المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقامة الوصل والفصل



حكمت نوايسة
13/08/2009, 02:39 AM
[nullلي نفسٌ أمّارة بالحب ، ولي من السنين ما أخاف أن أعد ، وسبق أن عملت في أقانيم كثيرة ، وما كنت أتقن إلا عملاً واحدا : كيف أحب الناس ، كل الناس ، كنت أنجح نجاحا باهرا ، وليس في الموضوع سر ، أو سحر ، كنت أقول : لا تطلب منهم شيئا يحبوك ، وها أنذا لا أطلب منهم شيئا ، لكنّني في هذا اللحظات أحتاج إليهم كثيرا ، تتنازعني رغبة مع عادة أدمنتها ، أنزوي عندما لا أجدني محط اهتمام ، وأصنع بحارا من الأعذار للناس ، والناس هنا أصدقائي ، أصدقائي الكثيرون الذين ظنّوا أو ظننت بذلك ، ومن أقاصي عتمة جليّة في الروح أنادي : أين أنتم .. ؟
ولا أحد ........... لا أحد ...........لا أحد .
لي نفس أمّارة بالحب ، ولي شغف بنجمة كنت أنتظرها خارج نطاق الفيزياء ، كانت في القلب صورة تحتاج إلى التحقق ، وكنت أرفع رأسي وعينيّ عن الأرض وتفاهاتها ، وقد ظنّني الناس زاهدا ، فيما أنا شغوف ، معلق رأس قلبي إلى صورة لم تكتمل ، في قلبي صورة وفي عيني شغف دؤوب ، لم أجمع المال ، ما حاجتي للمال قلت ، ولم أرتق منصبا ، ما حاجتي للمنصب وأنا ، ما أنا طالب دنيا وما كنت طالبا ولدا ؟
في ليلة ليلاء ، وأنا محفوف بأيد وأعين كثيرة انطفأت الأضواء ، ولم أعد أرى أحدا ، أمامي وريقات كنت أخدع فيها النظارة ، ليحسبوا كلامي مكتوبا ، تلمسّتها ولم أستطع سبر ماهيتها ، أدركت أنّني غير قادر الآن على خدعة أحد ، وأدركت أن البضاعة التي أتقنها بيعا وشراء تحاصرني ، أصوات من جميع الأقاصي : اقرأ
اقرأ
اقرأ
أتلمّس عيني ، أجدهما تنفتحان وتنغلقان بلا جدوى ، عتمة مطبقة ، لا سماء ، ولا أرض ، سواد يجلل كل شيء ، وأصوات من قلبي ومن عقلي ، ومن شمالي ومن يميني تصرّ
اقرأ
اقرأ
وصوت تسلل ، أو أنا أحببت أن أسمعه يقول : انظر . كان قلبي لحظتئذ قد تجاوز لساني رهقا ، وكان لي قدم من ثلج أما مصهر ، وكنت عاريا تماما ، أريد العتمة ولا أريدها ... أريد عيني ولا أريدهما ... أسناني تصطك مثل مطحنة ، ويداي تجوبان جسدي الذي بدأ الريش يحتله شيئا فشيئا ، أرعبني تلمس الريش بداية الأمر ، لكنه أخذ يجلب لي الطمأنينة والسكينة ، فلو ذهبت العتمة وأوت إلى ليلها في مكان ما لما رأى الناي عريي ، والناس هنا أصدقائي الذين أحبّهم ، وكنت أخدعهم بأنني أقرأ وما كنت بقارئ ، أذكر كان أمامي وريقات وكأس من ماء ، أفتح عيني بما أستطيع من سعة ، ولا أتصور كم كانتا واسعتين لحظتئذٍ .......نقطة ضوء تتقدم إلى من خلال العتمة ، ولا أرى غيرها ، كيف تسير نقطة ضوء خلال العتمة بهذا الهدوء ؟؟؟ والوقار !! ولا تحرك العتمة ولا تنزع سكينتها ؟
بجناحي الأيمن أردت أن أختبر الضوء ، أهشّه فأتيقّن ، اندلق كأس الماء .... المكان مضاء تماما ، وأنت أمامي ... وجها لوجه ... كنت ملتحيا حينها وأنت كنت هادئة حد القداسة ، خرج الناس في استراحة وبقينا ، أنت تماما أمامي ، كنت تتكلمين وأنا كنت أقرؤك ، كنت سأحدثك عن الريش ، غير أن يدي انزلقت في جيب بنطال ، وكنت سأحدّثك عن أميّتي غير أنك مددت لي كتابي الحائر .
قلتِ : منذ متى أعرفك ؟
قلتُ : منذ الورق والريش ، الورق الأخضر على الشجرة ، والريش الذي تساقط احتجاجا ، كان ذلك منذ زمن ، وأنا الآن كبرت بما يكفي ، ولم تعد الدنيا مطلاً أقف عليه باحثا عن نجمة ، لم أعد زاهدا ، لي عينا صقر ، لكن جيبي جيب كنغر ، كلما امتلأت منحتها للطبيعة ، ولي نفس أمارة بالحب ، وها أنذا صامت تماما وقد وجدت نجمة القلب صورتها ، وأنا في المسافة بين الصورة والصورة ، تائه صامت ، هل أنت معي ؟؟؟ ربما ..لكنّ نفسك الأمّارة بالحب تعلي أمامي أسوارا من الشجر المحرم ، فلا أصل الماء المحروس ...هل أصل ؟
ربما ... لكن هذا العطش لم يكن متأصلا، وإنما طارئ حدّ المفاجأة :
ولقد شربت فما روتني أنهرٌ ولقد أكلت فما لجسمي أجوعُ
وشببت نارا ذوّبت جسدي سُدى وتظلُّ نفســـي بردها لا يقلع

شوقي بن حاج
13/08/2009, 02:53 AM
أخي / حكمت
أجدني أدمنت الحب هنا حب نصوصك
هذا النص المنزاح إلى الشعر والمعتلي دوالي العشق الأبدي
هل هذا هو رأيي لا أدري
لكن مغامرة نصك التي أغرتني بالقراءة منذ بداية الحب
الحب العام أو حب كل شيء
إلى الحب الخاص أو الشخصي
فتح مسالك الشعر لا بل انهى ببيتي شعر راقيين
بوركت وبورك نصك
رمضانك كريم مبارك

حكمت نوايسة
14/08/2009, 02:03 AM
أخي / حكمت
أجدني أدمنت الحب هنا حب نصوصك
هذا النص المنزاح إلى الشعر والمعتلي دوالي العشق الأبدي
هل هذا هو رأيي لا أدري
لكن مغامرة نصك التي أغرتني بالقراءة منذ بداية الحب
الحب العام أو حب كل شيء
إلى الحب الخاص أو الشخصي
فتح مسالك الشعر لا بل انهى ببيتي شعر راقيين
بوركت وبورك نصك
رمضانك كريم مبارك
عزيزي شوقي
تقبل محبتي أولا ودائما
أما الشعر في النص، فإنّه خارج إرادتي
وأما أن أقرأ كلماتك أعلاه تعليقا، فهذا ما يرود الروح، ويبعث فيها فيوضات الحب الدائم
بوركت مبدعا وذوّاقة
وشكرا لمرورك البهي
ورمضانك كريم

عسل فاضل
14/08/2009, 03:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك وبورک هذا الکلام البدیع.کم یسرنی رؤیة کلام یحیی القلب فی واتا .
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

حكمت نوايسة
16/08/2009, 11:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك وبورک هذا الکلام البدیع.کم یسرنی رؤیة کلام یحیی القلب فی واتا .
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

كل الشكر على المرور البهي
وبورك فيك
وكل عام وأنت بخير