المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مَكْرُ ذاكـــــــرَة



إدريس زايدي
27/08/2009, 06:10 AM
مكر ذاكرة


سقطت يدي تذرو الجدار
وباب حارسة المدار تعاتب الذكرى
مسافات الدوارْ
وما يزال على دروب الانتظار بطاقة لنحافتي
أو صورة قد أشتهيها
كي تذكرني بأشياء الطريقْ...
***
جُمَّارَةََََ َالنخل انزلي
لتعانقي بوح التراب
فنبض أحشائي يضيء مناسكي
ودفاتري ألقت معاذير الغياب
فلم تجد غير السبيل إلى دمي
كي تبعث الكلمات من رحم القرارْ.
كل الحروف الساهمهْ
وشذى الغصون المائلهْ
تغتالني كي تَبْعَثَ الزهراتُ ذاكرةَ الأريجْ
ولأنني لا أحسن التنقيب في كتبي
أعدت لها الخمارْ
وأنا على صفحاتها ركنٌ تكسر بالنعوت الكاذبهْ
قَدْ أَستجير سلاف موتي من صلاة الغائبهْ
أحمي خلالتها ببعض الأحجيهْ...
وعلى الرفوف أقيم حفل غيابنا
نسكا لذاكرتي
علَْ الطريق يعود بي
حيث الحكايا لا تعيد الأسئلهْ
وأقول لي :
هل كان صمت النازحين إلى سمائي
موكبا يتقدم التاريخ
في ثوب الغناء
على يد مبتورةٍ فوق الجدار
تُراقص الحرفَ الذي نقش الرياحَ
على دمي
كي أكتفي بالبحر عن مدن المساء
وأرضع الموتى حروف القائمين
على الرثاء
وهل أكحل عين هذا الوجه
كي أستعيد جماجم البلغاء والخلفاء
وما تبقى من حروفي في الهجـــاء
أنام في شفق الحصار
أنا المدرج بالتراب
أراقص الخطوات في سرب الضراب
وأقتفي أثر السراب
فلا أغادر صهوة المنفى
إلى حرف الرواء...
وباب أغنيتي تصاعدت لمدائح الموتى
وأسيفةُ الفداء
تعانق الغيمات مسرجة بأسماء الإله
إلى الإله أن ارعدي يتها السماء
يا أيها الفارون من قسم الندى والأغنياتْ
بح النداءْ :
قم يا فراتْ
واكتبْ لباب البحر مفتتحِ المحيط
ونم على صوت الغيوم وراء أزمنة الهدير
سل ذكرياتي في الهوى ..
ودفاترالنسيان...
هل ما تزال الباب موصدة بآهاتي
تدفن فيك بوح مسامعي
عن أمسيات الفتح والغزوات...
عن عز لكاهنة المنافي...
عن سبايا ما وطأن طهارتي ،
شغفا ترددن الربابة
واكتفينا نغمد الجرح المقدس
بالبكاء على الخرابْ
***
تذكري
يا شجرة النخل الرياح
وعانقي الغادين
لزنبقات في الخليل
تموت حرفا في أماسينا على شرف الرمادْ
كي تستفيقَ على الصهيلْ
والحرب لم تكمل رحاها في مدينتنا
فحرف الناي يحملني جوازا للخليلْ
سأدق باب الله
أحمل من حجارته مداد المنتهى في الذكرياتْ
يا اَللهْ
أنبئْ جهارا ً طيف ذاكرتي
أسقطْ جداراً كيْ أرى المدارْ
وأرى الوليد يطوف
يبحث عن وسادته وعن يده
التي كَتَبَتْ ...
ولم تكتبْ نشيد الاعتذارْ...
يا ذاكرهْ
أي المدائن أرسلتْ
رسمَ المرايا بالجراحْ
أي المدائن أنبتتْ
فوق الصدور كتابَها
كي نقرئ الأطفال مفتتح الطريق إلى النهارْ
أي المدائن أسمعت " برلين " لحن جدارها
أي المدائن قد خلا منها الجدارْ ؟
يا ماكرهْ
***
تتراقص الأضواء فوق عباءتي
تجلو كآبتها الرمال
وينتهي أثر الكواكب في المساء
أفما تزال عهود نخلتنا على رطب الفرات:
أنام تغزلني يدي..
أصحو وتعصرني يدي..
أقسو وتقتلني يدي..
أشكو دمي شغفا فيحييني
الجدارْ...

إدريس زايدي