المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحمد الصادق الأمين في الإنجيل



طارق عبده إسماعيل
11/08/2009, 10:33 PM
أحمد الصادق الأمين في الإنجيل

المقدمة

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام علي أخر رسل الله محمد بن عبدالله
أما بعد :-

قال تعالى
{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَبَنِي إِسْرَائِيلَ إِنّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُم مّصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيّ مِنَ التّوْرَاةِ وَمُبَشّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمّا جَاءَهُم بِالْبَيّنَاتِ قَالُواْ هَـَذَا سِحْرٌ مّبِينٌ }الصف الأية 6


الكلمه التى نطق بها المسيح عليه السلام فى أثناء تحدثه عليه السلام عن المبعوث الى الأمم كرحمه مهداه الى البشريه جمعاء هى ( أحمد) --- ولكن هذا لايعترف به النصاري وإتفقوا جميعاً بإختلاف طوائفهم علي أن المعزي المذكور بالإنجيل الأن في بشري المسيح ووصيته الأخيرة هو الروح القدس وليس أحمد ولذا سوف نعمد إلي إثبات أن المعزي ليس هوالروح القدس من الإنجيل الموجود بين أيدينا الأن وليس من المخطوطات القديمة , لتقام عليهم الحجة حتي من إنجيلهم المحرف وليزداد المؤمنيين إيماناً ويقيناً , وسنثبت من نفس الإنجيل أن هذه الصفات لن تنطبق إلا علي نبي أخر الزمان , وأما مقولة أن المعزي هو الروح القدس , فهي مقولة تهدم النصرانية كلها .
ولقد سبقني الكثير في ذلك الأمر, ولكن بحثي هذا جمع ذلك وأضاف عليه ورتبه وزاد في بيانه معتمداً علي الإنجيل الموجود بين أيدينا الأن كما زكرنا لبيان أن المعزي المذكور في وصية المسيح بالإنجيل ليس هو الروح القدس قطعاً , ولقد وجدت أنه من الأهمية لهذه الوصية الأخيرة من المسيح لتلاميذه مع زكرها في القرأن الكريم أنه لابد أن يكون لها بحث مستقل يسقط فيه الباطل ويبين الحق من الإنجيل الموجود بين أيدينا الأن بدون الخوض في مخطوطاتهم القديمة .


منهج البحث :-
عندما نبحث في الإنجيل الأن عن صفات النبي محمد صلي الله عليه وسلم يجب ألاننسي أننا نبحث في ركام من التحريف سواء بالحذف أو الإضافة أو تبديل كلام الله عن مواضعه , فلذا سنجد فيه تناقض بارز وإختلاف واضح عند صرف صفات رسول الله محمد إلي غيره سواء إلي المسيح أو إلي الروح القدس, وهنا يجب أن نزكر أية قرأنية لكن لايختلف عليها أحد لكونها بديهية عقلية:
الآية رقم 82 في سورة النساء : ' أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا '
والأمر سواء كذلك بالنسبة للإنجيل , فأي إختلاف فيه وتناقض مع نفسه ومع البديهيات المسلمة وماشهد به من قبل وما تم إقراره في عقيدتهم, سنستنتج من ذلك كله وجود التحريف الذي لا شك فيه, لإنه لو كان من عند الله كاملاً لما وجدنا هذا التناقض والإختلاف , ولو نزعنا عنه هذا التناقض , وفهمناه بدون هذا الإختلاف سيظهر بين ثنايا النصوص ذاك الحق الذي حاولوا إخفائه المحرفون من قبل وهذا ما سوف نبينه.



الأن نعرض دلائل القساوسة علي أن المعزي هو الروح القدس وليس النبي أحمد من الإنجيل كمايدعون :-
القس /نقولا يعقوب غبريال


يدعى اخوننا المسلمون أن أسم نبيهم محمد قد ورد في الإنجيل استناداً إلى ما ورد في القرآن(وإذ قال عيسى بن مريم يا بنى إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة و مبشراً برسول يأتى من بعدي أسمه أحمد) الصف الأية 6
قالوا إن معنى باراكليت اليونانية الواردة في الإنجيل أحمد و أحمد و محمد سيان، و بعضهم يدعى إن الإنجيل مبدل لأن هذه البشارة ليست فيه الآن، مع أنها لا تزال مدونة كما كانت في أيام محمد في اللغة اليونانية و لكن مـا فهمه القرآن من الكلمة المقصودة في الآية في غير محله، لأن الكلمة في اليونانية هكذا IIAPAKAHTOE و ليست هكذا IIEPIKAHTOE و بالحروف الإفرنجية هكذا PARACLETOS و ليست PERICLETOS تعريبها باراكليتس و ليست بركليتوس فالأولى معناها المُعزى و الثانية المشهور و المحمود

وهذه الآية لم تزل في الإنجيل برهاناً على أنه لم يتغير. و لنرجع الآن إلى إيراد الآيات التي فيها لفظة الباراكليت لنفهم معناها من القرائن، و لنرى هل يصح أن تنسب إلى عهد محمد كما يدعى إخواننا المسلمون ؟

أولاً :
قول المسيح " و أنا أطلب من الأب فيعطيكم معزياً باراكليت آخر ليمكث معكم إلى الأبد، روح الحق، الذي لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه و لا يعرفه، و أما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم و يكون فيكم " إنجيل يوحنا (14 : 16 – 17)

ثانياً

قول المسيح " و متى جاء المعزى الباراكليت الذي سأرسله أنا إليكم من الأب، روح الحـق الذي من عند الأب ينبثق فهو يشهد لي إنجيل يوحنا (15 : 26)


ثالثا

قول المسيح " لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى باراكليت و لكن إن ذهبت أرسله إليكم و متى جاء ذاك يبكت العالم على خطية و على بر و على دينونة" إنجيل يوحنا (16 : 7 – 8 (

رابعا

" و فيما هـو ( المسيح ) مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم، بل ينتظروا موعد الأب الذي سمعتموه منى، لأن يوحنا ( يحيى) عمد بالماء، و أما أنتم فستتعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه الأيام بكثير" إنجيل يوحنا (1 :4 )
خامساً

" و لما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة. و صار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة و ملأ كل البيت حيث كانوا جالسين. و ظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار و استقرت على كل واحد منهم. و امتلأ الجميع من الروح القدس و إبتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا " أعمال الرسل الإصحاح الثاني 4:1

لا يخفى أن المسيح كان معلم الحواريين مدة إقامته بينهم، و كان مرشدا و معزيا لهم و مدافعا عنهم حتى تعلقت قلوبهم به، وهو سابق علمه عرف أن فراقه بواسطة الموت سيحزنهم جدا. و تحقق أنهم في حاجة إلى مساعدة سماوية للتقوية و الإرشاد و التعزية بعد فراقه، لذلك سبق فوعدهم بالروح القدس المعزى الآخر، كما رأيت في الآيات السالفة الذكر وبعد إمعان النظر في هذه الآيات يتضح لنا أن الشخص الموعود به لا يمكن أن يكون محمدا نبي المسلمين لأسباب تراها في نفس الآيات : أن الموعود به غير ذي جسم "روح الحق" لذلك لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه و هذا الوصف لا يصدق على محمد لأنه ذو جسم و قد رآه العالم المؤمن و الكافر.

أن الموعود به جاء ليمكث مع الحواريين إلى الأبد "ليمكث معكم إلى الأبد" و هذا أيضا لا يصدق على محمد، لأنه لم يأت في زمن الحواريين، و لم يمكث في العالم أو معهم إلى الأبد.

أن الموعود به كان وقتئذ مع الحواريين "لأنه ماكث معكم" و هذا أيضا لا يصدق على محمد لأنه لم يكن مع الحواريين.

أن المسيح أوصى الحواريين " أن لا يبرحوا من أورشليم بل ينتظروا " أعمال الرسل الإصحاح الأول فقرة 4
ذاك المعزى الروح القدس، و هم إطاعة لأمر سيدهم (و المسلمون يعتقدون أن الحواريين طائعون) انتظروا حتى جاء ذلك المُعزى و امتلأ الجميع من الروح القدس .
و هذا أيضا لا يصدق على محمد، و إلا كان يجب على الحواريين أن ينتظروا في أورشليم نحو ستمائة سنة إلى مجيء محمد، و أنى لهم هذا العمر. و خصوصا أن المسيح وعدهم بإرسـال هذا الروح المعزى على عجل ، و إلا فليس من فائدة للتعزية و هم موتى ، فتعزية لهم قال : "و أما أنتم فستتعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه الأيام بكثير"

و لست أظن أن الأخ المسلم يريد أن يعتقد أن المسيح هو الذى أرسل محمدا ، لأن الآيات السالفة تبين أن المسيح هو الذى أرسل الروح المعزى. فإن كان ذلك كذلك فلنا معه بحث لآخر، فيه يضطر أن يسلم بألوهية المسيح المرسل، لأن محمدا كان يدعى أنه رسول الله ... إنتهي كلام القس

د / القس لبيب ميخائيل


المعزى الذى تحدث عنه المسيح لتلاميذه، لم يكن نبيا آتيا بعده، وإنما كان الروح القدس كما أوضح له المجد بفمه المبارك قائلا " وأما المعزى الروح القدس الذى سيرسله الأب باسمي فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم " يوحنا 14 فقرة26

فالمسيحيون لم ينتظروا نبيا آخر يأتى بعد المسيح، بل كان رجاؤهم ومازال فى عودة المسيح ثاني بعد صعوده إلى السماء كما وعدهم " وها أنا أتى سريعا وأجرتى معى لأجازى كل واحد كما يكون عمله " رؤيا يوحنا 12:22
ولذا فإن صلاة المسيحيين الحقيقيين فى كل العصور تركزت فى الكلمات " آمين. أيها الرب يسوع ,, إنتهي كلام القس
القس منيس عبد النور

(1) " المعزي " وفي اليونانية " باراكليت" تعني " المؤيد " أو " الوكيل " ولقب " المؤيد والوكيل " لا يصح إسنادهما إلى مخلوق، لأنهما من ألقاب الله .
(2) لم تستعمل كلمة الباراكليت " المعزي " في أسفار العهد الجديد إلا للدلالة علي الروح القدس راجع ( يوحنا 14 : 16 ، 17 : 26 ، 15 : 26 ، 16 :13 ) وجاءت أيضا للتلميح
إلي المسيح ( يوحنا 14 : 16 ، 1 يوحنا 2: 1

(3) لا يمكن أن يكون الباراكليت ( حسبما ورد في هذه الآيات ) إنسانا ذا روح وجسد، بل هو روح محض غير منظور، روح الحق الذي عندما قال المسيح عنه انه يأتي، كان ( أي الروح ) حينئذ ماكثا مع التلاميذ ( يوحنا 15
: 26 , 16 : 17 )

(4) إن الذي يرسل " الباراكليت " هو المسيح ( يوحنا 15 :26 ، 16
: 17 )

(5) عمل الروح القدس أن يبكت علي الخطية ، وجوهر الخطية عدم الإيمان بالمسيح ( يوحنا 16 : 9
(6) قيل عن الروح القدس انه متي جاء يمجد المسيح ولا يمجد نفسه، لأنه يأخذ مما للمسيح ويخبرنا ( يوحنا 16 : 14 و 15
(7) قيل عن الباراكليت انه سيسكن في قلوب المسيحيين الحقيقيين ( يوحنا 16 : 14 قابل 1 كورنثوس 6 : 19 ورومية 8 : 9

(8) وعد المسيح أن الروح القدس يجب أن ينزل من السماء علي التلاميذ بعد صعوده بأيام قليلة (يوحنا 14 :26 ) وأمرهم أن لا يباشروا خدماتهم كرسل حتى يحل عليهم الروح القدس ( متي 28 : 19 , 20 وأعمال 1 : 25 ) وبناء علي أمره مكثوا في أورشليم إلي أن تم هذا الوعد ( انظر لوقا 24 : 49 وأعمال 1 : 4 و 8 و 2 .
فهل تظنون أن مراد المسيح أن ينتظر تلاميذه بدون أن يمارسوا عملهم حتى يجيء نبي بعده؟ هذا محال وعليه فالنبوة هنا تشير إلي ما حدث يوم الخمسين بعد صعود المسيح بأيام قليلة
( انظر أعمال الرسل 2 ) ومن بعد ذلك الوقت نالت جماعة الرسل قوة فائقة وحكمة واسعة و جالوا يكرزون بالإنجيل في الأرض كلها ....( إنتهي كلام القساوسة)
البيان
الأن نبين أن المعزي هو رسول الله أحمد وأن القول بأن المعزي هو الروح القدس هو ضرب من التناقض مع الإنجيل ومع اللاهوت النصراني الذين يؤمنون به وإختلاف حتي مع المسلمات والبديهيات , ولابد هنا أن نورد النصوص الذي تتحدث عن المعزي:-
( 20اذكروا الكلام الذي قلته لكم ليس عبد اعظم من سيده.ان كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم وان كانوا قد حفظوا كلامي فسيحفظون كلامكم. 21 لكنهم انما يفعلون بكم هذا كله من اجل اسمي لانهم لا يعرفون الذي ارسلني. 22 لو لم اكن قد جئت وكلمتهم لم تكن لهم خطية.واما الآن فليس لهم عذر في خطيتهم. 23 الذي يبغضني يبغض ابي ايضا. 24 لو لم اكن قد عملت بينهم اعمالا لم يعملها احد غيري لم تكن لهم خطية.واما الآن فقد رأوا وابغضوني انا وابي. 25 لكن لكي تتم الكلمة المكتوبة في ناموسهم انهم ابغضوني بلا سبب26 ومتى جاء المعزي الذي سأرسله انا اليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي. 27 وتشهدون انتم ايضا لانكم معي من الابتداء 1 قد كلمتكم بهذا لكي لا تعثروا. 2 سيخرجونكم من المجامع بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله. 3 وسيفعلون هذا بكم لانهم لم يعرفوا الآب ولا عرفوني. 4 لكني قد كلمتكم بهذا حتى اذا جاءت الساعة تذكرون اني انا قلته لكم.ولم اقل لكم من البداءة لاني كنت معكم. 5 واما الآن فانا ماض الى الذي ارسلني وليس احد منكم يسألني اين تمضي. 6 لكن لاني قلت لكم هذا قد ملأ الحزن قلوبكم. 7 لكني اقول لكم الحق انه خير لكم ان انطلق.لانه ان لم انطلق لا يأتيكم المعزي.ولكن ان ذهبت ارسله اليكم. 8 ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة. 9 اما على خطية فلانهم لا يؤمنون بي. 10 واما على بر فلاني ذاهب الى ابي ولا ترونني ايضا. 11 واما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين12 ان لي أمورا كثيرة ايضا لاقول لكم ولكن لا تستطيعون ان تحتملوا الآن. 13 واما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لانه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بامور آتية. 14 ذاك يمجدني لانه يأخذ مما لي ويخبركم. 15 كل ما للآب هو لي.لهذا قلت انه يأخذ مما لي ويخبركم. 16 بعد قليل لا تبصرونني.ثم بعد قليل ايضا ترونني لاني ذاهب الى الآب (....
(إنجيل يوحنا) الإصحاح الخامس عشر والسادس عشر
نقد النص وبيان التناقض فيه والإختلاف الذي يستحيل مجيئه من الله سبحانه :-
1- ( واما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لانه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به) هذا المقطع من النص السابق يبين أن المسيح سيرفع إلي السماء ولم يترك البشرية علي الحق جميعه بل جزء منه,وهنا نزكر كم زكر لنا إنجيلهم وقساوستهم عن الفترة الزمنية الفريدة والعظيمة كمايزعمون والتي تجسد فيها الله والروح القدس في المسيح الرب والإله الإبن لإنقاذ البشرية وخلاصها .
فهل بعد ذلك الوصف كله تنتهي هذه الفترة الزمنية ويرتفع المسيح وهو لم يرشدنا إلي الحق جميعه,وسوف ننتظر المعزي لينزل بالحق جميعه مكتمل ؟
هل أقر النصاري أن هذه الفقرة تبين نقصان دينهم وعدم كماله حتي رفع المسيح؟
إن هذا يعني أن الخلاص ليس علي يد المسيح وإنما علي يد التلاميذ الحواريين والروح القدس من بعده .
إذاً مافائدة التجسد والبنوة والخلاص بالمسيح والصلب كمايزعمون ؟
فالأمر إنتهي بقصة تحدث مع جميع الرسل من قبل المسيح , وهي وحي بالروح القدس مع بشر عاديين مختارين من الله سبحانه , وهذا ماحدث مع التلاميذ كما يدعوا , إذاً ميزة التجسد والصلب وبنوة اللة قد سقطت ولافائدة منها بإدعائهم أن المعزي هو نزول الروح القدس علي الحواريين .

2- إن القول بأن المعزي هو الروح القدس الذي نزل علي الحواريين بعد خمسين يوم من رفع المسيح لا يعني إلا أن الحواريين التلاميذ أفضل من ربهم وخالقهم المسيح , لإنه كان علي الأرض ومعه الروح القدس متجسد به مع الله سبحانه كما يزعمون ولم يأتي بالحق جميعه وإنما الذي أتي به هم تلاميذه ومعهم الروح القدس, والنص الذي معنا في في بدايته يقول علي لسان المسيح :-
(اذكروا الكلام الذي قلته لكم ليس عبد اعظم من سيده)
وهنا موضع التناقض والإختلاف فهم لم يجعلوا العبد أعظم من سيده فقط , بل جعلوا العبيد أعظم من معلمهم وخالقهم وربهم المسيح كما يدعوا , وهذا لإنهم بقولهم أن المعزي ومجيئه بالحق جميعه يعني نزول الروح القدس علي الحواريين من بعد رفع المسيح إنما يدل علي أن الحواريين هم أفضل من المسيح لإن الحق جميعه قد جاء معهم ولم يجئ مع المسيح .
3- يقول الإنجيل علي لسان المسيح " وأما المعزى الروح القدس الذى سيرسله الأب باسمي فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم " يوحنا 14 فقرة26
الروح القدس نزل على الحواريين بعد خمسين يوما من صلب المسيح، فهل يجوز أن يكون هؤلاء المنتخبون التلاميذ الحواريين الخٌلص قد نسوا جميع الرسالة التى علمها لهم المسيح خلال الخمسون يوم حتى يعلمهم روح القدس إياها مرة أخرى؟
ومافائدة رسالة وقصة المسيح والتجسد المزعوم مادام أن كل ذلك أصبح طي النسيان خلال خمسون يوم ونسوا كل شيء وسوف يعلمهم الروح القدس كل شيء مرة أخري ؟
4- قول المسيح " و أنا أطلب من الأب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد، روح الحق، الذي لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه و لا يعرفه، و أما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم و يكون فيكم " يوحنا 14-17:16
إذا إعتبرنا أن المعزي هو الروح القدس كما يدعي الإنجيل في مواضع أخري, فقولوا لي بالله عليكم مامعني معزياً أخر التي وردت بالنص السابق ؟
إن هذا يعني أن روح القدس أكثر من واحد .
فهل يقبل النصاري أن الروح القدس هو عدة ملائكة وليس ملاك واحد ؟
إن قبلوا ذلك فقد هدموا عقيدتهم الرئسية عقيدة الأقانيم ففيها أن الروح القدس أقنوم واحد من ثلاثة أقانيم , وليس في عقيدتهم أن كل أقنوم من الثلاثة يتكون من عدة أقانيم أخريات .
5- يقول المسيح بإنجيلهم :-
لكني اقول لكم,, الحق انه خير لكم ان انطلق.لإنه إن لم انطلق لا يأتيكم المعزي.ولكن إن ذهبت ارسله اليكم 8 إنجيل يوحنا
هنا يقررويشترط المسيح أنه لابد أن يذهب وينطلق حتي يأتيهم المعزي (روح القدس كما يزعمون) بمعني أنهما شخصان لايجتمعان , الغريب أنه في نفس الإنجيل وفي نفس الموضوع بموضع أخر يقررالمسيح أن روح القدس ماكث معهم من قبل رفعه,وذلك يعني أن هذا الشرط عبثي وكلام ليس له وزن وغير متناسق بل متناقض مختلف , وهذا هو النص الأخر:-
يقول المسيح " و أنا أطلب من الأب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد، روح الحق، الذي لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه و لا يعرفه، و أما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم و يكون فيكم " يوحنا 14- 17:16
أنظروا كيف يقول المسيح إن روح الحق ماكث معهم ثم يشترط المسيح بعد ذلك علي نفسه أن يذهب وينطلق حتي يأتيهم هذا الماكث معهم .
كلام متناقض يعج بالإختلاف الفظ الذي لايصدر حتي من الأطفال الصغار.
فكيف ينسبونه لله سبحانه بهذا الإختلاف المتبجح ؟
وهناك نصوص إنجيلية كثيرة تشير إلى تواجد الروح القدس بين الناس بعد ولادة المسيح ، وأثناء بعثة المسيح ، وفى الفترة الواقعة بين حادثة الصلب وقبل الصعود إلى السماء . وسأذكر بعض هذه النصوص مباشرة من النسخة العربية المعتمدة
ـ بعد ولادة المسيح : كان الروح القدس مع سِمْعان ( لوقا 2 : 26 ) .
ـ وأثناء بعثة المسيح : كان أيضا مع المسيح ( لوقا 3 : 22 ؛ 4 : 1 ) .
ـ وفى الفترة الواقعة بين حادثة الصلب وقبل الصعود إلى السماء : كان مع المسيح والتلاميذ ( يوحنا 20 : 22 ) .
الأن إتضح الأمر كما يقول المثل المصري (الكدب مالوش رجلين) بمعني أن الكذب لايمشي ويسير علي الناس فهو ليس له ساقين فحتماً سيسقط ويهوي .
6- بدأ المسيح حديثه هكذا " إن كنتم تحبونني، احفظوا أحكامي، وسأطلب لكم من الأب " معزي " آخر

نفهم من هذه الطريقة التى تحدث بها المسيح حيث جعل المحبة أول كلامه، أن هناك احتمالا لعدم قبول البعض للشخص الذى سيأتي من بعده والذي بشر به لذا حاول المسيح تحريك العواطف حتى يدفع ذلك البعض إلى القبول. فإذا كان المقصود بهذا التحريك هو "روح القدس" الذى تصور البعض إن لفـظ المعزي يعنيه – ففي هذه الحـالة – لا موجب لتهيـئة الأرضية من أجل روح القدس بهذا الشكل العاطفي، لكونه لا يحتاج إلى ذلك، لأن " روح القدس " في حياة المسيح كان له فى القلوب والأرواح أثر عميق في حياة التلاميذ أزال معه كل الشكوك و الإنكارات، ولكن إذا كان المقصود هو النبى الموعود لا تأثير له بغير طريق البيان لكسب القلوب والأرواح للأمة النصرانية جيل بعد جيل، وبناء على هذه الملاحظة فإن قسما منصفا يتقرب وينجذب إليه والقسم الآخر يبتعد عنه.

إن المسيح لم يكتفي بهذا المقدار فى التذكير بل أصر فى الفقرة 29 من الأصحاح 14 بنفس إنجيل يوحنا قائلا(وقلت لكم الآن قبل ان يكون, حتى متى كان تؤمنون( فى الوقت الذى لا يحتاج الأيمان بروح القدس إلى توصية فهم مؤمنيين به من قبل ومن بعد , لكن الذى حدث هو إصرار المسيح بالمقدار الذى يدلل على أن المقصود ليس روح القدس وإنما النبي الخاتم الذي سيأتي من بعده .
7- يقول المسيح بالإنجيل عند الحديث عن صفات المعزي:-
) قد كلمتكم بهذا لكي لا تعثروا ) يوحنا الفقرة2 بالإصحاح16
إذا كان غرض المسيح من هذه الوصية المهمة في أخر حياته هو أمر هدايتهم وكلمهم بهذا حتي لايتعثروا كما قال النص السابق وشدد ورغب وبين , ألم يكن أولي حتي لايتعثروا أن يقول في صفات المزكور الموصي به بالوصية أنه هو الروح القدس مباشرة , بدون داعي لكل هذه الرموز والإشارات والصفات والأسماء والضمائر المجهولة وغيرها ؟
أليس أولي في البيان وحتي لايتعثروا أن يقول المسيح أن المقصود هو روح القدس بهذه الوصية المطولة كما قيل بموضع أخر مقتضباً كمعالجة تحريفية لهذه الثغرة الإختلافية ,فالحواريين كلهم يعرفوفون الروح القدس, بل معروف للجميع وفي التوراة من قبل, إنه شخصية معروفة وليست بجديدة عليهم فما الداعي بتسميته المعزي والمؤيد وروح الحق ثم بصفات وضمائر أخري كثيرة كما زكرت النصوص السابقة من الإنجيل .
أنك تشعر من هذه النصوص والتعريفات الكثيرة أن المسيح بالإنجيل يريد أن يبين عن صفات شخصية مجهولة ويحاول تعريفها بأكثر من صفة وهذا بالطبع لاينطبق إطلاقاً علي الروح القدس .

الصادق الأمين

إن الصادق الأمين ليس إسم لرسول الله الخاتم محمد صلي الله عليه وسلم وإنما هو لقب أطلقه سكان مكة المكرمة قبل البعثة النبوية عليه وأصبح يُدعي بذلك بينهم لقوة أمانته وصدقه , وأصبح أمين علي ودائعهم حتي لأعدائه.
وهنا نجد هذا الوصف والإدعاء مزكور بالإنجيل بسفر رؤيا يوحنا مع صفات أخري لرسول الله الخاتم , وإستحالة وجودها مجتمعة في غيره من قبل ومن بعد .
11 ) رأيت السماء مفتوحة واذا فرس ابيض والجالس عليه يدعى امينا وصادقا وبالعدل يحكم ويحارب. 12 وعيناه كلهيب نار وعلى راسه تيجان كثيرة وله اسم مكتوب ليس احد يعرفه الا هو. 13 وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعى اسمه كلمة الله. 14 والاجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزا ابيض ونقيا 15 ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الامم وهو سيرعاهم بعصا من حديد )......إنتهي سفر رؤيا يوحنا بالإنجيل


1- إن المسيح عليه السلام وغيره من الأنبياء لاشك أن بهم صفة الأمانة والصدق ولكن لم يثبت في الكتاب المقدس أن لقب الأمين والصادق قد أصبح لقب يُدعي به نبي من هؤلاء الأنبياء , حتي المسيح كان يُدعي بالمعلم وإبن الإنسان وحمل الله وألقاب أخري ليس من بينها الصادق الأمين .
فياتري من كان يُدعي بهذه الصفه من أهله وقومه غير رسول الله النبي الخاتم محمد بن عبدالله ؟
2- إن عبارة (وله إسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو) يعقبها بفاصل جملة واحدة(ويدعي إسمه كلمة الله) إن هاتان الجملتان المتناقضتان يبين لك مدي الإضطراب في تحريف النص بالزيادة والنقصان في محاولة فاشلة من محرف إلي محرف لنسب هذه الصفات للمسيح عليه السلام بدلاً من النبي الخاتم .
فكيف إسمه لايعرفه أحد وفي نفس الوقت يُدعي إسمه كلمة الله ؟
ثم من متي كان المسيح لايعرف إسمه أحد ؟
فالمسيح صغيرا ًوكبيراً معروف الأسم في قومه وبلده , وإنجيل النصاري يقول أن المسيح معروف الإسم من قبل حتي ولادته وتجسده ومن بعد رفعه إلي السماء علي إعتبار أنه الرب إبن الرب المخلص يسوع في السماء كما يفترون .
ففي جميع الأحوال يتضح التناقض والإختلاف في هاتين الجملتين لكل المعطيات مما يبين أن المحرفين لم يكونوا علي قدر كبير من المهارة في التحريف وربما أراد الله سبحانه هذا الغباء لهم لكي يفضحهم ض صفة النبي الخاتم الصادق الأمين منتقاة من بين تحريفهم المختلف المتناقض .
3- ثم أن المسيح عليه السلام لم يحكم ويحارب ويجاهد في سبيل الله وأسال دماء المشركين هو وأصحابه بلباسهم الأبيض . وإنما رسول الله محمد هو من فعل ذلك كما دلت الأحاديث الكثيرة في السنة النبوية والتاريخ,فهناك له سبعة وعشرون غزوة بخلاف عشرات السرايا, حارب فيهم بنفسه كل الأمم ممثلة بكل أنواعها فمنهم العرب وقد حاربهم في مواطن كثيرة والعجم كغزوة تبوك وحارب أيضاً بنفسه اليهود كخيبر وقريظة وحارب النصاري كمازكرنا والمشركين من قبل ودان له عبدة النار وأتباع الفرس من أهل اليمن , بل وقد دان له كل من حاربهم من الأمم السابقة والتي شملت كل أصناف الأمم في وقته بل ومن بعده , ثم أكمل أصحابه هذه الفتوح حتي دانت لهم الأرض كلها بين مسلم وغير مسلم ,وهذه هي نبوءة الإنجيل السابقة والتي يستحيل وجودها في المسيح ,بل يستحيل وجودها في كل الأنبياء , فليس هناك نبي قط حارب كل هذه الأمم مجتمعه .
4- فالمسيح عليه السلام لم يقود الأمم بحزم وقوة حكم وصفت بعصا من حديد وإنما من فعل ذلك هو رسول الله صلي الله عليه وسلم النبي الخاتم وشريعته المحكمة القوية التي دانت لحكمها كل الأمم كمازكرنا من عرب وفرس وروم وأهل كتاب يهود ونصاري وغيرهم في ظل عدلها المطلق, فكل الأنبياء فيما قبل النبي محمد ماكان لهم حكم وسلطان إلا علي قومهم فقط كما تدل كتبهم فهاهم أنبياء بني إسرائيل في بني إسرائيل فقط حتي أخرهم المسيح عليه السلام لم يقم له حكم وسلطان ولاجهاد ولاحتي لأتباعه من الحواريين .


ذكر ابن هشام أثراً عجيبا فى السيرة النبوية تحت عنوان - صفة رسول الله صلى الله عليه و سلم فى الإنجيل من قبل أربعة عشر قرنا ًوهي نفس النصوص السابقة ولكن من الإنجيل قبل أن تجري بعض التحريفات الموجودة في النصوص الحالية أنقله هنا بتمامه :-

( قال أبن أسحاق : و قد كان فيما بلغنى , عما كان و ضع عيسى بن مريم فيما جاءه من الله فى ألأنجيل لأهل ألأنجيل , من صفة رسول الله صلى الله عليه و سلم مما أثبت , يحنس الحوارىين لهم حين نسخ لهم الأنجيل عن عهد عيسى ابن مريم عليه السلام فى رسول الله صلى الله عليه و سلم اليهم أنه قال :-
,, من أبغضنى فقد أبغض الرب , و لولا أنى صنعت بحضرتهم صنائع لم يصنعها أحد من قبلى ما كانت لهم خطيئه , و لكن من ألأن بطروا و ظنوا أنهم يعزوننى ( أى يغلبوننى ) و أيضا للرب , و لكن لابد أن تتم الكلمه التى فى الناموس أنهم أبغضونى مجانا , أى : باطلا, , فلو قد جاء المنحمنا هذا الذى يرسله الله اليكم من عند الرب روح القدس , هذا الذى من عند الرب خرج , فهو شهيد على , و أنتم أيضا , لأنكم قديما كنتم معى فى هذا , قلت لكم لكيما تشكو ,,
يقول ابن اسحاق : و المنحمنا بالسريانيه محمد , و هو بالروميه البرقليطس , صلى الله عليه و سلم .
وهذا ماقاله القس نقولا يعقوب غبريال في بداية بحثنا هذا بأن PERICLETOS تعني محمود ولكن يوجد بالإنجيل اليوناني تغيير بسيط للكلمة بزيادة ألف بعد الراء لتصبح باراقليطس PARACLETOS ليصبح معناها معزي وليس أحمد , ونحن نصدق سيرة أبن إسحاق عن الإنجيل المحرف بعد هذا التناقض الذي زكرناه والذي يبين أن يد التحريف البشرية أحدثت هذا الإختلاف الذي يستحيل معه أن يكون الإنجيل الحالي من عند الله سبحانه بالإضافة إلي أن أبن إسحاق ناقل عن الرومية (اليونانية) والسريانية(العبرانية) ولم يكن هناك وقتها إنجيل عربي ينقل عنه , بمعني أن دوافع التحريف لم تكن قد بدأت بعد في بداية إنتشار الإسلام وعدم وجود الإنجيل العربي للنصاري العرب , وحتي النصاري العجم كان القساوسة يخفون عنهم الإنجيل ويستأثرون به عن العامة , حتي بعد البعثة النبوية ولقرون عديدة حتي جاء مارتن لوثر والإنجليين وظهرت الدعوات في الشرق والغرب بالثورة علي إحتكار القساوسة للإنجيل والعمل علي طباعة وترجمة الإنجيل لعامة الشعوب .
وفي نفس النص الإنجيلي الذي نقله لنا أبن هشام في سيرته تجد نفس طريقة التحريف بتغيير الكلام عن موضعه حتي وصل إلينا محرف عبر القرون في الإنجيل الحالي :- فنص أبن هشام يقول علي لسان المسيح :-
وظنوا أنهم يعزونني (أي يغلبونني) - وهم حرفوها بالإنجيل الحالي إلي المعزي .
ويقول نص كذلك :- بأن الله هو الذي يرسل البرقليطس (أحمد) بالروح القدس - ولكن الإنجيل الأن يقول بعد قرون من تحريفه بأن المسيح هو الذي سيرسل المعزي .

وهنا ننتهي من بحثنا هذا فيما يخص إسم رسول الله الخاتم ( أحمد الصادق الأمين في الإنجيل ) ولكن هناك صفات وعلامات أخري كثيرة في التوراة والإنجيل فيما يخص غير هذه النقطة .


طارق عبده إسماعيل
باحث بالطب النبوي
www.tbarasol.com
www.islamimedicine.com