المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في عشر قصص قصيرة جداً للقاص إبراهيم درغوثي



مسلك ميمون
23/08/2009, 10:21 AM
قراءة في عشر قصص قصيرة جداً للقاص التونسي إبراهيم درغوثي



http://www.wata.cc/forums/imgcache/10551.imgcache
القاص إبراهيم درغوثي


الأستاذ إبراهيم درغوثي من القصاصين البارعين في مجال القصة القصيرة و يظهر ذلك في مجموعته القصصية ( رجل محترم ) و في بعض قصصه القصيرة في منتدى واتا و في روايته ( القيامة الآن ) و لكن في مجال القصة القصيرة جداً لاحظت تباينا و اختلافا ، رغم أنه من المكثرين في هذا المجال . و لا عجب في ذلك ! إذ لا يمكن للمبدع أن يكون بارعاً في كلّ الأجناس الأدبية ..
ففي هذه القراءة ـ و كعادتي ـ لم أنتق نصوصاً معينة ، و إنّما كانت عملية الأخذ عشوائية ، تضم النّصوص التالية : [ إنكار ، ديمقراطية ، الشهيد ، سكين ، العاشقان ، أبدية ، الدينار، الجندي المجهول ، مالك الحزين ، المائدة ]
فأشير بادئ ذي بدء أن القاص ـ و كما سنلاحظ ـ يأتي بالقصة القصيرة جداً و بالخاطرة أو النكتة ( أحدوثةanecdote ) أو الكلام العادي الإخباري . و هذا أمر لافت للانتباه في قصصه القصيرة جداً ، هل هو أمر مقصود المراد به التجريب و البحث عن أشكال أخرى في التعبير . أم هو خلط و ارتباك ..؟؟
أرجح أنّ ما دفعه إلى هذا المنحى غياب النقد المنهجي الموضوعي . و كثرة التعاليق العامة التي تثني الثناء الأوفى على كلّ كتابة لأنها كتابة فقط ، و بغير وجه حق . إذ لا تقف عند خصوصيات الكتابة الفنية . و لا تميز بين الأجناس الأدبية ... و هكذا تغيب الخصوصية ، و الطابع الأثير المميز . فيجد القاصّ نفسه بين الاطراء اللامسؤول ، و النقد الذي يميل بعض الميل للتمجيد و المباركة اعتماداً على التحليل الدلالي، و التأويل الذاتي ، وليّ أعناق عبارات النص و تقطيرها.فلا غرو إذأ أن يبدع القاصّ في الاتجاه المعاكس ولا يبالي . لذا أردت من هذه القراءة ثلاثة أشيـاء :
1 ـ بالنسبة للقاص ينبغي أن يقف وقفة تأمّل ، و يجيل النظر فيما كتب في مجال القصة القصيرة جداً. علماً بأنه من المكثرين، و لكن ليست الكثرة هي القيمة الفنية. فمن القصاصين العالميين من كتب بضع قصص في حياته ظلت كنارعلى علم ولازالت .
2 ـ بالنسبة للقراء. إنه ليؤسفني أن أقرأ تعابير مثل : ( هذا عمل رفيع ، و جهد في غاية الدقة أتمنى أن أقرأ لك قصة أخرى .. ) ( لغة جميلة ، و أسلوب سلس بديع و قصة رائعة .... ) كم أتمنى من القارئ العزيز إن لم يكن من أهل النقد ، و الاستبصار التحليلي ـ و هذه موهبة ليست ملكا للجميع ـ فلا شك بعد القراءة أن تكون قد اعترضته اشكالات ما ، أو استفزته أفكار ما، أو استوقفته ظواهر أسلوبية ... فالأولى به أن يطرح ذلك للنقاش، و التّساؤل.لا أن يأتي بكلام عام فضفاض لا يفيد في شيء .
3 ـ بالنسبة للنقاد ـ على قلتهم ـ النص فيه الغثّ و السّمين . فلا ينبغي الميل كلّ الميل لجهة دون الجهة الأخرى . فالنص حين ينشر، يصبح وديعة بيد القارئ ، فإن كان ناقداً، فمسؤوليته أكبر وأعظم... إزاء المبدع أولا ، و القراء جميعـاً . فلا مجال للإخوانيات ، و المجاملات ... فذاك مدعاة لإفساد الذّوق العام . و إيهام المبدع بما لا ينطبق على انتاجه ، و تلك مفسدة الأدب و الفن ...فلا بدّ ممّا ليس منه بدّ إذا كنا ننشد الإبداع الرفيع . فماذا عن القصص القصيرة جداً للأستاذ إبراهيم درغوشي ؟


(1) انكــــار

سأل صحافي مشاكس أمنا " لوسي " عن أمنا
" حواء ".
قالت : لا أعرفها ؟؟؟
هذا النوع من القصة القصيرة جداً . يستفيد كثيراً من النكتة ANECDOTE و لقد برع في ذلك الإخوة المصريين على المستوى الشعبي . و انعكس ذلك تأثيراً في الثقافة و الآداب و الفنون ...و في رأيي أنه يجوز تقاطع الفنون و الاستفادة من بعضها البعض قدر الامكان دون أن يطغى أحد الفنين على الآخر فيفقده صبغته و طابعه الخاص . فهنا نحن أمام نكتة خالصة . من قبيل : ( سأل أحدهم عابر سبيل : من هو أوباما ؟ فقال : لست من هذا الحي . ) إذاً طغت روح النكتة و خفت روح السرد و الحكي . و لعل ما ساعد على ذلك الحرص الشديد على الايجاز و الاختصار . بمعنى لم يترك القاص لحمة سياقية أدبية . و اكتفى بأقل ما يمكن ، بل اكتفى بروح النّكتة و الدّعابة .. و ما تحدثه في النّفس من تداعيات ....
و قصة ( إنكار ) كموضوع تلمّح للقطيعة الابستمولوجية بين الحديث والقديم ( لوسي و حواء ) و هنا يحيلنا النّص بشكل غير مباشر إلى عملية التثاقف accultaration
التي أضحت مغيبة ، إن لم أقل منعدمة ، بين ما هو آني و ما طواه الزّمان . فيبدو ذلك الشّرخ الهائل في قول لوسي عن حواء : ( لا أعرفها !! )
و السّؤال الوجودي الخفي، المشبع بالتعجب الذي يستشف من النّص : كيف لا تعرفها و هي أمّهـا ؟ !
فيتّضح أنّ المسألة ليست في المعرفة أو عدمها ، و إنّما في إنكار المعرفة نفسها .


(2) ديمقراطية

زعموا أن الملك الأسد بعدما قتل وزيره الحكيم، الثور شتربة، ذكر قديم صحبته و جسيم خدمته ، فاغتم و حزن كما لم يحزن مخلوق من قبل . وبعد اعتكاف طويل، قرر أن يدعو مجلس وزرائه للاجتماع و النظر في هذا الأمر الجلل .
و أنه بعد مداولات صاخبة طلب فيها الملك من وزرائه أن يصارحوه القول، دعا المجلس الملك إلى التنحي عن العرش تكفيرا عن هذا الذنب العظيم .
و أن الملك فكر و قدر، ثم فكر و قدر ، و قرر... إعدام كل الوزراء
.مسالة توظيف الحيوانات ظلّت تغري الكتّاب منذ القديم سواء كانت هناك أسباب موضوعية تدعو إلى ذلك . أو أسباب فنية ترََغّب في ذلك ...
و القصة هنا ؛ تحيلنا على المخيل في قصص كليلة و دمنة . و تجعل من الحاكم صاحب اليد الطولى ، يبطش بمن يشاء و كيفما يشاء ...قتل الثور الحكيم و ندم على ما فعل . و قتل الوزراء و قد طلب منهم أن يخلصوا له النّصح . من تمّ نستشف ألا كلمة نعلو كلمة السّلطة . و أن العدل و الانصاف حلم المستضعفين الذي لا يتحقق ، في ظلّ الطّغاة و الجبابرة.و لكن السؤال الذي يثار هنا : هو ما علاقة الديمقراطية بالنّص؟
فإنّ دعوة الوزراء بتنحي الملك دعوة خيالية لا يقدم عليها وزير من الوزراء. و النظام المستبد لا تكون حاشيته إلا مستبدة . فلهذا يصبح عنوان النّص ( ديمقراطية ) مثار جدل . فهو لا يعكس مضمون النّص . و لا يستشفّ من السياق . اللّهم إذا كان المراد إقحام مفهوم الديمقراطية لتوصيف دعوة الوزراء التي لا يمكن أن تتحقق . و لا أن يفكر فيها الوزراء .


(3) الشهيد

وأنا أدخل باب الجبانة واجهتني الحفرة كجرح نازف
منذ بدء الخليقة ، فذهبت أسأل حارس المقبرة عمن نبش هذا القبر .
قال إن رجالا مهمين جاءوا منذ يومين يجمعون بقية عظام شهداء الثورة ليدفنوها في مقبرة الاستقلال.
فقلت له إن هذا قبر الحركي الذي دل جيش فرنسا على مكان اجتماع الثوار فهاجموهم على حين غرة وقتلوا هذا الذي مازال راقدا هنا تحت التراب بينما فر بقية رفاقه تحت جنح الظلام.
قال : تشابهت علي القبور فأشرت عليهم بهذا ، وأشار إلى الحفرة التي حوت قبر الرجل الذي عاد الثوار فذبحوه بعدما غادر جيش فرنسا الحي
وقال : لقد ضرب له ضابط ، سلام تعظيم ، بعدما غلفوا الصندوق الذي حوى رفاته بعلم الوطن .
نظرت إلى قبر الشهيد الراقد في جبانة الغرباء وابتلعت لساني
لأشدّ ما يزعجني : النّص المفتوح . الذي يعطي كلّ شيء دفعة واحدة . إذ ماذا يمكن أن يستقرّ في ذهن القارئ و قد قرأ النّص إلى آخر كلمة؟ : تشابهت القبور على حارس المقبرة فأرشد الرجال المهمين إلى قبر ( حركي ) خائن ، بدل قبر الشّهيد فنقل جثمان الخائن إلى مقبررة الاستقلال خطأ . و بقي جثمان الشّهيد في مقبرة الغرباء غريباً . و لكن ماذا بعد ؟
هذا ( الما بعد ) هو لبّ القصة ، أي قصة : قصيرة جداً ، أو قصيرة ، أوقصة طويلة و هو جوهرها المستتر و مدلولها الخفي .لأنّ العمل الإبداعي القصصي إذا لم يترك أثراً قابلا للقراءة ، و التّأويل ، و استنطاق الأحداث ...هو كلام عادي ،إخباري ، تقريري ....ليس إلا..
أما لغة النص فبسيطة متداولة و السرد مباشر recit direct ما ساهم في الوضوح و الانفتاح و التقريريه بل جاء بكلمتين قد لا يفهمهما غير المغاربي و هما ( الجبانة و الحركي ) و يقصد بالأولى المقبرة و بالثانية الخائن الذي خان وطنه و شعبه .
عموماً يبقى النص في حاجة إلى صياغة ، و إعادة معالجة .


(4) سكين

هل كانت هذه السكين تعرف، عندما كانت حجرا أسود
حقير في جبال كولورادو، أنها ستسافر بالطائرة إلى بلاد الشمس الحارقة و أنها ستستجم في " سوبر مارك " فخم و أن " شريفا " عربيا من رعاة الإبل سيقطع بها رقبة فاتنة لحورية غافلت حراس الجنة و هربت لدنيا الناس قبل الأوان،
هل كانت تعرف أن رجلا من بلاد العجائب سيدفع فيها مليون دولار ؟؟؟
نص يفتقر إلى مقومات القص ، و يغرق في متاهة التّساؤل المباشر ، و هو أقرب إلى الخاطرة البسيطة من حيث الدلالة ، و إلى لغة المقالة من حيث اللّغة .


(5) العاشقان

كانا يقفان أمام موظف الاستقبال في ساحة النزل الفاخرة . ثيابهما غريبة تشبه ملابس الكهنة .
كان كل واحد منهما يضع في رجليه خفا من الجلد مثل تلك التي مهر في صناعتها عندنا في تونس ، سكان الصحراء المتاخمة جنوبا لشط الجريد . والعامل بالبزة والكاسكيت واقف وراءهما ، يحمل حقيبة كبيرة وجديدة .
المرأة السافرة تضع نظارة عاكسة للشمس .
والرجل بجانبها يغطي وجهه بلثام التوارق .
طلب منهما موظف الاستقبال الأوراق الشخصية : بطاقة تعريف وطنية أو باسبورت. قال ذلك وهو يبتسم ويرحب بهما .
أخرج الرجل من جيبه جوازي سفر وقدمهما للموظف . وطلب غرفة فسيحة تطل على البحر مشترطا أن تكون في الطابق العاشر .
وافق الموظف بحركة من رأسه وبدأ يملأ الاستمارة . كتب على رأس الورقة الأولى : أساف .
وكتب على الورقة الثانية : نائلة .
هامش : أساف ونائلة ، رجل وامرأة من العرب العاربة ، اقترفا الحب في الكعبة فمسخا صنمين
.
نص يصلح كمقدمة لقصة قصيرة . و لكن لا علاقة له بالقصة القصيرة جداً . لعدم توفر المقومات الفنية .
ـ أولا غرق في الوصف الذي لا يخدم النّص . بمعنى الوصف من أجل الوصف . لنتأمل : ( كان كلّ واحد منهما يضع في رجليه خفاً من الجلد مثل تلك التي مهر في صناعتها عندنا في تونس ، سكان الصّحراء المتاخمة جنوباً لشطّ الجريد . والعامل بالبزة والكاسكيت واقف وراءهما ، يحمل حقيبة كبيرة وجديدة .
المرأة السافرة تضع نظارة عاكسة للشّمس .
والرجل بجانبها يغطي وجهه بلثام التوارق . )
ـ ثانيا : المحاولة برمتها : (أخرج الرجل من جيبه جوازي سفر وقدمهما للموظف . وطلب غرفة فسيحة تطل على البحر مشترطا أن تكون في الطابق العاشر .
وافق الموظف بحركة من رأسه وبدأ يملأ الاستمارة . كتب على رأس الورقة الأولى : أساف .
وكتب على الورقة الثانية : نائلة .)
ما معنى هذا ؟ إذا كان المراد أن نقف عند دلالة الاسمين . فالهامش قد وضحها . و لكن ماذا بعد التّوضيح ؟ ما علاقتهما بالوصف السّابق ؟ ما هو الخطاب من وراء كلّ هذا ؟ أين المتعة الفنية القصصية؟ أين الحدث ؟ هل نحن أمام كتابة من أجل الكتابة ؟ ! أم أمام كتابة بيضاء ecriture blanche ؟ !


(6) أبديــــــــــة

إلى داروين الحكيم
هذا الجسم الذي يتحلل الآن داخل القبر تتصارع بين جنباته ملايين الخلايا.
يفني بعضها البعض.
وحدها، خلية كالهباء تنجو من الهلاك.
تظل متيقظة في عزلتها تنصت لصرير الحياة
من خلال الظلام.
النص ليس قصة قصيرة جداً . و لكن من الممكن أن يكون خاطرة غرائبية exotique أو لغز logogriphe في حاجة إلى معرفة . و لكن لا أظن القارئ سينفق وقته في البحث عن خلية كالهباء في رميم وأشلاء منحلة ، ليعرف كنهها و معناها ...


(7) الدينار

ظل يجمع ملاليمه المغموسة بالعرق مليما وراء مليم... وحين استوت دينارا يسر الناظرين ، اقتلعتها من قلبه وزرعتها في قلبك.
هذا النص جاء على خلاف ما سبق . يستجيب للتكثيف اللّغوي و الايجاز و الاقتضاب و اللّغة المجازية figurative langage و يحمل دلالة واضحة .
فقط ملاحظة حول الجملتين الأخيرتين : ( اقتلعتها من قلبه وزرعتها في قلبك.) فرغم شاعريتهما فإنّ المعنى لا يستقيم بهما : فالمستغل الافتراضي الظالم ، لم يقتلع شيئاً من قلب الكادح ، إنّما اقتلع من جيبه . فالكادح لازال و سيبقى قلبه يهفو إلى الملاليم و جمعها قدر الإمكان و حسب المستطاع . و كذلك الظالم المستغل لم يزرع الملاليم في قلبه و إنّما أضافها إلى رصيده . فقلبه لم يكن يوماً أرضاً جذباء في حاجة إلى الزّرع فهو معتاد ـ سلفاً ـ على المال الحرام و تكديسه ، و بشتّى الطرائق ..فلو أصبحت العبارة : ( اقتلعتَها من جيبه و أضفتها إلى رصيدك ) كان المعنى واضحاً. و إن كان أقلّ شعرية . poétique


(8) الجندي المجهول

إهداء :
إلى 21 /09/ 2008
في ذكرى اليوم العالمي للسلام
جسمه المفتول الذي سرقه الغزاة من فوق سرير الحبيبة طار فتافيت كسرب فراش فوق حقول الألغام التي زرعها جنود هتلر تحت سماء فرنسا الكئيبة.
جسمه المفتول المتوهج بنور شمس إفريقيا،
ذوى فوق ثلوج بلاد الرجال ذوي العيون الزرق
دون أن يجد من يقرأ على روحه سورة الفاتحة
مجرد خاطرة بمناسبة ذكرى و ليس كلّ خاطرة قصة قصيرة جداً.


(9)مالك الحزين

قيل لمالك الحزين لماذا لا تضع ساقك الثانية على الأرض؟
هز رأسه عدة مرات كالهازئ من السائل وقال :
أخاف أن تزلزل الأرض زلزالها...
هذا النص مجرد كلام أو في أحسن الأحوال كلام فني ... و لا علاقة له بالقصّة القصيرة جداً .و لا أرغب في فلسفة موقفها و مضمونها ، و استنباط ما أشاء ـ كما فعل البعض ـ لأنّ ذلك لا يغري و لا يبعث على التأويل . و لا أدري لماذا يعد الكاتب نصوصاً مشابهة و يضعها في متصفح القصة القصيرة جداً !!


(10)المائدة

عندما يبدأ المؤذن في ترديد : الصلاة خير من النوم يا عباد الله ، تنفض عن وجهها النوم وتقوم واقفة . تغتسل وتصلي ، ثم تذهب إلى المطبخ فتعد له قهوة الصباح وتبدأ في تسخين الماء الذي سيغتسل به بعد عودته من وردية الليل داخل منجم الفسفاط .
عند الساعة السادسة تكون قد انتهت من أشغالها فتبدأ في إعداد المائدة تختار فناجين القهوة وتحرس دائماً على أن يكون البراد نظيفاً يلمع ببريق يخطف الأبصار. ثمّ تذهب إلى الحمام فتستعرض المنشفة و الغسول والصابون وترمق البخار المتصاعد من سطل الماء السّاخن فيفتر ثغرها عن ابتسامة رضاء.
بعدها تعود للجلوس أمام المائدة إلى أن تعوي صافرة المنجم منادية فريق عمل الصباح فتقوم تفتح الباب للقادم من جوف الجبل .
هذا القادم الذي نسي طريق العودة …
لم يعمد القاص في هذا النّص إلى مقص الحذف و التّشذيب . لأنّ الغاية عنده إبراز عمل الزوجة منذ أذان الفجر إلى وقت رجوع الزوج من المنجم بعد انتهـاء وردية اللّيل . هذا الزّوج الذي ـ لأمر ما ـ نسي طريق العودة . إشارة إلى أنّه سلك طريق اللاّ عودة و ذاك قدر المنجميين في أي مكان و في أي زمان( الداخل المنجم ميت و الخارج منه حي ) و الأجمل في هذا النّص هذا الوصف المسهب نسبياً الذي نادراً ما نصادفه في القصة القصيرة جداً . و لكن هنا كانت له وظيفته الفنية و الموضوعية . و الأجمل أيضاً هذه القفلة غير المنتظرة : (هذا القادم الذي نسي طريق العودة... )
كما أسلفت في المقدمة ، إنّ الأستاذ إبراهيم درغوشي يملك موهبة في القصّ لا شك أنّها رائقة و ممتعة. فحبذا لو يخص بها القصة القصيرة . أما القصة القصيرة جداً و إن كان فيها مكثراً ، فإني أجدها كالسّمكة تنفلت من كفّه فيضطرب و يرتبك فلا يعرف كيف يلتقطها . و قد لاحظنا من خلال هذه النّصوص التي انتخبت عشوائياً أنّ أغلبها يطغى عليها نسق الخاطرة و النثر العادي ، و الكلام المباشر إلا محاولات جاءت مختلفة ، و نخص منها حسب الترتيب في الجـودة : ( الدينار ، و انكار، و المائدة .)


د مسلك ميمون

شوقي بن حاج
23/08/2009, 12:52 PM
الأستاذ / مسلك ميمون

كلما قرأنا لك عملا نقديا نجد أنفسنا أمام قامة نقدية لا مجاملة لها

ولا إخوانية ولا...

نجد فقط العمل على مقاييس وموازين نقدية غاية في الدقة

تبحث عن الأجمل من الأعمال القادمة

وهنا هي لا تنتقص من الكاتب ولا من عمله بيل هي تشذب

عمله بحيث تستخرج ما بداخل كل نص وفق قواعد تخص الجنس الأدبي الق.ق.ج

والذي هو كالسمك تنفلت من أي كاتب مهما بلغت درجته الكتابية أو مكانته العلمية

أستاذنا نجد أنفسنا نتعلم أكثر فأكثر بقراءاتك المرتكز على الوعي النقدي

ننتظر مروركم الكريم على باقي الكتاب وباقي النصوص

تقبل الورد كله

ابراهيم درغوثي
23/08/2009, 12:54 PM
أستاذنا الفاضل مسلك ميمون

لا أذكر من النقاد العرب من قال هذه الكلمة التوصيف الباهر لحال الكتاب العرب أيضا:

يغار الكاتب العربي على نصه غيرته على زوجته

إلا أنني أؤكد لك أنني لست من هؤلاء الغيورين

فالنص متى خرج من بين أصابعي صار ملكا للقراء

يدافع عن نفسه بنفسه

وقراءتك لهذه النصوص العشرة ما هي سوى قراءة ناقد له خلفيته الأدبية والايديولوجية

قد تتفق مع نقاد آخرين وقراء آخرين وقد تختلف معهم على طول الخط

والنص اللافت للانتباه هو الذي لا يجد اجماعا حوله

ان ايجابا أو سلبا

على كل أشكر لك مرورك الكريم على نصوصي القصصية القصيرة جدا هذا

راجيا لك مزيدا من التوفيق في متابعاتك القادمة

ابراهيم درغوثي
23/08/2009, 01:11 PM
ولإنارة متابعي هذا الملف / للإنارة فقط
سأعرض عليكم بعض القراءات المختلفة عن قراءة أستاذنا لهذه النصوص
للتدليل على النقد العربي ذوقي بامتياز

قصة " المائدة " لابراهيم درغوثي
نص التأنيث بامتياز
بقلم حسام الدين نوالي/ المغرب

نص "المائدة" هو نص التأنيث بامتياز، رقعة ضوء باتجاه دور ما يزال الظل والدغل المجتمعي يطمسه مقابل هيمنة حضور الدور الآخر في الضوء. نص المائدة حكاية امرأة ورجل، نعرف في النص الرباط الذي يجمعهما ونعرف ديانتهما وطبقتهما الاجتماعية، كما نعرف –وربما هذا هو الأهم- خلاصة الأدوار والخبرات التي تجعل –في المجتمع- من المرأة امرأة.
في أنماط تفكير قديمة أشير للمرأة على أن خصيصتها الأساس "التلقي" و "الاحتواء" (ليندا جين شيفرد- أنثوية العلم)، ورُمز للأنوثة بأوعية عديدة استندت إلى شكل الرحم باعتباره "وعاء منفتحا للاخصاب"، فمثّل المصريون القدامى لذلك بالأواني لأن اختلاط القوى يحدث فيها، فيما رمزت سلالة ال celtic (سلالة هندوأوربية) إلى الأنثى بالمرجل، و مثّل القدح عند المسيحيين رمز الاحتواء...
ونص "المائدة" يحتفي بالاحتواء بشكل رمزي بليغ، فإذ يبدأ بتلقي الأذان والنهوض للاغتسال، فإنه لا يقف لإثارة مدلولات الرحم والجماع وما سواهما من دلالات التلقي بيولوجيا، لكنه في الفقرة الوسطى يقول: " عند الساعة السادسة تكون قد انتهت من أشغالها فتبدأ في إعداد المائدة"، وهنا أيضا وبالموازاة تتوقف الحكاية في ذهن المتلقي ليبدأ السؤال: هل إعداد المائدة ليس من ضمن أشغال هذه المرأة؟.. يعني هل أشغال هذه المرأة هي "النوم والاغتسال والصلاة وإعداد القهوة والحمام" فقط؟.. ثم ما الذي تعده كمائدة؟..
المرأة في النص تختار الفناجين بعناية، والفناجين أوعية الاحتواء والتلقي، كما تحرص على نظافة البراد كي"يلمع ببريق يخطف الأبصار" .. أوَليس البريق وخطف الأبصار ميدان اشتغال الاغواء بامتياز؟.. الاغواء المرتبط في الأذهان بالمؤنث منذ حواء إلى آخر زهرة في الآتي البعيد...
في التصور الطاوي ظل المؤنث هو النموذج الحاوي للطاقة، هو النموذج الرابط للأشياء إلى بعضها فيما المذكر هو النموذج الناشر للطاقة، سمته التمدد والتوسع.. ومناسبة هذا الاستحضار هو ما أجده معادلا رمزيا في النص لهذا التصور:
1- المرأة في النص "تعد المائدة"، وهو إعداد يقتضي بالضرورة جمع الأشياء إلى بعضها البعض، واختيار الفناجين وتلميع الابريق هي ارتباطات بالذوق والعاطفة "ثم تذهب إلى الحمام فتستعرض المنشفة و الغسول والصابون" وكل هذا جزء مما نجده في الحواء الغريزي للمؤنث كما تصوره الطاوية.
2- الرجل في النص يشتغل في منجم، المنجم إحدى تجليات القوة والتوسع والانتشار الذكوري...
لكن ما يدعوني للتوقف في النص، هو العبارة القفل " القادم الذي نسي طريق العودة ..."؛ فنحن على طول النص نخلق علاقة مع عالم المؤنث، عالم المرأة وانتظاراتها، ونشاركها الانتظار من أجل "كمال" معين رسمناه في أذهاننا، (ربما يشبه كمال الكرة إذا اجتمع نصفاها)، وفيما يشبه العتاب واللوم يخبرنا الراوي أن الرجل نسي طريق العودة..
في الثقافات الشرقية القديمة بالخصوص يتم الحديث عن التوازن في الكون على أنه توازن بين المذكر والمؤنث، الين واليانغ، ومن أجل هذا التوازن كان ينبغي للمبدأ المذكر أن يدمج في "سعيه وأهدافه وتنظيمه" خصيصة المبدأ المؤنث، وفيما عاش العالم الأربعة آلاف سنة الأخيرة على التصور الذكوري " فقد تحدَّد مسارُه بمنظورات ذكورية، ووُجِّه نحو أهداف من تحديد الرجال – وبالأخص هدفا الغزو والسيطرة." (آن بارينغ).
إن ما يعيشه العالم اليوم من اختلال التوازنات على المستويات كلها: السياسة والثقافة والعلوم وغيرها هو في نهاية المطاف حصيلة ممارسة نهجها الانسان لسنوات عديدة صار أثناءها يبتعد عن التناغم المراد في الكون، (التناغم بين الين واليانغ عند الطاو)، وابتعد أكثر فصرنا نعيش في عالم كل بقعة فيه متوترة بالجوع أو الحرب أو البيئة أو غيرها.. وصرنا نحن الجيل الذي نسي طريق العودة.

تحياتي.

ابراهيم درغوثي
23/08/2009, 01:12 PM
أما قصة أبدية التي قال فيها ناقدنا :

النص ليس قصة قصيرة جداً . و لكن من الممكن أن يكون خاطرة غرائبية exotique أو لغز logogriphe في حاجة إلى معرفة . و لكن لا أظن القارئ سينفق وقته في البحث عن خلية كالهباء في رميم وأشلاء منحلة ، ليعرف كنهها و معناها ...

فقد وجدت هوى واعجابا في نفس المترجم الكردي : بهزاد جلبي فنقلها الى الكردية :

الاستاذ ابراهيم المحترم
تحية مفعمة بالود والمحبة
دام فكركم ومعه اناملكم ؛ جميلة جدا وعميقة في الدخول الى معرفة قدرة الاله بكلمات جميلة دالة على موقع كاتبها في التعامل مع الادب .
دمتم وبارك الله فيكم .ومن جانبي راءيت المشاركة معكم بترجمتها الى الكردية.
مع فائق التقدير



هه ميشه يي

بو داروييني زانا
ئه م جه سته يه كه له ناو دوزه خدا هه لده وه شيته وه له ناويدا مه ليونه ها شانه ململانيانه
هنديكيان ئه واني تر له ناو ئه به ن
ته نها؛ يه ك شانة وه كو خول له نه مان رزكار ئه بيت
له ته نيايي خويدا به ئاكا ده مينيت وكوي له زيره ي زيان ده بيت
له ميانه ي تاريكيدا

ابراهيم درغوثي
23/08/2009, 01:13 PM
وأما عن نص : مالك الحرزين

فهذا ما قاله التاقد المغربي : اسماعيل البويحياوي :

القاص المبدع إبراهيم درغوثي
أعجبني في هذا النصيص/ الحوار انتقاله من الواقعي المعتاد( السطران الأول والثاني) إلى المفاجأة المنغرزة في التخييلي بما لاحد له من التداعيات والدلالات.( السطر الأخير/ القفلة)
النص مكثف موح جدا يكتسب غناه وانفتاحه من الدلالات والرموز المستمدة من التناص مع الحكاية الخرافية من جهة ومع القرآن الكريم كمرجعية ثقافية كاشفة لهوية القاص والسارد والغرض والمتلقي.
نص وامض( أتخيل) و كأنه يحكى في مجلس/ المجلسيات ( أخبرني.. حدثنا عن ...) يعمل راويه على توجيهه بقوة ( هز رأسه عدة مرات كالهازئ من السائل ) نحو مغزى بعينه يبقي ضمنيا في المقام بينه وبين مجالسيه. ومن هنا صلته بالخبر في التراث العربي.
تنويع في الأسلوب بين الخطابين المنقول(س1) و المباشر(س 3) كانتقال من غياب الصوت إلى حضوره بالتدريج.
مودتي

ابراهيم درغوثي
23/08/2009, 01:13 PM
وهذا ما قاله المبدع محمد فائق البرغوثي عن نفس : مالك الحزين :

أظن القصة تتحدث عن الخوف المسيطر على النفوس ، أو ربما التشاؤم ، فهو يظن أن الأرض لن تتحمل ساقه الأخرى إذا أنزلها ، لذا اكتفى بساق واحدة .. وهذا دليل التشاؤم أو الحساسية المفرطة في نظرته للأمور .

أما اذا كان القصد من ابقاء رجله معلقة خوفا من زلزال مفاجئ ليس في الحسبان فالقصة تتحدث عن درجة الخوف التي أصابت الناس لدرجة أنهم لا يستطيعون الاستمتاع بحياتهم وحاضرهم ، هذا الخوف جعلهم في حذر دائم من خطر داهم رغم ان حدوث زلزال احتمال ضعيف جدا وغير وارد لكن شده خوفه وتشاؤمه جعلته يظن ذلك ..


انهم لا يعيشون لحظتهم ويستمتعون بها لأن الخوف من المستقبل ( المجهول ) يملأ قلوبهم .
وبالطبع يمكن اسقاط القصة على مجتمعنا العربي .. اجتماعيا او سياسيا

ابراهيم درغوثي
23/08/2009, 01:14 PM
أما هذا فعن قصة : انكار
للناقد المغربي : اسماعيل البويحياوي :

العزيز إبراهيم
شكرا أخي على هذه القصة القصيرة جداالضاربة في عمق هول التدني وسقوط القيم وسلوكيات المشاهير. السخرية اللاذعة التي تشحن كلمة ( أم) بشلالات من الأحاسيس والمعاني والدلالات المتناقضة رأسا على عقب .. السؤال الواخز من رمز السلطة السادسة عين النسر التي لاتنام .. الإيحاء .. الكثافة .. الفضح .. الذكاء في الانتقال من الأسلوب غير المباشر( سؤال الصحافي) إلى الأسلوب المباشر الناقل لكلام أمنا لوسي بحذافيره/ الذي جاء كضربة السيف الخارقة بلغة تواصلية بسيطة سلسة مموسقة .
هكذا أخي هي القصة القصيرة جدا خرم قصصي رائع وعميق ووامض ومربك للمعمار الكلاسيكي للق الق جدا، عن سبق ترصد واشتغال إبداعي، يفيض حقائق بحجم تسونامي الغضب والمشاكسة والفضح والاستنكار.

ابراهيم درغوثي
23/08/2009, 01:14 PM
وهذه قراءة في الدينار
لاسماعيل البويحياوي أيضا


العزيز إبراهيم درغوثي
أكرر:
سعيد جدا باكتشاف كاتب مجدد مبدع من طينتك حتى بت متلهفا لقراءة قصصك القصيرة جدا التي أجد فيها المتعة والمؤانسة والفائدة .. إن ما لفت انتباهي في هذا النص:
1- الإيحاء بالظلم الاجتماعي وعبادة المال ( المليم الفقير) والنهل من عرق الآخرين وسفكه ( الملاليم المغموسة بالعرق) والإصرار على ذلك السلوك المقرف ( مليما وراء مليم) ليصبح دينارا/ يعني يرتقي درجات في سلم الجمع والكنز ليصبح من الذين تكوى بها جباههم وجنوبهم ..
2- الإيقاع الداخلي للحدث : من الماضي المستمر ( ظل يجمع ... حتى استوت) إلى الفعل المفاجئ المكسر لإيهام القص بتدخل السارد، طوع إرادة الكاتب، لاقتلاع الدينار من قلب الشخصية الورقية وزرعها في قلب القارئ المفترض أو المخاطب الذي في ذهنك . هكذا تطوى حياة بفلسفتها وتهافتها ومعاناتها وتموجتاها النفسية و... وتعصرعصرا في سطر واحد ليرش بها القارئ عنوة ونكاية به.
3- القبض على الحدث فوارا بالدلالات والمعاني والمقاصد القريبة والبعيدة
4- اللغة الشعرية المموسقة والصور والحذف والتقتير اللغوي ...
5- قذف القارئ بشلالات من المعاني والمقاصد والإمساك برقبته حتى يندمج في التخييل القصصي ويتفاعل ويتخلص من الكسل والذائقة المترهلة ويتطهر ويعود راضيا مرضيا نشيطا إلى حمأة المجتمع الذي تحلم به القصة وقيمها الإنسانية النبيلة.
هكذا تسعى الكتابة إلى إثراء تجربة القصة القصيرة جدا ككتابة مفتوحة مرتحقة من كل ما يعن للمبدع ويقتنع به لا لشيء سوى لخدمة خرم القصة القصيرة جدا.
مودتي أخي

ابراهيم درغوثي
23/08/2009, 01:15 PM
ما أردت بعرض هذه القراءات مصادرة رأي أستاذنا مسلك ميلون

في نصوصي القصصية القصيرة جدا

وإنما كنت أريد أن أقول ان النقد حمال أوجه .

وإن على الناقد أن لا يكون قاطعا في احكامه

فما رأيه في كتابة ما إلا قراءة شخصية

يكون فيها نصيب الخطإ مواز لنصيب الصواب


ملاحظة أخيرة لعزيزنا مسلك : كنت أظن أنني قليل الكتابة في هذا الجنس الأدبي أي القصة القصيرة جدا

مقارنة بمن أغرقوا الساحة الأدبية في جنس هذه الكتابة

فما نشرته الى حد الآن بضع نصوص

لأنني بالأساس روائي وكاتب قصة قصيرة

باسين بلعباس
23/08/2009, 01:16 PM
الدكتور مسلك ميمون:
قراءة النصوص،بوعي لا يملكها الجميع،ولا تتاح لغير المتمرسين
وتقبل القراءة في نص منتَج،لا يقبلها الجميع ،ولا تتاح العملية الإستيعابية في قمتها لأَيٍّ كان كذلك
ولكن ما لا حظته هنا :
الناقد يملك عتادا( تأويليا) شاملا يخترق به أعتى التحصينات ،
ولا ينجو منه أحد مهما (انزاح)تركيبه..
القاص:يملك إنتاجا غير هين،وينافس به ،ويستطيع أن يخبر عنه في العلن :أنا هنا..
وبينهما المتلقي ،الذي يعيد الانتاج ،كالناقد الثاقب النظر،
ويميز في القراءة الواعية، موضع رجله،
ما يثير في هذه القراءات الي تخترق الحجب،وتكشف المستور،هو:
كيف هي نظرة المتلقي للنص بعد ذلك؟
ما المستوى البياني،عند المتلقي، من معنى المعنى المكشوف؟؟
ما هو موقفه من النص؟
الدكتور مسلك ميمون،لا يملك المجاملة ،حيث لا تكون،
ولا يعرف المداهنة،حيث لا تليق..
ومن يملك مولودا ،ويعرضه للقراءة،
عليه أن يتحمل عمليات التجميل المعقدة
التي قد يتعرض لها مشرط الدكتور مسلك ميمون..
أخيرا أقول:
لأخي ابراهيم درغوثي:مبارك عليك هذه القراءة التي تشرفت بها نصوصك..
وللحاج ميمون:دمت خادما غير مجامل للأدب ،كما ينبغي أن يكون راقيا..

عبد الحميد الغرباوي
23/08/2009, 01:19 PM
تحية تقدير و احترام للأستاذ مسلك ميمون...
لعلي أكثر الناس ، هنا، معرفة بالناقد مسلك ميمون، و أذكر أنه كان أول شخص تناول نصا لي بقراءة شبه نقدية، و أنا في بداية مشواري الأدبي، أعمل آنذاك مصححا بصحيفة البيان اليومية المغربية...و لعله هو الآخر كان في بداية مشواره النقدي ففارق السن بيننا ليس كبيرا...
و لا أخفي أن ما كتبه عن قصتي يومذاك، كان حافزا لي لمواصلة المشوار و التجربة في الكتابة القصصية...
الناقد يكتب انطلاقا من وجهة نظر خاصة لها مرجعياتها و تعتمد على آليات خاصة به و هذا من حقه، و ما على الكاتب إلا أن ينصت إلى نبض الكتابة النقدية دون محاولة تبرير أو دفاع عن نصوص أصبحت ، كما يقر بذلك الأديب الدرغوثي نفسه، في ملك الغير...
و ما ألاحظ في رد أو ردود الصديق الدرغوثي أنه يريد من خلالها الدفاع عن نصوصه أكثر من الدخول في مناقشة أدبية مع الناقد نستفيد منها جميعا...
و الأكثر من الملاحظة أرى أنه سقط في شرك الاستدلال بكتابات نقاد آخرين ارتاح لما كتبوا عنه، و أعاد استحضارها أمامنا، علما أنه كان يكفي الإشارة إليها من خلال روابطها، ذلك لأنها منشورة في واتا، و ليس في منتدى أو موقع آخر...
و أنا أسأل الكاتب الدرغوثي: أ لم يكتب عنك ناقد خلاف ما كنت تبغي أو تنتظر، لتتفضل وتنشره أمامنا حتى تكتمل الصورة؟...
و أسأل الكاتب، لم كل هذه الحملة (الباردة) على ناقد لم يقم إلا بعمله و من خلال ما تمليه عليه الأمانة الأدبية، و اعتمادا على قناعات يومن بها و يطبقها في جل أعماله النقدية؟...
ذكرني هذا بسجال وقع بيني و بين شخص إلى حد الآن لست مقتنعا بطريقته في الكتابة، و التي للأسف يعتبرها قصصا و " من الواقع" هذا الشخص، و كي يبرهن لي أن ما يكتبه قصصا و إبداعا، التجأ إلى كتابات مغايرة، تمجد و تعلي من شأنه، كي يبرهن لي أني مخطئ، و أني مجرد كاتب عدواني...
الفرق كبير بين ذاك الشخص و الأديب الدرغوثي، فالدرغوثي كاتب مبدع، و كان الأجدر به أن يترفع عن الدفاع عن نصوصه بأسلوب لا يليق بمقامه...
في حفل التكريم الذي حظيت به مؤخرا، تناول الناقد محمد علوط، و هو صديق عمر، نصوص مجموعتي الأخيرة " أكواريوم" و ألغى من القصة القصيرة جدا و التي تمثل الجزء الأول من الكتاب عشرين نصا اعتبرها لا تمت بصلة للقصة القصيرة جدا،
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=40147
و رغم ذلك صفقت له... فلا أنا سأتوقف عن الكتابة و التجريب و لا هو سيتوقف عن استعمال مشرطه النقدي فيما يتناول من نصوص...
تحية مرة ثانية للناقد مسلك ميمون.
نحن نعتز بوجودك بيننا...

ابراهيم درغوثي
23/08/2009, 01:20 PM
الأستاذ عبدالحميد الغرباوي

أنا ما دافعت عن نصوصي بكلاام صدر عني
وإنما عرضت نصوصا نقدية قالت فيها كلمة حق
ليقارن بينها وبين ما كتب الأستاذ مسلك ميمون
الذي تناول قصصي " بعدوانية " بعيدا عن النقد العلمي
قد تكون قراءة صادرة عن خلفية ما لا علاقة لها بالأدب

لك أن تقتنع بما جاء فيها ولي أن أرد عليها
جاعلا ممن يتابع هذا الحوارمن القراء فيصلا بيننا

ابراهيم درغوثي
23/08/2009, 01:20 PM
أستاذ عبدالحميد الغرباوي

هل أنت ضد عرض قراءات مختلفة لنص واحد على القراء؟

غايتي من وراء ما عرضت من قراءات مختلفة لنصوصي

أن أقول للناقد أيا كان

الذي أعجبته النصوص حد الابهار

والذي وجد فيها مجرد خواطر لا تستحق النشر

إن رأيك بحتمل الصواب كما يحتمل الخطأ

فقط لا غير

ابراهيم درغوثي
23/08/2009, 01:21 PM
أستاذ ياسين بلعباس

ما أردنا من خلال تعليقنا على ما جاء في كلام الأستاذ ميمون الا أن نعرض رأيا آخر .

رأي في نصوصي بختلف كليا على نقده لهذه النصوص

ألسنا مع الرأي والرأي الآخر ؟؟؟

حتى نترك لمن يمر من هنا فكرة مكتملة عن القصص

وعمن قرأ القصص

مع العلم أنني أجدد شكري وتقديري للأستاذ ميمون الذي تجشم عناء القراءة والكتابة

عبد الحميد الغرباوي
23/08/2009, 01:22 PM
1 ـ الأستاذ عبد الحميد الغرباوي
أنا ما دافعت عن نصوصي بكلام صدر عني ، وإنما عرضت نصوصا نقدية قالت فيها كلمة حق
ليقارن بينها وبين ما كتب الأستاذ مسلك ميمون الذي تناول قصصي " بعدوانية " بعيدا عن النقد العلمي
قد تكون قراءة صادرة عن خلفية ما لا علاقة لها بالأدب.
لك أن تقتنع بما جاء فيها ولي أن أرد عليها جاعلا ممن يتابع هذا الحوار من القراء فيصلا بيننا
الأستاذ الدرغوثي،
ها أنت مرة أخرى تقع في شرك الذاتية و تنحرف عن الموضوعية أيما انحراف. نفهم من طرحك هذا، أن النقد الذي يقول في حق كتاباتك كلمة حق هو النقد الذي يمجدها و يرفع من قيمتها و شأنها و كل نقد غير ذلك، فهو نقد "عدواني" بعيد عن الموضوعية أو التحليل العلمي كما جاء في ردك.
و كما أسلفت في ردي السابق، أذكرك بأن النصوص النقدية و بعضها على كل حال، انطباعي لا علاقة له بالنقد البتة ، و التي "استنجدت" بها سبق أن قرأناها في واتا، و كان عليك أن تكتفي بوضع روابطها دون إعادة نشرها.
2 ـ أستاذ عبد الحميد الغرباوي
هل أنت ضد عرض قراءات مختلفة لنص واحد على القراء؟ غايتي من وراء ما عرضت من قراءات مختلفة لنصوصي أن أقول للناقد أيا كان الذي أعجبته النصوص حد الإبهار والذي وجد فيها مجرد خواطر لا تستحق النشر،إن رأيك يحتمل الصواب كما يحتمل الخطأ .فقط لا غير
الأستاذ الدرغوثي
أنا مع الاختلاف، بل من أنصاره... لكني ضد الطريقة التي انتهجتها في ردك على الأستاذ مسلك ميمون بإعادة نشر نصوص نقدية و انطباعية لزملاء لنا في واتا تقول: "ما أردنا من خلال تعليقنا على ما جاء في كلام الأستاذ ميمون الا أن نعرض رأيا آخر" علما أن هذا الرأي نعرفه، فهل تريده أن يظل الواحد الأوحد؟ و غيره فليبلعه البحر؟..
لماذ تلح على ألا تكتمل الصورة؟...
ألا ترى أنك أحرجت الزملاء بإعادة نشر نصوصهم، و اعتمادها كدريعة و حجة على خطإ رأي الأستاذ مسلك ميمون؟.. علما أنها دريعة واهية و غير منطقية...
ألم يكن الأولى بك أن تكتفي بالقول: "إن رأيك أخي مسلك ميمون يحتمل الصواب كما يحتمل الخطأ" و ينتهي الخلاف.

ابراهيم درغوثي
23/08/2009, 01:23 PM
أستاذ عبدالحميد الغرباوي

أعيد لك سؤالك : لماذا تريد لرأي الأستاذ ميمون حول قصصي القصيرة جدا أن يظل الواحد الأوحد في موضوع مثبت يمر عليه القراء ؟
وما العيب في نضع إلى جانب هذا الرأي آراء " نقدية انطباعية لا علاقة لها بالنقد " حسب تعبيرك ، لنقاد آخرين مروا على هذه النصوص ؟
شخصيا أريد أن يقارن القراء بين هذا وذاك بعد قراءة النص المنقود وليستنتجوا بعد ذالك كما شاؤوا هم
لا كما شاء لهم الأستاذ ميمون
ثم هل تظن أن من تناول هذا القصص برأي نقدي عبر فيه عن اعجابه بها سيخفي وجهه وراء يديه ندما وخجلا من نفسه لأن الأستاذ ميمون عاكسه في الرأي وهو يسخف هذه الكتابة ؟
لماذا تعتبر أنني أحرج من تناول هذه النصوص بالنقد بإعادة نشرها للمقارنة برأي الأستاذ ميمون ؟
هو رأيهم قالوه بالصوت العالي دون اكراه من أحد ودون سابق معرفة شخصية بي.
علاقتهم الوحيدة كانت بالنص ولا شيء غير النص
هل تريد لمن مر على هذا الموضوع المثبت أن يعود كل مر لرابط قصة من قصصي ليقرأ ما كتب حولها ثم يقارنه بما كتب الأستاذ ميمون ؟
كل ما في الأمر أنني قربت الكتابة لمن يريد أن يقارن بين النقد الانطباعي الذي لا قيمة علمية له والذي تناول هذه القصص بما كتبه الأستاذ الناقد مسلك ميمون من كتابة علمية رصينة لا يرقى الشك إلى صحتها ورصانتها.
أستاذ عبدالحميد :
لنترك القراءة وللاستنتاج لمن يمر هنا من قراء وكتاب القصة القصيرة جدا
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته

عبد الحميد الغرباوي
23/08/2009, 01:24 PM
أستاذ عبدالحميد :
لنترك القراءة وللاستنتاج لمن يمر هنا من قراء وكتاب القصة القصيرة جدا
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته

حاضر أستاذ درغوثي،
لكن قبل أن أترك القراءة و الاستنتاج لمن يمر من هنا، كما لو أني أشكل حاجزا دون دخولهم و الإدلاء بآرائهم، لا بد من الإشارة إلى أن مجموعة من النقاط مررتَ عليها مرور الكرام، دون أن تناقشها، يبدو أنك تنظر إلى المسألة من ثقب ضيق و ذاك شأنك:
الأستاذ الدرغوثي،
1 ـ نفهم من طرحك أن النقد الذي، في نظرك، يقول الحق في كتاباتك هو النقد الذي يمجدها و يرفع من قيمتها و شأنها و كل نقد غير ذلك، فهو نقد "عدواني" بعيد عن الموضوعية أو التحليل العلمي كما جاء في ردك.
2 ـ النصوص النقدية و الانطباعية التي "استنجدت" بها سبق أن قرأناها في واتا، و كان عليك أن تكتفي بوضع روابطها دون إعادة نشرها.
3 ـ الطريقة التي انتهجتها في ردك على الأستاذ مسلك ميمون بإعادة نشر نصوص نقدية و انطباعية لزملاء لنا في واتا ، طريقة غير لائقة، أنت بذلك تضرب هذا بذاك ، أو كما لو أنك تريد أن تقول للأستاذ مسلك ميمون، تعلم من زملائك كيف يكون النقد الصحيح...
4 ـ و هذا فيه ما فيه من إحراج لهم..
5 ـ ألم يكن الأجدر أن تكتفي بالقول: "إن رأيك أخي مسلك ميمون يحتمل الصواب كما يحتمل الخطأ" و ينتهي الخلاف؟..
6 ـ أنا مع تعدد الآراء و من أنصار الاختلاف، و لست أنا الذي يتشبت بالرأي الأوحد بل أنت و دليل ذلك رفضك لاجتهاد الأستاذ مسلك ميمون النقدي.
رجاء أن تقرأ الردود بتمعن و تركيز...

ابراهيم درغوثي
23/08/2009, 01:25 PM
شكرا أستاذنا عبدالحميد الغرباوي لرحابة صدرك ولتلخيصك لردودك على مداخلاتي

فقط أريد أن أقول لك أنني رددت في تلك المداخلات المختصرة على النقاط الست التي لخصت بها

تدخلك حول المضوع المذكور .

مع العلم أنني ما أردت احراج أستاذنا ميمون وإنما وددت أن تكون للقراء الذين يقرأون نصوصي لأول مرة

من خلال ا نقد الأستاذ، عين ثانية يطلون من خلالها على هذه النصوص.

ولن أنهي هذه المداخلة إلا بالدعاء بالتوفيق للأستاذ ميمون في قراءاته للقصة القصيرة جدا

فكم نحن في حاجة لأمثاله يسددون خطانا وينيرون لنا جميعا، صغارنا وكبارنا ، الطريق

فما أصعب المرور بنجاح في مسالك الأدب.

نضال الشوفي
23/08/2009, 01:26 PM
الأستاذ الكريم مسلك ميمون
هذه السلسة من القراءات بدأت مع نصوصي التي لا أستطيع الآن أن أسميها جميعا قصص قصيرة جدا، إن قراءتك تلك قربتني أكثر من تذوق هذا النوع من الفنون الأدبية، وشعرت أني يجب أن أقرأ المزيد من القصص القصيرة جدا، وهنا تكمن الإشكالية الأخرى المتمثلة بمجموعة كبيرة من الكتاب الذين يجربون مثلي، وبالتالي فإني أراكم معرفة ناقصة، أو مشوهة، عندما أقرأ الكثير من النماذج غير الناضجة للقصة القصيرة جدا دون جدوى.
أستاذ مسلك، أن قراءاتك النقدية ضرورية جدا، فهي بالنسبة لي تعوض النقص الذي تحدثت عنه، وأرجو أن لا يشعرك النقاش الذي يجري هنا، بأنك ورط نفسك بلهجة صريحة أنت بغنى عنها، وأن يستمر مرورك على أكبر قدر من النصوص عل ذلك يساهم أيضا في بلورة مفاهيم واضحة في النقد.
لك كل التقدير
دمت

إسماعيل البويحياوي
23/08/2009, 01:27 PM
الإخوة الأساتذة نقادا ومبدعين: الأستاذ مسلك ميمون، الأستاذ عبد الحميد الغرباوي، الأستاذ إبراهيم درغوثي.

تحية طيبة،،
أستسمحكم في قول كلمة بسيطة حول بعض ما تحاورتم فيه. لقد استفدت كثيرا من هذا النقاش والردود. كنت أفضل المتابعة وتأمل ردود أفعال النقاد والمبدعين حول هذه القصيرة جدا وما تثيره من مواقف ونقاشات صحية. ومادام الأستاذ مسلك ميمون أشار، خلال قراءة نصوص القاص إبراهيم درغوتي لقراءات أخرى ليس متفقا معها، وما دام القاص إبراهيم درغوثي أورد قراءات لنصوصه من بينها تعليقات/ قراءات شاركت بها شخصيا على صفحات واتا، أجدني أطل عليكم في هذا الحوار النقدي والإبداعي الذي يفيد الجميع. وأنا أريده أن يكون كذلك.
أولا لكل قناعاته و أدواته وخلفياته وتصوراته التي يراها ناجعة في قراءة القصة القصيرة جدا. العبرة بالأضواء والنتائج التي تحققها القراءة لهذا الجنس. فالمناهج عديدة جدا ولكل كامل الحق في اصطناع ما يشاء. ما أحاول القيام به قراءة تأويلية تداولية معرفية تنطلق إلى النص من خلال أدوات أشير إليها خلال المقاربة وخلال التعليق.
ما أقوله حول قراءة الدكتور مسلك ميمون هو أنها معيارية تنطلق من تصور خاص كلاسيكي للقصة القصيرة جدا. قراءة خارجية لا تؤمن بالتجريب وانفتاح القصة القصيرة جدا على باقي الأجناس الأدبية وغير الأدبية الأخرى. وبذلك فهي لا تنصت إلى النص ككيان له بنيته الخاصة و تضاريسه فتمارس دور الرقيب اللغوي والأجناسي. والذي ليس مستساغا هو: لماذا قراءة نصوص هي أصلا، في هذا التصور، مصنفة خارج القصة القصيرة جدا ؟ لماذا لا يتم الوقوف عند نصوص ناضجة عربية وعالمية تحقق الأركان والعناصر أو المقومات التي يراها الناقد ضرورية ولا تساهل فيها لتأتي قراءته قوية منسجمة مع نفسها ومفيدة للقارئ ؟
جمعت قراءة الأستاذ مسلك ميمون وتعليقاتي ليقارن القارئ ويستنتج بنفسه.
تحياتي وتقديري.
************************************************** ****************************


مالك الحزين

قيل لمالك الحزين لماذا لا تضع ساقك الثانية على الأرض؟
هز رأسه عدة مرات كالهازئ من السائل وقال :
أخاف أن تزلزل الأرض زلزالها...



مسلك ميمون

هذا النص مجرد كلام أو في أحسن الأحوال كلام فني ... و لا علاقة له بالقصّة القصيرة جداً. و لا أرغب في فلسفة موقفها و مضمونها ، و استنباط ما أشاء ـ كما فعل البعض ـ لأنّ ذلك لا يغري و لا يبعث على التأويل . و لا أدري لماذا يعد الكاتب نصوصاً مشابهة و يضعها في متصفح القصة القصيرة جداً !!

إسماعيل البويحياوي :

القاص المبدع إبراهيم درغوثي
أعجبني في هذا النصيص/ الحوار انتقاله من الواقعي المعتاد( السطران الأول والثاني) إلى المفاجأة المنغرزة في التخييلي بما لاحد له من التداعيات والدلالات.( السطر الأخير/ القفلة).
النص مكثف موح جدا يكتسب غناه وانفتاحه من الدلالات والرموز المستمدة من التناص مع الحكاية الخرافية من جهة ومع القرآن الكريم كمرجعية ثقافية كاشفة لهوية القاص والسارد والغرض والمتلقي.
نص وامض( أتخيل) و كأنه يحكى في مجلس/ المجلسيات ( أخبرني.. حدثنا عن ...) يعمل راويه على توجيهه بقوة ( هز رأسه عدة مرات كالهازئ من السائل ) نحو مغزى بعينه يبقي ضمنيا في المقام بينه وبين مجالسيه. ومن هنا صلته بالخبر في التراث العربي.
تنويع في الأسلوب بين الخطابين المنقول(س1) و المباشر(س 3) كانتقال من غياب الصوت إلى حضوره بالتدريج.
مودتي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ

إنكار

سأل صحافي مشاكس أمنا " لوسي " عن أمنا
" حواء ".

قالت : لا أعرفها ؟؟؟

مسلك ميمون

هذا النوع من القصة القصيرة جداً . يستفيد كثيراً من النكتة ANECDOTE و لقد برع في ذلك الإخوة المصريين على المستوى الشعبي . و انعكس ذلك تأثيراً في الثقافة و الآداب و الفنون ...و في رأيي أنه يجوز تقاطع الفنون و الاستفادة من بعضها البعض قدر الامكان دون أن يطغى أحد الفنين على الآخر فيفقده صبغته و طابعه الخاص . فهنا نحن أمام نكتة خالصة . من قبيل : ( سأل أحدهم عابر سبيل : من هو أوباما ؟ فقال : لست من هذا الحي . ) إذاً طغت روح النكتة و خفت روح السرد و الحكي . و لعل ما ساعد على ذلك الحرص الشديد على الايجاز و الاختصار . بمعنى لم يترك القاص لحمة سياقية أدبية . و اكتفى بأقل ما يمكن ، بل اكتفى بروح النّكتة و الدّعابة .. و ما تحدثه في النّفس من تداعيات ....
و قصة ( إنكار ) كموضوع تلمّح للقطيعة الابستمولوجية بين الحديث والقديم ( لوسي و حواء ) و هنا يحيلنا النّص بشكل غير مباشر إلى عملية التثاقف accultaration
التي أضحت مغيبة ، إن لم أقل منعدمة ، بين ما هو آني و ما طواه الزّمان . فيبدو ذلك الشّرخ الهائل في قول لوسي عن حواء : ( لا أعرفها !! )
و السّؤال الوجودي الخفي، المشبع بالتعجب الذي يستشف من النّص : كيف لا تعرفها و هي أمّهـا ؟ !
فيتّضح أنّ المسألة ليست في المعرفة أو عدمها ، و إنّما في إنكار المعرفة نفسها .



إسماعيل البويحياوي :

العزيز إبراهيم
شكرا أخي على هذه القصة القصيرة جدا الضاربة في عمق هول التدني وسقوط القيم وسلوكيات المشاهير. السخرية اللاذعة التي تشحن كلمة ( أم) بشلالات من الأحاسيس والمعاني والدلالات المتناقضة رأسا على عقب .. السؤال الواخز من رمز السلطة السادسة عين النسر التي لا تنام .. الإيحاء .. الكثافة .. الفضح .. الذكاء في الانتقال من الأسلوب غير المباشر( سؤال الصحافي) إلى الأسلوب المباشر الناقل لكلام أمنا لوسي بحذافيره/ الذي جاء كضربة السيف الخارقة بلغة تواصلية بسيطة سلسة مموسقة .
هكذا أخي هي القصة القصيرة جدا خرم قصصي رائع وعميق ووامض ومربك للمعمار الكلاسيكي للق الق جدا، عن سبق ترصد واشتغال إبداعي، يفيض حقائق بحجم تسونامي الغضب والمشاكسة والفضح والاستنكار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدينار


ظل يجمع ملاليمه المغموسة بالعرق مليما وراء مليم... وحين استوت دينارا يسر الناظرين ، اقتلعتها من قلبه وزرعتها في قلبك.

مسلك ميمون

هذا النص جاء على خلاف ما سبق . يستجيب للتكثيف اللّغوي و الايجاز و الاقتضاب و اللّغة المجازية figurative langage و يحمل دلالة واضحة .
فقط ملاحظة حول الجملتين الأخيرتين : ( اقتلعتها من قلبه وزرعتها في قلبك.) فرغم شاعريتهما فإنّ المعنى لا يستقيم بهما : فالمستغل الافتراضي الظالم ، لم يقتلع شيئاً من قلب الكادح ، إنّما اقتلع من جيبه . فالكادح لازال و سيبقى قلبه يهفو إلى الملاليم و جمعها قدر الإمكان و حسب المستطاع . و كذلك الظالم المستغل لم يزرع الملاليم في قلبه و إنّما أضافها إلى رصيده . فقلبه لم يكن يوماً أرضاً جذباء في حاجة إلى الزّرع فهو معتاد ـ سلفاً ـ على المال الحرام و تكديسه ، و بشتّى الطرائق ..فلو أصبحت العبارة : ( اقتلعتَها من جيبه و أضفتها إلى رصيدك ) كان المعنى واضحاً. و إن كان أقلّ شعرية . poétique

إسماعيل البويحياوي

سعيد جدا باكتشاف كاتب مجدد مبدع من طينتك حتى بت متلهفا لقراءة قصصك القصيرة جدا التي أجد فيها المتعة والمؤانسة والفائدة .. إن ما لفت انتباهي في هذا النص:
1- الإيحاء بالظلم الاجتماعي وعبادة المال ( المليم الفقير) والنهل من عرق الآخرين وسفكه ( الملاليم المغموسة بالعرق) والإصرار على ذلك السلوك المقرف ( مليما وراء مليم) ليصبح دينارا/ يعني يرتقي درجات في سلم الجمع والكنز ليصبح من الذين تكوى بها جباههم وجنوبهم ..
2- الإيقاع الداخلي للحدث : من الماضي المستمر ( ظل يجمع ... حتى استوت) إلى الفعل المفاجئ المكسر لإيهام القص بتدخل السارد، طوع إرادة الكاتب، لاقتلاع الدينار من قلب الشخصية الورقية وزرعها في قلب القارئ المفترض أو المخاطب الذي في ذهنك . هكذا تطوى حياة بفلسفتها وتهافتها ومعاناتها وتموجتاها النفسية و... وتعصرعصرا في سطر واحد ليرش بها القارئ عنوة ونكاية به.
3- القبض على الحدث فوارا بالدلالات والمعاني والمقاصد القريبة والبعيدة
4- اللغة الشعرية المموسقة والصور والحذف والتقتير اللغوي ...
5- قذف القارئ بشلالات من المعاني والمقاصد والإمساك برقبته حتى يندمج في التخييل القصصي ويتفاعل ويتخلص من الكسل والذائقة المترهلة ويتطهر ويعود راضيا مرضيا نشيطا إلى حمأة المجتمع الذي تحلم به القصة وقيمها الإنسانية النبيلة.
هكذا تسعى الكتابة إلى إثراء تجربة القصة القصيرة جدا ككتابة مفتوحة مرتحقة من كل ما يعن للمبدع ويقتنع به لا لشيء سوى لخدمة خرم القصة القصيرة جدا.
مودتي أخي.

خديجة قرشي
23/08/2009, 01:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الدكتور مسلك ميمون

تناولك بالدراسة وتفكيك النصوص السردية (حتى لا أقول قصصا قصيرة، وهنا لا أعني بالضرورة القصص ق.ج موضوع الدراسة) من شأنها أن تساعدنا في فهم كنه ما نكتب، وتدريبنا على الإبداع، مع احترام قواعد وضوابط الأصناف الأدبية التي نجد أنفسنا فيها ونرتاح للكتابة فيها.
جميل جدا أن نبدع وأن يكون نتاجنا غزيرا، لكن الأجمل منه أن نقترب من القالب الصحيح الذي تتفق عليه معظم المناهج، فلا نكتب من أجل الكتابة في حد ذاتها بل من أجل هدف أرقى وأسمى من ذلك.
وأؤكد أن النقد ضروري ويستلزم من المبدع صبرا وطول نفس حتى يستفيد من مهارة الناقد القادر على الكشف عما في النص من إيجابيات أو سلبيات أو هفوات نتجنب الوقوع فيها.
ثم لا بد أن نميز بين الانطباع والإعجاب بالنص (بلغته، بفكرته أو أسلوبه) وبين النقد المتخصص الذي يتناول كل هذه الجوانب وقد يزيد، بطريقة علمية محضة.

مع المودة والتقدير

سعيد أبو نعسة
23/08/2009, 01:30 PM
أحبائي
أشكر الدكتور مسلك ميمون على هذه الوجبة الدسمة التي أقامها على شرف النقاد و الكتاب الأحباء من خلال نقد بعض قصص الأديب ابراهيم درغوثي :
و بما أن المشرط تعرض لبعض القصص فإنه من الحيف تعميم نتيجة الفحص على كل القصص القصيرة جدا التي كتبها الزميل ابراهيم .
و عليه أقترح على الأخ درغوثي نشر عشر قصص غير القصص المنقودة كي نكون موضوعيين في الحكم .
أضم صوتي إلى الأخ عبد الحميد في ضرورة دفاع الأخ ابراهيم عن أسلوبه المتبع في كتابة قصصه دون الاستشهاد بآراء نقاد أخرين لأن ذلك يشعل معركة بين النقاد و يجعل كلا منهم يحتفظ برأيه و يدافع عنه حتى النهاية رغم أن البعض قد يكون من أنصار التربيت على كتف الكاتب قبل أن يقرصه .
كنت على وشك نشر مجموعتي القصصية القصيرة جدا قبل أن يقوم الدكتور مسلك بنقد بعض قصصي فقررت التريث و إعمال المشرط من جديد في بعض قصص المجموعة .
أحيي الجميع .

ابراهيم درغوثي
23/08/2009, 01:31 PM
عزيزنا سعيد أبونعسة

شكرا على مرورك الكريم على هذا الباب
راجيا لك مزيدا من التألق والتأنق في كتابة القصة القصيرة جدا
هذا الفن النبيل الذي يفتح أبوابا كثيرة للكتابة الابداعية
أبوابا تجمع وتفرق بين الكتاب والنقاد
ولكنها تظل أبواب رحمة للكتابة الابداعية العربية الحديثة

سعيد أبو نعسة
23/08/2009, 01:32 PM
أخي الرائع ابراهيم درغوثي
أشكرك على تعليقك المهذب الذي ينم عن أخلاق رفيعة
هنا أيضا أكرر طلبي بنشر قصص قصيرة جدا مختلفة عن القصص موضوع النقد
دمت مبدعا

ابراهيم درغوثي
23/08/2009, 01:33 PM
العزيز سعيد أبونعسة

أجدد لك مرة أخرى شكري وتقديري لتواجدكم في هذا الركن من مندى القصة القصيرة جدا
فأنت على حق في قولك بأن على الكاتب أن يكون ملما بشروط الكتابة الابداعية
ولا أظن أن أي شخص سيختلف معنا في هذه البداهة
ما نختلف فيه يا صاحبي هو التالي :
ليس كل ما يقوله النقاد في قراءة من قراءاتهم لنصوص ما حقيقة منزلة من السماء
وإنما هو رأي في تلك النصوص قد يختلف مع آراء نقاد آخرين
فلكل قارئ خلفية يقرأ من خلالها النصوص
وقد تتضارب الآراء 180 درجة
فناقد ماركسي مثلا سيقرأ نصا ما قراءة تختلف عن ناقد له خلفية دينية
وقارئ كلاسيكي سيختلف مع آخر يؤمن بالتجديد والحداثة
وغير ذلك من الاختلافات المذهبية والفكرية
بمعنى أننا حين نطلع على رأي ناقد في نص ما سواء من نصوصنا أو من نصوص غيرنا، نحترمه ونقدر جهده
ولكن قد نختلف معه في التقدير لا أكثر ولا أقل

ابراهيم درغوثي
23/08/2009, 01:34 PM
تلبية لرغبتك عزيزنا سعيد ها أنا أنشر هنا مجموعة أخرى من قصصي القصيرة جدا:

1) مجنونان

كان يطوف في شوارع القرية بعد كل صلاة مرددا هذا الذكر :
باب يفتح على السماء ، هو باب الله .
باب يفتح على البحر ، هو باب النار .
باب يفتح على الخير ، هو باب الدولار .
باب يفتح على الحزن ، هو باب الأحياء .
باب يفتح على الشرق ، هو باب السعادة .
باب يفتح على الغرب ، هو باب الموت .
باب يفتح على الدنيا هو باب العذاب .
وأنا واقف في مفترق ... الأبواب .
ولا باب يفتح على ... قلبي .
سألت عنه من يكون ، فقيل لي : هذا مجنون القرية ، لا تقترب منه فقد يؤذيك . ولكنني لم استمع لنصحهم وتحذيرهم ... أمسكت بالرجل من الخلف من تلابيبه الرثة ، ومشيت معه ، أردد ذكره ، وأزيد ...

2) وجه في المرآة

أطل من شباك بيته ، فرأى وجهه في مرآة جارته الشابة التي تركت شباكها مشرعا على السماء . حرك له لسانه وغمز له بعينه ولاعب له حاجبيه ، وعندما سمع خطى الجارة ، هرب من وراء الشباك
لكن وجهه ظل هناك يسخر من خوفه ، ويغمز للجارة الشابة .

3) الصندوق


طوابير طويلة واقفة أمام الباب منذ الصباح الباكر تتدافع بالمرافق والمناكب و يتصايح أصحابها و كأنهم في يوم الحشر.
ثم يدخلون الواحد وراء الآخر إلى قاعة فسيحة ملأى بالرجال المهمين. يختارون أوراقا حمراء وصفراء وبيضاء وخضراء وزرقاء وبرتقالية وبنفسجية ووردية ويمرون من أمام صندوق من البلور الشفاف، فيضعون الأوراق في قلبه ويخرجون من باب القاعة وهم ينظرون إلى القفل الأصفر الذي يغلق فم الصندوق على قوس قزح.
في المساء يرفع الصندوق كالعريس على الأكتاف ، ويفتح القفل لعد الأوراق .
والغريب في الأمر أن الرجال المهمين المكلفين بفرز الأوراق لا تتعبهم العملية ، فينجزون المهمة بيسر وسرعة لأن قوس قزح صار ذا لون واحد !!! لون رمادي كئيب ...


4) الوصية الثالثة


قبل موتها بساعات طلبتني أمي، فوقفت عند رأسها إجلالا ورهبة، فدعتني للجلوس و قالت :
- أوصيك يا بني بثلاث،
اعرف متى تفتح الأبواب و متى تغلقها .
و اترك لك دائما بابا سريا لا تطلع عليه أحدا لتنسحب منه عندما تسد في وجهك رحمة السماء و الأرض.
و أغمي عليها، فماتت دون أن تكمل الثالثة…
و ها أنا، و منذ ذلك الحين، أدق على وجه السماء
و الأرض بحثا عن الوصية الثالثة …
5) الكرسي

عرفته خجولا، لا يجرؤ على جرح وردة ،
مستقيما كغصن البان ،
لطيفا كأحسن الظرفاء ،
ودودا كأعز الأحباب،
صادقا كنبي ،
رحيما كإله ...
ثم جلس على الكرسي الوثير ...

6) الرحى

الرحى تدور من اليمين إلى الشمال، تدور .... تدور ....
و تطحن تحت أضراسها الأخضر و اليابس، و لا تمل الدوران ...
ماذا سيكون مصير الدنيا لو صار مدار الرحى من الشمال إلى اليمين ؟؟؟
ماذا سيكون مصير الدنيا ؟؟؟


7) عزرائيل

ها هو جالس على كرسي عتيق من خشب الأرز
أمام شاشة اليكترونية عملاقة عرضها كما بين السماء و الأرض، تلمع داخلها مليارات من فوانيس عجيبة. داخل كل فانوس صورة إنسان.
كان يكرر بحركة روتينية الضغط على زر بين بيديه النحيلتين، فينطفئ فانوس في جهة ما من على الشاشة الاليكترونية العملاقة...

8) خيانة

مد يده يود تقشير التفاحة.
استجابت له مكرهة.
نادا(ها ) إلى السرير و أغمض عينيه.
نادت(ه) إلى السرير و أغمضت عينيها.
وركبا قطار اللذة...

9) اختبار


إهداء: إلى عبدالله بن المقفع

وقف أعضاء مجلس نواب الشعب قدام باب البرلمان، يستظهرون أمام قاضي القضاة ما قاله بيدبا الحكيم لدبشليم الملك.

10) رؤيا

إهداء: إلى عبدالله بن المقفع مرة ثالثة

زعموا أن ملكا عاش في الزمن الغابر ، ظل على مدى سبع ليال يرى في منامه أنه يعوم في مسبح مملوءا دما و أن الملك نادى منجمي دولته وطلب منهم تأويل هذا الحلم المزعج .
فسكت المنجمون عن الكلام المباح، إلا أن أحد الوزراء وشوش في أذن الملك أنه يتملك حقيقة في بستان القصر سبعة مسابح تعبأ كل صباح بدم يفور منه البخار.


11) عانس


وضعت رقم هاتفها الجوال في منتدى الكتروني ماجن،
فتهاطلت عليها المكالمات آناء الليل وأطراف النهار.
قالت : واو ...، ما أكثرهم أولاد الكلاب...
وصارت تختار منهم كل ليلة مثنى، وثلاث ورباع.


عزيزنا سعيد أبونعسة
هي ذي عشر قصص قصيرة جدا أخرى
أتمنى أن تعطيك فكرة عن كتاباتي
في هذا الضرب من الابداع

سعيد أبو نعسة
23/08/2009, 01:35 PM
أخي الكريم ابراهيم درغوثي
أشكرك على القصص العشر الجديدة و أرجو أن يتسنى لي الحديث عنها قريبا .
أنت يا أخي الحبيب لست في امتحان فكلنا خطاء و الكاتب مهما بلغ من الإبداع ليس مطبعة عمياء خرساء تنتج النسخ ذاتها فلكل جواد كبوة و قد كتبت قصصا غاية في المباشرة التقريرية و أنا أعلم أنها ستكون مثلبة في حقي لا لشيء إلا لأنني وجدت الحدث الذي ترويه أبلغ منها فأحجمت عن التكثيف و الترميز .
كل ما في الأمر أنني أحببت أن يتفضل الأخوة النقاد بقراءة القصص الجديدة هذه لتكوين صورة أشمل و أدق كما أسلفت .
تحياتي و قبلاتي .

باسين بلعباس
23/08/2009, 01:37 PM
السلام على الجميع:
الشكر موصول الى الدكتور مسلك ميمون..
والى المبدع ابراهيم درغوثي ..
لقد كانا سببا في هذه المتعة القرائية التي وجدناها هنا،بين لأقلام لها مكانتها ،
ونحترمها ،ونحب أن نقرأ لها كلما أتيحت لنا فرصة القراءة،
لعمل جميل يمتع،ويقنع،ويذهب كل مذهب ،نحترمه،وإن كنا لا نتبعه،
الأخ عبد الرشيد أعطى المحاورة الفغكرية مركزها الذي تعتمد عليه،
وذهب في قراءة جديدة لأكثر من نص للأخ الدرغوثي،
مبينا بالتأويل ،والتقدير،والتفكيك المنطقي،مذهبا لم يذهبه الدكتور مسلك ميمون..
وخرج على المتلقين بما يراه،
ولا يداهن،ولا يقول إلا ما يعتقده تأويلا صائبا من نص المبدع..
الأخ البويحياوي ،كان محاورا ،وقارئا من طراز خاص،يعرف ما يقول،
وما يريد أن يوصله إلى المتلقي من خلال تحليل،وتفكيك رؤى الكاتب،
والقراءة له تشي بقدرة كبيرة على النقد البناء..
وأحسبه لا يفعل ذلك إلا مع النصوص التي يراها تستحق الجهد والمتابعة..
ولهما كل التحية على إثراء هذه الصفحة،وتنويرها بأفكار كلنا في حاجة إليها
ولأخي ابراهيم الدرغوثي أقول: لا تتعصب لنصوصك،
ولا تخطِّىْ من يذهب فيها ما يراه ،ولا تراه..فهي نصوص مفتوحة ،أرجو أن تتركها كذلك..
ولا تعتقد أن ذلك يقلل من قيمتك،أو يحط من مكانتك الابداعية..
وللجميع تحيتي..

ابراهيم درغوثي
23/08/2009, 01:38 PM
ولأخي ابراهيم الدرغوثي أقول: لا تتعصب لنصوصك،
ولا تخطِّىْ من يذهب فيها ما يراه ،ولا تراه..فهي نصوص مفتوحة ،أرجو أن تتركها كذلك..
ولا تعتقد أن ذلك يقلل من قيمتك،أو يحط من مكانتك الابداعية..
وللجميع تحيتي..


العزيز ياسين بلعباس

شكرا على لطفك الكبير
أضفت للنصوص السابقة المنقودة نصوصا أخرى
حتى يطلع عليها المغرم بالقراءة
والناقد المجتهد
أما عن التعصبلنصوصي فلست منه من قريب أو بعيد

مع ودي وتقديري

ابراهيم درغوثي
23/08/2009, 01:39 PM
أنت يا أخي الحبيب لست في امتحان فكلنا خطاء و الكاتب مهما بلغ من الإبداع ليس مطبعة عمياء خرساء تنتج النسخ ذاتها فلكل جواد كبوة

العزيز سعيد أبو نعسة

نحن نكتب يا صاحبي
ونتمنى أن نجد تقديرا لكتاباتنا إذا كانت تستحق ذلك
أما إذا كانت دون التقدير فمنها نتعلم أن نجود / بشدة على الواو - القادم
ليكون في مستوى طموحاتنا في الكتابة الحداثية الجديدة.

مع فائق الود والتقدير

سعيد أبو نعسة
23/08/2009, 01:40 PM
أخي الكريم ابراهيم درغوثي
ساتناول بالقراءة هذه القصة آملا قراءة القصص الأخر لاحقا :

1) مجنونان

كان يطوف في شوارع القرية بعد كل صلاة مرددا هذا الذكر :
باب يفتح على السماء ، هو باب الله .
باب يفتح على البحر ، هو باب النار .
باب يفتح على الخير ، هو باب الدولار .
باب يفتح على الحزن ، هو باب الأحياء .
باب يفتح على الشرق ، هو باب السعادة .
باب يفتح على الغرب ، هو باب الموت .
باب يفتح على الدنيا هو باب العذاب .
وأنا واقف في مفترق ... الأبواب .
ولا باب يفتح على ... قلبي .
سألت عنه من يكون ، فقيل لي : هذا مجنون القرية ، لا تقترب منه فقد يؤذيك . ولكنني لم استمع لنصحهم وتحذيرهم ... أمسكت بالرجل من الخلف من تلابيبه الرثة ، ومشيت معه ، أردد ذكره ، وأزيد ...
===========
فكرة القصة ليست جديدة خاصة فيما يتعلق بجعل المجنون ينطق بحكمة لا يقدر عليها العاقلون ولكن كما تعلم يشترط في فكرة القصة أن تكون قابلة للتصديق على أرض الواقع. و المجنون هنا كان متدرجا في تفكيره تدرجا منطقيا لافتا بل و أسعفه الذكاء في الترميز السياسي واجتراح ورد خاص به يردده يوميا بعد كل صلاة يشارك فيهاز و حتى تتماشى الفكرة مع الواقع لا بد من بعض التصرف فيها بحيث يقبلها العقل كأن تقول :
(( كان يطوف في شوارع القرية بعد كل صلاة مرددا هذا الذكر
باب يفتح على السماء هو باب الله ... يا كريم
باب يفتح على الشرق هو باب الشمس
باب بفتح على الغرب هو باب الليل
و أنا واقف عند المفترق و لا باب يفتح على قلبي
سألت عنه فقيل : مجنون القرية
فأمسكت بذيل ردائه المهترئ و رحت أطوف معه مرددا ورده .))
و حتى بعد هذا التصرف أجد المجنون أعقل مني أيضا
فما رأيكم دام فضلكم ؟

ابراهيم درغوثي
23/08/2009, 01:41 PM
عزيزنا سعيد

أما سمعت ذاك الرأي الذي يؤكد على أن الحكمة تأتي من رؤوس المجانين ؟؟؟

د.شادية شقروش
23/08/2009, 01:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
استمعت بهذا النقاش،أو قل هذه الخصومة،
ولكنني اريد ان اقول أن النص ذو وجوه ، وهومنفتح على قراءات عديدة ،فما يراه الناقد الأول ليس بالضرورة ما يراه الناقد الثاني ،وكل قراءة ممكنة،كما يقول رولان بارت
ولي تعقيب عن تص ديمقراطية الذي قال عنه الاستاذ "مسلك ميمون""فلهذا يصبح عنوان النّص ( ديمقراطية ) مثار جدل . فهو لا يعكس مضمون النّص . و لا يستشفّ من السياق . اللّهم إذا كان المراد إقحام مفهوم الديمقراطية لتوصيف دعوة الوزراء التي لا يمكن أن تتحقق . و لا أن يفكر فيها الوزراء" .
أعتقد انني ارى ان العنوان ينسجم مع المضمون ،لماذا:وهو يحمل في طياته نبرة تهكمية،فكأن القاص يقول ،انظروالى هذه الديمقراطية ،وكأن يتهكم من طريقة الحكام الذين يدعون الديمقراطية،وهم يمنعونها عن الحاشية، فكيف ننتظر الديقراطية أن تتجسد في شعب لا يستطيع وزراؤه أن يجسدوها،وهذا يحيل على الديكتاتورية
والنظرة السيميائية تقول أننا عندما نذكر الشىء فإنه نقيضه يظهر في ذهن المتلقي واعتقد أن الديكتاتورية والاستبداد نقيض الديمقراطية،وهما من نفس الجنس وكذلك عندما نقول :"انكار" فإن ذهن المتلقي يستحضر "الاعتراف"،لأنهما من نفس الجنس،فعندما يستحضر الروائيأو القاص مثلا:" الظلام" فإنه يستدعي "النور "...الخ،والمتلقي عليه أن يستبطن النص الخفيّ
سؤال: متى جسّد الحكام العرب الديمقراطية؟؟؟؟
ومحاكاة الأديب لكليلة ودمنة في قصة ديمقراطية ، تثير في دههننا اسئلة كثيرة ،من بينها لماذا؟
فتحيين زمان كليلة ودمنة يحيل على التشابه في الأزمنة ،فإذا كان بيدبا قد عبّر عن ظلم الحاكم على لسان الحيوان
فإن أديب اليوم يحاكي بيدبا لا محالة ولكن بطرائق تعبير أخرى مندسة في تضاعيف حياتنا العصرية ،وشعرية النص تكمن في هذه المزاوجة بين الأصالة والمعاصرة،(ديمقراطية ،وأسد ،ووزراء) ،،والأسد رمز الحاكم المستبد في هذه القصة ، يتغنى بشعار الديمقراطية ولا يجسدها ،ربما هذاهو المعنى المستبطن،وإذا انتقلنا من واقع النص إلى نص الواقع فإننا نستطيع أن نوسّع النص بتوسيع النظرة ،،من الحكام العرب إلى الحكم الدولي،انظر مثلا إلى ديمقراطية الدولة التي تحكم العالم ،هل توجد ديمقراطية؟؟؟؟
وانتم أيها المثقفون ،لم تجسدوا الديمقراطية حتى في المناقشة ،فما معنى الديمقراطية أيها المثقف العربي؟؟
د.شادية شقروش،،

شوقي بن حاج
23/08/2009, 01:44 PM
أختي/ د.شادية شقرون

أنتهز هذا النقاش المثمر والطيب
للترحيب بك في منتدى الق.ق.ج
راجين أن تجدي ضالتك النقدية هنا
تقبلي العبير ونسائم الجلفة إلى جبال تبسة

ابراهيم درغوثي
23/08/2009, 01:45 PM
شكرا د. شادية
في مساهمتك في هذا الحوار افادة كبيرة

ابراهيم درغوثي
23/08/2009, 01:46 PM
أخي شوقي

سنسعد لا محالة
بحضور أختنا شادية بيننا
فلا باع وذراع في النقد الأدبي الحديث

محمد أكراد الورايني
23/08/2009, 01:47 PM
أختي وأستاذتي الجليلة, الدكتورة شادية شقروش, حياك الله..

إطلالة ذهبية بهية تشكرين عليها , أتمنى تواجدك الدائم بمنتدى الق.ق.ج. لنستفيد من مداخلاتك ,

وملاحظاتك..

تقبلي احترامي وتقديري.

ابراهيم درغوثي
23/08/2009, 02:20 PM
عزيزنا محمد

وأنا معك في هذه الدعوة
لأختنا شادية
فلها ما تقدم للكتابة العربية الحديثة
من الجيد الراقي
والنافع لكتاب القصة القصيرة جدا

مصطفى تاج
17/09/2009, 09:30 PM
وجدت هنا مناطحة صغيرة بين اساتذة كبار ...اتسائل كيف سيستفيد القارئ من شنئان ادبي كهذا الذي حصل على خلفية المقاربة النقدية التي بادر بها المفكر الكبير الدكتور مسلك ميمون في حق قصص مختارة بعفوية للقاص الجميل ابراهيم درغوتي؟اين هي الاستفادة من كل هذا التقارع؟
لا بد للكبير ان يبقى كبيرا رغم صغر المواقف