المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المارد الإسلامي بدأ يتملمــل وأطرافه فـــــي الصيـــن بدأت تتحرك



دكتور عبد الجليل طاش
29/08/2009, 11:58 PM
المارد الإسلامي بدأ يتملمــل وأطرافه فـــــي الصيـــن بدأت تتحرك مذبحة صينية ضــد المسلـمين في تركستان الشرقية
اغلاق للمساجد ومنع للصلاة واجبار للمسلمات على الزواج من غير المسلمين
السلطات الصينية تسمح للصينيين باستخدام السلاح الابيض لذبح المسلمين

اللواء كتب المحرر السياسي
كان لافتا ومؤسفا في الوقت نفسه ان تتجاهل قمة قادة مجموعة الدول الثماني الكبرى في بيانها الختامي الاسبوع الماضي ادانة القمع الدموي في مدينة أورمتشي عاصمة اقليم تركستان الشرقيه غرب الصين الذي مارسته القوات الصينيه ضد الشعب الأويغوري المسلم الناطق بالتركيه والذي يقاسي و يعاني دون ان يسمع بمعاناته الاخرون. حيث اسفر القمع الوحشي عن مقتل اكثر من مئة وستين شخصا بحسب البيانات الرسميه وهناك أرقام تتحدث عن اكثر من 500 قتيل؛ واصابة نحو الف بجروح واعتقال الالاف الذين سيقدم معظهم الى المحاكمة وتتهدهم احكام الاعدام بحسب تصريحات القادة الصينيين
وجاء تجاهل قادة دول حقوق الانسان الغربيين في قمتهم في لاكويلا الايطاليه المذبحه الدمويه والانتهاكات المرعبة لحقوق الانسان المسلم في تركستان الشرقيه ، بينما سارع هؤلاء القاده في بيانهم الى توجيه اقسى عبارات الادانه الى الجمهورية الاسلاميه الايرانيه بسبب مشاحنات بين انصار مرشحي الرئاسه اسفرت عن مقتل سبعة اشخاص وهي المشاحنات التي اججها الغربيون انفسهم على امل ان تتحول الى فتنة داخلية تفضي الى الخلاص من احمدي نجاد والنظام الاسلامي في طهران
اذهب و صل في بيتك
ولم تكتف السلطات الصينيه بما ارتكبته قواتها القمععيه بل اقدمت على اجراء لم تشهد مثيله اي دوله متحضرة في العالم عندما اقفلت المساجد في الاقليم ومنعت المصلين من اداء شعائرهم الدينيه وطلبت منهم ان يصلوا في بيوتهم ، وقال الاويغوري تورسون إمام مسجد خنتاغري احد أقدم مساجد اورومتشي الذي انتشر أمامه مئة شرطي يحملون بنادق هجومية وهراوات إن الحكومة قالت إنه لن تكون هناك صلاة . وأضاف لا يمكننا القيام بأي شيء لأن الحكومة تخشى أن يستغل السكان الصلاة في تصعيد التوتر مما يشكل خطرا على السلطات التي علقت لافتات صغيرة على أبواب المساجد الخمسة المغلقة تدعو المصلين للصلاة في منازلهم .
القادة يتوعدون
وتوعد القادة الصينيون خلال اجتماع عقد الخميس الماضي بمشاركة الرئيس هوجينتاو بانزال عقوبات شديدة بحق المسؤولين عن الاضطرابات التي كانت الأعنف في تشين جيانغ تركستان الشرقيه منذ عقود. وأعلن هو والأعضاء الثمانية الآخرون في اللجنة الدائمة في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني انه ينبغي إنزال عقوبة شديدة بالمحرضين والمدبرين لأحداث العنف.
وبالرغم من التأكيدات بان الوضع بات تحت السيطرة، إلا أن قوات الأمن ما زالت منتشرة بكثافة في المدينة البالغ عدد سكانها مليوني نسمة. حيث يحاول الجيش الصيني ان يسيطر علي المنطقة بكاملها، و ذكرت وكالات الأنباء العالمية ان المساجد في العاصمة اورومتشي مغلقة و مكتوب علي أبوابها اذهب و صل في بيتك
العنف المفرط
وقالت وكالت الانباء ان شرطة مكافحة الشغب استخدمت العنف المفرط لتفريق الآلاف من الأويغوريين الغاضبين فيما وقفت في أماكن أخرى مكتوفة الايدي بينما كانت الحشود المسلحة باسلحة بيضاء من قومية الهان المعاديه للايغور تلقي الحجارة على المساجد وتدمر متاجر ومطاعم تابعة للاويغوريين.
وفي مؤشر على مخاوف الحكومة بشأن الاضطرابات، نزل زعيم الحزب الشيوعي في المدينة لي جي إلى الشوارع لمناشدة المحتجين كي يعودوا إلى منازلهم. وتعهد لي جي خلال مؤتمر صحافي بإنزال أقصى العقوبات بالمسؤولين عن أعمال الشغب »الأكثر دموية في الصين منذ قيام الصين الجديدة العام 1949«، مشيرا الى ان منفذي أعمال الشغب «انتهكوا القوانين وألحقوا ضرراً بالمصالح الأساسية لجميع المجموعات الصينية العرقية». وأضاف انه تم قطع اتصالات الإنترنت في بعض مناطق أورمتشي من أجل منع الاضطرابات من التوسّع.
موقف تركي شريف
وبدت تركيا من بين كل الدول، ومنها الاسلامية، معنية اكثر من غيرها بالأحداث الدموية التي يتعرض لها سكان شين جيانغ(تركستان). فشعب هذه المنطقة ينتمون الى قومية الأويغور، وهم أجداد الأتراك والمنطقة التي انطلق منها الأتراك لينتشروا في آسيا في القرن الثامن للميلاد، وصولا الى الأناضول والبلقان. والأويغورية هي اللغة الأم لكل الأتراك. ومنطقة شين جيانغ معروفة في الأدبيات التركية باسم تركستان الشرقية.
ويرى محللون انه إذا كانت الأحداث الأخيرة في اورمتشي عاصمة الإقليم ليست جديدة، الا انها تميزت عن سابقاتها بأمرين: انها الأكثر دموية، وللمرة الاولى، تتخذ الصدامات الطابع العرقي الشعبي المباشر بين الاويغوريين والهان الصينيين، وليس فقط بين الاويغوريين والدولة.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد عبر عن قلقه من الوضع في شين جيانج( تركستان) وقال إن أبناء شعب الأويغور هم أشقاء للشعب التركي وإن أنقرة لن تقف موقف المتفرج حيال ما يحدث هناك. وذكر أردوغان في هذا الصدد بعضوية تركيا في مجلس الأمن وقال إنه على اتصال مع عدد من الزعماء الأوروبيين لإقناعهم بضرورة التحرك المشترك وإقناع بكين بضرورة وقف عملياتها الوحشية ضد شعب الأويغور الذي وصفه بأنه جسر الصداقة المتينة بين تركيا والصين.
ووصف رئيس الوزراء التركي ما يتعرض له المواطنون في منطقة شين جيانج (تركستان) بالوحشية والهمجية ودعا بكين لاحترام أبسط معايير حقوق الإنسان والكف عن سياسات التعسف ضد شعب الأويغور المسلم ، كما دعا منظمة المؤتمر الإسلامي للتحرك العاجل لحماية شعب الأويغور المسلم .
بكين ترفض
وقد رفضت الصين دعوة تركيا لمناقشة الوضع في مقاطعة شين جيانغ في مجلس الامن مؤكدة ان المسألة هي شأن داخلي.
وقال كين غانغ المتحدث باسم الخارجية الصينية للصحافيين ان «الحكومة الصينية اتخذت اجراءات حاسمة طبقا للقانون». واضاف «هذه مسألة صينية داخلية تماما، ولا يوجد سبب للسعي لمناقشتها في مجلس الامن».
من ناحية ثانيه اعلن اردوغان ان حكومته مستعدة لمنح تأشيرة دخول للمناضله الأويغوريه التي تعيش في المنفى ربيعة قدير التي تتهمها حكومة الصين بالوقوف وراء اعمال الشغب في تشين جيانغ.
ونددت الصحف التركية بـ المذبحة الصينية في إقليم شين جيانج ( تركستان) وعنونت صحيفة حرييت الواسعة الانتشار رصاصة في الرأس، مشيرة إلى أن معظم الضحايا خلال الاضطرابات قتلوا برصاص قوات الأمن ، ودانت الصحيفة المذبحة والاستخدام غير المتكافىء للقوة من قبل قوى الأمن ضد الأويغور، كما انتقدت صمت الأسرة الدولية حيال هذه الاضطرابات.
منظمة المؤتمر الاسلامي
من جانبهاأعربت منظمة المؤتمر الإسلامي عن بالغ قلقها إزاء الأحداث التي وقعت في شين جيانغ. ودعت المنظمة في بيان، »الحكومة الصينية إلى الإسراع في إجراء تحقيق ميداني بشأن هذه الأحداث الخطيرة واتخاذ جميع التدابير الممكنة للحيلولة دون تكرارها«، مبدية "استعدادها لتقديم المساعدة والتشاور مع الحكومة الصينية حول الجهود التي يتعين بذلها من أجل إيجاد مناخ قوامه السلم والاستقرار في الإقليم".

تركستان الشرقية
تقع تركستان الشرقيةغرب الصين في أواسط آسيا الوسطى وتحدها من الشمال جمهورية روسيا الاتحادية ومن الغرب الجمهوريات الإسلامية المستقلة عن الاتحاد السوفيتي السابقومن الجنوب باكستان وكشمير والتبت ومن الشرق الصين الشعبية ومن الشمال الشرقي منغوليا الشعبية، وهي بذلك تشكل مساحة وقائية من الأخطار الخارجية للصين. وتبلغ مساحتها 6,1 مليون كيلومتر مربع ، أي خمس مساحة الصين
اهمية الاقليم
وتوجد في تركستان الشرقية معظم الصواريخ النووية الباليستية -التي تمتلكها الصين، كما أن بها مخزونًا هائلاً من الثروات المعدنية، من الذهب والزنك واليورانيوم. وتشير بعض التقديرات إلى أن فيها احتياطيًا ضخمًا من مخزون البترول. علاوة على هذا، تعتبر تركستان الشرقية الواصلة التي تنقل الثروات النفطية من جمهوريات آسيا الوسطى المسلمة إلى الصين. وحسب الإحصائيات الصينية فإن تعداد السكان بها هو 9 مليون نسمة تقريبًا، إلا أن هناك جهات مستقلة قدرت تعدادهم بحوالي 25 إلى 35 مليون نسمة، واللغة المستخدمة هي اللغة الأويغورية، وهي إحدى فروع اللغة التركية، لكنها تكتب بالحروف العربية.
دخول الاسلام الى المنطقة
دخل الإسلام هذه البلاد في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان 86 هـ -705 م .ولا تزال بعض الآثار الإسلامية موجودة في شين جيانغ، مثل مسجد عيد كاه، وضريح ملك مملكة هامي من قومية هوي، وبرج سوقونغ، ويعمل غالبية الأويغور في الزراعة، ولهم خبرة خاصة في زراعة القطن، كما تمتاز مناطقهم بصناعة السجاد والحرير.
وكان المسلمون الأتراك في صراع دائم مع الصينيين، الذين شنوا عدة هجمات فاشلة على الإقليم. ولكن في عام 1759، نجحت العائلة الحاكمة الصينية الماتشو في احتلال هذا الإقليم، ثم استرده الأتراك.. وظل الإقليم مستقلاً لفترة قصيرة، إلى أن نجحت العائلة الصينية نفسها في احتلاله مجددًا بمساعدة البريطانيين في عام 1876م. ومنذ ذلك الوقت والإقليم خاضع بالكامل للصين، التي عمدت إلى تغيير اسم تركستان الشرقية إلى سين جيانج ، ومعناها: الجبهة الجديدة .
ضرب الإقليم بيد من حديد
وبعد الحرب اليابانية - الصينية في منتصف القرن العشرين، نشأت جمهورية تركستان الشرقية كجمهورية إسلامية في شمال الصين، ولكنها لم تستمر طويلاً، حيث قام ماوتسي تونج الزعيم الصيني المعروف بفرض سيطرته على المنطقة كلها في عام 1949م، وإن كان قد أعطى الإقليم - بعد تغيير اسمه - صفة إقليم متمتع بالحكم الذاتي ثقافيًّا وإثنيًّا ودينيًّا ولغويًّا، إلا أنه من الناحية التطبيقية حدث العكس تمامًا، وقامت الحكومة الصينية بضرب الإقليم بيد من حديد.

مسلمات للسخرة ومسلمون للفرجة
وتم ترحيل 240 ألفًا من مسلمات الأويغور عنوة إلى المصانع في شرق الصين للعمل بالسخرة وإجبارهن على الزواج من غير المسلمين. كما قالت الناشطة الحقوقية المسلمة من اقليم الأويغور
وقالت ربيعة قادر ـ التي رشحت لجائزة نوبل للسلام عام 2006 ـ أمام الكونجرس الأمريكي: إن الفتيات اللائي يجري نقلهن تحت ستار فرص التوظيف غير متزوجات وتتراوح أعمارهن بين 16 عامًا و25 عامًا.
وأكدت ربيعة أن هؤلاء الفتيات يلاقين معاملة قاسية؛ إذ يعملن 12 ساعة يوميًا، وغالبًا ما تحجب عنهن أجورهن شهورًا، ووصفت النساء بأنهن عاملات سخرة رخيصة وبغايا محتملات . وقالت: إن كثيرين من الأويغور في سين جيانج يعتبرون هذا من أكثر السياسات إذلالاً حتى الآن من جانب السلطات الصينية. وأضافت أن الكثيرين يشتبهون في أن السياسة الحكومية تهدف إلى حملهن على الزواج من أبناء أغلبية الهان الصينية من غير المسلمين في مدن الصين وتوطين الهان في أراضي الأويغور التقليدية لتغيير التركيبة السكانية، والهويه الإسلامية أمام المد الشيوعي الذي يغذيه مشروع حكومي جار منذ عشرات السنين وقد اصبح الهانيين يسيطرون على كافة الوظائف الرئيسة والنشاط السياسي للإقليم
نحن مثل الهنود الحمر
يقول أحد مسلمي الأويغور وهو مدرس: نشعر أننا غرباء في بلادنا.. نحن مثل الهنود الحمر في الولايات المتحدة . إنهم يحاولون تدمير التوازن الديموجرافي باستقدام صينيين لمنطقتنا.. يريدون لجنسنا أن يختفي من الوجود، إنهم يجففون منابع جذورنا، يريدوننا عبيدًا لهم ، بحسب تعبير قطب، أحد تجار القماش في سوق العاصمة أورومتشي. ونتيجة لهذه السياسات الحكومية، ارتفعت نسبة الهان من 7 إلى أكثر من 40، حسب إحصاءات رسمية.
وبمساعدة الحكومة، صار أتباع هان هم المسيطرون على غالبية المصانع والشركات، ولا يقبلون عمالة بها من غيرهم؛ مما اضطر الأويغوريين إلى امتهان أعمال متدنية مثل الخدمة في المنازل. وأصبح الأويغوريون مواطنين من الدرجة الثانية، فهم ممنوعون حتى من مجرد تمثيل هامشي في الهيئات الحكومية، كما لا يُسمح لهم باستخدام لغتهم في المدارس.
المارد الإسلامي بدأ يتململ
ويرى دبلوماسي عربي في بكين انه مهما يكن من أمر ما يحدث للقومية الأويغوريه المسلمه فإن حلم الحرية والخلاص من الحكم الشيوعي لن يموت في نفوس مسلمي الأويغور سواء بالزمن أو بالمذابح، فالأويغور هم ضحايا ذلك المد بجانب نسيانهم من قبل مسلمي العالم.
وقال ان الحلم بالحرية للمستضعف يكتسب قوته بمرور الزمن. وتمنحه الدماء شرعية أكبر. تُصنع منه عقيدة "الحق التاريخي" الذي تتوارثه الأجيال مع ملامح الوجوه والصفات الشخصية واللغة والدين.
واكد إن الإحساس بالظلم والاضطهاد يتراكم في النفوس حتى يتحول إلى حلم بالخلاص، وكل يوم يزداد فيه الظلم على المسلمين، يقربهم من اللحظة التي يخلعون عنهم لباس الغفلة، ويتطلعون فيه إلى الحرية. وربما يكون هذا هو ما دعا أوباما ليقوم بحملة علاقات عامة ليطفأ هذا الإحساس في نفوس المسلمين، أشبه بمن يُرَبت على جسد رجل نائم حتى لا يستيقظ ويظل يغط في نومه العميق، لكن ما من شك أن المارد الإسلامي بدأ يتململ، وأن أطرافه في الصين بدأت تتحر

المصدر/ جريدة اللواء

2009-07-14