المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الليل وسماه ونجومه وقمره



ظلال
07/10/2006, 03:17 PM
الليل وسماه ونجومه وقمره

" الليل وسماه ونجومه وقمره وقمره وسهره وأنا وأنت سوا"
" يا بنت وطّي صوت الراديو شوي, اخو كي بدرس"
صراخ أمها رجع بها إلى مكانها وزمانها وخطف أحلامها الوردية. مدّت يدها وخفضت صوت الراديو ثم أعادتها لتداعب جديلة شعرها التي ما لبثت أن عقدتها حتّى فكّتها مرة أخرى وأعادت الكرّة لمرات عديدة مع ابتسامة رقيقة لا تفارق ثغرها ووميض عينين عسليتين سارحتين في دنيا الغرام.
يرّن جرس الهاتف. تقفز عن السرير مهرولة إلى غرفة الجلوس. " أهلا وسهلا.... بنستناكو". ابتسامة عريضة على وجه أمها , حالة تأهب واستعداد. تنادي " يمّه أترك كتبك بدنا شوية أغراض من السوق جاينا ضيوف". تفا جئت من تصرف أمها, فأخاها يدرس ويجب أن يخفض صوت الراديو.
تطلب منها المساعدة في لمّ الغسيل عن الحبال. " بس يمّه الغسيل مش ناشف" . ثمّ كناسة حوش البيت ومسح غبرة الطربيزات. بعد نصف ساعة تأمرها أن تستحم وأن تذهب لتسرح شعرها في الصالون وأن تلبس أجمل ما عندها. " يمّه احنا ملاقيين خبز ناكل عشان ادفع ليرة ونص للصالون"
أحسّت أن قلبها يناضل للخروج من بين أضلعها وان دمائها تكومت في رأسها . اتّسع بؤبؤا عينيها وأحست بالشرر يخرج منهما , انتفض جسدها البض وأطلقت صرخة من حنجرتها " ما بدّي.......شو أنا بكسة بندورة ومين ينقّي" وبدأت بالسعال فمنذ أمد لم تصرخ. استنفرت أمها وهددتها بأخبار والدها وأخاها الأكبر إن لم تنصع لأوامرها.
عقدت جديلتها للمرة الألف ولبست ثوب مدرستها الأخضر وحملت حقيبة كتبها البالية وأسرعت بخطواتها إلى حوش البيت وعند البوابة الخارجية " وين يا بنت, اليوم الجمعة وما في مدارس والجماعة عالطريق." لم تأبه لزعيق أمها المتواصل وطفقت مسرعة إلى الشارع المؤدي إلى مدرستها بثوبها الأخضر وحقيبة مدرستها البالية وصوتها الذي يعلو في الأزقة :" الليل وسماه ونجومه وقمره وقمره وسهره وأنا وأنت سوا...... يلا نعيش بعيون الليل ونقول للشمس تعالي تعالي بعد سنه مش قبل سنة.................." [/size]
ظلال عويس
6\10\2006

صبيحة شبر
07/10/2006, 06:03 PM
الليل وسماه ونجومه وقمره

" الليل وسماه ونجومه وقمره وقمره وسهره وأنا وأنت سوا"
" يا بنت وطّي صوت الراديو شوي, اخو كي بدرس"
صراخ أمها رجع بها إلى مكانها وزمانها وخطف أحلامها الوردية. مدّت يدها وخفضت صوت الراديو ثم أعادتها لتداعب جديلة شعرها التي ما لبثت أن عقدتها حتّى فكّتها مرة أخرى وأعادت الكرّة لمرات عديدة مع ابتسامة رقيقة لا تفارق ثغرها ووميض عينين عسليتين سارحتين في دنيا الغرام.
يرّن جرس الهاتف. تقفز عن السرير مهرولة إلى غرفة الجلوس. " أهلا وسهلا.... بنستناكو". ابتسامة عريضة على وجه أمها , حالة تأهب واستعداد. تنادي " يمّه أترك كتبك بدنا شوية أغراض من السوق جاينا ضيوف". تفا جئت من تصرف أمها, فأخاها يدرس ويجب أن يخفض صوت الراديو.
تطلب منها المساعدة في لمّ الغسيل عن الحبال. " بس يمّه الغسيل مش ناشف" . ثمّ كناسة حوش البيت ومسح غبرة الطربيزات. بعد نصف ساعة تأمرها أن تستحم وأن تذهب لتسرح شعرها في الصالون وأن تلبس أجمل ما عندها. " يمّه احنا ملاقيين خبز ناكل عشان ادفع ليرة ونص للصالون"
أحسّت أن قلبها يناضل للخروج من بين أضلعها وان دمائها تكومت في رأسها . اتّسع بؤبؤا عينيها وأحست بالشرر يخرج منهما , انتفض جسدها البض وأطلقت صرخة من حنجرتها " ما بدّي.......شو أنا بكسة بندورة ومين ينقّي" وبدأت بالسعال فمنذ أمد لم تصرخ. استنفرت أمها وهددتها بأخبار والدها وأخاها الأكبر إن لم تنصع لأوامرها.
عقدت جديلتها للمرة الألف ولبست ثوب مدرستها الأخضر وحملت حقيبة كتبها البالية وأسرعت بخطواتها إلى حوش البيت وعند البوابة الخارجية " وين يا بنت, اليوم الجمعة وما في مدارس والجماعة عالطريق." لم تأبه لزعيق أمها المتواصل وطفقت مسرعة إلى الشارع المؤدي إلى مدرستها بثوبها الأخضر وحقيبة مدرستها البالية وصوتها الذي يعلو في الأزقة :" الليل وسماه ونجومه وقمره وقمره وسهره وأنا وأنت سوا...... يلا نعيش بعيون الليل ونقول للشمس تعالي تعالي بعد سنه مش قبل سنة.................." [/size]
ظلال عويس
6\10\2006
الصديقة العزيزة ظلال
قصة نجحت كاتبتها نجاحا ملموسا ان تنقل لنا حركة تمرد ضد الممارسات
التمييزية التي نراها في مجتمعنا العربي
الابن يحظى بالعناية ، يرغم الجميع على الصمت وتخفيض صوت المذياع
من اجل ان يدرس ، بينما ابنت رغم تفوقها احيانا ، يرسلونها لشراء بعض الحاجات
من الخارج وهو يجدونها تمسك الكتاب لتدرس به
ممارسات من التمييز بين الجنسين يعيشها مجتمعنا العربي الا نادرا
حيث ان اباء قلة لايميزون بين معاملة الذكر والانثى وانما يعتنون بجميع الابناء
موقرين لهم الرعاية التي تؤهلهم للنجاح
تحية للمبدعة ظلال اذ استطاعت ان تقل لنا لحظات مكثفة من حياتنا
التي تجري دون قانون واحد يخضع له الجميع

ظلال
08/10/2006, 08:58 PM
أستاذتي صبيحة
أشكرك على تعليقك الرزين وتحليلك الجميل لفكرة القصة.

محمد صباح الحواصلي
09/10/2006, 01:48 AM
الليل وسماه ونجومه وقمره

" الليل وسماه ونجومه وقمره وقمره وسهره وأنا وأنت سوا"
" يا بنت وطّي صوت الراديو شوي, اخو كي بدرس"
صراخ أمها رجع بها إلى مكانها وزمانها وخطف أحلامها الوردية. مدّت يدها وخفضت صوت الراديو ثم أعادتها لتداعب جديلة شعرها التي ما لبثت أن عقدتها حتّى فكّتها مرة أخرى وأعادت الكرّة لمرات عديدة مع ابتسامة رقيقة لا تفارق ثغرها ووميض عينين عسليتين سارحتين في دنيا الغرام.
يرّن جرس الهاتف. تقفز عن السرير مهرولة إلى غرفة الجلوس. " أهلا وسهلا.... بنستناكو". ابتسامة عريضة على وجه أمها , حالة تأهب واستعداد. تنادي " يمّه أترك كتبك بدنا شوية أغراض من السوق جاينا ضيوف". تفا جئت من تصرف أمها, فأخاها يدرس ويجب أن يخفض صوت الراديو.
تطلب منها المساعدة في لمّ الغسيل عن الحبال. " بس يمّه الغسيل مش ناشف" . ثمّ كناسة حوش البيت ومسح غبرة الطربيزات. بعد نصف ساعة تأمرها أن تستحم وأن تذهب لتسرح شعرها في الصالون وأن تلبس أجمل ما عندها. " يمّه احنا ملاقيين خبز ناكل عشان ادفع ليرة ونص للصالون"
أحسّت أن قلبها يناضل للخروج من بين أضلعها وان دمائها تكومت في رأسها . اتّسع بؤبؤا عينيها وأحست بالشرر يخرج منهما , انتفض جسدها البض وأطلقت صرخة من حنجرتها " ما بدّي.......شو أنا بكسة بندورة ومين ينقّي" وبدأت بالسعال فمنذ أمد لم تصرخ. استنفرت أمها وهددتها بأخبار والدها وأخاها الأكبر إن لم تنصع لأوامرها.
عقدت جديلتها للمرة الألف ولبست ثوب مدرستها الأخضر وحملت حقيبة كتبها البالية وأسرعت بخطواتها إلى حوش البيت وعند البوابة الخارجية " وين يا بنت, اليوم الجمعة وما في مدارس والجماعة عالطريق." لم تأبه لزعيق أمها المتواصل وطفقت مسرعة إلى الشارع المؤدي إلى مدرستها بثوبها الأخضر وحقيبة مدرستها البالية وصوتها الذي يعلو في الأزقة :" الليل وسماه ونجومه وقمره وقمره وسهره وأنا وأنت سوا...... يلا نعيش بعيون الليل ونقول للشمس تعالي تعالي بعد سنه مش قبل سنة.................." [/size]
ظلال عويس
6\10\2006

-------------------------------------------
قصة رائعة يا ظلال...
أعجبني فيها تداخل الفصحى بالعامية, والعفوية التي نفحَتْ في بنيانها الروح, واعتمادُكِ على التلميح دون الوقوع في فخ التصريح الذي غالبا ما يقتل القصة, والإقتصاد في الكلمات, وسهولة اللغة الممتنعة, وتوظيف الأغنية لتقول الكثير على نحو غير مباشر.. وأكثر ما أعجبني فيها فضاء الحرية المنشود.
أكتبي مثلها الكثير يا ظلال.. فأنا أفرح كالأطفال بالأشياء الجميلة.
محمد صباح الحواصلي

ظلال
09/10/2006, 09:46 AM
أستاذي الحواصلي , فرحتي كبيرة بكلماتك الرقيقة. أحسست أنني قريبة منك في هذه القصة وأعترف أنني قد تأثرت كثيرا بأسلوبك القصصي لشدة اعجابي به. هذه اول قصة لي منذ 2003. فرحت كثيرا لردود الفعل . حاولت ان احاكي الواقع بأسلوب بسيط ممتنع وهكذا سأستمر. أشكرك للمرة الالف :)