المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إجازة أو تحريم إفطار اللاعبين في رمضان



نعمان عبد الغني
29/08/2009, 01:20 PM
إجازة أو تحريم إفطار اللاعبين في رمضان
بقلم الأستاذ: نعمان عبد الغني
namanea@yahoo.fr
أثارت الفتوى الصادرة عن دار الإفتاء المصرية بإباحة إفطار لاعبي كرة القدم المحترفين غضب جبهة علماء الأزهر التي اعتبرت الأمر تمييعا، مؤكدة على أن "التمييع هو أخطر ما يعانيه ديننا الآن، وهذا التمييع هو افتك الأسلحة التي يحارب بها اليوم وان رأس مال المسلم دينه"، كما جاء بالحرف في بيان الجبهة الذي صدر عنها.
تجدر الإشارة إلى أن دار الإفتاء أصدرت قبل أيام فتوى تجيز إفطار لاعبي كرة القدم الذين يلعبون مباراة مهمة في شهر رمضان، لكن مع بعض التحفظات معتبرة لاعب كرة القدم أجيرا لدى ناديه، سيما إذا كان ذلك مصدر دخله الوحيد، ومستندة في فتواها إلى كون فقهاء مثل الشيخ ابن حجر الهيتمي الشافعي، أباحوا الفطر للأجير أو صاحب المهنة الشاقة، إلا في حالة ما إذا كان الأجير مكتفيا أو كان عمله بالليل.
وكان الدافع لإصدار الفتوى، مباراة كرة القدم التي ستجمع يوم الخامس من أيلول بعد منتصف النهار، الفريق الوطني المصري ونظيره الرواندي. وقد أدلى سمير زاهر، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم بتصريح مفاده أن الجهاز الفني لن يجبر لاعبيه على الإفطار أثناء هذه المباراة المنتظرة، مضيفا: "رغم أن المباراة ستقام الثالثة ظهرا في رواندا ونتيجتها لا تقبل القسمة على اثنين، لكن لدينا ثقة في لاعبينا وأنفسنا على الأداء الجيد".
نفس الجدل يسود الجزائر بالرغم من أنه لم تصدر أي فتوى بالصدد بعد، إلا أن المدربين يأملون بفتوى تصدر عن الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. ولا يقتصر الأمر هنا على كرة القدم فقط، بل يشمل كل الرياضيين.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يثار فيها مثل هذا الجدل في الجزائر، بل بلغ ذروته في الماضي أيام البطولات الدولية في كرة القدم في العامي 1982 و1986. وقد صرح أحد لاعبي كرة القدم آنذاك أن " معظم لاعبي المنتخب في مونديال 1986أفطروا، ليس فقط في أيام المباريات، بل أيضا طيلة تواجد المنتخب في المكسيك التي كانت تستضيف البطولة بعد نقاش طويل استنادا إلى فتوى من الشيخ المصري الراحل محمد الغزالي".
وليس نفس هذا الجدل في الجزائر ومصر أقل في المغرب، حيث اختلف العلماء في إباحة أو عدم إباحة إفطار لاعبي المنتخب المغربي لكرة القدم، أثناء المباراة التي ستجمعهم يوم السادس من أيلول بالفريق التو غولي في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأسي العالم وكاس إفريقيا. هناك من العلماء المغاربة من يبيح الإفطار في هذه الحالة نظرا لأن اللاعبين المغاربة يعتبرون في عداد المسافرين، إلا أنه هناك بالمقابل من يرفض الإباحة تماما باعتبار أن كرة القدم لا تعد إلا لعبا في النهاية ليس إلا، كما يؤكد على ذلك أكبر علماء المالكية في المغرب الشيخ محمد التاويل.
و يؤكد هشام رمرم، الصحفي الرياضي المغربي بصحيفة "الجريدة الأولى" في حديث لإذاعة هولندا العالمية بأنه للجدل الحالي في المغرب سوابق شتى، فقد طرحت المسالة أكثر من مرة لكن دائما حين يكون اللاعب على سفر. مضيفا أنه " سبق أن طرح المشكل بحدة حين شارك فريق الرجاء البيضاوي في أول بطولة عالمية للأندية في العام 2000 التي أقيمت في البرازيل، وقد احتد لدرجة أن واحدا من أفراد الطاقم منع من السفر لأنه رفض الإفطار، فقد كانت البطولة تصادف شهر رمضان بطبيعة الحال" و يرفض كثير من لاعبي كرة القدم المسلمين الإفطار في رمضان مهما اختلفت الأسباب والدوافع، ويصرون على الصيام تحت وهج الشمس الإفريقية الحارقة في شهر أيلول المقبل. بل أن اللاعبين المسلمين الذين يلعبون بأندية أوروبية يرفضون أيضا الإذعان لمدربيهم من أجل الإفطار، ويصرون على الصيام مفضلين في هذه الحالة اللعب في الاحتياط. وتجدر الإشارة إلى أن نادي برشلونة الأسباني وفر للاعبيهم المسلمين الذين رفضوا الإفطار، جدولا غذائيا خاصا وضعه فريق طبي، يخفف عنهم من وطأة الصيام أثناء اللعب.
اختلفت الآراء حول جواز حصول لاعبي كرة القدم - وخاصة المحترفين منهم في الملاعب الأوروبية - على رخصة دينية للإفطار، وتعويض الصيام في أيام أخرى، نظراً لارتباطهم بمباريات وتدريبات تتطلب استعداداً بدنياً وذهنياً كاملاً حتى يحافظوا على مراكزهم في التشكيلة الأساسية مع فرقهم، وبالتالي لا يتأثر مستقبلهم الكروي الذي أصبح وسيلة لكسب الرزق في زمن تحولت فيه "الساحرة المستديرة" لصناعة كبيرة تجني أموالاً طائلة، وليست مجرد لهو وتضييع وقت.وعلى الرغم من أن إثارة هذه القضية ليس بالغريب على الجماهير العربية بعد تزايد أعداد المحترفين العرب في المسابقات الأوروبية الكبرى مثل "الإنجليزية والألمانية والإيطالية والإسبانية"؛ إلا أن الوضع اختلف بدرجة كبيرة، خاصة وأن رمضان جاء هذا العام في فصل الصيف، أي أن اللاعب سيكون مضطراً لخوض التدريبات وسط ارتفاع درجات الحرارة، دون أن يكون قادراً على تعويض ما خسره من أملاح ومياه بسبب المجهود البدني.
وهذا ما جعل أكثر من محترف يعترف بعدم صيامه في أوقات المباريات والتدريبات، بعدما كان السائد هو الخروج بتصريحات تظهر التعرض لضغوط من قبل المدربين لإفطار رمضان، وإلا سيفقدون فرصهم في اللعب كأساسيين مع فرقهم.
فيما اتخذ بعض المحترفين مواقف معاكسة تظهر تمسكهم بالصيام، وعلى سبيل المثال المالي فريدريك كانوتي الذي صرح لموقع "جول" العالمي أنه يشكر الله سبحانه وتعالى على أنه يستطيع الصيام رغم الجو الحار، مؤكداً أن هنالك لاعبين مسلمين لا يعرفهم الناس في انجلترا وإسبانيا وفرنسا، لكن صومهم في رمضان، والتزامهم بالدين شيء لا يتحدثون عنهم.
وأضاف كانوتي أنه في بعض الأوقات يكون الصيام شاقّا بسبب حرارة الجو في جنوب إسبانيا، ولكنه يحمد الله الذي يعينه على الصيام.
وفي نفس الاتجاه أكد الجزائري كريم زياني - لاعب وسط فولفسبورج الألماني - أن شهر رمضان سيزيد من عزيمة الخضر نحو التأهل للمونديال، مشيرا إلى أنه من الصعب ممارسة كرة القدم في رمضان؛ إلا أنه شخصياً لا يتأثر بشهر الصيام، ويتمنى أن يكون هذا الشهر الفاضل مباركاً على الخضر.
وعن شهر رمضان، قال مجيد بوقرة - نجم جلاسكو رينجرز الاسكتلندي - أيضاً: "أحب رمضان.. وقد شكل صيامي في رمضان ولعبي في أثناءه دوراً كبيراً في تقدم أدائي، مما كان بمثابة مفاجأة للكثيرين في رينجرز".
كما رفض الجهاز الفني لمنتخب مصر فكرة إفطار لاعبيه أثناء تواجدهم في العاصمة الرواندية كيجالي لخوض المباراة الهامة أمام أصحاب الأرض في تصفيات كأس العالم، خاصة وأن اللقاء سيقام في نهار رمضان يوم 5 سبتمبر/أيلول، لأن الجانب الروحاني بالتأكيد سيلعب دوراً كبيراً في زيادة عزيمة اللاعبين لتحقيق الفوز.
على جانب آخر أكد عدد كبير من لاعبي المنتخب المصري ـ والذي يطلق عليه لقب منتخب الساجدين ـ أنهم لن يفطروا في نهار رمضان المبارك أثناء تأديتهم لمباراة مصر ورواندا في العاصمة الرواندية كيجالي والتي ستقام يوم السبت الخامس من شهر أيلول القادم
وتزامن إصدار الفتوى مع انتقادات حادة وجهها رئيس الجاليات والمنظمات الإسلامية في إيطاليا محمد نور داشان لمدرب انتر ميلان الايطالي جوزيه مورينو على خلفية تصريحات الأخير حول شهر رمضان والتي أدلى بها.
وكان مورينو أخرج لاعب وسطه فريقه الغاني سولي علي مونتا ري بعد نصف ساعة من انطلاق المباراة ضد باري (1-1) في الدوري المحلي بسبب أدائه الضعيف. معتبراً أن مونتا ري أدى بشكل سيئ لأن جسده كان يفتقر إلى الطاقة بسبب صيامه.
ويرى داشان أن مورينو فهم مسألة الصيام خطأ، وقال "اعتقد أن على مورينو أن يقلل من الكلام. إن اللاعب المسلم الذي يصوم لا يضعف نتيجة لذلك، ونحن نعلم من معهد الطب الرياضي أن الاستقرار العقلي والنفسي يمكن أن يعطي الرياضي دافعاً إضافيا على أرض الملعب".
وأضاف داشان "أن اللاعب المؤمن سواء كان مسيحياً أو يهودياً أو مسلماً هو أكثر راحة نفسياً، وهذا يحسّن أداءه".
وفي إسبانيا قرر اللاعبون المسلمون في نادي ريال مدريد، وصيف الدوري الإسباني لكرة القدم، عدم الصوم خلال شهر رمضان بعد تحذيرات الجهاز الطبي للفريق.
وأعلن كل من الثنائي الفرنسي كريم بنزيمة ولاسانا ديارا، والمالي ومامادو ديارا أنهم لن يصوموا الشهر تبعاً لتعليمات الفريق.
ونقلت صحيفة "آس" الإسبانية الخميس 27-8-20009، عن بنزيمة قوله إنه سيعوض أيام رمضان بعد اعتزاله اللعب، على حد قوله.
كما قرر ماما دو ديارا، المعروف عنه الالتزام الديني، عدم الصوم لأنه مضطر للخضوع لتدريبات شاقة بعد الإصابة التي تعرض لها وأبعدته عن الملاعب 9 أشهر.
من جانبه، قال لاسانا ديارا إنه يدين بالإسلام، ولكنه لا يمارس شعيرة الصوم خلال شهر رمضان.
وفي تبيان لحكم الشرع بشأن هذا الجدل، قال الدكتور محمد البنا، المسئول عن قسم الاستشارات بقناة "أنا" الفضائية الاستشارية لـ"إسلام أون لاين": "إن الصوم واجب على كل مسلم بالغ عاقل مكلف، لا يُستثنى من ذلك أحد إلا أصحاب الأعذار المذكورة في القرآن الكريم، كالمريض والمسافر وذوات الحيض والنفاس، وألحق بهم الفقهاء الحامل والمرضع وكبار السن الذين لا يطيقون الصوم".
"أما بالنسبة للرياضيين -يواصل د. البنا- فلا يستثنون من ذلك إلا إذا كانوا على سفر، وساعتها يكون الإفطار لعلة السفر وليس لعلة اللعب أو المجهود المبذول في اللعب، ما دام هذا الجهد ليس مهلكا للصحة؛ فهذه (لعب المباريات) هي مهنته، وأصحاب المهام الشاقة لم يستثنهم الفقهاء من الصوم إلا إذا مرض أحدهم فيلحق بالمريض أو سافر فيلحق بالمسافر أو كادت نفسه تهلك فيجوز له الإفطار بشهادة طبية". وبالتالي رأى د. البنا أنه "لا يجوز للاعبين أن يفطروا في نهار رمضان إلا بعذر مما تقره الشريعة"

محرز شلبي
29/08/2009, 01:32 PM
هذا تطاول على دين الله ..
هل الله سبحانه وتعالى يوم القيامة سيحاسب اللا عبين عن اخفاقهم في تحقيق اهداف كروية اذا صاموا؟
لاحول ولاقوة الا بالله