المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نمط من تفسير لكلام خليل الرحمن:(لا أحب الآفلين) لبديع الزمان النورسي



حازم ناظم فاضل
05/09/2009, 09:27 PM
بِسْم الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

( فَلَمّا أفلَ قالَ لاَ أحِبُّ الآفلين)

[ لقد أبكاني نعي:( لا أحب الآفلين) من خليل الله ابراهيم عليه السلام الذي ينعي به زوال الكائنات، فصبّت عينُ قلبي قطراتٍ باكيات من شؤون الله، كل قطرة تحمل من الحزن والكمد ما يثير الاشجان ويدفع الى البكاء والنحيب. تلك القطرات هي هذه الابيات التي وردت الى القلب بالفارسية.. وهي نمط من تفسير لكلام خليل الرحمن ونبيه الحكيم كما تضمنته الآية الكريمة:( لا أحب الآفلين) ].

نمى ز يباست ((افولده)) كم شدن محبوب

محبوب، يغرق في أفق المغيب! ليس بمحبوب جميل، فالمحكوم عليه بالزوال لن يكون جميلاً حقاً ولا يحبه القلب، اذ القلب الذي خلق أصلاً ليعشق خالداً، ويعكس أنوار الصمد، لا يود الزوال ولا ينبغي له.

نمى ارزد ((غروبده)) غيب شدن مطلوب

مطلوب، محكوم عليه بالأفول! ليس أهلاً أن يرتبط به القلب، ولا يشد معه الفكر؛ لأنه عاجز عن أن يكون مرجعاً للاعمال وموئلاً للآمال. فالنفس لا تذهب عليه حسرات، أتراك يعشقه القلب أو ينشده ويعبده؟.

نمى خواهم ((فناده)) محو شدن مقصود

مقصود، يُمحى في الفناء ويزول! لا أريده. أنا لا أريد فانيا، لاني الفاني المسكين، فماذا يُغني الفانون عني؟

نمى خوانم ((زوالده)) دفن شدن معبود

معبود، يدفن في الزوال! لا أدعوه، ولا أسأله، ولا التجئ اليه، اذ من كان عاجزاً لا يستطيع حتماً من ان يجد دواءً لأدوائي الجسيمة ولا يقدر على ضماد جراحاتي الابدية، فكيف يكون معبوداً من لا يقدر على انقاذ نفسه من قبضة الزوال؟

عقل فرياد مى دارد، نداءِ :( لا أحب الآفلين) مى زند روح

أمام هذه الكائنـات المضطربة المنسابة الى الزوال، يصـرخ ((العقـل)) المفتــون بالمظاهر يائساً من الاعماق، كلما رأى زوال معشوقاته.. وتئن ((الروح)) الساعية الى محبوب خالد أنين :( لا أحب الآفلين) .

لا.. لا أريد الفراق.. لا.. لا اطيق الفراق.

نمي خواهم نمى خوانم نمى تابم فراقي

نمى ارزد ((مراقه)) إين زوال در بس تلاقي

وصال يعقبه الزوال مؤلم، هذه اللقاءات المكدرة بالزوال غير جديرة باللهفة، بل لا يستحق شوقاً وصال يعقبه فراق؛ لان زوال اللذة مثلما هو ألم فان تصور زوال اللذة كذلك ألم مثله، فدواوين جميع شعراء الغزل والنسيب - وهم عشاق مجازيون - وجميع قصائدهم انما هي صراخات تنطلق من آلام تنجم من تصور الزوال هذا، حتى اذا ما استعصرتَ روح ديوان أيٍ منهم فلا تراها الاّ وتقطر صراخاً أليماً ناشئاً من تصور الزوال.

أزان دردى كزين :( لا أحب الآفلين) مى زند قلبم

فتلك اللقاءات المشوبة بالزوال، وتلك المحبوبات المجازية المورثة للألم، تعصر قلبي حتى يجهش بالبكاء قائلاً:( لا أحب الآفلين) على غرار سيدنا ابراهيم عليه السلام.

فان كنت طالباً للبقاء حقاً، وأنت ما زلت في الدنيا الفانية فاعلم:

درين فاني بقا خوازى بقا خيزد ((فنادن)).

ان البقاء ينبثق من الفناء، فجُد بفناء النفس الامارة لتحظى بالبقاء!

فنا شد، هم فدا كن ، هم عدم بين ، كه از دنيا ((بقايه)) راه ((فنادن))

تجرّد من كل خلق ذميم هو مبعث عبادة الدنيا. افنِهِ من نفسك، جُد بماتملكه في سبيل المحبوب الحق. أبصر عقبى الموجودات الماضية نحو العدم فالسبيل في الدنيا الى البقاء انما تمر من درب الفناء.

فكر فيزار مى دارد، أنين :( لا أحب الآفلين) مى زند وجدان

ويظل "فكر" الانسان السارح في الاسباب المادية في حيرة وقلق أمام مشهد زوال الدنيا، فيستغيث في قنوط.

بينما ((الوجدان)) الذي ينشد وجوداً حقيقياً يتبع خطى سيدنا ابراهيم عليه السلام في أنينه:( لا أحب الآفلين) ويقطع أسبابه مع المحبوبات المجازية ويحل حباله مع الموجودات الزائلة،معتصماً بالمحبوب السرمدي..بالمحبوب الحقيقي.

بدان اي نفس نادانم ! كه : درهر فرد أز فاني دو راه هست با باقي ، دو سرّ جان جانانى

فيا نفسي الغافلة الجاهلة! يا سعيد اعلم! انك تستطيع وجدان سبيلين الى البقاء من كل شئ فانٍ في هذه الدنيا الفانية، حتى يمكنك أن تشاهد فيهما لمعتين وسرّين من أنوار جمال المحبوب الدائم، فيما اذا قدرت على تجاوز الصورة الفانية وخرقت حدود نفسك.

كه در نعمتها إنعام هست وبس آثارها أسما بكير مغزى، رميزن در فنا آن قشر بى معنا

نعم!! ان الإنعام يشاهَد طي النعمة، ولطف الرحمن يُستشعر في ثنايا النعمة. فان نفذت من خلال النعمة الى رؤية الإنعام فقد وجدت المنعم.

ثم ان كل أثر من آثار الأحد الصمد انما هو رسالته المكتوبة. كل منه يبين أسماء صانعه الحسنى. فان استطعت العبور من النقش الظاهر الى المعنى الباطن فقد وجدت طريقاً الى الاسماء الحسنى من خلال المسميات.

فما دام في وسعك - يا نفسي - الوصول الى مغزى هذه الموجودات الفانيات ولبّها، فاستمسكي بالمعنى، ودعي قشورها يجرفها سيل الفناء، مزقي الاستار دون حسرة عليها.

بلى اثارها كونيد: ز اسما لفظ بر معنا نجوان معنا، وميزن در هوا آن لفظ بى سودا

نعم! ليس في الموجودات من شئ الا هو لفظ مجسم يفصح عن معاني جليلة، بل يستقرىء أغلب اسماء صانعه البديع.

فما دامت هذه المخلوقات ألفاظ القدرة الإلهية وكلماتها المجسدة، فاقرأيها - يا نفسي - وتأملي في معانيها واحفظيها في أعماق القلب، وارمي بألفاظها التافهة أدراج الرياح دون أسف عليها.. ودون انشغال بها.

عقل فرياد مى دارد، غياث :( لا أحب الآفلين) ميزن اي نفسم

والعقل المبتلى بمظاهر الدنيا ولا يملك الا معارف آفاقية خارجية، تجره سلسلة أفكاره الى حيث العدم والى غير شئ. فتراه يضطرب من حيرته ويرتعد من هول الموقف فيصرخ يائساً جزعاً، باحثاً عن مخرج من هذا المأزق ليبلغه طريقاً سوياً يوصله الى الحقيقة.

فما دامت الروح قد كفت يدها عن الآفلين الزائلين، والقلب قد ترك المحبوبات المجازية، والوجدان قد أعرض عن الفانيات.. فاستغيثي يا نفسي المسكينة بغياث ابراهيم عليه السلام:( لا أحب الآفلين) وانقذي نفسك.

جه خوش كويد أو شيدا ((جامي)) عشق خوى:

وانظري! ما أجمل قول ((جامي)) ذلك الشاعر العاشق الولهان حتى لكأن فطرته قد عجنت بالحب الإلهي حينما أراد ان يولي الانظار شطر التوحيد ويصرفها عن التشتت في الكثرة... اذ قال:

يكى خواه، يكى خوان، يكى جوى، يكى بين، يكى دان، يكى كوى

أقصد الواحد، فسواه ليس جديراً بالقصد.

أدع الواحد، فما عداه لا يستجيب دعاء

اطلب الواحد، فغيره ليس أهلاً للطلب

شاهد الواحد، فالآخرون لا يشاهَدون دائماً، بل يغيبون وراء ستار الزوال.

اعرف الواحد، فما لا يوصل الى معرفته لا طائل من ورائه.

اذكر الواحد، فما لا يدل عليه من أقوال وأذكار هراء لا يغني المرء شيئاً.

نعم! صدقت أي جامي:

كه ((لا اله الاّ هو)) برابر ميزند عالم

هو المطلوب، هو المحبوب، هو المقصود، هو المعبود.

فالعالم كله، أشبه بحلقة ذكر، وتهليل كبرى يردد بألسنته المتنوعة ونغماته المختلفة: (لا إله الا هو) ويشهد الكل على التوحيد، فيداوي به الجرح البالغ الغور الذي يفجره: :( لا أحب الآفلين) وكأنه يقول: هيا الى المحبوب الدائم الباقي.. انفضوا أيديكم من كل محبوباتكم المجازية الزائلة.

ابراهيم ابويه
05/09/2009, 11:02 PM
نشكرك جزيل الشكر أستاذ حازم على هذا الموضوع الجميل الذي يتناول ترجمة أحد العلامة الكباربديع الزمان النورسي.
ونتمنى لك مقاما طيبا في واتا.
تحيتي.

أم سلمى
06/09/2009, 12:35 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع المفيد
و إليكم هذه المعلومات عن بديع الزمان النورسى

بديع الزمان سعيد النورسي


بديع الزمان سعيد النورسي

نسبه:

سعيد بن ميرزا بن علي بن خضر بن ميرزا خالد بن ميرزا رشان من عشيرة أسباريت من عشائر قبائل الأكراد الهكارية في تركيا.

مولده:

وُلد سعيد النورسي سنة 1293 هجرية (1876)م، في قرية (نورس) التابعة لولاية بتليس شرقي الأناضول.

رحلته في طلب العلم:

كان شغوفًا بتحصيل العلم؛ حيث تتلمذ على أخيه الكبير (الملا عبدالله )، واقتصرت دراسته في هذه الفترة على الصرف والنحو، ثم ظلَّ يرتحل من مركز إلى مركز؛ طلبًا للعلم حتى حفظ ما يقرب من تسعين كتابًا من أمهات الكتب؛ حيث درس وحفظ كتاب (جمع الجوامع) في أصول الفقه في أسبوع واحد، ولم تلبث شهرة هذا الشاب إذ انتشرت بعد أن فاق في مناقشته العلماء، فسموه: (سعيد المشهور)، ثم ذهب إلى مدينة (تللو)؛ حيث اعتكف مدة في إحدى الزوايا، وحفظ هناك القاموس المحيط للفيروزآبادي إلى باب السين، وجالس العلماء وعقدت له مناظرات مع العلماء، فبرع وتفوَّق فانتشرت شهرته في الآفاق.

وفي سنة 1314هـ (1897م) ذهب إلى مدينة وان التركية، فدرس كتب الرياضيات والفلك والكيمياء والفيزياء والجيولوجيا والفلسفة والتاريخ، فسمِّي بـ(بديع الزمان)؛ اعترافًا من أهل العلم بذكائه الحاد، وعلمه الغزير، واطلاعه الواسع.

وفي سنة 1892م ذهب إلى (ماردين)؛ حيث بدأ يلقي دروسًا في جامع المدينة، ويجيب عن أسئلة الناس، فوشي به إلى الوالي- كما هو حادث ويحدث الآن- فأصدر الوالي أمرًا بإخراجه، فسيق إلى (بتليس)، وهناك كان واليها متفهمًا وواعيًا، فعرف حقيقة هذا الشاب الموهوب، فعرض عليه أن يبقى معه فيقيم معه، فكانت فرصةً سانحةً لمتابعة تحصيل العلوم؛ لا سيما علم الكلام والمنطق وكتب التفسير والحديث الشريف والفقه والنحو.

تحوُّل في حياة بديع الزمان:

نشر في الصحف المحلية أن وزير المستعمرات البريطاني (جلادتسون) قد صرَّح في مجلس العموم البريطاني، وهو يخاطب قائلاً: (ما دام القرآن بيد المسلمين، فلن نستطيع أن نحكمهم؛ لذلك فلا مناص لنا من أن نزيله من الوجود أو نقطع صلة المسلمين به)، زلزل هذا الخبر كيان بديع الزمان، فأعلن لمن حوله: (لأبرهنن للعالم بأن القرآن شمس معنوية لا يخبو سناها، ولا يمكن إطفاء نورها).

فشد الرحال إلى إسطنبول عام 1907م، وقدَّم مشروعًا إلى السلطان عبد الحميد الثاني لإنشاء جامعة إسلامية في شرق الأناضول أطلق عليها اسم (مدرسة الزهراء)- على غرار الأزهر الشريف- تنهض بمهمة نشر حقائق الإسلام، وتدمج فيها الدراسة الدينية مع العلوم الكونية، في ضوء مقولته المشهورة: (ضياء القلب؛ هو العلوم الدينية، ونور العقل؛ هو العلوم الكونية الحديثة، وبامتزاجها تتجلى الحقيقة، وبافترائهما تتولد الحيل والشبهات في هذا، والتعصب الذميم في ذاك).

وكانت شهرته العلمية قد سبقته إلى هناك، فتجمع حوله الطلبة والعلماء، ويسألونه وهو يجيب في كل فن بغزارة نادرة، فاعترف له الجميع بالإمامة حتى إن أحدهم قال: (إن علمه ليس كسبيًّا، وإنما هو هبة إلهية وعلم لدني).

بديع الزمان على منبر الجامع الأموي:

ذهب النورسي إلى بلاد الشام 1911م، وألقى خطبة من على منبر الجامع الأموي، دعا فيها المسلمين إلى اليقظة والنهوض، وبيَّن فيها أمراض الأمة الإسلامية، وسبل علاجها، واشتهرت بـ"الخطبة الشامية".

ثم رجع إلى إسطنبول في سنة 1329هـ (1911م)، وعرض مشروعه بخصوص الجامعة الإسلامية على السلطان (رشاد)، فوعده السلطان خيرًا، وفعلاً خصص المبلغ، وشرع بوضع حجر الأساس للجامعة على ضفاف بحيرة (وان)، غير أن الحرب العالمية الأولى حالت دون إكمال المشروع.

بديع الزمان يشارك في الحرب:

شكَّل بديع الزمان فرقًا فدائية من طلابه، واستمات معهم في الدفاع عن حمى الوطن في جبهة القفقاس، وجُرح في المعارك مع الروس، وأسر (1334هـ)، واقتيد شبه ميت إلى "قوصتورما" من مناطق سيبيريا في روسيا؛ حيث قضى سنتين وأربعة أشهر، هيأ له الله أثناء "الثورة البلشفية" الانفلات، فعاد إلى بلاده في (19 رمضان 1336هـ، الموافق 8 يوليو 1918م) واستقبل استقبالاً رائعًا من قِبل الخليفة وشيخ الإسلام والقائد العام وطلبة العلوم الشرعية، ومُنح وسام الحرب، وكلََّفته الدولة بتسلُّم بعض الوظـائف، رفضها جميعًا إلاّ ما عينته له القيادة العسكرية من عضوية في "دار الحكمة الإسلامية"، التي كانت لا توجه إلا لكبار العلماء، فنشر في هذه الفترة أغلب مؤلفاته باللغة العربية؛ منها: تفسيره القيِّم "إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز"، الذي ألفه في خِضَم المعارك، و"المثنوي العربي النوري".

عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى اشترك في الحرب ضد روسيا القيصرية، فعندما دخل الجيش الروسي مدينة (بتليس (كان بديع الزمان يدافع مع طلابه عن المدينة دفاعًا مستميتًا؛ حتى جُرح جرحًا بليغًا، وأُسر من قِبل الروس، وسيق إلى معتقلات الأسرى في سيبريا، وفي الأسر استمرَّ على إلقاء دروسه الإيمانية على الضباط الذين كانوا معه، والبالغ عددهم (90) ضابطًا، ثم هرب من الأسر، وعندما وصل إلى إسطنبول مُنح وسام الحرب، واستقبل استقبالاً رائعًا، وعيِّن عضوًا في (دار الحكمة الإسلامية) التي كانت لا توجه إلا لكبار العلماء، وبعد دخول الغزاة إلى إسطنبول؛ أحسَّ النورسي أن طعنةً كبيرةً وجهت إلى العالم الإسلامي، فبدأ بتأليف كتابه (الخطوات الست)، هاجم فيه الغزاة بشدة، وأزال دواعي اليأس الذي خُيِّم على كثير من الناس ولشهرته الواسعة وجهاده المتواصل دعي إلى أنقرة عدة مرات فتوجه إليها سنة 1922م؛ حيث استقبل بحفاوة من قِبل أركان الدولة، ولكن سرعان ما خاب ظنه بمن دعوه، إذ وجد أن معظمهم لا يؤدون الفرائض الدينية فتوجه إلى المجلس النيابي (مجلس "المبعوثون") خطابًا مؤثرًا استهلَّه بـ: أيها المبعوثون إنكم لمبعوثون ليوم عظيم، وهناك عرض أيضًا مشروع بناء الجامعة الإسلامية، فلقي القبول إلى أن ظروفًا سياسية حالت دون إكمال المشروع.

المحنة:

كانت يد العلمانيين قد تمكَّنت وقويت، فبدأت حملات التضييق على بديع الزمان، وبدأت معاول الهدم في تنفيذ مخططاتها، فسنت قوانين واُتخذت القرارات لاقتلاع الإسلام، فأُلغيت السلطنة العثمانية في (1/11/1922م)، ثم الخلافة الإسلامية في (3/3/1924م).

وفي سنة 1923م توجَّه بديع الزمان إلى مدينة (وان) معتزلاً في (أرك) طوال سنتين، متعبدًا وفارًّا من الفتن لكن هيهات، فلم ينجُ من شرارتها فتعرض للاضطهاد والنفي والتهجير مع الكثيرين إلى (بوردور) جنوب غربي الأناضول، ثم نفى بمفرده إلى (بارلا)، ولكن يأبى الله إلا أن يتمَّ نوره ولو كره الكافرون، فأصبحت (بارلا) مصدر إشعاع لرسائل النور؛ حيث ألَّف النورسي معظم (رسائل النور)، وحاولت السلطات منع رسائل النور من أن تصل إلى الناس؛ لكنها تسربت عن طريق الاستنساخ اليدوي، فانتشرت في ربوع تركيا لتوقظ الإيمان في قلوب الناس، فكانت بمثابة طوق نجاة للكثيرين من العوام والخواص في زمن عمَّ في الركود الإيماني، وطمست الحقائق، وبدأت عمليات التغريب والتخريب على أشدها تفتت وتهدم في جسد الخلافة الإسلامية؛ حيث تكالبت الأمم العفنة على الخلافة، وتهافت الطامعون في هدمها، وقد كان لهم ما أرادوا؛ حيث غُيِّبت الشعوب، وطُمِست الحقائق، ودُسَّت الدسائس، وبُيِّت ودُبِّر لهدم الخلافة وإسقاطها بمكر ودهاء، فكان للعملاء النصيب الأكبر والدور الأعظم في الهدم.

من مؤلفاته:

1- الكلمات. 2- المكتوبات. 3- اللمعات. 4- الشعاعات. 5- إشارات الإعجاز. 6- المثنوي العربي. 7- الملاحق. 8- صقيل الإسلام.

وفاته:

تُوفي في الخامس والعشرين من رمضان المبارك سنة 1379، الموافق 23 آذار 1960 في مدينة أورفا، ولكن السلطات العسكرية آنذاك أخرجت جثمانه، بعد إعلان منع التجول في المدينة، ونقلته إلى مكان مجهول.

حازم ناظم فاضل
09/09/2009, 04:22 AM
الاستاذ القاضل ابراهيم ابويه المحترم .
اشكركم على مروركم الجميل .

الاستاذة القاضلة ام سلمى المحترمة .
اشكرك على هذه المعلومات عن بديع الزمان سعيد النورسي .

عايده بدر
10/09/2009, 01:41 AM
أستاذي الفاضل
حازم ناظم فاضل
أتحفتنا بنص بديع كهذا
و تضافر للغتين العربية و الفارسية
خلقا تماوجا شديد الرقي
شكرا لك و لهذا المجهود القيم
تقديري و مودتي
عايده

د.محمد فتحي الحريري
10/09/2009, 02:56 AM
الاستاذ حازم
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
النورسي من الشخصيات الدعوية الصوفية العرفانية التي تستحق الاحترام
وما قاله سبحات عرفانية وجدانية تـــأمـّليـــــــــــــة تستحق الشرح
دمت بود .

د.محمد فتحي الحريري
10/09/2009, 03:03 AM
الاستاذ حازم
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
النورسي من الشخصيات الدعوية الصوفية العرفانية التي تستحق الاحترام
وما قاله سبحات عرفانية وجدانية تـــأمـّليـــــــــــــة تستحق الشرح
دمت بود .

د.محمد فتحي الحريري
10/09/2009, 03:04 AM
الاستاذ حازم
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
النورسي من الشخصيات الدعوية الصوفية العرفانية التي تستحق الاحترام
وما قاله سبحات عرفانية وجدانية تـــأمـّليـــــــــــــة تستحق هذا الشرح والعناية
دمت بود .

حازم ناظم فاضل
14/09/2009, 10:16 PM
الاستاذة الفاضلة عايدة المحترمة
الاستاذ الفاضل الدكتور محمد فتحي الحريري المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما اجمل ان ندعو الى كسر الحواجز والمتاريس التي اقيمت بين بني البشر ليفهم العربي التركي والتركي الفارسي والفارسي الاوردي وندعو الى تلاقح الافكار ليتحقق مقولة ان العالم قرية صغيرة كما يقولون بعيداً عن الطائفية والعنصرية .
لكم مني التحية والسلام .

د. فدوى
20/09/2009, 03:00 AM
الأستاذ الفاضل : حازم فاضل النورسي

لقد أتحفتنا بترجم راقية و بديعة للنص الفارسي ، أدت المعنى بأمانة و شرحت خفايا النصوص
و جعلت القارئ يتفاعل معها بصدق ، فشكرا لك و نتمنى أن تغني دوما المنتدى بمواضيع حكمية .

مع تفديري و احترامي الخالصين