المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصحفي العراقي رباح آل جعفر يكتب عن غضب الكلمات



الدكتور أحمد الياسري
19/08/2009, 11:56 PM
عندما تغضب الكلماترباح آل جعفر

أؤمن بالحرية بجميع مشتقاتها ..
وأكره القمع بجميع مشتقاته ..
وأؤمن أن دور الكاتب المغني قد انتهى .. وهذا العصر لم يعد يبحث عن كاتب يحرك فيه غريزة الطرب ، ويهز له سريره حتى ينام .. لكنه يبحث عن كاتب يؤرقه ، ويثير أعصابه ، ويغرز في جلده دبوسا من نار .. ويقص أرجل السرير الذي ينام عليه منذ خمس مئة سنة .. فربما إذا اصطدمت رؤوس النائمين بالأرض .. عرفوا قيمة الأرض .
وأؤمن أن الأنظمة لن تمنح مثقفا شهادة حسن سلوك ، فكيف بأنظمة من ( قشر الموز ) تزحلقت عليه أوطاننا .. وفي بلاد تستطيع أي بندقية يرفعها جبان ، أن تسحق الإنسان ، من السهل أن تلجم مليشيا حنجرة مثقف ، على كل كلمة قالها وهو غاضب ، أو هو حزين ، أو عندما يخيب أمله ، وتسرق صوته .. كما من السهل أن تقطع لسانه ، وتغدر به ، وتدق رأسه بقبضة الكلاشينكوف ، وتصادر حياته ، وأن تتعقب ( دون كيشوتيات ) الثقافة المسلحة كل كاتب رافض ، أو معارض ، حتى يتم تدجينه ، أو إسكاته ، أو تصفيته .. فقد صار رأس المثقف في العراق يساوي رأس الإرهابي .. كلاهما مطلوبان إلى المقصلة !.
وصار القتل في العراق على الرأي ، والقصيدة ، واللوحة ، واللحن ، والأنشودة .. كما هو قتل ، واحتراب على الهوية ، والمذهب ، والمعتقد .. فهل هي : ( حرب على كل موهوب وموهبة ..... لديه مسرجة الأضواء والشعل ) كما قال الجواهري الكبير في قصيدته الرائعة ( يا ابن الثمانين ) ؟! .. محاكم تفتيش تبحث عن ضحايا رأي جدد ، من دون حق الدفاع عن النفس ، ومثقفون مهانون كما لو أنهم كانوا مجموعة من القتلة واللصوص ..
وفي بلاد يسعى للتحكم في مصيرها الثأريون ، وصانعو القتل ، ومكممو الأفواه ، لم يعد مطلوبا من المثقف العراقي أن يستمد قوته من أسنان أبي جعغر الاسكافي التي قرضت لسان الجاحظ ، ولا من يد الشريف الرضي التي صفعت وجه القاضي عبد الجبار الهمذاني ، ولا من منجل أبي حيان التوحيدي الذي اجتث سمعة الصاحب بن عباد ، بقدر ما مطلوب منه أن يحافظ على رأسه من السقوط ، ما دام الكلام ممنوعا من الكلام ، وما دام الصوت ممنوعا من أن يكون له صوت !.
وصحيح أن ( كل الكمية المعطاة من الحرية لا تكفي كاتبا واحدا ) ، لكن برغم كل المليشيات ، وال ( دون كيشوتيات ) المسلحة ، والمشعوذين ، والدجالين ، والمهرجين ، والرجعيين ، والسفاحين ، والذين يتوضأون بدماء الكلمة ، بلا خجل ، أو حياء .. ستنتصر الكلمة ، ولن تستطيع أية سلطة ، أو مليشيا ، أو بندقية ، أن تمنع الكلمات من الاحتجاج ، والثورة ، والغضب .

كاظم عبد الحسين عباس
20/08/2009, 01:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اليقين ...اننا ننبع من بين شفرات سيوفهم ولن يثنينا لمعان الموت فيها
الثورة والجهاد تعني انك تهب نفسك الى الله والناس الطيبين
الثورة والجهاد تعني انك تواجه عهر الزناة وتجار الدم