المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حارس المدرسة - قصة قصيرة - نزار ب. الزين



نزار ب. الزين
23/01/2007, 06:15 AM
حارس المدرسة
قصة قصيرة
نزار ب. الزين*

أبو جاسم في الأربعينيات من عمره ، يعمل حارسا لمدرسة ابتدائية في إحدى قرى أمارة خليجية ، مع أربعة حراس آخرين ، يجتمعون معا أثناء النهار ، و يتناوبون الحراسة أثناء الليل .
وظيفة روتينية ( تنفيعية ) تحقق لهم موردا ماليا و لا تكلفهم أكثر من الجلوس طوال اليوم يتسامرون و يحتسون الشاي .
و ذات يوم عاد أبو جاسم من بيته و قد ملأت رأسه و وجهه و يديه ، الخدوش و الجروح و الكدمات...
استبد الفضول بزملائه فأمطروه بأسئلتهم ....
- تشاجرتُ مع أم العيال !
أجابهم و قد أطرق برأسه ،
فانفجروا ضاحكين ...
ثم ظل أبو جاسم محل تندرهم لعدة أيام أخرى ....
و لكنه استمر متكتما يرفض الخوض في الموضوع ...

*****
بدأت القصة قبل ذلك بعدة شهور .
توفيت والدة الزوجة و خلفت لإبنتها .إرثا .صعب على أفراد الأسرة إحصاؤه ..
.فما أن هدأت فترة الأحزان ...
حتى تقدمت من أبي العيال مقترحةً :
- المال وفير يا أبو جسوم ، و أنا لا أدري ماذا أفعل به و لا قدرة لي على إدارته ، و أبناؤك لا زالوا صغارا على تحمل أية مسؤوليات ؛ إذاً سأمنحك وكالة ( يا بعد كبدي ) لتتصرف بالمال كما تشاء ، كأن تفتح مكتبا تجاريا ، أو عقاريا ، لك مطلق الحرية باختيار الطريق الذي يناسبك ، فعلى الأقل لن تضطر بعد الآن للسهر في المدرسة كل ثالث يوم ، فتعود إلى بيتك منهكا ..
شكرها على ثقتها هذه مؤكدا لها أن مالها سيكون في يدٍ أمينة .

*****
كان أول مشروع له ، شراء بيت أقرب إلى قصر ..

أثثه تأثيثا فاخرا ...
و جمَّله بأحدث الديكورات ...
و جهزه بأفضل الأدوات المنزلية و الكهربائية و الألكترونية ...
ثم تزوج من فتاة شابة بعمر أكبر بناته..
فأسكنها فيه !!!


------------------------------------------
* نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
عضو جمعية المترجمين العرب ArabWata
الموقع : www.FreeArabi.com
البريد : nizar_zain@yahoo.com

ايمان حمد
26/01/2007, 02:04 PM
السـلام عليكم

الأديب الخبير / نزار الزين

تتنوع اقصوصاتك لتغطى كافة جوانب الحياة راصده كل البؤر المظلمة والتى تحتاج معالجة

مرة اخرى يتطرق والدنا العزيز الى آفه فى مجتمع قروى جاهل .. ينقصه كل شىء الا المال:
المرأه الساذجة والتى تعمل بأصول تربيتها وعرف قريتها وتلتزم غير آبهه بالمستجدات فى الحياة وان طموحات الرجال تختلف و لا تسعى لتطوير نفسها لتحتفظ بزوجها .. وهكذا صدمت لحدوث ما لم يكن فى الحسبان .. ضياع مالها وزوجها وخيبة املها وصدمة فى حسن ظنها .

اما ابو الجسوم لم يكن مبررا ابدا ما فعله .. ولكته جاهل لا يعرف الا اشباع غريزته على غرار ثقافات معظم الذين يقطنون هذه الدول .. وربما بسبب اهمال زوجته فلم يتضح السبب تحديدا

وعندما يأتى المال بلا مجهود ويهبط فجأة - هكذا يتصرف محدثوا النعمة الذين يتبترون على نعم الله بأهدارها فى سفاهات واشباغ رغبات بصورة مؤقته .

ولن انس ابدا المشاهد التى كنت اراها على متبن الطائرات من خليجيين فى أرذل العمر يجرون وراءهم زوجات باكستانيات او هنديات صغيرات وجميلات وخلفهم طابور من الأولاد لا يتذكر اسماؤهم او عددهم

ان الجهل وعدم فهم ان الناس والحياة تتغير وعدم فهم ثقافة الزوج وطموحاته وسنه الأربعينى الخطرة او مرحله المراهقة الثانية .. واهمال الزوجة لنفسها فى احايين كثيرة - يجعل زوجها ينصرف عنها كما انه من اهم أسباب فشل البيوت الخليجية

ولذا كثرت فى الآونه الأخيرة البرامج الأسرية التى تثقف الزوجة وتنورها بواجباتها وكذلك الرجل تثقفه فى امور الدين التى يجهل بها

تحية واحترام على نص جدير بالنقاش لكاتب جدير كعادته

ثروت الخرباوي
26/01/2007, 03:34 PM
أستاذنا الكبير نزار الزين

والله هذا رجل من العرب .. ماقصر والله ... فعل مايفعله أقرانه وأترابه ..


يبدو أنك ياسيدي خبير في لمس أوجاع العرب مالمسته في قصتك آنفا هو ثقافة ( إن صح التعبير ) تحكمت في عقول رجالنا وأفئدتهم ... يبدو أن الطريق أمامنا طويل ... لكي نحطم هذه الجهالات

زاهية بنت البحر
27/01/2007, 12:31 AM
غريب أمر الإنسان ماأن ينبت له جناحان حتى يطير بهما بعيدًا عمن ساعده في انباتهما
أتراه الرجل فقط من يفعل ذلك؟قصة جميلة رغم الألم الذي اعتصر قلب زوجته المسكينة أرادت شيئًا فحدث ماقصم ظهرها ..دمت مبدعًا أخي المكرم أستاذنا الكبير نزار الزين
أختك
بنت البحر

نزار ب. الزين
27/01/2007, 01:41 AM
ابنتي العزيزة إيمان
تحليلك للنص جاء مطابقا لهدفه ، الأمر الجديد الذي أسعدني هو إخباري عن وجود برامج أسرية للتوعية بحقوق و واجبات كل من الزوج و الزوجة ، و لكن أين ؟
شكرا لمشاركتك القيِّمة و لك مني كل ود و تقدير
نزار

نزار ب. الزين
27/01/2007, 01:43 AM
أخي الفاضل الأستاذ ثروت
فعلا هي تقاليد متوارثة و اعتقاد راسخ أن الرجل يحق له ما لا يحق للأنثى ، و أن الزواج بصغيرة السن يجدد الشباب و أنا معك فإن الطريق طويل طويل لتحطيم هذه الجهالات و أخشى أنها تعمل على تحطيمنا ، إنني أشعر – يا أخي - أننا نتقهقر إلى الوراء .
شكرا لمشاركتك في نقاش النص و تفاعلك معه
تقبل مودتي و احترامي
نزار

ايمان حمد
27/01/2007, 02:08 AM
ابنتي العزيزة إيمان
تحليلك للنص جاء مطابقا لهدفه ، الأمر الجديد الذي أسعدني هو إخباري عن وجود برامج أسرية للتوعية بحقوق و واجبات كل من الزوج و الزوجة ، و لكن أين ؟
شكرا لمشاركتك القيِّمة و لك مني كل ود و تقدير
نزار


السلام عليكم
والدنا الكريم

بالفعل هناك برامج تدريب اسرية من قبل الحكومة وهيئات اجتماعية بالأمارات
والأعلان عنها فى الراديو والتليفزيون بصورة دورية
وهى برامج مجانية

وفعلا يستفيد منها الناس وقد حضرت بعضها بدعوة من الجهات نفسها


تحيتى

زكي العيلة
27/01/2007, 08:01 AM
وكافأها خير مكافأة، وجازاها نعمَ الجزاء..
النص صيحة تحذير، فمن ورثت مالاً عليها أن تلتزم جانب الحذر، وكيف تأمن مكر زوجها وقد تركت في أنحاء رأسه ووجهه ويديه وهو معسر علامات منوعة من الخدوش و الجروح و الكدمات.

النص يؤكد أن الحياة الزوجية السليمة كفاح مشترك واحترام متبادل، وتوق إنساني سوي يجعل للحياة معنى آخر يتخطى في عظمته الواقع، وما عدا ذلك فهو الخلل.

ولماذ نُحمّل المرأة ذنوبنا كافة، ونلقي اللوم عليها ونجعلها الجلاد، ماذا فعل أبو جاسم كي يحفظ بيته؟ ماذا قدّمَ؟ لماذا تهرّب من مسئوليته؟ لقد أعطته تلك المرأة جل ما تملك، فهل بعد ذلك من مزيد؟

حارس المدرسة لا يؤتمن على حراسةِ بيته، حراسةٍ لن تكلفه سوى إبداء بعض التقدير والبوح الإنساني لطرف يشكل الجزء المتمم للمعادلة، وتلك هي القضية.

تحية لأستاذنا الأديب الكبير نزار الزين.

ايمان حمد
27/01/2007, 12:38 PM
وكافأها خير مكافأة، وجازاها نعمَ الجزاء..
النص صيحة تحذير، فمن ورثت مالاً عليها أن تلتزم جانب الحذر، وكيف تأمن مكر زوجها وقد تركت في أنحاء رأسه ووجهه ويديه وهو معسر علامات منوعة من الخدوش و الجروح و الكدمات.

النص يؤكد أن الحياة الزوجية السليمة كفاح مشترك واحترام متبادل، وتوق إنساني سوي يجعل للحياة معنى آخر يتخطى في عظمته الواقع، وما عدا ذلك فهو الخلل.

ولماذ نُحمّل المرأة ذنوبنا كافة، ونلقي اللوم عليها ونجعلها الجلاد، ماذا فعل أبو جاسم كي يحفظ بيته؟ ماذا قدّمَ؟ لماذا تهرّب من مسئوليته؟ لقد أعطته تلك المرأة جل ما تملك، فهل بعد ذلك من مزيد؟

حارس المدرسة لا يؤتمن على حراسةِ بيته، حراسةٍ لن تكلفه سوى إبداء بعض التقدير والبوح الإنساني لطرف يشكل الجزء المتمم للمعادلة، وتلك هي القضية.

تحية لأستاذنا الأديب الكبير نزار الزين.


شجل اعجابى بردك الرائع استاذ زكى العيلة

تحية للجميع وموضوع شيق

محمد البوهي
27/01/2007, 01:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله

الاستاذ القاص القدير / نزار

اسمح لي أن أقسم النص إلى شقين ...

عمل الحارس :
وظيفة الحارس ، هي وظيفة قديمة جديدة ، جديدة لأن مهامها اختلفت ، فأنا اذكر ( عم أبو المجد ) حارس مدرستنا الابتائية ، كان له هيبة كما الناظر ، يخاف على المدرسة وطلابها كأنها بيته ، وكان الناظر يثق برأيه جداً ، فكان نحلة نشاط بين الصفوف ، يشرف على عمال النظافة ، يشرف على توزيع الاغذية ، يحفظ مواعيد بداية وانتهاء الحصص ، ولا يجرؤ أحد على قرع الجرس غيره ، كانت تظهر صارمته وجده كلما قرع الجرس . الآن انظر الي الحارس الجديد قمة في الكسل أ فقط يحرس الباب ، أما ما بداخل الباب فلا دخل له به ، فقط يحرس الباب لكونه باباً وليس لكونه مانعا امنيا يحمي قاطني المدرسة ، يشرب الشاي و ويرغي بالكلام ، واحيانا يترك البوابة لقضاء أعماله الثانية بالخارج .
الزواج الثاني :
القصة من النوع المزدوج ، بمعنى انها حاملة أفكار ، حملت إلينا فكرتين ، فكرة عمل الحارس ، وفكرة الزواج الثاني خصوصاً بعد يسر الحال ( ففعلا اقترح ان نفتح هذه القضية للنقاش )

احترامي وودي

محمد

نزار ب. الزين
28/01/2007, 12:50 PM
أخي الفاضل محمد البوهي
شكرا لمعانقتك الأولى لحروفي
تحليلك للنص جاء في محله ، فحراسة المدارس في بعض البلاد العربية أصبحت مهنة تنفيعية و كثيرا ما تترك المدارس بدون حراسة بسبب استهتار بعضهم ، أما مشكلة الزواج من ثانية بدون مبرر ( و في حالة القصة بدون أخلاق أو أبسط معاني الوفاء ) فأنا معك و على الكتاب أن يتصدوا لهذه المعضلة الإجتماعية الإنسانية و خاصة زواج كبار السن من فتيات في عمر بناتهم .
شكرا لمشاركتك القيِّمة مع كل المودة و الإحترام
نزار