئ بالقاعدة الأصولية: نفي الوجدان لا يقتضي عدم الوجود. ومن هنا جاء دوري – رغم قراءتي لكل الجوانب الإيجابية التي ذكرها فلوطرخس و يوسيفوس فلافيوس وآريان و ديورانت وغيرهم الذين لم تعوزهم النزاهة ولم يتآمروا على الاسكندر كتآمر جنوده وقادته عليه لخلعه شعارهم المقدوني، وأن أنفي بالحجة والدليل التاريخي الثابت فرية يحاول أصحابها من خلالها إقحام شخصية وثنية بكل تفاصيلها داخل النص القرآني. واعتمدت أساساً لدفوعي قاعدة متبعة في علم الجرح والتعديل تتعلق بشرطي العدالة والمروءة، فعكفت على إيراد الشواهد والأدلة التي لا تبقي لحصيف مجالاً للشك أن الله الحكيم لا يمكن أن يضع النبوة أو الوحي في شخص سكير (و فلوطرخس يشير بنزاهة أن الاسكندر كان مقلاً للشراب مقارنة مع أترابه عندما كان في مقدونيا، بيد أنه تحول إلى مدمن في آخر أيامه)، ولا يمكن له أن يضع النبوة أو الوحي مع مجرم حرب ( رغم أن ديورانت يذكر بنزاهة أنه تجاوز عن بعض أعدائه في أكثر من موضع)، ولا يمكن أن يضعها فيمن يتجاوز عن عبادة الأوثان وتعدد الآله ( وكل المؤرخين وما لدينا من القطع النقدية والتماثيل تشير إلى وثنيته)، بل كان حرياً بهذا (المؤمن) إنْ صدقَ إيمانه – أعني الاسكندر- أن يحذو حذو أخناتون على أقل تقدير، فكيف نسلكه بركب الأنبياء والصالحين الذين لا يقبلون أدنى حد من المهادنة بموضوع الربوبية والإلوهية؟

2- قولك: " اما من ناحية تسميته بذي القرنين فهذا ثابت تاريخيا وبالأدلة الماديه ، فقد البسه كهنة معبد آمون بواحة سيوه خوذة الإله الكبش ذات القرنين ، وافتخر بارتدائها وتخلى عن خوذة آبائه وأجداده..فالثابت أنه سمي بذي القرنين".

ردي: كأنك تشير من طرف خفي بأني أنكر هذه الحادثة وسببَ تلك التسمية، بل ما المانع أن يلقب بذي القرنين؟ وقد أوردتها في مقالي وإليك نص ذلك:
" وعند وصوله معبد إله الشمس آمون- رع (Amon-Ra) المعروف بزيوس (Zeus) عند اليونان نصبّه الكهنة فرعوناً على مصر وابناً لكبير آلهة مصر وألبسوه تاج آمون (وهو على شكل رأس كبش ذو قرنين وهو سبب تسميته بذي القرنين )".
ولعل هذا مما يؤكد وثنيته وإيمانه بآمون، ويعزز ذلك العملات العربية الفضيّة التي صكت في عهد الحاكم العربي لجنوب الجزيرة العربية (أبيئيل) عام 200ق. م ونقش عليها صورة الاسكندر بقرني كبش آمون.
فلطالما قد اتفقت وإياك على أنه كان يضع تاج الإله آمون الممثل برأس كبش، فكيف نختلف على تحديد هويته الدينية؟

3- قولك: " عند اخذ القائد الاغريقى برديكاس التابوت الذهبى الذى كان يحمل جثة الاسكندر متجها به الى مسقط رأس اجداد الاسكندر كى يدفن فى مقابر عائلته الملكيه ، عرج بعسكره على مصر رغبة فى احتلالها ، لكن بطلميوس تصدى له وخرج له بجيش كبير ، وكان من حسن حظ بطلميوس ان تمرد جنود برديكاس عليه وقتلوه قبل أن يصل اليه بطلميوس ، فسهل على بطلميوس الاستيلاء على التابوت الذهبى الذى به جثه الاسكندر واحتفظ به فى بادى الامر فى قصره بالحى الملكى بالاسكندريه . ثم بعد ذلك استبدل بطلميوس التابوت الذهبى لنفسه ووضع جثة الاسكندر فى تابوت من زجاج بعد أن افراد له ضريحا خاصا فى ( الميرون بيديون ) الميدان الكبير بالاسكندريه الذى كان متشكلا من الشارعين الرئيسى بالمدينة ( السوما والكانوبى ) . وقد تحدث هيرودت فى ذلك واسترابون واخيليوس تاتيوس وغيرهم كثيرون".

ردي: هذا استطراد – عفوك -لا مبرر له. فمن قال أنه لم يدفن في الإسكندرية حتى تطنب في إثبات ذلك؟

4- قولك:" فى كتاب المؤرخ ليون الإفريقي الذى كتبه بالفرنسية نجد هذه العبارة : " أتيت الإسكندرية وكانت خرابا ، وكان بها معبد به جثة الاسكندر الملك النبي ، ورأيت أهل الإسكندرية المسلمين يحجون إلى هذا القبر تبركا به".

ردي: لا نستطيع إنكار أن بعض العلماء من المفسرين (وليس الدهماء) لم يتحروا الدقة العلمية حين قبلوا الرواية الإسرائيلية عن الاسكندر الأكبر فربطوه بذي القرنين. وقد عمد الطبري في تفسيره على الاستشهاد بحديثين يشيران إلى أن ذا القرنين هو الاسكندر، أولهما رواه أبو كريب، وفي سنده ابن لهيعة وهو ممن صنفهم علماء الحديث بالضعفاء الذين لا يقبل حديثهم، والآخر عن طريق وهب بن منبه يرويه دون رفع، ومعروف عنه أنه كان يكثر من رواية الإسرائيليات، وهذا يعضد قولي أن من ذهب إلى القول بأن ذا القرنين هو الاسكندر إنما اعتمد رواية أهل الكتاب وتحويرهم لشخصية الاسكندر بما يتناقض مع حقائق التاريخ لجهله بتفاصيل حياة الاسكندر بسبب ندرة المعلومات والمراجع التاريخية لديه. وخطؤهم غير ملزم لنا وليس بحجة علينا لأنه مناف لما تتبعناه في سيرة الرجل مما لا يتوافق مع شروط العدالة والمروءة، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية فإن تبرك المسلمين في عهود سابقة بقبر الاسكندر ليس دليلاً على إيمان الرجل بمقدار ما هو فهم خاطئ لديهم أوردتُ أسبابه، ولا يعتدّ بحج العامة من مسلمي مصر لقبره حتى لو تقاطر عليه الحجيج من فجاج الأرض، لأن ذلك ليس بدليل على إيمان القائد الوثني، فالباطل لا يُعتدُّ به ولو كثُر وفق القاعدة الأصولية: (الشاذ يؤيد القاعدة ولا ينفيها)، ومن ناحية ثالثة فإن الثقافة الهلنستية التي كانت تمجّد سيرة الاسكندر الأكبر قد أثرت تأثيراً كبيراً في إبراز شخصيته كموحد أول العهد المسيحي في الكتابات اليهودية، فوصفوه (بالأممي الصالح) وبالمؤمن الموحد، وتابعهم المسيحيون الأوائل وصوروه أحياناً كقديس. فلماذا نضطر لمحاباة نصوص اختلقها أصحابها لغايات وحاجات تتعلق بثقافتهم وهي تتناقض مع وقائع التاريخ؟

إني وإياك وإن اختلفنا في بعض مفاصل الموضوع، يا أستاذي القدير، نتفق في البحث عن الحقيقة غير المنقوصة، ولا نختلق –لا سمح الله- قصة وهمية سريالية الشكل عبثية المضمون كما يحاول البعض أن يفعل، واعلم يا سيدي بأنني أقدر رصانة علمك، وعشقك للحقيقة، وسعيك لفتح بوابات النور وإغلاق نوافذ الظلام. ورغم أني لا أخالفك النهج إلا أن نافذة الظلمة في شخصية الاسكندر التي اضطرني البحث لفتحها قادتني لاستقبال نور الحقيقة الساطع.

تحية دمشقية من ساكن سفح قاسيون
عدنان أبوشعر:mh78:

صلاح م ع ابوشنب
03/08/2009, 04:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخى الكريم الاستاذ عدنان ابو شعر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احييك واحيي اخواننا فى سوريا الشقيقه وكل شعب سوريا الكريم ولك منى التحيه الخاصه الخالصه .
أولا اشكرك على تفضلك بالرد التفصيلى على كل النقاط التى وردت فى مقالى ومختصر القول أن الاسكندر قد رحل بما له وما عليه وترك جدلا كبيرا حول شخصيته وما تبقى لدينا الان سوى بقايا اطلال متناثرة هنا وهناك ، وسطور فى كتب متفرقه بلغات شتى ما بين مؤيده ومعارضه ، لكننى ارى أن النقاش كشف عن اتفاقنا فيما يلى :
1 - عدم ذهاب الاسكندر الى تونس
2 - دخول الاسكندر معبد آمون
3- ثبوت تسمية الاسكندر بذى القرنين
4- تأسيس الاسكندر لاكبر امبراطورية فى التاريخ.
** الاسكندر شخصية مثقفه غاية التثقيف فقد ثبت انه كان فذا فى شتى العلوم ولم يترك ارسطو علما من العلوم كان لديه الا وعلمه إياه منذ نعومة اطفاره ..
* *المعروف بديهيا وبصفة عامة دون النظر الى شواذ القاعده أن العلم يرفع صاحبه .
* *كان للاسكندر انصار وفى نفس الوقت كان له اعداء وبين البينين منافقين كثر.
* *ليس كل ما كتب عن الاسكندر صوابا وليس كل ما كتب عنه كذبا

أما النقاط التى أود أن اطرحها فهى :
أولا :
- ليس دخول المعبد لغير اهله نقيصه ولا هو دليل على مسايرة اصحابه عبادتهم تماما مثل دخول المسلم الى الكنيسه لـتأديه واجب لصديق مسيحى أو دخوله الى معبد يهودى لنفس السبب ، فالله فى شريعتنا - التى لم يكن الاسكندر ملزما بها - لم ينهانا عن مودة من لم يناصبونا العداء مهما كانت معتقداتهم وأديانهم . وكهنة معبد آمون تلقوا الفاتح بالترحاب ولم يدعوا الى التمرد ضده وهذه فى حد ذاتها بادرة حسن نيه وسلام ومودة ، فلا اجد عيبا على الاسكندر ردا على موقفهم الايجابى أن يقبل دعوتهم له لزيارة معبدهم ، وأن ذلك يفعله فى وقتنا هذا كثير من قادة المسلمين وكثير من قادة المسيحيين وليس زيارة الرئيس أوباما لمسجد السلطان حسن عنا ببعيد وهى لنا دليل أكيد . أو ليس أوباما هو الان رئيس اكبر دولة فى العالم مثلما كان الاسكندر ملك اكبر دولة فى العالم أنذاك ؟
ثانيا : لماذا نتهم كل ما يكتبه اليهود والنصارى بالكذب . لدرجه اننا نتهم حتى من دخلوا منهم الاسلام بأن ما أوردوه فى كتبهم هو أيضا كذب ؟ ألم يطلب المولى تبارك وتعالى من المسلمين على عهد النبى أن يسألوا اهل الكتاب ( المنصفين منهم ) ، هل فى ذلك عيب ؟ الم ينصف الله اليهود وقال وأن منهم من إن تأمنه بقنطار يؤده اليك ؟ أولم ينصف الله النصارى فى كثير من المواضع فى القرءان وقال تعالى وان منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون ؟
ألم يكن لموسى نبى الله اتباع مؤمنين منصفين سوف نجدهم فى الجنه جنبا الى جنب مع المسلمين ، الم يكتب أى منهم ولو سطرا واحدا فى صفحة أو مخطوط صحيح والامر ينسحب ايضا على النصارى ؟
إن ما يؤلمنى أن كل ما يخالف رأينا - نتهمه بالكذب والتضعيف وعدم الثقه والبطلان مادام انه آت من من قبل هؤلاء !!!!
إن الاسلام الذى ندين به يحتم علينا ويلزمنا ان نكون منصفين حتى مع اعداائنا ، فكيف بالذين لم يناصبونا العداء ؟؟؟؟؟
ثالثا : هل من الانصاف الحكم بشريعة الاسلام على شخص عاش قبل الميلاد بأكثر من ثلاثمائة عام بينما المعروف ان لكل زمن شريعة تتوائم والظروف الخاصه بذاك الزمن ودليلنا قول الله تبارك وتعالى لكل منكم جعلنا شرعة ومنهاجا . فالخمر مثلا التى اتخذتها سببا فى انكار الصلاح فى شخصية الاسكندر لم تكن محرمة تحريما قطعيا الا فى الشريعة الاسلاميه وبعد فترة من نزول القرءان الكريم ، وانت تعرف أيضا ان الصحابة كانوا يشربونها ويسكرون منها ولا ينفى ذلك عنهم الايمان الا بعد نزول اية التحريم القطعى .. أليس كذلك ؟
رابعا : هل يستبعد أن يأتى وقت على أى قائد عظيم أن تضطره الظروف الى ان يظهر بمظهر يخالف ما يبطنه لتفادى ضررا اكبر ومصائب افدح ؟ فالاسكندر قد خرج غازيا بهدف الانتقام من فارس التى كان بينها وبين بلاده عداء مستحكم ، وعلى هذا خرج معه الجيش .
هل من المعقول أن يغامر الاسكندر باعلان عن ديانته التوحيديه فى هذا الجو الغريب وعلى مرأى ومسمع من جنوده الوثنيين أو حتى يلمح بأنه على غير عقيدة ابائه واجداده الوثنيه ؟ فى اعتقادى الشخصى انه لو فعلها لمزقوه اربا ، ولانتهت مهمتة فى الفتوحات قبل أن تبدأ اولى خطاها .
خامسا : دعنى أطرح سؤالا كان كامنا فى نفسى منذ زمن : لم تأبى الحكومة اليونانيه الافراج عن الجريدة الرسميه التى كانت تحرر يوميا وتتلى على الجند كل صباح وكانت تتضمن الوفائع والاحداث الحيه لحظه بلحظه ومسيرة الجيش والتصرفات والاوامر ؟ لماذا لا تطالب اليونسكو بتشكيل لجنة لترجمتها وتصويرها وطرحها للعلن . ؟ اليس من حق البشريه أن تتطلع بعد مرور هذه الحقبة الزمنيه الكبيرة على محتوى هذه الجريدة .. ماهو السر فى التكتم على محتوياتها ومضامينها وعدم اظهارها الى النور .. ؟
الاجابة : لان فيها الكثير مما يكشف عن الشخصيه الحقيقيه لهذا البطل الشاب النادر !!!!
على كل الاحوال .. اقول لك حقا .. انا سعدت كثيرا بهذا الحوار الثرى الشيق بالنسبة لى على الاقل ، واسعدنى اكثر التناقش مع استاذ مثلك ابحر وغاص فى بحار العلم ، فدعنا نتفق او نختلف حول شخصية الاسكندر التى احدثت جدلا واسعا بطول العالم وعرضه وما تزال حتى هذه اللحظه تفعله ، لكن اجمل ما فى الامر أننا نلتقى عبر هذه الشاشه التى قربت بيننا المسافات وجعلت اقطارنا قريبه من بعضها البعض .
واخيرا اقول لك اننى سبق وان حددت بدقه المكان الموجود به المقبرة - اقصد مقبرة الاسكندر الاكبر - فى بحثى الذى نلت عليه التأييد العلمى من قسم الحضارة اليونانيه الرومانيه بجامعة الاسكندريه ، لكن العقبة كانت فى عملية الحفائر .. وانه لو قدر الله لعملية الحفر أن تتم فى يوم من الايام سواء كانت بالصدفه البحته أو بالعمد والتنقيب فربما يسعدنا الحظ بالعثور على مخطوطه أو دليل مادى يكشف لنا عن الجوانب الغامضه فى شخصية هذا البطل الفذ الجسور وتحسم لنا القضيه وتضع لها حدا فاصلا .
تقبل تحياتى وخالص مودتى ،،،،
اخوكم صلاح ابوشنب

صلاح م ع ابوشنب
03/08/2009, 04:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخى العزيز الاستاذ محمد اسلام بدر الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابعث اليك باجمل تحيه واشكرك على مشاركتك وكلماتك البناءة ، وأود أن اقول لك انه اختلفت الاقوال والاراء ما بين مؤيد ومعارض لكون الاسكندر الاكبر المقدونى ابن فيليبس هو نفسه ذو القرنين . لكن رأيى الشخصى وبناء على ابحاثى النظريه والعمليه التى قمت بها فى هذا الشأن ونلت عنها التأييد العلمى من جامعة الاسكندريه قسم الحضارة اليونانيه الرومانيه ، وصدرت فى كتاب بعنوان ( هنا قبر الاسكندر ) ونشرت عنها صحف ومجلات فى مصر والسعوديه وترجم بعض منها الى الانجليزيه والاسبانيه .. اقول لك وأكرر بحسب رأيى الشخصى ان الاسمين لشخصية واحدة .
اخوك صلاح ابوشنب

صادق الرعوي
03/08/2009, 09:38 PM
السلام عليكم
في البداية هالني ما قرأت في موضوع الأستاذ عسكري محمد من لي أعناق النصوص وتكييفها لتتناسب مع أسماء مدن وجبال في تونس فأردت المشاركة لكن مشاركة الأستاذ عدنان أبو شعر التي يعدُ فيها ببحث الموضوع جعلتني أقف فليس لي أن أتصدر على أستاذي عدنان وقلت دعني أنتظر ما سيتمخض عنه وعد أستاذنا عدنان وكنت منتظر مشاركة في نفس الموضوع لكني فوجئت بموضوع كامل مفصل وكأن الأستاذ عدنان يقول لي يا مسكين أتنتظر من السحاب قطرة أو من النخلة تمرة أو من الوهج الشديد جمرة ..
وهنا أسجل شكري وتقديري لأستاذي عدنان على هذا التوضيح الجميل وأتفق معه في كل ما أورده غير أني بعد البحث وجدت آراء أخرى عن شخصية ذي القرنين هل هو الإسكندر أم لا ومن هو ذو القرنين ؟
فابن كثير في تفسيره يقول أن ذا القرنين هو الاسكندر المقدوني (( الأول وليس الثاني صاحب أرسطو )) وأنه كان معاصرا لنبي الله إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام وأنه طاف معه بالبيت وقرب لله قرباناً
(وإنما الذي كان من الروم الإسكندر الثاني ابن فيليبس المقدوني، الذي تؤرخ به الروم، فأما الأول فقد ذكره الأزرقي وغيره أنه طاف بالبيت مع إبراهيم الخليل، عليه السلام، أول ما بناه وآمن به واتبعه، وكان معه الخضر، عليه السلام، وأما الثاني فهو، إسكندر بن فيليبس المقدوني اليوناني، وكان وزيره أرسطاطاليس الفيلسوف المشهور، والله أعلم. وهو الذي تؤرخ به من مملكته ملة الروم. وقد كان قبل المسيح، عليه السلام، بنحو من ثلثمائة سنة، فأما الأول المذكور في القرآن فكان في زمن الخليل، كما ذكره الأزرقي وغيره، وأنه طاف مع الخليل بالبيت العتيق لما بناه إبراهيم، عليه السلام، وقرب إلى الله قربانًا، وقد ذكرنا طرفًا من أخباره في كتاب "البداية والنهاية" ، بما فيه كفاية ولله الحمد.)إنتهى كلام ابن كثير.
ورأي ابن كثير هذا أظنه رأياً وسطاً بين آراء الأستاذ عدنان أبو شعر والأستاذ صلاح أبو شنب..
وهناك رأي آخر مفاده أن ذا القرنين ملك من ملوك اليمن أورده نشوان الحميري في كتابه خلاصة السير الجامعة حيث يقول:
والصحيح أن ذا القرنين تُبع الأقرن لأنه ولد وقرناه أشيبان فسمى بالأقرن وذو القرنين)إنتهى كلام نشوان
وللتوضيح (تبع لقب ملوك اليمن وهي تقابل كسرى عند الفرس وهرقل عند الروم والنجاشي عند الأحباش) ..
بل قد ورد إسم ذي القرنين في كثير من أشعار الجاهلية وكلها تقول بأنه تبع يماني حيث ورد في شعر أعشى بني ثعلبه والربيع بن ضبيع والخطيب قس بن ساعدة وأمرؤ القيس وأوس بن حجر وحسان بن ثابت وكلهم يذكرون أن اسمه (الصعب ) وهو تبع يماني ولولا الإطالة لنقلت لكم ماورد فيه من الشعر بل قد وافق الشعراء بعض الصحابة والعلماء والمفسرين حيث يقول أبو السعود في تفسيره بعد أن أورد أبيات الشعراء الذين ذكرناهم سابقاً :
وجعل هذا القول أقرب لأن الأذواء كانوا من اليمن كذي المنار وذي نواس وذي النون وذي رعين وذي يزن وذي جدن )أ.هـ.
وذكرها الثعالبي في ( الكشف والبيان ) , وكذلك ابن عطية في المحرر الوجيز ,
وقال الصحابي النعمان بن بشير الأنصاري رضي الله عنه :
ومن ذا يعادينا من الناس معشركرام وذو القرنين منا وحاتـم
وقال الحافظ في فتح الباري :
(ويؤخذ من أكثر هذه الشواهد أن الراجح في اسمه الصعب ووقع ذكر ذي القرنين أيضا في شعر امرئ القيس , وأوس بن حجر , وطرفة بن العبد , وغيرهم )أ.هـ.
وسئل كعب الأحبار عن ذي القرنين ؟؟ , فقال : الصحيح عندنا من علوم أحبارنا وأسلافنا أنه من حمير وأنه الصعب بن ذي مرائد .
وقال المبرد في كتابه الكامل في اللغة :
باب ذكر الأذواء من اليمن : فأما في الجاهلية ، فيكثرون نحو ذي يزن ، وذي كلاع , وذي نواس , وذي رعين , وذي أصبح , وذي المناور , وذي القرنين ..
ويقول ابن حيان الأندلسي في تفسير البحر المحيط :
وقال أبو الريحان البيروتي المنجم صاحب كتاب : ( الآثار الباقية عن القرون الخالية )
هو : أبو بكر بن سمي بن عمير بن إفريقس الحميري بلغ ملكه مشارق الأرض ومغاربها وهو الذي افتخر به أحد الشعراء من حمير حيث قال :
قد كان ذو القرنين قبلي مسلماملكاً علا في الأرض غير مبعد
بلغ المشارف والمغارب يبتغي أسباب ملك من كريـم سيـد
هذه بعض الشواهد التي تدل على أن ذا القرنين هو ملك حميري يماني والله أعلم وقد ذكرتها هنا من باب إثراء الموضوع..
أكرر شكري وتقديري لأستاذي عدنان أبو شعر ولكل من شاركوا في الموضوع خصوصاً الأستاذ صلاح أبو شنب

صلاح م ع ابوشنب
04/08/2009, 01:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستاذ المهندس عدنان الرعوى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكركم على مساهمتكم فى الموضوع وتقبلوا تحياتى وتقديرى ،،،،
اخوكم صلاح ابوشنب

عدنان أبوشعر
04/08/2009, 06:13 AM
أخي الحبيب الأستاذ صادق
"وكأن الأستاذ عدنان يقول لي يا مسكين أتنتظر من السحاب قطرة أو من النخلة تمرة أو من الوهج الشديد جمرة ".
بل أقول:
لاتحسبنّ عدنان من يوفيك قدرك وحقك. أحيلك على رب يعطيك حتى ترضى، ويسكب الطمأنينة في قلبك ويفتح طاقات النور في عقلك لتجري الحكمة على لسانك و يشع النور من قلمك. توكل عليه وأحسن الظن به، واجعل كل حرف تكتبه سبيلاً لنيل رضاه والقرب منه.

أشكر لك مقالك فقد أغنيت الموضوع بإضاءةِ بديلٍ لا يتعارض على الأقل مع مواصفات الأنبياء والصالحين، ولا يتنافى مع مبادئ إقرارهم بربوبية الله وألوهيته. ويقيناً أنني لو عثرت على ما يخدش هذه الثوابت في عقيدة أحدهم ما توانيت هنيهة عن إلحاقه بصاحبنا الاسكندر.
ليس بيني وبين كل من قدم للبشرية عطاء في أي حقل من حقول المعارف والعلوم والإنتاج أي عداوة؛ بدءا ً بذاك الذي قدح الصوان وانتهاء بآخر من أسدى البشرية ولو خدمة بسيطة، و أتركه لرحمة الله في الحكم عليه وعلى ما قدّم. أما إشكالية وثنية الاسكندر فهي مسألة مقطوع بها عندي؛ فما جُمع من الأدلة القاطعة والبراهين الدامغة لا يجعلني أخلط بين ما أشاده من عمران وحرر من إنسان وهو بمفازة عن الإيمان بالله وربوبيته، وأسلكه مسلك الأنبياء ومن يخاطبهم الله أو يلهمهم . و لا أدري لماذا نتردد في الحكم بوثنيته وأهلهُ ومعاصروه قد أجمعوا على ذلك، لابل عتبوا عليه انتقاله من عبادة زيوس لعبادة آمون، حين أرسل إليهم خطاباً يأمرهم بالسجود له والإيمان به ولداً لإله مصري؟؟.
شكراً لما تفضلت به فأغنيت الحوار والبحث عن الحقيقة.

عدنان أبوشعر
04/08/2009, 02:57 PM
الأخ الأستاذ محمد إسلام بدر الدين
سلام من الله عليك ورحمات منه وبركات
أشكر لك مرورك، و ادعُ الله لي أن يجعل ما كتبت خالصاً لوجهه لا أبتغي فيه إلا قرباً من جلاله وذباً عن عقيدته.
وفقني وإياك والإخوة لنكون من الحامدين الشاكرين المقرّين بفضله وسعة كرمه.

مع كل الحب والمودة
عدنان أبوشعر

عدنان أبوشعر
04/08/2009, 03:02 PM
الأستاذ الفاضل نبيل الجلبي
سلام من الله عليك ورحمات منه تغشى قلبك
أشكر لك إغناءك البحث بإضافة إضاءات على موضوع العين الحمئة. زادك الله علماً وفضلاً
وتقبل مني كل المودة
المخلص
عدنان أبوشعر

عدنان أبوشعر
04/08/2009, 03:16 PM
الأخ الأستاذ الدكتور جمال الأحمر
تشرف الأمة وتعلو هامتها بأمثالك الصادقين الذين لا يصدرون إلا عن علم جم، وغزارة في الاطلاع، و وضوح في الرؤية، وتمسكاً بالثوابت.
لا يمكن لحصيف أن يقرأ نصاً دون التوغل في خلفيات الكاتب الفكرية والاجتماعية والسياسية، وهي قاعدة لا تقبل الاستثناء، وهي تشكل الأساس الذي يقوم عليه مبدأ النقد الموضوعي.

أرجو الله أن يجمعني بك في الدارين، ويهبني وإياك القبول وحسن الختام.
تقبل فائق الاحترام
عدنان أبوشعر

صلاح م ع ابوشنب
11/08/2009, 01:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستاذ الفاضل عدنان ابوشعر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليك اطيب التحيه ، ونحن فى سياق موضوع ذى القرنين الذى تفضلتم بفتح موضوع الكتابه والمشاركه فيه ، اود أن انقل لكم بعض السطور القليلة مما جاء فى كتابى ( هنا قبر الاسكندر ) لم يكن قد اسعفنى الوقت سابقا فى سردها لتعذر حصولى على نسخة من الكتاب الذى نفذت معظم نسخه من سنين مضت ، حيث يقول الاستاذ : و. و . تارن فى كتاب الاسكندر قصته وتاريخه ما نصه (( وقد أتى من ضروب الشجاعه وأعمال الفداء ما أثار الاعجاب بسرعته الخارقه ، واستباقه الاحداث ، وكان فى ذلك مستلهما وحيا داخليا مؤمنا بما كان يحالفه من حظ )) .... واترك لحضرتكم استشفاف ما يمكن استشفافه منه ..
كذلك اسوق لحضرتكم بعض من نصوص الرسائل التى ارسلها الاسكندر الامبراطور الشاب الى دارا ملك الفرس وفيها من الحكمة والبلاغه والادب والاخلاق الرفيعه ما لا يخفى على قارىء : (( ومن أجل هذا نهضت الى محاربتك ، ولكنك كنت البادىء لعدوان )) تمعن فى هذه العبارة .. فى قوله كنت البادىء بالعدوان !! ثم يستطرد الاسكندر فيقول .. وقد هزمتك وقوادك ومرازبتك فى أول الامر ، والان هزمتك أنت والجيش الذى قدته ، وقد اصبحت بعون الله سيد بلادك ( انظر اخى الفاضل الى قول الاسكندر ( بعون الله ) سيد بلادك ، وجعلت نفسى مسؤلا عن سلامة جيشك الذى فر ولاذ بى لحمايته .. انظر اخى الكريم الدكتور عدنان : هل سمعت عن غاز يجعل من نفسه مسؤلا عن سلامة جيش عدوه ؟ .. طبعا ليس للاستاذ و.و تارن مصلحة فى ان يترجم الامر الى الانجليزيه هكذا بكل هذا الجلاء والوضوح - ثم يستطرد فيقول : ورجاله - أى رجال جيش دارا - يعملون الان بارادتهم الحرة ودون أى ارغام تحت قيادتى ، واذا خشيت أن انال من كرامتك ولا أرعى من مكانتك فأرسل بعض اصدقائك وسأعطيتهم الضمانات المناسبة ، فاقدم الى واطلب والدتك وزوجتك وكل ما يسرك أن تطلبه لأن طلبك سيجاب وكل ما تستميلنى اليه بعد ذلك سأحققه لك )) .. بالله ع ليك اخى الكريم هل هذه هى اخلاق المسيئن الذين يعيثون فى الارض الفساد ؟ هل هذا يمكن ان يندرج تحت كلام شخص وثنى أثينى جبار ....؟
قول الاستاذ نفسه فى مقطع آخر (( وكان يصفو حين كان الامر يتطلب العفو والصفح )الا تجد اخى الفاضل ان ذلك يتماشى مع قوله عز وجل ( واما من امن وعمل صالحا فله جزاءا الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا ( الكهف 78 )
الاسكندر الاكبر والخلوة :
كان الاسكندر كثير التأمل يعشق الخلوة .. ونحن عشاق الشاذليه نعرف معنى الخلوة ، ففيها الجلوة كما يقول شيوخها الكبار رحمة الله عليهم ، وفيها تنجلى البصيرة وينشرح الصدر ويصفو القلب .. تقول بعض المصادر (( كان الاسكندر قادر على الاعتكاف فى خيمته الخاصه لثلاثة ايام بلياليها ، وكان فى مثل هذه الحالات - يمنع دخول أحد عليه حتى عسكره الخاص ، وكانت لديه هذه القدره الخارقه ، وأنا اسميها فى علم التصوف الخلوة . وأجد أن هذا متفقا مع ما قاله الاستاذ و.و تارن فى قوله : (( ولم تقتصر منزلة الاسكندر على جهوده الحربيه وفتوحاته المتراميه الاطراف بل انه كان متقدما على عصره فى ناحية الفكر وهو بما أوتى من سعة الافق وقوة البصيرة - لاحظ اخى الكريم قوله - قوة البصيرة ، وقوة البصيرة هذه عندنا فى التصوف لا تتأتى الا بعد جهود شاقه فى الرياضه الروحيه - ويقول فى موضع آخر : (( حصل الاسكندر على ذخر من ا لعلم والفلسفه والحكمه واطلع على عيون الادب وكتب الطبيعه وعلوم الحيوان والنبات والجغرافيا والفلك ومساقط المياه )) أوليس هذا فضل من الله على عبده أخى الكريم ؟ هل تظن أن مثل هذا الزخم الهائل من العلوم لا يؤثر فى شخصيه صاحبه ؟ الم يقل المولى جل وعلا : وقد احطنا بما لديه خبرا - صدق الله العظيم .
يقول الاستاذ تارن (( وعلى نحو ما يبدو لأعيننا أن الاسكندر كان يبغى اول الامر أن يهتدى بهدى الحوادث ، وبالطبع وجد فى كل خطوة يخطوها الى الامام تسوقه فيما يظهر الى مرحلة تاليه لا مناص منهال )) . هل تظن أن الاستاذ و.و. تارن قرأ القرءان الكريم قبل أن يترجم هذا الكلام من الجريدة الرسميه اليونانيه التى سمح بترجمة الندر اليسير منها - الا ترى اخى الفاضل أن هذا يتفق مع قوله تعالى : (( وآتيناه من كل شىء سببا فاتبع سببا ))
كان اقرب المقربين الى الاسكندر من قواده الاربعة الكبار اكثر الناس حيرة فى أمر الاسكندر ، بسبب ما كان يأتى به من أمور تشد اعجابهم وفى نفس الوقت تجلب حيرتهم ، ولانه كان قائدهم لم يجرأ احد منهم على التدخل ، وما كانوا ينكرونه عليه لم ينكرونه عليه الا خفيه .
كان الاسكندر نهما فى الغزو لايهدأ ولم يكن يبغى العودة الى بلاده الا بعد أن يملك اطراف الارض لكنه غير رأيه لسببين رئيسيين : أولاهما تمرد جنوده عليه ، بعد أن تساوى فى اعينهم النصر الهزيمه ، فلم يزدهم النصر الا بعدا عن اوطانهم وذويهم ، وزاد اشتياقهم الى العودة .
ثانيهما : أن شهوة الانتصار ومواصلة الفتوحات لدى الاسكندر كانت قد خبت بعد التقائه ببعض النساك فى بلاد الهند من الزهاد والمتأملين حيث ورد فى كتاب حياة الاسكندر لاريانوس (( وقد اتفق أن رأى الاسكندر بعضهم خارج المنازل فى احد المروج وكانوا يجتمعون للبحث فى الفلسفه ، وعند ظهور الاسكندر وجيشه أخذ هؤلاء الحكماء المحترمون يضربون الارض بأقدامهم ، ولم يظهروا أى علامة من علامات الاهتمام )) .
فسألهم الاسكندر بطريق المترجمين عن معنى هذا السلوك الغريب فأجابوا قائلين : (( أيها الملك الاسكندر ، كل انسان لا يستطيع أن يملك من سطح الارض الا مثل ذلك الجزء الذى تقف عليه ، وأنت لست سوى بشر مثلنا غير أنك فى ناصب بغير جدوى ، وقد طويت من الاميال بعيدا عن وطنك وكنت مصدر قلق وازعاج لنفسك ولغيرك ، وسرعان ما يطويك الموت ولا تملك حينئذ من الارض الا ما يكفى لدفنك )) ..
بسم الله ما شاء الله ما اجمل هذا الكلام .. كلام من عرف الدنيا ومتاعبها وعرف نهايته ومئالها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عند بن دام واديا من ذهب لتمنى ان يكون له واديان ولو كان لديه واديان لتمنى الثالث ولا يملىء عين ابن ادام الا التراب ) او كما قال صلى الله عليه وسلم .
كانت تلك الكلمات القوية الجريئه ذات تأثير بالغ فى نفس الاسكندر ، وكانت سببا مباشرا فى إماتة شهوة متابعة الانتصارات لديه ، وبعدها مباشرة اختلى بنفسه ثم اصدر قرارا بموافقته لجنوده على العودة الى بلادهم . فسبحان من يدفع الناس بعضهم ببعض ويعلم الناس بعضهم من نبعض ، وقد يهتدى الانسان ويتعلم أبسط الاشياء ومن اصغر المخلوقات .
ويسعدنى أن اختتم هذا الموضوع بما كتبه ارسطو طاليس فى حق تلميذه النابغه حيث قال :(( عاش الاسكندر اثنين وثلاثين سنة وثمانية أشهر ، وحكم اثنتى عشرة سنة وثمانيه اشهر ، وكان على جانب كبير من الوسامة والوضاءة ، وله قوة احتمال لا تغلب وعقل نافذ ، وكان شجاعا مقداما ، شديد التدقيق فى مراعاة اموره الدينيه - تمعن اخى الفاضل الكريم فى عبارة ارسطو تلك ( شديد التدقيق فى مراعاة واجباته الدينيه ) .. كثير الاعتدال فى ملذات الجسد ، وكان همه طلب المجد ، وكان فى هذه الناحية هما لا يشبع ، - وكان مدلولا على الصواب فى المشكلات الجازمه والمواقف الشديدة التعقيد ، وكان موفقا فى استخلاصه الوقائع الملحوظه - تمعن اخى الفاضل الكريم فى هذه العبارة - من ذا الذى يمكن أن يكون مدلولا على الصواب بغير هداية من المولى تبارك وتعالى وبغير توجيه منه جل وعلا ؟ ثم يكمل ارسطو فيقول :(( وكان استاذا متمكنا فى حشد الجيوش وامدادها بالمعدات اللازمه ، وكان له قدره تباينيه على بث الروح فى رجاله وتزويدهم بالثقه ، وفى ساعة الخطر كان يضرب لهم بثباته المثل الذى يدفع عنهم الخوف ، ويمدهم بالشجاعه )) . انتهى كلام ارسطو طاليس . فسبحان الله الذى انطق اللسان بالحق ..
اطيب تحياتى وخالص مودتى استاذى واخى الفاضل عدنان ابوشعر ،،،،

عدنان أبوشعر
12/08/2009, 01:40 AM
الدكتور الفاضل صلاح أبو شنب
لا كلّت يمينك، ولا خاب رجاؤك، ولا فنيت آثارك. رُزقت من علم الله ما ينفعك في الدنيا ويرفع مقامك في الآخرة، وجعل الله سعيك سعي العارفين للوصول لشاطئ الحق واليقين. غسلت بالماء والثلج والبرد، ونزلت عليك شآبيب رحمة كريم ألبستك نوراً ورصعتك بنور، إلى الله أتوجه أن يجعل ما كتبت في صحائفك دفاعاً عن حق رأيته، ورأى عبد قليل فيه غير ذلك. وإلى الله أخلص الدعاء أن يمنحك البركة في علمك ويحقق لك ما ترجو.

إنني يا أخي الدكتور الفاضل لا أنازعك في ما كُتب عن الاسكندر من بديع الوصف لجانب خير في شخصيته، كما لا أنازع أحداً في جوانب الخير التي مُلئت بها نفس جلجاميش، و زراداشت، وكونفوشيوس، وبوذا، وحامورابي، وبختنصر، وماني، وطاغور، وفيثاغورس، وأفلاطون، وسقراط، وبارامنيدس، وأفلوطين، كما لا أنكر الجوانب الوطنية الرائعة الموجودة في تحوتمس، ورمسيس، ومرنبتاح، وحور محب، وأخناتون، ولا أستطيع أن أنكر عملقة هيغل، وماركس، وسارتر، ودوركهايم، وإدلر، وألبرتو مورافيا، وكافكا، وكولن ولسن، و د.هـ. لورانس، وسحر ما أبدعته العقول البشرية والوقوف منحنياً أمام عملقتها.

لكني وأنا أفرز الأمور بعقل ينضّد مرامي الأفكار، ويتتبع منابعها، ويدرس ويدرك أسسها، لا أفرط قيد أنملة برد الحق لأهله وتصنيف كل هامة في مكانها الصحيح (كما رتب العناصر وصنفها ديمتري ماندلييف عام 1869) ، فلا يعمي بصيرتي عملقة عالم في أحد زوايا فكره أو سلوكه فتنسيني إنكاره لله ورسالاته، و لا أصرّ على ليّ عنق الحقيقة والالتفاف عليها بتبني هذه الهامة لأرصع بها وأزركش بحضورها الاستثنائي مجموعة من أخلصوا لله رباً وعبدوه على أنه واحد أحد فرد صمد (واجب الوجود) بتعبير ابن رشد.

كم أتمنى عليك يا سيدي أن لا يسوقك حبك للقائد اليوناني الوثني (بدلالات وشواهد لا ترد أوردها مؤرخون ثقاة كما بينت في مقالي) - حب لا أشك بأني أشترك معك بقسط منه - فتكون كالفارابي أو الكندي اللذان - ولشدة إعجابهما بالفلسفة اليونانية وعمالقتها- أرادا أن (يأسلما) هذه الفلسفة المرتكزة على ما يتناقض ويشاكس القواعد الأساسية في أصول العقيدة الإسلامية، حتى جاء العلامة الفيلسوف ابن رشد فأعاد القطار إلى سكته من جديد وبين فساد ما ذهب إليه الكندي وابن سينا والفارابي في محاولتهم (أسلمة) الفلسفة اليونلنية بعُجرها وبُجرها ( وهذا ما كان مضمون رسالته في الرد على (تهافت الفلسفة للغزالي) في كتابه (تهافت التهافت) .
وأريد أن أهمس في أذنك أن أصل الخلاف بين طائفة الموحدين (الدروز) وبقية الطوائف الإسلامية هو احترام هذه الطائفة - بالكليّة - لشخوص بعض من ذكرتُ من العمالقة ( وأضيف لهم هرمز)، مما جعلهم يصنفوهم مع الأنبياء الذين لم يذكرهم القرآن متكئين على دليل ساقوه من نص القرآن ظناً منهم أنهم يدعمون قالتهم : { وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً }; [النساء آية: (164)].

أرجو أن أكون قد وفقت في شرح وجهة نظري في تقديم الجانب السلبي من شخصية الاسكندر، ليس من باب التجني عليه، وليس من باب اقتصار شخصيته وانحصارها في إطار ما قدمته، فهو ليس محض شر وسوء طوية، بل سعياً لتقديم دليل ساطع قاطع وبرهان جلي على أن رسل الله وصالحي خلقه - الذين يؤمنون به وبوحدانيته ويخاطبونه وحياً أو إيحاء - لا يمكن أن تجتمع في أخلاقهم فضيلة إلى جانب رذيلة وشرك.

كل الاحترام والتقدير لك.
وحبي ما زال في زيادة لأهل مصر المباركة.
عدنان أبوشعر:mh78:

صلاح م ع ابوشنب
12/08/2009, 02:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
استاذى الفاضل واخى الكريم عدنان ابو شعر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله يا اخى الكريم اخجلتنى باطراءك وكلمات الطيبه ولسانك العذب ، وحسن مقالك وترتيب اقوالك وافكارك ، واشكر الله العلى القدير الذى جعل فى الامة امثالك ، وأسأله تعالى أن يرفعك قدرا ، ويزيدك علما ويزينك حلما ، ويحيطك أمنا ، ويرزقك من حيث لا تدرى .
وفقنى الله وإياك الى ما فيه الخير لامتنا الاسلاميه وألف بين قلوب أهلها واصلح ذات بينهم .. سلامى وأطيب تحياتى لشخصكم الكريم والى شعب سوريا الشقيق .
اخى الكريم اشكرك مرة اخرى على نعتى بكلمة دكتور وأنا لم انل هذه الدرجه بعد ، ولا استطيع ان اصف نفسى الا بطالب علم بسيط اتوسل الى الله تبارك وتعالى الزيادة والبركة فيه والحاقى خادما فى محرام عباده الصالحين ببركة الصلاة على سيد المرسلين .

جمال الأحمر
12/08/2009, 01:46 PM
الأستاذ الفاضل: عدنان أبو شعر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

1- أحييك على هذا الجهد المتواصل،،،واسمح لي أن أحيي من خلال صفحتكم العامرة؛ صديقي وأخي الأستاذ صلاح أبو شنب، المتخصص في علم الآثار والترجمة الأسبانية، الذي اشتقت إلى كتاباته.

2- وجدت في أحد مواقع من يسمون أنفسهم (الملحدين العرب)، ولا أدري إن كانوا يهودا أم لا؟! كتابا خاليا من المصداقية العلمية، عار عن اسم المؤلف، ومكتوب على طريقة (البروباقندا-Propaganda-الإرجاف في البلاد)، معروض للتحميل في صيغة (وورد) لتسهيل الانتشار، دون مسؤولية مؤلف معروف، ولا هيئة علمية محترمة، عنوانه "مصادر قصص الأنبياء والمعتقدات الإسلامية من الأديان الأخرى: نظرية ورود قصة الإسكندر المقدوني في القرآن"، موقع باسم مستعار، على طريقة مخابرات العدو، (كتب: ابن المقفع)، وطبعا ليس هو ابن المقفع القديم. وجاء في الكتاب:

مقدمة
ورد في القرآن قصة لشخص يدعى ذا القرنين وكيفية وصوله إلى مشرق الشمس ومغربها وبنائه سدا لصد يأجوج ومأجوج هذه القصة كما يعتقد المستشرقون اقتبسها محمد من تراث قصصي اسطوري يدعى سيرة الإسكندر وهي معالجة أسطورية استمرت خلال قرون للانجازات العسكرية للإسكندر المقدوني الذي ظهرت قصة حياته في فلم حديث مشهور ظهر فيه وثنيا ومدعيا للألوهية ومثليا جنسيا وذو مظالم عديدة سيرة الإسكندر هذه موجودة أصلا في مؤلف يدعى تاريخ سودو كاليسثينيس وهذا المؤلف ترجم في نسخة شعرية باللغة السريانية تعود إلى قرن من الزمان قبل عصر محمد بالتحديد إلى الشاعر السرياني الشهيريعقوب السروجي الذي توفي عام 521 للميلاد وفي الترجمة الشعرية تفاصيل مناظرة لما جاء في القرآن عن ذي القرنين كما يتحدث الموضوع عن أن اسم ذي القرنين كان لقبا شائعا للإسكندر المقدوني منذ القرن الأول للميلاد وأسطورة السد قديمة أيضاً..وحجزه لياجوج وماجوج
وهنالك صور لطيفة للإسكندر وعلى رأسه قرنان ولسد يأجوج ومأجوج وصورة للنظام الكوني كما هو مذكور في السيرةوكما هو مذكور في القرآن أرض مسطحة....وشمس تغرب في مياه حمئة.
الاقتباسات والجمل المناظرة للقصة القرآنية قد لونتها بالأزرق....فليراجعها من يريد في الأسفل
بعض التعاريف البسيطة كتبتها بين قوسين وفي تعقيبٍ منفصل كتبت هوامش وتفاصيل حتى يكون الموضوع عن ذي القرنين وسده شاملا ً

نظرية ورود قصة الإسكندر في القرآن (مترجم عن ويكيبيديا)

هذه النظرية تقول أن شخصيّة ذي القرنين المذكورة في القرآن هي في الحقيقة الإسكندر الأكبر . الاسم إسكندر نفسه لم يرد في القرآن . ذو القرنين كان شخصية معروفة جداً في آداب القاطنين الأول في جزيرة العرب في القرون الوسطى , وهو مذكور في القرآن الكتاب المقدّس للإسلام. و يعتبر ذو القرنين عند بعض المسلمين نبياً. يذكر القرآن أن قوماً ( على الأقل حاخامات اليهود) كانوا يعرفون مسبقا حكايات شخص ذو إمكانات هائلة باسم ذي القرنين في زمن محمد.

من المعروف عالمياً , بين المتخصصين الغربيين, أن شخصيّة ذي القرنين تناظر شخصية الإسكندر الأكبر . السبب وراء ذلك أن قصّة ذي القرنين كما هي موصوفة في القرآن تشابه بشكل كبير بعض مقاطع (سيرة الإسكندر) وهي مؤلف مليء بالمبالغات في وصف إنجازات الإسكندر ويعود إلى العصر الهلنسي والمسيحي المبكّر. وقد مرت هذه السيرة بإضافات و أعيدت صياغتها عدّة مرّات خلال العصور القديمة والوسطى.

تاريخياً , احتضن العلماء المسلمون التعريف الذي يربط ذا القرنين بالإسكندر الأكبر, مع أن نظريّات منافسة قد اقترحت مؤخرا. وقد استنتج المختصّون بالاستشراق الذين درسوا الأساطير المسيحيّة عن الإسكندر الأكبر كلا ً على حدة أن ذا القرنين هو نعت قديم للإسكندر الأكبر. ولهذا السبب أصبح تعريف ذا القرنين مسألة جدليّة في الأزمنة الحديثة.

ذو القرنين في القرآن

كتب القليل جداً عن ذي القرنين في المصادر الأساسية للإسلام, ولكنه يظهر بصورة أساسيّة في القرآن وهو الكتاب المقدس الذي يؤمن المسلمون أنه أوحي به إلى محمد على يد الله.
يعتبر ذو القرنين بصورة عامة أحد أنبياء الإسلام , ولكنه لا يظهر بصورة مقاربة لأنبياء كإبراهيم وموسى وعيسى وأنبياء كتابيين أخر كانوا شخصيات أساسيّة. ولهذا السبب هناك شك في الإسلام عن ما إذا كان ذو القرنين نبياً للإسلام أم شخصاً ذا تمكّن تلقّى نعمة من الله. قصّة ذي القرنين تظهر في ستة عشر آية من القرآن , الآيات من سورة الكهف(83-98)

ذو القرنين في الأدبياّت الإسلامية المبكّرة

أول ذكر لذي القرنين نجده خارج القرآن هو في أعمال أول مؤرخ وكاتب سيرة في الإسلام ألا وهو ابن إسحاق. والتي تضم القسم الأكبر من أدبيّات السيرة. سيرة ابن اسحق تقول أن السورة الثامنة عشرة من القرآن (سورة الكهف) والتي تضم قصة ذي القرنين . أوحي بها إلى محمد من قبل الله استجابة لبعض الأسئلة الموجهة من قبل أحبار اليهود المقيمين في المدينة . الآيات أوحي بها خلال الفترة المكّيّة من حياة محمد. طبقاً لما أورده ابن إسحاق, قلقت قبيلة قريش القويّة من ادعاءات أحد أفرادها بالنبوّة ورغبوا باستشارة أحبار اليهود عن المسألة. أرسلت قريش رجلين إلى أحبار اليهود في المدينة باعتبار أن اليهود لهم معرفة أكبر بعلم الكتاب و بأنبياء الله. وصف القرشيّان ابن قبيلتهما للأحبار فنصحهما الأحبار أن يسألوا محمداً أسئلة:-اقتباس-

" فقالت له أحبار اليهود: سلوه عن ثلاث نأمركم بهن فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل وإن لم يفعل فهو متقوّل كذباً وفي هذه الحالة فأمره متروك فروا فيه أمركم. سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر القديم ماذا كان من أمرهم فإنه قد كان لهم حديث عجب. وسلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها ما كان نبؤه وسلوه عن الروح ما هي فإن أخبركم بتلك الثلاثة فاتبعوه فهو نبي و إن لم يفعل فهو رجل متقوّل فاصنعوا في أمره ما بدا لكم""...سيرة ابن هشام

القصة المعروفة في السيرة أن محمداً لما اعلم بهذه الأسئلة الثلاث من الأحبار أعلن انّه سيمتلك الإجابة في صباح الغد . ولكن محمداً لم يجب عن الأسئلة في الصباح و لا لخمس عشرة يوما لاحقة, فبدأت الشكوك في محمد تظهر بين أهل مكة . ثم بعد خمسة عشر يوما نزل الوحي المزعوم بسورة هي سورة الكهف وهي السورة الثامنة عشرة من القرآن. تذكر السورة [قصة] أهل الكهف وهي قصة غريبة عن فتية عاشوا في الزمن القديم ناموا في كهف لسنين عديدة وهي أصلا قصة مسيحية من السنكسار فما كان اليهود ليسألوا محمداً عنها على الإطلاق . تذكر سورة الكهف أيضاً الروح . وأخيرا فهي أيضاً تذكر " رجلا تنقل كثيراً ووصل مشرق الأرض ومغربها"- كذا- ألا وهو ذو القرنين.

فقد مؤلف ابن اسحق إلا انه أُدخل بالكامل تقريباً في سيرة ابن هشام . مؤرخ مسلم مبكر آخر . جمع ابن هشام سيرة ابن إسحاق وعدلها وأضاف عليها ملاحظات. وبالنسبة لذي القرنين يلاحظ ابن هشام ما يلي :

" ذو القرنين هو الإسكندر الأكبر اليوناني, ملك فارس واليونان . أو ملك المشرق والمغرب ولهذا سمي ذا القرنين "

والفكرة العامة لدى علماء الإسلام عن تعريف ذي القرنين الإسكندر الأكبر مصدرها هنا (سيرة ابن هشام). وقد احتضن الفلاسفة المسلمين الأرسطوطاليسيين مثل الفارابي وابن سينا والكندي بحماسة مفهوم كون ذي القرنين ملكاً يونانيّا قديماً. وقد صاغوا شخصية ذي القرنين كملك فيلسوف يوناني.

مشابهة(ذي القرنين) للإسكندر الأكبر

توصل المستشرقون الدارسون للأساطير المسيحيّة عن الإسكندر الأكبر إلى نتيجة مفادها أن القصّة القرآنية عن ذي القرنين تناظر بشكل كبير أساطير محددة عن الإسكندر الأكبر توجد في الكتابات الهلنسيّة والمسيحيّة المبكّرة وهنالك أدلّة آثاريّة تعرف ما يوصف بذي القرنيين بأنه الإسكندر الأكبر. وهنالك أيضاً تأريخ طويل لاستعارة الأديان التوحيديّة لشخصيّة الإسكندر التأريخيّة. هذا يؤدي إلى الاستنتاج المثير للجدل دينياً أن هذه الأساطير هي مصدر قصة ذي القرنين في القرآن

الخلفيّة التاريخية عن الأسطورة الدينيّة التي تدور حول الإسكندر

كان الإسكندر الأكبر شخصيّة شعبية جداً في الثقافات الكلاسيكية وما بعد الكلاسيكية في حوض البحر الأبيض المتوسط والشرق الاوسط. وبعد موته مباشرة تقريباً, بدأت كتلة كبيرة من الأساطير تتراكم حول إنجازاته وحياته والتي (الإنجازات) بمرور القرون أصبحت خيالية و مجازية أكثر فأكثر . و بالعموم تسمّى هذه التقاليد بـ( سيرة الإسكندر) . وبعض التنقيحات على السيرة تظهر جوانب خيالية جداً مثل عروج الإسكندر خلال الأجواء إلى الفردوس أو ترحّله إلى أعماق البحر في فقاعة زجاجية.

وبمرور القرون على استمرار شعبية سيرة الإسكندر , اقتبست هذه السيرة من قِبَل الشعوب المجاورة . وبالخصوص فقد أدخلت إلى التقاليد الأسطورية اليهوديّة والمسيحيّة المبكّرة. في التقليد اليهودي كان الإسكندر بداية موضع نقد وكان يمثّل حاكماً متكبراً و محبّا للاستحواذ وشخصا جاهلا بالحقائق الدينية الكبيرة. ولكن إيمانهم (اليهود) بإله عادل و قدير اضطر المفسرين اليهود للتقاليد عن الإسكندر لأن يتوصلوا إلى توافق مع شخصيّته كشخص لا يمكن إنكار نجاحاته الدنيوية . فلم ينعم الله العادل القدير على حاكم ضال كل هذا الإنعام؟ هذه الحاجة الدينية إضافة إلى التأثر الثقافي بالهلنسيّة أدى إلى نظرة أكثر إيجابية إلى ميراث الإسكندر . و بشكل أكثر حيادية صيغت هذه النظرة بشكل الإسكندر المهتم إما بالشعب اليهودي أو برموزه الدينية. وعن طريق إظهار الفاتح العظيم كشخص اعترف بالحقائق الأساسية للتقاليد الدينية والثقافية والأخلاقية لليهود, أصبحت مكانة الإسكندر وسيلة لإثبات قضية أن اليهود هم مركزيون بين الأمم . ومن ثم ضم الكتّاب اليهود الإسكندر بصورة كاملة تقريبا إلى جانبهم واصفين إياه بالأممي الصالح وحتى بالمؤمن الموحد. ورث المسيحيون المبكرون كلا ًمن الجوانب اليهودية والهلنسيّة من سيرة الإسكندر ومن ثم ازداد التصوير الديني لشخصيّة الإسكندر حتى وصف في بعض القصص كقدّيس . حولت الأساطير المسيحية الإسكندر الثالث اليوناني الفاتح إلى الإسكندر "الملك المؤمن" ملمّحين إلى أنه كان موحّداً , عكس ما تدل عليه الحقائق التاريخية.

ذو القرنين

كما قيل سابقاً,تعني عبارة ذي القرنين صاحب القرنين.. كان الإسكندر الأكبر كثيرا ما يصوّر كشخص ذي قرنين, وبالتحديد قرنا آمون. تصور العملات اليونانية القديمة المضروبة باسم الإسكندر الأخير بقرني آمون مميزين على رأسه. انتشر تأثير الإسكندر الأكبر إلى العملات العربية ففي عام 200ق. م استخدمت عملات فضّية تصور الإسكندر بقرني كبش بشكل أساسي في الجزيرة العربية وقد صدرت هذه العملات باسم حاكم عربي اسمه ابيئيل حكم في جنوب الجزيرة العربيّة.

يعود السبب في تصوير الإسكندر الأكبر مع قرنا آمون في العملات اليونانيّة إلى كون الإسكندر قد استقبل كابن لآمون الإله المصري .وكان الإله آمون يصوّر برأس كبش.-اقتباس-" يبدو أنه أصبح مقتنعاً بحقيقة كونه إله وقد رغب باعتراف الآخرين بذلك ...استجابت المدن تحت الضغط ولكن من سخرية القدر أن الإعلان الإسبارطي يقول " إذا أراد الإسكندر أن يكون إلهًا ليكن إلهاً".

في سيرة الإسكندر تذكر الأسطورة المسيحية أن الإسكندر قال في إحدى صلواته " يا الله.. قد جعلت لي قرنين على رأسي" .و يعلق المترجم في الحاشية أن في الصيغة الإثيوبية من الأسطورة -اقتباس- " يشار إلى الإسكندر دائما بصاحب القرنين"

4- أصارح القارئ الكريم، أني لا أحب هؤلاء الفاشلين علميا، والجبناء أخلاقيا، الذين يلبّسون على الناس دينهم، بسبب الحسد تجاه المؤمنين الذين رزقهم الله عقولا نيرة، وقلوبا مستنيرة.

5- وما دمتم قد أثرتم الموضوع في إطار الردود العلمية التي استفدنا منها، فهل لدى سيادتكم ما تقولونه في هذا الموضوع؟

عبدالقادربوميدونة
12/08/2009, 02:23 PM
[/font][/color]
4- أصارح القارئ الكريم، أني لا أحب هؤلاء الفاشلين علميا، والجبناء أخلاقيا، الذين يلبّسون على الناس دينهم، بسبب الحسد تجاه المؤمنين الذين رزقهم الله عقولا نيرة، وقلوبا مستنيرة.
5- وما دمتم قد أثرتم الموضوع في إطار الردود العلمية التي استفدنا منها، فهل لدى سيادتكم ما تقولونه في هذا الموضوع؟

أخي الأستاذ المتابع بجد جمال الأحمرالمحترم :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
يبدوأن موجات بلبلة الأذهان في عهد الانفتاح الإعلامي العالمي قد تصل مداها ولا خوف من مدياتها وخناجرها
ما دام القرآن قد طوى الزمان وطال المكان ..اللهم إلا وجوب التنبيه إلى خطورة ما ينشرفي " الويكيبيديا " التي هي صفحات مفتوحة على الفضاء الفسيح وحرية النشرفيها قد تضربمن لم يصلوا بعد إلى مستوى التفريق بين الدرب والطريق ..
فأخطروسيلة اليوم لبث السموم هي هذه التي تسمى ظلما " العلوم " والتي اكتسحت الفهوم وأكثرت من الغيوم ..
كل نص مبثوث في " ويكيبيديا" ..لا مصدرولا توثيق ولا مؤلف له فيراه غيرالمطلع أوغيرالعلمي أوغير العارف بعد بفكرة " الويكيبيديا " كأنها ملاذا وملجأ للبحث والنبش والحفر..
الموسوعة الحرة ..بلا حدود ولا قيود ولا سدود ولا بذل جهود ..وبتكرارالنقل عنها يحصل الالتباس.. وتتبلبل أذهان الناس ..
أي أن الكلام فيها كالكلام في المقاهي والشوارع والمهابط والمطالع..
وهكذا ضاعت السبل وتعددت المداخل والمخارج لقاعة المعلومة الصحيحة فمن يغربل لمن ..ومن يصحح لمن ؟
هذا زمن انفلات كل شيء وطوفان المعلومات فمن لم يع فقد تاه ومات ..
والحل هوالتمسك بالآيات البينات فيما مضى وفيما هوآت ...ولندع المستشرقين والمستشرقات يخبطون في المتاهات ..الزمن الحالي زمن بث الفتن بغض النظرإن كانت طيبا أم نتن ..
أشكرك وأشكرجميع الأساتذة المتدخلين وأحييكم على وجهة نظركم الصائبة ها هنا .. .
والسلام عليكم ورحمة الله .

جمال الأحمر
12/08/2009, 05:44 PM
أخي الكبير الأستاذ المتتبع؛ عبد القادر بوميدونة المحترم:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

1-والله إني لأوافقكم فيما ذهبتم إليه. وإنكم قد أصبتم المحز، بل كبد الحقيقة. فويكيبيديا صارت مرجعا، بل مصدرا ضروريا للتلميذ العربي، بل لأستاذه، بل للطلبة الجامعيين في بحوثهم! وعلى الرغم من فائدتها الثابتة إلا أنها كثيرا ما تنحاز إلى الواقفين على العالم اليوم.

2- أشكر الزميل والأخ الأستاذ عدنان أبو شعر الذي أتاح لنا هذا النقاش المثمر، من خلال الموضوع الحساس الذي لا زال في حاجة إلى متابعة؛ موضوع ذي القرنين...

تحياتي الخالصة...السلام عليكم

صادق الرعوي
13/08/2009, 01:17 AM
الدكتور الفاضل صلاح أبو شنب
لا كلّت يمينك، ولا خاب رجاؤك، ولا فنيت آثارك. رُزقت من علم الله ما ينفعك في الدنيا ويرفع مقامك في الآخرة، وجعل الله سعيك سعي العارفين للوصول لشاطئ الحق واليقين. غسلت بالماء والثلج والبرد، ونزلت عليك شآبيب رحمة كريم ألبستك نوراً ورصعتك بنور، إلى الله أتوجه أن يجعل ما كتبت في صحائفك دفاعاً عن حق رأيته، ورأى عبد قليل فيه غير ذلك. وإلى الله أخلص الدعاء أن يمنحك البركة في علمك ويحقق لك ما ترجو.
إنني يا أخي الدكتور الفاضل لا أنازعك في ما كُتب عن الاسكندر من بديع الوصف لجانب خير في شخصيته، كما لا أنازع أحداً في جوانب الخير التي مُلئت بها نفس جلجاميش، و زراداشت، وكونفوشيوس، وبوذا، وحامورابي، وبختنصر، وماني، وطاغور، وفيثاغورس، وأفلاطون، وسقراط، وبارامنيدس، وأفلوطين، كما لا أنكر الجوانب الوطنية الرائعة الموجودة في تحوتمس، ورمسيس، ومرنبتاح، وحور محب، وأخناتون، ولا أستطيع أن أنكر عملقة هيغل، وماركس، وسارتر، ودوركهايم، وإدلر، وألبرتو مورافيا، وكافكا، وكولن ولسن، و د.هـ. لورانس، وسحر ما أبدعته العقول البشرية والوقوف منحنياً أمام عملقتها.
لكني وأنا أفرز الأمور بعقل ينضّد مرامي الأفكار، ويتتبع منابعها، ويدرس ويدرك أسسها، لا أفرط قيد أنملة برد الحق لأهله وتصنيف كل هامة في مكانها الصحيح (كما رتب العناصر وصنفها ديمتري ماندلييف عام 1869) ، فلا يعمي بصيرتي عملقة عالم في أحد زوايا فكره أو سلوكه فتنسيني إنكاره لله ورسالاته، و لا أصرّ على ليّ عنق الحقيقة والالتفاف عليها بتبني هذه الهامة لأرصع بها وأزركش بحضورها الاستثنائي مجموعة من أخلصوا لله رباً وعبدوه على أنه واحد أحد فرد صمد (واجب الوجود) بتعبير ابن رشد.
كم أتمنى عليك يا سيدي أن لا يسوقك حبك للقائد اليوناني الوثني (بدلالات وشواهد لا ترد أوردها مؤرخون ثقاة كما بينت في مقالي) - حب لا أشك بأني أشترك معك بقسط منه - فتكون كالفارابي أو الكندي اللذان - ولشدة إعجابهما بالفلسفة اليونانية وعمالقتها- أرادا أن (يأسلما) هذه الفلسفة المرتكزة على ما يتناقض ويشاكس القواعد الأساسية في أصول العقيدة الإسلامية، حتى جاء العلامة الفيلسوف ابن رشد فأعاد القطار إلى سكته من جديد وبين فساد ما ذهب إليه الكندي وابن سينا والفارابي في محاولتهم (أسلمة) الفلسفة اليونلنية بعُجرها وبُجرها ( وهذا ما كان مضمون رسالته في الرد على (تهافت الفلسفة للغزالي) في كتابه (تهافت التهافت) .
وأريد أن أهمس في أذنك أن أصل الخلاف بين طائفة الموحدين (الدروز) وبقية الطوائف الإسلامية هو احترام هذه الطائفة - بالكليّة - لشخوص بعض من ذكرتُ من العمالقة ( وأضيف لهم هرمز)، مما جعلهم يصنفوهم مع الأنبياء الذين لم يذكرهم القرآن متكئين على دليل ساقوه من نص القرآن ظناً منهم أنهم يدعمون قالتهم : { وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً }; [النساء آية: (164)].
أرجو أن أكون قد وفقت في شرح وجهة نظري في تقديم الجانب السلبي من شخصية الاسكندر، ليس من باب التجني عليه، وليس من باب اقتصار شخصيته وانحصارها في إطار ما قدمته، فهو ليس محض شر وسوء طوية، بل سعياً لتقديم دليل ساطع قاطع وبرهان جلي على أن رسل الله وصالحي خلقه - الذين يؤمنون به وبوحدانيته ويخاطبونه وحياً أو إيحاء - لا يمكن أن تجتمع في أخلاقهم فضيلة إلى جانب رذيلة وشرك.
كل الاحترام والتقدير لك.
وحبي ما زال في زيادة لأهل مصر المباركة.
عدنان أبوشعر:mh78:
أعجبني ما سُطرَ هنا من درر الكلم وشدني مافيه من العلم والفهم لُخصت فيه الحقيقة مع من يناقضها في الطريقة بدون تجريح أو تلميح وهذا لا يُتأتى إلا لمن له ذكاء شريح ..
لله در عقل فكر وقلب جمع وصدر وقلم كتب وسطر هذا الكلام المُسَكر ..
إعجابي بقلمك يزداد بمرور الأيام وأنا في ذلك لا أُلام كيف لا وهو آخذ من كل مفخرةٍ بالزمام فهنيئاً لمن كانت لهم مثل هذه الأقلام..
الشكر موصول لمن أخذ هذا الكلام بالقبول أستاذنا صلاح فله التحايا مع إشراقة كل صباح..
تلميذكم : صادق الرعوي

عدنان أبوشعر
14/08/2009, 01:46 AM
أخي الحبيب المهندس صادق
كأني بك قد ورثت قلم الرافعي، ولبست عمامة ابن قتيبة الدينوري، فلخّصت صيد خاطر ابن الجوزي، .. ألبسك الله لباس العلم والتقوى { وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ}،، ونًثرت باقات ياسمين دمشق قدامك حيثما حللت.
أحبك الله الذي أحببتني من أجله، وسخّر قلمك سيفاً هُماماً يذبُّ عن مشكاة النبوة ونور التنزيل المبين، وقيّض لبيانك وبنانك عيوناً تبصر، وآذاناً تسمع، وقلوباً تستقبل. حصّنتك بآيات الكتاب، ورفعت صوتي أمام باب المولى طالباً لك التوفيق وحسن المآب، وجمعني وإياك تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله، ولا ملجأ إلا إليه، وسقاك جدي المصطفى عليه وعلى آله أفضل سلام وتسليم، وأشربني بمعيتك شربة من كوثره لا نظمأ بعدها أبداً.
المحب في الله
القليل ابن العبد الصالح محمد سعيد رحمات الله عليه
عدنان أبوشعر

عدنان أبوشعر
14/08/2009, 02:11 AM
أخي وحبيبي الدكتور الفاضل جمال
قرأت ما تفضلت وزودتنا به أثناء حياكتي لمقالي، فمن عاداتي استطلاع ما كُتب حول البحث الذي أنا بصدده الكترونياً وورقياً ما استطعت إلى ذلك سبيلاً وما وفقني ومكّني فيه ربي، ووجدت آنئذ أن المقام لا يسمح بولوج دهاليز ما ذهب إليه المدعو ابن المقفع الذي يحبّر قالاته في موقع الملحدين العرب.
امنحني المزيد من الوقت حتى أسنّ رؤوس الرماح، وسأعمد للرد - بعون الله وتوفيقه ودعائك أيها المبارك- بمقال أفرده لهذا الموضوع.

تقبل مني كل المحبة في الله
عدنان أبوشعر

صلاح م ع ابوشنب
14/08/2009, 06:26 AM
الأستاذ الفاضل: عدنان أبو شعر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- أحييك على هذا الجهد المتواصل،،،واسمح لي أن أحيي من خلال صفحتكم العامرة؛ صديقي وأخي الأستاذ صلاح أبو شنب، المتخصص في علم الآثار والترجمة الأسبانية، الذي اشتقت إلى كتاباته.
2- وجدت في أحد مواقع من يسمون أنفسهم (الملحدين العرب)، ولا أدري إن كانوا يهودا أم لا؟! كتابا خاليا من المصداقية العلمية، عار عن اسم المؤلف، ومكتوب على طريقة (البروباقندا-propaganda-الإرجاف في البلاد)، معروض للتحميل في صيغة (وورد) لتسهيل الانتشار، دون مسؤولية مؤلف معروف، ولا هيئة علمية محترمة، عنوانه "مصادر قصص الأنبياء والمعتقدات الإسلامية من الأديان الأخرى: نظرية ورود قصة الإسكندر المقدوني في القرآن"، موقع باسم مستعار، على طريقة مخابرات العدو، (كتب: ابن المقفع)، وطبعا ليس هو ابن المقفع القديم. وجاء في الكتاب:
مقدمة
ورد في القرآن قصة لشخص يدعى ذا القرنين وكيفية وصوله إلى مشرق الشمس ومغربها وبنائه سدا لصد يأجوج ومأجوج هذه القصة كما يعتقد المستشرقون اقتبسها محمد من تراث قصصي اسطوري يدعى سيرة الإسكندر وهي معالجة أسطورية استمرت خلال قرون للانجازات العسكرية للإسكندر المقدوني الذي ظهرت قصة حياته في فلم حديث مشهور ظهر فيه وثنيا ومدعيا للألوهية ومثليا جنسيا وذو مظالم عديدة سيرة الإسكندر هذه موجودة أصلا في مؤلف يدعى تاريخ سودو كاليسثينيس وهذا المؤلف ترجم في نسخة شعرية باللغة السريانية تعود إلى قرن من الزمان قبل عصر محمد بالتحديد إلى الشاعر السرياني الشهيريعقوب السروجي الذي توفي عام 521 للميلاد وفي الترجمة الشعرية تفاصيل مناظرة لما جاء في القرآن عن ذي القرنين كما يتحدث الموضوع عن أن اسم ذي القرنين كان لقبا شائعا للإسكندر المقدوني منذ القرن الأول للميلاد وأسطورة السد قديمة أيضاً..وحجزه لياجوج وماجوج
وهنالك صور لطيفة للإسكندر وعلى رأسه قرنان ولسد يأجوج ومأجوج وصورة للنظام الكوني كما هو مذكور في السيرةوكما هو مذكور في القرآن أرض مسطحة....وشمس تغرب في مياه حمئة.
الاقتباسات والجمل المناظرة للقصة القرآنية قد لونتها بالأزرق....فليراجعها من يريد في الأسفل
بعض التعاريف البسيطة كتبتها بين قوسين وفي تعقيبٍ منفصل كتبت هوامش وتفاصيل حتى يكون الموضوع عن ذي القرنين وسده شاملا ً
نظرية ورود قصة الإسكندر في القرآن (مترجم عن ويكيبيديا)
هذه النظرية تقول أن شخصيّة ذي القرنين المذكورة في القرآن هي في الحقيقة الإسكندر الأكبر . الاسم إسكندر نفسه لم يرد في القرآن . ذو القرنين كان شخصية معروفة جداً في آداب القاطنين الأول في جزيرة العرب في القرون الوسطى , وهو مذكور في القرآن الكتاب المقدّس للإسلام. و يعتبر ذو القرنين عند بعض المسلمين نبياً. يذكر القرآن أن قوماً ( على الأقل حاخامات اليهود) كانوا يعرفون مسبقا حكايات شخص ذو إمكانات هائلة باسم ذي القرنين في زمن محمد.
من المعروف عالمياً , بين المتخصصين الغربيين, أن شخصيّة ذي القرنين تناظر شخصية الإسكندر الأكبر . السبب وراء ذلك أن قصّة ذي القرنين كما هي موصوفة في القرآن تشابه بشكل كبير بعض مقاطع (سيرة الإسكندر) وهي مؤلف مليء بالمبالغات في وصف إنجازات الإسكندر ويعود إلى العصر الهلنسي والمسيحي المبكّر. وقد مرت هذه السيرة بإضافات و أعيدت صياغتها عدّة مرّات خلال العصور القديمة والوسطى.
تاريخياً , احتضن العلماء المسلمون التعريف الذي يربط ذا القرنين بالإسكندر الأكبر, مع أن نظريّات منافسة قد اقترحت مؤخرا. وقد استنتج المختصّون بالاستشراق الذين درسوا الأساطير المسيحيّة عن الإسكندر الأكبر كلا ً على حدة أن ذا القرنين هو نعت قديم للإسكندر الأكبر. ولهذا السبب أصبح تعريف ذا القرنين مسألة جدليّة في الأزمنة الحديثة.
ذو القرنين في القرآن
كتب القليل جداً عن ذي القرنين في المصادر الأساسية للإسلام, ولكنه يظهر بصورة أساسيّة في القرآن وهو الكتاب المقدس الذي يؤمن المسلمون أنه أوحي به إلى محمد على يد الله.
يعتبر ذو القرنين بصورة عامة أحد أنبياء الإسلام , ولكنه لا يظهر بصورة مقاربة لأنبياء كإبراهيم وموسى وعيسى وأنبياء كتابيين أخر كانوا شخصيات أساسيّة. ولهذا السبب هناك شك في الإسلام عن ما إذا كان ذو القرنين نبياً للإسلام أم شخصاً ذا تمكّن تلقّى نعمة من الله. قصّة ذي القرنين تظهر في ستة عشر آية من القرآن , الآيات من سورة الكهف(83-98)
ذو القرنين في الأدبياّت الإسلامية المبكّرة
أول ذكر لذي القرنين نجده خارج القرآن هو في أعمال أول مؤرخ وكاتب سيرة في الإسلام ألا وهو ابن إسحاق. والتي تضم القسم الأكبر من أدبيّات السيرة. سيرة ابن اسحق تقول أن السورة الثامنة عشرة من القرآن (سورة الكهف) والتي تضم قصة ذي القرنين . أوحي بها إلى محمد من قبل الله استجابة لبعض الأسئلة الموجهة من قبل أحبار اليهود المقيمين في المدينة . الآيات أوحي بها خلال الفترة المكّيّة من حياة محمد. طبقاً لما أورده ابن إسحاق, قلقت قبيلة قريش القويّة من ادعاءات أحد أفرادها بالنبوّة ورغبوا باستشارة أحبار اليهود عن المسألة. أرسلت قريش رجلين إلى أحبار اليهود في المدينة باعتبار أن اليهود لهم معرفة أكبر بعلم الكتاب و بأنبياء الله. وصف القرشيّان ابن قبيلتهما للأحبار فنصحهما الأحبار أن يسألوا محمداً أسئلة:-اقتباس-
" فقالت له أحبار اليهود: سلوه عن ثلاث نأمركم بهن فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل وإن لم يفعل فهو متقوّل كذباً وفي هذه الحالة فأمره متروك فروا فيه أمركم. سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر القديم ماذا كان من أمرهم فإنه قد كان لهم حديث عجب. وسلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها ما كان نبؤه وسلوه عن الروح ما هي فإن أخبركم بتلك الثلاثة فاتبعوه فهو نبي و إن لم يفعل فهو رجل متقوّل فاصنعوا في أمره ما بدا لكم""...سيرة ابن هشام
القصة المعروفة في السيرة أن محمداً لما اعلم بهذه الأسئلة الثلاث من الأحبار أعلن انّه سيمتلك الإجابة في صباح الغد . ولكن محمداً لم يجب عن الأسئلة في الصباح و لا لخمس عشرة يوما لاحقة, فبدأت الشكوك في محمد تظهر بين أهل مكة . ثم بعد خمسة عشر يوما نزل الوحي المزعوم بسورة هي سورة الكهف وهي السورة الثامنة عشرة من القرآن. تذكر السورة [قصة] أهل الكهف وهي قصة غريبة عن فتية عاشوا في الزمن القديم ناموا في كهف لسنين عديدة وهي أصلا قصة مسيحية من السنكسار فما كان اليهود ليسألوا محمداً عنها على الإطلاق . تذكر سورة الكهف أيضاً الروح . وأخيرا فهي أيضاً تذكر " رجلا تنقل كثيراً ووصل مشرق الأرض ومغربها"- كذا- ألا وهو ذو القرنين.
فقد مؤلف ابن اسحق إلا انه أُدخل بالكامل تقريباً في سيرة ابن هشام . مؤرخ مسلم مبكر آخر . جمع ابن هشام سيرة ابن إسحاق وعدلها وأضاف عليها ملاحظات. وبالنسبة لذي القرنين يلاحظ ابن هشام ما يلي :
" ذو القرنين هو الإسكندر الأكبر اليوناني, ملك فارس واليونان . أو ملك المشرق والمغرب ولهذا سمي ذا القرنين "
والفكرة العامة لدى علماء الإسلام عن تعريف ذي القرنين الإسكندر الأكبر مصدرها هنا (سيرة ابن هشام). وقد احتضن الفلاسفة المسلمين الأرسطوطاليسيين مثل الفارابي وابن سينا والكندي بحماسة مفهوم كون ذي القرنين ملكاً يونانيّا قديماً. وقد صاغوا شخصية ذي القرنين كملك فيلسوف يوناني.
مشابهة(ذي القرنين) للإسكندر الأكبر
توصل المستشرقون الدارسون للأساطير المسيحيّة عن الإسكندر الأكبر إلى نتيجة مفادها أن القصّة القرآنية عن ذي القرنين تناظر بشكل كبير أساطير محددة عن الإسكندر الأكبر توجد في الكتابات الهلنسيّة والمسيحيّة المبكّرة وهنالك أدلّة آثاريّة تعرف ما يوصف بذي القرنيين بأنه الإسكندر الأكبر. وهنالك أيضاً تأريخ طويل لاستعارة الأديان التوحيديّة لشخصيّة الإسكندر التأريخيّة. هذا يؤدي إلى الاستنتاج المثير للجدل دينياً أن هذه الأساطير هي مصدر قصة ذي القرنين في القرآن
الخلفيّة التاريخية عن الأسطورة الدينيّة التي تدور حول الإسكندر
كان الإسكندر الأكبر شخصيّة شعبية جداً في الثقافات الكلاسيكية وما بعد الكلاسيكية في حوض البحر الأبيض المتوسط والشرق الاوسط. وبعد موته مباشرة تقريباً, بدأت كتلة كبيرة من الأساطير تتراكم حول إنجازاته وحياته والتي (الإنجازات) بمرور القرون أصبحت خيالية و مجازية أكثر فأكثر . و بالعموم تسمّى هذه التقاليد بـ( سيرة الإسكندر) . وبعض التنقيحات على السيرة تظهر جوانب خيالية جداً مثل عروج الإسكندر خلال الأجواء إلى الفردوس أو ترحّله إلى أعماق البحر في فقاعة زجاجية.
وبمرور القرون على استمرار شعبية سيرة الإسكندر , اقتبست هذه السيرة من قِبَل الشعوب المجاورة . وبالخصوص فقد أدخلت إلى التقاليد الأسطورية اليهوديّة والمسيحيّة المبكّرة. في التقليد اليهودي كان الإسكندر بداية موضع نقد وكان يمثّل حاكماً متكبراً و محبّا للاستحواذ وشخصا جاهلا بالحقائق الدينية الكبيرة. ولكن إيمانهم (اليهود) بإله عادل و قدير اضطر المفسرين اليهود للتقاليد عن الإسكندر لأن يتوصلوا إلى توافق مع شخصيّته كشخص لا يمكن إنكار نجاحاته الدنيوية . فلم ينعم الله العادل القدير على حاكم ضال كل هذا الإنعام؟ هذه الحاجة الدينية إضافة إلى التأثر الثقافي بالهلنسيّة أدى إلى نظرة أكثر إيجابية إلى ميراث الإسكندر . و بشكل أكثر حيادية صيغت هذه النظرة بشكل الإسكندر المهتم إما بالشعب اليهودي أو برموزه الدينية. وعن طريق إظهار الفاتح العظيم كشخص اعترف بالحقائق الأساسية للتقاليد الدينية والثقافية والأخلاقية لليهود, أصبحت مكانة الإسكندر وسيلة لإثبات قضية أن اليهود هم مركزيون بين الأمم . ومن ثم ضم الكتّاب اليهود الإسكندر بصورة كاملة تقريبا إلى جانبهم واصفين إياه بالأممي الصالح وحتى بالمؤمن الموحد. ورث المسيحيون المبكرون كلا ًمن الجوانب اليهودية والهلنسيّة من سيرة الإسكندر ومن ثم ازداد التصوير الديني لشخصيّة الإسكندر حتى وصف في بعض القصص كقدّيس . حولت الأساطير المسيحية الإسكندر الثالث اليوناني الفاتح إلى الإسكندر "الملك المؤمن" ملمّحين إلى أنه كان موحّداً , عكس ما تدل عليه الحقائق التاريخية.
ذو القرنين
كما قيل سابقاً,تعني عبارة ذي القرنين صاحب القرنين.. كان الإسكندر الأكبر كثيرا ما يصوّر كشخص ذي قرنين, وبالتحديد قرنا آمون. تصور العملات اليونانية القديمة المضروبة باسم الإسكندر الأخير بقرني آمون مميزين على رأسه. انتشر تأثير الإسكندر الأكبر إلى العملات العربية ففي عام 200ق. م استخدمت عملات فضّية تصور الإسكندر بقرني كبش بشكل أساسي في الجزيرة العربية وقد صدرت هذه العملات باسم حاكم عربي اسمه ابيئيل حكم في جنوب الجزيرة العربيّة.
يعود السبب في تصوير الإسكندر الأكبر مع قرنا آمون في العملات اليونانيّة إلى كون الإسكندر قد استقبل كابن لآمون الإله المصري .وكان الإله آمون يصوّر برأس كبش.-اقتباس-" يبدو أنه أصبح مقتنعاً بحقيقة كونه إله وقد رغب باعتراف الآخرين بذلك ...استجابت المدن تحت الضغط ولكن من سخرية القدر أن الإعلان الإسبارطي يقول " إذا أراد الإسكندر أن يكون إلهًا ليكن إلهاً".
في سيرة الإسكندر تذكر الأسطورة المسيحية أن الإسكندر قال في إحدى صلواته " يا الله.. قد جعلت لي قرنين على رأسي" .و يعلق المترجم في الحاشية أن في الصيغة الإثيوبية من الأسطورة -اقتباس- " يشار إلى الإسكندر دائما بصاحب القرنين"
4- أصارح القارئ الكريم، أني لا أحب هؤلاء الفاشلين علميا، والجبناء أخلاقيا، الذين يلبّسون على الناس دينهم، بسبب الحسد تجاه المؤمنين الذين رزقهم الله عقولا نيرة، وقلوبا مستنيرة.
5- وما دمتم قد أثرتم الموضوع في إطار الردود العلمية التي استفدنا منها، فهل لدى سيادتكم ما تقولونه في هذا الموضوع؟
بسم الله الرحمن الرحيم
اخى العزيز جمال الاحمر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احييك على هذه المداخله الجيدة وتلك المعلومات المفيدة والجديدة ايضا ، اشتقت الى كتاباتك تماما مثلما اشتقت انت ، انتهز هذه الفرصة كى ابعث اليك بتحياتى وخالص مودتى وتهنئتى القلبيه لشخصك الكريم ولشعب الجزائر الشقيق بقرب حلول شهر رمضان المبارك اعاده الله عليك وعلى الامة الاسلاميه بالخير واليمن والبركات .
ان املى فى امر موضوع الاسكندر الاكبر ان نتوصل الى جهة تتبنى بحثى حول مكان وجود مقبرة الاسكندر الاكبر التى تم تحديده فى بحثى بشكل دقيق والامر يحتاج الى تمويل لعملية الحفر وتصاريح ولقد استخدم البعض فى الخفاء مدلولات البحث خلال الثلاثين عاما الماضيه فى العبث بالمقبرة واستخرا ج ما امكن استخراجه واخفاء ما امكن اخفائه والموضوع جد معقد وشائك .
لك اجمل تحياتى مرة اخرى والى اللقاء فى مشاركات قريبة ان شاء الله
اخوك صلاح ابوشنب

صلاح م ع ابوشنب
14/08/2009, 06:33 AM
أعجبني ما سُطرَ هنا من درر الكلم وشدني مافيه من العلم والفهم لُخصت فيه الحقيقة مع من يناقضها في الطريقة بدون تجريح أو تلميح وهذا لا يُتأتى إلا لمن له ذكاء شريح ..
لله در عقل فكر وقلب جمع وصدر وقلم كتب وسطر هذا الكلام المُسَكر ..
إعجابي بقلمك يزداد بمرور الأيام وأنا في ذلك لا أُلام كيف لا وهو آخذ من كل مفخرةٍ بالزمام فهنيئاً لمن كانت لهم مثل هذه الأقلام..
الشكر موصول لمن أخذ هذا الكلام بالقبول أستاذنا صلاح فله التحايا مع إشراقة كل صباح..
تلميذكم : صادق الرعوي
بسم الله الرحمن الرحيم
اخى الكريم الفاضل صادق الرعوى حفظك الله ورعاك
اشكرك على جميل الفاظك وحسن انتقاءك وثنائك ، من الاسكندرية عروس المتوسط ارسل اليك كل صباح تحية معبوقة بالمسك الفواح تحملها اليك نسمات رقيقات فوق متن الرياح .
اخوك صلاح ابوشنب

طه كنعان
21/08/2009, 04:55 PM
تحية الى عدنان ابو شعر --- كل ما قيل عن ذى القرنين ضعه جانبا وتعال انت وكل المفكرين العرب - لقرائة قصة هذا الرجل بشكلها الصحيح -- فانا اقول لك الان الااتي -- ان جلجامش ملك اوروك هو الذي مر على القرية فاماته الله مئة عام ثم بعثة الله وامره ان يلتقي مع موسى عند مجمع البحرين وبعد انتهاء القاء توجه هذا الرجل الى مصر وسماه الله بهذه الرحلة ( ذى القرنين ) ثم عاد هذا الرجل الى بلاد الرافدين واقام الردم على ياجوج وماجوج ثم توجه مع مقاتلي مدينة اور او اوروك الى فلسطين وسبى اليهود -- هذه رؤس اقلام لقصة هذا الرجل -ولهذا الرجل بحث عندي بشرح مفصل بادلة علمية --

اذا ان الملك جلجامش هوا الذي اماته الله مئة عام وهو نفسه صاحب موسى وهو نفسه ذى القرنين ---------


وساقوم ان شاء الله بطرح الموضوع كاملا في ما بعد -- وشكرا لك

محمد علام الدين بن التهامي
21/08/2009, 05:53 PM
أنقل هذا المقطع من رد للدكتور خالد العبيدي على مطاعن الدجال زكريا بطرس فيما يخص ذي القرنين :
اعترض صاحبنا كذلك على قضية غروب الشمس في عين حمئة في قصة ذي القرنين من سورة الكهف من قوله تعالى (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً) (الكهف:86) لقد بينت تفصيل ذلك في كتابيّ (المنظار الهندسي للقرآن الكريم) و(تفصيل النحاس والحديد في الكتاب المجيد)، وباختصار لو تأملت الآية ملياً وكان لديك بعض الإلمام بلغة العرب لما اعترضت، يقول تعالى )حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً) (الكهف:86). أنت تقول أن الآية تعني أن الشمس تغرب في العين الحمئة –وهو تفسيرك أنت طبعاً ولا دخل للحقيقة في ذلك- طيب وهل القوم الذين عندها موجودون دون ان يمسهم شيء من حرها ولفحها ؟!، تدبر يا هذا وحكّم عقلك، فآيات الشمس في القرآن كثيرة تبين أنها تسبح في فلك خاص ولا يمكن لها أو للأرض أو القمر بأي حال من الأحوال أن يدرك بعضهم بعضاً )وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (الانبياء:33)، )لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يّـس:40). طيب حيث أن ذلك إقرار قرآني قبل العلم الحديث بأن الأفلاك تسبح في الكون بنظام معجز دون ان تضطرب في حركتها وانتبه هنا لكلمة يسبحون، فالسباحة تقتضي مادة يتم السباحة فيها فأنت لا تسبح في فراغ وهذا سبق قرآني بإن فكرة الفراغ الكوني غير صحيحة بل هي مادة ولكن من نوع خاص وهو ماكتشف حديثاً من أن الكون يتكون من مادة تسمى مادة الظلام الكوني (dark matter).
بل إن القرآن الكريم أول كتاب في تاريخ البشرية يفرق بين الكوكب والنجم، وبين النور والضوء وهي حقائق فيزيائة لم تكتشف إلا بعد نزول القرآن بأكثر من 1300 عام. كما بين القرآن الكريم المغزى من حركات الكواكب والأفلاك وهو تحديد الوقت لمصالح العباد، يقول تعالى )هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (يونس:5).
حسناً، اتفقنا إذن أن القرآن يبين هذه الحقائق التي لم تعرفها البشرية بل وأنكتها حتى بعد نزول القرآن كما حصل للمسكين غاليلو الذي اتهمته كنيستك المحترمة بالزندقة عندما ادعى حركة الأرض وكرويتها. فكيف إذن نفهم أن الشمس تغيب في بحيرة أو عين دون أن تحرق من عندها من قوم؟!، الواضح يا هذا أنك لو وقفت على جبل قرب بحر أو بحيرة وتأملت الغروب لوجدت أن الشمس كأنها تنزل في البحر وهو وصف لما تراه عينك. ولقد وصف العالم أبو الكلام في رحلته لكشف أسرار رحلة ذي القرنين في كتابه القيم (ويسألونك عن ذي القرنين) هذا الأمر عندما اكتشف السد في منظقة جبال القوقاز بين بحر قزوين وبحر الأسود فوقف على أعلى قمة وتأمل الغروب ليجد الوصف القرآني تماماً كما هو بالضبط شمس تغرب في البحر وفيه جزر كثيرة واضحة للعيان بسبب علو المكان وفي تلك الجزر بحيرات داخلية كأنك تتخيل الشمس تنزل في تلك البحيرات.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
معذرة لتأخري لم أتلقى دعوة لهذا الموضوع وإنما وجدته عند تصفحي للمنتدىاليوم.21/08/2009.
رجائي إذا أودت قولا عني أن أن تنسخه ثم تلسقه كي يكون المعنى ظاهر لمن يقرأ.
لم أكون لأقول ما قلت عن كوكب الشمس وغروبه في الأرض وأين في عين من الماء .هذا لعمري جنونا أكيدا .
لو اقتربت الشمس منا قليلا لاحترقت الأرض بتمامها.

طه كنعان
21/08/2009, 06:12 PM
الاخ محمد علام الدين -- شكرا لك على هذه المشاركة نعم ليسى هاكذا المعنى من غروب الشمس --- انتظر عدة ايام ساطرح الموضوع ان شاء الله وهو سيحل كل التسائلات - حلا جزريا يوافق العلم والقران -- شكرا لك

محمد علام الدين بن التهامي
21/08/2009, 06:14 PM
أخي الأستاذ الفاضل: عدنان أبو شعر
السلام عليكم
1- أنا معجب بكتاباتكم، فجازاكم الله خيرا على هذا البحث الذي أصاب المحز، ووافق الصواب الصَّحاح الذي قرره علماء الإسلام!
2- إن الأدلة التاريخية التي تفضلت بإيرادها جعلت الحق أبلجا من هذه الناحية...وبان لكل ذي عينين أن الأستاذ المدعو (محمد العسكري) لم يأت إلا بأوهام تاريخية للبرهنة على أغلوطة في موضوع ذي القرنين.
3- اطلعت على مدونة المدعو (محمد العسكري)، التي تفضلتم بذكرها، فوجدته يستند إلى روايات توراتية وإنجيلية تاريخية غير موضوعية ولا محترمة من الناحية المنهجية الأكاديمية. إنه يتحدق عن تونس أخرى، لا نعرفها واقعا ولا تاريخا، بل توجد في عقله فحسب.
4- إن حوار الدياينات في مستوياته الدنيا (interfaith roundtable ) لا يقبل هذا الأسلوب، أما بقية مستوياته فلا تكون بطريقة الدس على الإسلام لصالح اليهودية؛ لأن ظاهرها جمع للمعطيات المشتركة بين الملل الثلاث، وباطنها ضرب الإسلام في جوهره. إن هذه الطريقة تطعن في ديننا من خلال ضرب عقيدتنا الصحيحة، بإدخال أوهام توراتية وإنجيلية لا يوافق عليها النقدة من أهل الملل الثلال. ومن الذين يرفضون هذا الأسلوب: (مارتن لوثر)، وكثير من تلاميذه، وكثير من الطوائف الأخرى وعلى رأسها (شهود يهوه)، ومن آخر المعروفين في ذلك الراهب النصراني (هانتز كزنغ) (hanz kung).
وهذا ما يسعى العقلاء إليه:


5- our intent is not to be a group that puts aside all our differences and
tries to find the least common denominator for being in the same room. Thus, our global vision is not to dream of a time where all religions are one, when there are no denominations and world religions have evolved into one religion. Instead, our goal is for all of us to be true to our own faith traditions while at the same time respecting, honoring and understanding all people and groups whose religious outlooks are different from our own.
6- الموضوع شيق، ويغري بتوسعته إلى أصوله وفروعه.
تقبل تحية من أخيك ابن قصر الحمراء...السلام عليكم
السلام عليكم .
أخي إن من يؤمن بالكتاب يؤمن به كله وليس ببعضه .والقرآن الكريم هو الجامع لكل الديانات الأخرى وهو يقر بالكتب السماوية والرسل والأنبياء والأسباط. كما أمرك أيها المسلم أن تؤمن بها وأمر الله فرض عليك وعلى الرسول الذي أرسله الله صلى الله عليه وآله وسلم .قال الله العلي العظيم.آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ .285.البقرة.قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 84.آل عمران.
فمن يضرب الإسلام في جوهره ؟ من يؤمن بكله أم من يؤمن ببعض ويكفر ببعض؟ هل الذي يجعل الاسلام مهيمنا على كل دين ومحتويا له ولأتباعه هو الذي يعمل لصالح الإسلام ؟ أم الذي درس التعصب الديني والمذهبي والطائفي وما فكر في ما بين يديه وما وصل إليه هو الذي يعمل ضد الإسلام.
قلي بربك إن تحققت من دينك فوجدته يجمع الملل كلها تحت لوائه بعدالته لتكون أنت الشهيد على الناس وتكون أنت النور الذي يمثل عدالة الله على الأرض بخلافته فتحكم كما أراد بين الناس بالحق. هل تبخسه وتنقص منه ذلك أم تظهره ولا يهمك غير الله فصيلة وطائفة ومن في الأرض جميعا؟
من يدعي أنه مسلم لله يعمل بما أمر الله .
عد للقرآن تجد الحقائق ودعك مما يتقول الآخرون لتكون من الذين يستمعون القول فينبعون أحسنه.
قد أضر بنا التطرف والارهاب والفرقة بين الناس وديننا لا يعادي غير المفسدين في الأرض بغض النظر عن انتمآتهم.
سلاما.

محمد علام الدين بن التهامي
21/08/2009, 06:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستاذ عدنان ابو شعر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
اتفق معك على أن الاسكندر الاكبر لم تطأ قدماه تونس ولا يوجد أى دليل على ذلك ، اما من جهة نعته بكل تلك الصفات الرذيله دون ان تكون له فضيله واحدة يمكن ذكرها فاننى اعتقد أن ذلك من غير المنصف ، إن الاسكندر الامبراطور الشاب الذى اسس اكبر امبراطورية فى التاريخ وخاض اشهر المعارك كان له الكثير من الاعداء بقدر اتساع مملكته المتراميه الاطراف ، وقد الصقوا به الكثير من التهم الباطله ، وكادوا له كثيرا ، ثم لماذا نتحدث عن الصفحات السوداء فى حياة الاسكندر ولا نتحدث عن البيضاء وننشر السلبيات ونتناسى الايجابيات ، فكما ان هناك كتابات اساء ت كثيرا الى الاسكندر فإن هناك كتابات انصفته ، إن ول ديورانت نفسه اثنى فى كتابه قصه الحضارة على الاسكندر ، وكثيرا اكدوا على أن الاسكندر كان معتدلا فى اشباع ملذات جسده وكان قليل شرب الخمر ، ولم لا وقد تتلمذ على يد ارسطو طاليس الذى كتب عنه كلاما يثنى فيه عليه كثيرا رغم أن الاسكندر اختلف مع استاذه فى كثير من الافكار فقد كان ارسطو يؤمن بأن اليونانيين هم سادة بنى البشر فعارضه الاسكندر بعد انطلاقته خارج حدود وطنه ورؤيته لعظمة الحضارات الاخرى كالحضارة الفرعونيه القديمه التى فوجىء بتقدمها فى شتى العلوم على حضارة الاغريق فاحترمها واثنى عليها وكذلك فعل مع الحضارة الفارسيه ومن هنا تبلور لديه فكر جديد عرف من خلاله ان الاغريق ليسوا سادة بنى البشر ، وان البشر كلهم سواسيه . ولا يوجد قائد عظيم مثل الاسكندر ليس له اعداء يلصقون به كل نقيصه وينحون عنه كل فضيله .
اما من ناحية تسميته بذى القرنين فهذا ثابت تاريخيا وبالادلة الماديه ، فقد البسه كهنة معبد امون بواحة سيوة خوذة الاله الكبش ذات القرنين ، وافتخر بارتدائها وتخلى عن خوذة ابائه واجداد ...!!! فهل ترى الاغريق سيفرحون بتلك الفعلة ؟ أم سيكيلون له كل نقيصه ويتهمونه بكل اتهام ... لدينا فى مصر العملة الذهبية التى أمر الاسكندر بصكها بعد أن لبس تلك الخوذه وهى ما تزال محفوظه لدينا فى الاسكندريه فى المتحف اليونانى الرومانى حتى الان ويظهر فيها القرنان بوضوح .
إذن فالثابت انه سمى بذى القرنين .. هذه واحدة ..
ثانيا : عند اخذ القائد الاغريقى برديكاس التابوت الذهبى الذى كان يحمل جثة الاسكندر متجها به الى مسقط رأس اجداد الاسكندر كى يدفن فى مقابر عائلته الملكيه ، عرج بعسكره على مصر رغبة فى احتلالها ، لكن بطلميوس تصدى له وخرج له بجيش كبير ، وكان من حسن حظ بطلميوس ان تمرد جنود برديكاس عليه وقتلوه قبل أن يصل اليه بطلميوس ، فسهل على بطلميوس الاستيلاء على التابوت الذهبى الذى به جثه الاسكندر واحتفظ به فى بادى الامر فى قصره بالحى الملكى بالاسكندريه . ثم بعد ذلك استبدل بطلميوس التابوت الذهبى لنفسه ووضع جثة الاسكندر فى تابوت من زجاج بعد أن افراد له ضريحا خاصا فى ( الميرون بيديون ) الميدان الكبير بالاسكندريه الذى كان متشكلا من الشارعين الرئيسى بالمدينة ( السوما والكانوبى ) . وقد تحدث هيرودت فى ذلك واسترابون واخيليوس تاتيوس وغيرهم كثيرون .
ثالثا : فى كتاب المؤرخ ليون الافريقى الذى كتبه بالفرنسيه نجد هذه العبارة : (( اتيت الاسكندريه وكانت خرابا ، وكان بها معبد به جثة الاسكندر الملك النبى ، ورأيت أهل الاسكندريه المسلمين يحجون الى هذا القبر تبركا به )) .
رابعا : هناك كتابات تاريخيه موثقه بعيده عما الصقه به الاغريق من نواقص ، هؤلاء الا غريق الذين كانوا ينتسبون الى العائلة المالكه والذين اتخذهم الاسكندر قوادا لجيوشه هم أول من اتهمه وانقصوا من قدره وهم انفسهم أول من تنازعوا ملكه حتى قبل أن يتم دفنه ، وهذه حال العظماء على مر التاريخ تخرج أوائل اعدائهم من اقربائهم وأصدقائهم .
ارجو الا يفسد اختلاف الرأى للود قضيه ، ولسوف استعرض أن شاء الله ما كتبه ول ديورانت عن محاسن الاسكندر لاحقا وكذلك ما كتبه عنه استاذه ارسطو طاليس .
مع اطيب تحياتى وخالص مودتى ،،،،
صلاح ابوشنب
صاحب كتاب هنا قبر الاسكندر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نعم الرد رد أولي العلم والاختصاص.
قال تعالى واسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون.صدق الله العلي العظيم.

محمد علام الدين بن التهامي
21/08/2009, 07:04 PM
ليس من العدل والنصفة أن يُختزل تاريخ رجل كالاسكندر المقدوني في سطور، وليس من النزاهة أن تُستدعى أشباح عيوبه ونقائصه، ثم لا يشار إلى خصلة حميدة في طبعه أو جانب مشرق في مناحي سلوكه وحياته. وأربأ بنفسي أن أبخس الناس أشياءهم، ولكن المقام يفرض التركيز بإلحاح على الجوانب السلبية لا بل المبتذلة من شخصية هذا الرجل؛ ليس من منطلق كيديّ بل دفعاً لفرية أناخت بكلكلها على سيرة صالح الذكر (ذي القرنين) حين ربطه البعض- جهلاً به- بشخصية قائد عسكري مَرَدَت نفسه على حب العظمة، وقضى شطر حياته القصيرة بحثاً عن مجد شخصي وصولاً لتأليه نفسه، وأمر الناس بالسجود له إلهاً أو ابن إله[1].
وبما انه ليس غريباً على قواعد النقد الأدبي والفكري تناول السيرة الذاتية للكاتب لإنارة بعض الزوايا المظللة من آليات تفكيره، فإنني أسمح لنفسي – وأنا بصدد الرد على مقال للأستاذ محمد العسكري[2] – أن أشير إلى وجوب قراءة النافذة التي تعرف به في الموقع، وأتمنى متابعة ما كتبه على موقعه:
http://hiwaraladian-askrimohamed.blogspot.com
وأرجو الاطلاع على مقالاته وآرائه في مظانها.
أبدأ بالقول أن مدار بحث الأستاذ حول (زَحْـلٍ) جغرافي- تاريخي لأحداث كل من التوراة والإنجيل و مسار الاسكندر المقدوني[3] صوب تونس، هكذا دون أدنى مستند تاريخي ثابت، اتكاءً غير مسبوق على نصوص ضعيفة واهية وأحلام يقظة وردية[4].
أدهشني إصرار الكاتب على ليّ أعناق النصوص - مستفيداً من بعض إشارات القرآن الكريم التي تفيد (الجهة) وليس (المكان). والقرآن – كما نعلم - لا يحدد عادة المواقع الجغرافية للأحداث[5]، "وهذه سمة مطردة في قصص القرآن. فالتسجيل التاريخي ليس هو المقصود، إنما المقصود هو العبرة المستفادة من القصة، وهي تتحقق بدون حاجة إلى تحديد الزمان والمكان في أغلب الأحيان". [6]
وسأعمد إلى تحقيق ما أورد من معلومات على ضوء الكتاب (القرآن الكريم) والتاريخ:
يقول الكاتب أن الاسكندر المقدوني قد بدأ رحلته من اليونان باتجاه الغرب الأقصى (تأكيداً لزعمه أن ذا القرنين هو الاسكندر الأكبر)، وهذا مناف للواقع والتاريخ. إن كل الوثائق والمواد التاريخية التي بين أيدينا تؤكد وصول الاسكندر إلى مصر دون توغله غرباً، فلم تطأ قدماه أرض تونس أو الجزائر أو المغرب، وجلّ ما زاره هو معبد آمون في صحراء سيوه فكيف يزعم أخانا أنه وصل إلى تونس؟
ولقد ذكر المؤرخ الروماني يوسيفوس فلافيوس (josephus flavius) ( للميلاد 38-100) خطوات فتح الاسكندر لمصر لكنه لم يأت على ذكر وصوله إلى سبيطلة [7] (سفيطلة) أو أي مدينة تونسية.
ويدعم ما ذهب إليه (يوسيفوس) الوقائع التي كتبها المؤرخ آريان(arrian)- والتي دونت رحلات الاسكندر عام 200- مما ينفي بالكلية ما ذهب إليه الكاتب. وقصارى ما بلغه توغل الاسكندر المقدوني في شمال أفريقيا هو سيرين (cyrene) العاصمة القديمة لمملكة أفريقيا الشمالية في ليبيا (سيرناسيا) وهو رأي لم أجد ما يعضده.
ويبدو أن كتاب (حياة الاسكندر) للفيلسوف فلوطرخس [8] (plutarch)، لا يسعف الأستاذ محمد العسكري بما يدعم تلهفه لتلفيق زيارة الاسكندر لتونس.
ثم ننتقل خطوة إلى الأمام لقراءة ما دونه المؤرخ ول ديورانت (will durant) جامعاً وملخصاً ببيان ساحر كل ما كتب عن حياة الاسكندر المقدوني، فلا نجد أي إشارة لتوغل الاسكندر حتى (سبيطلة).
ويزيد الكاتب في شطحاته فيفيدنا بأن الشمس غربت أمام (اسكندره) بين جبلين أحدهما جبل أشعياء النبي واسمه (جبل الشعانبي)الذي بنيت عليه (دولة) النبي داود [9] ؟؟ وفيه التابوت الذي نوّه عنه القرآن[10].
ولم يكن الأستاذ محمد العسكري في محاولته (أسلمة) العربيد السكير المثلي الوثني الاسكندر بن فيليبوس الثاني أول من أخطأ الطريق، فبعض مفسري القرآن – وبسبب عدم توفر المادة التاريخية اليونانية بين أيديهم، و اعتمادهم على روايات الكتاب المقدس (العهد القديم والعهد الجديد)- قد خلطوا بين شخصية ذي القرنين و الاسكندر المقدوني. والحكم الوحيد في هذا الأمر هو الوصول إلى نفي -أو إثبات- تطابق الشخصيتين من خلال دراسة المواصفات الشخصية لكل منهما من خلال قراءة الوثائق التاريخية ووثيقة القرآن الكريم.
وعند مراجعتنا لمواصفات ذو القرنين في القرآن نقرأ التالي:
{قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا* قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا } [الكهف:86-88].
{قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ} [الكهف:95].
{قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا} [الكهف:98].
يتضح من الآيات البينات آنفة الذكر:
1-أن القرآن واضح كل الوضوح في إقرار حالة خطاب علوي بين الله سبحانه وذي القرنين؛ سواء كان مباشراً أو عبر وحي أو عن طريق الإلهام.
2-إذعان ذو القرنين لله ومشيئته وأوامره.
3-إقرار واضح من قبل ذي القرنين بالآخرة وبالحساب والجزاء.
فهل يتطابق هذا مع سيرة الاسكندر الوثني وديانته؟
من خلال قراءتنا لتاريخ حياة الاسكندر المقدوني نمر على هذه الأحداث:
•قتل أهل طيبة (thebes) حامية الاسكندر المقدوني أثناء غيابه في معركة مع الفرس صوب نهر الدانوب، فلما عاد دمّر مدينتي طيبة و الليرانس (illyrians) عن بكرة أبيهما، وأبقى على المعبد (لاحظ احترامه للآلهة) وعلى بيت الشاعر اليوناني بيندار (pindar)، وأما من نجا من أهل المدينة وكانوا قرابة ثمانية آلاف شخص فقد باعهم في سوق النخاسة.
•في ربيع عام 331م خرج الاسكندر بموكبه من الإسكندرية إلى باراتونيم (مرسى مطروح ) حاليا، ومنها إلى الجنوب في طريق القوافل المعروفة باسم سكة السلطان، وعند وصوله معبد إله الشمس آمون- رع (amon-ra) المعروف بزيوس (zeus) عند اليونان نصبه الكهنة فرعوناً على مصر وابناً لكبير آلهة مصر وألبسوه تاج آمون (وهو على شكل رأس كبش ذو قرنين وهو سبب تسميته بذي القرنين).
•كان مولعاً بالسحر والشعوذة كما وصفه (فلوطرخس): " بقي إلى آخر أيام حياته عبداً للخرافات والأوهام، شديد الثقة بالعرافين والمنجمين الذين تزدحم بهم حاشيته. وقد قضى الليلة السابقة لواقعة (أربيلا) يقوم بمراسم سحرية مع الساحر أرستندر (aristander) ويقرب القربان إلى إله الخوف. وكان هذا الرجل الذي واجه الناس والوحوش بشجاعة ونشوة يرتاع لأقل النذر الموهومة". [11]
•في شتاء 331 ق.م، وبعد هزيمة ملك الفرس دارا (داريوس-داريوش)، دخل إلى مدينة اصطخر (بيرسبوليس - persepolis) عاصمة الفرس، فجعلها قاعاً صفصفاً بتحريقها بمن فيها. رداً على غزو الملك (أجزركسيس بن دارا الأول) عام 480 قبل الميلاد لأثينا.
•"لما استولى على غزة بعد أن حاصرها واقتحم أسوارها واستفزته بطول مقاومتها أمر بأن تخرق قدما باتيس (patis ) قائدها الباسل، وأن توضع فيهما حلقات من نحاس. ثم أسكرته ذكرى أخيل، فشد القائد الفارس بعد موته إلى العربة الملكية بالحبال، وجرت به بأقصى سرعتها حول المدينة"[12]، كذلك سمح لجنده لما قاومته مدينة صور بضراوة، قتل ثمانية آلاف من مواطنيها العزل، وباع ثمانين ألفاً بيع الرقيق.
•في أواخر أيامه كان عنيفاً ومنفرداً برأيه وبربرياً، وقام بقتل أقرب أصدقائه إليه كليتوس (clitus) – الذي أنقذه من الموت أثناء معركة نهر (غرانيقوس) مع الفرس- لمجرد انتقاده لتصرفاته الرعناء.
•أمضى آخر أيام حياته مدمناً على الخمر، مما أفقده اتزانه، وجعل البعض يتربصون به ويحاولون القضاء عليه.
ومن خلال هذه الوقفات السريعة في سيرة الاسكندر المقدوني يتبين لكل حصيف أن مواصفات هذه الشخصية العنيفة من الناحية السلوكية والعقائدية والنفسية لا تتطابق من قريب أو بعيد مع تلك الأخلاق الربانية التي عرف بها ذو القرنين، وأن فكرته حول غاية الوجود الإنساني وعلاقة الإنسان بخالقه مبنية على أسس ميثولوجية إغريقية بحتة، كيف لا وقد ترعرع في حضن أم أوهمته أن جده آخيل، " فاعتاد أن ينام متوسداً نسخة الإلياذة وبجواره خنجره، كأنه يرمز بهذا إلى أداته وهدفه". [13]
وغرس فيه أبوه (فيليب) حب السلطة والسلطان والهيمنة، وقد طالما همس في أذنه - كما يقول فلوطرخس: " أي بني، إن مقدونية لا تتسع لك، فابحث لنفسك عن إمبراطورية أوسع منها، وأجدر بك".
أجد الاستمرار في سوق الأمثلة بهدف المقارنة ضرباً من إضاعة الوقت، فأين الاسكندر من عبد صالح يصوره القرآن زاهداً بحطام الدنيا رغم أن الله مكّنه في الأرض { وأتيناه من كل شيء سبباً} وينسب ما لديه من أسباب القوة إلى خالقه وممكنه من تلك الأسباب اعترافاً بربوبيته وفضله: { ما مكني فيه ربي خير}.
أعود فأقول وأختم إن القرآن الكريم لا يعوّل على زمن الحدث ومكانه وشخوصه بمقدار ما يؤكد على القيمة السرمدية-الجوهرية التربوية المتضمنة في النص فكأنه لا يفتأ يتنزل على القارئ ساعة يقرؤه رغم اختلاف الزمان والمكان والشخوص لأنه (لا يبلى على كثرة الرد).
مع كل الحب
عدنان أبوشعر:mh78:
الهوامش:
1- " وكان أكبر شاهد على ارتداده عن دينه[أي الوثنية الإغريقية] أو على حسن سياسته هو جهره بإلوهيته؛ وذلك أنه بعث في عام 324 [ق.م] إلى جميع الدول اليونانية ما عدا مقدونية يبلغها أنه يرغب في أن يعترف به من ذلك الوقت ابناً لزيوس-آمون. وصدعت معظم الدول بما أمرت" ديورانت، ول، قصة الحضارة، ج2، مج 2، الكتاب الرابع، ص533، ترجمة محمد بدران، جامعة الدول العربية.
2- لعل التسمية تيمناً بالإمام الغائب الثاني عشر عند الإمامية الجعفرية : محمد بن الحسن العسكري. واسم الكاتب الأصلي: محمد علام الدين بن أحمد بن التهامي/تونس.
3- هو الاسكندر الأكبر واسمه ميغاس أليكساندروس باليونانية، و يلقب بالاسكندر المقدوني (356 ق.م. - 323 ق.م.) حاكم الإمبراطورية المقدونية، قاهر الإمبراطورية الفارسية وواحد من أذكى وأعظم القادة الحربيين على مر العصور. وُلد الاسكندر في بيلا، العاصمة القديمة لمقدونيا القديمة. ابن فيليبوس الثاني المقدوني ملك مقدونيا القديمة وابن الأميرة أوليمبياس أميرة إيبيروس (epirus). كان أرسطو معلمه الخاص. درّبه تدريبا شاملا في فن الخطابة والأدب وحفزه على الاهتمام بالعلوم والطب والفلسفة.
4- لاحظ تأوله للغربان (وهي لقطة من فلم أنتجته هوليود عن الاسكندر) في مقاله: " وأيضا ذكر التاريخ أن الإسكندر كانت توجهه الغربان إلى المكان الذي (دعاه الله) إليه وكان عندما يخرج عن الطريق تصيح الغربان فيعلم أنه ضل الطريق."، تأويلاً لما ذكر عنه حين ضاع في صحراء سيوه وهو في طريقه لمعبد آمون.
5- {ادخلوا هذه (القرية) }[البقرة:58]، {أو كالذي مرّ على (قرية)} [البقرة:259]، {واسألهم عن (القرية التي كانت حاضرة البحر)} [الأعراف:163]،{ حتى إذا أتيا أهل (قرية) استطعما أهلها} [الكهف:77]. ومن أسماء مدن الجزيرة العربية التي يسكنها من نزل عليهم القرآن الكريم لم يذكر مكة إلا مرة واحدة[الفتح:24]، و بكة [آل عمران:96] ويثرب[الأحزاب 13] كذلك.. أما المدينة فهو الاسم الجديد لها وأكثر منه للحض على استخدامه –والله أعلم. واختلف المفسرون بشأن (الأحقاف) هل هي في اليمن أم في حضرموت أم في الشام ( أنظر ما نقله الطبري في تفسير سورة الأحقاف من آراء مختلفة حول مكانها). أما (مدين)، فلم يحدد المفسرون موقعها إلا ابن كثير إذ قال إنها قرب معان. ومن أمكنة المعارك التي تمت لم يذكر إلا (بدر)، ولم يحدد المكان الذي غلبت الروم فيه:{ غلبت الروم في (أدنى الأرض)}[الروم:2}، ولم يأت على بيان المكان الذي وصله ذو القرنين :{حتى إذا بلغ (مطلع الشمس).. حتى (إذا بلغ مغرب الشمس)}[الكهف:86-90].
6- قطب، سيد، في ظلال القرآن، ط3، ص 2291، ج16، مج 4، دار الشروق، 1977، بيروت- القاهرة.
7- سبيطلة (وهو اسمها الرسمي ، وقد وردت أيضا في بعض الكتب باسم سفيطلة) بلدة في وسط غربي تونس، تقع في ولاية القصرين. كانت عاصمة دولة أمازيغية كاثوليكية تابعة لروما ثم للقسطنطينية، فتحها عبد الله بن أبي سرح. ليس فيها أية معالم يونانية، بل معبد الثالوث المقدس عند الرومان فينوس و جوبيتر.
8- فلوطرخس (46-120م)، فيلسوف ومؤرخ يوناني الأصل رومي المواطنة، من مؤلفاته (حياة الاسكندر).
9- لا أدري لماذا يقحم (هكذا وبدون أدنى دليل) وجوداً يهودياً تاريخياً على أرض تونس، أمن أجل أن تصبح عبارة "حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل" والمكتوبة على جدار الكنيست الصهيوني: حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى تونس؟؟
10- أطالب الكاتب بالبرهان والدليل الشرعي عما بزعمه أن من يحاول الاقتراب من هذا التابوت يحرق بنار، وهل له حرمة أكبر من قبر المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ ولا تتعدى موجودات التابوت سوى نعلي موسى وعصاه وعمامة هارون وبعض المن والسلوى وصور بعض الأنبياء وبعض الألواح من الرصاص حسب رواية التوراة.
11 - ديورانت، ول، قصة الحضارة، ج2، مج 2، الكتاب الرابع، ص519، ترجمة محمد
بدران، جامعة الدول العربية.
12- ديورانت، ول، قصة الحضارة، ج2، مج 2، الكتاب الرابع، ص521، ترجمة محمد بدران، جامعة الدول العربية.
13- ديورانت، ول، قصة الحضارة، ج2، مج 2، الكتاب الرابع، ص516، ترجمة محمد بدران، جامعة الدول العربية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد استشهد في بادىء الأمر بالكتاب العظيم الذي هو أعظم بينة على وجه الأرض .ثم نقضت قولك لتنفي ما ورد في القرآن وتقول أن ذا القرنين لم يبلغ المغرب .والله قالها بصراحة أنه بلغ مغرب الشمس الذي هو المغرب تونس والجزائر . أما التاريخ الذي ذكرته فهو تلفيق من طرف أقرب الأقربين للإسكندر وبعدهم أعداء الاسكندر .وقد زيف تاريخ منطقتنا برمتها لوجودها تحت الاستعمار .فمثلا ماذا قال الرومان عن قرطاجة التي هي في نظري أفضل من كل الحضرات المعاصرة لها لعدم التمييز بين مواطنيها .وعدم فرض عبادة آلهة على الناس مما يعني حرية التدين .لقد طمسوا تاريخها وتاريخ الأمازيغ الذين ألحقوا بهم كلمة بربر التي تعني في نظرهم الوحشية وحقا كانت عندهم وليس عندنا. فتاريخهم عندي لا يعتد بأكثره.
وقد أتتك كثير من البينات من طرف أولي العلم والاختصاص .مما يجعلك تقر بان ذا القرنين هو الاسكندر المقدوني .وإذا كنت تؤمن ايمانا بالتاريخ الغربي فقل لي من هو -ذي القرنين- غير الاسكندر؟
وما دام الاسكندر ملك نبي لا يمكن أن يسجد في معبد أمون ويكلمه شيطان أمون . ويذكر ذلك في القرآن .هل مناك أرض مقدسة في المغرب غير القيروان التي ذكرت في التوراة وكان منها صحابة للمرسلين ومعلمين ...
أما بحثي أنا فأنا مستعد لإثبات ما جاء فيه حسب الجغرافيا والأثار التي مازالت على الأرض .وإن ذكري لمدن متلاسقة في تونس والجزائر والمغرب مذكورة في التوراة بأسمائها الحالية هو بينة ظاهرة لأني لم أسمي تلك المدن باسماء صنعتها لي كحجة.
إن هذا هو تاريخ أعتز به كمسلم وكمغربي يؤمن بالأنبياء والمرسلين والأسباط جميعهم كما أن كل المغاربة يتوقون لأي مكان جليل يجدونه في أرضهم ليقدسوه بعيدا عن التطرف الأعمى وامتثالا لأمر الله وتصديقا لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم. إن الكنيس والكنيسة والجامع والصومعة ما هم الا بيوتا لله
في ديننا الحنيف .وليس لليهود أو المسيحيين أو المسلمين .فأي اسلام يسمح بتفجير بيت الله وأي مسلم يدعي الاسلام بعد ذلك .ألم تكن المسجد حرمة لله ؟ أهل تنتهك حرمات الله ؟ قال الله العلي العظيم.
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ .89.الأنعام .
ألا يتوق المغاربة أن يكونوا هم المقصودون بهذا الوعد ؟
السلام عليكم ورحمة الله .

نبيل الجلبي
22/08/2009, 01:51 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
معذرة لتأخري لم أتلقى دعوة لهذا الموضوع وإنما وجدته عند تصفحي للمنتدىاليوم.21/08/2009.
رجائي إذا أودت قولا عني أن أن تنسخه ثم تلسقه كي يكون المعنى ظاهر لمن يقرأ.
لم أكون لأقول ما قلت عن كوكب الشمس وغروبه في الأرض وأين في عين من الماء .هذا لعمري جنونا أكيدا .
لو اقتربت الشمس منا قليلا لاحترقت الأرض بتمامها.
أخي محمد علام الدين المحترم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نقلت هذا الكلام عن رد الدكتور خالد العبيدي على القمص المسخ زكريا بطرس فقط لإثراء الموضوع من حيث النقاش والمعلومات وليس ردا على كلامك ولم أقل إنك قلت هذا الكلام عن إقتراب الشمس وشكرا

محمد علام الدين بن التهامي
23/08/2009, 12:16 AM
أخي محمد علام الدين المحترم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نقلت هذا الكلام عن رد الدكتور خالد العبيدي على القمص المسخ زكريا بطرس فقط لإثراء الموضوع من حيث النقاش والمعلومات وليس ردا على كلامك ولم أقل إنك قلت هذا الكلام عن إقتراب الشمس وشكرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.ورمضان مبارك وكل عام وانتم بخير .
شكرا على الإيضاح . والسلام عليكم مرة أخرى

محمد علام الدين بن التهامي
23/08/2009, 05:47 AM
أخي الكبير الأستاذ المتتبع؛ عبد القادر بوميدونة المحترم:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
1-والله إني لأوافقكم فيما ذهبتم إليه. وإنكم قد أصبتم المحز، بل كبد الحقيقة. فويكيبيديا صارت مرجعا، بل مصدرا ضروريا للتلميذ العربي، بل لأستاذه، بل للطلبة الجامعيين في بحوثهم! وعلى الرغم من فائدتها الثابتة إلا أنها كثيرا ما تنحاز إلى الواقفين على العالم اليوم.
2- أشكر الزميل والأخ الأستاذ عدنان أبو شعر الذي أتاح لنا هذا النقاش المثمر، من خلال الموضوع الحساس الذي لا زال في حاجة إلى متابعة؛ موضوع ذي القرنين...
تحياتي الخالصة...السلام عليكم
السلام عليكم ورحمة الله.
لقد طلت مني الدلائل ولم تعطني الفرصة وأغلقت موضوعي - رسالة من ترشيش- وإني مصر على أن تسمع لتستفيد أكثر من التاريخ الذي هو تاريخ بلادك.
وكتبت لي.



رد: رسالة من ترشيش إلى كل شعوب الأرض
الموضوع مغلق لأن صاحبه غير قادر على الإتيان بشيء يُستفاد منه علم أو حكمة أو رأي


كانت بلاد ترشيش قبل الطوفان عبارة عن جزر وسط البحر ولذلك سميت هي والمناطق التي تجواورها غربا الجزائر فذكرت في الأسفار منذ الطوفان لمعرفت الناجين من الطوفان بها فجاء فيها ما يلي .
سفر التكوين 10.
1 وَهذِهِ مَوَالِيدُ بَنِي نُوحٍ: سَامٌ وَحَامٌ وَيَافَثُ. وَوُلِدَ لَهُمْ بَنُونَ بَعْدَ الطُّوفَانِ.
2 بَنُو يَافَثَ: جُومَرُ وَمَاجُوجُ وَمَادَاي وَيَاوَانُ وَتُوبَالُ وَمَاشِكُ وَتِيرَاسُ.
3 وَبَنُو جُومَرَ: أَشْكَنَازُ وَرِيفَاثُ وَتُوجَرْمَةُ.
4 وَبَنُو يَاوَانَ: أَلِيشَةُ وَتَرْشِيشُ وَكِتِّيمُ وَدُودَانِيمُ.
5 مِنْ هؤُلاَءِ تَفَرَّقَتْ جَزَائِرُ الأُمَمِ بِأَرَاضِيهِمْ، كُلُّ إِنْسَانٍ كَلِسَانِهِ حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ بِأُمَمِهِمْ.
ومن هنا تظهر كلمة ترشيش أب الفراشيش بأنه من ولد ترشيش إبن ياوان ابن يافت ابن نوح عليهم السلام كما ذكرت قبيلة كتامة التي ذكرت باسم كتيم جدها وهي تستقر الآن في شمال أفريقيا .
والفراشيش هو لقب لأبناء ترشيش الذي استقر في منطقة القصرين اليوم وكانت تسمى السيليوم يعني السلام وذلك زمن الفنيقيين والبربر والرومان وكانت عاصمة لترشيش قبل ذلك لكونها المنطقة التي استقر بها ترشيش الأب وأبناءه. وكانت ترشيش زمن سيدنا داوود قلعة دينية في حلف سيدنا داوود عليه السلام وفي زمن سيدنا سليمان عليهما الصلاة والسلام وقد ذكرت في التوراة لكونهم من جنود الفتح اليهودي على يد سيدنا يوشع عليه السلام . 10 وَابْنُ يَدِيعَئِيلُ بَلْهَانُ، وَبَنُو بَلْهَانَ: يَعِيشُ وَبَنْيَامِينُ وَأَهُودُ وَكَنْعَنَةُ وَزَيْتَانُ وَتَرْشِيشُ وَأَخِيشَاحَرُ.
11 كُلُّ هؤُلاَءِ بَنُو يَدِيعِئِيلَ حَسَبَ رُؤُوسِ الآبَاءِ جَبَابِرَةُ الْبَأْسِ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا وَمِئَتَانِ مِنَ الْخَارِجِينَ فِي الْجَيْشِ لِلْحَرْبِ.
وتاريخ الفراشيش هو تاريخ منسي أراد له الغرب زمن الرومان أن ينسى لكون المسيحية خرجت منها وقد نكل الرومان بتعاضد من اليهود المعارضين للمسيح وكان للفراشيش شهداء عرفوا بشهداء السيليوم في التاريخ الروماني فقد جاء في مذكرة تاريخية .
جرت الاضطهادات في جميع أرجاء الإمبراطورية الرومانية على المسيحيين طمعاً في ردهم إلى الديانة الوثنية، فتحمَّل الأغلبية الساحقة منهم الاضطهاد بجلد وقوة أدهشت مراراً كثيرة معذبيهم أنفسهم، فكانت آلامهم وموتهم في سبيل الله شهادة لصحة معتقدهم، ومثالاً رائعاً في البطولة والشهامة، ومثالاً لإخوتهم في الإيمان.
عند نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني نجد الإنجيل منتشراً في الولايات الرومانية في شمال إفريقيا وفي نوميديا (الجزائر حالياً)، كما تسرد علينا الوثائق التاريخية عن وقائع استشهاد كبار الشهداء. وقد كتبت فور موت الشهيد، وسجلها شهودٌ عُيُنٌ، وأُرسلت نسخاتٌ منها الى الكنائس المختلفة. ومن بين هذه الوثائق وثيقة «شهداء سيليوم» القصرين نجد في هذا التاريخ أن الكنيسة كانت في نمو مستمر، لقد بلغ عدد الكنائس في نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني في ضواحي مدينة قرطاج إلى سبع كنائس، ومن بينها كنيسة سيليوم، وقد حفظ لنا التاريخ وثيقة محاكمة المسيحيين من هذه الكنيسة باللغة اللاتينية بكل التفاصيل.
في 17 يونيو (حزيران) من سنة 180 بعد الميلاد اقتيد سبعة رجال وخمس نساء من سيليوم الى قاعة المحكمة في قرطاج بتهمة اعتناقهم المسيحية. وقد كانت هذه التهمة من أشنع التهم التي يستحق صاحبها الحكم. انطلق الحاكم في استجواب المتهمين، مبتدءً بتحذيرهم، وبناء جسر لهم للتخلي عن قرارهم، قائلاً: «قد تجدون نعمة في عيني قيصرنا العظيم إن تعقلتم وقدمتم ذبائح لآلهتنا» فرد اسبراطوس ِ«، المتحدث الأول من بين المتهمين قائلاً: «نحن لم نقم بأي عمل ضدّ قانون الدولة، ولم نبث أية فتنة ولم نرتكب أية جريمة. لم نلعن أحداً، ولا نثأر لأنفسنا، بل نرد على الشّر بالخير، وفي كل شئ نخدم الله ملكنا». فردَّ الحاكم قائلاً: «كذلك نحن متدينون، وعبادة إلهنا هينة: نُقسم باسم روح قيصر ونقدم من أجل رضاه تقدمة صلاة، وهكذا ينبغي عليكم أن تفعلوا أنتم أيضا» فأجاب إسبراطوس: «قلتم إن تقديم العبادة لآلهتكم سهلة للغاية، لو أعطيتني سمعك وأصغيت لي لكشفتُ لك سر السذاجة والغباوة الحقَّة في ذلك.» فحذّره القنصل الحاكم بقوله: «إذا بدأت في الطعن في تقدمات عبادتنا، فسوف أمنعك من الكلام أفضل لك أن تُقسم بروح قيصر، بعدها نحسم الأمر.» فأضاف اسبراطوس قائلاَ: «إني لا أعترف بحماية آلهة قيصر، ولماذا عليَّ أن أقسم باسمه. إني أعبد الله الأزلي، الذي لا تعرف عيناه الموت ولا يصيبه الفناء.» فقام الحاكم موجها كلامه للمتهمين قائلاَ: «دعوا عنكم الحماقة، وافعلوا ما يفعل الجميع، وإلا سأكون قلقاَ على حياتكم.» فأجابه المتهم سيتينوس: «ليس لنا ما نخافه، إلا إلهنا الذي في السّموات.» فأضافت دوناتا " الاحترام لقيصر ولكن العبادة لله وحده» ثم أضافت فستيا «إنني مسيحية؛ وقلبي لا يفكر إلا هكذا ولساني لا يعترف بغير هذا»، فقامت سكوندا موضحة بقولها: «سأظل على ما أنا عليه.»
فالتفت القنصل الحاكم ثانية موجهاً سؤاله الى اسبراطوس قائلاً: «هل أنت مُصرٌّ على ما أدليت به؟» فردّ عليه «إنني مسيحي»،وضم الجميع أصواتهم إلى صوته في كونهم مسيحيين. فسألهم الحاكم: «أتريدون مهلة؟" فرد عليه اسبراطوس «حكم أكيد بهذا الوضوح لا يحتاج إلى مهلة أو تفكير. فنحن في المعمودية بنعمة الله قد وُلدنا لحياة جديدة، وبغنى حاسبنا ضمائرنا وتوصلنا إلى تصميم أكيد لا رجعة فيه، وعن عبادة الله و لن نتراجع أو نحيد. ولا تحسبنا عنيدين متشبثين بآرائنا، ولا بصبرنا أو بقوة منا، بل إنه عطية النعمة الإلهية.
فسأل الحاكم المتهمين بكل جلاء لكسب الوقت: «ماذا تحملون في تلك العلب التي بأيديكم؟" فأجابه اسبراطوس: «كتبنا المقدسة، سجل حياة يسوع ورسائل بولس، أحد الأتقياء» وختم الحاكم استجواب المتهمين بقوله: «لكم ثلاثة أيام مهلة لمراجعة أنفسكم، والقرار يتعلق بحياتكم.» فردَّ اسيراطوس على الفور: «حتى ثلاثين يوماً مهلة لن تغير شيئاً من قرارنا واعترافاتنا.» وانضمت معه جميع أصوات المتهمين الباقين.
فتخلى الحاكم عن استخدام وسائل العنف وتنفيذ التعذيب فيهم لاستنطاقهم لأن ذلك غير مُجدٍ، لأن المتهمين كانوا أكثر من معترفين فلا داعي لدفعهم للاعتراف. فحكم عليهم بأبسط الأحكام وأخفها شدة. ثم قرأ تنفيذ الحكم قائلا: «اسبراطوس مع الآخرين، الذين أقروا بمسيحيتهم ينفذ فيهم الحكم بحدّ السيف، لأنهم غليظو الرقاب وعنيدون في تمسكهم بقرارهم، رغم أن المجال فُتِح أمامهم للعودة الى التقاليد والنظام الروماني.» فرد اسبراطوس بالقول: «لله الحمد.»
فنادى المنادي سارطونيوس قائلا: «اسبراطوس و نرتزالوس و سيتينوس وبطريوس وفلكس وأكويلينوس ولنديوس و ينوريا ونروسا و فستيا ودوناتا وسكوندا، أدفعكم إلى تنفيذ حكم الموت.» وهنا رفع الشهداء الحمد لله قائلين: «نقدم لك الشكر مُثنى وثُلاثاً يا إلهنا القدوس ونحمدك، لأنك انتصرت ومنحتنا نعمة الإقرار بك وجعلت النهاية هكذا، ليبقى ملكوتك على الدوام وإلى الأبد.» وبكلمات كهذه أعطوا المجد لله، وفي عيد أو مناسبة وطنية كان الناس يجتمعون بإحدى الملاعب الكبيرة ليتمتعوا بالفرجة في إعدام المسيحيين فيخرج أولئك الشهداء رجالاً ونساءً في وسط الملعب، فيطلقون عليهم الحيوانات الكاسرة الجائعة، فتمزقهم إرباً إرباً وتلتهمهم الواحد تلو الآخر على مشهد ومسمع الجماهير المتفرجة التي كانت تستمتع بالطريقة الوحشية التي كان أولئك الشهداء يموتون بها. أما شهداء سيليوم فقد استُشهدوا بحد السيف وكان هذا من أخف الأحكام. يالها من روعة الشهادة، وبطولة الإيمان. فألف سلام على شهداء الفرشيش وألف صلاة تعبرإليهم حيث يمتعون بين يدي رب العالمين ملك الوجود العظيم .
كما كان للفراشيش ذكر في تاريخ الرومان أيضا فقد جاء
وأنطالاس Antalas من أهم أبطال المقاومة الأمازيغية الذين أظهروا شجاعة كبيرة وجرأة نادرة في مواجهة القوات الوندالية والبيزنطية ومجابهة الروم في شمال أفريقيا إلى جانب گزمول Gazmul ويابداس Labdas وكاركازان Carcasan وإيرنا Ierna وإيوداس Iaudas.وقد استطاعأنطالاس أن ينتصر على القوات البيزنطية ويهزمها هزائم نكراء مرات كثيرة في عدة مواقع من شمال أفريقيا ؛ لأن الإمبراطورية الرومية الشرقية أرسلت قواتها المتوحشة بعد قضائها على الوندال لكي تتوغل داخل تامازغا اقتداء بالإمبراطورية الرومانية الغربية المندثرة من أجل استنزاف خيرات الممالك الأمازيغية واغتصاب أراضيها ظلما وعنوة وتذليل أهلها وتركيع ساكنتها وتجويع أبنائها وقتل أبريائها بيد أن أنطالاس وقف في وجه الغزو البيزنطي سنوات عديدة في حروب حامية الوطيس، ولم ينهزم أمام القوات الرومية البيزنطية الغازية إلا بالمكر والخديعة والغدر، وذلك عندما التجأ البيزنطيون إلى ضربه بإخوانه من القواد الأمازيغيين تطبيقا لشعارهم المأثور:” اضرب الأمازيغيين بإلأمازيغيين“.إذا، من هوأنطالاس؟ وماهي أهم التطورات التي عرفتها مقاومته ضد الوندال والبيزنطيين؟ وماهي نتائج هذه الثورة؟ هذه هي العناصر التي سنسلط عليها الضوء في هذا الموضوع التاريخي المتواضع1- من هو أنطالاس Antalas ؟يعتبر أنطالاس من أهم زعماء المقاومة الأمازيغية المورية، ومن أشد قواد البربر ضراوة وشدة في المقاومة في شمال أفريقيا. وهو من أهم ملوك إمارة الفركسيس التي كانت توجد في جبال الظهر التونسية، وهو ابن الزعيم الموري گوينيفانGuenefan . وقد ظهر هذا الزعيم الموري في القرن السادس الميلادي، وبالتالي،عايش ظلم وقسوة الغزوين: الوندالي و البيزنطي. وهذا ما جعله يحارب الوندال والبيزنطيين مدة طويلة ، فأوقعهم في هزائم كثيرة إلى أن وسع نفوذه في الكثير من المناطق الأمازيغية في ليبيا وتونس ونوميديا . ولكن مقاومته لم تنطلق إلا بعد أن عاث الوندال فسادا في أرض تمازغا ، وبعد أن اعتقل البيزنطيون تحت قيادة سيرجيوس Sergius رؤساء لواتة وقتلهم في قصره. ولم يخضع أنطالاس إلا في سنة 548م على يد القائد البيزنطي جان طروگليتا jean Troglita .أما إذا أردنا أن نحدد مملكة أنطالاس التي كان يحكمها هذا الملك الثائر” فتقع في قلب ولاية بيزاكينا، في جبال الظهر التونسية، في المثلث الذي يجمع بين تالة (Thala)، وطيليبت(Thelepte المدينة القديمة)، وتيفستة ( Théveste طبسة). فداخل هذا المثلث نشأت النواة الأولى لمملكة الفركسيس Frexes التي يقودها أنطالاس الذي تمكن عند بلوغه السابعة عشرة من عمره من تنظيم ثورات متعددة على عهد أبيه گوينيفان زعيم القبيلة آنذاك؛ وعلى الرغم من أن الوندال نظموا حملة عسكرية وجهت ضده، فلقد تمكن من الانتصار عليها وتحقيق استقلاله عن الحكم الوندالي بين 532-523م . وعند زحف البيزنطيين بحث عن وسيلة للحفاظ على استقلال قبيلته وسيادته المحلية، فأسرع بتقديم ولائه ليوستنيانوس مقابل الاعتراف بسلطته على قبيلته، لذلك أصبح حليفا للإمبراطورية لمدة عشر سنوات، كانت بيزنطة تمنحه خلالها راتبا سنويا مقابل إخلاصه. لكن سرعان ماتحول من موقف الحليف المخلص لبيزنطة إلى العدو الثائر على سلطتها. وقد يتضح ذلك من خلال التقديم لبعض الثورات التي شهدتها المنطقة، والتي يمكن أن تؤخذ كشكل من أشكال المقاومة المورية للاحتلال البيزنطي.”[/url]ولم يتمكن أنطالاس من تحقيق انتصاراته والحفاظ على استقلال مملكته إلا باستشارة كبار مملكة الفركسيس، وتوحيد القبائل المورية، وتكوين جيش عتيد مدرب على الكر والفر والمواجهة المباشرة وغير المباشرة، والاستعانة بالطبقات الاجتماعية الكادحة المتذمرة المظلومة، وتطبيق سياسة ماسينيسا في محاصرة الأعداء وتطويقهم في معاقلهم وحصونهم، والتحالف مع قواد القبائل الأمازيغية الأخرى في تقوية الصف الأمازيغي في مجابهة العدو البيزنطي الزاحف كإيرنا ويوداس وكاركزان.2- تطـــور مقاومــــة أنطالاس:أ- انهيـــار الونــــدال:من المعروف أن البيزنطيين لم يستقروا بشمال أفريقيا إلا بعد القضاء على القوات الوندالية المتوحشة التي جاءت من أقاصي الجرمان لسفك الدماء في بلاد تامازغا ونشر الفساد في هذه المنطقة ونهب كل خيرات البلاد وتخريب عمارة البرابرة ومدنية القرطاجنيين والرومان. وكان الوندال الهمج لايعرفون سوى لغة الذبح وتصفية المعارضين وقتل الشيوخ والنسوة والأطفال وحرق المغروس وتخريب المدن ودكها، وكانت قلوبهم لاتعرف الرحمة كما كانوا لا يؤمنون بأسس المدنية ولا بضرورة المساهمة في بناء الحضارة الإنسانية . لأنهم كانوا في حقيقتهم بدوا ورعاة وغجرا قساة القلوب، متوحشين في أفعالهم يشبهون في التاريخ الوسيط القوات التتارية المغولية المتوحشة التي كان يقودها جينكزخان وهولاكو من أجل إسالة دماء البشر والحصول على الغنائم وسبي النساء وقتل ماعدا ذلك وحرق كل ما تنبته الأرض وتخريب كل عمران وأثر إنساني.ولما دخل البيزنطيون إلى شمال أفريقيا وجدوا الوندال مازالوا يحاربون المقاومين الأمازيغ، ولاسيما قائدهم الشهم أنطالاس الذي صادفت مقاومته ظهور الجمل الذي كان يثير خوفا في نفوس الوندال العداة، وفي هذا الصدد يقول الباحث المغربي محمد بوكبوط:”ركز بعض المؤرخين على عامل أولوه أهمية مبالغ فيها، وحاولوا بواسطته تفسير انهيار الحكم الوندالي، يتمثل في ظهور الجمل والقبائل الجمالة. فهذا الحيوان حسب تحليلهم قلب موازين القوى العسكرية بين الوندال- المشتهرين بالبطش والشدة في حروبهم- والأمازيغ بسبب ” الفزع” الذي كان يثيره منظر الجمل في صفوف فرق الفرسان الوندال.مرة أخرى نقف على محاولات المؤرخين الأوربيين ومن حذا حذوهم لتجريد الأمازيغ من أي فعل تاريخي إيجابي، بإرجاع انتصاراتهم ومكتسباتهم إلى عوامل خارجة عن طاقتهم وإدراكهم وعزمهم الأكيد على طرد الغزاة المحتلين، بحيث يتعامى الطرح السالف على وقائع تاريخية تؤكد حقيقة لامراء فيها، وهي استمرار المقاومة والمعارضة من جانب الأمازيغ ضد الأجانب المغتصبين لأرضهم، هذه المعارضة التي اختلفت طبيعتها حسب موازين القوى بينهم وبين خصومهم. فإذا كانت خلال قوة الإمبراطورية الرومانية ذات طابع سلبي … فإنها أصبحت معارضة منظمة إيجابية خلال حكم الوندال، ذلك أن إمارات متعددة نشأت في المناطق المحررة من النير الأجنبي وعملت على تحقيق الهدف التاريخي للأمازيغ الذين طردوا إلى الهوامش والمعاقل الجبلية، والمتمثل في الرجوع إلى الشمال والمناطق الغنية.غير أن هذه السيرورة التاريخية كلما دنت من التتويج تصطدم بموجة عاتية تجهضها، ممثلة في إرادة قوة أجنبية أخرى كان لتدخلها أثر معرقل.”وستساعد ثورة أنطالاس الطويلة على الوندال واشتعال الثورات الدينية والاجتماعية والعسكرية والثقافية في التعجيل بانهيار الوندال وتعبيد الطريق أمام البيزنطيين للدخول إلى شمال أفريقيا للاستقرار فيها مدة قرن من الزمن.ب- دخول البيزنطيين إلى أفريقيا الشمالية:لم تباشر الإمبراطورية البيزنطية في إرسال قواتها العسكرية إلى شمال أفريقيا لمنازلة الوندال إلا بعد إحساسها بضعف العدو الجرماني عسكريا وميدانيا أمام المقاومة الأمازيغية الشرسة التي استنزفت القوة الوندالية ، ووجهت لها ضربات موجعة في معارك شتى فوق التراب النوميدي والتونسي والليبي بالخصوص.
النسخة الماسية الإصدار vBulletin 3.7.2 bdr130.
وقد سمي منذ الزمن القديم كل من يسكن في منطقة القصرين فرشيشي نسبة لترشيش لا لقبا فاليوم نرى خليط من القبائل المتعددت الأعرق تسمى الفراشيش ومنهم البربر الأمازيغ مثل فيلي وقرميطي نسبة للقرامطة وحاجي وغرسلي وشعباني وعتوري نسبة للسكان العتر بالجزائر ومنها القبائل العربية وعلى رأسها قبيلة عسكري أو أولاد عسكر الهاشمي القريشي وظريحه في منطقة الكاف بالزوارين وهم الأداسة الذين حكموا المغرب وجد أولاد عسكر هو الملك إدريس وكانت هذه القبيلة تجمع حولها كل القبائل البربرية والعربية .وكذلك توجد قبيلة السماعلة وهم الإسماعلية الذين حكموا الدولة الفاطمية أبناء إسماعيل ابن جعفر الصادق وكذلك قبيلة أولاد حمزة وهي أيضا قبيلة شريفة من ابناء الحسين ابن على ابن أبي طالب عليهم السلام وكذلك قبيلة المسعود والسعدي وبنو غانم وكل هذه القبائل شريفة النسب .كما أن هذه القبائل هاجرت بعد اضطهادها من طرف الحكام بعد انهيار الدولة الفاطمية الى العراق والشيعة العراقية أصلها من القصرين

جمال الأحمر
23/08/2009, 04:12 PM
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد علام الدين بن التهامي
معذرة لتأخري لم أتلقى دعوة لهذا الموضوع وإنما وجدته عند تصفحي للمنتدىاليوم.21/08/2009.
رجائي إذا أودت قولا عني أن أن تنسخه ثم تلسقه كي يكون المعنى ظاهر لمن يقرأ.
لم أكون لأقول ما قلت عن كوكب الشمس وغروبه في الأرض وأين في عين من الماء .هذا لعمري جنونا أكيدا .لو اقتربت الشمس منا قليلا لاحترقت الأرض بتمامها.

http://hiwaraladian-askrimohamed.blogspot.com/

محمد علام الدين بن التهامي
24/08/2009, 01:02 AM
http://hiwaraladian-askrimohamed.blogspot.com/
السلام عليكم ورحمة الله .
أخي إن الذي قلت مكتوب في الموقع وهو أن الشمس حين تغرب بين الجبلين العظيمين تبين وجود العين الحمئة وهي التي ذكرت في التوراة والانجيل باسم بركة سوام وسلوام .وسلوام ما هي إلا السيليوم . وهي البركة التي شفي فيها الأعمى على يد الرسول عيسى عليه والصلاة والسلام .وقام فيها المقعد من سريره وحمله ورجع لبيته باذن الله.

طه كنعان
24/08/2009, 01:25 AM
قل هاتو برهانكم ان كنتم صادقين --------- ان القول ان الاسكندر هو ذى القرنين لايوصل الى الحقيقة - وكل ما يقال يعتبر تخمين وظن وان الظن لايغني من الحق شئ.


المطلوب منك إداريا: أن تنشر صورتك واسمك الحقيقين، وأن تناقش وفق المعايير العلمية المسنودة بالدليل.

م.علي ناصر
24/08/2009, 11:56 AM
كسالى الدارسين ليسوا باحثين.
أخطأ جميع من يظن أن الاسكندر المقدوني هو ( ذو القرنين) وأقول ( يجوز لي الصلاة والسلام عليه) لأنه من الرجال الصالحين إن لم يكن نبياً، ركز القرآن الكريم عليه وطيب سيرته.
وليبحث الدارسون بدقة الزمان والمكان والمنزلة لكل منهما.
تحية رمضانية

جمال الأحمر
24/08/2009, 02:56 PM
إلى المدعو: محمد علام الدين بن التهامي

السلام على من اتبع الهدى

1- مدونتك التي كتبت تشهد عليك بأنك لا تؤمن بأركان الإيمان إلا قولا. وأنت الآن في هذا التاريخ (24/18/2009) لم تعدل من محتواها، يا داعية وحدة الأديان تحت مظلة اليهود. فإن كنت لم تفهم ما قرأتَ وما كتبتَ، أنت نفسك، فتب إلى ربك.
http://hiwaraladian-askrimohamed.blogspot.com/

2- تعلّم اللسان العربي حتى تفهم القرآن والسنة؛ لأنك لا تكاد تكتب جملة صحيحة.

3- إني لست مثلك. لقد قرأتُ التوراة والإنجيل بعدة لغات. وهما في مكتبتي مع كثير من شروحهما ومعاجمهما، لكني لا أفعل ذلك على طريقة المتهوّكين.

4- وقد ناقشتُ بهما أهلهما عدة سنين في أوربا، ولا زلت أفعل ذلك إلى اليوم بالانترنت. وناقشتُ عدة رجال ونساء من الكنيسة معروفين. وأسلم على يدي بفضل الله أناس كثيرون في أوربا وفي مالي.

5- أنت تؤمن بالأنساب الواردة في التوراة، وكان أولى بك أن تقرأ الرد عليها، قبل الأخذ بها، حتى لايصدُق فيك وصف رسول الله صلى الله عليه (المتهوِّكين).

6- ولو قرأتَ التوراة كاملة لوجدتَ التناقضات كثيرة في الأنساب التي أوردتَها لنا هنا. لقد بنيت عليها أحكاما حقيقية، بل بنيت عليها كل المقال، مما يبرهن على إيمانك بما جاء في التوراة بلا استثناء. والمسلم الحق هو الذي يؤمن يالتوراة إجمالا لا تفصيلا؛ لأنه يعلم وقوع التحريف فيها.

7- لقد أثبتَ جهلك بالإسلام حين أوردتَ نصا من التوراة المحرفة، محشوا بـ(التايهوديت)، وكان أولى بك أن تأتي بالحديث الصحيح الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سام أبو العرب، وحام أبو الزنج، ويافث أبو الروم". وأن تورد ما قاله شراح الحديث النبوي الصحيح من المسلمين: "الروم هنا: روم بن يونان، لا الروم المتأخرين".

8- بناء عل الحديث النبوي الصحيح الذي أوردناه، فإنك جعلتَ نسب قبيلة (كتامة) المغاربية البربرية، بل الجزائرية خصوصا، أنها تنحدر من نسل روم اليونان. وهذا كلام كل الكافرين، ولم يقل به أحد من علماء المسلمين.

9- لو قرأتَ (تاريخ ابن خلدون) لكان أنفع لك من قراءتك (التفسير الصهيوني للتوراة).

10- أما انتسابُك إلى البيت النبوي الشريف، بنسل الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه من خلال النسب الإدريسي، [محمد العسكري؛ نسبة إلى أولاد عسكر الإدريسيين] فهي (شنشنة نعرفها من أخزم)؛ فكل الطوائف المنحرفة عن الإسلام تختبئ خلف عباءة آل البيت حتى يصدقها الناس. ومن ذلك (الشيعة)، و(عُباد القبور) من المتصوفة، و(الحركات السرية اليهودية) في كل زمان.
وفي القاعدة الفقهية المجمع عليها: "الناسُ مؤتمَنون على أنسابهم إلا من ادعى شرفا". فالقاعدة تمنع المسلم من الطعن في نسب الأفراد، وهذا ما تنبني عليه العقوبة الشرعية بأمر من القاضي المسلم، إلا الناس الذين يدّعون النسب الشريف، قهم مستثنون بنص القاعدة؛ فعلى المسلم أن يطعن في ادعائهم الانتساب لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يثبت الدليل؛ حتى لا يشينوا مقام النبوة بحربهم الداخلية.
وكل من ادعى هذا النسب فإنه يعاقب في شريعة الإسلام، ما لم يكن له دليل قاطع. وفي تاريخ المغرب الإسلامي نجد قبائل كاملة من اليهود ادعت النسب الشريف. والدليل على ذلك ما تفعله أنت الآن...

أرجو أن تبلغ سلامي إلى يهود جربة وإلى الوزير الصهيوني شالوم...والسلام على من اتبع الهدى.

محمد علام الدين بن التهامي
29/08/2009, 01:12 AM
إلى المدعو: محمد علام الدين بن التهامي
السلام على من اتبع الهدى
1- مدونتك التي كتبت تشهد عليك بأنك لا تؤمن بأركان الإيمان إلا قولا. وأنت الآن في هذا التاريخ (24/18/2009) لم تعدل من محتواها، يا داعية وحدة الأديان تحت مظلة اليهود. فإن كنت لم تفهم ما قرأتَ وما كتبتَ، أنت نفسك، فتب إلى ربك.
http://hiwaraladian-askrimohamed.blogspot.com/
2- تعلّم اللسان العربي حتى تفهم القرآن والسنة؛ لأنك لا تكاد تكتب جملة صحيحة.
3- إني لست مثلك. لقد قرأتُ التوراة والإنجيل بعدة لغات. وهما في مكتبتي مع كثير من شروحهما ومعاجمهما، لكني لا أفعل ذلك على طريقة المتهوّكين.
4- وقد ناقشتُ بهما أهلهما عدة سنين في أوربا، ولا زلت أفعل ذلك إلى اليوم بالانترنت. وناقشتُ عدة رجال ونساء من الكنيسة معروفين. وأسلم على يدي بفضل الله أناس كثيرون في أوربا وفي مالي.
5- أنت تؤمن بالأنساب الواردة في التوراة، وكان أولى بك أن تقرأ الرد عليها، قبل الأخذ بها، حتى لايصدُق فيك وصف رسول الله صلى الله عليه (المتهوِّكين).
6- ولو قرأتَ التوراة كاملة لوجدتَ التناقضات كثيرة في الأنساب التي أوردتَها لنا هنا. لقد بنيت عليها أحكاما حقيقية، بل بنيت عليها كل المقال، مما يبرهن على إيمانك بما جاء في التوراة بلا استثناء. والمسلم الحق هو الذي يؤمن يالتوراة إجمالا لا تفصيلا؛ لأنه يعلم وقوع التحريف فيها.
7- لقد أثبتَ جهلك بالإسلام حين أوردتَ نصا من التوراة المحرفة، محشوا بـ(التايهوديت)، وكان أولى بك أن تأتي بالحديث الصحيح الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سام أبو العرب، وحام أبو الزنج، ويافث أبو الروم". وأن تورد ما قاله شراح الحديث النبوي الصحيح من المسلمين: "الروم هنا: روم بن يونان، لا الروم المتأخرين".
8- بناء عل الحديث النبوي الصحيح الذي أوردناه، فإنك جعلتَ نسب قبيلة (كتامة) المغاربية البربرية، بل الجزائرية خصوصا، أنها تنحدر من نسل روم اليونان. وهذا كلام كل الكافرين، ولم يقل به أحد من علماء المسلمين.
9- لو قرأتَ (تاريخ ابن خلدون) لكان أنفع لك من قراءتك (التفسير الصهيوني للتوراة).
10- أما انتسابُك إلى البيت النبوي الشريف، بنسل الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه من خلال النسب الإدريسي، [محمد العسكري؛ نسبة إلى أولاد عسكر الإدريسيين] فهي (شنشنة نعرفها من أخزم)؛ فكل الطوائف المنحرفة عن الإسلام تختبئ خلف عباءة آل البيت حتى يصدقها الناس. ومن ذلك (الشيعة)، و(عُباد القبور) من المتصوفة، و(الحركات السرية اليهودية) في كل زمان.
وفي القاعدة الفقهية المجمع عليها: "الناسُ مؤتمَنون على أنسابهم إلا من ادعى شرفا". فالقاعدة تمنع المسلم من الطعن في نسب الأفراد، وهذا ما تنبني عليه العقوبة الشرعية بأمر من القاضي المسلم، إلا الناس الذين يدّعون النسب الشريف، قهم مستثنون بنص القاعدة؛ فعلى المسلم أن يطعن في ادعائهم الانتساب لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يثبت الدليل؛ حتى لا يشينوا مقام النبوة بحربهم الداخلية.
وكل من ادعى هذا النسب فإنه يعاقب في شريعة الإسلام، ما لم يكن له دليل قاطع. وفي تاريخ المغرب الإسلامي نجد قبائل كاملة من اليهود ادعت النسب الشريف. والدليل على ذلك ما تفعله أنت الآن...
أرجو أن تبلغ سلامي إلى يهود جربة وإلى الوزير الصهيوني شالوم...والسلام على من اتبع الهدى.

بسم الله الرحمان الرحيم.
أنا داعي إلى الله وإلى كتاب الله تبارك وتعالى بعيدا عن العصبية والتطرف اللذان يتمكنان منك تمكنا لا يجعلك تقبل غيرك.بينما ربي وسيدي ومولايا أمر نبيه بإتباع ملة إبراهيم لكي يكون دين الله كل لا يتجزأ .بني لبنة لبنة ..رسول إثر رسول ونبي اثر نبي حتى الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.الذي جاء بدوره مكملا لما بدأ غيره من المرسلين حتى يصل الدين إلى الكمال الذي أراه في الإسلام.
الذي ينضوي تحته اليهودي والمسيحي والصابئي كمؤمنين لا كعبيد . فاحترم الإسلام دينهم ومعتقداتهم كأهل كتاب التزموا برسولهم وبدينهم .وجعل الجزية على الذين تركوا دينهم منهم. غير أنكم بدلتم أصل الدين الذي هو كل لا يتجزأ وأخذتم ما لكم أعني ما يتماشى مع هواكم وجماعتكم ولم تعطوا حقوق الآخرين .فكنتم كما كان أهل الكتاب تؤمنون ببعض وتكفرون ببعض. وتلك حقيقة يلمسها الناس في كل ديار المسلمين.وفي نفوس أكثر من يدعون الإسلام.فكفرتم كل الناس إلا أنفسكم .الشيعة عندكم كفارا. والمسيحيين باختلاف طوائفهم أيضا كفارا.وكذلك اليهود . ثم ارتدتم على السنة فكفرتم بعضكم بعضا . وكل من خالفكم تطلقون عليه كلمة الكفر وأنتم تعلمون حكمها في الإسلام . وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون. فجعلتم قتل النفس المؤمنة حلالا .بل قربة إلى الله . وهي أكبر الكبائر بعد الشرك بالله.كما تتعدون على حرمة الله بنسف مساجده .كما دأبتم على زرع الفتنة بين المسلمين وغيرهم من الناس.وتلومني على أن أظهرت أمرا يشرف كتامة والفراشيش بانتسابهم لسيدنا نوح عليه الصلاة والسلام .
وإني لأزيدك علما أن في المغرب الإسلامي وتركيا أسمى نسب فضله الله على الأرض وهم القبائل العشر المفقودة عند اليهود .وهم أبناء اسحاق ويعقوب عليهما الصلاة والسلام.وهم الآن مسلمون بفضل الله عليهم من بعد ما نبذهم أسلافكم من بني يهوذا.
ولا يعلمون نسبهم لحد اليوم وأذكر لك منهم قبائل لتصعق أكثر رغم ما أصعقك من الحقيقة .قبيلة الفرضة وهم الفريسيين .وقبيلة المرازيق في الجنوب التونسي ومازالوا يحتفضون باسم جدهم الأكبر سيدنا إسحاق عليه الصلاة والسلام.وهم لا يدرون أنه النبي اسحاق...
وتقول لي سلم على جربة .نعم أنا أسلم على جربة التي فيها بيت مقدس كان يسمى قادش والذي اشتق منه اسم قابس .
وتقول لي أني أخدم إسرائيل واليهود .فهم أنفسهم لا يعلمون هذا الأمر ولو علموه ما أظهروه أبدا. لأن ذلك كان من كيد آباءهم لهذه البلاد ولأهلها .وبالضبط من طرف من عادوا بني اسرائيل الذين ورثوا الكتاب والنبوة حسدا من عند أنفسهم .وهم أبناء يهوذا .وفعلوا كما فعلتم بآل الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم .الذين أورثهم الله الكتاب والحكم .بالإمامة التي هي همزة الوصل بين السماء والأرض.والتي هي مقام النبوة كما أوضح الرسول ذلك في قوله علماء أمتي أنبياء بني إسرائيل.فقد وصل إليكم نور الله بإبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام.
فشعت من بنيه الأنوار لتنير لكم السبيل .ومن أبنائهم كان الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم .فأمده الله من بينكم بنوره لينير لكم الطريق .ويرفعكم من وضاعتكم وقلتكم بين الناس .فلما أضاء من نور الله ما حوله أي جزيرتكم العربية .تمردتم على خلفائه الشرعيين آله المطهرين. صلى الله عليه وآله وسلم .ذهب الله بنوركم وترككم في ظلمات لا تبصرون صم بكم عمي لا تبصرون ولا تعقلون.وتأكد من قول الله الذي أنزله فيكم لتعلم علم اليقين أنكم بعيدين عن دين الله.قال الله العلي العظيم. يس

وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ

إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ

عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ

تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ

لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ

لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ

إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ.8.يس.
لقد حق القول على أكثركم أنكم لا تؤمنون وإن آمنتم آمنتم ببعض الكتاب وكفرتم ببعض.ألم يقل الله تبارك وتعالى آمرا وأمره فرض.
يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا.136.النساء.
فأي حديث تفقهون وأي مسلك تريدون وبأي شريعة تؤمنون ؟ أم لكم كتابا غير الكتاب وصوابا غير الخطاب الذي فرق الله به بين الباطل والصواب.