المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كاتبة صهيونية تعدد أسباب فزع الإسرائيليين من السلام



صالح النعامي
18/08/2009, 02:41 PM
عميرة هاس
ترجمة: صالح النعامي
في الوقت الذي يكثر فيه عن الحديث عن إمكانية استئناف مفاوضات التسوية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، فأن الكاتبة والمفكرة الإسرائيلية تؤكد أنه من البؤس الرهان على هذا الخيار ليس فقط بسبب تطرف الحكومة الإسرائيلية الحالية، بل لأن المجتمع الإسرائيلي يرى أنه ليس من مصلحته التوصل للتسوية السياسية. وفي مقال في صحيفة " هارتس "، عددت هاس مظاهر خوف الإسرائيليين من السلام، وهذه ترجمة المقال:
لم تتحمس الحكومات في إسرائيل بوصفها ممثلة للمجتمع الإسرائيلية ومصالحه للتسويات السلمية للصراع منذ التوقيع على إتفاقية أوسلو عام 1993، لأن هذه الحكومات أدركت ببساطة أن التوصل لمثل هذه التسويات يضر بالمصالح الوطنية للدولة. فتسوية الصراع سلمياً يعني بالمس بالإقتصاد، فمجمع الصناعات العسكرية الذي يعتبر أحد أهم مصادر التصدير في إسرائيل سيتضرر من السلام، حيث أن هذ المجمع وجد في الفلسطينيين في الضفة الغربية قطاع غزة وسائل لتجريب الذخيرة والوسائل القتالية التي يتم تطويرها وتجريبها للتأكد من فعاليتها. لقد أسهمت إتفاقيات أوسلو في مساعدة إسرائيل للتنصل من واجباتها كدولة احتلال مطالبة بالعمل على رفاهية الناس الذين يعيشون في الأرض التي تحتلها، والتعامل مع الأراضي الفلسطينية المحتلة كسلطة مستقلة. لقد وفرت أوسلو أيضا مسوغاً لإسرائيل لكي تستخدم أسلحة ونار ضد المواطنين الفلسطينيين لم تكن قادرة على استخدامها بعد حرب عام 1967. ويلزم بقاء المستوطنات إسرائيل بتطوير الوسائل الأمنية، وردع الفلسطينيين ومراقبة تحركاتهم، وإقامة الجدران والحواجز العسكرية ووسائل رقابة إلكترونية، وهذا هو قانون الإستهلاك الأمني المتعاظم لدى المستوطنين الذين يكثرون من تدشين البنوك والشركات ويبنون الأحياء السكنية الراقية بالقرب من الفلسطينيين الذين يحيون في أحياء الفقر والعوز ويتعرضون للقمع كلما حاولوا التمرد.
أن الإبداع الجماعي للإسرائيليين في المجال الأمني ناجم عن الاحتكاك المتواصل بين معظم الإسرائيليين مع المجموعة السكانية التي توصف بأنها معادية ( الفلسطينيون ). وضع القتال على نار هادئة في الضفة الغربية وقطاع غزة هو وضع مثالي للإسرائيليين، لأنه يجمع بين أمزجة إسرائيلية مختلفة: أشخاص يرى كل واحد فيهم أنه رامبو محلي وعباقرة في التقنيات المتقدمة يكثرون من الإختراعات في مجال تقنيات القتل، وبكل تأكيد لا يمكن الجمع بين هذه الأمزجة في وقت السلام.
في نفس الوقت يمثل السلام مساً بالطموح الشخصي، فالإحتلال يوفر فرص عمل لمئات الآلاف من الإسرائيليين، فهناك 70 ألف شخص يعملون في الصناعات العسكرية. وفي كل عام سنة ينهي عشرات الآلاف الخدمة العسكرية الإللزامية، ولديهم إعداد مهني كبير، وبالتالي فهم يتوجهون إما للخدمة في جهاز المخابرات أو العمل مستشارين عسكريين في الخارج كمرتزقة، وتجار سلاح، وبالتالي فإن السلام يدمر مستقبلهم المهني لطبقة مهمة من الإسرائيليين لها تأثير كبير على الحكومة الإسرائيلية.
في نفس الوقت فأن السلام يمس بمستوى حياة الإسرائيليين، لأن التسوية السلمية تفرض توزيع مصادر المياه بالتساوي بين اليهود والفلسطينيين بدون أن يكون للأمر علاقة بمشاريع تحلية مياه البحر كوسيلة من وسائل المحافظة على مصادر المياه. وليس لدى الإسرائيليين استعداد للتعود على تقليص كميات المياه التي يحصلون عليها بسبب الجفاف. من هنا فأن المرء بإمكانه أن يتوقع كم سيكون صعباً على الإسرائيليين التسليم بتوزيع المياه بشكل متساو مع الفلسطينيين.
ويمس السلام برفاهية المستوطنين، وهذا ما أثبت خلال 30 عاماً، فالمستوطنات تزدهر في الوقت الذي يعاني فيه معظم الإسرائيليين من تراجع مستوى الرفاهية، حيث توفر المستوطنات للمستوطنين إمكانيات لا يمكن أن يحصلوا عليها في حال قطنوا داخل حدود إسرائيل. فيتم توفير الأرض الرخيصة، فيلل واسعة، مخصصات ومساعدات مالية، مناظر طبيعية خلابة، بنية تحتية، شوارع ومؤسسات تعليمية كبيرة، وبالتالي يتم النظر للسكن في المستوطنات كميزة إجتماعية واقتصادية. من هنا فإن هذا الواقع أهم من الرهان على مخرجات السلام والتسوية.
السلام سيقلص وحتى يقضي تماماً على المسوغات الأمنية التي تقدمها الدولة للتمييز ضد فلسطينيي 48، سيما في مجال تقسيم الأراضي وتخصيص موارد لتطوير مؤسسات التعليم وفرص عمل، وفي مجال حقوق الإنسان.
من اعتاد على الحياة في ظل تمتعه بحقوق أكبر وبطريقة تستند إلى تمييز عرقي، يرى في القضاء على هذا التمييز خطر على رفاهيته.
رابط المقال:
http://www.haaretz.co.il/hasite/spages/1084619.html
طالع بقية المقالات على موقع صالح النعاميwww.naamy.net
بريد الكتروني
Saleh1000@hotmail.com
هاتف : 0097599404726

نورالدين عزيزة
18/08/2009, 05:09 PM
الأستاذ الفاضل صالح النعامي
جزيل الشكر والامتنان على ترجمة هذا المقال ترجمة راقية جميلة الأسلوب واضحة المعاني، وتشريكنا في الاطلاع عليه...
كل ما جاء في هذا التحليل صحيح في اعتقادنا، ومعظمه لم يكن خافيا علينا.. وهو تحليل لا ينقصه الاستقصاء والتفصيل ما عدا شيء واحد، لعل الباحثة عميرة هاس تناسته وتغافلت عنه، وهو أن التسوية السلمية ليست لصالح الغرب أيضا، ولا لمؤسساتها ومصانعها العسكرية..
إسرائيل هذه في رأينا ليست شيئا يذكر في حد ذاتها...
إسرائيل ليست سوى قاعدة عسكرية متقدمة ضد العرب والإسلام، لبريطانيا وأمريكا ومن ورائهما الدول الغربية دون استثناء وحلفائها وجميع أعداء العروبة والإسلام... وبتحول هذه القاعدة العسكرية إلى دولة جوار وتعاون عبر التسوية السلمية المزعومة، تسقط العصا السحرية من يد الدول الغربية، تلك التي تلوّح بها في أي لحظة في وجه الشعوب العربية وحكامها الأذلاء...
السلام لم يكن في أي لحظة من لحظات تاريخ الأمم والشعوب بيد العدو...
إذا لم يحزم العرب أمرهم حزما، ويجمعون مصادر قواهم مهما تكن ضئيلة ويواجهون العدو يدا واحدة، فلن يكون هناك مناعة ولا عزة ولا تحرير ولا سلام.. وهو الوضع الذي يحرص الغرب قبل الصهاينة، على إطالة أمده ما استطاعوا وما ظل العرب والمسلمين على تفرقهم وتشرذمهم وضعفهم ونومتهم التاريخية المحيّرة..
شكري مجددا
مع سلامي تقديري

اسامه حسني
18/08/2009, 05:45 PM
الأستاذ الفاضل صالح النعامي
جزيل الشكر والامتنان على هذا المقال شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . وكل عام والشعب الواتاوي بالف خير :mh78:

عادل سليم
18/08/2009, 06:48 PM
السلام عليكم,

هذه حقيقة تنسجم مع المنطق و الوقائع على الارض كذلك نعتقد أن الامور تسير هكذا منا ارادها الصهاينة, و أيظا ندرك يقينا أن الحسم النهائي مع الصهاينة بحد السيف, لا مفاوضات و لا كلام فارغ,
ترفهو و تنعمو أيها الصهاينة الى أن يحين يومكم الاسود, يوم نرسلكم الى الجحيم الابدي... تنعمو يا أحفاد القردة و الخنازير الى أن يأتي وعد الله الذي وعد... ستعلون في الارض مرتين.. لقد أكرمكم الله و علوتم علوا كبيرا في عهد سيدنا موسى و الان علوتم و فسقتم و بغيتم و نشرتم الفساد في كل أتجاه بمساندة امريكا... عيثو في الارض فسادا كما يحلو لكم فلا أثم بعد الكفر و موعدكم جهنم و بئس المصير ..

دمتم أحرارا واتويون كراما

صالح النعامي
18/08/2009, 09:48 PM
اشكر الجميع على التفاعل مع الترجمة

سهام محمد نعمان
18/08/2009, 10:19 PM
أن ما نطقت به الكاتبة الاسرائيلية وما جاء في ترجمةالسيد صالح النعامي شيء ملموس لكل مؤمن قرأ قصة نبي الله موسى وما جاء في سورة الاسراء وأذكر مقولة سمعتها من سيدة فلسطينية عاشت نكبة 67 حيث كانت تسكن بجوارها سيدة يهودية طاعنة بالسن قالت: عندما تم إعلان اسرائيل دولة النجسة على أرض فلسطين الطاهرة أخذت سيدة اسرائيلية تصيح وتبكي وتقول هذه بداية نهايتنا وقالت ما نعلمه أنه بعد إعلان دولة لنا نحن اليهود بسبعين عام ستنتهي اسرائيل وستفنى الدولة ولقد بلغ الظلم والتكبر والتجبر حده مع الظالمين القاتلين للفلسطينين أطفال ورجال ونساء وشيوخ وقرب اليوم الذي سيسحق الله به قلوب أمهاتكم أيها اليهود الملاعين الغاصبين إن كانت صدوركم تحوي قلوب فأنتم يا مصصاصي الدماء لم تتركوا طريقة لأذى أهلنا إلا اتبعتموها ونبشركم بأنكم ستخربون بيوتكم بأيديكم وأيدي المؤمنين كما قال الله في كتابه العزيز وما نراه أنه بلغ السيل الزبا منكم لعنكم الله أيها المشتتون لقد ضيعتونا بحقدكم ودسائسكم اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك
ووالله لن تتذكروا من هذا النعيم شيء أيها الأوغاد:mh02:

د. محمد اسحق الريفي
19/08/2009, 12:00 AM
كلام منطقي إلى حد بعيد...

شكرا أخي الأستاذ صالح النعامي على النقل والترجمة.

ولدي سؤال: ماذا يهدف اليهود والصهاينة المحتلون لفلسطين من وراء دعواتهم للتطبيع بين كيانهم الغاصب وبين الدول العربية؟!

تحية دون تطبيع!

المولدي اليوسفي
19/08/2009, 12:13 AM
تحية إلى كل الاخوة لا يهدف الغرب بصورة عامة من وراء الحديث عن مشروع السلام سوى لاستمرار اضطراب القرار العربي لأنه انبنى على التفاعل مع ما يعلن من سياسات الغرب و من جهة أخرى و هو الاهم مواصلحة انبعاث سراب يلهث خلفه حكام العرب لأنهم يبنون سياسنهم على ما يصدره الغرب رغم تأكدهم من عدم جدية الغرب في طرح السلام.
الرأي المخالف لي يثريني.

عبد الهادي الحمداني
20/08/2009, 10:10 AM
السلام عليكم
شكرا للاستاذ النعامي على الترجمة وموضوعها, اما مشاركتي بهذا الشان:
فان كلام الكاتبة الاسرائيلية منطقي ومعقول, ولكن ما يجب الاشارة اليه هو ان ذلك يمثل جزءا من الحقيقة
فهنالك العديد من الايجابيات التي يحصل عليها الاسرائيليون من السلام واعتقد انها معلومة لديكم, والاساس هنا ايهما ارجح لهم حالة الحرب ام السلم؟؟؟ والاجابة من الطبيعي ان تعتمد على الاوضاع السياسية العامة داخل وخارج اسرائيل.
واعتقد ان الوقت قد حان الان بارجحية السلام لهم على الحرب, اذ كانت كفة الحرب تميل لهم في السابق بسبب حجم المساعدات الخارجية التي كانوا يحصلون عليها لحسن ادائهم لدور الشعب المظلوم. اما الان فستراتيجية السلم تعتبر الافضل ويعود ذلك الى الوعي العالمي حول مآرب اسرائيل الحقيقية في الابتزاز والسيطرة على المنطقة وما في حولها.
المهم فيما اريد قوله هنا اضافة الى ما ذكرة الاساتذة الفاضلين الذين سبقوني في المشاركة هو انه مهما كانت النتائج سواء باستمرار حالة الحرب ام خيار السلم فان اسرائيل ومن خلفها الصهيونبة سوف تسعى الى استثمار الظروف الى صالحها, اي حتى في اوقات السلم سوف تستثمر البيئة المحيطة لجعلها لصالحها للنيل من العرب والاسلام ولديهم السبل العديدة لذلك لمعرفتهم بمجالات وسبل الخبث افضل منا.
وليس لدينا من سبيل سوى اولا التقارب والتفاعل فيما بين دويلاتنا وشعوبنا اذا استطعنا ذلك وجمع الكلمة والارتقاء الى قول الباري عز وجل بان نكون كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى, اي امتلاكنا لخاصية الحس الصميمية لاحدنا الاخر.. اما العنف وحمل السلاح والهجوم بهدف الغاء الاخر فهذا ياتي لاحقا ان تطلب الامر لذلك بسبب الخيانات والعمالة والخبث والطمع الذي اخذ يتفشى و يغلب على تصرفات البعض من الامة بعد ابتعادها عن المفاهيم والاصالة الاسلامية الخالدة.
وفيما يخص الغرب فالمعادلة بسيطة هنا لان دول الغرب تتبع مصالحها الامنية والاجتماعية والاقتصادية وهي تختار البديل الذي يحقق لها او لشعوبها افضل النتائج. فعلى سبيل المثال لا الحصر فانها تقارن بين الاسلام واليهودية لتستخلص ايهما انفع لمصالحها. واذا ما دققنا في الامر نرى ان اليهودية قد قطعت شوطا كبيرا للتحالف مع المسيحية لبث الطمئنينة في قلوبها, اما نحن فماذا فعلنا!!!!!!!!!!!! هل بنينا جسور الثقة بيننا؟؟ وهل نفكر بذلك؟؟
مع خالص تحياتي

أحمد بن سالم
26/08/2009, 07:48 AM
وأضيف على ما تفضل به الأستاذ نورالدين عزيزة أن الرأسماليه العالميه وكل ما يمثلها (أمريكا + الناتو والإتحاد الأروبي + الشرق الأقصى ) كلها منظومات جشعه من مصلحتها أن تبقى منظقة الشرق الأوسط منطقة صراع تغذي إقتصاد هذه المنظومات خصوصا أن دول المنطقة دول "نائمه". ليس بمستغرب أن الرأسماليه تحارب أي توجه يساري مثلاً يتعارض والمشاريع الرأسماليه ومصالحها وهو إستعمار "مودرن" يتوائم مع عصر التقنية والحداثة والدليل أن الدول الإستعماريه في السابق لازالت دولاً غنية بينما كل الدول التي شرفها المولى عز وجل بالإستقلال لازالت دول فقيره والتنمية والتعليم السليم بها يعتبران من الخيال العلمي.

ما ألاحظه في موضوع "إسرائيل" أني شخصياً تأكدت أن الشعب الفلسطيني يثبت بأنه شعب جبار يصمد في وجه التحدي العالمي بينما كل من حوله من شعوب شقيقه وصديقه أصبحت مخلفات لا تستحق العيش بل يجب رميها في أماكن معزولة لأنها خطر على من حولها.