المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من يوقف حرب الإبادة الصينية ضد مسلمي تركستان الشرقية؟



دكتور عبد الجليل طاش
29/08/2009, 11:51 PM
من يوقف حرب الإبادة الصينية ضد مسلمي تركستان الشرقية؟
بقلم: أحمد أبوزيد* ‬
مازال حديثنا مستمرا حول مأساة المسلمين في تركستان الشرقية، والتي اندلعت فيها الاضطرابات في الفترة الأخيرة،*بسبب الاضطهاد الصيني وسياسة القمع والابادة والتطهير العرقي الذي يستهدف ضرب الهوية الإسلامية وتذويب المسلمين في الثقافة الصيني. فقد مارست السلطات الصينية الشيوعية خطة شاملة لضرب الهوية الإسلامية في تركستان،* ‬فأصدرت مراسيم قررت فيها منع الأطفال من التعليم الديني قبل أن يبلغوا 18عاما من العمر،‬وأن يكون التعليم الديني بعد هذه السن في معاهد تشرف عليها السلطات الشيوعية،* ‬وتواصلت الحملات الأيدلوجية علي هذا المنوال،وكان الهدف من ذلك هو تأهيل الموظفين الذين يستطيعون تطبيق سياسة تسخير الدين لأهداف الحزب الشيوعي. ففي عام‬1994م أصدرت الجبهة المتحدة في الحزب الشيوعي الصيني عدة قرارات تحارب جميع الأديان ونذكر منها ما يتعلق بمحاربة الدين الإسلامي وهي*:
1- يمنع تنظيم حلقات حفظ القرآن الكريم وتعليم أحكام الدين في المساجد والمنازل،‬وأن يتم ذلك فقط في المعاهد الإسلامية التي تفتح في المدن الرئيسية تحت إشراف السلطات الرسمية.
2‬- أن يكون التعليم الإسلامي مقتصرا علي الراشدين الذين تجاوزوا الثامنة عشرة من عمرهم.
3-يمنع ترميم المساجد وإصلاحها أو بناء الجديد منها إلا بإذن رسمي من السلطات الرسمية.
4- يمنع تدخل علماء الإسلام في الأحوال الشخصية الإسلامية،‬مثل عقود الزواج والطلاق والميراث وتحديد النسل.‬
5‬- تسخير المفاهيم الإسلامية في ترويج النظام الشيوعي وتأييد ممارسة السلطات الصينية لأعمالها،*ويمنع الإشارة إلي أي مفهوم ديني ينتقد الفكر الماركسي الماوي الشيوعي الصيني.
6‬- يمنع اتصال الهيئات الدينية ورجالها بالمؤسسات الإسلامية وشخصياتها في خارج الصين،‬كما يمنع تلقي المساعدات منهم دون تصريح حكومي ويمنع السماح لأي عالم أو إمام أجنبي أن يؤم المسلمين أو أن يخطب فيهم في المساجد*.
7- يحظر علي*غير الإمام الرسمي الإمامة والخطابة كما تمنع الصلاة أو الوعظ في‬غير المساجد التي تفتح بإذن السلطات الرسمية وتحت إشرافها. ومن يخالف هذه التعليمات يتعرض لأشد الأحكام فظاظة مثل السجن المؤبد مع الأعمال الشاقة لفترات تتراوح بين خمسة أعوام و20عاما،‬وهناك مئات المعتقلين مازالوا يقيمون في السجون الصينية لمخالفتهم هذه القرارات. وليست سياسة التجهيل الديني والثقافي المتبعة ضدهم من قبل السلطات الرسمية أخطر ما يواجه المسلمين في تركستان الشرقية،‬وإنما يواجهون أخطاراً‬أخري تهدد وجودهم علي أرض أجدادهم،‬ويتمثل ذلك في إجراء التجارب النووية الصينية علي أرضهم منذ الستينيات إذ يقع أكبر موقع في العالم اليوم لتجارب الصواريخ والقنابل النووية قرب بحيرة"‬لوب نور*" في صحراء"‬تكلاماكان "في إقليم تركستان الشرقية "سيكيانغ"،*وفي هذا الموقع فجرت الصين أولي قنابلها الذرية في الجو خلال نوفمبر1964، ‬وواصلت الحكومة الصينية إجراء تجاربها في هذا الموقع من ذلك التاريخ،‬وكان آخرها التفجير الذي نفذته في أكتوبر عام‬1993*.‬وتقول تقارير الأمم المتحدة أن حوالي مليون شخص علي طرق الحدود الصينية الروسية كانوا ضحايا هذه التجارب،*حيث سقط المئات من الأطفال في تركستان الشرقية ضحية مرض‬غريب من أعراضه آلام الأذنين وآلام في الرأس وإماء وتعتقد بعض الجهات الطبية في الأمم المتحدة أن هؤلاء الأطفال تأثروا بالتجارب النووية. ونتج عن هذه الحملات هجرة الآلاف من المسلمين إلي بلدان آسيا والشرق الأوسط. وقد مرت السيطرة الشيوعية علي تركستان بثلاث فترات هي:
1-فترة البناء الشيوعي والسيطرة الشيوعية الصينية من1949-1965م،‬وتم في هذه الفترة: القضاء علي الزعماء الوطنيين والعلماء المسلمين، وتطبيق النظام الشيوعي بمصادرة الأملاك والأوقاف واعتقال الأثرياء وتكوين المليشيات الشعبية من اللصوص والمنحرفين، وبسط السيطرة الصينية علي تركستان الشرقية بتكثيف الموظفين الصينيين في الإدارات والمراكز الحكومية وتنفيذ خطة الاستيطان الصيني البوذي وفرض التصيين الثقافي والتعليمي.
2ـ فترة الثورة الثقافية من‬1966‬ـ‬1975م،‬حيث عمل الصينيون علي القضاء علي التعاليم الإسلامية والحضارة التركية والمعالم الوطنية لتركستان،‬وأغلقت جميع المساجد واستعملت لغير أغراضها،‬وانتهكت الحرمات ومنع المسلمون من ممارسة شعائر دينهم،‬وصودرت جميع الكتب الإسلامية، وأجبر المسلمون علي تعاليم ماوتسي تونج وعلي الزواج المختلط بين المسلمين والبوذيين،‬وشهدت هذه الفترة تدمير ما بقي من مؤسسات ثقافية أو تعليمية أو دينية،‬وكان الهدف هو قطع المسلمين عن دينهم وعقيدتهم وأصالتهم وتراثهم الديني والقومي.
3-‬الفترة المعاصرة من‬1976ـ ‬إلي الآن،‬وتميزت بتحول الشيوعيين الصينيين من تطبيق سياسة الإرهاب المكشوف إلي ممارسة تطبيق الشيوعية العلمية والتصيين الثقافي، بعد أن نجحت السياسة السابقة في بث الرعب في نفوس التركستانيين،‬والتخلص من القوي الإسلامية والوطنية وسيطرة الصينيين علي مقدرات البلاد، وتمكنهم من توطين أكثر من خمسة ملايين صيني بوذي في تركستان الشرقية.
المصدر/ جريدة الوفد
29/7/2009‬