صفحات من طفولة المفكرين - الدكتور عابد توفيق الهاشمي

[حازم ناظم فاضل]

ولدّتُ في مدينة الموصل ( نينوى ) المسماة بـ« أم الربيعين » لجمال ربيعها في الربيع والخريف . وكان والدي حافظاً للقرآن الكريم مجازاً بالقراءات العشر وبالإجازة العلمية . وكان لقراءته الخاشعة وأدائه المتقن وصوته الرخيم أثر السحر الحلال في سامعيه وعاش صوفياً سلفياً نقياً مرناً . ولم يداهن ولم يمدح أحداً قط طيلة حياته .
وكان وقته موقوفاً على علمه والدعوة إلى الله ، ومتابعته في تربية أولاده وقضاء حوائج الناس ومراجعة حفظه لكتاب الله العزيز وكان شعاره في حياته قول الإمام الشافعي :
إذا مرَّ بي يوم ولم أتخذ يدا
ولم أستفد علماً فما ذالك من عمري
لقد عشتُ في هذه البيئة – بيئة والدي – في بيته ودعوته وقرآنه مع حرصه عليّ في انتقاء أصدقائي مما أثر في تربيتي وبناء شخصيتي الإسلامية المبكرة ، فعشتُ في رحاب القرآن الكريم منذ طفولتي حفظاً وتلاوة وتدبراً واستقامة على هديه والحمد لله رب العالمين .
 وقد عملتُ في التعليم الجامعي ربع قرن في بغداد .
 نلتُ شهادة الدكتوراة في العقيدة والأديان في جامعة القرآن في السودان .
 ألّفتُ كثيراً من الكتب في المجالات الإسلامية ومقارنة الأديان ومجالات التربية وعلم النفس الإسلامي والمناهج وطرائق التدريس .