عمر عبد الهادي
02/08/2009, 11:24 AM
حتمية الصراع الوجودي لا الحدودي
بقلم: عمر عبد الهادي
"وجدت اسرائيل لتبقى" جملة رددها مغتصبو فلسطين والذين والوهم من أنظمة الغرب منذ أقامة الكيان الإسرائيلي في العام 1948 بدعم كامل من تلك الأنظمة لم ينقطع حتى يومنا هذا . وقد دأب الإسرائيليون والذين صنعوا كيانهم على ترديد هذه المقولة المضللة بل عززوها بعد نجاحهم الباهر في حرب 1967 التي أفضت الى احتلالهم لما تبقى من الاراضي الفلسطينية الباقية بحوزة الاردن ومصر منذ العام 1948 إضافة لاحتلال الجولان السوري ولشبه جزيرة سيناء المصرية , وبذلك سيطر العدو على مساحات من الأراضي الفلسطينية والعربية تفوق بثلاث أضعاف ما كان تحت سيطرته قبل اندلاع الحرب في حزيران 1967 .
صنع العدو الإسرائيلي اوهامه وأحلامه غير المشروعة بنفسه متكئاً على الدعم الأميركي والغربي غير المحدود له الى أن جاءت أولا النتائج العسكرية لحرب رمضان 1973 لتصدمه ولتصدَع الجدار الذي أحاط بمقولة "وجدت اسرائيل لتبقى" إلا أنه تمكن من تحويل هزيمته العسكرية الى نصر سياسي توّجه بإتفاقية "كامب كيفيد" التي عقدها مع "نظام السادات" برعاية أميركية إعترفت بموجبها الحكومة المصرية بشرعية الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين مقابل سيادة مصرية منقوصة على شبه جزيرة سيناء لا تؤمن السيطرة الحقيقية لمصر على سيناء وتبقي على تدفق نفط سيناء في شرايين جسد الكيان الإسرائيلي المثقل بالجراح جراء هزيمتة في ميادين القتال الذي خاضه بعزة وكرامة جنود مصر وسوريا البواسل. لقد زعزعت حرب رمضان ثقة قادة اسرائيل بدولتهم وكذلك ثقة القطعان من شذاذ الآفاق الذين استوطنوا في فلسطين منذ ما قبل وما بعد العام 1948 وذلك بالرغم من نجاحهم بعد حرب الغفران (التي خسروها في المقاييس العسكرية) في إخضاع النظام المصري أكبر وأقوى نظام عربي يحكم أكبر وأهم بلد عربي , ونجحوا بأخراج مصر العربية الناصرية من دائرة الصراع العربي الإسرائيلي فحولوها الى عملاق مشلول يدور في فلكهم وفي الفلك الأميركي بلا حول وبلا قوة.
بدأت هزائم اسرائيل تتراكم وتكبر منذ اجتياحها للبنان في العام 1982 , ثم اندلاع الإنتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 ثم انتفاضة الأقصى عام 2000 .كان إجتياح 1982 سهلا على جيشها لكن الإبقاء على احتلالها لأجزاء من التراب اللبناني مثّل التحدي الأكبر لها ولجيشها الذي أحاطتة بمقولة زائفة أخرى وهي انه "الجيش الذي لا يقهر" . إن إنطلاق المقاومة الإسلامية في لبنان ومنذ عام الإجتياح أخذ يكسر الدعائم التي اعتمدتها اسرائيل لتكريس المقولتين : "وجدت اسرئيل لتبقى" و "جيش اسرائيل الذي لا يقهر" ثم تعاظمت انتصارات المقاومة الإسلامية بقيادة حزب الله الى ان توجت بالإنسحاب الإسرائيلي غير المشروط عام 2000 من كافة الاراضي اللبنانية المحتلة باستثناء مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وقرية الغجر وقبل اندلاع حرب ال 33 يوم عام 2006 أرغمت المقاومة العدو الإسرائيلي على إخلاء سبيل معظم الأسرى اللبنانيين الذين كانوا لديه في عملية تبادل للأسرى انجزتها المقاومة باقتدار ملفت للأنظار. بعد اندلاع حرب تموز 2006 وانتصار المقاومة الإسلامية فيها تحطمت عنجهية العدو وسقطت مقولاته التي كان يعتد بها واجبرته المقاومة بعد هزيمته على تحرير ما تبقى من الأسرى وعلى رأسهم سمير القنطار المعلن عنه اسرائيليا بأنه خارج عمليات التبادل أو إخلاء السبيل وقد سجلت المقاومة بتحريره وزملائه نصرا كبيرا آخرا أضيف لانتصاراتها العظيمة.
لم تصنع اتفاقيات كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة دعائم تؤكد مقولة ان "اسرائيل وجدت لتبقى" ولم ينفعها الإعتراف بها من قبل منظمة التحرير الفلسطينية ومن قبل الحكومات المصرية والأردنية ولا العلاقات العلنية والسرية الأخرى التي نجحت في اقامتها مع العديد من الأنظمة العربية بل أن هاجس زوالها من الوجود توغل في الوعي الإسرائيلي الرسمي والشعبي وسيطر على تلافيف أدمغتهم ولم يتمكنوا من الإفلات منه.
عادت بقوة الينا مقولة ان "اسرائيل وجدت لتزول" وتأكدت حتمية حدوث هذا المعتقد وخاصة أنه تأكد لنا ولعدونا أن جيشه قهرفي ميادين القتال وأنه سوف يقهر وبنصر من الله في القادم من حروبنا معه ولا أدل على ذلك من العصبية التي يتصرف بها اليوم الإسرائيليون وقادتهم فباتوا من شدة خشيتهم من الزوال يبدون تشدد المودع وينادون باليهودية الصرفة لدولتهم المصطنعة ويقبلون على المزيد من بناء المستوطنات بنهم غير مسبوق ويبدلون الاسماء العربية في فلسطين التي لم يأتوا على ذكرها بل بقيت على حالها (طيلة العقود السابقة) بأسماء عبرية مختلقة ثم يجرون أكبر مناورات عسكرية شهدها كيانهم الزائف . لقد تعامى العدو وحلفائه في العقود القليلة الماضية عن حقائق كثيرة دامغة ومنها ان المقاومات العربية والإسلامية فرضت نفسها في ميادين المواجهة وتكرس وجودها في الوعي العربي والإسلامي وبات الصمود حقيقة ساطعة مسلحا بالإيمان وبإرادة المواجهة والقتال ومدعوما من محور الممانعة العربي الإسلامي الممتد من فلسطين حتى طهران مرورا في لبنان وسوريا .
سوف يقاوم أحرار فلسطين وأحرار العرب محاولات اسرائيل للسيطرة على أي شبر من الاراضي العربية سواء في داخل فلسطين او في خارجها, لكنهم يعلمون أن صراعهم مع من أغتصب فلسطين وأغتصب أراض عربية أخرى هو صراع وجود وليس صراع حدود ولنا في ما يعلنه عدونا عن مخاوفه من الزوال وفي ما يبديه اليوم من عصبية مفرطة ما يؤكد له ولنا ذلك.
2/08/2009
omarjahadi@yahoo.com
بقلم: عمر عبد الهادي
"وجدت اسرائيل لتبقى" جملة رددها مغتصبو فلسطين والذين والوهم من أنظمة الغرب منذ أقامة الكيان الإسرائيلي في العام 1948 بدعم كامل من تلك الأنظمة لم ينقطع حتى يومنا هذا . وقد دأب الإسرائيليون والذين صنعوا كيانهم على ترديد هذه المقولة المضللة بل عززوها بعد نجاحهم الباهر في حرب 1967 التي أفضت الى احتلالهم لما تبقى من الاراضي الفلسطينية الباقية بحوزة الاردن ومصر منذ العام 1948 إضافة لاحتلال الجولان السوري ولشبه جزيرة سيناء المصرية , وبذلك سيطر العدو على مساحات من الأراضي الفلسطينية والعربية تفوق بثلاث أضعاف ما كان تحت سيطرته قبل اندلاع الحرب في حزيران 1967 .
صنع العدو الإسرائيلي اوهامه وأحلامه غير المشروعة بنفسه متكئاً على الدعم الأميركي والغربي غير المحدود له الى أن جاءت أولا النتائج العسكرية لحرب رمضان 1973 لتصدمه ولتصدَع الجدار الذي أحاط بمقولة "وجدت اسرائيل لتبقى" إلا أنه تمكن من تحويل هزيمته العسكرية الى نصر سياسي توّجه بإتفاقية "كامب كيفيد" التي عقدها مع "نظام السادات" برعاية أميركية إعترفت بموجبها الحكومة المصرية بشرعية الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين مقابل سيادة مصرية منقوصة على شبه جزيرة سيناء لا تؤمن السيطرة الحقيقية لمصر على سيناء وتبقي على تدفق نفط سيناء في شرايين جسد الكيان الإسرائيلي المثقل بالجراح جراء هزيمتة في ميادين القتال الذي خاضه بعزة وكرامة جنود مصر وسوريا البواسل. لقد زعزعت حرب رمضان ثقة قادة اسرائيل بدولتهم وكذلك ثقة القطعان من شذاذ الآفاق الذين استوطنوا في فلسطين منذ ما قبل وما بعد العام 1948 وذلك بالرغم من نجاحهم بعد حرب الغفران (التي خسروها في المقاييس العسكرية) في إخضاع النظام المصري أكبر وأقوى نظام عربي يحكم أكبر وأهم بلد عربي , ونجحوا بأخراج مصر العربية الناصرية من دائرة الصراع العربي الإسرائيلي فحولوها الى عملاق مشلول يدور في فلكهم وفي الفلك الأميركي بلا حول وبلا قوة.
بدأت هزائم اسرائيل تتراكم وتكبر منذ اجتياحها للبنان في العام 1982 , ثم اندلاع الإنتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 ثم انتفاضة الأقصى عام 2000 .كان إجتياح 1982 سهلا على جيشها لكن الإبقاء على احتلالها لأجزاء من التراب اللبناني مثّل التحدي الأكبر لها ولجيشها الذي أحاطتة بمقولة زائفة أخرى وهي انه "الجيش الذي لا يقهر" . إن إنطلاق المقاومة الإسلامية في لبنان ومنذ عام الإجتياح أخذ يكسر الدعائم التي اعتمدتها اسرائيل لتكريس المقولتين : "وجدت اسرئيل لتبقى" و "جيش اسرائيل الذي لا يقهر" ثم تعاظمت انتصارات المقاومة الإسلامية بقيادة حزب الله الى ان توجت بالإنسحاب الإسرائيلي غير المشروط عام 2000 من كافة الاراضي اللبنانية المحتلة باستثناء مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وقرية الغجر وقبل اندلاع حرب ال 33 يوم عام 2006 أرغمت المقاومة العدو الإسرائيلي على إخلاء سبيل معظم الأسرى اللبنانيين الذين كانوا لديه في عملية تبادل للأسرى انجزتها المقاومة باقتدار ملفت للأنظار. بعد اندلاع حرب تموز 2006 وانتصار المقاومة الإسلامية فيها تحطمت عنجهية العدو وسقطت مقولاته التي كان يعتد بها واجبرته المقاومة بعد هزيمته على تحرير ما تبقى من الأسرى وعلى رأسهم سمير القنطار المعلن عنه اسرائيليا بأنه خارج عمليات التبادل أو إخلاء السبيل وقد سجلت المقاومة بتحريره وزملائه نصرا كبيرا آخرا أضيف لانتصاراتها العظيمة.
لم تصنع اتفاقيات كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة دعائم تؤكد مقولة ان "اسرائيل وجدت لتبقى" ولم ينفعها الإعتراف بها من قبل منظمة التحرير الفلسطينية ومن قبل الحكومات المصرية والأردنية ولا العلاقات العلنية والسرية الأخرى التي نجحت في اقامتها مع العديد من الأنظمة العربية بل أن هاجس زوالها من الوجود توغل في الوعي الإسرائيلي الرسمي والشعبي وسيطر على تلافيف أدمغتهم ولم يتمكنوا من الإفلات منه.
عادت بقوة الينا مقولة ان "اسرائيل وجدت لتزول" وتأكدت حتمية حدوث هذا المعتقد وخاصة أنه تأكد لنا ولعدونا أن جيشه قهرفي ميادين القتال وأنه سوف يقهر وبنصر من الله في القادم من حروبنا معه ولا أدل على ذلك من العصبية التي يتصرف بها اليوم الإسرائيليون وقادتهم فباتوا من شدة خشيتهم من الزوال يبدون تشدد المودع وينادون باليهودية الصرفة لدولتهم المصطنعة ويقبلون على المزيد من بناء المستوطنات بنهم غير مسبوق ويبدلون الاسماء العربية في فلسطين التي لم يأتوا على ذكرها بل بقيت على حالها (طيلة العقود السابقة) بأسماء عبرية مختلقة ثم يجرون أكبر مناورات عسكرية شهدها كيانهم الزائف . لقد تعامى العدو وحلفائه في العقود القليلة الماضية عن حقائق كثيرة دامغة ومنها ان المقاومات العربية والإسلامية فرضت نفسها في ميادين المواجهة وتكرس وجودها في الوعي العربي والإسلامي وبات الصمود حقيقة ساطعة مسلحا بالإيمان وبإرادة المواجهة والقتال ومدعوما من محور الممانعة العربي الإسلامي الممتد من فلسطين حتى طهران مرورا في لبنان وسوريا .
سوف يقاوم أحرار فلسطين وأحرار العرب محاولات اسرائيل للسيطرة على أي شبر من الاراضي العربية سواء في داخل فلسطين او في خارجها, لكنهم يعلمون أن صراعهم مع من أغتصب فلسطين وأغتصب أراض عربية أخرى هو صراع وجود وليس صراع حدود ولنا في ما يعلنه عدونا عن مخاوفه من الزوال وفي ما يبديه اليوم من عصبية مفرطة ما يؤكد له ولنا ذلك.
2/08/2009
omarjahadi@yahoo.com