المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسرانا فى رمضان هل لا زالوا على البال



د. ناصر جربوع
08/09/2009, 05:11 PM
أسرانا في رمضان هل لازالوا على البال- بقلم د- ناصر اسماعيل جربوع اليافاوي
بينماكنت أقلب شاشة التلفاز أبحث عن خبر يطمئن سريرتي ربما يكون عن وفاق فلسطيني ، أو وحدة شطري الوطن ، أو رجل يتغنى بفلسفة التسامح في هذا الشهر الكريم ، أو سطر أو كلمة أو دعاء يذكر به أسم أسرانا البواسل في باستيلات بني صهيون 00
ونتيجة بحثي أصدم بأخبار أخري سواء عربية او فلسطينية او إسلامية فقد عرضت جميع شاشات التلفاز صور من كروش منتفخة وولائم للزعيم الملهم المخلص ! وهو يشارك أتباعه في موائد جماعية تكلفتها تكفي أن يعيش الأسير بكرامة طوال مدة اعتقاله ، في ظل الحرمان والقسوة والنقص في الثمرات والأنفس ، وصراع الموت والبقاء داخل السجون 0
رجعت إلى ذاكرتي إلي ما قبل أكثر من عشرين عاما وتذكرت أيام اعتقالي في معتقل (أنصار 2 من عام 1988 ) كان ذلك في شهر رمضان المبارك ، تذكرت الزمان والمكان ، تذكرت المحبة والإخاء بين صفوف المعتقلين الأسري لأنهم كانوا يدركون المخاطر التي كانت تحدق بالقضية ، ورغم قلة الإمكانات إلا أن الأسري تكيفوا مع الواقع ، وتقاسموا لقمة العيش وصنعوا وجبات جماعية متواضعة وصنعوا من كسرات الخبز حلوي ! والتفوا على مائدة واحدة 0
أسرانا يقدمون ضريبة نفيسة لا تقدر بثمن - ضريبة اقتطعت - من أجمل سنين عمرهم قدموها طوعاً من اجل أن يحيا الوطن ويحيا أطفالنا حياة كريمة ، أسرانا يدركون حجم التضحية والحرمان من الأهل والولد ومتاع ومرادات الدنيا ،
والسؤال المطروح اليوم والموجه لكل عاقل هل لازال احد – غير أهليهم – يتذكر هؤلاء وهو جالس أمام سفرته الملوكية المليئة ، بأشهى أنواع الطعام والمقبلات والمحليات والفواكه ، أم انتفاخ الكروش وتخمتها تعمل على تخمة النفوس ، أم شهوة المناصب والياقات المخططة والملونة تنسي بدلة السجن الزرقاء والسوداء ، عذراً نسيت أن اذكر أن وزارة الأسري تذكرهم عبر فضائيات راقصة في يوم واحد في السنة أطلق عليه مجازاً يوم الأسير ! تم وضعه مجاملة للأسير وما أكثر أيامنا العربية بعد سايكس بيكو يا قوم !!
والسؤال الذي أطرحه بخجل في سياق مقالي هذا ، لمن منّ الله عليهم ، وتحرروا من قيد الأسر هل باتوا يسألون ويتفكرون إخوانهم في السجون الصهيونية ؟ أم شهوة المنصب وطراوة الكرسي والعيش الهانئ ، وسيارات الجولف البراقة تنسي الإنسان حتى نفسه ، المتتبع لجحيم أسرانا في رمضان العبادة ، ونحن على أعتاب العشرة الأواخر نجد أن إدارة السجون الصهيونية لا تسمح لأسرانا بالصلاة في ساحة السجن بشكل جماعي الأمر الذي يضطرهم إلى أدائها في الغرف الضيقة، إضافة إلى منعها لوجود مصلى في كل سجن ، عدا عن عزل كل خطيب جمعة يتفوه بكلمة لا تعجبها في سجن إنفرادي وقد تنقله إلى سجن آخر، بالإضافة إلى منع الأسرى من حرية التزاور والحركة داخل السجون في عيدي الفطر والأضحى ، وإذا انتقلنا إلى سفر رمضان في السجون الصهيونية نجد أن الأسري يعثرون على قاذورات في الطعام المقدم إليهم الذي يصنعه السجناء الصهاينة الجنائيين والقتلة وتجار المخدرات، هل تذكرنا ونحن نجلس تحت المراوح والمكيفات في بيوتنا مكاتبنا ومساجدنا معاناة الأسرى التي تتضاعف نتيجة ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة وقلة التهوية والروائح الكريهة وانتشار الحشرات وعدم السماح بشراء مراوح التبريد إضافة إلى انقطاع المياه والازدحام في الغرف ؟ وللعلم أن درجة الحرارة والانقطاع المتواصل للمياه في سجن النقب تجعل من السجون في شهر رمضان المبارك أقسام تعذيب متواصلة ! والأصعب من هذا كله أن إدارة السجون الصهيونية تحرم الأسرى من زيارة أهاليهم وأطفالهم في شهر رمضان المبارك، أليس هذا يعتبر اكبر معاناة يا من تنامون على حرير وتتخمون من رغد العيش ، لا أطالب منكم الكثير خوفا أن أزعج أحلامكم الوردية ، ولا أطالب دموعكم التمساحية لان الأسري شبعوا منها حتى الثمالة بل أطالبكم بكل تواضع أن تضعوهم في بالكم و أفكاركم ولو للحظات وتفتكروا أن رجال يموتوا كل يوم ببطء حتى يعبدوا لكم الطريق --- رحمكم الله يا عمريين ( عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز ) أسرانا يحلموا في أمجادكم فهل تأذنوا لهم باستكمال حلمهم أم ؟د-ناصر اسماعيل جربوع اليافاوي

-كاتب باحث ومؤرخ