المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليلة القبض على أم الدنيا



مالكة عسال
16/08/2009, 01:36 PM
مقدمة
بدعوة من بعض الأدباء العرب لحضور لقاءات أدبية ومؤتمرات :
**- لقاء الأدرن يوم 25/07/2009
**- لقاء المؤتمرالثاني لتجمع شعراء بلا حدود أيام 1/2/3 من شهر غشت 2009 بالقاهرة
**- لقاء الجزائر
كان الخيار للقاءات الأدبية بالقاهرة في كنانة أم الدنيا ،هذه القلعة العظيمة التي تخزن في طياتها كنوزا لاتقدر بسعر ،تتوهج على صفحات التاريخ أدبا وتاريخا وفنا ،لبست من كل ثوب لونا فاتنا ،
يضرب ببريقه العيون ...
الإقلاع
كان الانطلاق من مطار محمد الخامس بالمغرب، الذي زينت رقعته بمنحوتات فنية نحاسية زاهرة ،للنحات الشهير صاحبي كما يبدو من خلال البطاقات المعلقة ،أضافت إليه بهاء ورونقا ،...فبعد الإجراءات الأمنية والتنظيمية ودّعت أسرتي الصغيرة ،تبوأت مقعدي بالطائرة ،حيث كانت تنتابني رعشات مختلفة بين الدهشة إثر مغامرة كبيرة أقبلت عليها ،والفرحة لمعانقة أدباء كانت لي بهم معرفة عبر الأنتريت ،وشاء ربي أن أصافحهم عن قرب ،ثم للوقوف على معالم أم الدنيا الأثرية ،التي لم يكف لسان التاريخ عن تمجيدها ..كانت الطائرة تمزق أحشاء الفضاء في سمو ،والشوق يمزق أحشائي في لهفة ،..تسامر اختراق جيوب الأجواء بتحد، تطوي قلاع السحب ،وترميها أكواما خلفها ،تصغي وحدها لهسيس الليل ،يطنب خيمة ممتدة الأطراف ،لاأنيس لها في رفقتها غير الأنجم وهبات النسائم الرخية ...الركاب يهامسون بعضهم البعض ،ومنهم من يخاتل الوقت بقراءة الجرائد ،أو الخنوع لبلوة النوم الضاغطة ...
الوصول
ست ساعات بعدها ،وضعت الشمس أوزارها تبارك بأنوارها الفتية ،انسراح النهار على كتفي الليل، الذي ودعه بقبلة ورعة ..لاشيء يرى من النوافذ القزمية غير السحب النافرة من أمكنتها، تغازل السهوب والبراري ..وصلنا بسلام إلى مطار القاهرة ،حيث علت تصفيقات الركاب ،مسرورين بتواجدهم بين أحضان أم الدنيا بسلام ،ومَن لايسر بترحيب واسع فرشته مدينة ضخمة برموشها سوسنا احتفاء بضيوفها الكرام ...
الفندق
أعدت الحافلة عدتها أمام المطار، لتنقل الوافدين إلى الفندق ،تخترق في بهاء شوارع القاهرة العريضة ،تختفي وتنبلج بين عماراتها الشاهقة ،ومنشآتها المدهشة ،وزحمة زوارها المقبلين من كل قطر ...
إلى فندق جراند بيراميتز الشامخ الكائن بالعمرانية قرب شارع الهرم ،كما يسمى ،الذي يرفل في حلة من الإبداع بكنباته ولوحاته المبهرة ،وأصصه النباتية الخضراءالزاهية وغرفه الواسعة البهية ،ومسبحه الفضفاض الفسيح ،ومقاهيه المريحة ،وبساتينه الخلابة التي ترتفع بالمسافرين إلى عوالم السحر والارتخاء..رتبت أمتعتي في غرفتي ،أخذت قسطا من الراحة.لأستعد للتوجه إلى مكان المؤتمر...
مؤتمر شعراء بلا حدود
هاتفني الجليل محمود النجار والناقد والروائي أشرف الخريبي، والكريم الفاضل خليل ابراهيم خليل ،أمسكت ناصية الطريق عبر شارع الهرم ،ثم عرجت على حي الزمالك وأنا أتصفح رقع هذه العملاقة "نيويورك العرب "على حد تعبيري، ليس تفخيما على رقعة من فراغ بالطبع ،لكنها الحقيقة ..دخلت قاعة المؤتمر المتوّجة بلافتاتها الباذخة ،تتوسطها نخبة من الأدباء على جباههم عرّشت سوسنات الفرح ،ترحيبا بإخوانهم العرب ،الذين تدفقوا من بعض الأقطار العربية ..خجلت للإطراء والرتحيب المتلاحقين من جنابهم المحترم ،وهنا أدركت جليا أن الأدب ليس تبادل التجارب فقط ،بل وتبادل المشاعر الندية ،وآيات الود والاحترام ،ومد جسور اللقاءات ، وتمتين أواصر الصداقات المحترمة ،فبعد كلمات الود والاقتدار من طرف المبدع سليم ثروت ،والفاضل محمود النجار ،زحفنا بشوق إلى مرحلة القراءات الشعرية معا نهامس الإصغاء للكلمة النابضة ،والاحتراق بهبوب الحرف الصادق ، أدليت بدلوي أنا الأخرى بقصيدة "اشربيني ياصحراء " لنتبادل بعدها توقيعات الكتب ،تُوَحّدنا في ذلك آلات التصوير ،التي كانت تسجل ذكريات اللحظات الحاسمة والجميلة ..
ودّعتُ المؤتمر بقلب نازف تنسكب نبضاته طعنات حارة ،لم أستطع فراق لحظة تحلّت بإشراقات حبور صادقة ، عابرة ،نادمنا فيها أطيب الكلام ،وقارعنا فيها نخب الشعر ..عدت إلى الفندق تتملكني الحسرة على الوقت الشحيح ،الذي لم يضخم دقائقه حتى نقبض أكثر على ماهو أجمل وأرقى ...
القاهرة العملاقة والشعب المصري الأبي
القاهرة أو "نيويورك العرب" كم سميتها ،التي تقهر ضيوفها بكرمها ،ومنشآتها الضخمة ،وعمرانها العظيم ،ومعالمها التاريخية الشامخة ،،فمن لم يزرهذه العروس السامقة ضيع فرصة من عمره لن تعوض أبدا ،من أين أبدأ وصف أم الدنيا إذن ،فمهما فعلت وأعدت، سيلزم لساني سيف حاد للبتر، لأنه لن يوفيها حقها ،حق مدينة ساحرة تؤرخ للجذور للإنسانية من آن وجدت على وجه البسيطة ،بمآثرها العملاقة المزروعة بين أحضانها ،يعجز التاريخ نفسه عن وصفها والتأريخ لها من جديد ...أما الشعب المصري فماذا عساني ،أقول ،وكيف أصف سلوكهم الطيب، ومعاملاتهم الحضارية الراقية، وكرمهم الدافق ،وحديثهم الرشيق ،وألسنتهم التي تقطر شهدا ..
المتحف الفرعوني
أكبر متحف عالمي ،يشدك بمجرد أن تلقي ناظريك على بابه الخلفي المزخرف بشبابيك حديدية ،على طراز باهر ،تتقدم أماما ،فتحضنك حديقة مرموقة، تتخللها تماثيل عملاقة لأسود وبشر ،لها سمات فرعونية ،وحين تلج المتحف تزلزلك محتوياته المدهشة ،المتنوعة ،من تماثيل الفراعنة رمسيس الثاني، ونيفيرتتي وكيلوبترا وآخرين، إلى الكنوز التي كان يتحلى بها توت عنخ آمون وملوك الفراعنة ،هذا غير المكتشفات الأخرى العديدة التي تدغدغ الفضول ..انعطفنا إلى قاعات المومياءات المحفوظة في صناديق زجاجية ،حيث ترقد 12مومياء أو أكثر، أجسامها كما هي بأظافرها بشعرها بأسنانها الشيء الذي أربكني حقا ،وجعلني أفكر في عظمة العقل المدبر لحفظ الأجسام بفكرة التحنيط آمادا طويلة من الزمن، احتار في موادها وكيفية التحنيط أشهرالعلماء لحد الآن ..خرجت من المتحف بلطمة دهشة قوية، لن تبرح ذاكرتي مدى الدهر ...
القلعة
مرورا بشارع الهرم ،ثم حي الزمالك، كان توجهنا إلى أكبر قلعة أنشئت في الإسلام ،تضم معبد صلاح الدين الأيوبي، وبئر يوسف ومسجد محمد علي ومسجد محمد ناصر ، ،وأجمل مافيها متحفان باذخان :متجف الحرب القومي الذي مازال يحتفظ ببعض الطائرات ،والمدافع الحربية ..ومتحف الشرطة القومي ومن معالمه سجن محمد علي ،الذي يحتوي على عدة غرف متنوعة المهام ،للإعدام والسجن والتعذيب ،لكل منها باب في أعلاه ثقب، يمكن أن تعاين من خلاله مابداخلها ، بالإضافة إلى غرفة خاصة للشنق تسمى مشنقة ...والعديد من المآثر والمساجد سقطت مني، و لم يسعفني الوقت للتعرف على أسمائها وأدوارها وأسباب إنشائها ...
القطار
بعد الزيارة الميمونة هذه ،توجهنا إلى محطة القطار على الساعة التاسعة والنصف ليلا بتاريخ 4/8/2009 في اتجاه مدينة أسوان ..كل منا انسرح في غرفته المعدة للنوم ،حيث السفر سيتطلب منا ليلة كاملة ..قُُدّم لنا العشاء ،والقطار يذرع أمواج المسافات الممتدة ،يقضم أطرافها بهدوء ،نداريها نحن بقراءة الكتب أحيانا، وأحيانا أخرى بالنوم ،وثالثة بالتحديق وراء ضفاف الليل الحالكة، التي تخفي أسرارا مبهمة ... أحسسنا بالتعب وبالنشوة في آن واحد ،يوحدهما شوق مطنب ،لرؤية مخلفات إنسانية عملاقة مدهشة تجلجل التاريخ ...حين الوصول أقلتنا الحافلة في اتجاه السد العالي ...
السد العالي
قبل الوصول إلى هذه المعلمة الشامخة ،تنتصب مباشرة بحيرة تسمى بحيرة ناصر، طولها 500كلم وعرضها 15كلم تضم معبد الإلهة إيزيس على جزيرة الفيلة ..
السد العالي أكبر سد عالمي ،أنشئ على نهر النيل ،يعد قبلة مصر الضخمة ،الذي ساهم في نشأته مايقرب من 2000مهندس روسي ،في عهد القائد الأعظم جمال عبد الناصر ،وقد أنشئ بأربع طبقات صخرية مختلفة تعادل في حجمها 18مرة حجم الهرم الأكبر ،حيث توفي أثناء الإنشاء عدد كبير من العمال ..والسد لم يُنشأ هكذا مجانيا بل له أسباب كثيرة نذكر منها على سبيل المثال :
**- التقليل من حجم فيضان نهر النيل
**- تجاوز أيام الجدب المفاجئة وتحدي مواسم الجفاف القاحطة
**- توليد الطاقة الكهربائية
بعد الوقوف على هذه المنشأ الكبير ،عدنا بحافلتنا قاصدين "كرنيش "أسوان
أسوان ..
أجمل مدن مصر بالجنوب .. حيث المناخ الجاف الحار ، والشمس الساخنة ، والهدوء يخيم على كل رواق من أروقتها الفاتنة : منبر فسيح تتكئ على جنباته بواخر وزوارق ،تنساب على بساط النيل الخالد في هدوء. عُرفت مدينة أسوان في اللغة المصرية القديمة باسم يَعني السوق؛ حيث كانت منطقة تجارية ، ومحطة للقوافل التجارية، وقد حرّف الإغريق ذلك الاسم إلى "سين"،ثم أَطلق عليها الأقباط "سوان"، لكن في عهد العرب وبالضبط في القرن السادس الميلادي استقر على "أسوان". كما هي عليه الآن
تقع أسوان جنوب جمهورية مصر العربية، على الشاطئ الشرقي للنيل ،حيث ينتشر جزء منها على السهل الذي يحف بالنيل، والآخر على التلال التي تمثل حافة الهضبة الصحراوية الشرقية..
الباخرة
نزلنا من الحافلة، لنمسك بالسلالم في اتجاه الباخرة، هذا القصر المتنقل أو بعبارة أخرى ،مدينة صغيرة متنقلة ،تتوفر على مرافق رائعة تلبي حاجيات واحتياجات كل مسافر ،في أسفل الطوابق مطعم فاخر يتسع لأكثر من 500فرد ،والثاني والثالث غرف والرابع موزع على جناحين :جناح به غرف،والآخر عبارة عن قاعة فسيحة للجلوس، يوشحها مرقص مزين بمنحوتات رسمية فاتنة ،بينما على ظهر السفينة يتمطى مسبح بكل متطلباته المريحة، هذا غير المطبخ ومقصورة القيادة .. الباخرة منمقة بقطع نحاسية من أحدث طراز ،وتحف وتماثيل فرعونية مربكة ،أرضها وسلالمها رخامية ،زينت جنباتها بزخرفات معدنية وخشبية تخطف الأبصار، أرضيتها مفروشة بالطنافس النفيسة ،نوافذها الكبيرة المطلة على مياه النيل ،تتزيا في ستائر خلابة..الأكل شهي بكل أنواعه ومضبوط بمواعيد محددة ...
في تمام الساعة الثالثة ،شقت الباخرة منكبي النيل ،تلتهم مفاصل أمواجه على مهلها ،غير مرتعبة ،تدحرج خلفها واحات النخيل،وجبال الصخور غير مبالية ،وحين يخيم الليل
نتركها تحاور مسافاتها ،و نَهُب إلى قاعة السهرات لنطفئ التعب بلمسة من البهاء ،إلى أن أوقفنا معبد كوم أمبو
معبد كوم أمبو
هو معبد بطليمي إغريقي روماني يوناني استغرق في بنائه 200سنة ،بني على أنقاض معبد سبك إله الشر ،ومعبد حورس ذي رأس الصقر إله الخير المعبد الفرعوني سابقا ، وقد سرق الإغريق فنه المعماري من المصريين، حيث قلدوا فيه الكتابة الهلغروفية، والرسومات الفرعونية التي تتخللها رسومات غير مصرية، كرسومات تدعو إلى العنف :افتراس الأسد للبشر مثلا بينما معابد مصر كانت مقدسة تترفع عن مثل هذه الأشياء ...كما يظهر ذلك جليا أيضا في رؤوس الأعمدة المختلفة ما كان شائعا في في عصر البطالمة، وكلها معروفة من قبل هذا العصر ولاسيما ما يعرف منها برؤوس حتحور ورؤوس النخيل ورؤوس اللوتس ورؤوس البردي،
المسلات
هي بناية شامخة عبارة عن مستطيل متوازي الاضلاع ،تنتهي بقمم هرمية مدببة من الصخر، كانت تغطيها قشرة نحاسية أو ذهبية ،تعكس أشعة الشمس عند الشروق ،فيعرف الجميع أن هناك رمزا للإله رع ... تُقَد من الصخر بأمر عجيب ..لها تقنيات متعددة ، تمر عبر مراحل كثيرة للقطع والتدحرج إلى المكان المخصص لها ،وهناك منها ماقد تجد في قاعدتها تمثال قرد أحيانا ،لأن القرود تهلل عند شروق الشمس ..
معبد إدفو
يوجد في مدينة ادفو الواقعة في نصف المسافة بين أسوان والأقصر وهو لإله حورس الذي يرمز له بنسر ،وهو ثاني أكبر معابد مصر،ومازال من أحسن المعابد إلى الآن ،الأعظم حفظا من كل معابد مصر الباقية ،وهو معبد مصري أصيل غير متأثر بالإغريق يرجع إلى العهد البطليمي القديم ،استمرعلى مايزيد من 180 عام في بنائه ..يتكون من الصرح والفناء والصالات ،وآخر نواة كما في المعابد أي قدس الأقداس ..أهم مايميزه هو رسومات ايزيس وايزوريس وحورس على مايقرب من 10غرف وأكثر من 12 سارية ،تقدم تتويجا للملك بطليموس ، باعتباره خليفة الآلهة في الأرض ،والمعابد لم يكن يدخلها البشر غير الكهنة ...
مدينة إيسني ونهر النيل
توقفت الباخرة في حوض هذه المدينة الجميلة، ليقابل الورعون ربهم في المساجد ،فيؤدون كما عادة المسلمين مناسك صلاة الظهر يوم الجمعة ..ثم نواصل رحلتنا بعض الغذاء في عرض نهر النيل ،تلُمنا الباخرة تحت أجنحة الحب ،وتَلفنا بخيوط المودة والائتلاف، كل العاملين ،يتواصلون مع ضيوفهم بابتسامات الترحيب التي لاتنضب ،والنيل منسرح يتكئ من الجانبين على واحة خضراء ممتدة ،تتنوع مزارعها بين البرسيم وقصب السكر والخضر والفواكه ،تتخللها أشجار النخيل والموز ،والشمس تسكب أشعتها بسخاء ،لتتمطى على جبين الموج ،،تتسلل بين الجذوع مضيفة لمسة من السحر ،أبصارنا مقذوفة من الغرف عبر النوافذ الزجاجية ،أو من سطح الباخرة ،تختلس لحظات نابضة بالرقة والسحر ..لأختم رحلة الجنوب بامتطاء القطار ثانية إلى الفندق ..
الأهرام وأبو الهول
استيقظت يوم 9/8/2009باكرا وقبضت على عنق شاعر الهرم إلى الأهرام ،لأنها كانت بالقرب من فندق جراند بيراميدز حيث أقيم ، مايقرب من 30دقيقة راجلة ،أعد خطاي وعيناي جائلتين في مايجبل به العمران الضخم ، من مساجد ومنازل ومقاهي وقناطر شامخة إلى أن وصلت إلى معجزة من معجزات الدنيا السبع ،الأهرام المنتشرة على رقعة صحراوية صفراء بمحافظة الجيزة ،وأبو الهول المرتمي قرب أقدامها أشهر التماثيل علي الإطلاق، وقد نحت من الحجر الكلسي ورأسه تمثل الملك خفرع الذي عاش بالقرن 26 ق.م. وطوله 24 قدما وارتفاعه 66 قدما...هاته التي حاول المستعمر بكل قواته وعتاده الآلي تدميرها ،وما أقلع منها ضرسا ،أعجوبة من أعاجيب الدنيا السبع بالفعل ،من حيث سموقها ،وترصيف صخورها ،وأحجامها الضخمة ،وهنا تتقافز استفهامات لانهائية، كيف استطاعت قوة بشرية مركبة من قطرة دم ومدغة لحم ،أن تقد الصخر ،لتصنع منها أشياء مدهشة خالدة ،ستظل أبد الدهر منتصبة في شموخ،وهل هناك من دواعي أخرى لبنائها غير حفظ جثث الملوك ؟؟؟؟؟
كفر الشيخ واللحظة الشعرية
بينما مشاعري تنتعش بما دفقته المشاهد المصرية الشامخة ،سابحة في الانتشاء ،إذا برنة ناعمة النبرات من قبل الدكتور جمال مرسي ،تدعوني لحفل توقيع ديوان "أنهار لاتخاف الليل "
أمسكت ناصية الطريقة ،لأصافح أحبة وحدتني بهم القارة السابعة "النت"على سرير الكلمة الصادقة ، وأنا مسرورة ببصمة سنتبادل لوزها بين الأحضان ، تدغدغ المشاعر كلما اجتاحنا شيطان الشعر، أو هممنا بلقاء أدبي ما ،..كان عريس اللقاء في بيته ،يهيئ وجبة الغذاء على شرف بعض الأدباء ، تجمعنا وتناولنا ماتيسر، ثم دلفنا إلى شوارع كفر الشيخ ننتعش بهوائها الدافئ ،وشمسها المعتدلة ..بعد تنسمنا لعبيرها الدافق رمنا قاعة العرس الثقافي لنتداول صدق المشاعر ،ونبض الحرف ..تقاسمنا رغيف اللحظات الجميلة ،بين الجمهور العريض المتذوق لشعلة الحرف ،وألق عريس الليلة الدكتور جمال مرسي ،وبهاء النقاد أمثال: المتألقة هيام مصطفى قبلان ،والدكتور مصطفى عطية والرائع أشرف الخريبي ،والفاضل ممدوح متولي والكريم مأمون المغازي وآخرون ...
الخاتمة
عدت إلى الفندق ،وأنا أشد على صدري ،مخافة أن يطير قلبي من مكانه ويبقى في مصر ..هذه العملاقة ،التي تتموج على مشاعر الزوار ،وعلى حلبة التاريخ ،فكل كلمة قيلت في مصر تستحقها :جمال طبيعي يقصر عنه الوصف ،تَجَذّر في التاريخ يزلزل ، تربع على القمم الراقية في جميع الميادين، ثقافة وفنا وأصالة ، وحضارة ..ضاربة في الجذور .الحقيقة فهذا مجرد ملخص لايتعدى ذرة ،مما تتوفر عليه مصر في هذا الجانب ،يصعب علي الإلمام بها بشكل موسع ..كل ماينبغي قوله هو أن مصر فعلا أم الدنيا
مالكة عسال
بتاريخ 10/08/2009[/color]


http://www.wata.cc/forums/imgcache/10342.imgcache.jpg
مالكة عسال واللحظة الشعرية في كفر الشيخ
احتفاء بديوان الدكتور "جمال مرسي "الشعري
بعنوان "أنهار لاتعرف الخوف "

عبد الرحمن الطويل
17/08/2009, 12:58 AM
الأستاذة الفاضلة / مالكة عسال .
كنتِ في مصر ... بلدك .
لأننا كلنا أبناء وطن واحد لا تقسمه الحدود الوهمية التي وضعها المستعمر .
و لا شك أن لك آلاف الأقارب في مصر .
فالهجرات المغربية لمصر لم تنقطع في أي عصر من العصور ، لدينا في مصر عشرات العائلات التي تحمل لقب (المغربي) ، فضلاً عن فروع لعائلات مغربية كثيرة مثل (البيطار و الساكت و القصري و التازي و العلمي و الشرايبي و برادة ) .
فلا شك أنك كنت بين أهلك هوية ، و دماً .
كنت أتمنى أن تزوري حديقة الأزهر لتشرفي على أكثر من خمسين مئذنة قاهرية من فوق إحدى هضاب المقطم .
نورتِ مصر .
و سلامي إلى أهلي و أحبابي في المغرب العزيز .

عبدالقادربوميدونة
17/08/2009, 02:41 AM
الأخت المبدعة مالكة عسال الشاعرة المحترمة ..
لم تكوني وحدك أبدا في تلك الرحلة ..لقد كنا معك نسمع ونشاهد ونلتقط الصور ونسجل الانطباعات ونستمتع ونستطلع كما أنت تماما ..
لقد أخذتنا معك هناك إلى حيث جولاتك السياحيةوالثقافية ..في مصرومعالم مصرالحضارية والسياحية ..
فكنا نعيش معك السعادة كما عشتها والفرح لحظة بلحظة وخطوة بخطوة ..
ألم تريننا نحن " الواتاويين " قراء ما كتبت متشبثين بجوانب قلمك وفي صفحات كتبك التي تقرئين ؟
كنا جالسين معك على تلك المقاعد الوثيرة في مطاعم باخرة النزهة على النيل ونتطلع مثلك إلى كل شيء تقع عليه عيناك ؟
أنت تشكرين مصروأهل مصرعلى حسن الاستضافة.. وتبادل أخبارالشعروالأدب والثقافة ..
ونحن نشكرك بدورنا على استضافتك لنا عبرما كتبت وأبدعت إعلاميا..
فعلا هي ليلة القبض على أم الدنيا من طرفك..
ونحن نعتبرها ليلة القبض على أم الوصف الشعري بالقلم ..
فشكرا لك أيتها العائدة بسلام من أرض الكنانة .

ناصر محمود الحريري
17/08/2009, 05:06 PM
هنيئا لك أختي مالكا
رحلة تاريخية في ربوع مصر أم الدنيا وموئل التاريخ والحضارات
ونشاط مبارك نرجو لك مزيدا من النجاح والعطاء المثمر

مالكة عسال
19/08/2009, 02:34 AM
الفاضل عبد الرحمان احييك على مرورك الجميل
فعلا شدتني كنانة إلى معالمها الشامخة ،وإلى مآثرها العريقة ،
وإن شاء الله سأكرر الزيارة بحول الله
تقديري الوفي

مالكة عسال
19/08/2009, 02:39 AM
الفاضل الفاضل عبد القادر بوميدونة
فعلا أحسست أنك كنت جنبي ،وترنو إلى ماأرنو إليه ،وتتمتع بما أتمتع به ،
ففعلا تلك هي مشاعر صادقة كانت ترافقني أينما حللت وأقمت ..
أحييك على هذا التوحد الصوفي القوي

مالكة عسال
19/08/2009, 02:43 AM
العزيز ناصر والله لذاك
عزف على أوتار قلبي
بصدق
تقديري لردك الطيب

صراض عبدالغني
19/08/2009, 03:03 AM
الاخت الفاضلة مالكة
جميل ان نرى كلماتك الشعرية الرائعة تحلق في ارض الشعر والشعراء
اتمنى ان تتكرر زيارتك للارض الكريمة , وكل يوم وانت سفيرة المغاربة للمؤتمرات الشعرية
رمضان مبارك سعيد

مالكة عسال
19/08/2009, 09:14 PM
الكريم عبد الغني
آه لو رأيتها ياأخي وتجولت في مرافقها فهي أم الدنيا حقا ،
بكل ماتزدهي به من معالم تاريخية ومآثر مدهشة ..أكيد ستتغنى بها لسنوات ...
فأنا لن أنسى أجمل لحظات عمري في القاهرة وأسوان والاقصر وإيسني ووكفر الشيخ ،والنيل
ولن أنسى طبعا إخوتي الأدباء الذين تبادلت وإياهم جميل الكلمة ،وأروع الإصدارات ...
تقديري لك أخي الفاضل

ابراهيم خليل ابراهيم
29/08/2009, 11:54 AM
أختى الكريمة مالكة
مصر شرفت بك فهى تحب من يحبها
اختى الغالية ..
لقد تحققت آمالك بزيارة مصر الحبيبة ولذا ننتظرك مرات ومرات
كل عام وانت بخير