المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأغنية الرياضية زاد الجمهور العربي العريض الذي يتابع انجازات المنتخبات الوطنية



نعمان عبد الغني
24/08/2009, 11:51 PM
الأغنية الرياضية زاد الجمهور العربي العريض الذي يتابع انجازات المنتخبات الوطنية
بقلم الأستاذ: نعمان عبد الغني
namanea@yahoo.fr
لعل المرونة التي تتصف بها لعبة كرة القدم عن باقي الألعاب الرياضية الأخرى جعلها لعبة شاملة تجمع مابين الرياضة كهواية والرياضة كوسيلة للعمل من اجل توفير قوت العيش, وبغض النظر عن التطور الهائل الذي وصلت إليه كرة القدم من حيث التعامل مع الرياضيين (لاعبين ومدربين وإداريين) بتوقيع العقود الرمزية أو الخيالية بقصد تبادل المنفعة أي بمعنى –أعطني مالا أعطيك جهدا كبيرا ونتائج مميزة كما يحصل في أغلب بقاع العالم
- أصبحت كرة القدم وسيلة لدمج الفن مع فنونها وأخذت وسيلة للترويج عن البضائع لتندمج مع التجارة كما هي وسيلة للشهرة والانطلاق إلى عالم النجومية لأنها تتعامل ببساطة مع الموهبة حيث أندمج التقديم والتحليل و الغناء معها من خلال الإعلام المرئي كما اندمجت الصحافة من خلال الإعلام المقروء
ماميز الفترة الأخيرة وبالتحديد عندما كان للعرب كلمتهم الرياضية مؤخرا بصناعة الانجاز الإفرواسيوي المُحقق من قبل بلدان الحضارة والتاريخ (العراق ومصر والجزائر وغيرها), ظهور مايسمى بالغناء الرياضي والذي شاهدنا بقوة دوره في تلك البطولات قبلها وأثنائها وبعدها من خلال تحفيز اللاعبين لتقديم كل العطاء لخدمة علم الوطن واسمه ,عن طريق الكلمات الحماسية التي سطرها الشعراء ليطربها لنا المغنون بأصواتهم الجميلة وبالحان ذات الإيقاع الراقص الجميل والذي تتراقص عليه أقدام اللاعبين قبل الجماهير ليصنعوا لوحة فنية تضاهي لوحة دافنشي
الغناء الرياضي بحد ذاته خطوة جبارة تستحق الشكر لمن قدمها أول مرة وهي فكرة عظيمة مقتسبة من الأناشيد والأغاني الحربية والتي كان العرب والمسلمون يتغنون فيها في معاركهم لأنها وسيلة للتركيز وصفاء البال والراحة النفسية .فهول المباراة وهول المعركة وصعوبتها يمكن أن يزول من مخيلة الإنسان بفعل الأغاني والأناشيد ,ومن شاهد التقارير التي بثتها القنوات العربية التي تواجدت في ارض الحدث الأسيوي والإفريقي الأخير للاعبي العراق ومصر والجزائر فقد استخدموا ذلك الأسلوب قبل كل مباراة
ولا ننسى أن الغناء الرياضي هو وسيلة للصلح وتقليل فجوات الخلاف وتناسي مخلفات السنين وقد عشنا ذلك الجو الرائع في أرض الدوحة عندما عاد العراق إلى أحضان الخليج بخليجي 17 ليعود برواية الذكريات التي سطرها مع عمالقة الخليج آنذاك .فكان قيصر الغناء العربي كاظم الساهر بأغنية ملينا البعاد بكلمات معبرة تبدأ بترحاب المطرب الخليجي (حيا الله من جانه ) ليرد كاظم (إلنا زمان من تفاركنا ..أن الأوان ننسى الأحزان) وبذلك عاد العراق وعادت تلك الأيام والتي نتمنى أن تستمر بالتنافس الشريف والصراع الحاد
المباراة تسعون دقيقة ليس إلا ,وهي الثمرة التي يقطفها كل من المدرب والإداري والمسئول والإعلامي والفنان والجمهور لما قدموه في ممضى من وقت من أعمال وجهود في خدمة الفريق (النادي والمنتخب ) ولعل الغناء الرياضي أحد أهم تلك الأعمال الوطنية والتي يعكس بها الفنان انتمائه الأصيل لأرضه وتربته وموطنه الأصلي.

وأخيرا من الضروري أن لاننسى أن الأغنية الرياضية رسالة سامية فعلى الفنان أن يعني بها وبنوعية مفرداتها .لتكون مقبولة ومتداولة في كل فئات المجتمع
أمست الأغنية الرياضية زاد الجمهور العربي العريض الذي يتابع انجازات المنتخبات الوطنية من الشمال إلى الجنوب، وهو يتخطى الفرق الأسيوية والإفريقية وصولاً إلى المربع الذهبي للبطولة .
من خلال تصفحنا للاغاني الرياضية التي أنتجت حديثاً نلمس تدنياً في المستوى الذوقي والجمالي للاغاني التي تبث من شاشات القنوات ، وفي الغالب يعتريها النقص وتفتقر للنضج من حيث الكلام واللحن والأداء فالأغاني التي قدمت في الآونة الأخيرة. نجد فيها غياباً للوعي اللحني المحترف الذي يصنع أغنية رياضية تتوافر فيها الصيغ والثيمات اللحنية التي تجسد المعنى الذي تؤديه الأغنية الرياضية من الحركة والإيقاع المفرح الذي يعبر عن الانتصار ويتناغم مع الواقع العربي التواق إلى تعميق معاني الوحدة والتآزر الاجتماعي وانتصار إرادة الحياة والتحدي لتكون الأغنية الوطنية الإناء الذي تسكب فيه مشاعر حب الوطن والدعوة للتفاؤل والأمل بالخروج من واقع مظلم وملغم إلى فضاء السلم والإشراق تحت ظلال الرايات العربية الذي يمثل رمزاً للتوحد والمصالحة.
لكن الأغاني الرياضية التي نسمعها هذه الأيام لاتعدو كونها أغاني عاطفية صيغت بطريقة ساذجة وسطحية واقرب إلى أغاني الشارع والأعراس وهي جز من النتاج الغنائي الذي يقدم في الإذاعات والقنوات الغنائية.
في تقديري أن ضعف الأغنية الرياضية يعود إلى أن منتجيها يضعونها بشكل موسمي ويشتغلون على المناسبات الرياضية، وعلى نحو متعجل وسريع بدوافع حب الظهور والشهرة للمطرب، الذي يبغي ركوب الموج، كون الجمهور العربي عامة والجمهور الرياضي خاصة يرقب باهتمام شديد البطولات التي تخوضها منتخباتنا، لذلك تأتي هذه الأغاني على شكل ومضة تتوهج لكن سرعان ماتخبو وتنطفئ، ويعتريها بعض الوهن في الشكل والمضمون