محمد معمري
05/09/2009, 06:13 PM
لماذا هذا النوى؟!
أيا لوعتي يا روعتي يا دمعتي، أشكو همي وغمي وآلامي لإلهي الناهي عن الدواهي في ليل طويل فيه مقالي...
اجتمعت جيوش الهوى، وعن ربي حاشا أن أغوى، فاحتلت يسار النفس في السر والنجوى، وحمدت الله لقد بقي اليمين هو المأوى، اشتد العراك وكان اليمين الأقوى؛ لولا شيء من التقوى لكنت المهزوم الذي يُروى عنه ما يُروى؛ خرجت من ساحة الوغى أغني عن كل امرئ وما نوى عن النوى:
يا صفات الجمال
يا نجمة الشعرى
لقد تهت ولم أبالي
بنفسي ولا ما جرى
تغيرت أحوالي
وسرت بين الورى
أردد أقوالي
والعيون ترى
الجنون رأس مالي
به القدر جرى
لامني عُذالي
والهم ما انسرى
تبددت آمالي
بين السراب والكرى
والنوى قد فصل وصالي
عن المقامات الكبرى
يا لائمي لقد زدت في آلامي وما زحزحتني من مقامي.. ففي العشق طاب غرامي وانقشعت أوهامي وتيقظت من منامي وإليك نبرة من كلامي:
همت أبحث عنها بين السدوم
شمس العشاق أنارت كل النجوم
وكوثر الماء فاض من كل ينبوع
ونسيم صبا الروح علينا يضوع
وصوت هاتفا من قلبي دعاني
لما الهجر أضناني والبعد رماني
متى يحين الوصل يا زماني
النوم ودع مقلتي والدمع كساني
النوى شتت القلب القريب
فمتى ينجلي هذا الليل العصيب
يا صاح إن آلامي تنسي الثكلى عويلها، وهمومي توقظ القتلى من ليلها؛ وإني ضعيف والانهزام بي يتسلى كما يتسلى الريح بالأمواج العاتية، ولو طاب الهوى لانمحق النوى وسرت من نشوتي بين الدروب أغني:
لو طلع البدر لتجلت زيت مشكاتي
طرقت باب قلبك ببصيرتي
أبحث عن براءة نفسي بزمام قبضتي
كلما دنوت أبعدني النوى عن قبلتي
كم آنست روحي بالأمل ونسيت ملتي
كم في ساحة الوغى أريد نجاتي
ناري متوهجة والحزن في مهجتي
الهم والوهم في ضميري زاد في حرقتي
يا من تريد أن ترشدني إلى أين تضلني؟ والله يظلني! ولا يدري حالتي إلا من عاين ما عانيت وعانى ما عنيت؛ فكل من رآني في عذابي طواني في كفني!.. فأين باب السلام حتى يكون كل قلب حبيب قريب لكل قريب؟!
أيا قريب مني إلى قلبي
قد يحلو الغنى وطربي
ولا يحلو الضنى وإن كان نصيب
الإعصار قد حطم غرس الحبيب
والنوى صيّر القلب كالغريب
حتى نظرة حجبها عنا الحجاب
والحب بيننا لم يبق سوى كالسراب
والنار التي كانت بيننا زاد اللهيب
في أجيجها.. والشمس أبت الغروب
لما أدركت كل ما يخيب
مزقت مانع الوصل بالفهم الصائب
فعلت همتي مثل اللبيب
وأشرقت شمسي على قلبي الكئيب
وضاءت مشكاتي بضوء عجيب
وسجدت باكيا للرب القريب
****************************
بقلم: محمد معمري
أيا لوعتي يا روعتي يا دمعتي، أشكو همي وغمي وآلامي لإلهي الناهي عن الدواهي في ليل طويل فيه مقالي...
اجتمعت جيوش الهوى، وعن ربي حاشا أن أغوى، فاحتلت يسار النفس في السر والنجوى، وحمدت الله لقد بقي اليمين هو المأوى، اشتد العراك وكان اليمين الأقوى؛ لولا شيء من التقوى لكنت المهزوم الذي يُروى عنه ما يُروى؛ خرجت من ساحة الوغى أغني عن كل امرئ وما نوى عن النوى:
يا صفات الجمال
يا نجمة الشعرى
لقد تهت ولم أبالي
بنفسي ولا ما جرى
تغيرت أحوالي
وسرت بين الورى
أردد أقوالي
والعيون ترى
الجنون رأس مالي
به القدر جرى
لامني عُذالي
والهم ما انسرى
تبددت آمالي
بين السراب والكرى
والنوى قد فصل وصالي
عن المقامات الكبرى
يا لائمي لقد زدت في آلامي وما زحزحتني من مقامي.. ففي العشق طاب غرامي وانقشعت أوهامي وتيقظت من منامي وإليك نبرة من كلامي:
همت أبحث عنها بين السدوم
شمس العشاق أنارت كل النجوم
وكوثر الماء فاض من كل ينبوع
ونسيم صبا الروح علينا يضوع
وصوت هاتفا من قلبي دعاني
لما الهجر أضناني والبعد رماني
متى يحين الوصل يا زماني
النوم ودع مقلتي والدمع كساني
النوى شتت القلب القريب
فمتى ينجلي هذا الليل العصيب
يا صاح إن آلامي تنسي الثكلى عويلها، وهمومي توقظ القتلى من ليلها؛ وإني ضعيف والانهزام بي يتسلى كما يتسلى الريح بالأمواج العاتية، ولو طاب الهوى لانمحق النوى وسرت من نشوتي بين الدروب أغني:
لو طلع البدر لتجلت زيت مشكاتي
طرقت باب قلبك ببصيرتي
أبحث عن براءة نفسي بزمام قبضتي
كلما دنوت أبعدني النوى عن قبلتي
كم آنست روحي بالأمل ونسيت ملتي
كم في ساحة الوغى أريد نجاتي
ناري متوهجة والحزن في مهجتي
الهم والوهم في ضميري زاد في حرقتي
يا من تريد أن ترشدني إلى أين تضلني؟ والله يظلني! ولا يدري حالتي إلا من عاين ما عانيت وعانى ما عنيت؛ فكل من رآني في عذابي طواني في كفني!.. فأين باب السلام حتى يكون كل قلب حبيب قريب لكل قريب؟!
أيا قريب مني إلى قلبي
قد يحلو الغنى وطربي
ولا يحلو الضنى وإن كان نصيب
الإعصار قد حطم غرس الحبيب
والنوى صيّر القلب كالغريب
حتى نظرة حجبها عنا الحجاب
والحب بيننا لم يبق سوى كالسراب
والنار التي كانت بيننا زاد اللهيب
في أجيجها.. والشمس أبت الغروب
لما أدركت كل ما يخيب
مزقت مانع الوصل بالفهم الصائب
فعلت همتي مثل اللبيب
وأشرقت شمسي على قلبي الكئيب
وضاءت مشكاتي بضوء عجيب
وسجدت باكيا للرب القريب
****************************
بقلم: محمد معمري