المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعلم : صاحب رسالة إنسانية



السعيد ابراهيم الفقي
22/08/2009, 03:51 AM
المعلم : صاحب رسالة إنسانية



ينظر الناس للمعلم منذ القدم نظرة تقدير واحترام على انه صاحب رسالة مقدسة عبر العصور ، فهو معلم الأجيال ومربيها، ومن دوره وأهميته في التربية يمكن أن نستنتج أن مهنة التربية والتعليم التي يديرها المعلم إنما هي مهنة أساسية وركيزة هامة في تقدم الأمم وسيادتها ورقيها.

مرت مهنة المعلم ودوره عبرالعصور بمرحلتين : ــــ

الأولى: مرحلة ما قبل التربية الحديثة : كان دوره فيها محوري ، لأنه يقوم بعملية تلقين ونقل المعارف لتلاميذه ، وما عليهم إلا حفظ هذه المعارف والمعلومات التي يوصلها لهم . كما انه المسؤول الوحيد عن تأديب وتربية التلاميذ دونما أي أهمية لدور الأسرة والبيت في التنشئة والتربية السليمة.

الثانية : هي عصر التربية الحديثة التي أصبحت النظرة فيها إلى المعلم على انه معلم ومربي في الوقت نفسه ، وتقع عليه مسؤولية جسيمة وكبيرة في تربية تلاميذه والمساهمة الموجهة والفاعلة في تنشئتهم التنشئة السليمة ، كي يتكامل نموهم جسمياً وعقلياً وروحياً ومهارياً ووجدانياً فضلاً عن دوره في مجال التفاعل التربوي مع المجتمع وخدمته والمساهمة في تقدمه ورقيه.

ووفقاً لهذه الأدوار والمهام الجسام التي تؤديها مهنة التربية والتعليم ، يتطلب من المعلمين أن يكونوا بمثابة المحور الرئيس في العمل المدرسي، وأن يؤمنوا بهذه المسؤولية المتطورة والمتجددة مع كل عصر وتغير علمي وتكنولوجي التي لابد أن يكون لها تأثيراً في مناحي الحياة الاجتماعية بشكل أو أخر، فتكون لهم الدافعية للعمل الجاد نحو تحقيق الأهداف التربوية العامة المستقاة من حاجات ورغبات ومتطلبات المجتمع الذي يعيشون فيه ، لذلك لايمكن إغفال دورهم في المشاركة الفعالة والايجابية من خلال المؤسسة التربوية في إعداد الأجيال إعداداً جسمياً وعقلياً وانفعالياً ومعرفياً، كي تعمل هذه الأجيال في خدمة المجتمع الكبير، وهو الهدف الأسمى للعملية التربوية.

إن من أهم المهام التربوية التي تلقى على عاتق العملية التربوية هو خدمة المجتمع ورصد الظواهر التي قد تؤثر سلباً على تقدم ورقي هذه المجتمعات ، والتي قد تؤثر أيضاً على مستقبل الأجيال لاسيما وهم يعيشون في عصر امتاز عن العصور السابقة بكثرة الاكتشافات والابتكارات العلمية في مختلف العلوم والمعارف ،التي أثرت تأثيراً مباشراً وفعالاً في طبيعة الحياة وجعلت منها في تغير وتبدل مستمر، فاملت تلك الحقائق على العملية التربوية أن تضع مناهجاً تواكب هذه التغيرات المستمرة وترصد سلبيات وايجابيات هذا التقدم العلمي والحضاري. والمعلمون هم الذين يقومون بإدارة هذه المناهج ويشرفون عليها بأساليب وطرائق التربية الحديثة التي تواكب روح وطبيعة العصر الذي يعيشون فيه. فيرصدون الظواهر الايجابية والسلبية لهذا التقدم على البيئة الاجتماعية والطبيعية المحيطة بأفراد المجتمع ويحاولون معالجتها عن طريق تطويع المناهج التربوية وإعدادها بما يصب في خدمة المجتمع الكبير.

إن الدور الكبير الذي يؤديه المعلم في العملية التربوية، أدى إلى أن المجتمع منحهم التقدير الذي يستحقونه أما الجهات الرسمية المتمثلة بالحكومات لاسيما وزارة التربية والتعليم في بعض دولنا العربية (للأسف) لازالت تعد المعلم موظفاً عادياً مثله مثل أي موظف في دوائر الدولة. وهوخطأ جسيم ومجحف ، إذ كيف يكون للمعلم أن يؤدي دوره الكبير وهو يشعر بعدم الإنصاف.

لذا فان خطط التنمية التربوية التي هي جزءاً من الخطط التنموية الشاملة في برامج الدول تتطلب العناية المستمرة والشفافة بالنظام التربوي عامة (كي لايكون نظاماً تقليدياً قديماً متخلفاً عفى عليه الزمن وفاته قطار التقدم الحضاري والتكنولوجي والتغيرات والتبدلات المستمرة في جميع مناحي الحياة الإنسانية والحضارية) وخاصة بمحاور العملية التربوية ومنها المعلم ، فالعناية بالمؤسسات التربوية وإعادة اعمارها بما يناسب التربية والتعليم الحديث ، وعادة كتابة المناهج وتطويرها، وإدخال وسائل التربية والتعليم الحديثة، ورصد الموازنات المالية لتطوير العملية التربوية حتى تأتي ثمارها الفعالة من دون نظرة فاحصة لواقع المعلم ، فإذا كانت الجهات الرسمية تريد التغيير في النظام التربوي وتطويعه ليواكب روح العصر المتجدد والمتحدث باستمرار، فان الأمر يتطلب من المسؤولين التربويين في الدول العربية والإسلامية أن تعطي موضوع المعلم أهمية كبيرة في التخطيط للتنمية التربوية المستقبلية، ويمكن أن يتضمن ذلك الآتي:

1- إعداد المعلمين إعداداً علمياً وتربوياً جيداً وفعالاً في كليات المعلمين وكليات التربية من خلال اختيار الطلبة المناسبين للدخول إلى هذه الكليات ، وتدريسهم مناهج حديثة وليس مناهج تقليدية كما هو عليه الحال الآن في معظم كلياتنا، وتقويمهم تقويماً شاملاً وليس من خلال الاختبارات الدراسية فقط.

2-إعداد برامج التدريب والتطوير المستمرة للمعلمين أثناء الخدمة من خلال إدخالهم في دورات تتناول أخر المستجدات في العلوم والمعارف وطرائق التدريس ووسائل التعلم المساعدة، وان لاتكون هذه البرامج مقتصرة على فئة من المعلمين دون غيرهم، بل يجب إشراك الجميع فيها، بغض النظر عن مدة الخدمة أو الدرجة الوظيفية أو المنصب الإداري.

3- إعطاء المعلمين حوافز تشجيعية مستمرة من قبل الوزارات ، فضلا عن تحسين مستواهم المعيشي توازي أهميتهم ودورهم في بناء المجتمع والحفاظ عليه.

4-تشجيع المعلمين على الحصول على درجات علمية عالية مثل شهادة البكالوريوس التخصصية والدبلوم العالي ما بعد البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وتفعيل برامج البعثات والمعايشات التربوية الخارجية مع الدول المتقدمة في المجال التربوي والتعليمي، وعمل الخطط والحوافز المادية المناسبة للتأكد من المردودات الايجابية من مثل هذه البرامج.

إن اقل مستوى من الأهمية التي تعطى لهذا الموضوع وفقا لما ذكر سابقاً لابد أن تؤثر على مفهوم المعلم في العملية التربوية، وبالتالي يمكن توقع حدوث تغيرات وتبدلات وتطورات ايجابية في النظام التربوي بجميع متغيراته ومحاوره ، وحينها فقط يمكن القول أننا في الطريق السليم نحو إعداد أجيال تتكيف وتحاكي وتشارك بفعالية في بناء الأوطان، فضلا عن المساهمة في الإرث الحضاري للإنسانية جميعها.

(منقول)

موقع تربية نت : مقال ( قف للمعلم وفه التبجيلا )

داعس ابو كشك
22/08/2009, 01:29 PM
شكرا لك على هذا المقال ولكن في حقيقة الامر هناك اسباب عدة ادت الى تراجع دور المعلم واذا كانت وزارة التربية اول من يتحمل وزر ذلك الا ان المجتمع والمعلم من ساهم في هذا التراجع فالجامعات لم تعد تخرج تربويين انما تخرج اكاديميين يستنكفون عن المهنة منذ ربع الساعة الاولى فنحن بحاجة الى تغيير في كل النظم التربوية حتى نعيد للمعلم كرامته .

عز الدين بن محمد الغزاوي
22/08/2009, 04:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
شكرا لأخي الأستاذ الفقي، إن للموضوع أهمية بالغة و له ارتباطات متعددة بجوانب أخرى من المجتمع و رغم ما ورد في المقال من مفاهيم و اقتراحات فإن " إشكالية التربية و التعليم " أو " العملية التعليمية-التعلمية " تحتاج لعدة وقفات و تحليلات كي نبرز ما أشكل و نقدم تجارب بعض الدول في هذا الميدان.
من هذه المقدمة، أقترح أن نفتح نقاشا بناء و هادفا على مستويات متعددة و نطلب من كل الأعضاء المشاركة ( علما بأن الموضوع يهم الجميع ).
سأرفع الموضوع للمناقشة، طبعا بموافقتك أخي الأستاذ الفقي و نترك المجال لمناقشته و إبداء وجهات النظر.
دمت في رعاية الله أخي الأستاذ الفقي، و رمضان كريم / صديقك عز الدين الغزاوي.

سهام محمد نعمان
22/08/2009, 10:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
المعلم عبر تاريخه الطويل صاحب رسالة انسانية إذ يقوم بأدواراً وطنية وقومية مشرفة تجعل منه مشعل نور ومركز إشعاع حضاري وإنساني على مر الزمن لما يبذله من تنوير وتطوير للانسان . فعلى عاتق المعلمين تقع مسؤولية تربية الجيل ليرفع من شأن أمته ويسمو بوطنه.‏
إن المعلم الأول لنا كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي لاقى في سبيل إخراج قومه من الظلمات إلى النور الأذى الكثير فخرج ممن آمن به أفضل العلماء والعلوم الذي على أساسه بنى الغرب الظالم حضارة رقمية غير انسانية أنارت كل بقاع الدنيا.
ونحن بفضل الله نستمد أخلاقيات هذه المهنة من عقيدتنا الإسلامية المقررة في القرآن الكريم والسنة المطهرة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قدوتنا ومعلمنا في هذا الشأن كما جاء في كتابنا القرآن الكريم (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ... )
إن كل معلم يستشعر أنه يتعين عليه مخافة الله في أدائه لرسالته ، وقيامه بعمله من قبل أبنائه الطلاب وزملائه العاملين و الوطن . فالمعلم الناجح هو الذي يأسر قلوب طلابه بلطفه ، وحسن خلقه ، وحنوه عليهم لينال إعجابهم واحترامهم بتمكنه من مادته التي يعلمها ، وببراعة إيصالها إليهم .
والمعلم المحب لعمله يخلص لله ومن ثم له ، ويجد المتعة فيه ، وتهون عليه الصعاب فيصبح الطالب يحب معلمه ويحترمه لما يجد فيه من قدوة حسنة ، ورسولنا المعلم محمد صلى الله عليه وسلم كان يرفق بصحابته فقال:(إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه( وبحب الطالب لمعلمه يغدو يحب مادته فيستسهل صعبها ويتألق فيها .
وبما أن فاقد الشيء لا يعطيه ، فالمعلم الجاهل لا يستطيع أن ينفع طلابه بالعلم الضعيف فكيف للمعلم أن يرقى بالمتعلم إن لم يكن رصيده من القوة في العلم والأمانة والخلق ما يسع المتعلمين .ولكن ..ما القيمة الحقيقية التي يستشعرها المعلم بنفسه من حيث عدم إعطائه الاهتمام والتخفيف عليه ضغوط الحياة فهو يقدم كل ما يستطيعه في سبيل البناء والتثقيف، ولكنه لا يجد في كثير من الأحيان ما يخفف عنه مسؤولياته فراتبه من أقل الرواتب ونظرة المجتمع إليه أنه عضو ضعيف لا يستطيع أن يفي احتياجاته فهل هذا رد للجميل أم تحطيم لكل جميل والله المستعان.

أمل الفقها
23/08/2009, 09:40 PM
جميل هذا الطرح لمثل هذه الموضوعات التي تهم بالدرجة الأولى المعلمين
الحقيقة أن المعلم يبذل فوق طاقته دائماً ليصل بطلبته برّ الأمان ويؤدي
رسالته على أكمل وجه، وأتفق مع ما جئت به من أن المعلم بحاجة إلى مزيد من
التشجيع من قبل الوزارة ليقدم أروع ما عنده، والحقيقة أن الدور التربوي للمعلم
إذا لم يتبعه حوافز يبقى دوراً عادياً، بمعنى أن المعلم بحاجة للدراسة ما بعد البكالوريوس
حتى يطلع على مستجدات التعليم وذلك من قبل الوزارة كحوافز تشجيعية
آملين أن تتغير النظرة للمعلم ويحظى بمكانة أكبر من ذلك
فلدينا ما يسمى التعلم الحديث أو المعلم الحديث لكن من أين لنا بهذا المعلم ولا يوجد
لدينا من يدعم هذا المعلم ليصل بالتالي إلى ما نسميه بالمعلم الحديث
وشكراً لك أخي على إثارة مثل هذه الموضوع
ولك خالص التقدير والمودة

السعيد ابراهيم الفقي
09/09/2009, 03:06 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكر كل الاخوة الذين مروا من هنا
واسجل سعادتي
واتمنى مزيد من التواصل ومزيد من الطرح في هذا الموضوع

د.محمد فتحي الحريري
18/09/2009, 05:03 PM
السعيد الفقي
الاخ المربي المكرم
المعلم هو بوابة الحضارو وولوج المستقبل باقتدار
وبقدر ما تولي الامم اهتمامها بالمعلم بقدر ما تتسنم ناصية المجد
وبئست الامة التي تهين المعلم وتسعى لاذلاله بشتى الوسائل
دمت صدسقي بحب واقتدار والله معكم

السعيد ابراهيم الفقي
18/09/2009, 09:56 PM
السعيد الفقي
الاخ المربي المكرم
المعلم هو بوابة الحضارو وولوج المستقبل باقتدار
وبقدر ما تولي الامم اهتمامها بالمعلم بقدر ما تتسنم ناصية المجد
وبئست الامة التي تهين المعلم وتسعى لاذلاله بشتى الوسائل
دمت صدسقي بحب واقتدار والله معكم
==========
سأظل عاشقا لعبق دمشق الشام
متلمسا أخبارها
متعلما على ايدي افذاذها
==========
د.محمد فتحي الحريري لك السعادة كلها

محرز شلبي
22/10/2010, 12:20 AM
المعلم هو الذي ذلّ نفسه قبل أن يذلّه الآخرون..صار لديه قابلية الإذلال..فقد وتخلى عن رسالته الإنسانية رغم توفر الوسائل الجمة مقارنة بما كان يعانيه في الماضي البعيد والقريب..إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..لاالإصلاحات ولا الندوات ولا ولا ولا...يمكن أن تغير ما لم تكن لديه هو رغبة التغيير ..صحيح هناك أمور يجب أن تتوفر له من أجل آداء واجبه على أكمل وجه..ومع ذلك مالم تكن لديه قناعة بأنه صاحب رسالة حضارية إنسانية لابد من التضحية من أجلها فإن كل شيء مضروب في الصفر..
عموما شكرا سيدي السعيد وسدد الله خطاكم.

السعيد ابراهيم الفقي
22/10/2010, 02:34 PM
المعلم هو الذي ذلّ نفسه قبل أن يذلّه الآخرون..صار لديه قابلية الإذلال..فقد وتخلى عن رسالته الإنسانية رغم توفر الوسائل الجمة مقارنة بما كان يعانيه في الماضي البعيد والقريب..إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..لاالإصلاحات ولا الندوات ولا ولا ولا...يمكن أن تغير ما لم تكن لديه هو رغبة التغيير ..صحيح هناك أمور يجب أن تتوفر له من أجل آداء واجبه على أكمل وجه..ومع ذلك مالم تكن لديه قناعة بأنه صاحب رسالة حضارية إنسانية لابد من التضحية من أجلها فإن كل شيء مضروب في الصفر..
عموما شكرا سيدي السعيد وسدد الله خطاكم.
===
نعم هذه حالنا
والله المعين
وحسبنا الله ونعم الوكيل
نتمنى ان يصلح الله الحال

د.محمد فتحي الحريري
22/10/2010, 02:44 PM
مررت ثانية لاكرر الشكر
وكي أُثمّـن كلمة الاستاذ المربي اخي البهي محرز
اعزه الله
وشكري موصول لصاحب الصفحة المربي الكبير الاستاذ السعيد " في الدارين "
ان شاء اله تعالى ........
ودي الاثيــــــــــــــــــــــــــــــــــل وتقديري ...

السعيد ابراهيم الفقي
22/10/2010, 03:41 PM
مررت ثانية لاكرر الشكر
وكي أُثمّـن كلمة الاستاذ المربي اخي البهي محرز
اعزه الله
وشكري موصول لصاحب الصفحة المربي الكبير الاستاذ السعيد " في الدارين "
ان شاء اله تعالى ........
ودي الاثيــــــــــــــــــــــــــــــــــل وتقديري ...
===
ونحن : أنا وأخي محرز شلبي
نتشرف دائما
ويعشش فينا التفاؤل
وتغمرنا السعادة
بوجودكم هنا
دكتور محمد فتحي الحريري
واضافاتكم الواعية الواقعية