المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صورة عن اجواء رمضان في باريس



صلاح الدين مرزوقي
02/09/2009, 11:18 PM
صورة عن أجـواء رمضان في بـاريس ..

حل رمضان كعادته مذكرا أهل الأرض بأهل السماء، راسما البسمةَ على شفاه النـاس، والفرحةَ على وجوه الأطفال، جامعا الغنيَّ بالفقير وواصلا الضعيفَ بالقوي في صـف واحد، وتحت سقــف واحد .. حل رمضان الكريم مشرقا بنور الايمان مزهوا ببشـائره، مستبشرا ومبشرا بالحب وحلاوة الإيمان والقرآن مجتمعَيْن، مصافحا كلَّ أبناء الأمة الإسلامبة بلا تمييز وبأرقى أساليب المحبة والمودة والسلام . هو شهر واحد معدود الأيـام، ومحدود السـاعات، مصـداقـا لقوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقـون أياما معدودات " وصدق الله . هذا الشهر المبـاركـ الكريم الذي – وإن كـانت أيـامه معدودة - يكفي لأن نطهر فيه ظـاهرنـا من أدران النفـاق، وبـاطننـا من علائق الشقاق، وقلوبنـا من نجاسة الذنوب والمعاصي، وأن نعيد فيه النظر في أعمالنا ونعود إلى الحق مستغفرين نادمين آيبين تــائبين .

هذا هو الشهر الكريم المبارك العظيم كما يعرفه التاريخ البشري على مر عصور الإســلام، وكما تعرفه القلوب المؤمنة بــالله المصَدِّقَــةُ لمـا أنزل من عنده من الحق المبين .

هذا هو رمضان في ديـار الإسلام .. فما ظن الناسِ برمضانَ في ديار الكفر؟؟

وبحكم تواجدي في فرنسا وبالضبط في باريس يسرني أن أرسم لكم صورة عنه في شوارع باريس ومن خلال بـاريس تتعرفون على قسماته في ضواحيها قـاطبة ..

فكلما زارنا هذا الشهر العظيم تتغير الوجوه والقلوب ويملأها الحب والإيمان والإخـاء، ويتغير وجـه المدن الباريسية فيشعر فيها المؤمن الصـائم بشعور إخوانه الصـائمين في البلاد العربية الإسـلامية، بل أكثر من ذلكـ ، إنه يشعر وكـأنه في إحدى بلاد المسلمين ..

ولتقريب المعنى إلى الأذهان ، إليكم هذه الصـورة عن رمضـان في بـاريس :

في بـاريس، كل شيء يسير في انتظـام ونظـام يليقـان بـالصائمين من المسلمين والمسلمـات القـاطننين بهذه المدينة، فهنـاكـ دكاكين لبيع الحلويـات وغيرهـا من أسـاسيات الإفـطار، وهنـاكـ مسـاجد تغص بالمصلين وتهتز جوانبهـا بالتلاوة الغضة الجميلـة لآي القرآن الكريم وذكـر الله، والحركةُ في هذه المسـاجد لا تكـاد تهدأ، والصـائم المسلم بإحسـاسه المرهف يشعر وكـأن جميع النـاس في فرنسا صائمون ، فلا يجد إلا أن يحمــد الله ويشكره على نعمـه وآ لائـه ..

وقضيـة أخرى أضيفهـا في هذا المقـال الموجز، هي قضية العمل، فإن أربـاب العمل في بـاريس وغيرهـا يحترمون تعلقـات المسلمين الصـائمين ، فتراهم يوَسِّعون عليهم في الأوقـات، ويضعون لهم برامجَ خـاصة في العمل، كل ذلكـ لينصرف الصائم إلى منزلـه قبل وقت الإفطـار، ليفطرَ في سـلام وصفـاء، ويؤديَ شعائره في طمأنينة وهنـاء ..

وثمـة شيء آخر تجب الإشـارة إليه، ويتعلق أسـاسـا بغير المسلمين في بـاريس، هؤلاء، لا تكـاد تجد بينهم من يسيء إلى المسلمين في صيـامهم، أو من ينتهكـ حرمـاتهم، بل يبـادلونهم الإحتـرامَ حتى في أبسط صوره، ويتجلى هذا في اجتناب غير المسلمين إيذاءَ الصـائمين بالتدخين أو غيره، إيمـانا منهم بأن لا تـآلف للشعوب ولا تـآخي إلا باحترام عقـائد الآخرين ومبادئهـم .

وفي رمضـان الأبركـ ، يتغير نمط العيش في فرنسـا، إذ أن نسبة الصـائمين فيها تفوق 70/100، ولهذا فـإن الحرية التامة التي يتمتع بها المسلون الصائمون في هذه البلاد شريفةُ الذكر شـاسعة الأطراف بحكـم القوانين المعمول بهـا في فرنسـا ..

ويـا مـا أعظم مشـاهد المسلمين الصائمين في شوارع بـاريس وهم يتنقلون بين الدكـاكين

!والأسـواق لشراء حـاجياتهم الرمضانية

إنه الدين العظيم أيهـا الإخوة، إنـها الروح الإيمـانية أيها الأحبة

يحلق جمـالهمـا وجـلالهـا في سمـاء بـاريس بأجنحـة الصائمين والصائمـات ..

وهل يا ترى بعد هذا شكـ في أن الدين عملا وإيمـانا هو أساس كل جمال وجلال ؟؟



بقلم : الشاعر صلاح الدين مرزوقي من فرنسـا

عائشة خرموش
03/09/2009, 12:56 PM
أخي صلاح .

فعلا هي أجواء رائعة و لا فرق فيها بين رمضان الوطن الأم و رمضان في الغرب !!
و ربما فرنسا بشكل عام و باريس بشكل خاص , نظرا لكثرة المهاجرين العرب هناك , و للاحترام المتبادل بينهم و بين الفرنسيين أنفسهم .

صحيح لم أجرب رمضان في فرنسا , لكنني عشته لحظة بلحظة من خلال الأهل هناك , فلا فرق يذكر سوى البعد عن الوطن و الأهل فقط .

شكرا على هذه اللفتة الطيبة , التي بينت لنا جانبا من جوانب الحياة الرمضانية في باريس .

ياسر طويش
03/09/2009, 04:14 PM
تحية لك من القلب أخي الحبيب
صلاح الدين المرزوقي
لنقلنا للأجواء الرمضانية في العاصمة الفرنسية
وحقيقة لاشك فيها أن لرمضان وللصوم معان أخلاقية وإنسانية عامة,قبل ان تكون دينية وإسلامية خاصة
فلا أجمل ولا أحلى ولا اروع من منظر تقدير مشاعر الآخرين بكل زمان ومكان
التحية موصوله لإبنتي عائشة خرموش ...
قياما وصياما متقبلا
ياسر طويش