المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تجليات عراقية في مدينة بونا



صفاء الشيخ حمد
17/08/2009, 10:31 PM
تجليات عراقية في مدينة بونا


لا زال يحلم بالقادم المجهول .. ماانفك ينتظر غودو

تعال يا غودو فقد تخشبت أقدامنا انتظار..

لا زال ينتظر مجيء اللعنة .. بل ويسعد في انه يعيش بالتفكير في كونه يعيش حالة انتظار...لازال يفكر في جسد المرأة التي أحبها يوما , وبالتحديد في شامة زرعها الله على خدها الأيسر .. لا زال يفكر في قبلة لم يحصل عليها وفي سيول كان يحلم بها ...



تلك كانت الخسارة الأولى........

وقتها انكسر شيء في داخله , ولم يعرف هو ما لذي انكسر , لكنه أدرك إن القادم المجهول سيحمل في طياته مفهوما جديدا للخسارة ...

الهروب ليس حلا , وإنما هو الاكتفاء بسماع الكارثة دون رؤيتها ....

ولكن مهلا مهلا ......الم يكن يملأه الفضول وحب الاستطلاع ؟؟

الم يكن ينتظر مجيء الساعة التي يرى فيها كل شيء يتهاوى ؟؟؟؟؟

الم الم الم ؟؟؟؟؟؟؟ لا ادري لا ادري



عاد إلى التفكير في سيدته الأولى

عاد إلى شذوذه بالتفكير أو تفكيره بالشذوذ ---لا فرق

حاول أكثر من مرة إن يضع نفسه في مثلث مختلف الأضلاع كي يفقد الإحساس بزمكانية الشذوذ .. حاول مرات ومرات أن يجد لنفسه مكانا في اللامكان أو زمانا في اللا زمان أو نهاية في ما لا نهاية , لكنه عاد يجر أذيال الخيبة من هناك , عاد يعوي بقبح مثل كلب أجرب , عاد إلى التفكير في الشذوذ والشذوذ بالتفكير , لكنه فشل أيضا فأضاع الوجهتين وبقي في برزخه اللعين الذي استأجره من بعلزبول .....



وبينما كان يرزح تحت وطأة سياط الجنس , تذكر شامة الخد الأيسر , وتذكر أيضا كيف إن المرأة المضطجعة أمامه على السرير لها شامة في الجهة اليسرى من موضع الخصب ..... أتصلح كمقارنة ؟؟؟؟؟ لا ادري

ضحكت منه نفسه هذه المرة لتذكره الشامة الأولى ومقارنتها بالشامة الثانية ...



نظر إلى الجسد المرمري الملقى أمامه , وصرخ بأعلى صوته : ألان أدركت حجم الخسارة .. أنها الوطن بأكمله , وهذا الجسد الملقى أمامي بانتظار مقصلة الجنس هو الوطن...

أمعن النظر في تقاطيع ذلك الجسد , فصاحت به المرأة باستغراب :

- تقدم

تقدم !؟إلى ماذا ؟؟ أيكون مثلهم وغدا حقيرا وابن كلب ؟؟؟

- تقدم وخذ متعتك مني .

وقتها تذكر رجب في شرق المتوسط , وتذكر أيضا إن رجب خرج آسفا متأسفا . أيكون مثل رجب , أم لا يكون ؟؟؟ شجعته عزة نفسه على الخروج , لكن بعلزبول الكامن له في أعماق نفسه صاح به موبخا :

- تقدم أيها الحقير , تقدم وخذ متعتك من هذا الجسد .



من هذا الجسد ؟؟ أم من هذه الجثة الهامدة !؟ لا فرق



وخذل عزة نفسه وأطاع بعلزبول .. تغلغل في رذيلة شذوذه .. انغمس بعمق , لكنه عند المنتصف عاد فأدرك خطاه الكبير الكبير



صاحت به المرأة وصاح به بعلزبول :

ما بك !؟ وغد حقير وابن كلب .



نهض بسرعة من فوق ذلك الجسد وخرج ... تخيل أن السيارات تحاول إن تدهسه وان السابلة يلعنونه , لكنه رغم كل هذا سار إلى برزخه حتى وصل ...



جلس وحيدا .. بكى حتى احمرت عيناه .. لعن نفسه ألف مرة .. سال نفسه بصوت عال :

- ما الذي جاء بي إلى هذا المكان , ولماذا إنا هنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لكنه قبل إن يعرف الإجابة ,انكسر شيء في داخله , ولم تمض لحظات حتى انكسر شيء آخر , ثم آخر وآخر وآخر وآخر, واستمرت حالة الانكسار في داخله حتى تشظى مثل قطعة بلور .. ولم يعرف في نهاية الأمر ماهية تلك الانكسارات أو سببها حتى جاءه بعلزبول ليخبره إن يستعد لمغامرة أخرى , أو خسارة أخرى , أو انكسار آخر , لافرق لافرق لافرق لافرق


صفاء الشيخ حمد