المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفضائيات الرياضية... منبر لإظهار العداء والكراهية بين كبار النجوم الرياضيين العرب



نعمان عبد الغني
16/08/2009, 04:40 PM
الفضائيات الرياضية... منبر لإظهار العداء والكراهية بين كبار النجوم الرياضيين العرب
بقلم الاستاذ : نعمان عبد الغني
namanea@yahoo.fr
في الوقت الذي أصبحت فيه الفضائيات الرياضية محط أنظار الملايين في العلم العربي ، تحولت هذه الفضائيات في الآونة الأخيرة إلى منبر لإظهار العداء والكراهية بين كبار النجوم الرياضيين العرب . وباتت هذه القنوات الآن وسيلة إعلامية، ينهال فيها كبار النجوم على بعضهم البعض بالاتهامات والكلمات الجارحة، حتى انهارت معها الصداقة وزمالة الملعب.
وسطرت الأيام الأخيرة وقائع بالجملة تؤكد أننا أصبحنا نعيش زمن «الإخوة الأعداء» في الكرة العربية ، بعدما أصبح كبار النجوم وزملاء الملاعب -سواء في الحاضر أو في الماضي- ينهالون على بعضهم البعض بالتعبيرات الجارحة والاتهامات الشرسة وغيرها من أساليب لا تليق بوضع هؤلاء في المجتمع الرياضي.
تجربة العمل في التليفزيون مريرة.. والصحفي الذي يتقدم لخوض هذه التجربة كمسئول عن برنامج، لا يجد متعة تشبعه غير القبض شهريا على راتب دسم، «والتخديم» على مقدم أو مذيع غالبا ما يكون «رياضي» يبلغ ذروة النشوة وهو يطل من الشاشة على ملايين تشاهده.
أما عندما يفكر لبرنامج تليفزيوني فلا تكفيه أدواته فقط، وإذا كانت كافية لا يستطيع أن يستثمرها كلها، فهو ينتظر أن يشاركه المخرج، والمذيع، والإنتاج، وحركة الكاميرا، وما يعملون معه من مساعدين، جميعهم ينتظرون الأوامر، ولا يهتمون بفكرة المبادرة والمشاركة في التفكير.. وحتى في أقصى حالات استثمار كل الأدوات، لا يجد الصحفي متعة رد الفعل.. لينتهي الأمر إلى اقتناع تام، بأنه يعمل في الصحافة ليستمتع ويعمل في التليفزيون ليسترزق.. ويرى منطقيا أن تميزه في صحيفته، يجب أن يعود عليه ماليا في التليفزيون، وبذلك تكون المتعة قد اكتملت أدبيا وماديا ونفسيا.
القنوات التليفزيونية الفضائية الخاصة حققت للإعلام العربي ثراء واسعاً وحقيقياً واختصرت الفارق الشاسع مقارنة بإعلام دول أخرى محيطة.. وهى في ذلك تستحق أن ندعمها ونساندها ونرتقي بها.. لكن في قضية حقوق البث تريد هذه القنوات أن يساعدها الجميع ولا تهتم أن تساعد نفسها أولاً.
والقضية في هذه القنوات أخلاقية.. هي تحتاج إلى تثبيت أخلاقيات العمل ودعم إنتاجها وأخص الإعلام الرياضي فيها..
إذا كنا نحترم ونخاف على القنوات الخاصة باعتبارها جزءا أساسيا من واجهة الإعلام العربي، فإن عليها في المقابل أن تحترم شرف العمل الإعلامي وأصول الهيكلة الوظيفية القادرة على تقديم منتج إعلامي شريف لا يتاجر بأطراف أخرى أكثر احتياجاً للمال الذي تهدره هذه القنوات.
واستكمالاً للواجهة الأخلاقية المشوشة.. يتخلى صحفيون كبار عن ميثاق الشرف وعن عدالة الحكم في القضايا الخلافية.. هؤلاء الذين يظهرون بشخصية مثالية في صحفهم تكاد تعرضهم للرأي العام حكماء.. نجدهم في قضية حقوق البث سجلوا درجة عالية جداً من التحيز للقنوات التي يعملون بها دون مراعاة الموضوعية التي ينادون بها في أماكن أخرى.. فكل الأطراف في رأيهم خطأ في قضية البث إلا الطرف الذي يمنحهم أعلى رواتب في تاريخهم المهني..
الفضائية الجديدة التي ترفع شعار "معلق لكل لاعب".
صرخ ويتحدث عن هجمة خطيرة والكرة لا تزال في منتصف الملعب، أو تأخذه الحمية الوطنية، كما فعل المعلق على مباراة مصر والبرازيل في الشوط الأول الذي كنا مهزومين فيه بثلاثة أهداف لهدف واحد، فأشعرنا وكأن المصريين المنتصرون.. ثم راح يهلل في الشوط الثاني، لدرجة أفقدتنا الاستمتاع بأداء المنتخب.
أما المعلق محمود بكر فقد فعل العكس في مباراة إيطاليا، وأهدر الربع ساعة الأولى في التعليق على المباراة في الشكوى من "المونيتور" ومن عدم وصول صوت الجمهور، ثم راح يحلل مباراة أخرى غير التي شاهدناها، وبلغ من تحامله على المدير الفني حسن شحاتة ولاعبيه، أنه كاد يفسد علينا فرحة الانتصار التاريخي غير المسبوق على بطل العالم.وهناك معلقون آخرون بدأوا عملهم في التعليق على المباريات للإذاعة، فطبع ذلك تعليقهم التليفزيوني، الذي يغلب عليه الأداء الوصفي.. الكرة مع فلان، ونقلها إلى فلان الذي مررها إلى اللاعب رقم كذا، وكأنه يخاطب جمهوراً من المكفوفين، وينسى أننا نشاهد المباراة كما يشاهدها، ولا يعنينا الوصف التفصيلي بقدر ما يعنينا التحليل الفني والتعليق الواعي على خطط اللعب، وتحركات اللاعبين، ومعنى تغييرات المدرب، بدون مجاملة أو تحامل، لأن جمهور الكرة الآن يفهم في فنون اللعبة وخطط اللعب أكثر بكثير من بعض المعلقين والمحللين.
وهذا لا يقلل بالطبع من قدر وقدرة معلقين رياضيين أثبتوا جدارتهم، وموهبتهم في التعليق ، لكن هؤلاء يظلون قلة إذا قيسوا بالكم الهائل من المعلقين الذين تقدمهم لنا القنوات الفضائية الرياضية كل يوم، وعدد كبير منهم لا يعرف شيئاً عن أبجديات التعليق الرياضي، وبعضهم لم يمارس لعبة الكرة أبداً في حياته.
ولذلك فأنا أعذر المنتخبات العربية ولاعبيها، وهم يتعاملون بعصبية واضحة مع وسائل الإعلام التي تبالغ كثيراً في انتقادهم والتقليل من شأنهم، كما تبالغ في التهليل لهم، وأطالب باشتراط حصول المعلق الرياضي على دورات تدريبية في معاهد الإعلام قبل التصدي للتعليق على المباريات، وأن تتوقف هذه الهوجة الفضائية الجديدة .
وتحولت الفضائيات الرياضية العربية إلى ساحات للمعارك وتصفية الحسابات وأحيانا لـ(البزنس والسمسرة) فبعد أزمة عمرو أديب واتهامه للاعبي مصر بالتورط في فضيحة أخلاقية في جنوب إفريقيا ثم تراجعه واعتذاره , هاجم الإعلامي كريم حسن شحاتة البرامج الفضائية التي تهاجم منتخب مصر لكرة القدم ومديره الفني ولاعبيه وخص منها برنامج يقدمه محمد شبانه. وقال كريم في مداخلة هاتفية مع برنامج (إستاد القارات) على (قناة مودرن سبورتس) إن شبانة بدأ في مهاجمة حسن شحاتة ومنتخب مصر في اليوم التالي من إعلان قائمة المنتخب والتي خلت من اسم ميدو.وأشار كريم إلى أن السبب في هجوم شبانه على المنتخب ولاعبيه وجهازه الفني ومطالبته المستمرة بضم ميدو هو وجود مصالح مالية مشتركة حيث أنه رئيس تحرير الجريدة التي يمتلكها ميدو ويترأس مجلس إدارتها شقيق ميدو. وقال كريم إن هجوم شبانه على منتخب مصر ليس بغرض الانتقاد الفني وإنما لمصالح شخصية ولمجرد أن حسن شحاته لم يحضر له برنامج أو ما شابه ذلك. وقال كريم إن بعض البرامج تلجأ لهذا الأسلوب لكي تلفت الانتباه , مشدداً على أن الغرض من برنامج شبانه هو مصالح شخصية وذاتية.ورد شبانه في ذات البرنامج وقال إن جريدة (شووت) صدرت في عام 2006 وأنه لم يكن يهاجم حسن شحاتة طيلة الفترة الطويلة مشيرا إلى أن ميدو لاعب كبير لا يُقدر قيمته حسن شحاتة. ويصنف برنامج (شبانه أونلاين) الذي بدأ قبل عدة شهور فقط ، ضمن البرامج الصفراء فيما أبرز تقييم داخلي لقنوات مودرن ملاحظات كثيرة على البرنامج أبرزها أنه لم يحقق أي نسبة مشاهدة فيما فشل في جلب إعلانات أو رعاية، فاعتمد مقدمه على النظرية التصادمية التي تعتمد على فتح جبهات مع الجميع للفت انتباه أكبر عدد من الجمهور. وأضاف (سوبر كورة) : قاد شبانه (شووت) لفشل لافت، رغم الإمكانيات التي تم توفيرها للجريدة فيما أظهرت كشوف التوزيع أن الجريدة توزع 2650 نسخة فقط كل أسبوع رغم ما يدعيه شبانه من أنها توزع 50 ألف نسخة في الأسبوع .
وشهدت شاشات الفضائيات الرياضية العام الماضي الكثير من الخلافات، منها قضية لاعب وسط الفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي أحمد حسن ضد خالد الغندور بعد أن اتهمه الأخير بأنه تآمر من أجل إبعاد لاعب الزمالك هاني سعيد عن استكمال عقده مع النادي واللعب للأهلي. وهناك أزمات ملأت الدنيا ضجيجا وهي حرب الإعلام والاتهامات المتبادلة بين المدير الفني للمنتخب الوطني المصري حسن شحاتة وأحمد شوبير ومجدي عبد الغني، حيث كانا يتآمران على إبعاد شحاتة من منصبه كمدير فني للمنتخب الوطني. كما جرى صدام بين حسام حسن ومقدم برنامج «الكرة في دريم» مصطفى عبده بعد مباراة إنبي والمصري في ختام الموسم الماضي، وخلاله تبادل الثنائي على الهواء العديد من العبارات الجارحة.