سمر محمود حرب
23/08/2009, 11:27 PM
سويداء القلب
في سوريا قلب العرب
تعجز الكلمات حين تحاول التعبير عنها ، فتبدأ الحروف بالتأني ، لأن أول أبجدية في التاريخ وُجدت كانت فوق ثراها ، حين نتحدث عنها فإننا نجد أنفسنا نتحدث عن التاريخ والحضارة ، إنها سورية التي وُجدت قبل التاريخ وما زالت موجودة حتى الآن ، إنها بلدي سورية الحبيبة بلد العزة والكرامة،بلد العروبة والإباء.
البلد الذي شمخ عالياً وما زال ينبض شباباً وحيوية ،ولأن قائده شاباً مفعماً بالحياة يستمد القوة من الله والشعب فتلازما ليشكلا لوحة جميلة ، فكان البلد عظيماً والقائد كبيراً إنه القائد الشاب الدكتور بشار الأسد.رعاه الله الذي منح لسوريا بُعداً آخراً ، حتى أصبحت سوريا كل العرب ..
وحين أتحدث عن محافظتي فإنني أجد نفسي أيضاً أتحدث عن التاريخ والحضارة ، عن آلاف السنين الممتدة في الذاكرة ، إنها السويداء.....
تقع محافظة السويداء إلى الجنوب من القطر العربي السوري،وتبلغ مساحتها/ 556/ كيلو متراً ويقدر عدد سكانها /435/ألف نسمة منهم قرابة مئة ألف في بلاد الاغتراب،وأقل ما يقال عن السويداء أنها واحة تمتلك كافة أشكال التنوع التي يبحث عنها كل سائح حيث تمتاز مساحة السويداء الصغيرة تلك بتنوع تضاريسها جغرافياً فتشرف على سهول حوران المنبسطة في الجزء الغربي منها وتتركز الجبال في وسطها حيث تشمخ قممها إلى ما يزيد على 1280م(قمة تل قليب)فوق سطح البحر تغطيها الثلوج بأجمل ثوب كل شتاء.
http://www.arabswata.org/up//uploads/thumbs/watab3d2282d56.jpg (http://www.arabswata.org/up//uploads/images/watab3d2282d56.jpg)
أما إذا يمم الناظر وجهه شمالاً والى الشمال الغربي فستدهشه تلك الصبات البركانية البازلتية التي رسمتها ريشة الطبيعة الخلابة فأطلق الإنسان عليها اسم/اللجاة/أكبر صبة بازلتية في العالم يتخلل اللجاة طريق الحج الذي سلكته القوافل من الأناضول مروراً بدمشق إلى مكة المكرمة عبر مئات السنين تقضي حدود المحافظة الشرقية في منطقة الهبارية والأنباشي اللتين سكنهما الإنسان القديم منذ الألف الرابع قبل الميلاد وترك آثار تحير الدارسين حتى الآن.
إلى البادية السورية وهي الجزء ذات الطابع شبه الصحراوي من ارض المحافظة،وتنتشر المظاهر الطبيعية الخلابة على ساحة المحافظة منها الجروف الصخرية الرائعة والمغر الممتدة طويلاً تحت الأرض والمتضمنة لوحات من الصخور والتشكيلات الجميلة منها(مغارة عريقة ومغارة قنوات وهوة أم الرمان.
وتناغم مع هذا التنوع الجغرافي مع طبيعة خلابة وثقتها دراسات الأمم المتحدة واعتبرت السويداء أكبر متحف للتنوع الحيوي حيث آلاف الدونمات من الأراضي الحراجية الكثيفة والمحميات الطبيعية والتي لم تمسها يد الإنسان منذ نشوئها حتى الآن فزخرت بأشجار البلوط والسنديان التي يزيد عمرها على 4000سنة وحافظت على أكثر من900نوع حيوي من النباتات والحيوانات البرية ولذلك يقصد الجبل كل من يريد الاستشفاء من أمراض الربو،والصدر،ومما زاد الطبيعة غنى هو احتضان السكان لهذا المتحف البيئي بمشاريع الكروم والتفاحيات حيث تعتبر منطقة ظهر الجبل أكبر مشروع تشجير مثمر في الشرق العربي ويصدر أفخر الأصناف ذات المواصفات العالمية،واستطاعت مسيرة الحضارة أن تكمل ذلك التنوع الجغرافي والتنوع البيئي بتنوع تاريخي مميز امتد من أقدم العصور(حوالي مليون سنة وحتى الفترة الرومانية-البيزنطية،فترة الازدهار الشاملة للمنطقة قبل ذلك في العصر الحجري الوسيط والنحاسي مما جعلها اليوم تزخر بآثار تلك المراحل وأوابدها حيث ذكرت حوليات تحوتمس1450/150ق.م تل دبة بريكة-دوبو-والعلاقة التجارية معه وحيث لا تزال روما الصغرى(شهبا)
url=http://www.arabswata.org/up//uploads/images/wata05d4d0a23c.jpg]http://www.arabswata.org/up//uploads/thumbs/wata05d4d0a23c.jpg[/url]
فيليبوبوليس كما سماها الإمبراطور فيليب العربي شاهدة على الإمبراطورية الرومانية والتي بنيت من عام244/249م خلال خمس سنوات بشكل يشابه روما بكل مكوناتها من المسارح والحمامات والقصور المزينة بأجمل لوحات الفسيفساء والباقية حتى الآن في مكانها الأصلي ليكون الاحتفال بالألفية الأولى للإمبراطورية الرومانية في شهبا،وبالانتقال إلى قنوات(كاناثا)والتي كانت إحدى المدن الرومانية العشر(ديكابوليس)وباتت مركزاً أسقفياً هاماً ومركزاً للحج المسيحي بين القرنين الرابع والسابع الميلادي وتنفرد محافظة السويداء بأنها تحتوي العديد من المدرجات الرومانية تأكيداً لعصور من الترف الثقافي والفني المتجذر فيها.واحتضن كل هذا الغنى السكان بحياتهم الريفية البسيطة وانفتاحهم على مجتمعات الاغتراب ولذلك تمتعت المحافظة بغنى في العادات والتقاليد النابعة من وجدان الكرم والإباء العربي حيث أبدع سكانها الكثير من الصناعات اليدوية الجميلة وأهمها صناعة السجاد والبسط والمطرزات وأطباق القش والصناديق المزخرفة وكذلك الأزياء المطرزة الغنية بالألوان وبمظاهر الفرح حيث تفتخر السويداء بالمحافظة عليها بأسواقها التقليدية كما تحافظ على الكثير من القرى والبيوت القديمة ذات الطراز التقليدي والعناصر المعمارية المبنية من الحجر البازلتي حيث لا تزال هذه البيوت نموذجاً للبيوت الصحية ونتيجة للاغتراب وحميمة العلاقات الاجتماعية والترابط العائلي يتميز السكان بثقافة جيدة وانفتاح على مظاهر الحياة الحضارية،وتقام فيها مهرجانات ومعارض عديدة أهمها معرض الكرمة والتفاحيات وملكة جمال العنب الذي يقام في شهر أيلول من كل عام ومهرجان المزرعة للإبداع الأدبي والفني الذي يقام في شهر آب من كل سنة وتزخر المحافظة بصالات العرض الفنية وبالأندية والجمعيات والمراكز الثقافية التي يبلغ عددها عشرين مركزاً مما جعل الحركة الأدبية بخاصة والثقافية عموماً نشطة ومتطورة.
مدينة السويداء:
هي مركز المحافظة وتبعد مئة وخمسة كيلو مترات إلى الجنوب الشرقي من دمشق ترتفع عن سطح البحر/1100م/سماها الأنباط سؤادا أي السوداء الصغيرة لأنها بنيت بالحجارة البركانية السوداء أما الرومان فقد سموها ديونيزياس عام179م نسبة إله الخمرة ديونيزوس فكانت تنتج أفخر الخمور وألذها وأقيم حينئذ عيد سنوي للإله المذكور في شهر آب من كل عام.في العصر البيزنطي غدت المدينة مركزاً مهماً من مراكز الحج المسيحي.
ومن الجدير بالذكر أن المدينة سكنت منذ الألف الثالث قبل الميلاد من قبل الكنعانيين والآراميين وكانت حينها جزءاً من مملكة باشان زمن الملك الكنعاني عوج ثم سكنها العرب الأنباط الذين أخرجوا اليونانيين السلوقيين منها في القرن الأول قبل الميلاد ثم سكنها العرب الغساسنة زمن الاحتلال البيزنطي وأقاموا فيها حضارة مميزة وفي نهاية القرن السابع عشر وبداية الثامن عشر قدم السكان الحاليون إلى المدينة ومحيطها من لبنان وفلسطين وشمال سوريا فاستخدموا المباني والمنازل الأثرية القائمة بعد ترميمها أو إعادة هيكلتها مستخدمين ما تناثر من حجارة وزخارف أثرية.
المواقع الأثرية في مدينة السويداء:التلة أو المدينة العليا(الأكروبول):
سكنت التلة منذ أقدم العصور وتعود الأبنية فيها إلى فترات حتى يومنا هذا وقد اعتلى بعضها بعضاً فكانت القديمة منها أساساً لأبنية الحقبة التالية لذلك يعطى النسيج العمراني التقليدي الحالي صورة محتملة لما كانت عليها السويداء في سالف العصور.
معبد الإله(ذو الشراة):
وهو معبد نبطي يعود إلى نهاية القرن الأول قبل الميلاد بداية القرن الأول للميلاد ويقع في الحي الشرقي كرس لعبادة الإله ذي الشراة.
لم يبقَ منه حالياً إلا ثلاثة أعمدة وساكف وبعض العناصر الزخرفية.
معبد حوريات الماء(نمفيوم):
بني في عهد أول حاكم للولاية العربية وهو كورنيلوس بالما(106-108)م ويقع للغرب من قوس الكنيسة الصغرى اكتشفت فيه كتابة يونانية تعود لعهد الإمبراطورية كومود180-192م،وتجر إليه المياه بالأنابيب البازلتية من بعد عدة كيلومترات.
المسرح الكبير:
يعود إلى نهاية القرن الثاني الميلادي وهو حسب المخطط المعاد تصوره بحجم مسرح بصرى تقريباً وقد بقيت منطقة مدرجاته تحت الشارع المحوري الذي يخترق المدينة من شمالها إلى جنوبها أما مداخله فهي باقية وظاهرة للعيان على جانبي الشارع.
المسرح الصغير:
يعود إلى القرن الثاني الميلادي وقد تم الكشف عن صفوف درجاته السبعة جنوب غرب الكنيسة الكبرى ومازال العمل مستمراً لكشف معالمه الباقية وهذا المسرح(الأوديون)على علاقة وثيقة بالساحة الرومانية القليلة في العالم التي تحمل مقاعده رموز خاصة تدل على المكانة السياسية أو الدينية لرواده والذي يرجح أنه استخدم كقاعة اجتماعات.
الكنيسة الكبرى:
يعود تاريخ بنائها إلى القرن السادس الميلادي ويحمل أحد جدران مدخلها كتابة يونانية تفيد أن سالومي والدة الأسقف جورج تبرعت ببناء هذه الكنيسة.
يظهر ما انكشف من أرضية مدخلها وجود لوحة فسيفساء ملونة ضخمة ذات نقوش هندسية يختفي جزؤها الغربي داخل المنزل.
الكنيسة الصغرى:
وترجع إلى القرن الخامس للميلاد بقي منها قوس يتوسط الآن الشارع المحوري ومحراب صدر الكنيسة.
في سوريا قلب العرب
تعجز الكلمات حين تحاول التعبير عنها ، فتبدأ الحروف بالتأني ، لأن أول أبجدية في التاريخ وُجدت كانت فوق ثراها ، حين نتحدث عنها فإننا نجد أنفسنا نتحدث عن التاريخ والحضارة ، إنها سورية التي وُجدت قبل التاريخ وما زالت موجودة حتى الآن ، إنها بلدي سورية الحبيبة بلد العزة والكرامة،بلد العروبة والإباء.
البلد الذي شمخ عالياً وما زال ينبض شباباً وحيوية ،ولأن قائده شاباً مفعماً بالحياة يستمد القوة من الله والشعب فتلازما ليشكلا لوحة جميلة ، فكان البلد عظيماً والقائد كبيراً إنه القائد الشاب الدكتور بشار الأسد.رعاه الله الذي منح لسوريا بُعداً آخراً ، حتى أصبحت سوريا كل العرب ..
وحين أتحدث عن محافظتي فإنني أجد نفسي أيضاً أتحدث عن التاريخ والحضارة ، عن آلاف السنين الممتدة في الذاكرة ، إنها السويداء.....
تقع محافظة السويداء إلى الجنوب من القطر العربي السوري،وتبلغ مساحتها/ 556/ كيلو متراً ويقدر عدد سكانها /435/ألف نسمة منهم قرابة مئة ألف في بلاد الاغتراب،وأقل ما يقال عن السويداء أنها واحة تمتلك كافة أشكال التنوع التي يبحث عنها كل سائح حيث تمتاز مساحة السويداء الصغيرة تلك بتنوع تضاريسها جغرافياً فتشرف على سهول حوران المنبسطة في الجزء الغربي منها وتتركز الجبال في وسطها حيث تشمخ قممها إلى ما يزيد على 1280م(قمة تل قليب)فوق سطح البحر تغطيها الثلوج بأجمل ثوب كل شتاء.
http://www.arabswata.org/up//uploads/thumbs/watab3d2282d56.jpg (http://www.arabswata.org/up//uploads/images/watab3d2282d56.jpg)
أما إذا يمم الناظر وجهه شمالاً والى الشمال الغربي فستدهشه تلك الصبات البركانية البازلتية التي رسمتها ريشة الطبيعة الخلابة فأطلق الإنسان عليها اسم/اللجاة/أكبر صبة بازلتية في العالم يتخلل اللجاة طريق الحج الذي سلكته القوافل من الأناضول مروراً بدمشق إلى مكة المكرمة عبر مئات السنين تقضي حدود المحافظة الشرقية في منطقة الهبارية والأنباشي اللتين سكنهما الإنسان القديم منذ الألف الرابع قبل الميلاد وترك آثار تحير الدارسين حتى الآن.
إلى البادية السورية وهي الجزء ذات الطابع شبه الصحراوي من ارض المحافظة،وتنتشر المظاهر الطبيعية الخلابة على ساحة المحافظة منها الجروف الصخرية الرائعة والمغر الممتدة طويلاً تحت الأرض والمتضمنة لوحات من الصخور والتشكيلات الجميلة منها(مغارة عريقة ومغارة قنوات وهوة أم الرمان.
وتناغم مع هذا التنوع الجغرافي مع طبيعة خلابة وثقتها دراسات الأمم المتحدة واعتبرت السويداء أكبر متحف للتنوع الحيوي حيث آلاف الدونمات من الأراضي الحراجية الكثيفة والمحميات الطبيعية والتي لم تمسها يد الإنسان منذ نشوئها حتى الآن فزخرت بأشجار البلوط والسنديان التي يزيد عمرها على 4000سنة وحافظت على أكثر من900نوع حيوي من النباتات والحيوانات البرية ولذلك يقصد الجبل كل من يريد الاستشفاء من أمراض الربو،والصدر،ومما زاد الطبيعة غنى هو احتضان السكان لهذا المتحف البيئي بمشاريع الكروم والتفاحيات حيث تعتبر منطقة ظهر الجبل أكبر مشروع تشجير مثمر في الشرق العربي ويصدر أفخر الأصناف ذات المواصفات العالمية،واستطاعت مسيرة الحضارة أن تكمل ذلك التنوع الجغرافي والتنوع البيئي بتنوع تاريخي مميز امتد من أقدم العصور(حوالي مليون سنة وحتى الفترة الرومانية-البيزنطية،فترة الازدهار الشاملة للمنطقة قبل ذلك في العصر الحجري الوسيط والنحاسي مما جعلها اليوم تزخر بآثار تلك المراحل وأوابدها حيث ذكرت حوليات تحوتمس1450/150ق.م تل دبة بريكة-دوبو-والعلاقة التجارية معه وحيث لا تزال روما الصغرى(شهبا)
url=http://www.arabswata.org/up//uploads/images/wata05d4d0a23c.jpg]http://www.arabswata.org/up//uploads/thumbs/wata05d4d0a23c.jpg[/url]
فيليبوبوليس كما سماها الإمبراطور فيليب العربي شاهدة على الإمبراطورية الرومانية والتي بنيت من عام244/249م خلال خمس سنوات بشكل يشابه روما بكل مكوناتها من المسارح والحمامات والقصور المزينة بأجمل لوحات الفسيفساء والباقية حتى الآن في مكانها الأصلي ليكون الاحتفال بالألفية الأولى للإمبراطورية الرومانية في شهبا،وبالانتقال إلى قنوات(كاناثا)والتي كانت إحدى المدن الرومانية العشر(ديكابوليس)وباتت مركزاً أسقفياً هاماً ومركزاً للحج المسيحي بين القرنين الرابع والسابع الميلادي وتنفرد محافظة السويداء بأنها تحتوي العديد من المدرجات الرومانية تأكيداً لعصور من الترف الثقافي والفني المتجذر فيها.واحتضن كل هذا الغنى السكان بحياتهم الريفية البسيطة وانفتاحهم على مجتمعات الاغتراب ولذلك تمتعت المحافظة بغنى في العادات والتقاليد النابعة من وجدان الكرم والإباء العربي حيث أبدع سكانها الكثير من الصناعات اليدوية الجميلة وأهمها صناعة السجاد والبسط والمطرزات وأطباق القش والصناديق المزخرفة وكذلك الأزياء المطرزة الغنية بالألوان وبمظاهر الفرح حيث تفتخر السويداء بالمحافظة عليها بأسواقها التقليدية كما تحافظ على الكثير من القرى والبيوت القديمة ذات الطراز التقليدي والعناصر المعمارية المبنية من الحجر البازلتي حيث لا تزال هذه البيوت نموذجاً للبيوت الصحية ونتيجة للاغتراب وحميمة العلاقات الاجتماعية والترابط العائلي يتميز السكان بثقافة جيدة وانفتاح على مظاهر الحياة الحضارية،وتقام فيها مهرجانات ومعارض عديدة أهمها معرض الكرمة والتفاحيات وملكة جمال العنب الذي يقام في شهر أيلول من كل عام ومهرجان المزرعة للإبداع الأدبي والفني الذي يقام في شهر آب من كل سنة وتزخر المحافظة بصالات العرض الفنية وبالأندية والجمعيات والمراكز الثقافية التي يبلغ عددها عشرين مركزاً مما جعل الحركة الأدبية بخاصة والثقافية عموماً نشطة ومتطورة.
مدينة السويداء:
هي مركز المحافظة وتبعد مئة وخمسة كيلو مترات إلى الجنوب الشرقي من دمشق ترتفع عن سطح البحر/1100م/سماها الأنباط سؤادا أي السوداء الصغيرة لأنها بنيت بالحجارة البركانية السوداء أما الرومان فقد سموها ديونيزياس عام179م نسبة إله الخمرة ديونيزوس فكانت تنتج أفخر الخمور وألذها وأقيم حينئذ عيد سنوي للإله المذكور في شهر آب من كل عام.في العصر البيزنطي غدت المدينة مركزاً مهماً من مراكز الحج المسيحي.
ومن الجدير بالذكر أن المدينة سكنت منذ الألف الثالث قبل الميلاد من قبل الكنعانيين والآراميين وكانت حينها جزءاً من مملكة باشان زمن الملك الكنعاني عوج ثم سكنها العرب الأنباط الذين أخرجوا اليونانيين السلوقيين منها في القرن الأول قبل الميلاد ثم سكنها العرب الغساسنة زمن الاحتلال البيزنطي وأقاموا فيها حضارة مميزة وفي نهاية القرن السابع عشر وبداية الثامن عشر قدم السكان الحاليون إلى المدينة ومحيطها من لبنان وفلسطين وشمال سوريا فاستخدموا المباني والمنازل الأثرية القائمة بعد ترميمها أو إعادة هيكلتها مستخدمين ما تناثر من حجارة وزخارف أثرية.
المواقع الأثرية في مدينة السويداء:التلة أو المدينة العليا(الأكروبول):
سكنت التلة منذ أقدم العصور وتعود الأبنية فيها إلى فترات حتى يومنا هذا وقد اعتلى بعضها بعضاً فكانت القديمة منها أساساً لأبنية الحقبة التالية لذلك يعطى النسيج العمراني التقليدي الحالي صورة محتملة لما كانت عليها السويداء في سالف العصور.
معبد الإله(ذو الشراة):
وهو معبد نبطي يعود إلى نهاية القرن الأول قبل الميلاد بداية القرن الأول للميلاد ويقع في الحي الشرقي كرس لعبادة الإله ذي الشراة.
لم يبقَ منه حالياً إلا ثلاثة أعمدة وساكف وبعض العناصر الزخرفية.
معبد حوريات الماء(نمفيوم):
بني في عهد أول حاكم للولاية العربية وهو كورنيلوس بالما(106-108)م ويقع للغرب من قوس الكنيسة الصغرى اكتشفت فيه كتابة يونانية تعود لعهد الإمبراطورية كومود180-192م،وتجر إليه المياه بالأنابيب البازلتية من بعد عدة كيلومترات.
المسرح الكبير:
يعود إلى نهاية القرن الثاني الميلادي وهو حسب المخطط المعاد تصوره بحجم مسرح بصرى تقريباً وقد بقيت منطقة مدرجاته تحت الشارع المحوري الذي يخترق المدينة من شمالها إلى جنوبها أما مداخله فهي باقية وظاهرة للعيان على جانبي الشارع.
المسرح الصغير:
يعود إلى القرن الثاني الميلادي وقد تم الكشف عن صفوف درجاته السبعة جنوب غرب الكنيسة الكبرى ومازال العمل مستمراً لكشف معالمه الباقية وهذا المسرح(الأوديون)على علاقة وثيقة بالساحة الرومانية القليلة في العالم التي تحمل مقاعده رموز خاصة تدل على المكانة السياسية أو الدينية لرواده والذي يرجح أنه استخدم كقاعة اجتماعات.
الكنيسة الكبرى:
يعود تاريخ بنائها إلى القرن السادس الميلادي ويحمل أحد جدران مدخلها كتابة يونانية تفيد أن سالومي والدة الأسقف جورج تبرعت ببناء هذه الكنيسة.
يظهر ما انكشف من أرضية مدخلها وجود لوحة فسيفساء ملونة ضخمة ذات نقوش هندسية يختفي جزؤها الغربي داخل المنزل.
الكنيسة الصغرى:
وترجع إلى القرن الخامس للميلاد بقي منها قوس يتوسط الآن الشارع المحوري ومحراب صدر الكنيسة.