فريد النمر
03/09/2009, 05:31 AM
عذرا فقـد نضُبـت أحـلام قافيتـي=وجفّ حبـر مـن الإبـداع يضفيهـا
ما عاد في نغم الإلهام لحـن صـدى=يلملم الحرف وقتـا كيـف يذكيهـا
ما عاد في ورقي سطـر يوادعنـي=مذ ودّعت أشطري أحـداقَ حاكيهـا
أنـا علـى قلقـي وخـز يباغتنـي=يجدوّل الحزن فـي قلـب لماضيهـا
أنـا يعوّقـنـي لـيـل بذاكـرتـي=مبعثرا داخلـي مـا كـان يحييهـا
فجف نهر الهوى بالروح ذات مسـا=لا لم يعد هيكلـي العظمـي يحويهـا
وضاع بالذات خبز الهمـس يحرقـه=خنق الشعور علـى بـوح يمنّيهـا
هرّبت كل غصونـي بعـد أن ذبلـت=لا لم يعد لونهـا المخضـر يبديهـا
فبددتنـي كمـا الأمـواج يرهقـهـا=صخرُ الضفاف إذا أحنـى نواصيهـا
كالظل يرصفني التيـار فـي جهتـي=يا وجهي الصدفي المنحوت يغريهـا
قد صبّ بـالأرق المفلـوق يوجعـه=ثغر الشتـاء ووشـي فـي مآقيهـا
يستنطق اللؤلؤ المخبوء فـي فمهـا=من أي وجد ترى قد كـان يحكيهـا
مذ غادرت جوقة الإيحـاء ومضتهـا=تاهت بسكر يعبّ الجرح فـي فيهـا
وشاح بالعمر وقـت كنـت أحملـه=قلبا من الأنس أضحى مطفئـا تيهـا
ما عاد معتلـق التفكيـر يصنعنـي=بين الرمـاد غبـارا كـان يغويهـا
تلك المنى غادرت أجـراس مرفئهـا=وخاطهـا وجـع يضنـى معانيهـا
أدركت أن الصدى المنساب طار بـه=برد الشعور هجيـرا فـي منافيهـا
أيقنـت مـا بيننـا شـوط يجففنـي=على شواطي الرجا يخفـي نواحيهـا
كالنهـر فـي فمـه نـار تلـوثـه=أكذوبة الليـل لـو أغفـت بواديهـا
أنا علـى وطـري كفـر يغابشنـي=وبالمرايـا صـراع ظـلّ يشقيـهـا
وبين جفني وبين الوخز جسر ضنـىً=يخفي مخيلتـي لمـا وشـى فيهـا
فحُكّـم القفـلُ والتابـوت يُلصقنـي=بآخـر الركـب إذ مـرّت بساقيـهـا
والحبر صوت دمي المخدوع من وجع=غرّ المرايا فضجـت فـي مراثيهـا
تجفّ في فمها الويـلات أيـن بـدت=كسنبـلات بنـار الخـوف نحصيهـا
وخلف حنجرتي لـون تحجـر فـي=صوتي النحيف فأخفـى مـا يغنّيهـا
فليـس مـا بينـنـا إلا مماحـكـة=مـن الكـلام تـدار فـي أمانيـهـا
وبين قلبي وبين الوقت لحـن شجـا=فـي لثغـة أهملـت حنّـا مآسيهـا
فرّت على ألم النجوى ثقـوبَ جـوى=فأرهقـت غضبـا فوضـى مآقيهـا
وراح يتعبنـي نـزفٌ علـى وتــر=غلّت يـداه فصـار النـزف يؤذيهـا
عذرا فقد نفقـت أسـراب ملهمتـي=ومات لحن مـن الأجـراس يبديهـا
واستيقظ الشبح المنسيُّ فـي خلـدي=شوطا يثير غبـاري كيـف أنهيهـا
فهـدّ مـن حلـم الآمـال أجملهـا=وعـاث يخرسنـي صوتـا بناديهـا
أنا يوزعنـي بؤسـي علـى جلـدي=وليس بيـن رغابـي مـن يسليهـا
أنـا تناوشنـي الأزرار أيـن غـدت=تبـث أحجيـة الأثـواب تكسيـهـا
ووجـه أحجيتـي لـون يغافلـنـي=على البريق الذي يصحـو ليشقيهـا
خذني حمام الهـوى سكـرا لأمنيـة=تأرجحت في ضفافي كيـف أسقيهـا
وكان في نهم الربـان سـر صـدى=تحطمـت رنـة المجـداف تبديـهـا
وظل ينقشها التيـار وهـج سـرى=رغم الريـاح سفينـا كيـف يبقيهـا
تكدست رحلـة البحـار فـي يدهـا=وظـل منتبـه الأشـواق يمحوهـا
وعدت مندهشا مـن ظـل أخيلتـي=أنـا السقيـم أمـن دائـي أداويهـا
تمايـل الشعـر بعـد الآه منتفضـا=هل كيف تمشي سفين عكس جاريها
ففك من وتدي المعقود حبـل منـى=فـرفّ فيـا شـراع كـان يعليهـا
تكسـرت لغـة المرسـاة وانفلـتت=أقصوصة الغيب كيف الغيب يغفيهـا
واليـوم لا سفـن تحكـي ولا أمـل=على الضفاف فأي الحلـم يرسيهـا
تحطم المرفأ المصنوع مـن ورقـي=وتـاه فـي ضجـة الأبعـاد باقيهـا
ما عاد في نغم الإلهام لحـن صـدى=يلملم الحرف وقتـا كيـف يذكيهـا
ما عاد في ورقي سطـر يوادعنـي=مذ ودّعت أشطري أحـداقَ حاكيهـا
أنـا علـى قلقـي وخـز يباغتنـي=يجدوّل الحزن فـي قلـب لماضيهـا
أنـا يعوّقـنـي لـيـل بذاكـرتـي=مبعثرا داخلـي مـا كـان يحييهـا
فجف نهر الهوى بالروح ذات مسـا=لا لم يعد هيكلـي العظمـي يحويهـا
وضاع بالذات خبز الهمـس يحرقـه=خنق الشعور علـى بـوح يمنّيهـا
هرّبت كل غصونـي بعـد أن ذبلـت=لا لم يعد لونهـا المخضـر يبديهـا
فبددتنـي كمـا الأمـواج يرهقـهـا=صخرُ الضفاف إذا أحنـى نواصيهـا
كالظل يرصفني التيـار فـي جهتـي=يا وجهي الصدفي المنحوت يغريهـا
قد صبّ بـالأرق المفلـوق يوجعـه=ثغر الشتـاء ووشـي فـي مآقيهـا
يستنطق اللؤلؤ المخبوء فـي فمهـا=من أي وجد ترى قد كـان يحكيهـا
مذ غادرت جوقة الإيحـاء ومضتهـا=تاهت بسكر يعبّ الجرح فـي فيهـا
وشاح بالعمر وقـت كنـت أحملـه=قلبا من الأنس أضحى مطفئـا تيهـا
ما عاد معتلـق التفكيـر يصنعنـي=بين الرمـاد غبـارا كـان يغويهـا
تلك المنى غادرت أجـراس مرفئهـا=وخاطهـا وجـع يضنـى معانيهـا
أدركت أن الصدى المنساب طار بـه=برد الشعور هجيـرا فـي منافيهـا
أيقنـت مـا بيننـا شـوط يجففنـي=على شواطي الرجا يخفـي نواحيهـا
كالنهـر فـي فمـه نـار تلـوثـه=أكذوبة الليـل لـو أغفـت بواديهـا
أنا علـى وطـري كفـر يغابشنـي=وبالمرايـا صـراع ظـلّ يشقيـهـا
وبين جفني وبين الوخز جسر ضنـىً=يخفي مخيلتـي لمـا وشـى فيهـا
فحُكّـم القفـلُ والتابـوت يُلصقنـي=بآخـر الركـب إذ مـرّت بساقيـهـا
والحبر صوت دمي المخدوع من وجع=غرّ المرايا فضجـت فـي مراثيهـا
تجفّ في فمها الويـلات أيـن بـدت=كسنبـلات بنـار الخـوف نحصيهـا
وخلف حنجرتي لـون تحجـر فـي=صوتي النحيف فأخفـى مـا يغنّيهـا
فليـس مـا بينـنـا إلا مماحـكـة=مـن الكـلام تـدار فـي أمانيـهـا
وبين قلبي وبين الوقت لحـن شجـا=فـي لثغـة أهملـت حنّـا مآسيهـا
فرّت على ألم النجوى ثقـوبَ جـوى=فأرهقـت غضبـا فوضـى مآقيهـا
وراح يتعبنـي نـزفٌ علـى وتــر=غلّت يـداه فصـار النـزف يؤذيهـا
عذرا فقد نفقـت أسـراب ملهمتـي=ومات لحن مـن الأجـراس يبديهـا
واستيقظ الشبح المنسيُّ فـي خلـدي=شوطا يثير غبـاري كيـف أنهيهـا
فهـدّ مـن حلـم الآمـال أجملهـا=وعـاث يخرسنـي صوتـا بناديهـا
أنا يوزعنـي بؤسـي علـى جلـدي=وليس بيـن رغابـي مـن يسليهـا
أنـا تناوشنـي الأزرار أيـن غـدت=تبـث أحجيـة الأثـواب تكسيـهـا
ووجـه أحجيتـي لـون يغافلـنـي=على البريق الذي يصحـو ليشقيهـا
خذني حمام الهـوى سكـرا لأمنيـة=تأرجحت في ضفافي كيـف أسقيهـا
وكان في نهم الربـان سـر صـدى=تحطمـت رنـة المجـداف تبديـهـا
وظل ينقشها التيـار وهـج سـرى=رغم الريـاح سفينـا كيـف يبقيهـا
تكدست رحلـة البحـار فـي يدهـا=وظـل منتبـه الأشـواق يمحوهـا
وعدت مندهشا مـن ظـل أخيلتـي=أنـا السقيـم أمـن دائـي أداويهـا
تمايـل الشعـر بعـد الآه منتفضـا=هل كيف تمشي سفين عكس جاريها
ففك من وتدي المعقود حبـل منـى=فـرفّ فيـا شـراع كـان يعليهـا
تكسـرت لغـة المرسـاة وانفلـتت=أقصوصة الغيب كيف الغيب يغفيهـا
واليـوم لا سفـن تحكـي ولا أمـل=على الضفاف فأي الحلـم يرسيهـا
تحطم المرفأ المصنوع مـن ورقـي=وتـاه فـي ضجـة الأبعـاد باقيهـا