المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات أستاذ العربية لغير الناطقين بها الجزء الاول بقلم:احمد الحبيب بالمهدي



احمد الحبيب بالمهدي
08/09/2009, 04:41 AM
كنت سعيدا و مغمورا بالامتنان لصديقي الدكتور إدريس الشرقاوي، مدير برنامج اللغة العربية لغير الناطقين بها، لما كان دائما يشركني في الحضور سواء عن طريق إلقاء محاضرة في الصحافة و الإعلام، أو الثقافة الإسلامية و العولمة .... أو الإنتخابات و الديموقراطية .... أو عن طريق إلقاء مجموعة من الدروس لصفوف متقدمة أو متوسطة ... الدكتور الشرقاوي الأستاذ في الجامعة الأمريكية، و صاحب تجربة طويلة في هذا المجال ... و مدير برنامج طنجة لتعلم اللغة العربية عاد هذه المرة إلى المغرب و كله أمل و انشراح لفتح معهد جديد في مدينته الأصلية، مدينة مكناس التاريخية، فكان الفضاء، و كانت التجربة الطلبة الأمريكيون من مختلف الولايات من نيويورك و فرجينيا و تكساس و كنتاكي ...و غيرها من الولايات ... انبهروا أولا لعبق المكان .. لجمالية المكان .. لتاريخ المكان .. فضاء و أقسام من نوع آخر .. زخارف تشارك الطلبة القادمين من بلاد "العم سام" جاؤوا للدراسة فاكتشفوا الحضارة .. و جاؤوا للحضارة فاكتشفوا لغة الضاد .. في الشارع .. في الفندق .. في المركز .. عند صديقنا "بدر" الشاب الذي يوزع الابتسامات قبل أن يوزع الشاي .. في دبلوماسية مدير المركز الأستاذ إدريس الذي يمزج بين إنجليزية رصينة و عربية قوية واضحة تختصر المسافات .. هذه المرة لم أكن محاضرا .. بل كنت أستاذا في الصف المتقدم و المتوسط، و وقفت عن قرب عن منهجية جديدة تراوح الابتكار و تصر على التبليغ الدقيق لطلبة جرفتهم رياح العلم و المعرفة إلى مكناس التي تحمل شيئا ثمينا في منظومة التاريخ الدبلوماسي العريق .. و كيف لا و هي المدينة التي في قصورها (قصر الدار البيضاء) الأكاديمية حالية .. تم التوقيع من قبل ابن مكناسة البار السلطان سيدي محمد بن عبد الله على الاعتراف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية .. لما كان للمغرب من حضور و جاه .. و لما كان لمدينة مكناس من حب و تقدير لسلاطين الدولة العلوية الشريفة ..
كنت منبهرا أنا الآخر .. بحرص هؤلاء الأمريكان .. و بالمناسبة جلهم شباب طلاب جامعات، جلهم يبحث عن آفاق جديدة قد تفتحها لهم لغة القرآن .. لغة الضاد .. كنت حريصا على طرح الأسئلة الدقيقة فأجد الرغبة و الحب لهذه اللغة .. سيما و أن جل الطلبة اختاروا هذا التوجه عن قناعة و اكتشاف و مغامرة كذلك .. كنت أقضي الساعات الأربع مع طلبة يريدون أن يكتشفوا سحر اللغة، لا يحبون الترجمة أو الطرق السهلة كانوا يريدون بأنفسهم أن يجدوا المعنى المناسب، في الحركة في النطق في الانفعال مع الكلمة .. و لهذا ليس عبثا أن يدركوا في أسابيع معدودة زخما كبيرا من لغة تكاد تستعصي حتى على الناطقين بها ... كان البرنامج دقيقا .. وسط الأسبوع اختبار دقيق لمدى استيعابهم للدروس المقدمة، ثم محاضرة الأسبوع، و هنا مربط الفرس .. عن ماذا تتحدث هذه المحاضرة .. و من يلقيها عادة .. و كيف يتم التجاوب معها ..؟
لقد ألقى الأستاذ بيل
و هو بالمناسبة أمريكي متابع للحركة الثقافية و يتكلم بعربية سليمة، يصر فيها كما أصر من قبل في محاضرته في فضاء المركز محفوفا بزخارف الأبواب التقليدية، و نماذج الفن الراقي للعمارة، في فضاء مكشوف و مكيف أصلا .. بدأ محاضرته بالآفاق التي تصنعها اللغة العربية، في الدبلوماسية و الترجمة .. تحدث بطلاقة عن اللغة العربية التي يجب أن نفهم محيطها و بيئتها و أن نجعل من الاحتكاك و السمع وسيلة أساسية لإدراك مكامن القوة في فهم لغة قوية صامدة تصر على الحضور .. و تدعو إلى المتابعة ..
محاضرة الدكتور ندير الإسماعيلي هي الأخرى لم تخرج عن القاعدة و هذا موضوع الحلقة المقبلة
يتبع …..
احمد الحبيب بالمهدي من المغرب
رئيس نادي السينما و التوثيق و الاعلام ccdimeknes@gmail.com