المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صناعة الملابس الرياضية



نعمان عبد الغني
23/08/2009, 07:31 PM
صناعة الملابس الرياضية
توافق بين عدد من السمات المتباينة أوالمتضاربة لنوعية الملابس المستخدمة في النشاط الرياضي.
بقلم الأستاذ : نعمان عبد الغني
namanea@yahoo.fr
تعج الأسواق المحلية بالكثير من الملابس والمعدات الرياضية التي تحظى بإقبال جيد منذ سنوات، بعد التوجه الكبير لممارسة الرياضة من مختلف فئات المجتمع بعد أن كانت هذه الممارسة محصورة في فئة الشباب فقط. وتشير مصادر في السوق إلى أن حجم سوق التجهيزات الرياضية من أدوات وملابس يقدر بحوالي 10 ملايين ريال ويواجه المستهلكون العديد من المشاكل مع المنتجات المعروضة التي اختلفت بين الأسعار وجودة المنتج في السوق.
ولكن الكثير من المستهلكين ... أكثر ما يشغلهم في الملابس والأحذية الرياضية مدى أناقتها وشكلها على حد سواء ولا يحرص على أن تكون من المحلات الرياضية المتخصصة أو مناسبة للرياضة التي يزاولها.
وهل تعرف انك تستطيع جعل ممارسة هواياتك الرياضية مسألة مريحة للغاية وممتعة فوق العادة ، و هل تعرف أيضا انك يمكن بقرار خاطئ أن تحيل مزاولة هذه الهوايات إلى عملية مرهقة وربما ضارة بالصحة؟ يتوقف الأمر كثيرا على اختيار الملابس الرياضية المناسبة لنوع النشاط الذي تقوم به .
• اللباس الرياضي:
هو اللباس الذي يعطي الجسم تمام الراحة أثناء ممارسة الرياضة كنا أنه يمنع حدوث أي مضاعفات قد تحدث أثناء ممارسة الرياضة ومختلف هذا اللباس بحسب نوع الرياضة المراد ممارستها .وهو يختلف بحسب الأعمار والأجناس ونوع الرياضة
• مكونات اللباس الرياضي :
يتكون اللباس الرياضي من قطع متعددة تخدم أهداف متعددة كذلك إلا أن هناك أجزاء أساسية لا بد من توفرها وهي كما يلي :
1- القميص الرياضي
ويقصد به القميص الذي يجب أن يغطي الجاني الأعلى من الجسم أي الصدر والبطن والساعدين وقد لا نحتاج إلى هذا اللباس في بعض الرياضات كالسباحة مثلاً . ويجب أن يكون القميص واسعاً مصنوعاً من مادة القطن التي تمتص العرق كما يجب أن يكون مناسب الحجم وأن لا يكون ضيقاً . أما لون القميص فيفضل أن يكون من الألوان الفاتحة التي لا تمتص أشعة الشمس والحرارة خصوصاً في المناطق الحارة من وطننا العربي .
2- البنطلون
وهو اللباس المغطي للنصف الأسفل من الجسم ويجب أن يكون البنطلون مناسب الحجم ليس بالضيق ولا الواسع وأن يغطي إلى أسفل الركبتين أو إلى الكعبين ، ويفضل أن يكون من القطن الطبيعي أو من مادة البولي إيثلين التي تمتص العرق ، أما من حيث اللون فيجب اختيار الألوان الفاتحة كما ذكرانا سابقاً .
3- الحذاء
إن اختيار الحذاء المناسب مهم جداً لممارسة الرياضة ، وبشكل عام فإن الأحذية تنقسم إلى ثلاثة أنواع من حيث الشكل وهي الأحذية المسطحة والأحذية شبه المقوسة والأحذية المقوسة وهي في ذلك متوافقة مع ثلاثة أشكال شائعة للقدم .
ولكي تتعرف على شكل قدمك ضع قدمك في الماء ثم أخرجها وضعها على أي سطح بحيث يمكن أن تطبع شكل القدم على هذا السطح . وبهذا سوف تعرف أن قدمك ينتمي لأحد ثلاثة أشكال شائعة للقدم مما يسهل اختيار الحذاء المناسب لك . ( 1 )
- القدم المسطحة : تكون متوسطة الحجم وتكون فيها مقدمة القدم والكعب متصلين في مساحة كبيرة من القدم .
- القدم شبه المقوسة : وهذه القدم تظهر تقوساً بين مقدمة القدم والكعب .
- القدم المقوسة : في هذه القدم يظهر تقوس حاد عند إجراء اختبار البلل حيث تكون المسافة بين مقدمة القدم والكعب كأكبر ما تكون في أي قدم .
ومن شروط الحذاء المناسب والصحي كما يلي :
- أن يكون بالحجم المناسب وأقر إلى السعة .
- أن يكون مناسباً لنوع الرياضة فحذاء الجري يختلف عن حذاء التزلج أو الدرجات أو رياضة القفز وغيرها .
- أن يكون لين خصوصاً ( لمرضى السكري ) الذي يحتاجون إلى أحذية ذات ليونة عالية منعاً لحدوث التقرحات .
- أن يحتوي الحذاء على نظام تهوية جيد كوجود الفتحات الجانبية مثلاً .
4- الجوارب
عند لبس الجوارب يجب مراعاة ما يلي :
- يجب أن تكون الجوارب مصنوعة من القطن الخالص أو الصوف لامتصاص العرق في الصيف والشتاء .
- أن تكون الجوارب مطاطية طولية حيث أن الجورب الطولي يسمح بمرور الدورة الدموية بانسياب ويمنع تورم القدمين .
- يجب تغير الجوارب يومياً . ( 2 )
5- الأدوات المساعدة ( الإكسسوارات )
• ويقصد بها ما يحتاجه الإنسان من ألبسة مساعدة لممارسة الرياضية . مثل : حزام الرأس الذي يساعد على امتصاص العرق ومنع تساقطه على الوجه وهو مهم في الرياضيات العنيفة . القبعة الواقية من حرارة الشمس كرياضة المشي والجري وركوب الدرجات ، وغيرها الكثير من الألبسة الأخرى المساعدة ، ويفضل أن تكون جميعها ذات لون فاتح يمنع امتصاص الحرارة وأن تكون مناسبة الحجم ويمكن تصغيرها أو تكبيرها حسب الحاجة .
• أنواع الملابس من حيث الجهد العضلي و حالة الجو
1 - ملابس للجهد العضلي المحدود :
هناك أنواع من الرياضة لا تحتاج ممن يمارسها لجهد بدني أو عضلي كبير بمعنى أخرى (لا يعرق المرء كثيرا أثناء مزاولة مثل هذا النشاط ) مثل رياضة المشي . ولكنه في الوقت نفسه أيضا، ولمحدودية الجهد البدني قياسا بأنواع أخرى من الرياضة، مثل كرة القدم، قد يتعرض عند ممارسة هذه الرياضة للبرد في ( الجو البارد ) إذا لم يكن يرتدي ملابس رياضية مناسبة، لان الجسم لا يسخن بمثل درجة سخونته أثناء مزاولة كرة القدم على سبيل المثال.
- المقصود في هذه الحالة تحديدا ارتداء ملابس تعزل الجسم بصورة جيدة عن المحيط الخارجي وتضمن له درجة حرارة ثابتة، أي قدرا متواصلا من الدفء، ولا يهم كثيرا إلى أي مدى تخلص الملابس الداخلية الجسم من العرق والرطوبة لان المرء لا يعرق كثيرا أثناء مزاولة هذه الأنواع من الرياضة، ويكفي ارتداء ملابس داخلية طويلة كطبقة أولى، أما الطبقة الثانية فمن المفضل أن تكون خفيفة بصفات عازلة مميزة، أي مصنعة من ألياف عالية الكثافة، ومن البديهي أن الطبقة الثالثة لابد أن تكون معطفا غير قابل للبلل، وقابلة للإغلاق المحكم حول الرقبة، والصدغين والخصر، تحسبا لهطول مطر، أو لريح قوية إذا كان من يمارس هذه الرياضة يمشي أثناء الليل وفي أجواء باردة .
2- ملابس للجهد العضلي الشديد :
كلما كان الجهد العضلي المبذول اكبر أثناء ممارسة الرياضة، يصبح بوسع المرء ارتداء ملابس اخف لان الجسم نتيجة هذا الجهد يسخن بصورة كافية، ويكفي الخروج إلى الشارع لحظة بالملابس الرياضية للتأكد مما إذا كانت مناسبة للطقس الجوي السائد أم يتعين على المرء استبدالها بأخرى أثقل أو اخف.
والمؤشر الأساسي على ذلك هو شعور المرء فور مغادرة البيت الى الشارع ، إذ يجب أن يشعر بقليل من البرد كعلامة على صحة اختياره للملابس.
والمقصود فعلا القليل من البرد وليس البرد الشديد، فعند الشعور بالبرد الشديد يمكن أن يعرض الإنسان نفسه للإصابة بنزلة برد في الدقائق الأولى من ممارسة الرياضة والى حين أن يسخن الجسم، وبالمقابل إذا لم يشعر المرء في ملابسه الرياضية المخصصة للجهد البدني الشديد بقليل من البرد فور الخروج إلى الشارع، فان ذلك يعني أن ملابسه أثقل من الحد الصحيح، وانه لا بد أن يعرق فيها كثيرا بعد دقائق من بدء مزاولة الرياضة.
وإذ تؤدي الرياضة التي تتطلب جهدا عضليا كبيرا إلى الكثير من العرق، فان المعيار الأكثر أهمية عند اختيار الملابس الرياضية المناسبة لها هو قدرة هذه الملابس على تخليص الجسم من العرق والرطوبة. من هنا يفضل ارتداء عدة طبقات خفيفة، حتى ولو كانت مصنعة من أقمشة مختلفة. ذلك لان تعدد الطبقات يضمن نقل العرق من الجسم وتوزيعه بين هذه الطبقات من دون ابتلال أي منها بصورة كبيرة.
الطبقة الخارجية الأفضل في هذه الحالة هي حاكيت خفيف يمكن نزعه بسهولة عند الشعور بالحر. أما إذا كانت الرياح قوية بعض الشيء فانه من الأفضل ارتداء ملابس مبطنة ببطانة مضاعفة في منطقة الركبتين والصدر وأسفل البطن لحماية المناطق المعنية من تيار الهواء الذي يمكن أن يكون له مفعول سلبي على الصحة عند اصطدامه بالجسم الساخن نتيجة الحركة القوية، والمبلل بفعل العرق الشديد.
أما إذا كان الجو باردا فلا يجوز أن ينسى المرء مضاعفة الجوارب، وحماية الرأس والإذنين بقبعة دافئة. ولا تنسى أن 60% من حرارة الجسم يغادر الإنسان عن طريق الرأس بالذات، مما يعرضه أكثر من سواه للمخاطر الناجمة عن تقلبات درجات الحرارة، كما وتصبح القفازات بدورها امرأ مهما شأنه شأن الأكمام الطويلة.
في الطقس البارد لا يجوز استخدام الفانلات القطنية والملابس الداخلية التقليدية لأنها سرعان ما تتشبع بالرطوبة ولا تجف إلا بعد وقت طويل، يكون خلاله الجسم تعرض للبرد، خاصة إذا ما جاءت ممارسة الرياضة متقطعة باستراحات قصيرة وهو أمر معتاد جدا في الكثير من الألعاب الرياضية، وبالأخص منها الكروية
القاعدة الرئيسية : هي أن اختيار الملابس يتوقف على عدة عوامل دفعة واحدة، وهي عوامل وثيقة الارتباط بعضها ببعض، ولا يجوز الفصل بينها، وفي مقدمتها نوع الرياضة (أي حجم الجهد العضلي المبذول فيها، ودرجة العرق الناجم عن ممارستها) والطقس الجوي السائد أو المتوقع في موقع ممارسة هذه الرياضة.
• أنواع الملابس الرياضية المستخدمة .
1- الملابس القطنية الطبيعية :
( لا للقطن لأنه يشع برودة )
أكثرية الناس مازالت حتى اليوم تستخدم الملابس الداخلية القطنية ) الفانلات والشورتات القطنية). والقطن بالتأكيد مادة مريحة للجسم ولا تثير حساسية الجلد، ولكنه غير مناسب على الإطلاق لمزاولة الرياضة في الشتاء، فهو يمتص كميات هائلة من العرق ويزداد وزنه، ويلتصق بالجسم ويشعر مرتديه بالبرودة الشديدة.
وحسب الطب الرياضي، فإن 'رد فعل الجسم على البرد هو إغلاق شرايينه، مما يؤدي إلى تباطؤ الدورة الدموية وسوء تغذية أعضاء ومناطق الجسم بحاجاتها من الدم، والنتيجة البديهية لذلك هي تردي أداء العضلات وعموم الأداء الفيزيائي للجسم، كما أن برودة الجسم عموما يمكن أن تلحق الأذى بالكليتين على وجه الخصوص، وتحجم من قدرات نظام المناعة عموما، وتصيب الإنسان بنزلات البرد'.
- لهذا لقد بدأ منتجو الملابس الرياضية منذ فترة غير قصيرة يفتشون عن أقمشة غير قابلة للبلل، وتتسم بالقدرة العالية على تنظيم درجة الحرارة، بمعنى الاحتفاظ للجسم بدرجة حرارة مقبولة، والحيلولة دون ارتفاعها أو انخفاضها الشديدين، والحد من تبلل الجسم بالعرق، وتوفير الشعور بالراحة لمرتديها.
2- الملابس الصناعية :
في هذا المجال أقبل المنتجون على استخدام الأنسجة الصناعية المتنوعة الأشكال وبالأخص منها البوليبروبيلين والبوليستر، وبعد أضافه التعديلات المناسبة على التركيبة الصناعية لهذه الأنسجة أصبحت الملابس الرياضية المصنعة منها تتمتع بإقبال المستهلكين، ذلك لكونها لا تتشبع بالسوائل تقريبا، وتجف بسرعة شديدة، كما أنها باتت في الآونة الأخيرة قريبة الشبه جدا إلى الأنسجة القطنية الطبيعية، حتى ليصعب على المرء التمييز بين النسيجين، ومن سماتها الأخرى المتميزة والبعيدة الأهمية أنها لا تثير حساسية الجلد أو البشرة. والحقيقة أن الزى الرياضي المصنع من الأنسجة الصناعية يمتاز بقدرته العالية على الاحتفاظ بشكله الأصلي، بدلا من التمدد أو الانكماش الذي كثيرا ما يصيب الأزياء التقليدية بعد عدة مرات من ارتدائها أو غسلها، ذلك يطيل عمر الزى المصنع من الأنسجة الصناعية، مقارنة بسواه.
• طريقة اختيار الملابس الرياضية المناسبة :
يفترض بالمرء أن يختار الملابس الرياضية انطلاقا من نوع الرياضة التي يمارسها ، وحالة الجو . ولكن من الخطأ الظن بأن شراء قطعة واحدة من الملابس المصنعة من الأنسجة الصناعية الحديثة سيكفي لسد حاجة الإنسان الذي يزاول الرياضة والحركة بنشاط وكثرة، فمثلاً مبدأ العناية بالصحة في فصل الشتاء البارد ينطلق من ارتداء عدة طبقات من الملابس الدافئة دفعة واحدة، ويكون الزى في العادة مؤلفا من ثلاث طبقات لكل منها دوره ووظيفته، هذا المبدأ لا يسري فقط على الملابس الرياضة وإنما على عموم ملابس الشتاء، فمن الأفضل أن يكون المرء مرتديا ما يزيد عن حاجة جسمه لتوفير الدفء له، بدلا من ارتداء القليل من الملابس وتعريض الجسم للبرد مع انخفاض درجات الحرارة. والهدف من ارتداء هذه الطبقات في فصل الشتاء لأن الطبقة الأولى من الزى الرياضي وظيفتها تخليص الجسم من العرق. الطبقة الثانية هي الطبقة العازلة أما الطبقة الثالثة فوظيفتها وقاية الجسم من المطر والرياح الباردة.
وحسب الأخصائيين، فإن الطريقة الصحيحة لاستخدام الملابس الرياضية الحديثة تقضي بأنه لا يجوز استخدام الملابس الداخلية التقليدية في وقت ارتداء الملابس الرياضية المنتجة من الأنسجة الصناعية، فارتداء فانلة قطنية كلاسيكية مثلا تحت ملابس الرياضة ذات الطبقات الوظيفية يفقد هذه الملابس قيمتها، ويحول دونها وأداء وظائفها