دكتور عبد الجليل طاش
31/08/2009, 06:15 PM
لوجه الله*:
المسلمون التركستان والقهر الصيني*.. حقائق للتاريخ
بقلم: احمد ابو زيد
تركستان الشرقية التي* تعد أحد أقاليم الصين حاليا،* بلاد إسلامية دخلها الإسلام منذ ثلاثة عشر قرنا،* حيث اعتنق أهلها هذا الدين منذ عهد الخليفة الأموي* عبد الملك بن مروان وولده الوليد بن عبد الملك* في* سنة* 705م* ،* وذلك عندما أسلم حاكمهم* "ستوق بغراخان*"،* واستبدلوا دينهم البوذي* والوثني* بالإسلام،* ومنذ ذلك التاريخ حمل التركستانيون علي كاهلهم نشر الإسلام داخل الأراضي* الصينية،* وكان لهم فضل في* ذلك حيث انتشر الإسلام في* جنوب الصين وشمالها*. وفي* عام* 880* م نشأت أول دولة تركية إسلامية،* وغدت مركزا من مراكز الحضارة الإسلامية* ،* خرج منها العلماء والشخصيات في* شتي ميادين العلم والمعرفة*. وكانت مدينتا بخاري وسمرقند في* آسيا الوسطي تجمعين مزدهرين للحضارة الإسلامية خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر،* وكانت تركستان القديمة تضم أراضي* من الصين وجمهوريات آسيا الوسطي وصولا إلي أفغانستان*. * وتعتبر تركستان معقلا من معاقل الإسلام في* أسيا،* حيث تضم أكثرية مسلمة،* وقضيتها مع الحكومة الصينية مأساة إسلامية تنفجر بين الحين والآخر،* بسبب الاحتلال الصيني* الشيوعي* الذي* يحكمهم بالحديد والنار،* ويقوم بالتطهير العرقي* والتهجير في* محاولة* "لتصيينها*" ديموغرافيا حتي تحول المسلمون فيها من أكثرية الي أقلية،* وأطلقوا علي الإقليم اسم* (سينكيانج*) أي* (المستعمرة الجديدة*) بدلا من الاسم التاريخي* المعروف به منذ قرون،* والذي* يعتبر اسما محببا لدي أهلها المسلمين لأنه* يعني* استقلاليتهم عن الصين الشيوعية،* وهذه القضية تشبه الي حد كبير القضية الفلسطينية،* حيث تتعلق بإلغاء هوية شعب،* وإحلال شعب آخر محله،* وسرقة أراضيه،* واطلاق اسم آخر علي وطنه * وتقع تركستان الشرقية في* وسط آسيا الوسطي* ،* ومساحتها* 1*.828*.418* كيلومتر مربع* ،* ويحدها من الشمال روسيا ومن الغرب الدول الإسلامية التي* كانت تمثل تركستان الغربية* ،* وهي* (قازاقستان وقيرغيزا وطاجيكستان وأوزبكستان*)،* ومن الجنوب باكستان والهند والتبت،* ومن الشرق الصين،* ومن الشمال الشرقي* منغوليا*. وحسب الإحصائيات الرسمية فإن نسبة المسلمين في* الإقليم عام* 1940م كانت* 95٪* وانخفضت عام* 1949* م إلي* 90٪* وإلي* 55٪* عام* 1983م،* وذلك بسبب سياسة الاستيطان المنظم التي* تمارسه الصين لتوطين صينيين في* هذا الإقليم،* حتي أن نسبة الصينيين في* الإقليم الآن* 60٪* والمسلمين* 40٪* فقط* ،* وتقدم الصين الإغراءات لمواطنيها للإقامة في* تركستان* ،* فتقدم لهم الأرض والمنازل وفرص العمل والبدلات،* ونفذت الحكومة الصينية مشاريع تنمية في* الإقليم*. وفي* المقابل تضع قيودا صارمة علي إنجاب أكثر من طفل واحد للأسرة المسلمة،* ومن* يخالف ذلك تفرض عليه ضرائب باهظة ويسجن،* ومن* يفكر في* الدعوة إلي الله فلا مكان له سوي السجن،* ومنذ عام* 1990* أطلق حكام الصين شعار فتح تركستان الشرقية،* فبدأوا موجة مكثفه من استقدام المهاجرين الصينيين في* الإقليم وكثفوا رؤوس الأموال فيه علي نطاق واسع*. وسياسة الانفتاح التي* تطبقها الإدارة الصينية في* تركستان تستهدف فتح الطريق أمام إسكان الصينين ونهب ثروات البلاد الطبيعية وتكثيف عمليات نقل هذه الثروات إلي داخل الصين،* وأخيرا القضاء علي الشعب التركستاني* المسلم بصهره في* المجتمع الصيني* صهرا كاملا* . وأمام كل هذه المحاولات الصينية* يحرص مسلمو تركستان علي إسلامهم وهويتهم،* ويبذل رجال العلم التركستانيون جهودا كبيرة من أجل تعليم الشعب المسلم أحكام دينه وقواعده الأخلاقية وتاريخه الوطني* والقومي،* وقد قام أفراد قلائل من المسلمين بحركة انفصالية،* وأعدمتهم السلطات الصينية،* وتعتبر محاولات الانفصال مستحيلة حاليا بسبب قوة الصين الضخمة واعتراف الدول الإسلامية بوحدة أراضيها وقيام علاقات سياسية واقتصادية معها*. وتعود أهمية إقليم تركستان الشرقية* "سيكيانغ*" بالنسبة للصين إلي موقعه الجغرافي* وموارده الطبيعية بما في* ذلك النفط والذهب والبلاتين والنحاس والحديد،* وكذلك مساحته الشاسعة،* إذ* يشكل حوالي* 17٪* من مساحة الصين بينما الكثافة السكانية فيه لا تتجاوز نسبة الواحد في* المائة بالنسبة لعدد سكان الصين الإجمالي،* وقبل العهد الشيوعي* كان المسلمون في* الصين* يواجهون الاضطهاد الديني* لكن بشكل عشوائي* وغير منظم* ،* وبالتالي* لم* يهدد ثقافتهم بالذوبان،* أما في* مرحلة الشيوعية فراحوا* يواجهون آله ضخمة من التشويه والطمس الأيديولوجي* المنظم المدعوم بالسلطة والمال علي مستوي الترقيات الوظيفية أو العلاوات في* الرواتب والأجور كذلك أحقية التوظيف*. وهم* اليوم* يعيشون مأساة كبيرة بسبب الاحتلال الصيني* وحرب الإبادة وسياسات التطهير العرقي* والديني،* وسياسة الاستيطان المنظم التي* تمارسه الصين لتوطين صينيين بوذيين في* الإقليم،* حيث تسعي الحكومة لتوطين مائتي* مليون بوذي* في* مناطق المسلمين وأراضيهم*. ولا* يتوقف الأمر عند هذا الحد بل نجد الصين تقوم بإجراء التجارب النووية في* مناطق المسلمين* ،* وتقارير الأمم المتحدة تؤكد أن مليون شخص كانوا ضحايا هذه التجارب،* هذا الي جانب حملات التنصير المدعومة استعماريا والتي* تركز نشاطاتها في* تركستان لتنفيذ مخطط* التغريب الثقافي* والروحي*.. للحديث بقية الأسبوع القادم ان شاء الله*.
المصدر/ جريدة الوفد
23/ 7/2009
المسلمون التركستان والقهر الصيني*.. حقائق للتاريخ
بقلم: احمد ابو زيد
تركستان الشرقية التي* تعد أحد أقاليم الصين حاليا،* بلاد إسلامية دخلها الإسلام منذ ثلاثة عشر قرنا،* حيث اعتنق أهلها هذا الدين منذ عهد الخليفة الأموي* عبد الملك بن مروان وولده الوليد بن عبد الملك* في* سنة* 705م* ،* وذلك عندما أسلم حاكمهم* "ستوق بغراخان*"،* واستبدلوا دينهم البوذي* والوثني* بالإسلام،* ومنذ ذلك التاريخ حمل التركستانيون علي كاهلهم نشر الإسلام داخل الأراضي* الصينية،* وكان لهم فضل في* ذلك حيث انتشر الإسلام في* جنوب الصين وشمالها*. وفي* عام* 880* م نشأت أول دولة تركية إسلامية،* وغدت مركزا من مراكز الحضارة الإسلامية* ،* خرج منها العلماء والشخصيات في* شتي ميادين العلم والمعرفة*. وكانت مدينتا بخاري وسمرقند في* آسيا الوسطي تجمعين مزدهرين للحضارة الإسلامية خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر،* وكانت تركستان القديمة تضم أراضي* من الصين وجمهوريات آسيا الوسطي وصولا إلي أفغانستان*. * وتعتبر تركستان معقلا من معاقل الإسلام في* أسيا،* حيث تضم أكثرية مسلمة،* وقضيتها مع الحكومة الصينية مأساة إسلامية تنفجر بين الحين والآخر،* بسبب الاحتلال الصيني* الشيوعي* الذي* يحكمهم بالحديد والنار،* ويقوم بالتطهير العرقي* والتهجير في* محاولة* "لتصيينها*" ديموغرافيا حتي تحول المسلمون فيها من أكثرية الي أقلية،* وأطلقوا علي الإقليم اسم* (سينكيانج*) أي* (المستعمرة الجديدة*) بدلا من الاسم التاريخي* المعروف به منذ قرون،* والذي* يعتبر اسما محببا لدي أهلها المسلمين لأنه* يعني* استقلاليتهم عن الصين الشيوعية،* وهذه القضية تشبه الي حد كبير القضية الفلسطينية،* حيث تتعلق بإلغاء هوية شعب،* وإحلال شعب آخر محله،* وسرقة أراضيه،* واطلاق اسم آخر علي وطنه * وتقع تركستان الشرقية في* وسط آسيا الوسطي* ،* ومساحتها* 1*.828*.418* كيلومتر مربع* ،* ويحدها من الشمال روسيا ومن الغرب الدول الإسلامية التي* كانت تمثل تركستان الغربية* ،* وهي* (قازاقستان وقيرغيزا وطاجيكستان وأوزبكستان*)،* ومن الجنوب باكستان والهند والتبت،* ومن الشرق الصين،* ومن الشمال الشرقي* منغوليا*. وحسب الإحصائيات الرسمية فإن نسبة المسلمين في* الإقليم عام* 1940م كانت* 95٪* وانخفضت عام* 1949* م إلي* 90٪* وإلي* 55٪* عام* 1983م،* وذلك بسبب سياسة الاستيطان المنظم التي* تمارسه الصين لتوطين صينيين في* هذا الإقليم،* حتي أن نسبة الصينيين في* الإقليم الآن* 60٪* والمسلمين* 40٪* فقط* ،* وتقدم الصين الإغراءات لمواطنيها للإقامة في* تركستان* ،* فتقدم لهم الأرض والمنازل وفرص العمل والبدلات،* ونفذت الحكومة الصينية مشاريع تنمية في* الإقليم*. وفي* المقابل تضع قيودا صارمة علي إنجاب أكثر من طفل واحد للأسرة المسلمة،* ومن* يخالف ذلك تفرض عليه ضرائب باهظة ويسجن،* ومن* يفكر في* الدعوة إلي الله فلا مكان له سوي السجن،* ومنذ عام* 1990* أطلق حكام الصين شعار فتح تركستان الشرقية،* فبدأوا موجة مكثفه من استقدام المهاجرين الصينيين في* الإقليم وكثفوا رؤوس الأموال فيه علي نطاق واسع*. وسياسة الانفتاح التي* تطبقها الإدارة الصينية في* تركستان تستهدف فتح الطريق أمام إسكان الصينين ونهب ثروات البلاد الطبيعية وتكثيف عمليات نقل هذه الثروات إلي داخل الصين،* وأخيرا القضاء علي الشعب التركستاني* المسلم بصهره في* المجتمع الصيني* صهرا كاملا* . وأمام كل هذه المحاولات الصينية* يحرص مسلمو تركستان علي إسلامهم وهويتهم،* ويبذل رجال العلم التركستانيون جهودا كبيرة من أجل تعليم الشعب المسلم أحكام دينه وقواعده الأخلاقية وتاريخه الوطني* والقومي،* وقد قام أفراد قلائل من المسلمين بحركة انفصالية،* وأعدمتهم السلطات الصينية،* وتعتبر محاولات الانفصال مستحيلة حاليا بسبب قوة الصين الضخمة واعتراف الدول الإسلامية بوحدة أراضيها وقيام علاقات سياسية واقتصادية معها*. وتعود أهمية إقليم تركستان الشرقية* "سيكيانغ*" بالنسبة للصين إلي موقعه الجغرافي* وموارده الطبيعية بما في* ذلك النفط والذهب والبلاتين والنحاس والحديد،* وكذلك مساحته الشاسعة،* إذ* يشكل حوالي* 17٪* من مساحة الصين بينما الكثافة السكانية فيه لا تتجاوز نسبة الواحد في* المائة بالنسبة لعدد سكان الصين الإجمالي،* وقبل العهد الشيوعي* كان المسلمون في* الصين* يواجهون الاضطهاد الديني* لكن بشكل عشوائي* وغير منظم* ،* وبالتالي* لم* يهدد ثقافتهم بالذوبان،* أما في* مرحلة الشيوعية فراحوا* يواجهون آله ضخمة من التشويه والطمس الأيديولوجي* المنظم المدعوم بالسلطة والمال علي مستوي الترقيات الوظيفية أو العلاوات في* الرواتب والأجور كذلك أحقية التوظيف*. وهم* اليوم* يعيشون مأساة كبيرة بسبب الاحتلال الصيني* وحرب الإبادة وسياسات التطهير العرقي* والديني،* وسياسة الاستيطان المنظم التي* تمارسه الصين لتوطين صينيين بوذيين في* الإقليم،* حيث تسعي الحكومة لتوطين مائتي* مليون بوذي* في* مناطق المسلمين وأراضيهم*. ولا* يتوقف الأمر عند هذا الحد بل نجد الصين تقوم بإجراء التجارب النووية في* مناطق المسلمين* ،* وتقارير الأمم المتحدة تؤكد أن مليون شخص كانوا ضحايا هذه التجارب،* هذا الي جانب حملات التنصير المدعومة استعماريا والتي* تركز نشاطاتها في* تركستان لتنفيذ مخطط* التغريب الثقافي* والروحي*.. للحديث بقية الأسبوع القادم ان شاء الله*.
المصدر/ جريدة الوفد
23/ 7/2009