المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النظام الصيني: أنت تقاوم إذن أنت إرهابي!!



دكتور عبد الجليل طاش
29/08/2009, 11:59 PM
النظام الصيني: أنت تقاوم إذن أنت إرهابي!!

توختي آخون أركين
06/06/2004
هذه الممارسات الجائرة لا شك أنها تثير امتعاضا وسخطا في أي مجتمع إنساني، مهما تدنى تخلفه الحضاري أو فقد مشاعره وأحاسيسه.. فهو لن يفرح بالموت والإبادة والقتل، فهل يستطيع شعب تركستان الشرقية المسلم أن يدافع عن نفسه؟! أو أن يعرب عن آلامه وأحزانه وهمومه؟! بالطبع لا!! فالكل يعرف الدبابات التي سحقت المتظاهرين في ميدان تيان مين في بكين في ربيع عام 1988، إذا لم يكن يعرف ما حدث للمتظاهرين في مدينة غولجة في اليوم السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1417هـ (1997)، هذه هي ديمقراطية النظام الشيوعي الصيني! إن السلطات الصينية تريد إبادة الشعب التركستاني بصمت، ولا تريد من الضحية أن يتألم.. وإذا تألم فهو إرهابي.
هكذا وصفت الأجهزة الصينية التركستانيين الرافضين لإبادتهم بالإرهابيين، وانتهزت دعوة الولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ذريعة لاعتقال وقتل التركستانيين الرافضين للإبادة. وقد سبق أن أشارت الصحف الصينية نفسها بأن ما تدعيه الصين بمحاربة الإرهاب إنما هو تبرير لسياستها الجائرة، حيث ذكرت جريدة أخبار جنوب الصين الصباحية South China Morning Post في عددها الصادر بتاريخ 2-9-1998: "إن الصين تتخذ هذه الذرائع لتبرير قمع المناشط الدينية للأفراد والجماعات في مقاطعة شنجانغ".

كشف المستور

كما كشفت الهيئات الأمريكية والأوربية والباحثون المتخصصون بالدراسات الصينية هذه الفرية المفضوحة التي وصمت التركستانيين الرافضين بالإرهابيين، ومن ذلك ما يلي:
1- مراقب حقوق الإنسان Human Rights Watch ذكر في نشرة له بتاريخ 17 أكتوبر 2001: إن الدعم القوي الذي تقدمه الصين لواشنطن في حربها ضد الإرهاب، إنما هو محاولة منها لكسب الدعم العالمي، أو على الأقل السكوت عما تمارسها ضد الأقلية الإيغورية في مقاطعة شنجانغ.
2- منظمة العفو الدولية بتاريخ 19 ديسمبر 2003 قالت: إن الحكومة الصينية لا تفرق بين المقاومة المسلحة والمطالبة السلمية بحق حرية العبادة والاجتماع والتعبير، فهي تعتبر أية مطالبة بحكم ذاتي أوسع أو استقلال حركة انفصال عرقية، وتصف النشاط السلمي للمعارضين بالإرهاب، طلبا لدعم دولي لقمع كل أشكال المعارضة.
3- كتب فيليب فان Philip P.Pan في جريدة واشنطن بوست بتاريخ 15 يوليه 2002 مقالا بعنوان: "في غرب الصين المقاومة العرقية تصبح إرهابا". فبعد أحداث 11 سبتمبر 2001 مباشرة، بدأت الصين تنشر معلومات كثيرة عن الحركات الانفصالية في مقاطعة شنجانغ، وذلك كي تظهر أنها شريكة لأمريكا في حربها ضد الإرهاب، وحتى تبرر حربها لقمع المعارضة الإيغورية.
4- الدكتور جون إيسبسيتو John Espisito مدير مركز التفاهم الإسلامي - المسيحي في جامعة جورج تاون قال: "من المفيد لحكومة الصين أن ترمي اللوم على الأجانب، وليس على الأحداث الداخلية؛ فالمشاكل الداخلية تفاقمت من الاستياء الناجم من تدفق المهاجرين الصينيين إلى البلاد وتخلف الإيغور، وحرمانهم من ثروات بلادهم". كما جاء ذلك في مقال لمراسل نشرة أ.ب .س الإخبارية ABCNEWS بار سيتز Barr Seitz بعنوان: "الصين تسحق الإسلام"، عدد فيها الكاتب الأحداث التي أدت إلى انتفاضة الإيغور.
5- الجنرال الأمريكي فرانسيس تايلر Francic Taylor المنسق الأمريكي لمحاربة الإرهاب الذي زار الصين، في تصريح له من بكين بتاريخ 6-12-2001 قال: "لم تصنف الولايات المتحدة الأمريكية منظمات التحرير لتركستان الشرقية بالإرهاب؛ فالقضايا الاقتصادية والاجتماعية ليس من الضرورة أن توصف مقاومتها بالإرهاب، ولا بد أن تعالج سياسيا".
6- المفوضية الدولية لحقوق الإنسان السيدة ماري روبنسون في تصريح لها في بكين بتاريخ 8 نوفمبر 2001 حذرت الصين من استخدام الحملة الأمريكية لمحاربة الإرهاب ذريعة لقمع الأقليات العرقية، وأبدت عن مخاوفها بخاصة على الإيغور، وقالت: "إن من الصعب الموازنة بين محاربة الإرهاب وممارسة سياسة التمييز العنصري؛ لأن الإرهاب نفسه لم يعرف بعد".
7- الباحث الصيني جين -بينغ جونغ Chien-Peng Chung كتب بعنوان: "حرب الصين على الإرهاب" في مجلة فورين أفاريز Foreign Affairs الأمريكية في عددها الصادر في شهري يوليه/أغسطس 2002، يقول: "في الواقع أن عنف الانفصاليين في شنجانغ (تركستان الشرقية) ليس جديدا، ولا تحركه القوى الخارجية... وما تحتاج إليه بكين هي أن تعترف أن سياستها نفسها هي سبب استياء الإيغور، وبدلا أن تستعمل القوة والقمع التي تؤزم المشكلة، على حكومة الصين أن تعالج الظروف التي تغذي مشاعر الانفصاليين".
8- أما الكاتب المسلم الأستاذ فهمي هويدي، فقد كتب في مجلة "المجلة" العدد 1144 بتاريخ 13 و19-1- 2002 بعنوان "أحلام ألأقليات المسلمة ضمن ضحايا سبتمبر": حين شنت سلطات بكين حملة القمع ضدهم وصفتهم في البداية بالانفصاليين، وحين أصبحت كلمة الإرهاب لاحقا صفة يتم بها الاغتيال المعنوي للفرد والجماعة، وتسوغ السحق والاغتيال، فأطلق الصينيون على الناشطين التركستانيين وصف "الإرهابيين".

تفاقم التهديد الشيوعي

وقد تمادى الصينيون في ممارساتهم الجائرة ضد المسلمين الإيغور، مستغلين الظروف الدولية التي أثارتها الصهيونية المسيحية ضد الإسلام والمسلمين، وشغلت أحداثها العالم الحر عن متابعة ما يحدث لهم. وقد كثفت السلطات الصينية من محاربتها للإسلام في تركستان الشرقية بصفة خاصة؛ لأنها تميز المسلمين الصينيين الذين يتمتعون بحرية دينية أكبر عن إخوانهم التركستانيين في مقاطعة شنجانغ، وطبقت فيها مؤخرا الإجراءات، حيث تناولتها الهيئات والشخصيات العالمية الإسلامية بالتفصيل؛ ومن أهم ذلك النقاط التالية:
1- منع جميع منسوبي الأجهزة الحكومية والحزبية الشيوعية الصينية من ممارسة أي نشاط ديني؛ فالقانون يحرم على من ينتسب إلى الحزب الشيوعي أو إلى الأجهزة الحكومية أن يؤمن بالإله أو بالآخرة أو يمارس شعائر دينية؛ لأن هذا يعتبر مخالفة صريحة بالمبادئ المادية والشيوعية والاشتراكية (التوضيحات الخاصة بقضايا الدين والقومية في القانون = ميلله ت دين مه سليلري وه ئونكغا ئائت قانون- نيزام بيلملري ئوقوشلوقي - ئورومجي 1997، ص 133).
2- منع الشباب الإسلامي، ممن دون السن القانوني 18 عاما، من التعليم الديني بأي شكل من الأشكال، ومعاقبة الدارس والمدرس بالاعتقال والجزاءات المالية (التوضيحات الخاصة بقضايا الدين والقومية في القانون = ميلله ت دين مه سليلري وه ئونكغا ئائت قانون- نيزام بيلملري ئوقوشلوقي - ئورومجي 1997، ص151).
3- منع الشباب والنساء المسلمات من ارتياد المساجد والجوامع لأداء الصلاة والتعلم وحفظ القرآن الكريم، مع ملاحظة أن ذلك مسموح للمسلمين الصينيين في غير تركستان الشرقية. فالسيدة "محببت" مثلا اعتقلت مع تلاميذاتها اللاتي يدرسن مبادئ الإسلام في مدينة خوتن في 10 ديسمبر2001، وعوقبت كل فتاة بمبلغ 300 يوان، والمعلمة بمبلغ 7000 يوان.
4- إجبار الشباب وطلاب المدارس والمعاهد على عدم الصوم في شهر رمضان المبارك، بتقديم الوجبات الغذائية لهم خلال النهار، ومن ثم طرد وتغريم وحبس من يثبت صيامه، وحرمانه من العمل أو الدراسة. كما فرض على الفلاحين الذين يضبط عليهم صيام مبلغ 30 يوانا؛ فإذا لم يتمكن من الدفع يجبر على العمل في معسكرات السخرة لمدة شهر.
5- هدم المساجد المجاورة للمدارس خشية من تردد الطلاب أو المدرسين إليها، أو الالتقاء بمن يصلون فيها، فيحتكون بهم وتنتقل عدوى الصلاح والإيمان إليهم. فمثلا في 5-4-2002 أغلقت السلطات الصينية ثلاثة مساجد لقربها من المدارس في بلدة ينكي باغ في محافظة خوتن. وفي بلدة قراقاش بمحافظة خوتن أغلق مسجد دونغ، وتم تحويله إلى مصنع سجاد بتاريخ 9 أكتوبر 2001؛ وفي 15 أكتوبر 2001 أوردت وكالة الأنباء الدولية رويترز تصريحا لمسئول الشئون الدينية لمدينة خوتن، يبرر إغلاق المسجد لقربه من مدرسة يخشى على طلابها من التأثير السيئ عليهم.
6- منع التعليم الإسلامي في غير المعاهد الحكومية التي يلتحق بها الطلاب الذين تختارهم السلطات الشيوعية بعد التخرج من المدارس الثانوية، ومعاقبة كل عالم أو طالب يدرس العلوم الإسلامية أو يحفظ القرآن الكريم في مسجد أو في منزل. فقد أعلن جيانغ جين Jiang Jien (مساعد سكرتير الحزب الشيوعي) في اجتماع في كاشغر بتاريخ 4-3-2002: "هؤلاء الذين يدرسون -طلاب المدارس التعاليم الدينية- سيعاقبون عقابا شديدا، وإذا اشترك الطلاب في ممارسة الشعائر الدينية فسيعاقبون هم وأولياء أمورهم وأساتذتهم".
7- إلزام أئمة وخطباء المساجد بقراءة خطبة الجمعة من كتاب بعنوان: "الوعظ والتبليغ الجديد"، قامت بوضعه الهيئة الصينية للإشراف على الشئون الدينية الإسلامية برئاسة جين خونغشينغ، وطبع ونشر في بكين بتاريخ 1-7-2001، ولا يسمح لأي إمام كان أن يخرج عن نصوصه. وقد نشرت وكالة الأنباء الفرنسية من بكين خبرا بتاريخ 24-1-2002: أن 253 من الأئمة أنهوا دورات تأهيلية في السياسية الأيدلوجية في عام 2001، كما أجبروا على الالتحاق في دورات تأهيلية لمدة ساعتين بعد عصر كل يوم جمعة في بعض المناطق.
8- مصادرة الكتب الإسلامية الواردة من البلدان الإسلامية مهما كان نوعها وإتلافها وحرقها، منها ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الإيغورية التي طبعت في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة في عام 1415هـ/1995م، وكان قد تم إرسال 200 ألف نسخة منها هدية من خادم الحرمين الشريفين إلى الجمعية الإسلامية لمقاطعة شنجانغ؛ إلا أن السلطات الشيوعية صادرتها وأتلفتها بدون تقدير لعلاقتها مع المملكة العربية السعودية؛ ومما نشرتها أجهزة الشيوعية مؤخرا عن إتلاف الكتب الدينية كان في تاريخ 12-11-2003، حيث أذاعت أخبار شنجانغ (شنجاك خه وه ر ليري) أن إدارة الأمن العام لمنطقة تومور يول في أورومجي أحرقت في محطة القطار الجنوبية... (367) كتابا دينيا، ويمكن أن يشاهد في الخبر المنشور صفحات من القرآن الكريم وهي تحترق.
وإلى جانب هذه الإجراءات الجائرة ضد المسلمين اتخذت الصين الأساليب القانونية التي تجيز لها اعتبار أي ممارسة دينية أو ثقافية أو اجتماعية مخالفة لسياستها العنصرية والفاشستية ضد الإيغور المسلمين جرما؛ وأدخلت مثلا تعديلات في المواد 114 -115- 120 -125 -127 -191- 291 من القانون الجزائي. وقد نشرت منظمة العفو الدولية تقريرا عن ذلك بعنوان: التشريع والقمع الصيني لمناهضة الإرهاب في مقاطعة شنجانغ أويغور الذاتية الحكم China`s anti terrorism legislation and repression in the Xinjiang Uighur Autonomous Region ..

المصدر/ اسلام أن لاين