المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احتفاء بالقدس في قلعة صلاح الدين.......محرر الاقصى



ولاء عبد الله
09/09/2009, 03:16 PM
في احتفالية كبرى بمحكى قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة افتتح اتحاد كتاب مصر مؤتمر القدس وثقافة المقاومة مساء الثلاثاء بحضور جماهيري من الأدباء والكتاب العرب بالشراكة مع مؤسسة القدس الدولية ليكون من ضمن الاحتفالات العربية التي تقام بمناسبة اختيار القدس عاصمة الثقافة العربية خلال هذا العام.
وقد ابتدأ الدكتور مدحت الجيار أمين عام الاحتفالية بالتأكيد على ان هذا المؤتمر الهام ينبه على ضرورة الحفاظ على القدس والمسجد الأقصى في الضمير العربي.
ومن جانبه اشار الكاتب الكبير محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب أن اختيار القدس لتكون عنوانا للمؤتمر جاء تقديرا للقدس في العام الخاص بها، وأن الاتحاد يرى أن القدس الرمز القوي للمقاومة كما أن الثقافة هي المعقل الأخير للمقاومة والحفاظ على الهوية، ويأتي هذا المؤتمر في قلعة صلاح الدين وهي رمزا اخر للصمود والانتصار العربي على اعداء الوطن، وهذه القلعة تؤكد أنه لابد للحق ان ينتصر، فصلاح الدين حرر القدس من الصليبيين بعد احتلال دام كثيرا.
وفي كلمة الجامعة العربية أكد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد للجامعة أن القدس بأكملها في خطر كبير وتسائل اين الدور العربي دعمه المادي واعلامه للدفاع عن القدس المحتلة ودعمها، فاين المال العربي الشعبي والرسمي فهذا فيه رسالة مباشرة لاهل القدس اننا معكم، فأهل القدس يعانون بشدة من اجل الحفاظ على الارض وتفرض عليهم ضرائب تتسبب في طردهم من ارضهم وهو ما يتطلب دعما كاملا لنعطي من خلاله رسالة للعدو بأننا لن نفرط في القدس وأن القدس عربية وستظل عاصمة الدولة الفلسطينية.
ومن جانبة اشار الاديب المصري بهاء طاهر في كلمة الكتاب المصريين حول القدس أن صلاح الدين الايوبي وان كان قد حرر القدس الا انه كان هناك قبل ذلك مرحلة مظلمة كان فيها التعاون والتطبيع بين بعض أمراء العرب والصليبيين، وكانت هذه مرحلة مظلمة فكان لابد من القضاء على عوامل الضعف الموجودة أولا فكان الفضل في تحرير القدس على يد صلاح الدين يعود في المقام الاول الى الوحدة العربية من خلال وحدة الجيوش المصرية والشامية، ولكننا الان لانرى هذه الوحدة ونحن بالطبع لا نتحدث عن وحدة عسكرية نحن بحاجة الى وحدة فعلية.
ويؤكد طاهر الى أن هذا هو الحل الفعلي في قضيتنا التي نتحدث عنها فليس هناك أهمية للخطاب عن القدس، ولن يفضي هذا الحديث حول القدس ومؤازرتها شيء فعلي على ارض الواقع لكن يتطلب ذلك منا ان نقف متحدين كعرب ليكون هناك أمل لتحرير القدس وأملا لتحرير ارادتنا، ولن يكون هذا بدون الوحدة فبدونها لن يكون لنا مكانا تحد الشمس.
وأوضح المتوكل طه الشاعر الفلسطيني ورئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين أن القدس تشهد أقوى وأعمق هجمة استيطانية في تاريخها الحديث فالمحتل الإسرائيلي يعمل على افراغ أحياء كاملة من القدس من مواطنيها الأصليين، فالقدس تفرغ من تاريخها وهويتها، والإسرائيليين يريدوننا دون مقاومة مستسلمين ثم يقدموا لنا خططهم التي تتوافق معهم واما ان نقبل اويقدموا لنا البديل، فالعالم الغربي يدعم اسرائيل ويعتبر استطالتها منع للامة العربية من وحدتها مرة اخرى.
وحول الاوضاع في القدس يقول ان دولة الاحتلال داخل اسوار القدس تقوم ببناء 20 وحدة استيطانية و6 كنس اهمها ماهو على بعد امتار من مسجد قبة الصخرة ويعادلها اربع مرات، هذا اضافة على سيطرتهم على اسفل الحرم الشريف بالكامل ويتسائل انه بعد كل ذلك فما الذي سيبقى..؟؟
ويضيف أن الوجود العربي سيكون حسب المخططات الإسرائيلية خلال 10 سنوات 12% فقط فما الذي تقوم به الدول العربية لمواجهه ذلك وفي المقابل نجد انقسام مخزي يضر بالقضية والشعب والنموذج والثورة، وأنهى حديثة بقوله القدس لاتلوح إنها تغرق، وهذا ليس ضوء الصباح انه نور الحريق.
وخلال الافتتاح تسلم ابن المفكر المصري الراحل د. عبد الوهاب المسيري درع جائزة القدس التي أعلن عن فوزه بها قبل شهرين من وفاته في يوليو 2008 ويمنح اتحاد الكتاب والادباء العرب هذه الجائزة سنويا لشخصية ثقافية عربية بارزة.
وتسلم الناقد المصري دكتور محمد عبد المطلب جائزة رجاء النقاش للنقد وقيمتها عشرة آلاف جنيه مصري وتمنحها أسرة الناقد المصري الراحل رجاء النقاش بالتعاون مع دار الشروق، وقد فاز بها في دورتها الأولى الناقد المصري عبد الحميد إبراهيم.
كما تسلم وزير الثقافة المغربي بنسالم حميش جائزة نجيب محفوظ التي يمنحها اتحاد كتاب مصر سنويا لكاتب عربي من خارج مصر على مجمل إنجازه الإبداعي والفكري وتقديرا لما قدمه في الإبداع الشعري والروائي والبحثي والفلسفة والتاريخ وتبلغ قيمة الجائزة عشرة آلاف دولار وهي أعلى الجوائز التي يمنحها اتحاد كتاب مصر وفاز بها في السنوات الماضية الأديب السوري حنا مينه والشاعر الفلسطيني سميح القاسم والشاعر السوداني محمد الفيتوري.
وقد حصل بنسالم حميش على عدة جوائز، منها جائزة الناقد عن روايته "مجنون الحكم"، وجائزة "الأطلس" للترجمة سنة 2000 عن روايته «العلامة»، وعلى جائزة "نجيب محفوظ" التي تمنحها الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن رواية "العلامة" أيضاً عام 1997.
وعقب تسليم الجوائز تحدث الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية عن القدس والقانون الدولي في بحث شيق مؤكدا خلاله ان القدس تمثل حقا تاريخيا وقانونيا للعرب في المدينة رغم محاولات التأثير السلبي على كافة أركانه لطمس الملامح الأساسية للشخصية العربية.
ويشير إلى أن القرارات الدولية تؤكد على عروبة القدس وأنها تابعة لفلسطين الواقعة تحت الاحتلال، لكنه وبرغم التسليم بأهمية التمسك بالمنهجية القانونية ففي التعامل مع قضية القدس إلا أننا لا يمكن أن نستند عليه وحده في الدفاع عن قضيتنا فالعدالة والقوة ضروريتان في التسوية السلمية، وحين يقل استعمال العدالة يكثر استخدام القوة، لذا فان دعم مصادر القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية للدول العربية من شأنها دعم جهودنا في الدفاع عن القضية الفلسطينية التي تمثل قضية الهوية العربية.
ويستمر المؤتمر ثلاثة أيام يتم الحديث خلاها حول ثقافة المقاومة ومصير القدس في ظل مشروع التهويد، القدس بين الدين والسياسة، كما يتناول القدس في الادب العربي.