المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في عشر قصص قصيرة جداً للقاص مخلص أمين رزق



مسلك ميمون
23/08/2009, 10:22 AM
قراءة في عشر قصص قصيرة جداً للقاص المصري مخلص أمين رزق

http://www.wata.cc/forums/imgcache/10552.imgcache
القاص مخلص أمين رزق


كتب الأستاذ مخلص أمين رزق ما يلي :


أه من النفس
مجموعة قصص قصيرة جداً
بعض هذه القصص قد تم نشرها سابقاً فى واتا والبعض ينشر لأول مرة.
وهى قراءة وتحليل لزيغ فى النفس البشرية سواء على مستوى الفرد أو على مستوى المجتمع.
هذه المجموعة القصصية الآن قيد المراجعة بدار للنشر تمهيداً لإصدارها فى كتاب.
وأرجو من السادة مفكرى واتا النقد حتى أهذبها وأنقحها قبل الطبع النهائى.
****************
فاستجبنا للنداء . فكانت هذه القراءة التي نتمنى أن تفيد الأستاذ مخلص أمين رزق . و قد توخيت الصّراحة النقدية . و تلافيت المجاملة الكاذبة التي هي أصلا ليست من طبعي و لا من شيمتي. رغبة في إقامة صرح جاد للقصة القصيرة جداً و للقصة عموماً . و بخاصة و قد أصبح جمع غفير من المتأدبين يستهويهم هذا الفن الصعب الجميل . فيقبلون عليه بغير دراية أو دراسة أو فهم .... فيستسهلونه و يكثرون فيه اللغط و يأتون بالغث و السمين و يقلدهم في ذلك المبتدئون،فتعم الخطيئة ، و تضيع الحقيقة .
بين أيدينا الآن مجموعة من النصوص القصصية . ينوي الأستاذ الطبيب مخلص أمين رزق طبعها ورقياً في مصر . فلما اطلعت عليها و على غيرها في المجموعة القصصية : ( أه من النفس ) المنشورة في متصفح القصة القصيرة جدا في واتا، و التي تضم سبعاً و عشرين نصاً بادرت بمراسلته بأن يتأنى في النشر . لأنّ الأهم ليس هو الظهور على الناس بكتاب في فن من الفنون . و لكن الأهم ما قيمة هذا الكتاب ؟ أو ما قيمته المضافة للحقل الإبداعي الأدبي ...؟ فقصص الأستاذ مخلص أمين رزق ـ كما سنرى ـ تتراوح بين القصة و اللاقصة فنياً . و حتى القصّة نفسها في المجموعة نجد لها مثالب و هفوات تقنية تعود إلى اللّغة، و الصياغة القصصية، و السّقوط في المباشرة و الوعظية ....

(1) لا تشغل بغير الهدف

أمتار قليلة تفصله عن خط النهاية وهو في مقدمة المتسابقين.
أزاغ عينيه بريق ذهب على الأرض.
تباطأ ..ألتقط الذهب وتفحصه .. أخفاه في طيّات ملابسه.
رفع نظره ليجد من خلفه قد سبقه وفاز بالمركز الأول.
قال له الصائغ "وهل يعقل أن يُـلقى بالذهب على الأرض"؟.
هذه من القصص الوعظية . و الوعظ و الإرشاد ليس مجالهما الفن عموماً أ و القصة بخاصة . لهذا لا ينبغي أن يدرج هذا النص في إطار الفن القصصي . فالوعظ بدأ من العنوان نفسه : ( لا تشغل بغير الهدف) ؟ !
و جاء في النهاية على لسان الصائغ على شكل سؤال تنبيهي: ( وهل يعقل أن يُـلقى بالذهب على الأرض ؟)
و بغض النظر عن هذا ،هناك أشياء تخالف الواقع : المتسابق ـ كما يعرف الجميع ـ في عدوه لا ينظر الأرض و إنما يعانق نظره الأفق البعيد ( خط النهاية ) و حتى إذا غضضنا الطرف عن هذا أيضاً ، أيمكن أن يقبل العقل أن المتسابق رأى الذهب و هو في سباق ف : ( تباطأ ..ألتقط الذهب وتفحصه .. أخفاه في طيّات ملابسه ) كلّ هذا يوضح أن النص بني خطأ من البداية . من العنوان الذي جاء يلخص الفكرة ، و يؤطر الحدث . و من العرض الذي يخالف الواقع .و يمتح من اللامعقول و اللا منطق . إلى السؤال في النهاية الذي يفيد قوة انجازية مستلزمة مقامياً ، و الذي يبدو أنه لا يخدم النص و لا يؤدي وظيفة . و عموماً لتلافي الخطأ كلياٌ :
1 ـ ينبغي تغيير العنوان . بما هو تلميحي ... مثلا :( في مضمار السباق) أو ( سباق ...)
2 ـ تجنب أسلوب الوعظ والإرشاد ، والدعوة للمثل و الأخلاق مباشرة . فتلك أشياء
ينبغي أن يصل إليها القارئ من ذات نفسه،و يستشفها بفهمه الخاص. ثم الوعظ و الارشاد له منابره ،
و مؤسساته و أعلامه ...و الفن من هذا بعيد و براء .
3 ـ إعادة صياغة النص ؛ و ليكن مثلا :
(( كان يتقدم المتسابقين .أمتار قليلة تفصله عن خط النهاية . انتهى إليه صوت سباب و تجريح . انشغل بالجمهور و بالصوت النابي... تثاقل ، تباطأ ثم انتفض و لكن ... اندفع الذي خلفه كالسهم إلى خط النهاية . ))
للقارئ أن يقرأ العنوان قراءة جديدة إذ يصبح ( مضمار السباق ) أو ( سباق ... ) مؤشرا للحياة . و السّباق : الوسيلة لتحقيق الهدف و هوالفوز.والسّب و التّجريح الصادر من الجمهور : محبطات الحياة و إكراهاتها ... و الإنصات و الاهتمام بهما و الركون إليهما ...ضياع لفرص النّجاح ... و هذا ما ينبغي أن يصل إليه القارئ . دون أن يحكى له شيء منها أو عنها ، أو تقدم له جاهزة ً كما هو الأمر في النص الأول . فالدلالات الحقيقية للنص الإبداعي ليست دائماً مقرؤة لفظاُ ، بل هي ما نستشفه إدراكاً . و بخاصة في القصة القصيرة جداً ، التي تكون فيها الدلالات مضمرة sous- entendues فما بالك إذا كانت هذه الدلالات نفسية ؟



(2) فلسفة العصر الحجرى

لم ينم الليل تأججاً ..
نهض من فراشه ئائرأ وخطف بلطته.
هرول إلى الكهف المجاور ليحطم صنم جاره.
عاد إلى كهفه مستريحاً ليسجد إلى صنمه.
مرة أخرى يؤتى بعنوان فاضح لأسرار النّص . و كاشف للمعنى ، و ملخص للدلالة ... و قلنا أنّ هذا لا ينبغي . لأنّ مسألة : ( الرسالة تقرأ من عنوانها .) لا تنطبق على الفن و الإبداع الأدبي بخاصة . لأنّ من يقول :'' منْ يعرف ما في كيسي أعطيه منه عنقوداً . '' طرح سؤالا متضمناً جواباً ، من حيث يدري أو لا يدري . و بالتالي لا وجود للحيرة ، أو التقصي ، أو التأمل ، أو القراءة ، أو المتعة ، أو اللهفة الفنية في معرفة الحقيقة، أو صدمة المفاجأة ... كلّ ذلك و غيره من مستلزمات القراءة الأدبية ، زالت بمجرد قراءة العنوان ، الذي هو عنوان غير مناسب .
أمّا النّص فيلمح إلى نفسية بشرية مريضة . تصون ما عندها فتبجله و تقدره و تقدسه ... بينما تتحامل على ما عند الغير فتدمره و تسحقه و تمحقه ... حتى و إن كان هذا الذي عند الغير من المقدسات .
ـ لاحظ معي الأثر النفسي الحاقد : ( لم ينم الليل تأججاً ..)
ـ لاحظ ما أملت عليه نفسه المريضة : ( نهض من فراشه ئائرأ وخطف بلطته. )
ـ لاحظ الفعل اللا مسؤول للضغط النفسي المرَضي : (هرول إلى الكهف المجاور ليحطم صنم جاره. )
ـ لاحظ راحة النفس المريضة أين تتجلى : ( عاد إلى كهفه مستريحاً ليسجد إلى صنمه.)
لا شك أن الفكرة وصلت ، و أنّ الأداء الفني كان محبوكاً ،متناغماً، مترابطاً ...
فحبذا ـ إذاً ـ تغيير العنوان .



(3) الطلقة الثالثة

نهض مفزوعاً من نومه على صوت مقاومة لصّ أعزل لثعبان تواجد صدفة فى قصره.
دفعه ذعره أن يلقى إلى اللص بمسدسه الخاص لمقاومة الثعبان.
طلقتين من المسدس صوبها اللص للثعبان أردته قتيلا.
ولم يكن يعلم مصير الطلقة الثالثة.
نص قصصي يعالج مسألة الفزع . التي تكاد تعطل الطاقة الفكرية . و يصبح الأمر و كأنّه لا إرادي من طرف الشخص المنهار فزعاً . يتصرف وما يمليه عليه الفزع :
استفاق على جلبة و صوت مقاومة . و جد رجلا غريباً يحاول مقاومة ثعبان في قصره . لا يعرف الرجل و لا يعرف من أين أتى الثعبان . كلّ ما فكر فيه و هو تحت طائلة الفزع أن يقتل الثعبان ، و بعد ذلك يسأل الرجل من أدخله القصر؟ و عمن يبحث ؟ فألقى بمسدسه إلى الرجل الغريب الذي قتل الثعبان بطلقتين ثم وجه الطلقة الثالثة إلى صاحب القصر .
إذاً نحن أمام مفزوع يواجه حالتين من الخطر : رجل غريب في قصره. و ثعبان يقطر السمّ الزعاف من أنيابه . و كلاهما في نفس الوقت يشكل عداء صريحاً ، و خطراً مبرماً . فإعانة صاحب القصر للـرجل ( العدو ) للقضاء على عدوه و عدو الرجل أي( الثعبان ) أنساه في لحظة فزع أنّ الإعانة قد تنقلب عليه وبالا بل موتاً محققاً .
الخوف هنا ليس خوفاً مرضياً Phobie أو من المخاوف العصابية الشّائعة . بل هو خوف عاد جداً قد يحدث لأيّ إنسان ، و لكن بتفاوت و نسب ما ، و لا شك أن صاحب القصر ـ رغم سلاحه ـ كان خوفه شديدا وبنسبة عالية . أفقدته حسن التصرف و التّدبر . و بخاصة وأنه أمام عدوين : اللّص و الثّعبان .
لغويـا ً : الكثير يستعمل كلمة ( تواجد ) بمعنى يوجد كما هو في النص و هذا خطأ . لأنّ ( التواجد ) من المواجــــــد الصّوفية . لهذا اللفظة الأنسب هي : وُجــدَ . كما أنّ كلمـة ( صدفة ) هي من الكلمات المولدة . و بديلها الفصيح : ( مصادفــة ) فيصبح الكلام في النص : (مقاومة لصّ أعزل لثعبان وُجـدَ مصادفة في قصره. )
كذلك التعبير التالي : ( دفعه ذعره أن يلقى إلى اللّص بمسدسه الخاص لمقاومة الثعبان.) لا داعي لإضافة الباء الزائدة إلى المسدس والاستغناء على كلمة ( الخاص ) . فتصبح الصياغة : ( دفعه ذعره أن يلقى إلى اللّص مسدسه لمقاومة الثعبان.) و يمكن كتابتها كالتالي : ( من شدة ذعره ألقى مسدسه إلى اللص لمقاومة الثعبان . )
كما أنّ التّعبير التالي: ( طلقتين من المسدس صوبها اللص للثعبان أردته قتيلا. )
( صوبها ) تعبير يطلق على أكثر من طلقتين : أي طلقات . و هنا في النص النسق الدلالي يفرض طلقتين . والمعيار الصرفي يفرض أن تكون اللفظة كالتالي ( صوبهما ) و من تمّ كلمـــة ( أردته ) تصبح ( أردتاه ) و كذلك كلمة ( للثعبان ) فحرف الجر ( اللام ) غير مناسب هنا و الأنسب حرف الجر ( إلى ) فمعاني حروف الجر تختلف . فيصبح التّعبير بعد ذلك:( طلقتين من المسدس صوبهما اللّص إلى الثعبان أردتاه قتيلا. ) و بتعبير آخر : ( صوب اللّص المسدس إلى الثعبان فأرداه قتيلا بطلقتين . )
و لكن الإشكال لألسلوبي في التّعبير الأخير في النص : ( ولم يكن يعلم مصير الطلقة الثالثة. ) الضمير المستتر هنا يعود على منْ ؟ قواعد اللّغة تجعل الضمير يعود على ما سبقه مباشرة . فإذا طبقت القاعدة . فالذي كان لا يعلم مصير الطلقة الثالثة هو اللّص . و بهذا لا يستقيم المعنى الذي يريده الكاتب . لأنّ ما يراد هو صاحب القصر و هو بعيد عن الضمير و بينهما ( اللّص ) فليستقيم المعنى لا بد من ذكر صاحب القصر و لو بصفة كأن نقول : ( و لم يكن المفزوع يعلم مصير الطلقة الثانية )
فيصبح النص بعد تحوير قليل:
( نهض مفزوعاً من نومه على صوت مقاومة لصّ أعزل لثعبان وُجدَ مصادفة في قصره. فمن شدة ذعره ألقى مسدسه إلى اللّص. الذي صوب إلى الثعبان طلقتين أرداه قتيلا . ولكن لم يكن يعلم المفزوع مصير الطلقة الثالثة. )



(4) عبـدة الطقوس

فرح ثلاثتهم لتوليهم الوظيفة الجديدة في أحد خطوط الإنتاج لمصنع الحلويات.
أولهم يشكل العلبة الورقية, وثانيهم يملأها بالحلوى, وثالثهم يغلفها ويزينها.
غاب الثاني واستمر الأول والثالث في العمل دون عمل الثاني .
قصة معبرة ، و لافتة ، و هادفة .تنفتح على آفاق شتى تخصّ الحياة العملية و الإنتاجية للفرد و الجماعة و الدّولة و الأمّة ... و إن كانت بسيطة في تركيبها و نسقها . إلا أنّها تحمل فكرة ذات أبعاد ثلاثة :
1 ـ إنّ العمل لا يكون كاملا إلا إذا تحقّقت مكانز مات العمل كاملة . ( العمال الثلاثة )
2 ـ لا عمل بنقص آليات العمل ( تغيب العامل الثاني )
3 ـ مواصلة العمل مع نقص الآليات نتيجة فارغة ( العلب التي شكّلت، وغلّفت ، وزينت و لكن بدون حلوى .)
و ما دام النّص يثبت مواصلة العمل رغم غياب العامل الثاني . فهذا يتضمّن إشارة قوية ،أن نظام العمل و الإنتاج بمختلف وجوهه يسير إلى الاستحالة والإعاقة و الشَّكلية الإنتاجية بدون إنتاج حقيقي .و هذا ما نلمسه في الواقع المعيش في العالم العربي :الكلّ يسير و لا شيء يسير.و دواليب الإنتاج تدور و لا انتاج.و كأنّ غياب العامل الثاني هو الأساس المشروع . و القاعدة العامة التي لا مناص منها . و بذلك جاء النص ( عبدة الطقوس ) معبراً و هادفاً ...



(5) تهمــــة

يعيش حياة باهتة في مجتمع تقليدي.
تملكه زوجته؛ يُطوِّعه رؤساؤه؛ يلهو مع أصدقائه في المقاهي.
فجأة.. غضبت زوجته؛ عَقره رؤساؤه؛ باعوه أصدقاؤه؛ قُدِّم للمحاكمة والتهمة: "بدأ يفكر".
( هذا النص يذكرني و نحن صغار في المدرسة الابتدائية كان المعلم يشجعنا أن نبدي رأينا في كل شيء . و ذات مرة سألنا عن طريقة تعامله معنا؛ أغلبنا أثنى على ذلك ففرح وانشرح المعلم لما سمع . فرفعت إصبعي و كنت بعد لم أقل رأيي فأقبل علي مستبشراً فقلت له ما معناه : ( أرفع إصبعي للإجابة دائماً . فتتركني و تسمح لغيري بالإجابة . ) فقال لي و قد بدت عليه أمارة الغضب: ( ألم أسمح لك الآن؟) فقلت متلعثماُ: ( الآن أنت ترغب في سماع رأيي) فاشاتطّ المعلم غضباً و انفعالا، و كاد يضربني.و التهمة أنني كنت جريئاً و عبرت عن رأيي. أوقلت ما كنت أعتقده غبناً إن لم أقل ظلماً .)
( التهمة ) نص يعالج مسالة التميز بالفكر . المجتمع التقليدي لا يسمح بالخروج عن الثوابت المتعارف عليها من تقاليد و أعراف و أنساق فكرية قديمة ...
ـ فالزوجة المتسلّطة تحسب زوجها مِلكاً لها.لا علاقة له بأمّه أو إخوته أو أخواته أو عائلته فكلّ ذلك يثير في نفسها الحقد و الضّغينة و الغبرة البغيضة .
ـ و الرؤساء يتعاملون مع مرؤوسيهم تعامل السّادة مع الخدَم . يحبّون التملق و من يتملقهم ، و يستعذبون الرياء و يرغبون فيه ، و يفضلون من المرؤوسين من يحابيهم و يجاريهم في حماقاتهم، و ساد يتهم ، و رغباتهم الرعناء ....
ـ أمّا الأصدقاء إن فاتهم اللّهو و المزاح ، و ضياع الوقت الثمين في المهاترات و الغيبة و النّميمة ...لم يعد للصّداقة معنى لديهم .
أمام هذا و ذاك و الآخر ،لا يمكن للبطل إلا أن يرضخ للرغبات.أو يثور بوعي و فكر. فيتهم أنّه أصبح إنساناً آخر . و عموماً لا تَنقصُ التّهم الجاهزة .
لغـويا: اقترح أن يصبح التّعبير الأخير كالتالي: ( فجأة.. استاءت زوجته؛ و غضب رؤساؤه ؛ وتضايق أصدقاؤه ؛ قُدِّم إلى المحكمة ، فكانت التّهمة: "بدأ يفكـر".)



(6) علّة رد الفعل

هتف وصفق بشدة, ووكز بكوعه من يجلس بجواره هامساً "لماذا لا تصفق له؟".
أجابه "لأنه لم يقل شيئاً ذا معنى".
فقال له "ولكنه ابن الوزير" !!...
قصة تحمل دلالة أخلاقية .
لأشد ما تعرفها المجتمعات العربية التي تسود فيه الشّخصية السلطوية الحاكمة على ما هي عليه من فراغ معرفي و فكري ... و تتوارى دونها كلّ الشّخصيات مهما سمت فكراً و علماً ...
لقد جاء الهتاف و التّصفيق بشدّة و حثّ الآخر على التّصفيق ( لماذا لا تصفق ؟ )
فيأتي الجواب : ( لأنّه لم يقل شيئاً ذا معنى )
فيأتي مسوغ الهتاف والتّصفيق: ( و لكنه ابن الوزير )
فالقصة رغم بساطتها من حيث التركيب syntaxe, أو الدلالة المعنوية sémantique فهي ـ مع ذلك ـ نسق فني يوظف التّضاد من حيث الشخصيتين . شخصية المستلب ( صاحب الهتاف و التّصفيق ) و شخصية المستقل المعارض الذي يرفض التّصفيق لمن لا يستحقه. فنحن إذاً أمام أطروحة thèse و نقيضها antithèse و تلك من أخلاقيات المجتمع التي ينبغي التنبيه إليها ، و العمل على إبعادها و تجنبها . وإن كان الأمر ليس سهلا في ظل انتشار ثقافة الصّمت و القبول و الرضوخ و الانبطاح و التّبعية ....
ملاحظة؛ كان من الممكن أن يكون الوخز قوياً لو استبدل ابن الوزير بالوزير نفسه أو الحاكم ذاته.



(7) قــــــــدوة

استلمهم أطفالاً أبرياءً, أحبهم وأحبوه , كان بمثابة أب لهم في الفصل, ملتزماً في الحضور؛ ماهراُ في التدريس ؛ لطيفاً في التعامل, حتى كان يستأذنهم في أي شنئ بسيط ربما لا يروق لهم, كأن يتحدث مثلاً لأي طارق على باب الفصل أو عندما يدخن سيجارة .
تخرجوا وكل يمسك بسيجارته.
لقطة أخرى من اللقطات الحياتية . التي لا تفارقنا صغاراً أو شباباً الاقتداء بالآخر، القدوة Model لقد بدل بطل الأقصوصة جهداً حميداً ليكون في المسوي المطلوب تربوياً : أحبّ الأطفال الذين كان يعلمهم ، صار لهم أباً ، حافظ على وقت العمل معهم ، أتقن فــــــــــــنّ التّدريس . كما أتقن اللّطف و المعاملة الحسنة ، لدرجة أنه كان يستأذنهم في كلّ ما يقوم به ؛ كمكالمة زائر عند الباب أو تدخين سيجارة .
و لعلّ هذه الأخيرة هي كبوة الفرس . التّدخين أمام الصّغار . ما جعلهم و هم كبار يتحلّون بالكثير من الصّفات الحميدة و لكن يمسك كلّ واحد منهم سيجارة.
فالنص كباقي النّصوص السّابقة بسيط العبارة، سهل الألفاظ. و لكن يحمل دلالة تربوية . مفادها أنّ التعليم لا ينبغي أن يفهم على أنّه دروس معدّة ، و تفاسير مختلفة و طرائق متعدّدة و برامج ومناهج .... التّعليم فوق هذا و ذاك قدوة و اقتداء . و من تمّ كان التّعليم : من خلال ملاحظة النّماذج أو التّعلم بالقدوة.
فالنص إذاً دعوة قوية لأهل التّربية و التّعليم و لكلّ مرب أو متعامل مع الأطفال.. ألا يكون السلوك العمليّ تلقين دوس فحسب .و إنّما فوق هذا تلقين سلوك و معاملات و تصرفات حسنة .. بطرائق غير مباشرة . و ذاك بأن يكون مسكوناً بهاجس التّربية.عاملا على تقويم نفسه . قبل غيره .لأنّه القــــدوة .
لغـويـاً : هناك بعض الهنات و الهفوات كتوظيف حروف الجر في غير محلها مثلا :
1ـ ( كان بمثابة أب لهم في الفصل ) نقول : (كان أبا لهم في الفصل) بدون باء زائدة .
2 ـ ( ملتزماً في الحضور ) نقول: ( ملتزماً بالحضور.)
3 ـ (تخرجوا وكل يمسك بسيجارته. ) نقول : ( تخرجوا وكلّ يمسك سيجارة )
ملاحظة : يبقى التّركيب اللّغوي و بساطته، و ما يعتريه من هفوات ...أهمّ معضلات كافة النّصوص في المجموعة.


(8) لكل مقام مقال

التف أهالي القرية الفقيرة حول مندوب إحدى شركات التجميل لينالوا ما يوزعه عليهم من حلوى مجانية. ثم بدأ يقنعهم بشراء مستحضر جديد للتجميل لتغيير شاكلتهم القديمة؛ معدداًً مزاياه في مقابل ثمنه الغالي. قال أحدهم له "لماذا لم تأتينا بسيارة فارهة بدلاً من سياراتك القديمة هذه؟!!".
هذا النّص استفزّني كثيراً . أولا ليس نصاً قصصياً ، و لا ينبغي إدراجه في إطار القصة القصيرة جداً؛ لنقص المقومات الفنية . و ثانياً لا أدري ما وقع للكاتب حتّى كتب مثل هذا العجب العجاب !!
ـ التفّ أهالي قرية فقيرة حول مندوب إحدى شركات التجميل
ـ يقنعهم بشراء مستحضر جديد للتّجميل معددا مزياه في مقابل ثمنه الغالي .
ـ يقول أحد القرويين : ( لماذا لم تأتينا بسيارة فارهة بدل سياراتك القديمة هذه . ) أين الواقع في كل هذا ؟!
إذا نظرنا إلى الكلمات الحمراء ثمّ نظرنا . و تمعنا ثمّ تمعنا . ألا نشعر . بأنّ هذا يثير القلق ، و يبعث على الغضب ؟ بل يدفع القارئ ليمزق ثيابه ، و ينفش شعره ، و يصرخ من داخله : يا هوه... يا عالم.... ما هذا الذي أقرأ ؟؟؟؟؟
يا صاحبي يا مخلص يا أمين رزق ، لو جاء في النّص بائع عطور و سواك و حناء و كحل و مناديل ملونة. قلنا لا بأس، ذاك بائع القرية و تلك بضاعة في متناول الأهالي الفقراء. و لكن ( مندوب شركات التّجميل ، و مستحضر جديد للتّجميل ، ثمنه غال . ) و لمن ؟ لأهالي قرية فقيرة ؟! يا أخي اتق الله في الأهالي ( الغلبنين )
و الأدهى و الأمر ما طالب به القروي الفقير المعدم : (لماذا لم تأتينا بسيارة فارهة بدل سياراتك القديمة هذه . ) لو حذفت هذه العبارة الأخيرة . لقلنا أن الكاتب يسخر من الشركات التي تنقل منتجاتها الكمالية للقرى الفقيرة التي تنقصها كل الضروريات . و لكن مادام شاهد من أهلها يطالب بسيارة فارهة ـ و لا أعلم ما علاقة السيارة الفارهة بالنص ـ فلم يعد هناك كلام يقال ؛ إلا : سُئلَ عارٍ ماذا تـريد ؟ فقال : أريد خاتماً يا مولاي .
عموماً ؛ مهما أراد الكاتب بهذا النّص . فهو نص لا يسمو إلى درجة قصّة قصيرة جداً ، نظرا لطريقة تركيبه و صياغته . و هفوات دلالته و سوء تداخله.


(9) انظر إلى نفسك أولاً

سارا فرحين كلاً بردائه الأبيض الناصع. مرت سيارة مسرعة على تجمع ماء موحل بجوارهما. أشار كل منهما ضاحكاً ساخراً من ثياب الآخر التي تلطخت بالوحل
.
مرة أخرى مع العنوان الوعظي . العنوان الذي يلخص النّص . و هذا يتنافى و الأقصوصة القصيرة جداً. بل و يتنافى و فنّ السّرديات قاطبة .
دائماً تأتي النّصوص بسيطة، في لغتها و تركيبها في هذه المجموعة . و هذا النّص لا يختلف عنها ، من حيث الصياغة و الشّكل الفني :
و هما يقطعان الطريق بلباسهما الأبيض والطريق ملئ بالحفر الموحلة التي تجمعت فيها مياه الأمطار . مرت سيارة مسرعة ، فلطختهما معاً ، فضحك كلّ واحد ساخرا من الآخر.
نص ينطبق عليه المثل الشعبي في المغرب : ( الجمل لا ينظر حدبته و لكن ينظر حدبة الجمل الآخر ) الفكرة واضحة و ذات وقع سلوكي بشري . غير أنّ الصياغة المنفتحة، و اللّغة العادية المتداولة ، و غياب عنصر المفاجأة الصادمة ... كلّ ذلك جعل النّص فاترأ فنياً ... رغم حمولته الدّلالية .



(10) رؤيـة حاقــدة

دخل القاعة وسط أضواء آلات التصوير وتصفيق حار من كوكبة العلماء الذين حضروا من مشارق الأرض ومغاربها ليستمعوا إلى محاضرته وليتعلموا من إنجازاته ونظرياته التي تدرس في كل جامعات العالم وهو الغزير في علمه وتقواه والمتواضع في روحه ومظهره.
تعثر وهو يعتلى منصة التكريم وكاد أن يسقط.
ثم بدأ محاضرته بشرح الخطوات الحثيثة والتجارب الكثيفة التي سبقت هذه الاكتشافات والكفاح المضني الذي أوصله إلى هذه النظريات وشرح مفصلاُ ماهيتها ثم أورد إستخداماتها وتطبيقاتها ونفعها للبشرية جمعاء.
أحد الصحفيين الحاقدين الذين طلب منهم تغطية هذا الحدث تجاهل كل شنئ ولم يرى ويكتب إلا "لقد تعثر العالِم وهو يعتلى المنصة".
النّص على خلاف النّصوص السّابقة، جاء أطول نسبيا. و حافظ على نسقية القصة القصيرة جداً :حدث و نموه ، و قفلته المفاجئة .
و مع ذلك هناك بعض الملاحظات :
1 ـ العنوان: ( رؤية حاقدة ) يبدو غير ملائم . و كان الأولى أن يقال: ( رؤية صحفية )
فالصحفي في الغالب يركز على أشياء غريبة . فالخبر إن لم يتسم بالغرابة لا يملك نكهته الصحفية. لهذا ليس الخبر: إن كلباً عض طفلا . بل الخبر: إن طفلا عض كلباً . لهذا فإنّ كلمة ( حقد ) كنت أفضل أن تبقى مستترة يستنتجها و يفهمها القارئ. لا أن تأتي في النص صريحة. إذ قد يفهم القارئ غير ذلك، كأن يعتبر التعثر و الإخبار عنه سبق صحفي... يتوخاه الصحفي .
2 ـ القفلة في حاجة إلى صياغة ماذا لو كانت كالتالي : ( أحد الصحفيين تجاهل كلّ شيء و لم يكتب و يعلق إلا على كيفية تعثر العالم قبل اعتلائه المنصة . )
3 ـ أرى أن النّص جاء بلغة منفتحة منفرجة و صفية إنشائية . حبذا لو أعيدت صياغته بصورة مكثفة، مع الاستغناء على بعض النعوت، و الجمل التفسيرية...


نخلص بعد هذا إلى الملاحظات العامّـــة :

1 ـ تجنب الوعظ و الارشاد مباشرة في النص الابداعي .
2 ـ ألا يلخص أو يفشي العنوان أسرار النص.
3 ـ الاهتمام بالصياغة الفنية القصصية .
4 ـ الاهتمام باللغة و قواعدها .
5 ـ التمييز بين اللغة العادية و لغة القص .
6 ـ تجنب المعاضلة في التعبير و التداخل اللغوي الذي يفسد المعنى .
7 ـ الاهتمام بالقفلة المفاجئة الصّادمة .
أرجو من وراء هذه القراءة أن أكون قد قدمت خدمة للأستاذ مخلص أمين رزق . الطبيب الاستشاري في جراحة العظام و الذي يبدو أنه يملك رغبة كبيرة في الكتابة القصصية. و يعتريه إحساس قوي بهذا الفن الجميل ... فقط تنقصه بعض مكانزمات فن القص ، و بعض القواعد في مجال اللّغة و التّعبير ... و كلّ ذلك من الممكن تداركه في سبيل كتابة أحسن.

مع خالص تحياتي للأستاذ مخلص أمين رزق.د مسلك ميمون

محمد فائق البرغوثي
23/08/2009, 11:43 AM
في كل مرة نجد الفائدة المرجوة ، قراءة تشذب الأقلام وتهذب الأسلوب لألا تخرج الكتابة ( عن السطر ) ، تعيدها إلى صوابها ورشدها ، خاصة بعد ( الإسهال ) الحاصل في بطون العديد .

قراءة بمثابة اتحاف للكلمة .. فائدة كبيرة عمت على الجميع ، وبالأخص الدكتور مخلص أمين رزق ..

أتمنى له التوفيق في مجموعنه القصصية الجديدة

مودتي لك ،، وشكرا

سعيد أبو نعسة
23/08/2009, 11:44 AM
أطال الله في عمرك يا أخي الكريم د مسلك ميمون
هذه الروح الطاهرة و الصدق و الصراحة في غير تجريح هي التي تفيد الكاتب لا التربيت على كتفه و التصفيق لأخطائه
افتخر بوجودك بيننا
متعك الله بالصحة

كمال دليل الصقلي
23/08/2009, 11:46 AM
الفاضل د مسلك ميمون.
قراءاتك النقدية والموضوعية لمجموعة من الق ق ج لبعض الزملاء والزميلات تدفع حامل هذا الهم إلى استكشاف بعض الثغرات والنواقص، بل وتعلم في بعض الأحيان أبجديات الكتابة في هذا الجنس الراقي الذي يبدو للوهلة الأولى أنه في متناول الجميع،لكن هيهات.
شكرا لك الأستاذ الفاضل على ما تقوم به من مجهودات لتقويم بعض الكتابات التي نستفيد منها ونحاول تطبيقها .ونطلب منك الاستمرار على نفس النهج تعميما للاستفادة والرقي بهذا المولود الحديث.
تحيتي.

دكتور/ مخلص أمين رزق
23/08/2009, 11:48 AM
الأستاذ الدكتور/ مسلك ميمون
تحية لسيادتكم
أشكركم جزيل الشكر علي تكرمكم بقراءة أقصوصاتي.
وأشكركم بالأكثر علي التفضل بإبداء النقد لها وهذا شرف لي؛ وما تعلمت إلا بالنقد وخاصة إذا صدر من عقل عظيم مثل عقلكم المفعم بالعلم والفكر.

سيدي الفاضل؛ نقدكم الهادف هذا ليس فقط للأخذ به بل هو محل دراسة لي. بعض الملاحظات قد تم بالفعل أثناء تنقيح ومراجعة القصص قبل نشرها ورقياً. وسوف يأخذ بكل الملاحظات في الطبعة القادمة سواء الإيجابية منها لتنميتها والسلبية منها لتصحيحها. ويشرفني أن أرسل لسيادتكم وإلى كل عقول واتا المحترمة نسخة ورقية والتي قد طبعت بالفعل تحت عنوان "صرخة الهمسات" إصدار دار "اكتب" للنشر بالقاهرة وتحتوي على خمسين قصة قصيرة جداً. فقط أرجو من سيادتكم التكرم بإرسال عنوانكم البريدي لأتمكن من إرسالها لسيادتكم ولمن يتفضل بطلبها من السادة المحترمين مفكري واتا.

كما أرجو من سيادتكم ومن نقاد واتا الأفاضل نقد قصة "فُتح الباب" والتي نشرتها اليوم في باب قصة قصيرة وأتمنى أن تكون قد أخذت حظها من النضوج والرقي الذي بمحبتكم تدفعني إليه.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام؛؛؛
مخلص أمين

مسلك ميمون
23/08/2009, 11:49 AM
في كل مرة نجد الفائدة المرجوة ، قراءة تشذب الأقلام وتهذب الأسلوب لألا تخرج الكتابة ( عن السطر ) ، تعيدها إلى صوابها ورشدها ، خاصة بعد ( الإسهال ) الحاصل في بطون العديد .

قراءة بمثابة اتحاف للكلمة .. فائدة كبيرة عمت على الجميع ، وبالأخص الدكتور مخلص أمين رزق ..

أتمنى له التوفيق في مجموعنه القصصية الجديدة

مودتي لك ،، وشكرا

*************************************
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ محمد السلام عليك و رحمة الله

يسعدني أنك دائم السبق للقراءة . وحريص على متابعة كتابتي، و بخاصة قراءاتي للمجموعات القصصية في نطاق القصة القصيرة جداً . اهتمام إن دلّ على شيء إنما يدل على رغبتك في السمو بفنك و إبداعك ، و إرواء ظمئك ، و إشباع فضولك من تقنية القص، و مكانزماته الظاهرة و الخفية ....
وإن الذي ينشرح له صدري ، و ينتعش له قلبي أن الكثير الكثير من الإخوة و الأخوات في واتا و في غيرها ... لهم نفس اهتمامك و رغبتك ... و ما رسائلهم الالكترونية التي تلمع في بريدي إلا دليلا على ذلك وأرى أنه ما دام هذا الاهتمام قائما فلا خوف على الابداع .مهما كثر الغثاء و اللغط .
أدعو لك بالتوفيق و تقبل تحياتي ...

د مسلك ميمون

مسلك ميمون
23/08/2009, 11:49 AM
أطال الله في عمرك يا أخي الكريم د مسلك ميمون
هذه الروح الطاهرة و الصدق و الصراحة في غير تجريح هي التي تفيد الكاتب لا التربيت على كتفه و التصفيق لأخطائه
افتخر بوجودك بيننا
متعك الله بالصحة

************************************
بسم الله الرحمن الرحيم
أستاذ سعيد أسعد الله بكل خير
و السلام عليك و رحمة الله

أسعدني مرورك و اهتمامك بقراءاتي .
أعرف ما يجيش في ذهنك . و أعرف رغبتك و مدى مطمحك . و أقدر فيك غيرتك على القصة خاصة و الأدب عامة ... و أعتقد أن طريق الإبداع طويل و شاق، و مليء بالحفر و الأخاديد، و المنعرجات و الانحدارات ... فلا بدّ من عدة و مؤونة ، للتغلب على وعثاء السّفر و متطلباته ...و هذا ما نفعله في هذا المنتدى الزاهر من واتا .. و ليتقبل الله منا و منكم صالح الأعمال .
و أنا أيضاً أدعو لك بطول العمر ، و أفخر بوجودك بيننا ...
مع خالص تحياتي ...

د مسلك ميمون

مسلك ميمون
23/08/2009, 11:49 AM
الفاضل د مسلك ميمون.
قراءاتك النقدية والموضوعية لمجموعة من الق ق ج لبعض الزملاء والزميلات تدفع حامل هذا الهم إلى استكشاف بعض الثغرات والنواقص، بل وتعلم في بعض الأحيان أبجديات الكتابة في هذا الجنس الراقي الذي يبدو للوهلة الأولى أنه في متناول الجميع،لكن هيهات.
شكرا لك الأستاذ الفاضل على ما تقوم به من مجهودات لتقويم بعض الكتابات التي نستفيد منها ونحاول تطبيقها .ونطلب منك الاستمرار على نفس النهج تعميما للاستفادة والرقي بهذا المولود الحديث.
تحيتي.

************************************
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ كمال السلام عليك و رحمة الله

سّرني مرورك الكريم . و كلماتك الطيبة المشجعة ،التي تزيدني عزماً و مٌضياً فيما أنا ماضٍ فيه. و لا شك أنّه طريق صعب و شاق .و لكنه ممتع و مبارك و مفيد . و بخاصّة حين يشعر الناقد أنّ ما بذله من جهد لم يذهب سدى، أو أدراج الرياح ... بل هناك آذان صاغية ، و عقول حكيمة مدبرة ، و قلوب زكية طيبة ....
أعتزّ بأخوتك ، و أتمنى من الله أن يديم علينا ألفة المحبة ، و دفء الصداقة ....
مع خالص تحياتي ...

د مسلك ميمون

مسلك ميمون
23/08/2009, 11:50 AM
الأستاذ الدكتور/ مسلك ميمون
تحية لسيادتكم
أشكركم جزيل الشكر علي تكرمكم بقراءة أقصوصاتي.
وأشكركم بالأكثر علي التفضل بإبداء النقد لها وهذا شرف لي؛ وما تعلمت إلا بالنقد وخاصة إذا صدر من عقل عظيم مثل عقلكم المفعم بالعلم والفكر.

سيدي الفاضل؛ نقدكم الهادف هذا ليس فقط للأخذ به بل هو محل دراسة لي. بعض الملاحظات قد تم بالفعل أثناء تنقيح ومراجعة القصص قبل نشرها ورقياً. وسوف يأخذ بكل الملاحظات في الطبعة القادمة سواء الإيجابية منها لتنميتها والسلبية منها لتصحيحها. ويشرفني أن أرسل لسيادتكم وإلى كل عقول واتا المحترمة نسخة ورقية والتي قد طبعت بالفعل تحت عنوان "صرخة الهمسات" إصدار دار "اكتب" للنشر بالقاهرة وتحتوي على خمسين قصة قصيرة جداً. فقط أرجو من سيادتكم التكرم بإرسال عنوانكم البريدي لأتمكن من إرسالها لسيادتكم ولمن يتفضل بطلبها من السادة المحترمين مفكري واتا.

كما أرجو من سيادتكم ومن نقاد واتا الأفاضل نقد قصة "فُتح الباب" والتي نشرتها اليوم في باب قصة قصيرة وأتمنى أن تكون قد أخذت حظها من النضوج والرقي الذي بمحبتكم تدفعني إليه.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام؛؛؛
مخلص أمين

**********************************************
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ الدكتور مخلص أمين رزق
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

لقد سعدت لسعادتك بالقراءة التي خصصتها لقصصك القصيرة جداً . و كان أملي كما قلت لك آنفاً أن أطلع على المجموعة قبل النشر الورقي .و لكن الخير فيما اختاره الله . سنتدارك ذلك في الطبعة الثانية إن شاء الله تعالى .
أما مجموعتك الثانية ( سنفونية ... )التي أخبرتني عنها . أرجو أن أتوصل بها عن طريق بريدي الالكتروني . و أعدك بقراءتها بإذن الله و تزويدك بما يعنّ لي من ملاحظات .
و أنا إذ أشكرك على كلماتك الطيبة و اللطيفة .و أخلاقك النبيلة الرائعة ،أشكرك أيضاً على ثقتك الغالية التي جعلتني أشعر بمسؤولية كبرى.
و إنني لأكبر فيك هواية و حب الأدب، و أنت الطبيب المختص، و الاستشاري العالم ... أدام الله عليك نعمة العلم ، و زانك بتألق الإبداع ... و حفظك لنا أخاً و صديقاً... مع خالص تحياتي...,

د مسلك ميمون

نضال الشوفي
24/08/2009, 01:51 PM
العزيز د. مسلك ميمون
أدامك الله
أصبحت عشرياتك هذه ركن جوهري في هذا الملتقى، حتى بتنا نفتقدها إن تأخرت.
وهنا قرأت بشغف كما في كل مرة، ولاحظت من جديد أن معظم الزملاء يتعثرون، بنسب متفاوتة، في استعمال أحرف الجر، ويجهل معظمهم معانيها، لذا أقترح أن تدرج بحثا في هذا الموضوع، يكون ثابتا في معظم الزوايا الأدبية.
لا أعرف مدى أهمية هذا الاقتراح، لكني سألت بعضا من خريجي قسم اللغة العربية تحديدا، فأخذوا يدارون جهلهم بالقول: إنها مادة تخصصية.
أود القول أخيرا أن العلم متوفر للكثير من الناس، أما أن يقترن بالتواضع والموضوعية، كما هو عندك، فذلك نادر هذه الأيام.
دمت