المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطوة للأمام... خطوتين للخلف!؟ - قصة / طازجة من الورشة الأدبية



يحيى الصوفي
25/01/2007, 10:58 AM
خطوة للأمام... خطوتين للخلف!؟
http://perso.orange.fr/Almouhytte/images/hstoire1-5.jpg
ها هي ستلتقي به أخيرا... ووجها لوجه هذه المرة... لا يفصل بينها وبينه سوى ظلال شجرة سنديان ضخمة، تتربع وسط الحديقة الصغيرة، في شبه الجزيرة القائمة على نتوء بسيط يطل على بحيرة جنيف.

وقد قررت -وهي تتوجه إليه- أن تتحاشى النظر مباشرة في عينيه... خوفا من أن تضعف... أو تستسلم لشروطه التي رفضتها عشرات السنين!.

اقتربت منه بحذر، تتصنع الكبرياء والعنفوان، وكأنها تعود ثانية لحلبة المصارعة لتخوض جولة أخرى من جولات معركة، بينها وبين خصم تعرفه وتعرف تكتيكاته معرفة جيدة، وتعودت على تلقي وصد وتوجيه اللكمات فيها دون أي شفقة أو رحمة.

وفيما هي تتجاوز الظلال، كانت تبحث عن نقطة ما تسند عليها نظرها بعيدا عن وجهه -حيث تتربع عليه ابتسامته الساخرة المخيفة-... وتدعو الله في سرها بان لا يفضح وهنها وتعب السنين الطويلة التي تركت آثارها الواضحة على سحنتها البيضاء الناعمة خطوطا متعرجة ومتقطعة تطوق رقبتها وبعضا من أطراف جبهتها.

ولشدة ارتباكها من زحمة تلك الأفكار التي سيطرت عليها دفعة واحدة، علق كعب حذائها في تربة الحديقة الرطبة، وكادت أن تخسره لولا عناية التمثال البرونزي الذي امن لها متكئا يدفع عنها الحرج... فتصنعت الاهتمام بقراءة اللوحة المعلقة عليه: (هذا نصب تذكاري للمفكر والفيلسوف الكبير "فولتير" ابن مدينة جنيف الذي أمضى ردحا كبيرا من شبابه فيها مسطرا أجمل أعماله...) فابتسمت وهي تجول بنظرها تفاصيل هذا النصب وتذكرت أول لقاء به في ذات الحديقة... وبجانب ذات التمثال... وأول حديث ونقاش دار بينها وبينه حول الفن والأدب والفلسفة والدين... وهمست تحدث نفسها: (كم كنت ساذجة وسخيفة... تصنعت الاهتمام بكل تلك الفنون -معتمدة على ثقافتي الكبيرة التي غنمتها من قراءة الكتب الكثيرة التي كنت أستعيرها من مكتبة والدي- لكي لا افقد صداقته... كنت تحت تأثير نظراته وكلماته الدافئة الحنونة... وكم كنت سعيدة جدا عندما منحني موعدا للقاء ثان به.... لم انم ليلتها... كنت كثيرة الانشغال بالسؤال عن تلك الصدفة التي من الممكن أن تجمع بين اثنين، كل منهما جاء من بلد يبعد عن هذه المدينة آلاف الأميال... لا يرتبط أي منهما بأي رابط بها سوى الحلم... أو ربما القدر... وبان تلك الصدفة وهذا الدفق الاستثنائي للمشاعر الجميلة التي غمرتني لم تكن لتحدث عبثا!؟.

واذكر كيف تخليت عن أصدقائي وضحيت بعائلتي وميراثي وديانتي ووطني لأجله... ولأجل حبه... واعرف بأنني لم استفق من وهل هذه الصدمة العاطفية ووهل هذا الحلم الرائع الذي زينه بحبه ورعايته وحنانه إلا بعد أن أصبحت أما لطفلين رائعين خطفا كل اهتمامي... ومنذ ذلك الحين بدأت اخسره شيئا فشيئا...

وبعد كل كبوة كنت أعيشها ضحية قلة حيلتي من جراء محاولاتي استعادة حب وثقة أبوي المفقودة – بإهدائهما حفيدين لم يكونا ليحلمان بهما دوني-... كان يبتعد عني أكثر فأكثر!؟...

وكثرت أخطائي وعثراتي ومحاولاتي تصحيح ما استطيع منها حتى خسرته وخسرت أطفالي... وخسرت شبابي أيضا!؟..).

***

فجأة انتبهت لشرودها، فحاولت أن تلقي بنظرة سريعة -من خلف نظارتها الملونة- حول المكان الذي بدا مظلما بسبب الظلال الكثيفة لأوراق الشجر... فلم تجده... فاستغلت الفرصة لاستعادة حذائها وترتيب هندامها ومشت باتجاه المكان الذي لحظته فيه أول دخولها الحديقة.

واقتربت من المقعد الخشبي الأخضر الذي كان يجلس عليه تتفقد آثاره... فلقد تعودت على اثر له يتركه خلفه أينما حل وفي أي مكان وجد!.

صحيفة... "عقبة" لسيجاره المفضل... أو حتى رائحة عطره المميز... ولم يخب ظنها... ها هي صحيفته تغطي جزءا من المقعد وعليها آثار جلوسه عليها... فلقد تعود أن يفترشها ليحمي ألبسته من قذارة الطيور الكثيرة التي أخذت من الشجرة الكبيرة بيتا لها.

ثم رمت بنفسها عليها وشعرت وهي تحسن من جلستها بدفء مقعده، فانتابتها قشعريرة خفيفة وكأنها تتكور لتحتمي في حضنه... ثم همست تحدث نفسها: (هل يمكن أن يتسرب دفئه -من خلال الصحيفة- إلى بدني!؟... فاشعر به وكأنه يضمني إليه!؟... ويحتويني بذراعيه ليغمرني بقبلاته كما فعل لأول مرة؟... أم إن هذا الإحساس ليس أكثر من رهبة المكان وكل ما يتعلق به من ذكريات لقائي الأول به... وقد طفا بي إلى سطح هذه المشاعر الحميمة!؟.

إذا لهذا السبب اختار أن يكون لقائي به هنا... وفي فصل الربيع، ليذكرني بماض يظن بأنني تنكرت له... هل يفكر باستمالتي والتأثير علي ليملي شروطه ويحرمني من الاستمتاع برفقة أطفالي بعد غيابهم سنين طويلة عني... وأين هم؟... لم ألحظهم برفقته؟... لا بد أنني قطعت آلاف الأميال لزيارتهم دون جدوى... إنها لعبة منه ليستفز بها أعصابي... ويحطم ما تبقى بي من شموخ وكبرياء... لا.. لن ادعه يفعل بي ذلك مرة ثانية... سألقاه بكل الإصرار والعناد وشهوة الانتقام الذي يستحقه!؟.)

***

ثم استدارت بشكل عفوي نحو ملاعب الأطفال تتفقد وجوه الصبية فلم تجد أثرا لهما... فشعرت بخيبة الأمل... وتذكرت بأنهما لا بد قد تجاوزا سن اللعب فيها... وبدأت بلملمة حوائجها -تهم بالعودة إلى الفندق حيث تركت والدتها-... عندما شعرت بقبضة ناعمة تهزها وبصوت شاب خجول يقول:

-ماما!.

نهضت وقد شعرت برهبة ممزوجة بخوف غريب يجتاحها... لتجد نفسها أمام شابين وسيمين يتجاوزانها طولا وقد علا وجهيهما ابتسامة تفيض رضا وشوق... ولم تستطع أن تفعل أكثر من تأملهما... لتميز كل منهما -بما حفظته من صفات يتصف بها- عن الآخر... ولم يخرجها من حيرتها سوى تقدم والدهما نحوها وهو يشير إلى كل من الولدين بالاسم ذاكرا بعضا من نجاحاته التي حققها في دراسته وجامعته وحياته الاجتماعية وهواياته... لينسحب بعدها متوجها نحو الشاطئ!.

ومن هناك كان يراقب بشيء من الحذر تصرفات ولديه معها، فوجدهما قمة في الأدب والاحترام... ويرقيا بكل فخر إلى ما أمله منهما.

في تلك اللحظات فقط، شعر لأول مرة في حياته بأنه كان محقا فيما فعل، وبان تلك الابتسامة الصادقة التي تغطي ملامحهما البريئة تبقى دونها أي تضحية مهما كبرت!؟.

وحاول وهو يتأملها بشيء من الشفقة أن يعرف سر هذا الجنون الذي يمتلك المرأة فجأة ليدفعها للتضحية بكل ما تملك!؟... ولتقضي على كل ما حلمت به!؟... أو ما حلم به زوجها من سعادة لها ولبيتها وأطفالها!؟.

وبأنه مستعد لان يدفع ما بقي من عمره ثمنا ليعرف هذا السر مهما عظم!؟.

وبالرغم مما كان للمكان من قيمة نفسية وعاطفية لديه، لم يحاول أبدا العودة إلى الماضي الذي أسدل الستار عليه، بعد أن تلوثت ذكرياته الجميلة بمأساة وأذى لم يستطع تجاوزهما... وتمنى من الله أن تمر هذه اللحظات على خير، وان لا يندم على قرار اتخذه بجمعهما سويا، حبا واحتراما لمشاعر طفليه... خاصة ألا تقترب منه لتعاتبه وتجادله فيما لم يعد بإمكانه الرجوع عنه أو تغيره.

***

ولم تمض لحظات قليلة على أمنياته الفاشلة حتى لحظها تقترب منه... وعلى ملامحها رغبة أكيدة في التصادم معه!؟.

-فخور بنفسك لابد!؟.... أنهما لم يتعرفا إلي... لم اشعر بنفسي أما لهما... لقد فقدت الإحساس بأمومتي.

-لقد كان اختيارك... وقرارك... لا يحق لك الندم بعد كل هذه السنين... كنت تركضين خلف أحلامك تتصيدينها!.

-تقصد عودتي إلى عملي... كان اختيارا غير صائبا؟... تريدني أن أبقى دون إيراد شخصي بعيدة عن طموحاتي... وان اخسر فوق كل هذا راتب تقاعدي الذي سوف يحميني من شر الأيام السوداء!؟.

-لم تكوني بحاجة لهما... ولقد كان هذا اتفاقنا قبل أن تنجبي!.

-كنت غبية عندما وافقت على ذلك... لم أكن أفكر سوى بسعادتك... بإهدائك الطفل الذي تحب... كنت أريده عربون حب وضمانة لبقائك معي... لأنك شرقي ولا تستطيع أن تحب إلا إذا أنجبت زوجتك لك طفلا... كنت غبية... اعترف بذلك!؟.

-إذا أين المشكلة؟... الأطفال تقوي الروابط بين الزوجين ولا تفرق بينهما... إنها أنانيتك التي أودت بك إلى هذا المصير!.

-أنانيتي لأنني أحببت أن احمي اطفالي منك ومن مغامراتك الطائشة... تريد أن تذهب بهم إلى بلادك المتخلفة المزرية التي تحكمها الدكتاتورية وقانون العسكر!؟.

-انه اتفاقنا وأنت من أخليت به!؟.

-تعتبر حرصي على حماية أطفالنا من المجهول الذي رغبت رميي ورميهم فيه إخلال بالاتفاق!؟... لم أكن اعرف بان حياتي وحياتهم ومستقبلي ومستقبلهم ممكن أن يتعرضا للخطر والحروب في الجوار تشتعل!؟.

-إنها أفكار والدتك السخيفة... ملأت بها عقلك الصغير لتنتقم مني ومنك لا أكثر!... إنها بكل بساطة لا تحبني... (بسخرية) لم ترغب بأن استولي على جهد عمرها بك، ترعاك وتعلمك لترفع رأسها عاليا أمام الأهل والأصحاب!؟... وقد رسمت لك مستقبلا وزواجا وإكليلا يناسب ما حصلت عليه من نجاح وعلم في أرقى المدارس السويسرية!؟... (وهو يغني المقطع) عندها حق من أنا... القادم من وراء البحار لا هوية ولا اسم لي عندها حتى استولي على أغلى ما لديها!؟.

-بل قل إنها الحقيقة التي غابت عني والتي أعماها حبي وعشقي بك... كم كنت غبية ومجنونة!؟.

-وما ذنبي في ذلك... لقد ردعتك لأكثر من مرة... وأبعدتك عني... وأقصيتك من حياتي من أول إشارة امتعاض شعرت بها من طرف اهلك... تعرفين بأنني لا أحب المشاكل... وليس لدي وقتا لكي اسرد تاريخي وتاريخ عائلتي وألقن الآخرين دروسا في الحضارة والخلق والسلوك لكي اكسب حبهم واحترامهم... أنا الضحية في كل ما حدث ولست أنت... كفاك مسكنة... أرجوك!؟.

-تريد حبا بالمجان... امرأة تحبك وتضحي لأجلك بدون ثمن!؟... هكذا تفهم الحب وتفهم التضحية!؟.

-الم تكن السنين الأربعة الأولى من زواجنا -قبل أن تنجبي- كافية لاختبار حبي واهتمامي ووفائي لك... ووضعنا الشروط ووافقت عليها... بل وأقسمت -إذا ما أصابني مكروه- على احترامها!.

-تقصد أن اعلم أطفالنا لغتك وأعمدهم بدينك وأرعاهم في أحضان ثقافتك!؟.

-طبعا ألم يكن هذا اتفاقنا؟.

-ولكنك لازلت هنا بيننا كالشيطان بكامل همتك ونشاطك!... ولهذا فوعدي لك يصبح لاغيا!؟.

-ومغادرتك برفقتهم بعد إن استغليت غيابي -في رحلة عمل خارج المدينة- دون أن تتركي أي عنوان أو خبر... هو دليل حب وثقة واحترام لمشاعري وخوف على مستقبل أطفالك!؟.

-لقد فعلت ما اعتبرته صحيحا حينها!؟... والحق عليك لأنك كنت تعد العدة لاصطحابنا إلى بلادك وطبول الحرب تقرع فيها وعلى أبوابها!؟.. لا تقل غير ذلك!؟.

-واختفاءك معهم وتغيير هويتهم ودينهم وزجهم في مدارس داخلية دينية خاصة تحت أسماء جديدة حتى لا استطيع العثور عليهم!؟... يوضع أيضا تحت بند الخوف عليهم وعلى مستقبلهم!؟... بالله عليك كيف تستطيعين تفسير هذا الهوس وهذا الجنون بتدمير حياتنا!؟.

-ومع ذلك لم اقدر عليك وحصلت بفنك في المراوغة والكذب على ما تريد!... واستطعت العثور علينا والهروب برفقتهم... ومنعي حتى من رؤيتهم!؟... كم كنت قاسيا لا يعرف قلبك الرحمة!؟... اشتهي أن أضربك بكل قوتي حتى الموت... أنت أم أنا في هذا الكون (وهي تبكي)!؟.

-لم أمنعك يوما عنهم... (ساخرا) أنت من أصر على استعطاف القضاء والشرطة وتجيش الجمعيات والمنظمات الإنسانية ووزارات الخارجية والسفارات... وبينهم أشرار كثر للحصول على ما لم امنعه عنك يوما... إنها رغبتك في الانتقام... وبحث عن ثمن لائق لاسترجاع ثقة وحب والديك واهلك بك لا أكثر!؟.

-(بهستريا غير متوقعة) أيها المجرم الظالم... لا اعرف كيف أقنعت القضاة بالإفراج عنك بعد أن زججت بك في السجن... لو كان بإمكاني لقتلتك الآن... أنت بلا شفقة... بلا رحمة!!!؟؟؟.

-(وهو يبتسم) ها قد عدت للتهديد والشتائم... هذا أنت عندما تفشلين في تبرير أخطائك تبحثين عن العذر عند الآخر... في رجولته... شهامته... خلقه.... وتسامحه... والآخر الذي يجب أن ينصاع لنزواتك هو أنا وعلي دفع الثمن غاليا لأجل احترام الأنثى الضعيفة المظلومة!؟.

-(وهي تتجاهل كلامه) لابد قد دفعت ثروة كبيرة لمحاميك حتى تستطيع الإفلات منهم... لم يحصل هذا من قبل... (وهي تقترب منه أكثر) لقد خدعوني السفلة عندما اقسموا لي بأنهم لن يطلقوا سراحك إلا بعد أن احصل على ما أريد!؟.

-(وهو يضحك) وحصلت على ما تريدين حقا!؟... أرجو ألا تكوني برفقة حراسك الشخصيين كما جرت عليه عادتك بعد أن تفننت بترويج التهم والأكاذيب عني وهي موضة هذه الأيام طالما انتمي لبلد ووطن متهم بالإرهاب!؟.

-(وهي تمسح دموعها وتستعيد نظراتها الحادة) ومن قال لا... إنهم هنا في كل مكان ينتظرون منك حركة... حركة واحد خاطئة معي... استطيع الآن أن انهال عليك بالضرب دون أن تستطيع فعل أي شيء... أيها المسكين... وقادرة إذا أحببت أن أعيدك إلى السجن... وهكذا سيسر أطفالك بحمل البرتقال لك لزيارتك فيه... كم اشتهي أن افعل أي شيء يطفئ غليلي منك... أيها الظالم الذي لا يعرف الرحمة!؟.

-(وهو يبتسم) لقد وصلت متأخرة يا عزيزتي عشرات السنين ... لقد انتهت اللعبة... وأنت تجنين ما زرعته يداك!؟.

-(وقد شعرت بفقدانها السيطرة على أعصابها وتوازنها فحاولت أن تغير من لهجتها وهي تتودد إليه) تهزا مني أليس كذلك... نسيت حبنا... الأيام الجميلة التي قضيناها معا... أنت تستغلني وتبتسم لأنك واثق من حبي لك... لاشيء يخيفك مني... واثق بنفسك كثيرا ومغرور!؟.

-لم أنسها... كما لم أنسا شقائي أشهرا طويلة ابحث عنك وعنهم في طول البلاد وعرضها... اذكر جيدا كيف كنت أتعرض للسخرية والطرد من قبل الجميع... جميع اهلك وأقربائك ومعارفك وأنا أتوسلهم بإعادة أطفالي ... اذكر الشرطة تلاحقني من بيت إلى بيت ومن قرية إلى قرية، ولا يهدأ لها بال قبل أن تطردني وتضعني على حدود المقاطعة، الواحدة تلو الأخرى، بعدما يوقعونني قهرا على مذكرة تعهد بعدم العودة وطرق الأبواب للسؤال عنك وعنهم من جديد... أذكر جيدا موقفك "المزري" واهلك اتجاهي عند أول أزمة مالية مررت بها... أسرعت إلى محاميك ليعد العدة للانفصال حتى لا تأخذي نصيبك من الملاحقة والإفلاس... (بألم) وأكثر من كل هذا اذكر كيف بيعت ممتلكاتي بالمزاد العلني بعد أن أصررت على اخذ حقك منها... من قال أني نسيت...!!!؟.

-إنها نصائح والدتي فهي تعرف ما تدبر وخبيرة في هذه الشؤون ...أنا لا ذنب لي... لماذا علي أن أكون دائما على خطأ وأنت على صواب؟؟؟.

-واستشارتك للمنجمين... وسعيك في تنفيذ رؤاهم وتصوراتهم وحلولهم الخيالية لمشاكلك!؟.

-(ساخرة) أيها المسكين لا بد قد تعذبت كثيرا للعثور علينا... ولكن ليس أكثر مني... وها قد حصلت على ما تريد في حين قد فشلت أنا في ذلك!؟.

-الفرق بيني وبينك انك تعرفين عنواننا ولم أتأخر في طمأنتك عنهم ودعوتك إلينا ولم تستجيبي... كنت واثقة بوعود اللصوص -من محاميك واهلك- وها قد عرفت النتيجة!؟.

-(وهي تقترب منه محاولة التأثير عليه) ستسمح لي باصطحابهم معي لرؤية أهلي وزيارة الأقارب... تستطيع أن تأتي معهما إذا أحببت... الم تشتاق لسواحل "المانش"... ومشاهدة المد والجزر الرائع هناك... خاصة عند الغروب!.

-هكذا ستتمكنين من إبعاد الشياطين عني... بالتمائم السحرية... وغسلي بالمياه المالحة المقدسة... كم كنت تدفعين ثمن مثل هذه الوصفات والخزعبلات المشينة!؟.

-(وقد اتسعت حدقتا عينيها الزرقاوين، وهما ينمان عن شعور بالنشوة وإحساس بالنصر) آه يا زهرتي!... أنت خائف مني!؟... لا تخف!... لقد اجمع كل المنجمين على عدم مقدرتهم المساس بك... (وهي تبتسم).. لقد قالوا بأنك أنت الشيطان بعينه ولا يقدروا أن يفعلوا شيئا معك... (بتودد) قلي يا شيطاني السمح هل توافق على اقتراحي... دعني امضي السنين الأخيرة من حياتي برفقتكم... إنني احتاج لك ولحبك!؟.

-انظري إليهم لقد تجاوزوا سن الوصاية... لك أن تفعلي ما شئت... الم اقل لك بان اللعبة انتهت... انتهت يا عزيزتي... انظري إلى نفسك لقد أصبحت مسنة... وأولادك يمرحون مع زوجاتهم وأنت تصرين في كل لقاء على التعامل معهم كأطفال... الحب والاحترام يؤخذ ولا يعطى... أنت لم تسعي يوما لكي تربحيهم بأفعالك الطيبة... دائما تصيغينها كأوامر... عودي إلى رشدك!؟... العالم حولك قد تغير!.

-(بعصبية) أنت حقا مغرور... ومعتوه ولا تستحق حبي... لقد حرمتني من أمومتي ومن شبابي وها أنت تهزأ بمشاعري... كم أنت قاس القلب وبلا رحمة.

-أنت السبب في كل ما آلت إليه الأمور بيننا.

-لا أنت السبب وأنت تعرف حقا لماذا!؟.

- أنت تتخيلين ذلك بعنادك وإصرارك!.

-وأنت تتمسك بغرورك وكبريائك!؟.

-أنت السبب!؟.

-لا أنت السبب!؟.

وفيما كانا يتبادلان التهم وإصرار كل منهما على تحميل مسؤولية ضياع حبهم وعمرهم وشبابهم -سدى ودون طائل- للآخر... كان الشابان قد أصبحا زوجان ولكل منهما طفلان وقد افترشا ارض الحديقة وهما يتسامران ويلعبان وينظران إلى أبويهما بمنتهى الشفقة.

فكلما تقدم أي منهما خطوة باتجاه الآخر... كان يبتعد خطوتين إلى الخلف.
-----------------------
يحيى الصوفي جنيف في 22/01/2007
إلى (أمل ..لن تأتي!؟. (http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=4602) )

زاهية بنت البحر
25/01/2007, 08:19 PM
قصة جميلة وتحصل أحداثها حتى بين الذين لايزالون معًا ,فيضيع العمر بالقيل والقال, ويكبر الأولاد ويتزوجون والنقار يكبر ويكبر بين الأبوين ويعود ذلك للجهل ..وأما هنا فالأمر يختلف بإضافة اختلاف الزوجين فكريًا وانتماءً وعادات وتقاليد ,فقد زادت الهوة بينهما عمقًا واتساعًا بسبب الغرور ,وعدم فهم الآخر من كلا الجانبين,وصدق المثل القائل من لايأخذ من ملته يموت بعلته..
لاحظت وجود بعد الهنات في القصة فإن أحببتَ أشرتُ إليها لاحقًا..أديبنا المُجيد يحيى الصوفي لك شكري وتقديري على هذا العمل الجميل..
أختك
بنت البحر

يحيى الصوفي
25/01/2007, 09:45 PM
الأخت الصديقة الأديبة زاهية بنت البحر
اشكر مطالعتك للنص والهنات -مهما فعلنا- تفلت من انتباهنا يمكنك الاشارة اليها متى شئت
فنصي هنا وجد لياخذ شهادة ميلاده... وشهادة الميلاد الحقيقة لاي نص ادبي لا تكتمل الا بالنقد والتصويب... والقراء هم من يهبه اياها.
ملاحظة: اختي الكريمة لقد لاحظت استخدامك الكثيف للعبارات العامية سواء في اعمالك القصصية او في مشاركاتك على اعمال الاصدقاء، لا اعرف سببا وجيها لذلك خاصة وانك تتمتعين بوجه ثقافي وحضور كثيف في الموقع!؟.
تحياتي

عبد الحميد الغرباوي
25/01/2007, 10:01 PM
مساء الخير( حسب التوقيت المحلي)
أخي يحيى، قرأت نصك صباح هذا اليوم، قرأته بتمعن، و في القراءة الأولى، لاحظت الكثير من الهنات اللغوية و الإملائية، و النحوية.. عددها يقرب الثلاثين...
و لأنك يحيى الصوفي الذي أعرفه، قلت من الأفضل أن يعود هو إلى نصه ينقحه و يزيل عنه ما علق به من أخطاء...إلا أن الأخت زاهية بنت البحر سبقتني إلى ذلك.
أعذرني إن أنا مرة أخرى دعوتك أن تعود أنت بالذات إلى نصك...
مودتي

يحيى الصوفي
25/01/2007, 11:18 PM
أخي عبد الحميد
أشكرك على مطالعتك... والحقيقة فهو لم يكن أكثر من مسودة لقصة لم انتهي من تنقيحها... وعادتي أن أعود إليها بعد نشرها لأنني أجد نفسي في الجهة الأخرى من الشاشة... أمام النص كقارئ... وأنا لا اخفي عليك بان الفكرة انطلقت من الحوار دون مقدمة... للدلالة على فكرة العناد بين زوجين لا يصل بهما عنادهما إلى أي نتيجة تذكر... وبما إن الحوار هو الغالب كنت أفكر أن أحولها لمسرحية من فصل واحد... وهذا يتطلب مني وصفا دقيقا للمكان وتحميل الحوار شرحا لأبعاد المشكلة وتاريخ العلاقة التي تربطهما ببعض... ففضلت تحويلها لقصة مخترعا بداية تضغط الأحداث بشكل قوي على حساب وصف المشاعر والأشخاص... وهو ما نعانيه عند كتابتنا للقصة القصيرة... ولو تأملنا النص لوجدناه قطعة من رواية ...أو فصل أخير من فصولها... وهذا ما سبب التركيب الغريب لبعض المفردات وكثرة الجمل الاعتراضية...
وفوق كل هذا أنا لست أكثر من هاو... اكتب بالسليقة، ولست أستاذا في اللغة والأدب.
وأنا لا أتضايق مطلقا من إظهار الهنات أو الأخطاء الواردة فيه على شرط أن يتمتع المصحح بالكفاءة اللازمة ويكون واثقا من حجته، وليس لإظهار براعته اللغوية والتفنن في البحث عن نثريات وهفوات هنا وهناك للإساءة للكاتب... وآلا يحتمل تصحيحه أكثر من وجه في الإعراب وآلا يمس النص باقتراح جمل بديلة... لأنه عند ذلك يفقده الروح الذي كتب فيه ويصبح غريبا عن كاتبه... وأنت تعلم يا عزيزي بان اللغة العربية بحر كبير... قد يغرق امهر السابحين فيه.
أفضل تحياتي ولا تعتمد علي في العودة إليه قبل سماع رأيك لان الكاتب عندما يفرغ من النص لا يرغب بالعودة إليه مباشرة (خاصة أنا) حتى لا يصحح الخطأ بخطأ غيره.

عبد الحميد الغرباوي
25/01/2007, 11:47 PM
أخي عبد الحميد
..أنا لا أتضايق مطلقا من إظهار الهنات أو الأخطاء الواردة فيه على شرط أن يتمتع المصحح بالكفاءة اللازمة ويكون واثقا من حجته، وليس لإظهار براعته اللغوية والتفنن في البحث عن نثريات وهفوات هنا وهناك للإساءة للكاتب... وآلا يحتمل تصحيحه أكثر من وجه في الإعراب وآلا يمس النص باقتراح جمل بديلة... لأنه عند ذلك يفقده الروح الذي كتب فيه ويصبح غريبا عن كاتبه... وأنت تعلم يا عزيزي بان اللغة العربية بحر كبير... قد يغرق امهر السابحين فيه.
أفضل تحياتي ولا تعتمد علي في العودة إليه قبل سماع رأيك لان الكاتب عندما يفرغ من النص لا يرغب بالعودة إليه مباشرة (خاصة أنا) حتى لا يصحح الخطأ بخطأ غيره.
أخي يحيى..بما أنك تملك جرأة طرح الشروط على من يتطوع لتصحيح أخطائك، فأنا بالمثل أملك جرأة القول و بكل بساطة : إني أرفض تلك الشروط..
و تحية عربية.

الشربيني المهندس
25/01/2007, 11:48 PM
تقدمت خطوة نحو هذه البانوراما الحياتية المدهشة وتراجعت خطوتين مع الديالوج الغريب بين الزوجين الكبيرين سنا واعادتني بسمة الشباب وزوجاتهم خطوتين للأمام وخشيت الاصطدام بالواقعية لاستاذنا الصوفي فعدت خطوة للحكاية ودلالاتها لكن هذه المرة بحثا عن نقطة ما استند عليها معها بعيدا عن وجهه -حيث تتربع عليه ابتسامته الساخرة المخيفة- وذلك تحت ظلال شجرة السنديان الضخمة، التي تتربع وسط الحديقة الصغيرة، في شبه الجزيرة القائمة على نتوء بسيط يطل على بحيرة جنيف .. لتضفي الطبيعة الساحرة للمكان دلالاتها أيضا

يحيى الصوفي
26/01/2007, 12:00 AM
أخي عبد الحميد... لم يدعوك احد إلى ذلك... أنت دخلت وخرجت بمشيئتك لأنك ضعيف الحجة...
وإشاراتك للشروط المزمعة هي نقاط نظام وانضباط... كقوانين السير... وإذا أسئت فهمي فلأنك ربما تعيش عالما يختلف كليا عن عالمي... أي تبحث عن الصدام مع الآخرين... وأنا لست متفرغا لك.
ملاحظة صغيرة: لقد قرأت تعليقك على قصص احد الكتاب في الموقع واكتشفت بأنك لست أهلا للنقد لأنك لست قادرا حتى على فهم النصوص التي تقرئها.. وهذا سبب شروطي. هذا بالإضافة إلى أن ردودك وهي لا تتجاوز أربعة اسطر مليئة بالأخطاء نسبة إلى نص مؤلف من أربع صفحات.
تحياتي

يحيى الصوفي
26/01/2007, 12:30 AM
الأخ الصديق الشربيني المهندس... تحية لتعليقك "الرومنتيكي" الساخر الذي منح للجو الساخن الذي بدأ يسود صفحتي بعض البرودة المنعشة...
تتجاوز أجواء جنيف الباردة هذه الأيام وقد كستها الثلوج بثوب ابيض رائع.
والنص على غرابته لو اخذ حظه من التنقيب لاكتشفنا الفكرة المتخفية خلفه وهي أعمق بكثير مما يبدو عليها... فلقد تعودت الكتابة الملتزمة التي تعالج الهم العام (وفكرة صراع الحضارات وهي حديث الساعة) واضحة فيها... بالإضافة إلى رموز أخرى قد أعود إليها إذا ما وجد من يناقشني حولها... ولم الجأ أبدا في كتاباتي للقص من اجل القص أو التسلية أو لفت الأنظار فهو ليس من طبعي أبدا.
أفضل أمنياتي وتحياتي

عبد الحميد الغرباوي
26/01/2007, 01:45 AM
الأخطاء

بداية أعترف أني وقعت في مصيدتك، و أني بهذا أقبل شروطك التي لن أحترمها، و كل ما سيأتي هو فقط خدمة للغة العربية التي أرى أنك لا تقدرها حق قدرها، و ترتكب فيها من الأخطاء ما يندى له الجبين.
سأجعل اللون الأزرق يرمز إلى المذبحة التي أبدعتها في حق الهمزة، و اللون الأحمر يرمز إلى الأخطاء الإملائية، و النحوية، و اللون البرتقالي يرمز إلى الأخطاء في اللغة أو في بناء الجملة أو في تصويرها لوضعية معينة داخل النص. هذا النص المسكين، الذي خرج من الفرن دون أن يكتمل نضجه.
تفضل أخي :
معركة الفتها...
تبحث عن نقطة ما تسند عليها نظرها بعيدا عن وجهه.. [ تركز/ تسلط]
كانت تدعو الله في سرها بان لا يفضح وهنها..
لولا عناية التمثال البرونزي الذي امن لها متكأ يدفع عنها الحرج...
فتصنعت الاهتمام بقراءة اللوحة المكتوبة عليه:... [ المكتوب عليها]
لم انم ليلتها......
وبان تلك الصدفة وهذا الدفق الاستثنائي للمشاعر الجميلة التي غمرتني لم تكن لتحدث عبثا!؟.
و اذكر كيف...
... واعرف بأنني لم استفق......
ومنذ ذلك الحين بدأت اخسره شيئا فشيئا...
محاولاتي استعادة حب وثقة أبوي المفقودة -بإهدائهم حفيدين لم يكونا ليحلمان بهما
وكثرت أخطائي وعثراتي ومحاولاتي تصحيح ما استطيع منها
***
.... فحاولت أن تلقي بنظرة سريعة -من خلف نظارتها الملونة- حول المكان ..

... عقبة لسيجاره المفضل...
تغطي جزء من المقعد وعليها آثار جلوسه عليها... [ عليه]
ثم رمت بنفسها عليها وشعرت
فاشعر به ..
لا بد بأنني قطعت آلاف الأميال لزيارتهم دون جدوى...
لن ادعه يفعل بي ذلك مرة ثانية...
***
وقد علا وجوههما ابتسامة تفيض رضا وشوق...[ وجهيهما]
شعر لأول مرة في حياته بأنه كان محقا فيما فعل، وبان تلك الابتسامة ...
وبأنه مستعد لان يدفع ...
وان لا يندم على قرار اتخذه بجمعهما سويا،...
ولم تمضي لحظات قليلة ...
... لم اشعر بنفسي أما لهما...
... وان اخسر فوق كل هذا راتب تقاعدي الذي سيحمينني من شر الأيام السوداء!؟.
- أنانيتي لأنني أحببت أن احمي طفلي منك ومن مغامراتك الطائشة...
-انه اتفاقنا ..
... رغبت في رمي ورميهم به [ إلى]
لم أكن اعرف بان حياتي ..
-إنها أفكار سخيفة ملأتها والدتك بعقلك الصغير..[ ملأت بها والدتك عقلك]
... لم ترغب أن أأخذ جهد سنيها بك ترعاك..
عندها حق من أنا لكي ائتي من وراء البحار ...
..من طرف اهلك...
... وليس لدي وقتا لكي اسرد تاريخي
... لكي اكسب حبهم واحترامهم...

-الم تكن السنين الأربعة الأولى من زواجنا كافية ..
-تقصد أن اعلم أطفالنا لغتك ..
-طبعا أليس كان هذا اتفاقنا؟.[ أ لم يكن هذا اتفاقنا؟]
ـ ومغادرتك برفقتهم بعد إن استغليت غيابي
...لا تقول غير ذلك!؟.
-واختفائك معهم وتغيريك لهويتهم ودينهم
...حتى لا استطيع العثور عليهم ..
-ومع ذلك لم اقدر عليك وحصلت بفنك بالمراوغة والكذب بالحصول على ما تريد[ حصلتَ... بالحصول!!!]
امنعه عنك يوما... إنها رغبتك في الانتقام...
واهلك بك لا أكثر!؟.
... لا اعرف كيف أقنعت القضاة بالإفراج عنك ..
.. اقسما لي بأنهم لن يتركوك إلا بعد أن احصل على ما أريد!؟.
أرجو آلا تكوني برفقة حراسك الشخصين كما جرت عليه عادتك بعد أن تفننت بالاتهامات والأكاذيب عني وهي رائجة في هذه الأيام طالما انتمي لبلد ووطن متهم بالإرهاب!؟.
... استطيع الآن أن انهال عليك بالضرب دون ...
... كم اشتهي أن افعل أي شيء ..
...تهزا مني أليس كذلك...
-لم أنساها... كما لم أنسى شقائي أشهر طويلة ابحث عنك ..
اذكر جيدا كيف كنت أتعرض للسخرية..
. جميع اهلك وأقربائك ومعارفك وأنا أتوسلهم بإعادة أطفالي ... اذكر الشرطة تلاحقني من بيت إلى بيت ومن قرية إلى قرية ولا يهدأ لها بال قبل أن تطردني وتضعني على حدود مقاطعتهم الواحدة تلو الأخرى، بعدما يوقعونني قهرا على مذكرة ..[ أرغموني على التوقيع أو دفعوني إلى التوقيع قهرا..]
واهلك اتجاهي عند أول أزمة مالية مررت بها...
..وأكثر من كل هذا اذكر كيف بيعت ممتلكاتي ..
أصررت على اخذ حقك منها...
-الفرق بيني وبينك انك تعرفين عنواننا ولم أتأخر باطمئنانك عنهم ..[ في طمأنتك]
... الم تشتاق لسواحل "المانش"...
وقد اتسعت حدقتا عينيها الزرقاوتين وهما ينما عن شعور ..[ الزرقاوين/ ينمان]
لقد اجمع كل المنجمين على عدم مقدرتهم المساس بك...
..قلي ..[قولي]
.. كانا الشابين قد... [ كان الشابان]
هل هذا يكفيك أخي؟
و لقد تجاوزت الكثير و الكثير.. رأفة بك و احتراما لاسمك..

يحيى الصوفي
26/01/2007, 02:45 AM
الحقيقة لقد وقعت في مصيدة نفسك الوضيعة وانا ارد عليك حتى قبل ان اتمم فقرات التصحيح المزرية التي تدعي براعتك في العثور عليها... واذا كان هناك من سفيه ومدعي لفهم اللغة العربية واصولها وقواعدها فهو بلا شك انت... وذلك لسبب بسيط جدا وهو انك قرات النص قراءة خاطئة تماما ومعظم الاخطاء (ان لم اقل جميعها) تعتمد على قراءة وتفسير خاطي للجمل المكتوبة!!!؟؟؟... وانا ساتوقف عن هذا الحد واحيلك الى اي استاذ متمرس ومخلص للفن القصصي لقراءة النص بترو وهو من سيجيبك على مستواك الاخلاقي المنحط جدا في النقد والتصحيح... وان دل هذا على شيء فانما يدل على الكارثة التي وقعت اللغة العربية فيها ممن يدعون فهمها والتمرس فيها مثلك... وهم امثالك للاسف من جعل اللغة العربية متخلفة وجامدة وفاقدة لاي قيمة روحية وفنية وابداعية... ولو تمعنت بجوابي الاول لك لفهمت مقصدي وحجتي ولكن للاسف يبدو بانك حتى لا تجيد القراءة!؟.
هذا عاديك عن الفهم والمنطق لانهما النعمة التي تنقص البلهاء امثالك... لانك لو تمعنت بروية في كل حرف كتبته لفهمت بان الابداع شيء (ومنه اختراع المفرادات والجمل) (لاعطاء النص بعده الجمالي والفلسفي) وكتابة الانشاء الذي تعلمته في مدرستك (جامعتك الوضيعة) شيء اخر....
ولعرفت ايضا بان المبدعين هم من يصنعوا ويبتكروا ويخلقوا الادب... وبعدها على المبتدئين امثالك ان يتقيدوا به وليس العكس... وشتان بين ما اتحدث به وما يستطيع عقلك البسيط استيعابه... ومرة اخرى انا احيلك الى من يفهم لغة القص ليحكم بيني وبينك لاثبت لك بان مداخلتك وتحرشك بي وتقصدك الاساءة في غير محله.... ويبدو بانك لا تعرفني كفاية لكنت تحاشيت التحرش بي... وانصحك بالتزام الادب وان لا تخرج عن موضوع رميت انت نفسك فيه وتعتذر فهو اقصر الطرق... وان تماديت ستجد جوابا يليق بك.

عبد الحميد الغرباوي
26/01/2007, 05:28 AM
هذا الذي يريد أن يفجر اللغة تفجيرا..
يريدأن يحطمها بحجة أنه مبدع..
كاتب ّ قصة" و النص الذي أنزله علينا كالصاعقة شبيه بحلقة من مسلسل مكسيكي من الدرجة المئة.. يقول إنه من النوع الرفيع..
السيد يحيى أنت الذي لا تعرفني...
اذهب إلى محرك البحث كي تتعرف على شخصي المتواضع..
أم أن أموال بنوك سويسرا أعمتك عن رؤية الحقيقة؟..
و مع ذلك ..أنت وقعت في ورطة عمرك الإبداعي..
و مع من؟...
أيها الإخوة في العروبة،
هل سبق لكم أن صرفتم أو سمعتم واحدا من أبنائكم يصرف فعلا هكذا؟:
هم يتسامران...
من منا مصدر الكارثة أنا، أم أنت؟..
من منا يريد أن يجعل اللغة العربية "متخلفة وجامدة وفاقدة لأي قيمة روحية وفنية وإبداعية"، أنا أم أنت؟..
هل اللغة العربية التي كتب بها جبران و ميخائيل نعيمة و طه حسين و المعاصرون و هم كثيرون أكيد أنك لم تقرأ لهم، "لغة جامدة، متخلفة و جامدة و فاقدة لأي قيمة روحية و فنية و إبداعية"؟
هل تسمي الخروج عن الأصول و القواعد :"اختراع المفرادات والجمل"..
تشرفنا بسيادة المخترع..
عد إلى رشدك..
إنها لغة القرآن الكريم..و أنت لست قدها..
و التجديد له فرسانه.. الأكيد أنت لست واحدا منهم...

زكي العيلة
26/01/2007, 09:48 AM
الأديبان الكبيران: يحيى الصوفي، وعبد الحميد الغرباوي.

أجمل التحيات وأجمل الأمنيات.

لاأتجاوز، أو أبالغ إذا قلتُ إنكما تمثلان قامتين أدبيتين نعتز بهما في عالم السرد، أقول ذلك معتمداً على رصيدكما المتوهج الذي تشرفتُ بشكل شخصي -بوصفي قارئاً- بتتبع جماليات إبداعه، بحيث أجد من الأنسب هنا أن تأذنا لي برجاء العودة إلى النص وعبوره بحثاً عن خباياه وإيحاءاته، آملاً -ولعل كثيراً من القراء يشاركونني في ذلك- الابتعاد عن الردود الانفعالية السريعة التي تحرفنا عن متابعة النص وتقشيره.

الأديبان الكبيران: يحيى الصوفي، وعبد الحميد الغرباوي.

لأنكما استقطبتما بإبداعاتكما وجداني ووجدان كثير من المتلقين، أتمنى عليكما وعلى الإخوة المتتبعين العودة إلى مكنونات النص الذي بأيدينا، لإنه الأصل والصورة والمآل، وماعدا ذلك فهو سحابة سوء فهم عابرة نأمل أن تتبدد، بل نُصرّ على زوالها، لتبقى لنا مكاتيب الإبداع، وأنتما جزء أصيل من تلك المكاتيب التي نحرص عليها.

دمتما قامتين مضيئتين نعتز بهما.

يحيى الصوفي
26/01/2007, 09:56 AM
ملاحظة: ارجو المعذرة لان هذا الجواب المكتوب كان قد كتب ردا على جواب عبد الحميد وقبل علمي بمداخلة الاستاذ زكي العيلة الذي اكن له الكثير من الاحترام وليعذرني لانني لن اتمكن من الاجابة عليه بسرعة لخروجي مباشرة بعد هذه الرسالة في مشوار عمل)


يعني تقصد واحد من زعران الانترنت!؟.
إذا كان كذلك... فعندك حق... أنا لست بمستواك ولست على قدك وقد تفكيرك الوضيع... وأنا لست بحاجة لان ابحث عن زعرنتك على الانترنت خاصة من جهلة أمثالك... ولو راجعت قليلا ما كتبته حول تعليقاتك وفهمك للنصوص الأدبية لكتاب غيري لعرفت حجم قدرك ومستوى تفكيرك السطحي الذي لا يرقى لمستوى تفكير طفل معاق....ولاعطيك مثلا على وزن تعليقك (هل يوجد عاقل واحد يتمتع بحسه وفهمه للفن القصصي (كما تدعي) يحلل بعد قراءته للقصة القصيرة التالية: (صاحت المثانة تريد أن تضع حدا ً للمهانة ، ولاتزال تصيح تريد لهذا الجسد أن يستريح ، حتى أفرغ الوطن إحتقانه في سرواله) بالتحليل التالي: (ففي النص الأول احتقان المثانة، طرح جديد لم قد يعاني منه أي إنسان، و السؤال الذي يتولد عن هذا الطرح الفريد، ما الذي منع المحتقن من الإسراع إلى إفراغ ما في مثانته؟ اللهم إذا كان سجينا..)!!!!؟؟؟؟.

واذا احببت استطيع العثور على العشرات من الامثلة لك على هذا الفهم السوقي والوضيع لاعمال الاخرين القصصية!؟... ناهيك على اعمالك انت والتي لا ترقي لمستوى المواضيع الانشائية لطالب في السادس الابتدائي...
ومن السهل جدا البحث عن هنات لغوية (بعضها -وهذا لا يخفى على النبيه- بسبب التصحيح الآلي للنص عن طريق برنامج وورد) والتربص بالمبدعين وإثارة البلبلة على صفحاتهم بدعوى الحرص على اللغة واللغة من أمثالك براء... وكبار المبدعين الذين ذكرتهم جميعهم نتاج للفكر والثقافة الغربية ولم يتعلموا اللغة العربية في الأزهر... وإذا كان النص بالنسبة لتفكيرك الوضيع الذي يلهو على الأقنية التلفزيونية ومسلسلاتها المدبلجة أوحى لك الشبه بينها وبين هذا النص الأدبي الرفيع فذلك مشكلتك وتحتاج لطبيب نفسي لحلها... وأنا لا احتاج لجاهل مثلك ليقيمه.. وأنا أتحداك في كتابة سطرين منه فقط!؟. ولكن كيف وأنت فاقد لخلق الرجل الأكاديمي وتلاحق الناس على الانترنت للنيل منهم بعباراتك السوقية وحججك العقيمة ...ففاقد الشيء لا يعطيه... وأنصحك بمغادرة هذه الصفحة الطاهرة إلى مكان يتناسب ومستواك العقلي والفكري فلا مكان لرجل تافه أمثالك عليها واعتبر بالمثل القائل (رحم الله امرئ عرف حقه فوقف عنده)

يحيى الصوفي
26/01/2007, 12:23 PM
أخي الأستاذ زكي العيلة تحية طيبة وبعد
اشكر لك متابعتك ومداخلتك حول موضوع القصة المثار بيني وبين الأستاذ عبد الحميد... وأنا احترم رأيك ورغبتك في مراجعة النص والبحث عن خفاياه... لان الهدف من أي عمل أدبي هو وقبل كل شيء مناقشة الهموم الإنسانية ودراسة أبعادها الفكرية والاجتماعية والنفسية... ولو قرأت أول ردودي على تعليق كل من الأخت بنت البحر وهذه مقتطفات منها (اشكر مطالعتك للنص والهنات -مهما فعلنا- تفلت من انتباهنا يمكنك الإشارة إليها متى شئت، فنصي هنا وجد ليأخذ شهادة ميلاده... وشهادة الميلاد الحقيقة لأي نص أدبي لا تكتمل إلا بالنقد والتصويب... والقراء هم من يهبه إياها.) والأستاذ عبد الحميد (وفوق كل هذا أنا لست أكثر من هاو... اكتب بالسليقة، ولست أستاذا في اللغة والأدب. وأنا لا أتضايق مطلقا من إظهار الهنات أو الأخطاء الواردة فيه على شرط أن يتمتع المصحح بالكفاءة اللازمة ويكون واثقا من حجته، وليس لإظهار براعته اللغوية والتفنن في البحث عن نثريات وهفوات هنا وهناك للإساءة للكاتب... وآلا يحتمل تصحيحه أكثر من وجه في الإعراب وآلا يمس النص باقتراح جمل بديلة... لأنه عند ذلك يفقده الروح الذي كتب فيه ويصبح غريبا عن كاتبه... وأنت تعلم يا عزيزي بان اللغة العربية بحر كبير... قد يغرق امهر السابحين فيه.) تجد بأنهما يفسران بشكل لا مجال فيه للشك وضع النص خاصة وأنني عنونته (طازج من الورشة الأدبية)

بعدها لا يصح من أي كان التهجم على صاحب النص وكيل الاتهامات له بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
هذا من ناحية.

من الناحية الفنية فاللغة وسيلة تخاطب وتعبير... وهي بحر واسع وزاخر بالمفردات والمصطلحات والرموز...
وإذا نأيت بنفسي عن استخدام العبارات الغامضة والمعقدة (القادمة من بطون القواميس القديمة ولم تعد مستخدمة) والذي يستخدمها الكثير من الكتاب المعاصرين لمجرد وضع القارئ في حيرة لابسا ثوب البلاغة والفصاحة حتى يضيع المضمون الحقيقي للجملة خلف البحث عن معاني المفردات التي تحتويها!!!؟؟؟.

فأنني لم امنع نفسي من ابتكار جمل وعبارات مجازية جديدة تعبر بشكل قوي عن الفكرة التي ارغب في إيصالها كالجملة التالية: (وفيما هي تتجاوز الظلال، كانت تبحث عن نقطة ما تسند عليها نظرها بعيدا عن وجهه) وأمثلة أخرى كثيرة لا استطيع الرجوع إليها... وهذا ما قصدته بالتجديد في الأدب.

اما ان ياتي شخص ما لكي يغير المعنى بعبارات بدائية خالية من الروح ويؤنث المذكر او يذكر المؤنث ويغير في صفات المعطوف والمعطوف عليه!!!؟؟؟. (لانه لم يستطع قراءة النص بشكل صحيح) فهي مشكلته هو وليست مشكلتي وعليه ان يعود لدراسة قواعد اللغة من جديد!؟.

هذا بالإضافة إلى أن نشري لأعمالي الأدبية يتم وفي كثير من الأحيان مباشرة بعد الانتهاء منها لرصد الانطباع العام وتصحيح العثرات والأخطاء... وهذا يختلف نهائيا عن نسخ الأعمال لبعض الكتاب من كتب كانت قد صدرت سابقا وأخذت حقها من التنقيح والتشذيب!؟.

وأنا أتصور بان توفيق الحكيم ذاته لو عاصر الانترنت ونقل وكتب أعماله مباشرة من خلالها قبل طبعها لوجد من يضطهده ويسيء إليه تحت أي حجة أو بند ولأغراض لا تعرف إلا من قبل أصحابها!؟.

وأنا استغرب مقولة البعض (هذا مقال يشبه ما نسمعه على قناة الجزيرة) أو (هذا يشبه حلقة من حلقات المسلسلات المكسيكية) بالرغم من أن كاتب المقال وكاتب القصة له شرف تشبيه أعماله لمثل هؤلاء لأنهم لولا أن يكونوا عباقرة ويتمتعون بحس وذوق فني وثقافة عالية لما وصلوا إلى حشد الملايين لمشاهدتهم والاستماع إليهم وقراءة أعمالهم.

وكثيرة هي أعمال كبار الكتاب مثل طه حسين ومحفوظ والحكيم وغيرهم كثر من تحولت أعمالهم الأدبية (وقد كتبت غالبيتها بالعامية المصرية) إلى سيناريوهات وأفلام ومسلسلات لم تؤثر على قيمتها الأدبية أو صورها الفنية.

ولا زلت اذكر إلى الآن كيف قام احد الطلبة المبتدئين في كلية الآداب في دمشق من نقد وتفنيد عشرات الأخطاء اللغوية والنحوية لأحد كبار الكتاب (سمير عطا الله) في مجلة (المستقبل) تحت حجة حرية إبداء الرأي فما كان من المجلة بعد أن استمر في غيه وادعاءاته المشبوهة -حول حرصه على اللغة العربية وقواعدها- إلا الرد عليه على صفحته ذاتها مفندة مئات الأخطاء اللغوية والنحوية مع شرح مفصل لقاعدة كل منها!؟.

إذا من العيب التهجم على الغير بحجة الحرص على اللغة والابتعاد عن النقد البناء والأكاديمي للنص... بحيث -وكما أسلفت سابقا- لم يكتب للتسلية ولا لإظهار البراعة في القص وإنما لطرح مشكلة ذات بعد إنساني لا تخفى على المثقف الذكي بتاتا... إلا إذا أحببنا الاستمرار في مناقشة الأعمال الأدبية من زاوية ومنظار سطحي فهذه هي الطامة الكبرى الذي من الممكن إلحاق الضرر بأي عمل أدبي مهما رفع شانه والأمثلة كثيرة على ذلك.

أتركك بخير وأنا ليس بنيتي الاستمرار في حوار طرشان مع أي كان لان هناك أشياء مهمة أكثر -علي القيام بها- من إضاعة وقتي من ثرثرة عقيمة لا تجدي نفعا.
دمت بخير مع كبير احترامي.
يحيى الصوفي

بسام نزال
26/01/2007, 01:47 PM
أستاذي القديران الكبيران، الأستاذ يحيى الصوفي والأستاذ عبدالحميد الغرباوي،
أستغرب إلى حد كبير وصول حوار بينكما حول قصة قصيرة ونقدها إلى هذا الحد المستهجن من الألفاظ الغريبة التي لا يحب أحد قراءتها في صفحاتنا، فأنتما كاتبان رائعان لكل منكما أعماله وإنجازاته المشرفة، ومن غير الطبيعي أن ينحدر مستوى الحوار إلى تراشق الإتهامات بالضعف اللغوي والفكري وغير ذلك.
إن الكثير مما ورد في متن هذه الصفحة يدعو إلى الحزن الشديد وخيبة الأمل، ويضعني كمشرف ومدير للمنتديات بموضع الحائر التعس الذي لا يدري ماذا يقول، فماذا أقول وأنا الذي أقضي جل وقتي في خدمة الأساتذة المبدعين عندما أقرأ ما أقرأ؟؟؟
أستاذي العزيزان ، إنكما بذلك تخرجون عن مستوى الحوار الذي نريده في منتدياتنا، بل وتبتعدون عن أهدافنا وأهدافكم في خدمة اللغة والأدب العربي،
أخي وأستاذي القدير يحيى، لا أظن أنه ينتقص من قدرك ومكانتك الكبيرة إن قمت بنفسك بتعديل ما ورد في بعض تعليقاتك من كلمات لا تليق بأحد هنا، كما لا أظنك ستكون سعيداً ببقاء هذه الكلمات التي يستهجنها قراؤك.
أخي وأستاذي القدير عبدالحميد، قد أشار الأستاذ يحيى الصوفي إلى طريقته في نشر هذه القصة الجميلة كمسودة غير نهائية ومن حقه أن يجري عليها ما يرى من تعديلات لغوية أو إملائية، ولا بأس بالتنبيه إلى بعض العثرات والهنات لكنها قد لا تشير إلى ضعف القصة أو ضعف كاتبها.
أخوي العزيزان،
قد ساءني جداً ما حدث هنا كما ساء الجميع، أتمنى عليكما الرجوع إلى الحوار الهادئ والهادف والنقد البناء، واسمحا لي بعدم التدخل فيما حدث أو يحدث بينكما، وأدعوكما للرأفة بهذه الصفحات واحترام القارئ العربي الذي ينتظر من أمثالكما ما هو أسمى وأنفع.


مع احترامي وتقديري ومحبتي للجميع.
بسام نزال

علاء الدين حسو
19/02/2007, 05:11 PM
استاذي يحيى واستاذي عبد الحميد شكرا لكما ..تعلمت منكما الديمقراطية .