المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المطاردة



صبيحة شبر
07/10/2006, 06:06 PM
المطاردة
لمحتها من بعيد، تكاد تهرول، لا يبدو أنها رأتني أو علمت بوجودي قريبا منها، لم أوفق في إخفاء دهشتي عن رفيقي الذي سارع إلى تأكيد شكي
_إنها هي ؛هل أنتما متخاصمان ؟
_ لكنها لم ترني
-ما الجهة التي تقصدها ؟ وهل تزور إحدى صديقاتها ؟ أم لكما معارف في هذه المنطقة ؟
أقوم مسرعا ؛ يرافقني صديقي لا أدري ما وجهتها والى أين هي ذاهبة ؛ ولماذا لم تخبرني ؛ لقد تجاهلت وجودي ؛ كانت تحرص في الأيام الماضية على تحيتي وتحية جلسائي ؛ فهل غضبت مني ؟ ولم عساها تغضب ؟
رفيقي لا يخفي حرصه على اللحاق بها ، يود أن يعرف أين تذهب ، وأنا ماذا بمقدوري أن أقول ؟ هل أواصل حياتي مخدوعا متظاهرا بأنني لا أعلم شيئا ؟
لا يمكنني هذا ، فلن أبقى دميتها اصدق ما تدعيه ، دللتها كثيرا وأفسدها تدليلي ، هي تسخر مني في سرها ، يبدو أنني المخدوع وأخر من يعلم ، هدا صاحبي من روعي ، قال أنه يراها كل يوم في مثل هذا الوقت وقد يكون لها عمل وأنا لا أعلم ، تسير أمامي وتعطيني ظهرها ، تبتعد عن مقهاي ، لن أدعها تنجح في الإفلات مني ، ولن أبقى موضع هزء وسخرية بعد اليوم ،سوف أضع حدا لسذاجتي وطيبة قلبي مما جعلها تتلاعب بي ، تحدثني كثيرا عن الثقة المتبادلة والإخلاص والاحترام المشترك ، وكل هذه الأكاذيب ، أنها كاذبة ومنافقة ، وقد أيقنت من هذه الحقيقة
لم تلتفت ، ولم تدر رأسها إلى الخلف وهذا ما أبتغيه ، لا أود أن تراني الآن ، قد تدعي أنها في زيارة لأحدى معارفها ، سوف أصبر حتى النهاية ، حتى الوقت الذي أتمكن فيه من إمساكها بالجرم المشهود
لست مثلها ، الشريعة والعرف والتقاليد تمنحني حقوقا عليها ، عليها طاعتي والإقرار بقوتي وقيادتي
- لا تقترب منها ،اترك مسافة مناسبة بينكما، لكيلا تفشل مساعينا
مرة واحدة قابلتني وأنا أسير مع إحدى صديقاتي ، فأقامت الدنيا ولم تقعدها ، وحين سكتت هي لم يرد أصدقائي أن يصمتوا ، أطالوا الحديث عن حقوق الزوجات وعن احترامهن ، وأنا لم اقترف إثما ، سرت مع واحدة لا غير ، تقول إنها تعمل أكثر مني ، وهل هي الوحيدة في هذا المضمار ؟ كل النساء يعملن ، فهل تمن علي بعملها ؟
-صه ؛ لا تقترب ، يمكن أن تلمحك
تريدني أن أساعدها في أعمال المنزل ، وقد حاولت إرضاءها ، فضحك علي بعض معارفي ، فلماذا أقوم بأعمال تتنافى مع كرامتي ؟ أتعبتني بدعوى المساواة ، وهي ضعيفة تبكي لأتفه الأمور ، تقول أن كثرة العمل ترهقها ، فماذا بوسعي أن افعل ؟
- أوشكنا على الوصول ، صبرا حتى تضع حدا لادعاءات زوجتك الفاضلة
مللت منها ، فماذا تظن نفسها ؟ أنها مجرد مدعية ، تغضب دائما ثم تلوذ بالصمت ، فلتفعل ما تشاء ، سأكون اليوم حرا اسهر كما أريد ومع من ارغب
- قريبا نصل ، ستمسك زوجتك بالجرم ، ولن تستطيع الكذب
المكان بعيد عن منزلنا ، وصديقاتها اعرف منازلهن ، فمن ذا الذي تأتي لزيارته هنا ؟ لابد أنها تخونني ، هي ليست أفضل مني ، اخبرني صديقي عن زيارتها المريبة ، وأنا شاكر له ، من حسن حظي أنها لا تحب الالتفات ، تسير وعيناها تنظران أمامها ، حسنا أنها تصل ، منزل من هذا ؟ لا أدري لمن يكون ؟ ترن الجرس ، سوف انتظر ، حتى أرى الرجل ، وافعل ما يتطلبه الموقف ، وأسدل الستار على هذه المسرحية الهزلية ، ورجل اسود أيتها اللعينة ، تفضلين علي رجلا اسود ، يتعانقان ، يقبل أحدهما الآخر ، أيتها المجرمة ، أضع يدي على كتفها
- أيتها الخائنة ، ما تفعلين هنا ؟
تلتفت المرأة مندهشة ، وجه لمخلوقة أخرى لم أرها من قبل يقابلني في غضب






صبيحة شبر
الرباط في 1_1_2000

-

الشربيني المهندس
09/10/2006, 05:26 PM
الاستاذة صبيحة
ادهشني العنوان للتشابه مع قصتي هنا
بالولوج بين السطور حمدت اللـه علي الاختلاف وجماله
تذكرت ان للقصـة رؤي متعددة منها الظاهر او الشكلي ومنها الرؤية بالبصيرة أو قراءة اعمق لما يقوله النص وعودة الي العنوان ودلالته ( المطاردة ) ومن يطارد من..؟
بساطة العرض واللغة شئ جميل هنا واسلوب التناول والمفارقة في خاتمة القصـة
(( هل أواصل حياتي مخدوعا متظاهرا بأنني لا أعلم شيئا ))
تلمح منها دلالات هامة مع العنوان لفكرة تناولها الكثيرون ولكل طريقته
استمتعت لكنني لم اهضم وجود الصديق

صبيحة شبر
09/10/2006, 07:49 PM
الاستاذة صبيحة
ادهشني العنوان للتشابه مع قصتي هنا
بالولوج بين السطور حمدت اللـه علي الاختلاف وجماله
تذكرت ان للقصـة رؤي متعددة منها الظاهر او الشكلي ومنها الرؤية بالبصيرة أو قراءة اعمق لما يقوله النص وعودة الي العنوان ودلالته ( المطاردة ) ومن يطارد من..؟
بساطة العرض واللغة شئ جميل هنا واسلوب التناول والمفارقة في خاتمة القصـة
(( هل أواصل حياتي مخدوعا متظاهرا بأنني لا أعلم شيئا ))
تلمح منها دلالات هامة مع العنوان لفكرة تناولها الكثيرون ولكل طريقته
استمتعت لكنني لم اهضم وجود الصديق
الصديق العزيز الشربيني المهندس
اسعدتني قراءتك الجميلة لقصتي القصيرة
وتقييمك الرائع
الصديق في هذه القصة اردت منه ان يكون المحرض
واضح ان الزوج في القصة غير واثق من نفسه
ويقوم بالمطاردة ان اوحى له احدهم ان زوجته
يمكن ان تخون كما يفعل هو
شكري الجزيل ومودتي