المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاديبة اللبنانية عناية جابر تحاور حسين الاعظمي



حسين اسماعيل الاعظمي
05/08/2009, 10:57 AM
الاديبة الصحفية اللبنـــــانية
عـــناية جــــابر
تحاور سفير المقام العراقي
حسين الاعظمي
في بيروت



صورة / عناية جابر

لقاء مع
حسين الأعـظمي
: القرن العشرون ولادة جديدة للمقام العراقي
المقاله تحت باب في الموسيقى والغناء
في 09/09/2008

صورة / حسين الاعظمي
حسين الأعظمي ، منشد وباحث ومدرس وكاتب في فن غناء وموسيقى المقام العراقي ، وهو ضيف مسرح بابل في اماسيه الرمضانية ، حيث أحيا ليل أمس الثلاثاء اولى لياليه ، ويحيي الليلة مع فرقته الموسيقية ليلة ثانية وختامية .. حول فن المقام العراقي ، وبرنامجه الغنائي ـ الموسيقي ، كان هذا اللقاء ..
• في الوقت الذي يتردى فيه السماع ، والتذوق الفني الجاد للكلاسيكيات ، بما فيها سماع أم كلثوم ، استعير عنوان كتابك وأسألك: »المقام العراقي... الى أين؟

ـ بالنسبة للغناء الكلاسيكي ، وأم كلثوم تحديداً ، فانها تمثل تراثاً فردياً ، شخصياً ، قد يندثر او لا يندثر، هذا ممكن وجائز في الحالتين .. اما تراث المقام العراقي فإنه تراث مجتمع ، شعب ، أمة ، فالامر يختلف كثيراً والمفاهيم الاجتماعية في علم الفولكلور تحديداً ، تقول: (التراث لا ينشأ ولا يموت من خلال الافراد مهما كانت قيمة الفرد الثقافية ، لانه وليد الجماعة ، ومتى ما انتهت هذه الجماعة ، وهو امر نادر في التاريخ ، ينتهي كل شيء معها) ..

إذن ، المقام العراقي تراث مجتمع او جماعي ، اما من امثال المطربة أم كلثوم ، فهو تراث فردي يخضع للتغيرات المباشرة في المجتمع .. وبخصوص تراثها الكلاسيكي المقصود ، فان الكاتب والملحن والمؤدي كلهم أفراد معلومون في المجتمع ذلك يعني من جانب آخر، انه تراث عقلي .. اما تراث المجتمع فالعكس تماماً فالمؤلف والمؤدي والملحن هو المجتمع بأكمله ، فهو تراث عفوي .. تام النقاء ..

* يكاد يكون الابداع المقامي ، او فن المقام العراقي ، صنفاً موسيقيا وإنشادياً عراقيا صرفا غير متصل بموسيقات الشعوب العربية الاخرى .. لماذا ..؟ وما هو تعريفك لفن المقام وجوهره؟

* ـ الحقيقة ، (المقام العراقي) هاتين المفردتين تعنيان بالحقيقة التراث الموسيقي (الغناسيقي) العراقي تحديداً .. مركزه بغداد .. هذا المعنى ، يناظر تماما كما نقول القدود الحلبية في سوريا ، البلدي المصري في مصر، الصوت الخليجي في الخليج ، المألوف التونسي في تونس... وغيرها .. هذه كلها تسميات تعني تراث ذلك البلد العربي ، اما تفصيلات المقام العراقي فهي تختلف عن كل ما ذكرنا وما ناظره من تسميات في البلدان العربية من تسميات .. فالمقام العراقي ، عمقه عربي إسلامي وتأثيراته آسيوية .. فهذه التأثيرات خلقت من هذا التراث خصوصية أدائية تعبيرية تتميز عن كل التراث العربي "الغناسيقي".

* المطرب محمد عبد الرزاق القبانجي ، يعتبر سيداً ورائداً في اتقان فن المقام .. هل ساهمت تسجيلاته برأيك في ايصال هذا الفن ..؟ وهل خلّف أسساً متينة سار على هديها المؤدون اللاحقون .. ومن خلفه برأيك او سبقه؟


صورة / حسين الاعظمي واقفا يغني مقام النهاوند في الحفلة السنوية لمعهد الدراسات النغمية العراقي يوم 18/5/1976 ترافقه فرقة الجالغي البغدادي وبعض الكورس .. وهم من اليمين امجد خضر هندي وعلاء الحسون وباسم حسين ومحمد زكي وآمال داود ولطيفة احمد غير ظاهرة جيدا وداخل احمد وجمال توفيق وحسن ...... وعلي جابر


* ـ في العام الماضي ، صدر كتابي الثالث (الطريقة القندرجية) لمؤسسها المطرب الحاذق رشيد القندرجي .. وحاليا في هذا الشهر تماما ، هناك كتاب مناظر وهو (الطريقة القبانجية) لمؤسسها المطرب الكبير محمد القبانجي .. الاول صدر في بيروت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر مطلع 2007، والثاني يصدر حاليا عن نفس المؤسسة في بيروت .. هذان الكتابان يتحدثان عن أبرز الطرق الغنائية المقامية في القرن العشرين تحديدا .ً. اوضحت فيهما سمات كل من الطريقتين وصفاتها ومميزاتها .. الخ . ليست مقارنة بالمعنى الحقيقي ولكن توضيحاً لأسس كل طريقة .. فالطريقة القندرجية تعتبر آخر الطرق العراقية الصرف ، النقية ، الكلاسيك المقامي تماما ، اما الطريقة القبانجية فإنها اول الطرق التي تمرَّدت وخرجت عن طوق المحلية من خلال الابداعات الجديدة التي جاء بها مؤسسها محمد القبانجي الذي يعتبر اعظم مطرب مقامي على مدى العصور .. فقد اضاف وقدّم وأخَّر وغيّر بعض المواقع في عملية الشكل المقامي ، ولكنه حافظ وهو الشيء المهم ، على التعبير المقامي المحلي (العراقي) وهنا تكمن قوة تجديداته وابداعاته ، التي جاء بها من خلال طريقته التي بقيت سائدة حتى هذا اليوم .. اعتقد ان الكتاب يفي تماما ببعض الاجوبة التي تهتم بمثل هذا الفصل بين الطريقين.
يمكننا ذكــر الآن بعض اتباع الطريقة القندرجية مثل المطربين عبد القادر حسون ، واحمد موسى ، وشهاب الاعظمي ، والحاج هاشم الرجب .. أما بعض اتباع الطريقة القبانجية فيوسف عمر، وعبد الرحمن خضر، وعبد الرحمن العزاوي ... الخ.

* هل للمغنية حضور في غناء المقام ، ومن من المغنيات العراقيات تعتبر أدائها ، الاقرب والاكمل في الغناء المقامي ..؟


صورة / حسين الاعظمي واقفا مع مجموعة من فرقة التخت الشرقي في ستوديو (2) مبنى تلفزيون بغداد في آب 1986 قبل تسجيل احد المقامات العراقية ، وهم من اليمين في الصف الخلفي ، مجيد ..... والمرحوم جوزيف حنا والمرحوم طارق القيسي وداود هوبي والدايني وعزت نعيم .. وفي الامام ، المرحوم محمد سعيد والمرحوم شعوبي ابراهيم والمرحوم خضير الشبلي والمرحوم خضر الياس

* ـ كما تعلمين ، صدر لي كتاب مطلع عام ٢٠٠٥ في بيروت ولنفس المؤسسة التي ذكرنا ، (المقام العراق بأصوات النساء) كعادتي قسَّمت الكتاب الى بابين ، كل باب فيه بعض الفصول .. كفكرة موضوع الكتاب كبحث وكتاب ، يعتبر فكرة جديدة .. وتناولتها الصحف باسهاب .. المرأة المغنية المقامية ، هناك دراما كثيرة عاشتها المرأة خلال القرون الماضية من حيث ابتعادها عن الساحة الفنية قسراً. ولهذا السبب أكاد ان اكون مصيبا حينما قلت ان القـرن العشــرين يعتبر ولادة جديدة للمقام العراقي عموما ، وعلى الاخص بالنسبة لتجربة المرأة العراقية في غناء المقام العراقي .. في بدايات القرن العشرين ، بدأت دراما حقيقية اخرى للمرأة في هذا الخصوص. ولهذا الموضوع تشعباته يتحدث عنها الكتاب بشكل تفصيلي .. اختصاراً .. اخترت لكتابي وفي مراعاة للتسلسل الزمني سبع مغنيات مقاميات منذ بدايات القرن العشرين حتى هذا اليوم ، كتبت عنهن بشكل يقترب الى التفصيل وإلقاء الضوء على نتاجاتهن المقامية .. مع ذلك ، اعتقد ان لكل واحدة منهن في مرحلتها الزمنية مميزات جيدة بحيث تميزت عن معاصراتها وهنَّ : صديقة الملاية ، وسليمة مراد ، وسلطانة يوسف ، وزهور حسين ، ومائدة نزهت ، وفريدة محمد علي ، وسحر طه ..

* لو تضعنا في جو وبرنامج سهرتك في انشطة اماسي رمضانية في مسرح بابل لليلة ، اليوم الثاني من مشاركتك ..؟

* ـ العراقيون بصورة عامة في الوقت الحالي يعانون من اشكالات السفر والفيزا والدخول والخروج في اي مكان .. هذا امر نعاني منه واثر على نشاطنا الفني وغير الفني في العالم .. وهناك دعوات كثيرة اوروبية وغير اوروبية اعتذرت عنها لهذه الاسباب .. في حفل بابل لم استطع استدعاء فرقتي الموسيقية كاملة ، فاقتصرت على عازفين من بغداد وهما داخل احمد عازفا على آلة الجوزة وأديب الجافا عازفا على آلة الطبلة ومن هولندة وسام ايوب العزاوي عازفا على آلة السانطور .. واضيف لنا عازف على آلة الرق من بيروت وهو سلمان بعلبكي ..
كونــت فرقــتي من هــؤلاء الموســيقيين الاربعة .. فرقــة (الجــالغي البغــدادي) وهي التي اقيم الحفلــتين في مســرح بابل برفقتها ، ليومي ٩ و١٠

* ما هي فرقة (الجالغي البغدادي) ولماذا الاسم ..؟

* ـ اعتاد المؤدون السابقون للمقام العراقي ان ترافقهم فرقة موسيقية مختصرة تكونت من هذه الآلات الاربع آنفة الذكر لتأدية المقامات برفقتها .. والجالغي هي كلمة تركية تعني (مجموعة الملاهي) للأنس والسمر .. وفي حفلة اليوم سأقدم مجموعة من المقامات والأغاني العراقية ، وسابدا بفورم ( السماعي) من سلم مقام النهاوند من تأليف استاذي الراحل منير بشير .. وحفلة الليلة مهداة الى استاذي منير بشير .. وسيكون هناك تأدية لمقامات من اغان تراثية مثل مقام »البنحكاه« ومقام »الدشت« ومقام »الجّمال«، وفاصل من الايقاعات العراقية ومقام »الأوج« وكذلك اشعار مع الابوذيات.

حوار عناية جابر