المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من رواية خدعة العصر : مرافعة يوسف المنصري أمام المحكمة العسكرية الفرنسية



منير الرقي
15/08/2009, 03:23 PM
أحبتي الكرام ما أقدمه هنا هو بعض من رواية "خدعة العصر" التي نشرتها بدار الجنوب ضمن سلسلة عيون المعاصرة، هي قصة جندي اشتغل لدى المستعمر في سلك الشرطة و تطوع لديه في الجيش وكانت نتيجة خدمتيه أن قتل قريبين: ابن عمه المتطوع في الحركة الوطنية (الطاهر ) وابن خاله (المنصف) الذي تطوع مع الألمان خلال الحرب العالمية الأولى لكن المستعمر لا يعترف بمزايا الملونين فكانت النتيجة أن اتُّهِم خائن بلده بخيانة المستعمر و نال السجن في معتقل الفرنسيين خمس سنوات كاملة، وهذا النص هو مرافعة يوسف المنصري أمام المحكمة العسكرية الفرنسية:
"فتكلـّمت بكل الغضب و الحنق اللذين يملآنني معتقدا أنهم سيفهمون أو يندمون، تكلّمت فلم تعد للأشرطة والأزرار و الأنجم و المراتب أهمية لديّ فقد ذابت كلها في وهج الحقيقة:
Monsieur le président! Ce qui vous réunit aujourd'hui, ce n'est pas l'histoire d'un traître, ni d'un soldat ennemi pris en otage que vous prétendiez échanger contre un de vos soldats héros ; mais c'est l'histoire d'un jeune homme qui a tout sacrifié pour la France, dont ses proches cousins. Il y a une autre version des faits que vous ne pouvez jamais appréhender si vous ne changez pas de perspective. J'ai servi la France en tant que gendarme avant de la servir en tant que soldat. Et pour la France, j’ai tué des proches et des ennemis, sans pitié, quand les Français eux-mêmes étaient sous les tranchées. Et pour votre patrie, j'ai réalisé ce qu’aucun de vous ne pourrait faire. La seule faute que j'ai commise, c’est d'être resté en vie…d’avoir pris la fuite quand il fallait mourir esclave.
Qui peut assister au massacre des Ardennes et résister, ou rester sur place, dépourvu d'armes, sans chercher à fuir ? J'ai tout avoué et tout écrit. Mais sachez que la prison m’a rendu libre de choisir et j’ai choisi la liberté. Sachez aussi que même le dévoilement de la vérité ne peut me soulager de cette impitoyable peine.
Monsieur le président! Il était plus raisonnable de vous dire que je suis allemand, il y a en moi une raison pour l'être afin d'oublier mes saletés. Mais hélas, je ne suis que ce que vous avez fait de moi: un sous-Francais humilié. Oui j'avoue maintenant que je rêve d'être à coté des allemands comme le faisait mon cher Moncef. Je ne veux plus prendre place à coté de mes maîtres, et faire le serviteur martyr. Et je ne demande que d'avoir la chance et le courage pour confesser devant ma famille, et cracher mes mémoires de la France glorieuse. Je ne rêve que d'être moi-même, le moi que je n'ai pas pu réaliser avec la France durant toutes ces années. Monsieur le président ! La peine de mort infligée aux traîtres sera pour moi une fin loyale envers les péchés d'inexistence et d'obsession.
- سيدي الرئيس! لا تجمعكم اليوم قصة خائن و لا قصة جندي أسير قد تفكرون في مبادلته بواحد من جنودكم الأبطال، لكنها قصة شاب أهدر كل شيء من أجل فرنسا حتى أقاربه. هناك رواية أخرى للأحداث لن يمكنكم إدراكها إذا لم تغيروا في الرؤى. لقد خدمت فرنسا جندرميا قبل أن أخدمها جنديا، و في سبيلها قتلت، دون رحمة، أقارب و أعداء، بينما كان الفرنسيون أنفسهم في الخنادق، و لوطنكم حققت ما لا يقدر أحدكم عليه. ذنبي الوحيد في ذلك بقائي حيا و هربي حين كان عليّ الموت عبدا.
من يمكنه أن يشهد مذبحة الأردين أعزل فيقاوم و يثبت بدل الهرب؟ لقد بحت بكل شيء، و دونته، لكن اعلموا أن السجن جعلني إنسانا حرا في الاختيار و أنا اخترت الحرية. اعلموا أيضا أن كشف الحقيقة لن يشفيني من هذا الألم الوحشي.
سيدي الرئيس لقد كان حريا بي إخباركم أنني ألماني، و في سيرتي ما يدفعني لأكونه، لأنسى قذارتي، لكنني لست إلا ما صنعتموني: مولى صاغرا، و ها أنا أعترف أنني أود لو أكون في صف الألمانيين كما كان أخي المنصف. لم أعد راغبا في مساندة أسيادي، و تقمص دور الخادم الشهيد. لست أرجو إلا الحظ و الجرأة لأعترف أمام عائلتي، و ألفظ ذكرياتي عن فرنسا المجيدة، فلست أحلم إلا أن أكون أنا، الأنا الذي لم أستطع تحقيقه مع فرنسا كل هذه السنوات.
سيدي الرئيس ! سيكون الإعدام - المكتوب على الخونة – جزاء عادلا حيال آثام العدم و الوهم."
جلست بعدها و لم أهتمّ بالمداولات و الأدلّة المعروضة على محكمة هائجة غاضبة من وقاحتي. صار كلامهم طنينا قويا ككل طنين مقبل من جلسات التعذيب الكثيرة.

من رواية خدعة العصر
منير الرقي
ملاحظة الرواية تحتوي على مقاطع فرنسية مترجمة في نفس الصفحات
رابط الرواية :
http://www.odabasham.net/show.php?sid=26499
رابط نقدي
http://www.doroob.com/?p=32427

السعيد ابراهيم الفقي
16/08/2009, 12:47 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد المبدع منير الرقي
تهانينا بحلول شهر رمضان الكريم
امنياتي لك وكل من حولك بالهدى والصلاح
------------------------------------------
1- مقطع مكثف يلخص سيرة انسان - نطق الوعي فيه بعد موت -
2- المقطع واسم الرواية ( خدعة العصر ) يبين وعي الكاتب وفهمه
لنوايا الاستعمار في استحمار العالم
3- أحييك وأحيي المبدع قلمك

منير الرقي
17/08/2009, 12:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد المبدع منير الرقي
تهانينا بحلول شهر رمضان الكريم
امنياتي لك وكل من حولك بالهدى والصلاح
------------------------------------------
1- مقطع مكثف يلخص سيرة انسان - نطق الوعي فيه بعد موت -
2- المقطع واسم الرواية ( خدعة العصر ) يبين وعي الكاتب وفهمه
لنوايا الاستعمار في استحمار العالم
3- أحييك وأحيي المبدع قلمك

أخي السعيد إبراهيم الفقي
أهنئك بقرب حلول شهر رمضان الكريم أعاده الله عليك بالصحة وسعة الرزق و الثبات على التقوى
أخي إبراهيم رواية "خدعة العصر " تعيد طرح قضية الهوية بإلحاح وقد شهدنا تغيرات عالمية فرضت علينا أن ننظر في ذواتنا ومصائرنا بعد أن توهم كثير من المثقفين أنها قضية محسومة
لك محبتي أيها المبدع النبيل

صلاح الدين سعد الله
17/08/2009, 04:00 PM
المبدع منير الرقّي:
لقد اخترت من روايتك "خدعة العصر" مشهدا قصصيا رائقا استطعت فيه أن تفضح الاستعمار بلسان فرنسيّ ينطق به يوسف المنصري أو Josèph Monsart* ذاك المنبتّ الذي خال نفسه قد حاز صكّ الهويّة الفرنسيّة. فإذا به يقف في محاكم الفرنسيس متّهما بالخيانة. لقد استطعت عبر هذا الموقف أن تدين النظام الفرنسيّ الاستعماريّ الذي لم يكتف بسلب الأرض والثروة بل عمد إلى سلب الانسان نفسه. واستطعت في الوقت عينه أن تدين كلّ من باع وطنه وتنكّر لهويّته في سبيل مآرب وضيعة، وأن تجعل من مأساة يوسف المنصري صرخة وعي تدوّي في الآذان التي صمّت عن الحقيقة.
دمت أخي منير مبدعا باللّسانين العربيّ والفرنسيّ.

منير الرقي
17/08/2009, 09:19 PM
المبدع منير الرقّي:
لقد اخترت من روايتك "خدعة العصر" مشهدا قصصيا رائقا استطعت فيه أن تفضح الاستعمار بلسان فرنسيّ ينطق به يوسف المنصري أو josèph monsart* ذاك المنبتّ الذي خال نفسه قد حاز صكّ الهويّة الفرنسيّة. فإذا به يقف في محاكم الفرنسيس متّهما بالخيانة. لقد استطعت عبر هذا الموقف أن تدين النظام الفرنسيّ الاستعماريّ الذي لم يكتف بسلب الأرض والثروة بل عمد إلى سلب الانسان نفسه. واستطعت في الوقت عينه أن تدين كلّ من باع وطنه وتنكّر لهويّته في سبيل مآرب وضيعة، وأن تجعل من مأساة يوسف المنصري صرخة وعي تدوّي في الآذان التي صمّت عن الحقيقة.
دمت أخي منير مبدعا باللّسانين العربيّ والفرنسيّ.


الأخ الصديق صلاح

أحييك على هذا النشاط الحثيث و أرجو لك دوام التالق في سماء واتا الإبداع

أخي صلاح ليوسف المنصري خيبة من باع نفسه للمستعمر

يحسب نفسه قادرا على أن يكون في جبة الآخرين فلا استطاع الحلول فيهم

ولا أمكنه مصالحة ذاته الخربة

وانتهى كما علمت إلى ذروة الانبتات يطلب الموت انتحارا فلا يسعفه،

أخي صلاح أسعدتني بقراءتك و تحليلك العميق للرواية

و أعدك بأدب يرضيك إن شاء ربي

لك مني كل التبجيل

محبتي

سلوى الكنزالي
19/08/2009, 01:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

cher professeur et frere MOUNIR REGGUI
je vous felicite d abord pour l approche du mois du RAMADAN
le mois des biensfaiteurs

aussi je vous felicite de ce beau texte que vous aviez traduit et dans lequel vous avez exprime toutes les douleurs d un innocent -martyrise- pour un moindre crime -avoir accompli son devoir


تهانينا بحلول شهر رمضان الكريم
:fl:

السعيد ابراهيم الفقي
19/08/2009, 11:11 AM
( " تعيد طرح قضية الهوية بإلحاح وقد شهدنا تغيرات عالمية فرضت علينا أن ننظر في ذواتنا ومصائرنا بعد أن توهم كثير من المثقفين أنها قضية محسومة )
=== نعم نعم نعم الهوية والانتماء ====
=== نحن فس حاجة للتربية على الانتماء ===
=== نحن في حاجة لزراعة الهوية في الناشئة ===
=============================