تميم فخري الدباغ
23/01/2007, 01:13 PM
البحث العلمي المتقصي الدقيق واستقراء الواقع يقودان إلى التأكيد على وجود ما يسمى بـ (غسيل الدماغ الجماهيري Washing Mass Brain) ونحن ندرك ونعرف منذ البداية أن هذا الاصطلاح غير مطروق في أي دراسة تعرضت لغسيل الدماغ، ولكن المقابلة العلمية والعملية لما يجري، وقياسه على تقنيات، وآليات عمل غسيل الدماغ سيقودنا إلى الاعتراف بأن غسيل الدماغ يتم ويمارس على الجماهير، متتبعين ومستخدمين الأساليب نفسها التي تستخدم على المستوى الفردي، ذلك لأن العالم يشهد الآن كثيراً من الجهات التي تخطط إعلامياً للتأثير على الشعوب وعلى أنماط تفكيرها أو انتمائها لفكر معين، مما يمكن تسميته بعمليات غسيل الدماغ الجماعي. إلا أن الإعلام الوطني الصادق يترك أثر السحر في حماية الدماغ من أي غزو، أو غسيل خارجي مستهدف، فالإعلام الصادق له تأثيره العميق سواء على الجماهير بل حتى على الكفاءة القتالية لدى الجيوش.
ففي المدرسة العسكرية الإسلامية لنا الكثير من الأمثلة على دور الإعلام الصادق وأثره الكبير والحيوي في الكفاءة القتالية لدى الجند، نذكر منها أنه عندما علم رسولنا الكريم، القائد { من عيونه وأرصاده، أن قافلة لقريش في طريق عودتها من الشام إلى مكة، أمر أصحابه بالخروج لاعتراضها، وقال: "هذه عير قريش فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها" لكن أبا سفيان عرف بأمر خروج المسلمين، فبعث إلى مكة يستنفر قريشاًَ لنجدته، إذ كانت قوة القافلة ثلاثين أو أربعين رجلاً، وعلم الرسول الكريم والقائد العظيم { بأمر خروج قريش لقتاله، وذلك في غزوة بدر الكبرى.. فتبدل الموقف، ولم يعد الأمر "اعتراض قافلة" بل أصبح "مواجهة مباشرة" بين المسلمين وقوة المشركين من قريش، الأمر الذي تطلب قراراً جديداً أمام ذلك التحدي الخطير الذي يواجهونه لأول مرة منذ هجرتهم إلى المدينة، وهو مجابهة حربية حاسمة، تعد في حقيقتها أول "اختبار عملي" حاسم للإسلام، وكان للنتيجة التي سوف تسفر عنها المعركة آثار بعيدة المدى على الدعوة وعلى مستقبلها وعلى هيبة المسلمين، وقد عبر الرسول { عن ذلك وهو يهتف بربه: "اللهم هذه قريش قد أتت بخيلائها تحاول أن تكذب رسولك"، اللهم نصرك الذي وعدتني. اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام، لا تعبد في الأرض".
في ذلك الموقف العظيم يعلمنا الرسول الكريم { درساً عظيماً في مجال الإعلام، يتعلق بموقف القيادة إذا ما علمت أن الجيش سوف يواجه عدواً متفوقاً في العدد والعدة: فهل تخفى تلك المعلومات عنه خوفاً على الروح المعنوية أم تعلنها؟. لقد قرر رسول الله { أن القيادة الرشيدة هي التي تعلن حقائق الموقف وتبصر الجيش بحجم التحدي الذي يواجهه، وضراوة المعركة التي سوف يدخلها ثم تتخذ في الوقت نفسه من التدابير ما يمكنها من مواجهة التحدي بثبات واقتدار، ومن التغلب على تفوق العدو أو تجريده من فاعليته وهذا هو ما فعله الرسول {.
فقد أعلن { كل ما حصل عليه من معلومات بصدق وصراحة ووضوح، فحين علم بخروج قريش عن بكرة أبيها للقتال قال: "هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ أكبادها".. وحين استنبط القوة العددية لقريش من استجوابه لأسيرين أحضرهما إليه رجال الاستطلاع قبل المعركة، أعلن ذلك على الفور فقال: "القوم بين التسعمائة والألف"، وذلك رغم أنه يعلم أن قوة المسلمين ثلث ذلك العدد!.. وحين عرف أن العدو أصبح قريباً جداً من بدر أعلن فوراً عن موقعه: وراء الكثيب بالعدوة القصوى (والعدوة القصوى أي حافة الوادي البعيدة من المدينة)..
لقد كان من نتائج الإعلام الصادق بحقائق الموقف، إجماع المسلمين على قبول التحدي والتصميم على دخول المعركة ضد كفار قريش، وقد عبر عن ذلك قول المهاجرين: "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق، لو سرت بنا إلى برك الغماد (موضع في اليمن) لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه" وقول الأنصار: "فامض لما أردت فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد.." وقد أظهر المسلمون في بدر ما لا يحصى من صور الشجاعة وقوة العقيدة وإرادة القتال وحب الشهادة في سبيل الله، وفرح المؤمنون بنصر الله.
بذلك يتأكد المبدأ الحكيم الذي أرساه رسول الله { وهو ضرورة الإعلام الصادق بحقائق الموقف، وعدم إخفاء المعلومات الحقيقية، حتى لا نترك الجماهير أو أفراد الجيوش للوقوع كفريسة لغسيل الدماغ، وإذا كان معظم الباحثين المعاصرين يميل لموضوع غسيل الدماغ إلى اعتباره "تكتيكاً" يستخدم على المستوى الفردي، أي عند ممارسته على الأفراد، وأنه لا يستخدم عادة وإن حدث واستخدم لا يكون ناجحاً على مستوى الجماهير، إلا أن استقراء الواقع الذي نعايشه اليوم والمتمثل خاصة في أسلوب إسرائيل والغرب وأمريكا في غسيل أدمغة العالم العربي والإسلامي بالأكاذيب والأضاليل، يؤكد وجود ما يمكن تسميته عن يقين بعمليات غسيل الدماغ الجماعي.. لكن ما هو أصلاً غسيل الدماغ؟.
بين مرحلة التخلي ومرحلة التحلي
تتزاحم التعاريف التي تسعى إلى تفسير غسيل الدماغ كما تتزاحم المسميات، فمقابل هذا المصطلح سنجد مجموعة من الأوصاف التي تحاول وصف هذا الأسلوب النفسي الذي يسعى إلى تحرير الفكر أو السلوك البشري ضد رغبة الإنسان وعقيدته أو إرادته أو سابق ثقافته وتعليمه، ومن هذه المسميات الوصفية لهذه الوسيلة التقنية المخططة نجد ما يلي:
إعادة تقويم- بناء الأفكار.
التحويل- التحرير المذهبي- الفكري.
الإقناع الخفي.
التلقين المذهبي.
ولكننا من جماع الدراسات المستفيضة لتقنيات عمل غسيل الدماغ كأسلوب نفسي يسعى لتغيير الاتجاهات، عملنا على وضع هذا التعريف الذي جعلناه وصفاً دقيقاً لهذه العملية وهو: (الإقناع القسري المقنن) أي الإقناع الذي يمارس ضد رغبة الفرد وإرادته مستخدماً طرائق تقنية وأساليب إجرائية ذات مواصفات قياسية معيارية.
ولمزيد من فهم هذا التعريف لا بد من التعرض بشئ من التفصيل لهذه العملية، ثم نطرح الأسلوب المستخدم اليوم على المستوى الواسع جماهيرياً لنقف على أبعاد ما أسميناه ب (غسيل الدماغ الجماهيري Washing Mass Brain). ولفهم ميكانيكية عملية غسيل الدماغ يمكننا وضع هذه المعادلة ثم نفصل القوة على مستوى العمل الفردي:
غسيل الدماغ: ضغوط (إجهاد عقلي + قابلية للإيحاء) + تعليم قسري (ثواب وعقاب) = الاستجابة الشرطية.
وفي عمليات غسيل الدماغ التي تتم وتمارس على الأفراد يمكننا أن نحدد مرحلتين أساسيتين هما مرحلة التخلي ومرحلة التجلي.. وهكذا نجد أن الحملة الغربية لتشويه الصورة العربية والإسلامية تسعى بإصرار وعناد لتقديم العرب والمسلمين باعتبارهم متخلفين برابرة وأنهم عدوانيون وإرهابيون بسبب انتمائهم العقائدي والحضاري والثقافي.
وبالرجوع إلى الشكل والمعادلات التي ذكرناها آنفاً ومحاولة عقد مقارنة بينها وبين ما يجري ضد أمتنا من حملات سنجد أن ثمة تطابقاً كبيراً، حيث لجأت الدول التي تمارس الهجوم عبر الحملات الإعلامية الدعائية النفسية المعادية والغزو الثقافي وغسيل الدماغ الجماهيري والتخريب الفكري والتشويه الحضاري.. لجأت هذه الجهات إلى استخدام تقنيات وآليات عمل غسيل الدماغ، ولكن بتطبيقها هذه المرة على مستوى الشعوب.. فقد عمدت إلى أساليب العزل والحصار والحرمان ثم أساليب التخويف والتهديد، لا بل كانت تضطر أحياناً إلى شن الحروب مباشرة التي تشبه أساليب العقاب والتعذيب على المستوى الفردي، وذلك من خلال قوتها الذاتية أو جهات أخرى خارجية أو داخلية.
كل ذلك كان ينعكس مباشرة على الشعوب وهي تقع تحت وطأة عمليات العزل والحرمان، والتهديد و العقاب بأن يزج بها في دوامة من فقدان الثقة والإجهاد والوهن والشعور بالضعف والعجز وعدم القدرة على المجابهة ومشاعر العجز عن التعبير وإبداء الرأي، فيتملكها الإحساس بالقهر حيث تترافق هنا الحملة مع عمليات التركيز على تحطيم القوى المعنوية الصلبة التي تتحصن بها الأمة، كالمعنويات والإرادة والإيمان بالمعتقدات والقيم والمصير والأهداف المستقبلية والقدرة على المقاومة والثبات، ويترافق كل ذلك أيضاً بعمليات نفسية أخرى هي الاستهجان والاستحسان حيث يتم إشعار هذه الشعوب الجمهور المستهدف بأن الناس جميعاً تستهجن هذه الأفكار والمفاهيم والمسلكيات التي لم تعد مقبولة، كما يتم إشعار الجماهير بأن الناس جميعاً والدنيا كلها تستحسن هذه الأفكار والمفاهيم الجديدة والمطروحة.
وفي هذه الحالة ونتيجة لكل هذه الخطوات المعمقة تنهار الدفاعات النفسية للأمة ويتفشى الشعور بالخوف والذعر بسبب اضطراب العمليات العقلية وازدياد التوتر والتنبيه العصبي والوقوع في براثن الشك والحيرة والقلق وعدم الثقة بأي شئ، ومع تكرار هذه العملية وإشعار الجمهور المستهدف بإصرار القائمين عليها على الاستمرار وعدم التراجع حتى يتم تبني الأفكار الجديدة.. تبدأ وسائل الإعلام المواجهة بالتخفيف من عوامل الضغط ثم رفعها كعمليات الحصار أو العمليات الحربية، والتهديد الدائم بها مع تقبل الأفكار والمفاهيم الجديدة والإذعان لإنتهاج السلوكيات المطلوبة حيث يبدأ الربط الشرطي، وتظهر الاستجابات الشرطية حيث يرتبط رفض ونبذ الأفكار والمفاهيم الجديدة مع الحصار والتهديد، بينما يرتبط تقبل وتبني الأفكار والمفاهيم مع الرخاء والازدهار والوعود البراقة بالرفاهية المنتظرة.. وهكذا يتم التخلي عن الأفكار والقيم والأهداف القديمة وتحل محلها الأفكار المطلوب تبنيها من قبل الشعوب، وهذه هي بالضبط عملية غسيل الدماغ واقعياً على مستوى الشعوب.
وغني عن البيان القول بأن هذا الأسلوب يعتمد على مدى نضج الشعوب ودرجة التعلم والثقافة ومدى الإيمان والتمسك بالقيم والأهداف الاستراتيجية والعقائدية فهناك ثمة دلائل متزايدة على هجمة ثقافية بهدف فرض ثقافة حضارية غربية منتصرة، ومحاصرة الثقافات الوطنية وتهميش دورها داخل مجتمعاتها.
الإعلام الصادق يحمي الأمة من الانهيار
إذن فالإعلام الصادق هو الذي يحمي الأفراد والشعوب من الوقوع في فخ غسيل الدماغ، كما أن إخفاء المعلومات عن تفوق العدو من الأخطاء التي لا يجب أن يقع فيها القائد المسلم، لأن الحالة المعنوية التي قد يتصور البعض أن الإخفاء يحافظ عليها، سوف تنهار بمجرد بدء القتال الذي سوف يُظهر حتماً جوانب تفوق العدو، وسوف يشكل ذلك مفاجأة تصدم الأفراد المقاتلين، صدمة أكبر من موضوع التفوق ذاته، وتؤدي إلى فقدهم الثقة في قيادتهم التي أخفت عنهم حقائق الموقف، الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى تعرضهم المباشر لغسيل الدماغ من قبل العدو وأجهزته وعملائه.
ونذكر في هذا المجال مثالاً يوضح بجلاء أهمية الإعلام الصادق وأثره الإيجابي في حماية الأفراد من غسيل الدماغ وأيضاً أثره الإيجابي في الكفاية القتالية، ففي غزوة تبوك عام (9) هجرية أعلن الرسول { عن وجهته صراحة لرجاله حتى يقدروا ما تنطوي عليه الغزوة من مشاق السفر الطويل (أكثر من 700 كم) وشدة الحر، وقوة الروم وأتباعهم من نصارى العرب، ولكي يستعدوا لها الاستعداد النفسي والمادي الكافيين على حد سواء.. وقد وصف أبن هشام ذلك الموقف فقال: "إن رسول الله { أمر أصحابه بالتهيؤ لغزو الروم وذلك في زمان من عسرة الناس وشدة من الحر وجدب من البلاد.. وحين طابت الثمار والناس يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم، ويكرهون الشخوص على الحال من الزمان الذي هم عليه وكان رسول الله { قلما يخرج في غزوة إلا كنى عنها وأخبر أنه يريد غير الوجه الذي يصمد (يقصد) له إلا ما كان من غزوة تبوك، فإنه بينها للناس لبعد الشقة (المسير) وشدة الزمان وكثرة العدو الذي يصمد له ليتأهب الناس لذلك أهبته، فأمر الناس بالجهاز، وأخبرهم أنه يريد الروم..".
كان من نتائج هذا الإعلام الصادق الذي كسر به رسول الله { القاعدة التي درج عليها في إخفاء اتجاه عملياته، أن خرج المسلمون إلى تبوك وتحملوا مشقات شديدة وتحملوا الجوع والعطش مدة طويلة حتى قال عمر بن الخطاب } كما جاء في كتاب: "سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ج5 ص 646" "خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد، فنزلنا منزلاً أصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتى أن الرجل لينحر بعيره، فيعصر فرثه فيشربه، ثم يجعل ما بقي من الماء على كبده".
وكان من هذا التاريخ أيضاً أن المسلمين تدافعوا نحو تجهيز جيش العسرة بما يحتاجه من أموال وسلاح ومؤن، فقد بلغ عدده ثلاثون ألف رجل، فقد قدم أبو بكر } ماله كله، وقدم عمر بن الخطاب } نصف ماله، وجهز عثمان بن عفان } ثلث الجيش (000.10 رجل) وحتى الضعفاء من المسلمين تقدموا بالقليل الذي يقدرون عليه.. وطلبت جماعة من المسلمين أن يعطيهم الرسول { ما يركبونه فلم يجد، فتولوا وهم يبكون لأنهم لا يجدون ما ينفقون، ولذلك سموا البكائين وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم، فقال تعالى: ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم، ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون (سورة التوبة 91-92).
هكذا نرى مدى أثر الإعلام الصادق في نفوس الناس والمقاتلين، أفراداً وشعوباً، وهكذا نجد أيضاً كما ذكرنا أن هدف هذه الحملات المعادية هو تفريغ العقول العربية الإسلامية من قيم ورموز ومتعلقات حضارتهم وإعادة تعبئتها بقيم ومتعلقات ورموز الثقافة والحضارة الغربية، وذلك في الجانب الفكري فقط بعيداً عن التكنولوجيا المتطورة والعلوم الحديثة المتقدمة ومن ثم وبالترافق مع الأساليب الأخرى تتم عملية الإقتناع والتقبل للأفكار الجديدة على المستوى الفكري للأمة، ثم تبدأ مشاعر الحب والاعتزاز بهذه الأفكار على المستوى العاطفي الوجداني للأمة مما يجعل السلوكيات تنسجم مع تلك القناعات والمشاعر، أي يتكامل عندها تكون أو تشكُل ما يسمى بالاتجاه الجماعي للأمة وبلورة الرأي العام.
وفي الوقت نفسه تتم عمليات تشويه الصورة الخارجية وإعادة إنتاجها لتنسجم مع أهداف الحملة التي تسعى بالتشويه والغزو الفكري إلى إبعاد الأمة عن اقتناعها بتميزها واقتدارها أن تأخد دورها الفاعل على مسرح الحضارة الحديثة، ومما يهيئها لمثل ذلك الدور بقدراتها المادية العظيمة وإمكاناتها المعنوية ورسالتها الحضارية المتميزة والمتسمة بالعدالة والإنسانية والأخلاقية.. فالهدف الأول دائماً وراء غسيل الدماغ هو أن تظل الأمة متخلفة تابعة مستغلة من قبل القوى الطامعة المستفيدة.
ثبت المراجع:
1. القرآن الكريم.
2. د. فخري الدباغ: غسيل الدماغ، ط2، دار الطليعة، بيروت 1982م.
3. صلاح نصر، الحرب النفسية، معركة الكلمة والمعتقد، ج1، ج2، ط2، 1967م.
4. د. نبيل سليم، إعادة إنتاج العقل الإسلامي، دار الفكر الحديث، ط 2، 199م.
5. مصطفى الدباغ، مقال في مجلة "الحرس الوطني، يناير 1999م.
6. د. عبدالرحمن عدس، و د. محي الدين توق، علم النفس العام، مكتبة الأقصى، عمان، 1981م.
7. العقيد شارل شانديسي، علم النفس في القوات المسلحة، ترجمة د. محمد ياسر الأيوبي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط1 بيروت 1983م.
8. د. حامد عبدالسلام زهران، علم النفس الاجتماعي، ط4، عالم الكتب، القاهرة 1977م.
9. لواء- محمد جمال الدين محفوظ، مقال في مجلة المجاهد، صفر 1418ه.
ففي المدرسة العسكرية الإسلامية لنا الكثير من الأمثلة على دور الإعلام الصادق وأثره الكبير والحيوي في الكفاءة القتالية لدى الجند، نذكر منها أنه عندما علم رسولنا الكريم، القائد { من عيونه وأرصاده، أن قافلة لقريش في طريق عودتها من الشام إلى مكة، أمر أصحابه بالخروج لاعتراضها، وقال: "هذه عير قريش فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها" لكن أبا سفيان عرف بأمر خروج المسلمين، فبعث إلى مكة يستنفر قريشاًَ لنجدته، إذ كانت قوة القافلة ثلاثين أو أربعين رجلاً، وعلم الرسول الكريم والقائد العظيم { بأمر خروج قريش لقتاله، وذلك في غزوة بدر الكبرى.. فتبدل الموقف، ولم يعد الأمر "اعتراض قافلة" بل أصبح "مواجهة مباشرة" بين المسلمين وقوة المشركين من قريش، الأمر الذي تطلب قراراً جديداً أمام ذلك التحدي الخطير الذي يواجهونه لأول مرة منذ هجرتهم إلى المدينة، وهو مجابهة حربية حاسمة، تعد في حقيقتها أول "اختبار عملي" حاسم للإسلام، وكان للنتيجة التي سوف تسفر عنها المعركة آثار بعيدة المدى على الدعوة وعلى مستقبلها وعلى هيبة المسلمين، وقد عبر الرسول { عن ذلك وهو يهتف بربه: "اللهم هذه قريش قد أتت بخيلائها تحاول أن تكذب رسولك"، اللهم نصرك الذي وعدتني. اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام، لا تعبد في الأرض".
في ذلك الموقف العظيم يعلمنا الرسول الكريم { درساً عظيماً في مجال الإعلام، يتعلق بموقف القيادة إذا ما علمت أن الجيش سوف يواجه عدواً متفوقاً في العدد والعدة: فهل تخفى تلك المعلومات عنه خوفاً على الروح المعنوية أم تعلنها؟. لقد قرر رسول الله { أن القيادة الرشيدة هي التي تعلن حقائق الموقف وتبصر الجيش بحجم التحدي الذي يواجهه، وضراوة المعركة التي سوف يدخلها ثم تتخذ في الوقت نفسه من التدابير ما يمكنها من مواجهة التحدي بثبات واقتدار، ومن التغلب على تفوق العدو أو تجريده من فاعليته وهذا هو ما فعله الرسول {.
فقد أعلن { كل ما حصل عليه من معلومات بصدق وصراحة ووضوح، فحين علم بخروج قريش عن بكرة أبيها للقتال قال: "هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ أكبادها".. وحين استنبط القوة العددية لقريش من استجوابه لأسيرين أحضرهما إليه رجال الاستطلاع قبل المعركة، أعلن ذلك على الفور فقال: "القوم بين التسعمائة والألف"، وذلك رغم أنه يعلم أن قوة المسلمين ثلث ذلك العدد!.. وحين عرف أن العدو أصبح قريباً جداً من بدر أعلن فوراً عن موقعه: وراء الكثيب بالعدوة القصوى (والعدوة القصوى أي حافة الوادي البعيدة من المدينة)..
لقد كان من نتائج الإعلام الصادق بحقائق الموقف، إجماع المسلمين على قبول التحدي والتصميم على دخول المعركة ضد كفار قريش، وقد عبر عن ذلك قول المهاجرين: "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق، لو سرت بنا إلى برك الغماد (موضع في اليمن) لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه" وقول الأنصار: "فامض لما أردت فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد.." وقد أظهر المسلمون في بدر ما لا يحصى من صور الشجاعة وقوة العقيدة وإرادة القتال وحب الشهادة في سبيل الله، وفرح المؤمنون بنصر الله.
بذلك يتأكد المبدأ الحكيم الذي أرساه رسول الله { وهو ضرورة الإعلام الصادق بحقائق الموقف، وعدم إخفاء المعلومات الحقيقية، حتى لا نترك الجماهير أو أفراد الجيوش للوقوع كفريسة لغسيل الدماغ، وإذا كان معظم الباحثين المعاصرين يميل لموضوع غسيل الدماغ إلى اعتباره "تكتيكاً" يستخدم على المستوى الفردي، أي عند ممارسته على الأفراد، وأنه لا يستخدم عادة وإن حدث واستخدم لا يكون ناجحاً على مستوى الجماهير، إلا أن استقراء الواقع الذي نعايشه اليوم والمتمثل خاصة في أسلوب إسرائيل والغرب وأمريكا في غسيل أدمغة العالم العربي والإسلامي بالأكاذيب والأضاليل، يؤكد وجود ما يمكن تسميته عن يقين بعمليات غسيل الدماغ الجماعي.. لكن ما هو أصلاً غسيل الدماغ؟.
بين مرحلة التخلي ومرحلة التحلي
تتزاحم التعاريف التي تسعى إلى تفسير غسيل الدماغ كما تتزاحم المسميات، فمقابل هذا المصطلح سنجد مجموعة من الأوصاف التي تحاول وصف هذا الأسلوب النفسي الذي يسعى إلى تحرير الفكر أو السلوك البشري ضد رغبة الإنسان وعقيدته أو إرادته أو سابق ثقافته وتعليمه، ومن هذه المسميات الوصفية لهذه الوسيلة التقنية المخططة نجد ما يلي:
إعادة تقويم- بناء الأفكار.
التحويل- التحرير المذهبي- الفكري.
الإقناع الخفي.
التلقين المذهبي.
ولكننا من جماع الدراسات المستفيضة لتقنيات عمل غسيل الدماغ كأسلوب نفسي يسعى لتغيير الاتجاهات، عملنا على وضع هذا التعريف الذي جعلناه وصفاً دقيقاً لهذه العملية وهو: (الإقناع القسري المقنن) أي الإقناع الذي يمارس ضد رغبة الفرد وإرادته مستخدماً طرائق تقنية وأساليب إجرائية ذات مواصفات قياسية معيارية.
ولمزيد من فهم هذا التعريف لا بد من التعرض بشئ من التفصيل لهذه العملية، ثم نطرح الأسلوب المستخدم اليوم على المستوى الواسع جماهيرياً لنقف على أبعاد ما أسميناه ب (غسيل الدماغ الجماهيري Washing Mass Brain). ولفهم ميكانيكية عملية غسيل الدماغ يمكننا وضع هذه المعادلة ثم نفصل القوة على مستوى العمل الفردي:
غسيل الدماغ: ضغوط (إجهاد عقلي + قابلية للإيحاء) + تعليم قسري (ثواب وعقاب) = الاستجابة الشرطية.
وفي عمليات غسيل الدماغ التي تتم وتمارس على الأفراد يمكننا أن نحدد مرحلتين أساسيتين هما مرحلة التخلي ومرحلة التجلي.. وهكذا نجد أن الحملة الغربية لتشويه الصورة العربية والإسلامية تسعى بإصرار وعناد لتقديم العرب والمسلمين باعتبارهم متخلفين برابرة وأنهم عدوانيون وإرهابيون بسبب انتمائهم العقائدي والحضاري والثقافي.
وبالرجوع إلى الشكل والمعادلات التي ذكرناها آنفاً ومحاولة عقد مقارنة بينها وبين ما يجري ضد أمتنا من حملات سنجد أن ثمة تطابقاً كبيراً، حيث لجأت الدول التي تمارس الهجوم عبر الحملات الإعلامية الدعائية النفسية المعادية والغزو الثقافي وغسيل الدماغ الجماهيري والتخريب الفكري والتشويه الحضاري.. لجأت هذه الجهات إلى استخدام تقنيات وآليات عمل غسيل الدماغ، ولكن بتطبيقها هذه المرة على مستوى الشعوب.. فقد عمدت إلى أساليب العزل والحصار والحرمان ثم أساليب التخويف والتهديد، لا بل كانت تضطر أحياناً إلى شن الحروب مباشرة التي تشبه أساليب العقاب والتعذيب على المستوى الفردي، وذلك من خلال قوتها الذاتية أو جهات أخرى خارجية أو داخلية.
كل ذلك كان ينعكس مباشرة على الشعوب وهي تقع تحت وطأة عمليات العزل والحرمان، والتهديد و العقاب بأن يزج بها في دوامة من فقدان الثقة والإجهاد والوهن والشعور بالضعف والعجز وعدم القدرة على المجابهة ومشاعر العجز عن التعبير وإبداء الرأي، فيتملكها الإحساس بالقهر حيث تترافق هنا الحملة مع عمليات التركيز على تحطيم القوى المعنوية الصلبة التي تتحصن بها الأمة، كالمعنويات والإرادة والإيمان بالمعتقدات والقيم والمصير والأهداف المستقبلية والقدرة على المقاومة والثبات، ويترافق كل ذلك أيضاً بعمليات نفسية أخرى هي الاستهجان والاستحسان حيث يتم إشعار هذه الشعوب الجمهور المستهدف بأن الناس جميعاً تستهجن هذه الأفكار والمفاهيم والمسلكيات التي لم تعد مقبولة، كما يتم إشعار الجماهير بأن الناس جميعاً والدنيا كلها تستحسن هذه الأفكار والمفاهيم الجديدة والمطروحة.
وفي هذه الحالة ونتيجة لكل هذه الخطوات المعمقة تنهار الدفاعات النفسية للأمة ويتفشى الشعور بالخوف والذعر بسبب اضطراب العمليات العقلية وازدياد التوتر والتنبيه العصبي والوقوع في براثن الشك والحيرة والقلق وعدم الثقة بأي شئ، ومع تكرار هذه العملية وإشعار الجمهور المستهدف بإصرار القائمين عليها على الاستمرار وعدم التراجع حتى يتم تبني الأفكار الجديدة.. تبدأ وسائل الإعلام المواجهة بالتخفيف من عوامل الضغط ثم رفعها كعمليات الحصار أو العمليات الحربية، والتهديد الدائم بها مع تقبل الأفكار والمفاهيم الجديدة والإذعان لإنتهاج السلوكيات المطلوبة حيث يبدأ الربط الشرطي، وتظهر الاستجابات الشرطية حيث يرتبط رفض ونبذ الأفكار والمفاهيم الجديدة مع الحصار والتهديد، بينما يرتبط تقبل وتبني الأفكار والمفاهيم مع الرخاء والازدهار والوعود البراقة بالرفاهية المنتظرة.. وهكذا يتم التخلي عن الأفكار والقيم والأهداف القديمة وتحل محلها الأفكار المطلوب تبنيها من قبل الشعوب، وهذه هي بالضبط عملية غسيل الدماغ واقعياً على مستوى الشعوب.
وغني عن البيان القول بأن هذا الأسلوب يعتمد على مدى نضج الشعوب ودرجة التعلم والثقافة ومدى الإيمان والتمسك بالقيم والأهداف الاستراتيجية والعقائدية فهناك ثمة دلائل متزايدة على هجمة ثقافية بهدف فرض ثقافة حضارية غربية منتصرة، ومحاصرة الثقافات الوطنية وتهميش دورها داخل مجتمعاتها.
الإعلام الصادق يحمي الأمة من الانهيار
إذن فالإعلام الصادق هو الذي يحمي الأفراد والشعوب من الوقوع في فخ غسيل الدماغ، كما أن إخفاء المعلومات عن تفوق العدو من الأخطاء التي لا يجب أن يقع فيها القائد المسلم، لأن الحالة المعنوية التي قد يتصور البعض أن الإخفاء يحافظ عليها، سوف تنهار بمجرد بدء القتال الذي سوف يُظهر حتماً جوانب تفوق العدو، وسوف يشكل ذلك مفاجأة تصدم الأفراد المقاتلين، صدمة أكبر من موضوع التفوق ذاته، وتؤدي إلى فقدهم الثقة في قيادتهم التي أخفت عنهم حقائق الموقف، الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى تعرضهم المباشر لغسيل الدماغ من قبل العدو وأجهزته وعملائه.
ونذكر في هذا المجال مثالاً يوضح بجلاء أهمية الإعلام الصادق وأثره الإيجابي في حماية الأفراد من غسيل الدماغ وأيضاً أثره الإيجابي في الكفاية القتالية، ففي غزوة تبوك عام (9) هجرية أعلن الرسول { عن وجهته صراحة لرجاله حتى يقدروا ما تنطوي عليه الغزوة من مشاق السفر الطويل (أكثر من 700 كم) وشدة الحر، وقوة الروم وأتباعهم من نصارى العرب، ولكي يستعدوا لها الاستعداد النفسي والمادي الكافيين على حد سواء.. وقد وصف أبن هشام ذلك الموقف فقال: "إن رسول الله { أمر أصحابه بالتهيؤ لغزو الروم وذلك في زمان من عسرة الناس وشدة من الحر وجدب من البلاد.. وحين طابت الثمار والناس يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم، ويكرهون الشخوص على الحال من الزمان الذي هم عليه وكان رسول الله { قلما يخرج في غزوة إلا كنى عنها وأخبر أنه يريد غير الوجه الذي يصمد (يقصد) له إلا ما كان من غزوة تبوك، فإنه بينها للناس لبعد الشقة (المسير) وشدة الزمان وكثرة العدو الذي يصمد له ليتأهب الناس لذلك أهبته، فأمر الناس بالجهاز، وأخبرهم أنه يريد الروم..".
كان من نتائج هذا الإعلام الصادق الذي كسر به رسول الله { القاعدة التي درج عليها في إخفاء اتجاه عملياته، أن خرج المسلمون إلى تبوك وتحملوا مشقات شديدة وتحملوا الجوع والعطش مدة طويلة حتى قال عمر بن الخطاب } كما جاء في كتاب: "سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ج5 ص 646" "خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد، فنزلنا منزلاً أصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتى أن الرجل لينحر بعيره، فيعصر فرثه فيشربه، ثم يجعل ما بقي من الماء على كبده".
وكان من هذا التاريخ أيضاً أن المسلمين تدافعوا نحو تجهيز جيش العسرة بما يحتاجه من أموال وسلاح ومؤن، فقد بلغ عدده ثلاثون ألف رجل، فقد قدم أبو بكر } ماله كله، وقدم عمر بن الخطاب } نصف ماله، وجهز عثمان بن عفان } ثلث الجيش (000.10 رجل) وحتى الضعفاء من المسلمين تقدموا بالقليل الذي يقدرون عليه.. وطلبت جماعة من المسلمين أن يعطيهم الرسول { ما يركبونه فلم يجد، فتولوا وهم يبكون لأنهم لا يجدون ما ينفقون، ولذلك سموا البكائين وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم، فقال تعالى: ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم، ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون (سورة التوبة 91-92).
هكذا نرى مدى أثر الإعلام الصادق في نفوس الناس والمقاتلين، أفراداً وشعوباً، وهكذا نجد أيضاً كما ذكرنا أن هدف هذه الحملات المعادية هو تفريغ العقول العربية الإسلامية من قيم ورموز ومتعلقات حضارتهم وإعادة تعبئتها بقيم ومتعلقات ورموز الثقافة والحضارة الغربية، وذلك في الجانب الفكري فقط بعيداً عن التكنولوجيا المتطورة والعلوم الحديثة المتقدمة ومن ثم وبالترافق مع الأساليب الأخرى تتم عملية الإقتناع والتقبل للأفكار الجديدة على المستوى الفكري للأمة، ثم تبدأ مشاعر الحب والاعتزاز بهذه الأفكار على المستوى العاطفي الوجداني للأمة مما يجعل السلوكيات تنسجم مع تلك القناعات والمشاعر، أي يتكامل عندها تكون أو تشكُل ما يسمى بالاتجاه الجماعي للأمة وبلورة الرأي العام.
وفي الوقت نفسه تتم عمليات تشويه الصورة الخارجية وإعادة إنتاجها لتنسجم مع أهداف الحملة التي تسعى بالتشويه والغزو الفكري إلى إبعاد الأمة عن اقتناعها بتميزها واقتدارها أن تأخد دورها الفاعل على مسرح الحضارة الحديثة، ومما يهيئها لمثل ذلك الدور بقدراتها المادية العظيمة وإمكاناتها المعنوية ورسالتها الحضارية المتميزة والمتسمة بالعدالة والإنسانية والأخلاقية.. فالهدف الأول دائماً وراء غسيل الدماغ هو أن تظل الأمة متخلفة تابعة مستغلة من قبل القوى الطامعة المستفيدة.
ثبت المراجع:
1. القرآن الكريم.
2. د. فخري الدباغ: غسيل الدماغ، ط2، دار الطليعة، بيروت 1982م.
3. صلاح نصر، الحرب النفسية، معركة الكلمة والمعتقد، ج1، ج2، ط2، 1967م.
4. د. نبيل سليم، إعادة إنتاج العقل الإسلامي، دار الفكر الحديث، ط 2، 199م.
5. مصطفى الدباغ، مقال في مجلة "الحرس الوطني، يناير 1999م.
6. د. عبدالرحمن عدس، و د. محي الدين توق، علم النفس العام، مكتبة الأقصى، عمان، 1981م.
7. العقيد شارل شانديسي، علم النفس في القوات المسلحة، ترجمة د. محمد ياسر الأيوبي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط1 بيروت 1983م.
8. د. حامد عبدالسلام زهران، علم النفس الاجتماعي، ط4، عالم الكتب، القاهرة 1977م.
9. لواء- محمد جمال الدين محفوظ، مقال في مجلة المجاهد، صفر 1418ه.