المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال لصهيوني:العزاميون عادوا



سهام جمال
07/09/2009, 02:32 AM
العزاميون عادوا
بقلم: د. أحمد نوفل

هذا عنوان مقال كتبه ضابط المخابرات الإسرائيلي السابق: " يوني بن مناحم " معلقاً على حلقات برنامجنا في قناة القدس: "سنن النصر"، ولم أكن أتوقع أن يثير برنامج كل هذا اللغط، فمن تعليق الناطق المصري، إلى تعليق الضابط الإسرائيلي.. "ولسه الحبل على الجرار".

ولم يكتب أحد يوماً عن اليهود: البيغنيون عادوا، ولا الشارونيون عادوا، ولا الرابينيون عادوا، ولا البنجوريون عادوا.. إلخ معزوفة الأسماء السمجة الكريهة، فلماذا هم لا يدعون شيئاً يمر؟

ولقد ترك هذا المقال المتهجم عليّ وعلى قناة القدس بأنها تابعة لحماس ومتطرفة، إلى آخر منظومتهم المحفوظة عن ظهر قلب.

أقول ترك لدي انطباعاً أو قل عززه بمدى أهمية الكلمة التي قد لا يلقي لها الكثيرون منّا بالاً بل يهونون من شأنها، وما أشد خطأ المقولة: أمتنا لا تحتاج الفكر.. أمتنا تحتاج الفعل.

وفي الحقيقة إن فعلاً بلا فكر هو الذي دمّر واقعنا، والشواهد ملء السمع والبصر من نهر البارد إلى العراق إلى رفح غزة.. إلى الجزائر. وثانياً توضح بشكل عملي جلي أن القوم يتابعون متابعة حثيثة ما نتوقع أن يكون مهماً وما لا نتوقع، ويبدو أن البرنامج، وهذا من فضل ربي، قد لمس مواجعهم، وأقضّ مضاجعهم.. لا تهونوا من شأن الكلمة أيها الأعزاء، فدينكم قام على الكلمة، وهل قرآنكم إلا كلمة غيّرت وجه الأرض والزمان؟

المهم أن المجرمين مغتاظون، وهذا ما يسرنا، والمهم أن الإرهابيين تحسسوا وأصابهم العطاس والزكام من مجرد الكلام، فكيف لو توافق وترافق الفعل مع الكلام!؟ يا سلام!

أمر ثالث إن الإرهابيين المجرمين الصهاينة، يركزون على رموز يحولونها بقدرتهم على الضّخّ الإعلامي والتزييف والتحريف ( الذي برعوا فيه عبر التاريخ )، أقول: يحولونه إلى " أيقونه icon للشر إن جاز التعبير، ورمزاً للتنفير، ثم يحيلون إليه. وهل نسيتم الضخ المتواصل على " صدام " حتى حولوه في نظر الأعراب إلى رمز للشر وتخلف العروبة والهزائم والنكبات؟! فما هم؟! ثم انقضوا عليه.

على كل حال، فإن الشيخ الدكتور الداعية عبد الله عزام رمز بالفعل للعالم المسلم المعتدل، ونتحدى كل من في الدنيا أن يشير أحد منهم إلى تلوث يديه البيضاوين في اقتتال بيني داخلي! أو دخوله في فتنة إنما هو قام لدفع الظلم ورفع البغي والعدوان عن شعب مسلم، ثم إن الشيخ عزام لم يشكل تياراً ولا حزباً ولا تنظيماً.. ولكن من يصدقنا ويكذبكم؟ طالما أنكم تقولون إن العزاميين عائدون فلا بد أنهم كذلك! ولكن لماذا يثير برنامج كل هذه الزوابع؟ ألا نملك أن نقول كلمات وأنتم تملكون المئات من الرؤوس النووية والطائرات والصواريخ العابرة للقارات؟

هل كلماتنا أخطر من طائراتكم وصواريخكم ورؤوسكم؟ لماذا التهويل والمبالغة والتضخيم والتحريش علينا؟ هل المطلوب أن نظل في وهدة الإحباط وقعر اليأس، حتى إذا جاء من يبشر بنصر قريب جن جنونكم؟ هل المطلوب أن تدوم عربدتكم إلى الأبد ويظل الاستخذاء العربي مسيطراً على الأجواء، فإذا جاء من يبشر بالخروج من شرنقة الضعف وقوقعة الوهن انطلقتم من جحوركم كالأفاعي تفح فحيحاً؟

إن التخبط الذي كنا فيه كفيل بديمومة استعماركم، وإن التفكير السنني كفيل – بإذن الله – باقتلاعكم!

الكلام عن النصر سير في الاتجاه المعاكس الذي يراد تجذيره في عقول العرب والمسلمين: أن الوهن والهوان هو مصيرنا إلى ما لا نهاية. ومن هنا ندرك جريمة من ينفون إمكانية انتصارنا، وينفون ما تحقق بالفعل من انتصارنا في لبنان وغزة!

وإن القول بعدم الانتصار تكريس لحالة الإحباط والانكسار وهي " أخطر من النكسة " كما هو عنوان كتاب " جلال كشك " رحمه الله.

وأنا أعلم أن الصهاينة المجرمين يدهم "طايلة" وسيتبعون القول التحريضي بالعمل، لكن ما هَمّ، وربما يأتي على الناس زمان لا يستطيع المرء فيه أن يتكلم على مغتصب أرضه في وطنه بكلمة! ويصبح مطارداً في العالم، إنها العربدة اليهودية الصهيونية والعلو الكبير!

لماذا إذا مسكم أحد بكلمة لا تحبونها فقد فوراً حقه في حرية التعبير؟ فإذا جئتم أنتم تتطاولون على الأنبياء وعلى الذي أرسل الأنبياء سبحانه وقفتم في وجهه بقميص عثمان: ألا ذلكم حرية التفكير والتعبير، التي هي أعظم مكتسبات الإنسان في القرن العشرين كما تزعمون وتزعم أبواقكم؟ ..

متى ينتهي هذا الزيف والخداع والازدواج والتضليل والتهريج؟ متى تخف قبضتكم عن أعناق شعوب الأرض، فلقد ضاقت بكم ذرعاً، وهي تتطلع بفارغ الصبر إلى يوم خلاصها، وسيكون حسابكم يومها عسيراً، قبل حسابكم العسير يوم تلقون ربكم بأوزار أثقل من الجبال ودماء عشرات ملايين الضحايا؟

لقد حدثنا القرآن منذ تنزله عن يومكم هذا، وعن الذين يتحدونكم ولا يهابونكم فقال عنهم: " فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه، أذلة على المؤمنين، أعزة على الكافرين، يجاهدون في سبيل الله، ولا يخافون لومة لائم".

وسلام على الذين لا يخافون اللائمين من الصهاينة المجرمين.

انتهى.