المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لو كان الشعرُ رجلاً لتزوجته



شهد الجراح
20/08/2009, 01:27 AM
عندما ينساب الحرف كدمعة ولدت للتو من رحم العين , وعندما تجتمع نوارس ا لأبجدية على شطآن الورق , وعندما تتسارع الشفاه لتتغنى بعذوبة الكلم ,وعندما تدغدغ أنامل الهواء خدود الحروف ,يكون الشعر حتماً هو نجم الرحلة الى عالم من الجمال الذي يفوق الجمال جمال,الشعر هو حالة اصطدام الروح بعربة الملائكة وهي تزف الفراشات الى روضها ,وكحالة من التعلل المسائي تحت قناديل النجوم,وحالة تسلل رقيقة الى دهاليز العاطفة المخبوءة ,وحالة فريدة من نوعها فهي كأغفاءة خفيفة على سرير شلالاً من الذهب, وكعقد قرآن بين الحزن والفرح وبين الحلم والواقع وبين الامل واليأس وبين الضجيج والسكينة وبين الثورة والاستسلام في محكمة القصيدة , وكتلبس انسان متهم بالشوق لحبيبه على طرقات الفجر, وكحضن بلبل دافئ و برئ في شجيرة فل وحبق , وكولادة روح جديدة في الروح نفسها , وكأختراع وطن ثانِ للأوجاع حيناً وحيناً للحب, فتذوق الأ لم هو تجربة ممتعة وأنسانية المغزى في الوقت ذاته مادام الشعر هو ديدنه ومادام انسلاخ الجلد وزراعة جلد ثان تجتمع عليه طيور الحب تحت قسمات النجوم هو النتاج ومادام السكن على حافة البركان المتضخم بالعاطفة والجنون الجميل هو الحلم ,ولذا هو دعوة صارخةلألقاء الضوء على حالة ما وان كانت احتضارقرنقلة أو ربما اغتصاب وطن,اوربماحالة أقل شأنا كمحاولة هجرة العصفورة في بلادي بتهمة الانوثة , او حتى اغتيال قصيدة عشق عذري بتهمة مخالفة قوانين القبيلة التي تحرمه بشدة, او حتى تنفيذ حكم الاعدام بغزالة تلهو في البستان ..! الشعراذن هو حالة تجمع متناقضات الروح في طياتها فهو انغماس وانعتاق في آن واحد وهو فناء وخلود وهو احتضار وولادة ايضاً وهو سفر واقامة لكن ضمن حدود الورقة ربما,, وربما اكثر عمقاً كمحيط لايعرف له قاع وسماءا لاتعرف مداها اللا متناهي, وهو زلزال نتنظره بلهفة ليكسر روتين العيش بين مقابر الجفاف واشواك الرتابة وصخورالكآبة وهو حالة اختبار روائح الابجدية عن قرب وملامسة جبينها الناعم بطريقة حنونة فحرف المقاومة له رائحة الكبرياء والبارود وحرف المرأة له رائحة الوردة التي تضعها على خصلات شعرها ولون عينيها وحرف الحزن له رائحة الارض الثكلى ورائحة الدمع وحرف الثورة له رائحة النار المشتعلة ورائحة جمر الانتظار وحرف الحب له رائحة قداح الربيع وعود القرفة وزجاجة عطراً فاخر وحرف الوطن له رائحة الانتماء والفخر ورائحة دم الشهداء الطاهروحرف الحكمة له رائحة عصارة التجارب وخلاصة الحياة
,ربما أنا لااجيد كتابته ,ولا حفظه ايضاً , لكني اجيد حبه وبل واحترف جدياً بالشوق اليه,فلطالما تأملت ملامحه في مرايا الحقول ,وتغزلت بعينيه على ابتسامة ضوء الشموع الخجلى , وتمشيت معه في غابات الحب اليانعة الخضرة, وتسلقت معه الى جبال بيت الشمس الأم حيث تسكن , ونثرت شعري على وسادته ,و بكيت بحرقة على صدره , ولطخت وجهه برحيق القوس قزح كطفلا برئ حالم , واخترت الاعتكاف في صومعته في حالات الضيق والانكماش النفسي ,فلربما ان الشعر هو مرآتنا الحقيقة الى دواخنا وهو التذكرة التي نقطعها للهجرة الى قلوبنا التي اعياها وباء المصالح ومزق شغافها سكين الحكام الطغاة وجمد نبضاتها ثلوج العادات الجاهلية التي لاتمت للانسانية الحقة بصلة قرابة , فهو بلا شك من اكثر الاشياء في حياتنا مصداقية وربما كذباً فهو صادق حد الكذب والعكس هو الصحيح , فلا شيء يستطيع التعبير عن حسرات الحشيش وعن هموم الزهور وعن احلام الطفولة وعن آمال الكهولة وعن أمنيات البخور وعن احزان الغيوم غيره , ولاشيءيفضح الزيف مثله ,فهو الاحساس العالِ حيث لاتجد للعلو منتهى , وهوكالحمامة التي تلتقط حبوب الرز وفتافيت الخبزعلى عجل في صباح يوم ممطر للتزود به في يومها الطويل , وهو التاريخ بشقيه فرب قصيدةٍ اسقطت عرش ملك ورب قصيدةٍ حررت بلاد يستوطن الكبت فيها ورب قصيدةٍ أهدت لك الفرح الخرافي ورب قصيدة ٍاحالتكَ الى كومة رماد في منفضة عتيقة , ليس غروراً ان قلت بأني اخلط شعر عنترة وهو يقول ولقد ذكرتكِ والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي مع السكر وارتشفه صباحاً مع فنجان قهوتي , ولا مبالغة اذ قلت بأني امشط خصلات شعري بأحرف نزاري الذي لاأود ان تقاسمني بقصائده أنثى سواي , ولاكذباً اذ قلت بأني اتقاسم رغيف الغداء مع جنون قيس وهو ينادي ليلاه , ولا بطراً ان كانت أبيات المتنبي هي حقيبة سفري الدائمة ,ولا نفاقاً ان قلت بأني أعد نجوم المساء على وقع أحرف ابراهيم ناجي , ولا زيفاً حين اتوضئ للصلاة على وقع أحرف الجواهري وهو يغازل دجلتي بدجلة الخير , ولا تملقاً ان تكحلت به في كلمات عمر بن أبي ربيعة , ولا جنوناً حين اتغطى بكلمات البردوني في شتائي , اعطني اذن جمالاَ وعمقاً وطهارة أكثر من الشعر
ونافذة اطلُ بها على دواخل الاخرين غير الشعر , ومفتاحاً استخدمه لفك ابواب قلوب الاخرين غير الشعر , وموسيقى القيها على مسامع الاخرين كالشعر , ولوحة فوضويةٍ مبهرة اقدمها كعربون محبةٍ انسانية ٍ خالصة غير الشعر , وطفولة تلاحقك وتتمسك بثياب تصرفاتك مثل الشعر , الا يحق لي اذا ان احبه حد التصوف و ان اتعلق بحباله بسعادة وان شنقتني ,,! ربما هو العشق الوحيد الذي استطيع البوح به دون ان انتظر السكين العمياء التي يضعها على رقبتي شيخ القبيلة, وهو العشق الوحيد الذي اجاهر به بكامل جنوني وعقلي وطفولتي وربما حتى كآبتي دون الخوف من سخرية الواقعيين من الناس
الا يحق لي كأنثى ان اعترف واقول لو كان الشعر رجلا لتزوجته ..؟

عمر عزيز
23/08/2009, 11:57 PM
وماذا لو كان الرجل شاعرا الا تقبلين ان تتزوجيه لان الشاعر من يصنع الشعر
مع تمنياتي لكي بالتوفيق

شهد الجراح
25/08/2009, 10:46 PM
اخي عمر عزيز,,

الكلمة مرآة الروح ,,

والكلمة هي طريقة تواصلنا مع الاخر

ولذا فهي من تتحكم بقلوبنا وماتحمل من فرح او وجع او همّ

لذا من يعرف قيمتها بصدق ويحترمها لايمكن له ان يزيفها .

شكرا لمرورك

احسان السطم
25/08/2009, 11:28 PM
ليس غريبا على ابنة العراق عشق الشعرلأنها ابنة الحضارات وابنة شعب لم يعرف التاريخ أبلغ منه فصاحة وعذوبة وحسن تعبير بالكلمة واللحن .
قد يتمنى الكثيرون ان يتحولوا الى كلمات شعرية ليتزوجوك . هنيئا للشعر بحبيبته .

عمر عزيز
26/08/2009, 02:34 AM
اذا كانت الكلمه هي المراة وهي طريقة التواصل وهي اللتي تعبر عن مكنونات الارواح وتكشف مخابيء النفس والقلب والكلمه اللي تنطق شعرا هي انثى وليس ذكرا وكل ما يذكر من كلام هو انعكاس لما موجود بداخل الانسان ومعبر لاحساس الانسان من حب والم وفرح وكلنا نريد لانفسنا ان تكون الكلمه اللتي تخرج منا ان تكون صادقه ومعبرة بصدق عن المشاعر والاحاسيس. تقبلي مني كل الحب والتقدير والموفقيه لخدمه بلدنا الجريح ونكون خير من يضمد جراحه ويشفيه من الامه ويخرجه من ماسيه بصدقنه مع انفسنا ومع الاخرين.......اخوكي عمر عزيز

شهد الجراح
28/08/2009, 12:49 AM
اخي احسان السطم

ردك يبدو لي وكأن حروفه مطوقة بالياسمين واللؤلؤ

هنيئا لحروفي بمروك الانيق

مودتي

شهد الجراح
28/08/2009, 12:51 AM
اخي عمر عزيز ..

نعم الكلمة هذه هي رسالتها لكن بشرط المصداقية ليس الا ,,,

هناك من يحتال على الكلمة ويزور معناها ,,, لكن لا يلبث الا ان ينكشف زيفه

بوركت يأبن البلد

مودتي