المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حميدان في الميدان



عامر العظم
31/08/2009, 06:22 AM
حميدان في الميدان
قصة لكاتبها


كان الصياد حميدان صيادا ماهرا محبا لأبناء قريته، وذات يوم وفي أثناء خروجه إلى الصيد لاصطياد بعض الغزلان والأرانب، صادف ذئبا أبيضا صغيرا يعوي بصوت خافت لشدة الجوع, اقترب منه حميدان بهدوء، وأمسك به وقرر أن يعود به إلى البيت لتربيته لعله يساعده في الدفاع عن قريته من الضباع التي تهاجم القرية وسكانها وحيواناتها كثيرا.

كبر الذئب الأبيض ورافق الصياد في رحلاته البرية، لكن بعد حين بدأ يشعر حميدان أن الذئب يخدعه ويأكل بعضا من دجاج وخراف البيت، وبدأت ملامح الغدر تظهر عليه. بات حميدان يحذر الاقتراب من الذئب واصطحابه في رحلاته إلى البرية.

وذات يوم خرج حميدان مع أصدقائه إلى الخلاء كالمعتاد لقنص الغزلان والأرانب، وإذا بهم يصادفون ذئبا أسودا كبيرا، طالما هاجم القرية وأغنامها، وروع ساكنيها، وعاث خرابا في مزروعاتها.

وجد حميدان وأصدقاءه هذه فرصة لن تعوض لاصطياد الذئب الأسود والقضاء عليه، وقرروا أن ينصبوا له كمينا محكما، وبالفعل حفروا له حفرة عميقة وغطوها بمصيدة وكومة من القش ونثروا عليها بعضا من شرائح اللحم، شم الذئب الأسود رائحة اللحم واقترب من المصيدة ووقع في الحفرة.

بدأ الذئب يعوي بصوت مدوي محاولا الخروج، لكن كانت خطى حميدان وأصدقاءه أسرع إلى الحفرة، وبدأوا يرمونه بسهامهم حتى سقط أرضا، واقتربوا منه أكثر وبدأوا ينهالون عليه بعصيهم بكل قوة، وفجأة وبينما حميدان وأصدقاءه منهمكون بالقضاء على الذئب الأسود الذي أوشك على لفظ أنفاسه الأخيرة، ظهر الذئب الأبيض الذي كان مختفيا منذ فترة فجأة، وإذا به يهجم ويغرز مخالبه الحادة في ظهر حميدان، تحامل حميدان على نفسه وتحمل ألمه، واستل بسرعة خنجرا في وسطه، وطعن الذئب الأبيض الذي خر صريعا.

تململ الذئب الأسود فرحا، وأعتقد أن حميدان وصحبه سيتركوه يلملم جراحه، لكن حميدان اقترب منه وأجهز عليه بالخنجر ذاته، وأقفل عائدا وأصدقاءه إلى القرية تاركين جثتي الذئبين ملقاة في ذات المكان.
-----------------------
أرحب بملاحظاتكم النقدية واللغوية

مجذوب العيد المشراوي
31/08/2009, 06:25 AM
عامر : خرجت بانطباع ( الذئب هو الذئب )

لذا أن تقتله حل أمثل ...

عماد الدين علي
31/08/2009, 06:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا فرق بين ذئب أبيض وآخر أسود .. وقد كثر في أمثال العرب وأشعار الشعراء ذكر ظلم الذئب، فقالوا في أمثالهم "مَنِ اسْتَرْعَى الذئب ظلم " و"مستودع الذئب أظلم" و"كافأهُ مكافأة الذئب " وأما ما جاء في أشعارهم فحكى ابن الأعرابي أن أعرابياً رَبَّى بالبادية ذئباً فلما شبَّ افترسَ شاةً له، فقال الأعرابي:

فَرَسْـتَ شُوَيْهَتِي وفَجَعْتَ طِفْـلاً * وَنِسْوَاناً وَأنْتَ لَهُمْ رَبِيبُ
نَشَـأتَ مَعَ السِّخَالِ وَأنْتَ طِفْـلٌ * فَمَا أدْرَاكَ أنَّ أبَـاكَ ذِيبُ
إذَا كَـانَ الطِّبَـاعُ طِبَـاعُ سُوءٍ * فَلَيسَ بِمُصْلِحٍ طَبْعـاً أدِيبُ

وقال آخر:
وَأنْتَ كَجَرْوِ الذِّئْبِ لَيْسَ بِآلِفٍ * أبَى الذِّئْبُ إلاَّ أَنْ يَخُونَ وَيَظْلِمَا

مودتي واحترامي

عادل سليم
31/08/2009, 06:26 PM
ذكرتني هذه القصة في قصة مشابه كنت قرأتها عندما كنت في الصفوف الاولى بالابتدائي و عنوانها "ما بالطبع لا يتغير" الاستنتاج هو أن الماكر ماكر, و الخبيث خبيث و الاصيل أصيل و الطيب طيب... يعني معدن الاشياء يبقى حاضرا و مؤثرا في كيان و وجدان الشخص أو أي كائن من كان,
أليس كذلك حضرت الرئيس؟

دمتم أحرارا كراما

عبد الكريم الحسني
31/08/2009, 08:11 PM
تفسيري مع احترامي لما قرأت من مشاركات هنا، هو ان بعض الناس تحب الغدر والشر في طبعهم، ومهنتهم المفضلة الخداع حتى ولو كنت كريما معهم. وقد سبقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بان قال: إتق شر من احسنت اليه. الذئب ذئب ولو استأنسته.

محمد الأمين سعيدي
31/08/2009, 08:23 PM
أخي عامر يبدو أنّه حتى الذئاب لا تترك أبناء جلدتها للموت، ولا تغسل يديها من الثأر ، إلا نحن العرب.
أشكرك على هذه القصة الرمزية التي فهمت بعض إيحاءاتها هكذا.
شكرا

مصطفى الزايد
31/08/2009, 08:51 PM
لـــــذا لـــــن نـــــدخــلـه بــيــتــنـا ، مـهــمــا كـان حـجـمـــه صـغــيــرا ، ومـهـمـا كــان لــونــه ، ثـقـافي ، أم اقتـصـادي ، أم فـنـي ، أم أدبـي ، أم شــــــفاف!!!

فتحي عوض
31/08/2009, 08:59 PM
اخي العزيز عامر العظم...
انطباعي ان هناك بعض ( القوم ) الذين لم يزالوا يستفزون أعصابك..
وقد جعلتني اكتشف حديثا انك رجل شديد العصبيه..
ومن تجربتي الشخصية في الحياة ان العصبية غالبا ما تخفي وراءها قلبا طيبا وان صاحبها غير ذي مكر وخبث..
بصدق يا اخي عامر انك ( تعز ) على اغلب أعضاء هذه الواتا اكثر مما تظن وتتوقع...
( طوّل بالك ) يا رجل..بذمتك..من منا لا يواجه الكثير من المشاكل على مستوى اسرته الصغيرة..فما بالك في ( واتا )
شخصيا ..وكلما ( أزعلك ) أحدهم ..فلك مني على رأسك قبله..اهذا جيد ؟؟!! وإن شئت فأخرى...!! دواليك..حتى ترضى..
بصدق ..تعز علينا يا أخانا العزيز.. وأذكر دوما...( إن الله يدافع عن الذين آمنوا...)..و..
( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون...)
ودائما التمس لاخوانك عذرا يا أخانا العزيز...فهؤلاء قومنا اليوم مخنوقون..مختنقون جدا يا رجل..( فاصبر وما صبرك إلا بالله )..
أعانك الله على أعباء عملك المرهق بحق..وجزيت عن أمتك خيرا..والرجال أقدارهم دوما صعبة يا رجل..
ولك مني قبلة أخرى وهذه الابيات :
وثقلتُ همّاًً ..لايفارقُ مهجتي...
.
همّ الكرامةِ..
.
لا يَقِرُّ ويهجعُ..
.
فكأنني المسؤولُ عن كلِّ الذي..
.
غَشِيَ الحياةَ َ...
.
وقد أساء الطّالعُ...
.
للهِ..كم عشقَ الفتى حُرّيّةً..
.
وكرامة ً..
.
بالزّيفِ..لا تتقنّعُ..
.
ويداعبُ الحلمَ الجميلَ..منارةٌ..
.
وتداعبُ الحلمَ الأغرّ..
.
مجامعُ...
.
وتراودُ الحلمَ الجميلَ..مدارسٌ..
.
وتوهّجُ الحلم الأجلّ..
.
مصانعُ..
.
***
.
لكنّ حُلمي في الوحولِ ِمُمرّغٌ..
.
حلمي سرابٌ..
.
في الفؤادِ..يُرجّعُ..
.
بثّي..وتعسي في الحياة..
.
وشِقوتي..
.
أني امريءٌِ..في كلَّ حُزنً..
.
ضالعُ..
.
وتريدُ روحي..؟؟!!
.
أن تُكذّبَ ناظري..
.
لا شيء..
.
في هذي القُبور ِ..
.
مُشجّعُ..
.
إنّ الحياةَ..إذا استكانت روحُها ..
.
قبرٌ..
.
تعجّ بهِ الهياكلُ..
.
مُفجعُ..
.
أوّاه ..يا زمنَ الخُنوعِ..قتلتني...
.
أنت المواتُ..
.
ومنك ريحٌ..
.
مُقذعُ..
.
***
.
ماذا جنيتُ..؟!
.
قد انتميتُ لأُمتي..
.
أفكلّ حرًّ..
.
للنوائبِ..مَجْمعُ..؟ّّ!
.
قد كنتُ دوماً..في طليعةِ عُصبتي..
.
إن هبَّ قومٌ للعلا..
.
أو أزمعوا..
.
إنّي غريبٌ في الحياةِ..لأنّني..
.
روحٌ..
.
الى أسمى المنازلِ..
.
تنزِعُ..
.
***
.
مهلا شقائي..
.
لن تُذلّلَ هامتي..
.
قسماً بربّي...
.
لا أذلُّ وأركعُ..
.
يا ويلَ نفسي..إن تداعت للقذى..
.
إنّ الكريمَ..
.
بروحه يتطوّعُ..
.
شابت نفوسٌ في الخطوبِ وحُزنها..
.
أمّا نفوسٌ..في الهوانِ..
.
وتقنعُ..؟ّ!
.
روح الفتى..كالسّوطِ..
.
تجلدُ نفسه..
.
هي ذي الكرامةُ..
.
والخلاقُ الأرفعُ..
.
خلقُ الكريمِ..بكلِّ أمرٍ حافلٌ..
.
وبكلِّ خَطْبٍ طالعٍ ٍ..
.
يتظلّعُ..
.
أمّا اللئيمُ..
.
فليس يشغلُ بالََهُ..
.
صِغرُ المصابِ..
.
أوِ الجليلُ الطّالعُ..
.
روحُ الكريمِ..
.
معذَبٌ بشعورهِ..
.
أمّا اللئيمُ
.
فنفسهُ تتمتّعُ..
.
***
ولك مودة..وقبلة أخرى..
فتحي عوض..بيت أمر..فلسطين...

هند الخطبا
31/08/2009, 11:51 PM
للاسف يا أستاذي عامر العظم الذئب دخل بيتنا وصار يدعي أنه صاحب الدار
لقد تعاونوا على قتله ولكنهم اختلفوا ففشلوا وذهبت ريحهم

د.محمد فتحي الحريري
01/09/2009, 12:12 AM
الطباع لا تتغير الا بخروج الروح
تحياتي
وما كتبه الاستاذ عماد :


فَرَسْـتَ شُوَيْهَتِي وفَجَعْتَ طِفْـلاً = وَنِسْوَاناً وَأنْتَ لَهُمْ رَبِيبُ
نَشَـأتَ مَعَ السِّخَالِ وَأنْتَ طِفْـلٌ = فَمَا أدْرَاكَ أنَّ أبَـاكَ ذِيبُ
إذَا كَـانَ الطِّبَـاعُ طِبَـاعُ سُوءٍ = فَلَيسَ بِمُصْلِحٍ طَبْعـاً أدِيبُ
احفظه على نحو آخر :
رضعت شويهتي وفتكت فيها=فمن ادراك بانّ اباك ذيب
اذا كان الطباع طباع سوء = فلا لبن يفيد ولا حـليــب

فردوس الشيخ
01/09/2009, 12:16 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استاذي عامر العظم حفظك الله
كما يقال كل يرجع لأصله
وقد قيل شعرا
ربيت جروا طول عمري ____ فلما صار كلبا عض رجلي
دمت لنا ايها العبقري
:mh09:

أحمد الفهد
01/09/2009, 11:13 PM
أخي العزيز الأستاذ عامر،
وحكايتك معبرة بكل ذكاء.
مثيرة لحظة الذروة تلك التي يظهر فيها الذئب الأبيض من المجهول في أحرج اللحظات، حيث كان بوسعه أن يعكس اتجاه الأحداث والنتائج. ظهور فيه كل العبر والدروس التي يريد الكاتب أن نعيها..
لقد ارتبط دور الذئب في الحكايات بـ "النهش" كعملية غريزية شريرة لا تقيم وزناً ولا اعتباراً لقيمة أو معيار من أي نوع، تنتهز انكشاف الضحية أو انشغالها، ولا يثنيها عن غاياتها فداحة الخسارة أو الضرر على الجانب الآخر.
في هذه الحكاية:
(1) هناك عدو ظاهر يراه الجميع؛
(2) وهناك عدو خفي ماكر إما مجهول الهوية أو متنكر بزي الوفاء، وهو أخطر لأنه هو الذي قد يحسم نتيجة المعركة في انقضاضه المباغت على ظهورنا بعد أن كنا لا نحسب له حساب.
(3) أخلاق الذئب لا علاقة لها بلونه.
(4) ضرورة أن يظل حميدان في الميدان فتلك هي الطريقة الأشد فعالية لكشف الذئاب من مختلف الألوان.
هذا تعليق قارئ معجب وليس برأي ناقد،
أحمد الفهد

محمد العباسي
09/12/2009, 10:10 PM
(( عامر العظم ))
سلمت اناملك
مررت للتذوق
ووجدت هنا ما أبهجني
فعلآ هناك أمور لآ يحل و لا يربط بها إلا السيف