المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دور مدير المدرسة كمشرف مقيم وأثره في تحسين العملية التربوية



داعس ابو كشك
22/08/2009, 05:34 PM
الدراسة التي قدمها الاستاذ داعس ابو كشك في المؤتمر التربوي الاول للادارة المدرسية الذي عقد في جامعة النجاح الوطنية يتاريخ 4/5 /2009 بعنوان

دور مدير المدرسة كمشرف مقيم وأثره في تحسين العملية التربوية

يعتبر مدير المدرسة المشرف التربوي المقيم في مدرسته الذي يلعب دورا هاما في تسيير العملية التربوية وانجاحها ويدعم التغيير الايجابي وهو المسؤؤول عن توفير بيئة تربوية ابيجابية وصحية تعمل على التطوير المهني للمعلمين وتطوير المنهاج وتحسينه وتوفير الوقت للتخطيط المشترك بين المعلمين والقيام بورشات عمل لهم وتشجيعهم على تبادل الزيارات الصفية وتنمية طاقاتهم وقدراتهم واشراكهم يالمسؤولية والسلطة في ادارة المدرسة وتشويق التلاميذ وتحفيزهم للتعلم بتوفير الجو المناسب وهو المسؤول عن ايجاد الحلول السليمة للمشكلات التي تواجه العاملين معه او تلاميذ مدرسته , وهو الموجود مع المعلمين يزورهم في فصولهم ويتابع ادائهم وكيفية تصرفهم مع المشاكل التي تحدث في الصف وبذلك يستطيع المدير ان يلم بكل ما يتعلق بالمعلم ، ولأن مدير المدرسة هم حلقة الاتصال والتواصل بين عناصر العملية التعليمية التعلمية فهو المحور البناء والفاعل والقائد ونجاح المؤسسة التربوية نابع من نجاحه .

كفايات ومهمات مدير المدرسة من حيث هو مشرف مقيم

المدير هو المشرف على جميع اعمال المدرسة ونشاطاتها وسير العمل فيها وهو الموّجه لمعلمي مدرسته والمسؤول المباشر عن اشاعة روح الانسجام والتعاون بينهم ويمكن تصنيف دور المدير ومسؤولياته الى دورين رئيسيين هما :-
اولا – الدور الاداري :-
ويعرف الدور الاداري بأنه عملية ضبط النظام المدرسي والاشرافي على سير العمل في المدرسة وهذا يتطلب من المدير القيام بسؤوليات ادارية يمكن تصنيفها في المجالات التالية :-
1- تنظيم السجلات والملفات والاحصاءات والشؤون المالية .
2- تنظيم الجدول المدرسي .
3- توزيع المسؤوليات على الهيئة التدريسية والعاملين في المدرسة.
4- قبول التلاميذ وانتقالهم وتوزيعهم على الصفوف وتزويدهم بالشهادات.
5- ضبط الغياب والحضور والتأخير.
6- ضبط الخروج على النظام المدرسي.
7- الاشراف على الابنية والمرافق.
8- توفير الكتب والوسائل التعليمية واللوازم الاخرى للمعلمين والطلبة والمحافظة عليها.
9- تفعيل العلاقة بين المدرسة والمجتمع المحلي.
10-تزويد مديرية التربية والتعليم بالمعلومات المطلوبة.
11- التنسيق والتعاون مع المدارس الاخرى على صعيد الانشطة المنهجية واللامنهجية.
12-الزيارات المتبادلة بين معلمي المدرسة والمدارس الاخرى.
ثانيا – الدور الفني :-
يعرف الدور الفني بأنه عملية الاشراف على سير العملية التعليمية والارتفاع بمستواها وهذا يتطلب من المدير القيام بالمجالات التالية :-
1- متابعة اعمال المعلمين وتقويمها.
2- عقد اجتماعات تناقش فيها المناهج والكتب المدرسية وطرق الاستفادة من مضمونها .
3- متابعة الاحتياجات المهنية للمعلمين.
4- الزيارات الميدانية للصفوف وتنسيق عمل المعلمين وجهدهم.
5- عقد ورش للمعلمين حول اهمية استخدام الوسائل التعليمية وتنويع طرق التدريس.
6- متابعة تدريس المنهاج بشكل سليم.
7- مساعدة التلاميذ في التغلب على الصعوبات التي تعترض تقدمهم في الدراسة.
8- التخطيط للاختبارات التشخيصية والتحصيلية واستخلاص نتائجها.
وان على مدير المدرسة ان يعلم علم اليقين ان الهدف من الزيارة الصفية هو تحسين التعليم وليس الغرض منها تقويم المدرس ، ويجب ان تكون الزيارة معلنة حسب برنامج معد مسبقا ويطلع عليه المعلم حتى تساعد النتائج التي يمكن التوصل اليها على تحسين التعليم ، واذا كان الدور الفني لمدير المدرسة يساعد في تحسين العملية التعليمية والارتفاع بمستواها فان الدور الاداري يعمل على ضبط النظام المدرسي والمحافظة على حسن سير العمل في مدرسته ولذا لا يمكن الفصل بين الدور الاداري والدور الفني لمدير المدرسة فهما متلازمان .
وفي بحث اجرته الدكتورة افنان دروزة من جامعة النجاح الوطنية حول مدى ممارسة مديري المدارس بدورهم الوظيفي ، وقد طبقت استبانة تعكس هذا الدور في مجالات تحليل البيئة المدرسية والتخطيط لنشاطاتها وتطويرها وتقويمها وادارتها على مئتي مدير ومديرة في المنطقة الشمالية من فلسطين وتم التوصل الى النتائج التالية :-
1- يقوم مديرو المدارس بدورهم الوظيفي بدرجة ممتازة بلغت 89%.
2- كانت اعلى هذه الممارسات تتجلى بقيامهم بالدور الاداري بنسبة 92% ، وتحليل البيئة المدرسية 88% ، وتقويم نشاطاتها 87% ، وتطويرها 86% ، واخيرا التخطيط 82%.
3- اضعف هذه الممارسات ما يتعلق باتخاذ القرارات الادارية 74% والتخطيط لبرامج مشتركة بين الاباء والمعلمين في الانشطة المدرسية لحل مشاكل الابناء 76% ، وترشيح المعلمين للدورات والندوات 78% ، وتلبية حاجات المعلمين بتوفير فرص تدريبية وتنمية ذاتية 80% .
وأرجعت الدكتورة دروزة النقص في هذه الممارسات الى مركزية القرار دون مشاركة مديري المدارس موصية بعدم التفرد باتخاذ القرارات الادارية او التطويرية او التخطيطية المتعلقة بالمدارس نظرا لمعرفة المدراء بمدارسهم ، وأوصت الوزارة بتكثيف الاشراف على اداء مديري المدارس فيما يتعلق بتوثيق الصلة بين المدرسة والمجتمع المحلي وتفعيل مجالس الاباء والمعلمين لما له من اثر على انفتاح المدرسة على المجتمع .
ولا بد من المام المدير بالاعمال الادارية والفنية بصورة متكاملة وهي تحتاج الى مهارة وخبرة وقيادة حكيمة حيث ان لها علاقة جدلية تتصل بالطلبة وتحصيلهم وبكفاية المعلمين وسمعة المدرسة العلمية والتربوية وعلاقة ذلك بأولياء الامور والمجتمع المحلي ، ومن هنا فان الجانب الاشرافي للمدير يعنى بأحداث تحسن مستمر في العملية التربوية ، وعلينا ان لا نتوقع من مدير المدرسة ان يكون ملما بالتخصصات كافة والمواد الدراسية جميعها ولكن يجب عليه وبالضرورة ان يطلع على المنهاج وأن يطلع المشرف التربوي على كل التفصيلات واكتشاف قدرات معلميه واختيار الوسائل التعليمية المناسبة .
وحتى يكون مدير المدرسة قادرا ومؤهلا للقيام بدوره كمشرف مقيم فانه لا بد من تحديد تلك المهام وهي :-
اولا – في اطار الاشراف على التعليم :-
1- يقود المعلم في اطار برنامج متكامل للاشراف التربوي يوصله الى تحسين ادائه في التعليم الصفي.
2- يلاحظ اداء المعلم في غرفة الصف بأسلوب نظامي للحصول على بيانات ومعلومات موضوعية.
3- يجري لقاءات توجيهية مع المعلم بأسلوب تشاركي في اتخاذ قرارات التطوير والتحسين المرغوب فيها.
4- التخطيط وتصميم حلقات تدريبية في اطار النمو المهني للمعلمين على النحو التالي :-

أ ) يحسن تفسير وتأويل المعلومات والبيانات المتصلة بأداء المعلم مستخدما الاساليب التعاونية.
ب)يساعد المعلم في تحديد الاهداف الخاصة اللازمة لاحداث التغييرات المرغوب فيها في الاداء الصفي.
ج ) يطور جدولا زمنيا من الخبرات المنظمة اللازمة لاستثارة اهتمام المعلم المستهدف باتجاه النمو المهني.
د ) يحدد الاهداف الخاصة لحلقة دراسية تدريبية ترتبط بالحاجات.
ه ) يخطط لمشغل تدريبي مستخدما عددا من الاساليب والمواد التعليمية والنشاطات والاجراءات المناسبة .
5- متابعة توصيات المشرفين التربويين وآلية متابعتها ومدى تقبل المعلم لها ويكون ذلك اما بحضور حصة صفية أو اجتماعات فردية وتفعيل اسرة المبحث الواحد.
6- متابعة الاعمال الكتابية للمعلمين والطابة كالخطط الدراسية والاختبارات وكراسات التحضير ودفاتر الحضور والعلامات والواجبات البيتية .
7- متابعة تنفيذ الخطط العلاجية وذلك بمشاركة مدير المدرسة في بناء الخطط ودوره في متابعة تنفيذ بنودها ورصد تحسن اداء الطلبة.
8- تحصيل الطلبة : على مدير المدرسة ضرورة متابعة ورصد نتائج الاختبارات وتحليلها وابراز نقاط القوة والضعف في اداء الطلبة واطلاع اولياء الامور على نتائج ابنائهم.
9- معرفة احتياجات المعلمين في النمو المهني سواء كانت احتياجات جماعية او فردية والاحتفاظ بمعلومات عن العاملين بالمدرسة وعدد الزيارات الاشرافية والدورات التي حضرها كل معلم وتنظيم زيارات تبادلية بين المعلمين وفق برامج مخططة وواضحة بالاضافة الى ابراز الجوانب الابداعية لدى المعلمين والطلبة وتفعيل مشاركة المدرسة في الانشطة والمسابقات سواء على مستوى المدرسة او المديرية بالاضافة الى متابعة اثر الدعم المقدم للمعلمين من المشرف او المدير .
10-دعم المعلمين الجدد :- حيث يأخذ المعلم الجديد النصيب الاكبر من اهتمام مدير المدرسة وخاصة فيما يتعلق بالامور التالية :-
أ‌) تعريف المعلم الجديد بالحقوق والواجبات المتعارف عليها حسب قانون وزارة التربية والتعليم العالي.
ب‌) تعريف المعلم بالمنهاج الجديد وفلسفته وذلك تجنبا لاجتهاد المعلم الشخصي او الاخرين خاصة اذا استندوا الى وجهات نظر لا مرجعية لها ، وبالتالي فان مدير المدرسة هو المخوّل بهذا الخصوص.
ت‌) تعريف المعلم بالتخطيط والخطط وآلية اعدادها وكذلك الطرق والوسائل المناسبة للتعامل مع الطلبة خاصة وأن هناك فروقا فردية بين الطلبة من الضروري ان يراعيها المعلم وكذلك تقويم الطلبة بموضوعية وتوجيه المعلمين الى ان التقويم هو وسيلة لا غاية.
ث‌) توجيه المعلم لحضور حصص عند معلمي ذوي خبرة والاجتماع معهم وذلك للافادة منهم ولتبادل الخبرات فيما بينهم مع ضرورة توثيق ذلك في ملف خاص يتسنى الاطلاع عليه عند الحاجة.
ج‌) تعريف المعلمين بآلية التحضير والتعامل معها وكذلك الهدف السلوكي وآلية صياغته وكذلك دفاتر العلامات وسجلات المدارس الرسمية.
ح‌) من الضروري توجيه المعلم الى الادارة الصفية ومتغيراتها وما ينبغي اتخاذه من قبل المعلم.
خ‌) تعريف المعلم الجديد بالمهام الموكلة على عاتفه .
11-دور مدير المدرسة في تقديم الدعم للمعلمين ذوي الاداء المتدني ويتمثل ذلك بعقد اجنماعات معهم من اجل تقديم التغذية الراجعة لهم وتحفيزهم وارشادهم الى سبل النجاح وذلك بتقديم الجرعات بشكل تدريجي وليس دفعة واحدة بهدف تحسين ادائهم وتطورهم المهني .
12-خلق بيئة تربوية آمنة وسليمة وتوظيف المرافق التعليمية مثل المكتبة والمختبر والحاسوب وتوفير المصادر التعليمية والمصادر بهدف تحسين الاداء التعليمي وتحقيق الاهداف المرجوة .
13-دور مدير المدرسة في متابعة البيئة التعليمية والسلوكية في المدرسة وذلك بتنمية السلوك الايجابي عند الطلبة عن طريق الانشطة الرياضية والثقافية والفنية لما لذلك من اثر في تهذيب سلوكهم ولا شك في ان قدرة المدير على مواجهة المشكلات السلوكية ورصدها اولا بأول ومتابعتها بمشاركة اولياء الامور والمرشد التربوي ومربي الصف يحد من تلك المشاكل ويعدل من سلوك الطلبة ، ولا ننسى دور المدير في ارشاد معلميه حول طرق التعامل مع الطلبة وصياغة الاهداف السلوكية وتفعيل النشاط الطلابي وطرق ضبط الصف واشراكهم في اللجان الادارية في المدرسة لكي يمتلكوا الخبرة والمهارات .

ان متابعة المعلم بصورة صارمة ضمن معايير محددة لا تؤدي بالضرورة الى تحسن في ادائه بل تعكس فاقدا تربويا وعلاقة متوترة بين المدير والمعلم وليس هذا في مصلحة الطالب ولا العملية التربوية بشموليتها بل يجب ان تكون العلاقة مع المعلم مبنية على انه يمر بمراحل نمو وتطور متدحرجة ويحتاج الى دعم ومساندة مستمرة من قبل مدير المدرسة ، وان توزيع المهمات بين الجميع كل حسب قدرته تؤدي الى العملية التشاركية في اداء المهام التربوية والتعليمية، وان عمل المدير كمشرف مقيم هي عملية تعاونية هادفة تخلو من التسلط والفوقية وتقود الى وضع خطة اجرائية ليتوصل من خلالها الى اهداف قابلة للتحقيق

ثانيا – في مجال الاهتمام فيما يتصل بالمناهج المدرسية ، وتتمثل فيما يلي :-
1- اثراء المادة الدراسية : يتم ذلك بقراءات او انشطة او ادوات التقويم المناسبة ، وهي اضافية لعدم كفايتها او صعوبة تنفيذها ، او موضوعة بشكل مقتضب او غير واضحة الصياغة.
2- توظيف الكتاب المدرسي: متابعة مدير المدرسة بحسن استخدامه من المعلم والتلميذ فلا يترك المعلم يتصرف بحيث يبعد التلاميذ عن الكتاب بما يقوم به المعلمين من تلخيص وبه يعود المعلم التلاميذ على القراءة المستقلة.
3- استخدام الوسائل التعليمية : يقوم مدير المدرسة بتوفير الوسائل التعليمية وتخصيص مكان لترتيبها ، وكتابة كشف بالوسائل الموجودة بالمدرسة ، وتدريب المعلمين على استعمالها ، وتشجيعهم على استخدامها لتحفف اهدافها.
4- توظيف المختبر المدرسي : يقوم مدير المدرسة بتوفير جميع الاجهزة والادوات اللازمة ، ووضع دليل للتجارب وتدريب المعلمين الذين لهم علاقة بالاجهزة واجراء التجارب على استخدامها وتشجيع المعلمين على اجراء التجارب ويقوم بمتابعة تنفيذها وتدوينها.
5- الرحلات المدرسية : يراعي مدير المدرسة بأن يكون لها اهداف تعليمية وتربوية وتكون متصلة بموضوعات الدراسة او مكملة لها وأن توفر خبرات تعليمية يصعب الحصول عليها بوسائل تعليمية اخرى ، وتكون نابعة من حاجات التلاميذ ، وان يكون لها تخطيط وتنظيم واشراف دقيق.
6- توظيف المكتبة المدرسية: يقوم مدير المدرسة بالتعاون مع المعلمين على غرس حب القراءة والاطلاع عند التلاميذ ، وتوجيههم الى طرق استخدامها ، وتشجيعهم على عمل البحوث ، وتكوين جماعة المكتبة ، وتوجيه المعلمين لاستثمارها ، واضافة حصة بالجدول المدرسي لجميع فصول المدرسة لدخولها وتنظيم نظم الاستعارة.
7- توظيف الاذاعة المدرسية : يحرص مدير المدرسة على تزويد التلاميذ بقدر من الثقافة والتعليم والاخبار ، وتحقيق الترابط والتكامل بين جوانب المنهج المدرسي من جهة وبين المدرسة بأكملها في البيئة خارج المدرسة من جهة اخرى، وهذا يتطلب من مدير المدرسة أن يكون مشرفا على اعداد برامجها وحسن اختيارها وتقديمها بشكل جذاب.
8- النشاط المدرسي : على مدير المدرسة التعاون مع المعلمين للقيام بالتخطيط الدقيق للانشطة بحيث يضعون خطة عمل ، وان تكون نابعة من حاجات ومستويات وخصائص نمو التلاميذ في مدرسته مع تنويعها حتى تلبي رغبات كل التلاميذ.
9- التقويم التربوي : يستخدمه مدير المدرسة لمراجعة الاهداف والبرامج التي تعمل داخل المدرسة ، بما فيها من انظمة وانشطة واداء المعلمين واساليب التدريس وتحصيل التلاميذ والاختبارات للوقوف على نقاط القوة ونفاط الضعف وهذا يساعده في عمل الخطة السنوية للمدرسة للعام القادم .
ولذا فيمكن تلخيص دور المدير في اربعة امور هي :-
1- التخطيط والتنظيم .
2- التوجيه والقيادة .
3- الاشراف التربوي.
4- التقويم .
وحتى تتحقق هذه العناصر لا بد ان نفهم ان دور المدير هو القيام بجميع ادوار مكتب التربية والتعليم من اشراف تربوي بصفته مشرفا مقيما ومن قائد تربوي يعكس توجهات البيئة المحلية والخاصة بصدق وصراحة ومسؤولية لمن بيدهم اخذ القرار وهو قدوة في النظام والدوام ونظافة التعامل يتحلى بصفات انسانية وهو حريص على كل طالب ومعلم لأنه يرى في كل واحد منهم شريكا في العملية التربوية ، ولتحقيق التخطيط والتنظيم لا بد ان يتحلى المديربثقافة واسعة في الناحيتتين الفنية والادارية ويتصف بالفهم السلوكي النفسي التربوي لعناصر العملية التربوية ( معلمون ، طلبة ، أذنة ) وهو ايضا قادر على التأثير في المجتمع ايجابيا ويستقطب اولياء الامور لخدمة العملية التربوية وحل المشاكل ، وعليه ان يوجه المدرسين والاداريين والطلبة نوجيها تربويا صحيحا في جو من التعاون والتفاهم على اساس الاحترام المتبادل وعدم الاستبداد وتكميم الافواه بطريقة لا تشعر الاخرين بأية فوقية او استبداد او خوف من نتائج المناقشة المعارضة احيانا لأفكار المدير ، وعلى المدير ان يكون مؤهلا تأهيلا مناسبا وعلى درجة من الفهم والقدرة على التطور والتحديث في مستجدات العملية التربوية .
الزيارة الصفية

تتخذ زيارة مدير المدرسة للمعلم الشكلين التاليين :-
أ‌) الزيارة الاعتيادية: والمعلن عنها مسبقا حسب برنامج يوزعه المدير على المعلمين ومن الضروري ان يزار المعلم اكثر من مرة خلال العام باستثناء المعلم الجديد الذي يزار مرة كل شهر .
ب‌) الزيارة الفجائية : والتي يعلن عنها في صبيحة اليوم بناء على توصيات المشرف التربوي لمتابعة قضية معينة لدى المعلم لكي يطلع المدير على التحسن الذي طرأ على المعلم من خلال التغذية الراجعة والدعم المستمر الذي قدم له من قبل المشرف والمدير .
ولا شك في ان لكل نوع من تلك الزيارات اهداف تربوية نسعى الى تحقيقها وليس الهدف من تلك الزيارة هو تصّيد اخطاء المدرس بل العمل سويا من اجل تطوير ادائه ، فهناك من يرتاح من المعلمين في اعلان الزيارة مسبقا وهناك من يتذمر من الزيارة الفجائية رغم ان النوعين يعلن عنهما .
ولا شك في ان اطلاع المدير على البعد المضموني للمقررات المدرسية من خلال الخطة اليومية او الفصلية ودفتر التحضير يعطيه مؤشرات اولية على معرفة الموضوع او الدرس الذي سيشرحه المعلم للطلبة ، وانه لا بد عند كتابة تقرير زيارة المدير للمعلم ان يتم اظهار الجانب الاجرائي في مسؤولية المدير كمشرف مقيم وربطه بملاحظات وتوصيات مشرف المبحث ، وانه لا بد من ضرورة مراعاة الدقة في كتابة التغذية الراجعة والاستناد الى بنود المذكرة التوضيحية لجعل التقارير اكثر موضوعية واهمية وليست روتينية وتوظيف التغذية الراجعة بشكل فعال وابراز دور المدير في عملية المتابعة او المساعدة امباشرة من فبله وان لا تختصر على مجرد توصيات شكلية ، وان تركز حول عمل المعلم المزار بشكل شامل وليست الحصة الصفية فقط واشتمالها على امور تحتاج الى تحسين لدى المعلم ، وقد تكون هذه التوصيات ايجابية وسلبية ، ولا يجوز التسليم بأن المدير لا يحترم عملية المتابعة وبلامكان اعتماد آ لبة تراعي خصوصية وضع كل مدير والامور المطلوب منه متابعتها ، فالمتابعة هي سر النجاح ، وحرصا على تفعيل دور المدير في آلية المتابعة فان عليه ضرورة متابعة الاعمال الكتابية والاختبارات ونتائج الطلبة وعلاقة المعلم مع طلابه ومع الهيئة التدريسية وتقبله للتغذية الراجعة من قبل المشرف او المدير .
اما بخصوص السجل التراكمي فانه يقدم مؤشرات لمدير المدرسة حول تقرير الاداء السنوي للمعلم بكل صدق وشفافية بعيدا عن الفئوية او المحسوبية وان السجل التراكمي هو افضل وسيلة لتقييم اداء المعلم وما يرافق ذلك من اجتماعات فردية او جماعية للمعلمين والابتعاد عن التداخل والوقوع في التناقض اثناء تعبئة بنود تقرير الاداء السنوي للمعلم .

المعيقات التي تواجه عمل مدير المدرسة كمشرف مقيم

1- غياب المعلم المتكرر يؤثر سلبا على العملية التربوية ويؤدي الى فاقد تربوي .
2- انصاف المراكز : ان من اهم القضايا التي تواجه مدير المدرسة معلم نصف مركز وخاصة اذا كان يعمل في مدرسة يومين في الاسبوع فقط ، حيث يكون برنامجه مكتظا ويكون المعلم مشوشا وتظهر عليه علامات الارباك وعدم التفاعل مع الاسرة التربوية ، واذا غاب المعلم يوما في الاسبوع فانه يشكل خسارة بنسبة 50% على الصعيد التربوي.
3- الدورات خلال العام وخروج اكثر من مدرس من المدرسة في نفس الوقت يؤدي الى تشويش العملية التربوية والى تأجيل الزيارة الصفية لمدير المدرسة مما يعرقل تنفيذ الخطط .
ان قيام مدير المدرسة في الاشراف على المعلمين وزيارتهم في فصولهم على اختلاف تخصصاتهم لا يتعارض مع دور المشرف التربوي المتخصص بل يعتبر مكملا له ولا يشترط ان يكون مدير المدرسة متخصصا في كل المباحث او يقتصر اشرافه على العلمين في تخصصه فقط وانما يستطيع ان يتابع ويزور ويوجه جميع المعلمين داخل مدرسته في المباحث المختلقة وهو يساعد المشرف التربوي في التشخيص المبكر للصعوبات التي تواجه المعلمين ، فالمدير اليقظ يكون على اتصال بمدرسيه منذ بداية العام الدراسي يتعرف على الصعوبات التي تعيق ادائهم ويوجه المعلم الذي يحتاج الى توجيه حسب معرفته وخبرته ويترك للمشرف ما يتبقى من امور فنية تتعلق بالمبحث وطريقة التدريس ، فالمدير يتابع المعلمين طيلة العام الدراسي ومن خلال زيارته لهم واجتماعه معهم يستطيع ان يحصل على معلومات كثيرة تكون في غاية الاهمية للمشرف التربوي الذي قد لا يستطيع الحصول عليها خلال زيارته القصيرة فتساعده هذه المعلومات بالاضافة الى ملاحظاته على تقديم التوجيه السليم والتقويم الدقيق للمعلم ، ويساعد على رفع مستوى العملية التربوية داخل المدرسة ، فدور مدير المدرسة كمشرف تربوي مقيم مكمل لدور المشرف التربوي من حيث مساعدته للمعلمين ومتابعتهم في تنفيذ توجيهات وتوصيات المشرف التربوي.
التوصيات
اذا أردنا للمدير أن يطور من أداءه كمشرف مقيم فاننا نضع التوصيات التالية :
1. مشاركة مدير المدرسة في التنقلات و التعيينات
2. التفرغ الكامل لمدير المدرسة لتحقيق أهداف المدرسة بطريقة فعالة
3. انتهاج سياسة لامركزية في التنفيذ من أجل توسيع المساحة لعمل المدير ضمن دائرة تحقيق الهدف
4. التوقف عن اضافة أعباء على الادارات المدرسية و اهتمامها بالهمل الاداري على حساب نوعية العمل و انتاجية عناصر العملية التربوية
5. توفير حوافز مادية و معنوية للمبدعين من مديري المدارس
6. اعداد و تأهيل مديري المدارس في النواحي الادارية و التربوية
7. تفريغ نائب المدير بصفة كلية من أجل تنفيذ الخطة المدرسية
و عليه فان عمل مدير المدرسة يجب أن يكون ضمن منظومة تعاونية مع المعلمين و المرشد النفسي و الاداريين و المشرف التربوي و رؤساء الأقسام لأنه يصعب على المدير أن يقوم بكل أعمال مكتب التربية و التعليم لوحده فقط بل يجب أن يتعاون الجميع في سبيل تحسين العملية التربوية .

سهام محمد نعمان
22/08/2009, 11:35 PM
المدير هو القائد في مدرسته والكل ينظر إلىه على أنه تربوي وأن عليه القيام بدوره القيادي . ومن أهم أدواره رفع كفاءة مدرسيه لينعكس أثره على التلاميذ
وهذا نابعاً من وعيه لجوانب عمله وأساليبه وتطويره وتنفيذه وقدرته على التعامل التربوي السليم مع الجميع دون استثناء .
أن تتوفر فيه عدة صفات من أبرزها وأهمها :أن يكون ديناميكياً حيوياً يقوم بأدوار العمل المختلفة . وأن يريط الوسائل بالغايات . وأن يكون قادراً على تطوير العمل وتجديده بحسب الظروف وحسب الإمكانيات المتاحة . وعليه أن يتصف بشخصية ذات تأثير إيجابي على المعلمين والطلاب والاداريين.وعلى المدير لكي يكون ناجحا تنويع الأساليب والطرق حتى يتمكن رفع كفاءة المعلمين لديه سواء كانت كفاءة علمية أو مهارية أو تربوية لينعكس أثرها على مستوى التلاميذ بكافة جوانبه فيقوم بالزيارة الصفية للمعلم في الصف ليطلع على المشكلات التعليمية التي يواجهها المعلم مع طلابه ، وعليه أن يخطط للزيارة مع المعلم وألا يقاطع المعلم أثناء الشرح ، وعليه أن يجتمع مع المعلم ويوضح له أهدافها وأن الهدف منها تطوير الموقف التعليمي ولابد أن يعطي للمعلم تغذية راجعة للمعلم بعد الزيارة تساعده في تطوير أدائه لأن الكلمة الطيبة التي تنبع من نفس صادقة لها دلالاتها ، إذ تشعر المعلم بالارتياح النفسي بسبب تقدير مدير المدرسة لجهوده فالملاحظة الإيجابية قد تكون سبباً في تفجير طاقاته ، وتجعله ينطلق بحماس في إفادة الطلاب فيخدم العملية التعليمية بكل ثقل
، فينتج أعمالاً و نشاطات وجهود كبيرة ،فيواصل العطاء ويطور أساليبه وينميها باستمرار .
وعلى المدير أن يجتمع بالمعلمين فمثل هذه الاجتماعات تؤدي دوراً ايجابيا في توفير الطمأنينة وتنمية روح التعاون بين المعلمين وإفساح المجال للابتكار والإبداع ويجب أن يكون مدير المدرسة ذا مهارة في القيادة قيحضر لاجتماعاته بشكل ويلتزم التخطيط بدقة فيرسم الأهداف التي تحقق الغاية من هذا الاجتماع ، والقدرة على إدارة دفة الحوار والنقاش والمداخلات فيكون أراء مشتركة تفيد في تنسيق الأعمال وحل المشكلات والمعوقات التي تؤثر على تكامل العملية التعليمية وتحد منها .
وعلى المدير أن يكون مطلعا على كل ما يفيد العملية التربوية فتنظيم لأجل ذلك اللقاءات والمحاضرات والندوات وينطم للمعلمين دورات تدريبية علمية ونثقيفية بهدف إطلاعهم على أحدث الأساليب التعليمية والوسائل التعليمية وتقنيات التعليم بصورة أشمل وأعم وتدريبهم عليها لتنمية إعدادهم المهني وتطويره حيث أن هذه الدورات تهدف إلى رفع كفاءة المعلمين المهنية والفنية .واستخدام الأساليب الحديثة للتعليم ليتسنى لهم الاطلاع على التجديدات والمستحدثات التربوية .ومن أنجح الأمور التي تجعل من المدير قائدا ناجحا هو تنمية العلاقات الإنسانية في المجتمع المدرسي والمنتمين إليه .والتأكيد علىيهم بأهمية التعاون بين البيت والمدرسة ، والمنزل والمجتمع ـ وعليه مسؤولية تعزيز انتماء المعلمين لمهنة التعليم وتأصيل شعورهم بقيمة أدوارهم وحجم وعظم الدراسي أو خارجه ، وذلك يضح من خلال قدرة مدير المدرسة الفعال على تحفيز المعلمين وإثارة الدافعية لديهم للالتحاق بهذه الدورات مهما تُكبده المعلم من جهد ومشاق في سبيل تحقيق غاية أسمى وهي يناء الوطن

مصطفى عودة
23/08/2009, 08:01 AM
وعندما يعين المدير والمعلم والاذن والحارس على اساس تنظيمي حزبي ،هل يتحقق كل ما تفضلتم به او بعضه؟؟

عندما يختار التنظيم الشخص الضعيف ويسلم الادارة وغيرها،هل تنفع كل تنظيرات ونظريات الارض ؟

عندما تقوم العلاقة بين الكل على اساس المصلحة (وَ حكلي تحكلك ) ما قيمة كل هذا التعب وسمة البدن؟؟

عندما تزور التقارير وتبدل من متوسط الى جيد جدا،ما قيمة ما ذكر؟؟

عندما تتحكم تصرفات الانثى في التقييم خاصة بعد تانيس التعليم او تانيثه، اين حكمة سليمان وصبر ايوب؟؟

عندما تسحب الاوراق المراد لها الاختفاء من الملفات، اين الدراسة ونتائجها،(في الخرج).


نحن في مازق هائل.

محرز شلبي
09/09/2009, 02:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ز ميلي واخي الفاضل موضوع مفيد حول مدير المد رسة ومهنة التربية الشيقة والشاقة...
انطلا قا من التجربة الميدانية لعملي مدير مدرسة مدة اكثر من 30سنة اعرض عليكم باجاز شديد طريقة ناجحة في تحسين التسيير الاداري والاجتماعي وهي كالتالي
ربط علاقة اخوية بين افراد الطاقم الا داري والتربوي من خلال
_الاتفاق على تنظيم سهرة دورية مشتركة في بيت احدهم
_ يتم تناول غذاء او عشاء جماعيا
_ادارة حوار مفتوح حول اهم ما يخص المدرسة في اطار اخوي بعيدا عن اساليب الاوامر المدرسية الجافة
_يتم الاتفاق على كيفية تنفيذ مااتفق عليه مع توزيع الادوار
_يتم التقييم والتقويم في اللقاء الموالي
_ملاحظة
يمكن تطوير محتوى اللقاء كأن يبرمج في اطار رحلة او فسحة
الهدف هو تمتين اواصر العلاقة لتتجاوز الا طار المهني الى الاخوي
مع كسر كل الحواجز الايدولوجية و...

السعيد ابراهيم الفقي
09/09/2009, 03:01 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاستاذ داعس ابو كشك المحترم
تحياتي
بحث مهم للغاية
وادعو حضرتك للانضمام لمجوعة ( رسالة المعلم الحضارية )
نتشرف بك وبعطاءاتك =
اخوكم السعيد الفقي
معلم مشرف وباحث تربوي
http://www.wata.cc/forums/group.php?groupid=34

سلوى الكنزالي
09/09/2009, 03:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله

كل هذا جميل


ولكن,,,,,

السعيد ابراهيم الفقي
09/09/2009, 03:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
كل هذا جميل
ولكن,,,,,

=====
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تبقى النية والتوكل على الله ونحتسب

سلوى الكنزالي
10/09/2009, 12:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاةوالسلام على رسوله الكريم


صحيح انما الاعمال بالنيات

لكن تبقى سلطة المدير مرتبطة بدرجة عقله المهني وكذلك الاجتماعي من حيث طبيعة العلاقة التي تربطه بزملائه من المربين المنتمين لنفس المؤسسة التربوية التي يتراسها


فما قولك سيدي في مدير يسعى الى خلق توتر في العلاقات بين افراد المؤسسة ظنا منه ان ذلك سيساهم في خلق نوع من المنافسة لدعم المردود.....:tired:

الحاج بونيف
10/09/2009, 12:47 AM
1/ حبذا لو قدمتم لنا تعريفا للمدير..
2/ تكررت كثيرا كلمة التغذية الراجعة، هلا أفدتمونا بمعناها ؟
شكرا جزيلا على نشر هذا البحث القيم.

السعيد ابراهيم الفقي
12/09/2009, 07:33 AM
1/ حبذا لو قدمتم لنا تعريفا للمدير..
2/ تكررت كثيرا كلمة التغذية الراجعة، هلا أفدتمونا بمعناها ؟
شكرا جزيلا على نشر هذا البحث القيم.
التغذية الراجعة



تمهيد :

يعتبر مفهوم التغذية الراجعة من المفاهيم التربوية الحديثة التي ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين ، غير أنها لاقت اهتماما كبيرا من التربويين وعلماء النفس على حد سواء . وكان أول من وضع هذا المصطلح هو : " نوبرت واينر " عام 1948 م . وقد تركزت في بدايات الاهتمام بها في مجال معرفة النتائج ، وانصبت في جوهرها على التأكد فيما إذا تحققت الأهداف التربوية والسلوكية خلال عملية التعلم ، أم لا . ومما لا شك فيه أن التغذية الراجعة ومعرفة النتائج مفهومان يعبران عن ظاهرة واحدة .



تعريف التغذية الراجعة :

عرف البعض التغذية الراجعة بأنها عبارة عن استجابة ضمن نظام يعيد للمعطى : ( الاستجابة التي يقدمها المتعلم ) جزءا من النتائج .

وعرفها التربويون وعلماء النفس أمثال " جودين وكلوزماير " وغيرهما بأنها المعلومات التي تقدم معرفة بالنتائج عقب إجابة الطالب .

وعرفها " مهرنز وليمان " على أنها تزويد الفرد بمستوى أدائه لدفعه لإنجاز أفضل على الاختبارات اللاحقة من خلال تصحيح الأخطاء التي يقع فيها .

وباختصار يمكن القول إن التغذية الراجعة هي إعلام الطالب نتيجة تعلمه من خلال تزويده بمعلومات عن سير أدائه بشكل مستمر ، لمساعدته في تثبيت ذلك الأداء ، إذا كان يسير في الاتجاه الصحيح ، أو تعديله إذا كان بحاجة إلى تعديل . وهذا يشير إلى ارتباط مفهوم التغذية الراجعة بالمفهوم الشامل لعملية التقويم باعتبارها إحدى الوسائل التي تستخدم من أجل ضمان تحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه من الغايات والأهداف التي تسعى العملية التعليمية التعلمية إلى بلوغها .



أسس التغذية الراجعة :

من خلال المفهوم السابق للتغذية الراجعة يمكن حصر الأسس ، أو العناصر الأساس التي ترتكز عليها على النحو التالي :

1 ـ النتائج : وتعني أن يكون الطالب قد حقق عملا ما .

2 ـ البيئة : وهو أن يحدث النتاج في بيئة تعكس معلومات في حجرة الدراسة . بمعنى أن يوجه المعلم الانتباه تجاه المعلومات المنعكسة .

3 ـ التغذية الراجعة : وتعني المعلومات المرتبطة بهذه النتائج والتي يتم إرجاعها للطالب . حيث تعمل كمعلومات يمكن استقبالها وفهمها .

4 ـ التأثير : ويقصد به أن يتم تفسير المعطى ( المعلومات ) واستخدامه أثناء قيام الطالب بالاشتغال على الناتج التالي .

ونستنتج مما سبق أن التغذية الراجعة هي عبارة عن معلومات تقدم للطالب بعد أن يقوم بالعمل المكلف به .

من الأمثلة على ذلك :

لدينا جملتان إحداهما تمثل التغذية الراجعة ، والأخرى تمثل التغذية القبلية ، فكيف يتم التمييز بينهما ؟

أ ـ يقول المعلم لطلابه : كونوا جاهزين الإشارة بأصبعكم إلى الحرف الذي يمثل الصوت الذي أنطقه .

ب ـ ثم يقول : إنني أرى أن معظمكم يركز بصره على الحرف الذي يوافق الصوت الذي نطقت به .

يلاحظ من العبارتين السابقتين أن : عبارة ( ب) هي التي تمثل التغذية الراجعة ، لأنها تتبع عملا ما يقوم به التلاميذ ، إنها معلومات ذات علاقة بالعمل .

أما العبارة ( أ ) فإنه يمكن تصنيفها على أنها تغذية راجعة قبلية .

ومن خلال ذلك يمكن تعريف التغذية الراجعة القبلية بأنها عبارة عن معلومات تسبق العمل ، وتوجه الطالب إلى الإعداد لذلك العمل .

مثال آخر يوضح الفرق بين التغذية الراجعة ، وغيرها من عمليات الربط بين النتائج والوسائل التي تؤدي إلى الربط بين المشاعر وحالة معينة .

أ ـ لقد قام الطلاب بعمل جيد في تزيين حجرة الصف .

ب ـ هل أنتم سعداء لأن حجرة الصف تبدو جميلة جدا .

في المثال السابق نجد أن عبارة ( أ ) تقدم مثالا واضحا دالا على التغذية الراجعة . حيث إنها تقدم معلومات تتعلق بالنتائج ، وهي تزيين الفصل .

أما عبارة ( ب ) ما هي إلا وسيلة لربط مشاعر الطلاب بحالة معينة . فالشعور في هذا الموقف هو " السعادة الغامرة التي شعر بها الطلاب " ، والحالة هي " حجرة دراسة مزينة باللوحات والوسائل التعليمية " .

إن المعلم في الحالة التي أشرنا إليها آنفا يريد من طلابه أن ينشئوا علاقة بين المشاعر السعيدة ، وحجرة الدراسة الجميلة . فإذا استطاع الطالب أن يربط جملة المعلم بعمله في تزيين صفه ، فإن الجملة يمكن أن تصبح تغذية راجعة ، ولكن المعلم لم يقدم تغذية راجعة واضحة ، لأن العمل لم يذكر بوضوح .

ومن خلال ما سبق يمكن طرح السؤال التالي :

س ـ متى تكون الجملة ، أو العبارة تغذية راجعة ؟

التغذية الراجعة يجب أن تكون متعلقة بالعمل . فإذا أخبرنا شخص ما بأن العرب والمسلمين أصحاب حضارة ، فإننا نشعر بالرضا والسرور ، ولكنه عندما يذكر أننا لم نقم بأي عمل يترتب عليه انتماؤنا لتلك الحضارة ، فإن ذلك لا يشير بالضرورة إلى أن كل جملة تعزز ، أو تقلل من شأن الذات هي تغذية راجعة . بل إن التغذية الراجعة يجب أن ترتبط بعمل ما كما ذكرنا سابقا . كما يجب علينا الربط بين العمل وبين المعلومات المقدمة ، وعندئذ تكون تلك المعلومات التي نقدمها للآخرين تغذية راجعة .

ومما سبق يتأكد لنا أن التمييز بين التغذية الراجعة ، والجملة الإيجابية ، أو السلبية أمر مهم وضروري في حجرة الدراسة ، فالتغذية الراجعة تخبر الطالب عن عمل قام به ، أما الجملة الإيجابية فإنها يمكن أن تزيد من سروره ، ولكن لا يتوقع أن تُحدث تغييرا في سلوكه .



أهمية التغذية الراجعة :

للتغذية الراجعة أهمية عظيمة في عملية التعلم ، ولا سيما في المواقف الصفية . إذ أنها ضرورية ومهمة في عمليات الرقابة والضبط والتحكم والتعديل التي ترافق وتعقب عمليات التفاعل والعلم الصفي . وأهميتها هذه تنبثق من توظيفها في تعديل السلوك وتطويره إلى الأفضل . إضافة إلى دورها المهم في استثارة دافعية التعلم ، من خلال مساعدة المعلم لتلميذه على اكتشاف الاستجابات الصحيحة فيثبتها ، وحذف الاستجابات الخاطئة أو إلغاؤها .

إن تزويد المعلم لتلاميذه بالتغذية الراجعة يمكن أن يسهم إسهاما كبيرا في زيادة فاعلية التعلم ، واندماجه في المواقف والخبرات التعلمية . لهذا فالمعلم الذي يُعنى بالتغذية الراجعة يسهم في تهيئة جو تعلمي يسوده الأمن والثقة والاحترام بين الطلاب أنفسهم ، وبينهم وبين المعلم ، كما يساعد على ترسيخ الممارسات الديمقراطية ، واحترام الذات لديهم ، ويطور المشاعر الإيجابية نحو قدراتهم التعلمية والخبراتية .

ومما تقدم يمكن إجمال أهمية التغذية الراجعة في المواقف الصفية على النحو التالي :

1 ـ تعمل التغذية الراجعة على إعلام المتعلم بنتيجة عمله ، سواء أكانت صحيحة أم خاطئة .

2 ـ إن معرفة المتعلم بأن إجاباته كانت خاطئة ، والسبب في خطئها يجعله يقتنع بأن ما حصل عليه من نتيجة ، كان هو المسؤول عنها .

3 ـ التغذية الراجعة تعزز قدرات المتعلم ، وتشجعه على الاستمرار في عملية التعلم .

4 ـ إن تصحيح إجابة المتعلم الخطأ من شأنها أن تضعف الارتباطات الخاطئة التي تكونت في ذاكرته بين الأسئلة والإجابة الخاطئة .

5 ـ استخدام التغذية الراجعة من شأنها أن تنشط عملية التعلم ، وتزيد من مستوى دافعية التعلم .

6 ـ توضح التغذية الراجعة للمتعلم أين يقف من الهدف المرغوب فيه ، وما الزمن الذي يحتاج إليه لتحقيقه .

7 ـ كما تُبين للمتعلم أين هو من الأهداف السلوكية التي حققها غيره من طلاب صفه ، والتي لم يحققوها بعد ، وعليه فقد تكون هذه العملية بمثابة تقويم ذاتي للمعلم ، وأسلوبه في التعليم .



خصائص التغذية الراجعة :

يفترض التربويون وعلماء النفس أن للتغذية الراجعة ثلاث خصائص هي :

1 ـ الخاصية التعزيزية :

تشكل هذه الخاصية مرتكزا رئيسا في الدور الوظيفي للتغذية الراجعة ، الأمر الذي يساعد على التعلم ، وقد ركز أحد الباحثين على هذه الخاصية من خلال التغذية الراجعة الفورية في التعليم المبرمج ، حيث يرى أن إشعار الطالب بصحة استجابته يعززه ، ويزيد احتمال تكرار الاستجابة الصحيحة فيما بعد .

2 ـ الخاصية الدافعية :

تشكل هذه الخاصية محورا هاما ، حيث تسهم التغذية الراجعة في إثارة دافعية المتعلم للتعلم والإنجاز ، والأداء المتقن . مما يعني جعل المتعلم يستمتع بعملية التعلم ، ويقبل عليها بشوق ، ويسهم في النقاش الصفي ، مما يؤدي إلى تعديل سلوك المتعلم .

3 ـ الخاصية الموجهة :

تعمل هذه الخاصية على توجيه الفرد نحو أدائه ، فتبين له الأداء المتقن فيثبته ، والأداء غير المتقن فيحذفه ، وهي ترفع من مستوى انتباه المتعلم إلى الظواهر المهمة للمهارة المراد تعلمها ، وتزيد من مستوى اهتمامه ودافعيته للتعلم ، فيتلافى مواطن الضعف والقصور لديه . لذلك فهي تعمل على تثبيت المعاني والارتباطات المطلوبة ، وتصحح الأخطاء ، وتعدل الفهم الخاطئ ، وتسهم في مساعدة المتعلم على تكرار السلوك الذي أدى إلى نتائج مرغوبة ، وهذا يزيد من ثقة المتعلم بنفسه ، وبنتائجه التعلمية .



تأثير التغذية الراجعة :

التغذية الراجعة عبارة عن معلومات نراها ونسمعها أو نشمها أو نتذوقها أو نحس بها ، وهي كمعلومات لا تشبه الناتج ، ولا تشبه استجاباتنا للتغذية الراجعة . غير أن المعلومات ( المعطى ) تؤثر على المتعلم من حيث الآتي :

1 ـ تعزز الأعمال ، أو التصرفات التي يقوم بها المعلم ، وهذا التعزيز يزيد من قوة العمل .

2 ـ تقدم لنا معطى معينا ( معلومات ) يمكن استخدمها لتعديل العمل ، أو تصحيحه ، مما يدفع المتعلم إلى تنويع مفرداته المستخدمة ، ويتجنب التكرار ، ويسمى هذا النوع بالتغذية الراجعة التصحيحية ، حيث إنها تقدم معلومات يمكن استخدامها لتوجيه التغيير . ويمكن تصنيف التغذية الراجعة التصحيحية ، والتغذية الراجعة المؤكِّدة على أنها راجعة إخبارية .

3 ـ تعزيز المشاعر : يمكن أن تعمل التغذية الراجعة على زيادة مشاعر السرور ، أو الألم عند المتعلم .



أنواع التغذية الراجعة :

للتغذية الراجعة أشكال وصور كثيرة ومتعددة ، فمنها ما يكون من النوع السهل الذي يتمثل في ( نعم أو لا ) ، ومنها ما يكون أكثر تعقيدا وتعمقا ، كتقديم معلومات تصحيحية للاستجابات كالتي أشرنا إليها سابقا ، ومنها ما يكون من النمط الذي تتم فيه إضافة معلومات جديدة للاستجابات . وقد قدم الباحث ( هوكنج ) تصنيفا لأنواع التغذية الراجعة وفق أبعاد ثنائية القطب ، وذلك على النحو الآتي :

1 ـ تغذية راجعة حسب المصدر ( داخلية ـ خارجية ) :

تعتبر التغذية الراجعة من أهم العوامل التي تؤثر في المتعلم ، فهي تشير إلى مصدر المعلومات التي تتوافر للمتعلم حول طبيعة أدائه لمهارة ما . فمصدر هذه المعلومات إما أن يكون داخليا ، وإما أن يكون خارجيا ، وتشير التغذية الراجعة الداخلية إلى المعلومات التي يكتسبها المتعلم من خبراته وأفعاله على نحو مباشر . وعادة ما يتم تزويده بها في المراحل الأخيرة من تعلم المهارة ، ويكون مصدرها ذات المتعلم .

أما التغذية الراجعة الخارجية فتشير إلى المعلومات التي يقوم بها المعلم ، أو أي وسيلة أخرى بتزويد المتعلم بها ، كإعلامه بالاستجابة الخاطئة ، أو غير الضرورية ، التي يجب تجنبها أو تعديلها ، وغالبا ما يتم تزويد المتعلم بها في بداية تعلم المهارة .

2 ـ التغذية الراجعة حسب زمن تقديمها ( فورية ـ مؤجلة ) :

فالتغذية الراجعة الفورية تتصل وتعقب السلوك الملاحَظ مباشرة ، وتزود المتعلم بالمعلومات ، أو التوجيهات والإرشادات اللازمة لتعزيز السلوك ، أو تطويره أو تصحيحه .

أما التغذية الراجعة المؤجلة هي التي تعطَى للمتعلم بعد مرور فترة زمنية على إنجاز المهمة ، أو الأداء ، وقد تطول هذه الفترة ، أو تقصر حسب الظروف .

3 ـ التغذية الراجعة حسب شكل معلوماتها ( لفظية ـ مكتوبة ) :

يؤدي تقديم التغذية الراجعة على شكل معلومات لفظية ، أو معلومات مكتوبة إلى استجابة المتعلمين إلى اتساق معرفي لديهم .

4 ـ التغذية الراجعة حسب التزامن مع الاستجابة ( متلازمة ـ نهائية ) :

تعني التغذية الراجعة التلازمية : المعلومات التي يقدمها المعلم للمتعلم مقترنة بالعمل ، وأثناء عملية التعلم أو التدريب ، وفي أثناء أدائها .

في حين أن التغذية الراجعة النهائية تُقدم بعد إنهاء المتعلم للاستجابة ، أو اكتساب المهارة كليا .

5 ـ التغذية الراجعة الإيجابية ، أو السلبية :

التغذية الراجعة الإيجابية : هي المعلومات التي يتلقاها المتعلم حول إجابته الصحيحة ، وهي تزيد من عملية استرجاعه لخبرته في المواقف الأخرى .

والتغذية الراجعة السلبية تعني : تلقي المتعلم لمعلومات حول استجابته الخاطئة ، مما يؤدي إلى تحصيل دراسي أفضل .

6 ـ التغذية الراجعة المعتمدة على المحاولات المتعددة ( صريحة ـ غير صريحة ) :

التغذية الراجعة الصريحة : هي التي يخبر فيها المعلم الطالب بأن إجابته عن السؤال المطروح صحيحة ، أو خاطئة ، ثم يزوده بالجواب الصحيح في حالة الإجابة الخاطئة ، ويتطلب منه أن ينسخ على الورق الجواب الصحيح مباشرة بعد رؤيته له .

أما في التغذية الراجعة غير الصريحة فيُعْلم المعلم الطالب بأن إجابته عن السؤال المطروح صحيحة أو خطأ ، ولكن قبل أن يزوده بالجواب الصحيح في حالة الإجابة الخطأ ، ثم يعرض عليه السؤال مرة أخرى ، ويطلب منه أن يفكر في الجواب الصحيح ، ويتخيله في ذهنه ، مع إعطائه مهلة محددة لذلك ، وبعد انقضاء الوقت المحدد ، يزوده المعلم بالجواب الصحيح ، إن لم يتمكن الطالب من معرفته .



المعلمون وإعطاء التغذية الراجعة :

إن من مهام المعلمين في غرفة الصف أن يقدموا معلومات التغذية الراجعة الضرورية ، أو الإشارة إليها لطلابهم ، وعليهم أن يتأكدوا من أن الطالب يستطيع أن يلاحظ العلاقة بين العمل والمعلومات المقدمة إليه في التغذية الراجعة . فإن كانت البيئة المثيرة معقدة أو جديدة ، أو كان العمل معقدا أو جديدا فإنه يتعين على المعلم أن يخطط لكيفية توجيه الطلاب لإدراك معلومات التغذية الراجعة المهمة . كما يتعين على المعلمين أيضا أن يحاولوا كلما أتيحت لهم الفرصة أن يقدموا معلومات التغذية الراجعة بعد أداء العمل مباشرة . وإذا تعذر ذلك كما هو الحال داخل غرفة الصف ، عندئذ فإنه يجب على المعلم أن يخطط لطرق تجعل الطلاب يتذكرون أعمالهم لكي يقدم لهم معلومات التغذية الراجعة في وقت تكون فيه الأعمال ما زالت حية ، أو حاضرة في الذاكرة .



دور المعلم في إدارة الظروف التي تؤثر في التغذية الراجعة :

يعد دور المعلم في إدارة الظروف التي تؤثر على التغذية الراجعة ، أو يجعلها أكثر مناسبة لتزويد الطلاب بالمعلومات اللازمة ، بعد تقديم العمل الذي يكلفون به ، دورا هاما ومفيدا ، لذا من أجل تحقيق هذا الدور يجب مراعاة التالي :

1 ـ التأكد من استيعاب الطلاب لمعلومات التغذية الراجعة .

إن من الضروري على المعلم الجيد ألاّ يفترض أن الطلاب يستوعبون التغذية الراجعة لمجرد أنها قريبة منهم ، بل إنه يقدم معلومات التغذية الراجعة من خلال تركيز انتباه الطلاب عليها ، ومن خلال توجيه الطلاب أثناء تقديمها .

2 ـ التأكد من أن الطلاب يفهمون العلاقة الرابطة بين أعمالهم وما يقدمه المعلم من تغذية راجعة .

قد يظن المعلم أحيانا أن ما يقدمه لطلابه من تغذية راجعة أنها واضحة بالنسبة لهم ، لكونها واضحة بالنسبة له ، لكن الأمر مختلف جدا ، فغالبا ما تكون المعلومات التي يقدمها المعلم للطلاب غير واضحة لهم ، لذلك يجب عليه أن يستخدم كلمات تحدد العمل بشكل واضع ، يمكّن الطلاب من الاستفادة منه .

3 ـ إعلام الطالب بالهدف المرغوب تحقيقه :

عندما يعرف الطالب الهدف أو الغاية من العمل الذي يكلف به ، فإنه يستطيع أن يخطط لاستراتيجته التعلمية ، ويستطيع أيضا أن يبحث بين المثيرات الكثيرة عن المعلومات المهمة . أن معرفة الهدف تعتبر مهمة بالنسبة للسلوك والانضباط والتعلم الأكاديمي ، وعلى الطالب أن يعرف السلوك المتوقع منه .

4 ـ على المعلم مراعاة اتساق تقديم التغذية الراجعة في الحال كلما أمكن ذلك .

من الصعوبة بمكان ، إن لم يكن مستحيلا أن يقدم المعلم لكل طالب تغذية راجعة فورية عندما يكون عدد طلابه ما يقرب من ( 15 ) خمسة عشر طالبا أو أكثر في حجرة الدراسة . لذلك نقدم بعض الاقتراحات التي قد تساعد الطلاب على ربط التغذية الراجعة مع العمل حتى عندما يتم تأجيلها :

أ ـ عند تعيين مهمة جديدة ينبغي شرحها فورا للطلاب ، كحل الأمثلة المتعلقة بها ، والتحدث عما ستفعله أثناء العمل .

ب ـ أن يطلب المعلم من الطلاب حل عدد من الأمثلة مع مراقبته لهم ، ومناقشة الأخطاء وكيفية تصحيحها .

ج ـ قبل تعيين العمل الجديد عليه التأكد من أن الطلاب يستطيعون أن يحلوا الأمثلة بنجاح .

د ـ إن يعطي المعلم الطلاب فرصة لتصحيح محاولاتهم التدريبية ، ويتعين عليه أن يختار بشكل عشوائي عددا من الوراق لإعادة تفقدها ، والتأكد من أن تصحيح الطلاب لها بشكل صحيح .

هـ ـ عندما يعيد المعلم الأوراق التي قام بتصحيحها ، يجب عليه أن يخصص وقتا لمناقشتها ، وعندما يتم تأجيل التغذية الراجعة ، فإن الطلاب غالبا ما ينسون العمل ، لذا يحتاج المعلم لمساعدتهم في تذكّره .



الغرض من تقديم المعلم التغذية الراجعة :

ينبني على تقديم المعلم التغذية الراجعة لطلابه مقاصد وأغراض أهمها :

1 ـ التأكيد على صحة الأداء ، أو السلوك المرغوب فيه ، مع مراعاة تكراره من قبل الطلاب ، لتحديد أداء ما ، على أنه غير صحيح ، وبالتالي عدم تكراره من الطلاب في حجرة الدراسة ، وهو ما يعرف بالتغذية الراجعة المؤكِّدة ، وقد أشرنا إليها سابقا .

2 ـ أن يقدم المعلم معلومات يمكن استخدامها لتصحيح أو تحسين أداء ما ، وهذا ما يعرف بالتغذية الراجعة التصحيحية ، وقد أشرنا إليها سابقا أيضا .

3 ـ توجيه الطالب لكي يكتشف بنفسه المعلومات التي يمكن استخدامها لتصحيح ، أو تحسين الأداء ، وهذا ما يعرف بالتغذية الراجعة التصحيحية الاكتشافية .

ويلاحظ أن الأنواع الثلاثة الأول موجهة لتغيير ، أو تعزيز معلومات الطالب .

4 ـ زيادة الشعور بالسعادة ( الشعور الإيجابي ) المرتبط بالأداء الصحيح ، كي تتولد لدى لطالب الرغبة لتكرار الأداء ، وزيادة الشعور بالثقة والقبول ، وهذا ما يعرف بالثناء .

5 ـ زيادة الشعور بالخجل ، أو الخوف ( الشعور السلبي ) كي لا يتعمد الطالب إلى تكرار تصرف ما ، وهو ما يعرف بعدم القبول .

وهذان النوعان موجهان لتعزيز ، أو تغيير مشاعر الطالب .



شروط التغذية الراجعة :

لكي تتاح الفرص للمعلم من استخدام التغذية الراجعة في المواقف الصفية ، وتحقيق الأهداف المرجوة في عمليات التحسين والتطوير إلى يُراد إحداثها في العملية التعليمية التعلمية ، فلا بد أن تتوافر الشروط التالية :

1 ـ يجب أن تتصف التغذية الراجعة بالدوام والاستمرارية .

2 ـ يجب أن تتم التغذية الراجعة في ضوء أهداف محددة .

3 ـ يتطلب تفسير نتائج التغذية الراجعة فهما عميقا ، وتحليلا علميا دقيقا .

4 ـ يجب أن تتصف عملية التغذية الراجعة بالشمولية ، بحيث تشمل جميع عناصر العملية التعليمية التعلمية ، وجميع المعلمين على اختلاف مستوياتهم التحصيلية والعقلية والعمرية .

5 ـ يجب أن يُستخدم في عملية التغذية الراجعة الأدوات اللازمة بصورة دقيقة .



تم بحمد الله



إعداد

المشرف والمطور التربوي

الدكتور / مسعد محمد زياد