المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جحا وعنكبوت والحرة



راضي الضميري
03/09/2009, 12:49 AM
1
كنت أحاول أن أقلد شخصًا – اعتبرته صديقًا لفترة طويلة من الزمن - ومجاراته في العالم السفلي – أي عالم الشات - على هذه الشبكة ، وإنشاء الصداقات – البريئة – وخلافه أيضًا ، عبثًا حاولت أن أجد أحدًا أتكلم معه أو أن يتكلم معي أحد ، شكوت لهذا الصديق المزعوم حالة الفقر والجفاف العاطفي – المزعوم - التي أعيشها ، فقال لي غير اسمك وادخل وارمي بكلامك عن اليمين والشمال وفي أسوأ الأحوال لن يعرفك أحد وسيكون الإياب من نصيبك وأنت خالي من عقدة الشعور بالفشل والذنب أحيانًا ، فالمجهول لا يلام لأنه نكرة وغير معرف .
أنشأت بريد جديد لكنني لم أوفق في اختيار الاسم المناسب ، حاولت كثيرًا ، لم أوفق ثم اخترت اسمًا عشوائيًا ، وما أن دخلت غرفة العالم السفلي - الشات - حتى هجمت عليّ الرسائل من كل حدب وصوب ، الكل يريد أن يتكلم معي ، نوافذ تفتح بالجملة وعالمي أصبح بالألوان ، كان الصديق المزعوم يجلس إلى جانبي – أمام جهاز آخر في مقهى انترنت- فوجدني غارق في بحر لا قرار له ، فاستنجدت به ، وقلت له ربما يكون هذا فيروس قد اقتحم شاشتي ، لكنه ابتسم قائلاًَ بل هذا اسمك الذي اخترته كان له وقعًا وصدىً كبيرًا في نفوس المعجبين .
من الصعب أن أذكر الاسم الذي اخترته و لم أكن أعرف معناه - غير أنه كان أنثوي الملامح - ، لكنني كنت متأكد من شيء واحد ، إن هذه الشابكة تضم في عضويتها معظم المرضى والمجانين في هذا العالم.
لم أكن مدمنًا على هذه الشابكة في ذلك المجال والحمد لله أنني فشلت فيه فشلاً ذريعًا ، فهو على الأقل كان يحتاج للغة إنجليزية ، وهذا الشرط لم يكن متوفرًا فيّ ،علمًا أن هذا الشرط لم يعد ضروريًا الآن ، حسب آخر النتائج القادمة - من ذلك العالم - و من أكثر من جهة والتي تؤكد أن العالم السفلي – الشات - باللغة العربية أو ما يشبهها أصبح متوفرًا وبكثرة ، صوت وصورة وفي بث حيّ ومباشر على الهواء ، فلا حاجة للغة أجنبية بعد الآن ، وبدلاً من اللهاث وراء أعجمية من أجل لقمة خبز مغمسة بمشهد أو منظر عابر ، جاء – الفرج- على أيدي التافهات من أبناء الجلدة ولسان حالهن يقول نحن أولى يا جحا .
نعم ، جحا أولى بلحم ثوره، فقط اذهب في رحلة قصيرة إلى تلك المقاهي وستجد العجب العجاب ، لكن ماذا سنقول لمن يملك في بيته هذا الجهاز العجيب وهو مزود بكاميرًا وميكروفون ، لك أن تتخيل والمخفي كما يقولون أعظم
2
لماذا أهذي بهذا الكلام الآن ، ربما لأن الواقع وفي أماكن كثيرة كان يفترض به أن يكون بعيدًَا كل البعد عن ذلك العالم الذي أصبح مشابهًا له ، لكن بأدوات أخرى غير تلك الأدوات المستعملة في العالم السفلي ، فعقدة الشعور بالنقص تجاه الجنس الآخر – وبالعكس - ما زالت تسيطر على نفوس غالبية هذا المجتمع ، وفي حين أن السلاح المستخدم في العالم السفلي هو عبارة عن كلام من الأسفل وأحيانًا كثيرة من الأعلى لكن من أجل خدمة قضية هي في المحصلة قضية سفلى بامتياز ، لكن هذا السلاح المستخدم بكل ألفاظه وأدواته له ما يبرره ، فهو تحديدًا أشبه بسياسات هذا العالم وقادة جموع الغلابة التي أفرزت كل ما نراه ، وفرخ البط عوام لذلك يجب أن لا نلوم أحدًا ، طيب ماذا نقول عن السلاح الآخر - سلاح الأدب المنافق - نعم هذا السلاح خطير أيضًا لأنه يستخدم أدوات عليا قريبة من المبدأ وبعيدة عن جوهره - بعكس السفلي - وتتكون من النفاق والمجاملات الهابطة ، والكذب لدرجة أنك تشعر أحيانًا أنك أمام موسوعة من كل ما ذكر آنفًا ، ولدرجة أنك تكاد تشعر بأمعائك وهي تحاول أن تخرج رغمًا عن أنفك - ومن أنفك - وأنت تشاهد اسمًا يدل على أن من خلفه أنثى لا ذنب لها سوى أن هابطًا أراد أن يجرها إلى حبل الخطيئة – الأدبية - بأن كذب عليها وأوهمها بأنها تملك صفات لا علاقة لها بها على الأقل في الوقت الحالي ، وكل ذلك من أجل أن يعيش هو للحظات في ذاكرة هذه الأنثى على أنه مبدع يستحق منها الثناء ، وربما يؤدي به هذا الأمر إلى حالة استمناء عقلي ، قد يعيش معها عمره كله .
3
لكن هذا ليس كل شيء ، وهذا لا يعني أن هذا الحلم الجميل والذي فررنا إليه هربًا من عالم كنا نتمنى أن نراه جميلاً أيضًا ، لا يعني أنه لا يوجد فيه أناس طيبون هم بشر بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى ، بشر يحملون بين صدورهم قلوب تفوح منها رائحة المسك ، يطيب للنحل أن يحوم من حولها ليظفر بعسل مصفى .
هؤلاء الذين حملوا على عاتقهم أمانة الكلمة الطيبة ، والهدف الراقي السامي ، ولن أزيد حرفًا ...فوق كل ذلك.
4
ماذا تريد ...؟
لماذا لا نجد من يقوّم كتاباتنا ويفهمنا على الأقل ماذا يمكن أن نطلق على هذا الوليد الخارج للتو إلى عالم لا يعرف عنه شيئًا ، أهو نثر أم شعر أم قصة أم ماذا يا أهل العلم ؟ ، تقرأ أحيانًا موضوعًا كاملاً وقد دون تحت هذا الموضوع عشرة اعترافات على الأقل تشيد به وتحمده وأقل كلمة طرزت بحقه هي الإبداع وآخر كلمة تكونت على أطرافه هي رائع ، ألخ .. قد يكون هذا الموضوع يستحق ، لكن كثيرة هي المواضيع التي لا تستحق وأصحابها يعرفون ذلك ومن علق عليها يعرف ذلك ، لكن يظهر لي والله أعلم- أن الاسم الأنثوي ليس هو السبب الوحيد – أننا مقبلين على فترة يكون الحكم فيها للكم وليس للنوع هذا ما تشير به كل الأدلة القادمة من هذه المنتديات والتي انتشرت مثل ... مثل العنكبوت وهذا هو اسمها فلم الخجل .

5


أحيانًا أساءل نفسي لماذا تكتب أنت أيضًا رغم أن أخطاؤك أكثر من أن تعد أو تحصى ، فيكون الجواب أن السبب كما تعرف هو الجلوس في مقاهي الانترنت ، والذي يكون محسوبًا عليك بالثانية ، حتى أنك لا تملك الوقت الكافي لعرض موضوعك على الو ورد فهو على الأقل يحدد لك أهم الأخطاء مثل الهمزة تلك التي أبت إلا أن تظهر فوف ألف سبقت كلمة ليل لتصبح -ألليل – ترى من يصدق كل ذلك ؟ ومن يصدق أن يصل الأمر لدرجة انك أحيانًا لا تستطيع أن تذهب إلى الحمام خوفًا من هذا الوقت الذي يجري ويقطع أوصالك وما تبقى من جيوبك وبدون أدنى رحمة ؟ لكن أتعلم ؟ أنت محق فهذا ليس مبررًا كافيًا للوقوع في الخطأ .

6
كانت لي تجربة رائعة مع الحرة ، هذه الأخت الفاضلة والتي لن أنسى ما حييت دورها في تقويم وتهذيب كتاباتي- والتي ما زالت بحاجة إلى الكثير - ، فلقد كانت تقتل فيك شعورك بالتعصب للخطأ ، وتحثك من خلال سوطها الذي لا يجامل على أن تحترم ما تكتب - فتدعوك لتجنب أخطاءك - وتدفعك دفعًا نحو المضي قدمًا إلى حلمك حاملاً سلاح الأمل بكل ثقة ، لا يخشى الفشل أو السقوط ما دام واثقًا أنه يسير على الطريق الصحيح .
رغم أنني صدمت في بادئ الأمر من أول ملاحظة وجهتها لي، لكنني فيما بعد راجعت نفسي وقلت أن الحق معها ، وأيضًا لا أحد يعلم بظروفك وظروف الحياة في هذه المقاهي التعيسة حتى يلتمس لكَ العذر في قتلك لنفسك بهذه الطريقة .وأيضًا يا أخي فهي حرة ، والحر مؤتمن ، والحرية تأبى أن تجامل ، وإلا لماذا سميت بهذا الاسم .

7

ما يلخص كل ما أردت أن أقوله قصة حدثت مع صديق أثق به ، قال لي بأنه كان يحب فتاة تدرس معه في المعهد ، وكان يحبها كثيرًا ، وأصدقائه والمحيطين به كانوا يعرفون ذلك ، ومنهم من كان يقول له يا رجل دعك منها ، فهي لا تناسبك ، ألا ترى عينها ، فيها حولٌ واضح ، لكنه لم يكن يصدقهم ، وكان يظن أنهم يخدعونه ، ليبعدوه عنها أو ربما ليتقرب منها واحد منهم ، حتى جاء يوم وزاره شقيقه في المعهد فوجد أنها فرصة مناسبة ليعرفه عليها شخصيًا ، فقال له تلك هي الفتاة التي أحبها ، فسأله أين هي ؟ قال له أنها هناك في آخر الطريق أنظر تلك التي تلبس قميصًا - لا أذكر لونه – فما أن رآها حتى قال له شقيقه ... يا رجل هذه حولاء . وهنا كانت الصدمة كبيرة لصديقي فقد نظر إليها جيدًا ، يا إلهي بالفعل هي كذلك !!!!!
المغزى من هذه القصة هو أن شقيقه لم يكن لديه مصلحة في مجاملته بل أعطاه ليس رأيه بل الصورة الحقيقية لما شاهده بأم عيينه ، مع العلم أن صديقي كان يحبها وهي لم تكن تدري أنه على هذا الكوكب أصلاً، وهذا ما نريده نحن أيضًا نريد من يقول لنا رأيه بكل صراحة وحرية مطلقة ، وأهل العلم والأدب لديهم طريقة تجعل من الدواء الشديد المرارة حلوًا بل عسلاً مصفى إذا كانت النية صادقة والهدف هو التقويم لا التكسير والمجاملة والنفاق في عالم الحلم الجميل الذي لجأنا إليه بعد أن فقدناه في واقعنا - المرحوم - المشوه .

د/ الماسة نور اليقين
03/09/2009, 10:32 PM
أخي الكريم راضي
أفكار قيمة جميلة
ابداع جديد سلمت الأنامل التي خطت
فلسفة مميزة احسنت في رصد الواقع
أدامك الله أخي وحفظك

راضي الضميري
05/09/2009, 04:55 PM
أخي الكريم راضي
أفكار قيمة جميلة
ابداع جديد سلمت الأنامل التي خطت
فلسفة مميزة احسنت في رصد الواقع
أدامك الله أخي وحفظك


الأخت الفاضلة د . الماسة

صدقيني هذا غيض من فيض والواقع أسوأ من ذلك بكثير ،ونسأل الله سبحانه وتعالى فرجا قريبا

شكرًا لك على هذا المرور الجميل وكل عام وأنت بخير

تقديري واحترامي

مصطفى السنجاري
03/10/2009, 03:44 PM
**)) دمت مبدعا أيها الرائع
هنا أو هناك أنت في القلب
تحياتي

راضي الضميري
04/10/2009, 11:06 PM
**)) دمت مبدعا أيها الرائع
هنا أو هناك أنت في القلب
تحياتي

وحين أراك تكتب ؛ تهرب مني الكلمات ولا أجد ما أعبر عنه لأوفيك حقك أيها الأخ الكبير

سعيد بك أينما كنت وحيثما كنت لك مني الدعاء بظهر الغيب ...

شكرًا لك

تقديري واحترامي

حكيمة جمانة جريبيع
05/10/2009, 12:53 AM
الأخ راضي خفف الحمل.. كم صادق هذا البوح يكشف عن رؤية عميقة لواقعنا بتناقضاته خاصة ذاك النفاق الذي نجده عند أشباه المثقفين الذين فرت منهم الثقافة فأمسكوا بعنوانها يجاملون هذا ويرفعونه وهو لاشيء.. ويحبطون ذاك ويسقطونه لأنهم في قرارة أنفسهم يعرفون أنه أفضل منهم.. الروية ..الثبات ..الصبر والزمن يغربل .. لك الود كله أيها الصادق..

الفضل العبري
10/10/2009, 04:08 PM
ما لفت انتباهي هي المقدمة الرائعة التي استخدمتها كأداة للوصول إلى الغرض المقصود، وأنا أوافقك الرأي، فعالم الشات ( أو كما أسميته العالم السفلي) يضم كميات هائلة من ذوي العقول الفارغة الذين يدرجون حقائق كاذبة عنهم أو عن العالم المحيط، والناظر لهذا الأمر (أو دعني أقول: المدقق) يجد نسبة لا تتعدى 1% من صحة ما قيل، تمامًا كالذي يدعي العلم والثقافة،وكلاهما (أعني العلم والثقافة) في غنًى عنه.
أخلص الدعوات

الفضل العبري
11/10/2009, 05:39 PM
ما لفت انتباهي هي المقدمة الرائعة التي استخدمتها كأداة للوصول إلى الغرض المقصود، وأنا أوافقك الرأي، فعالم الشات ( أو كما أسميته العالم السفلي) يضم كميات هائلة من ذوي العقول الفارغة الذين يدرجون حقائق كاذبة عنهم أو عن العالم المحيط، والناظر لهذا الأمر (أو دعني أقول: المدقق) يجد نسبة لا تتعدى 1% من صحة ما قيل، تمامًا كالذي يدعي العلم والثقافة،وكلاهما (أعني العلم والثقافة) في غنًى عنه.
أخلص الدعوات

راضي الضميري
18/10/2009, 06:54 PM
الأخ راضي خفف الحمل.. كم صادق هذا البوح يكشف عن رؤية عميقة لواقعنا بتناقضاته خاصة ذاك النفاق الذي نجده عند أشباه المثقفين الذين فرت منهم الثقافة فأمسكوا بعنوانها يجاملون هذا ويرفعونه وهو لاشيء.. ويحبطون ذاك ويسقطونه لأنهم في قرارة أنفسهم يعرفون أنه أفضل منهم.. الروية ..الثبات ..الصبر والزمن يغربل .. لك الود كله أيها الصادق..

نعم صدقت ؛ الزمن سيغربل ... وسنرى بأم أعيينا كل ذلك ... عن قريب إن شاء الله تعالى

أشكرك أختي الفاضلة على زيارتك الكريمة

تقديري واحترامي

راضي الضميري
18/10/2009, 06:56 PM
ما لفت انتباهي هي المقدمة الرائعة التي استخدمتها كأداة للوصول إلى الغرض المقصود، وأنا أوافقك الرأي، فعالم الشات ( أو كما أسميته العالم السفلي) يضم كميات هائلة من ذوي العقول الفارغة الذين يدرجون حقائق كاذبة عنهم أو عن العالم المحيط، والناظر لهذا الأمر (أو دعني أقول: المدقق) يجد نسبة لا تتعدى 1% من صحة ما قيل، تمامًا كالذي يدعي العلم والثقافة،وكلاهما (أعني العلم والثقافة) في غنًى عنه.
أخلص الدعوات

بارك الله فيك أخي الفاضل الكريم ، وسرني أن ما كتبته قد نال إعجابك .

نسأل الله تعالى فرجا قريبا .

كن بخير

د.محمد فتحي الحريري
25/11/2009, 01:02 PM
1
أنشأت بريد جديد لكنني لم أوفق في اختيار الاسم المناسب ، حاولت كثيرًا ، لم أوفق ثم اخترت اسمًا عشوائيًا ، وما أن دخلت غرفة العالم السفلي - الشات - حتى هجمت عليّ الرسائل من كل حدب وصوب ، الكل يريد أن يتكلم معي ، نوافذ تفتح بالجملة وعالمي أصبح بالألوان ، كان الصديق المزعوم يجلس إلى جانبي – أمام جهاز آخر في مقهى انترنت- فوجدني غارق في بحر لا قرار له ، فاستنجدت به ، وقلت له ربما يكون هذا فيروس قد اقتحم شاشتي ، لكنه ابتسم قائلاًَ بل هذا اسمك الذي اخترته كان له وقعًا وصدىً كبيرًا في نفوس المعجبين .
**********************
، وأهل العلم والأدب لديهم طريقة تجعل من الدواء الشديد المرارة حلوًا بل عسلاً مصفى إذا كانت النية صادقة والهدف هو التقويم لا التكسير والمجاملة والنفاق في عالم الحلم الجميل الذي لجأنا إليه بعد أن فقدناه في واقعنا - المرحوم - المشوه .
يبدي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عليك نور ، وهاهي الحكاية من البداية !!!!!!!!
ويا ليت قومي يعلمون !!!!!!
ودي وشكري وكل عام وانتم بخير ..