المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التربية البدنية في العصر الإسلامي :



نعمان عبد الغني
10/09/2009, 11:06 PM
التربية البدنية في العصر الإسلامي :
بقلم الاستاذ : نعمان عبد الغني
namanea@yahoo.fr
لقد عني الإسلام بجسم الإنسان عناية فائقة بكل قدراته العقلية والنفسية والجسدية وقد حرص الإسلام على التوازن الدائم بينهما , وهذا التوازن يكون بان تؤدى كل قدرة من هذه القدرات الثلاث دورها الصحيح فالعقل يدور في فلك العلم , والنفس تتحرك في أفاق العقيدة والسلوك والجسم يبنى بالحماية اليقظة , وكل قدرة تؤثر في غيرها , وتتأثر بها وجميعها تعمل في نطاق هذه النظرية , فيعيش الفرد أمنا في نفسه , معافى في بدنه , سالما في عقلة يعطي للاخرين ما يراه له حقا عليهم ويظهر في المجتمع المعنى العملي لقوله صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) . وقد شدد العلماء المسلمون على عدم ارهاق الانسان بجسمه في سبيل التطور العلمي , وطالبوا باعطاء الجسم فترة راحه وممارسة النشاط الرياضي ليستطيع العقل استيعاب العلوم , كما اكد المربون المسلمون ان طبيعة الطفل لن يكون نشيطا كثير الحركة لان الجسم اذا اخلد الى الراحه واستمر في نعومة العيش ترهل وضعف عن القيام بواجبه , فلا بد اذا من ممارسه الرياضه البدنية , وقد ادرك محمد بن احمد الغزالي شأن معظم المربين المسلمين اهمية اللعب للطفل وحاجته الى النشاط البدني لذلك نصح بالسماح الى الاطفال باللعب بعد الانتهاء من وقت الدروس ( فان منع الصبي عن اللعب وارهاقه الى التعلم دائما يميت قلبه ويبطل ذكائه وينغص عليه العيش ثم ان الرياضة البدنية لا تؤدي دورها الايجابي الصحيح بمعزل عن الاستقامه النفسيه و التفكير العقلي فهذان الاثنان يشكلان القانون الظابط للرياضه البدنية , وبغيرها تصبح الرياضة ضرورة عارمة تهدم كل ما ينتجه العقل وتدمر كل الاسباب التي تساعد على انشاء الاستقامة النفسية في حياة الفرد والجماعة يمكننا القول ان سياسة الاسلام في التربية البدنية دينية ودنيوية لا سيما انهم كانوا يهدفون الى اعداد الفرد لعملي الدنيا والاخرة . وهذا ما اكدته الايات الكريمة التالية :
وجاء في القران الكريم ( وإتبع فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا ) وجاء ايضا ( انا خلقنا الانسان في احسن تقويم ) وفي الحديث الشريف : ( اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا )
في القرن السابع الميلادي بزغ فجر الإسلام ، فمن الجزيرة العربية هب منقذ البشرية محمد صلى الله عليه وسلم حاملا مشغل الهداية والنور مبشرا برسالة سماوية سامية.
ولقد اهتم المجتمع الإسلامي بالتربية الرياضية والتدريب البدني ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يضرب به المثل في ممارسة مختلف أشكال الرياضة التي كانت في ذلك العصر. وهذا تقديم لبعض الجوانب من معاني الرياضة في القرآن والسنة الشريفة والسلف الصالح .
جوانب من المعنى الرياضي في القرآن الكريم :-
الرياضة ليست فقط لمجابهة الأعداء بل هي أيضا من أجل القوام الجميل وتطوير القدرات الذاتية وبناء الجسم السليم قال تعالى : { يا أيها الإنسان ماغرك بربك الكريم (6) الذي خلقك فسواك فعدلك (7) في أي صورة ما شاء ركبك } * الانفطار *، وقوله تعالى : { لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم } * 4 التين *.
ولقد أوضح سبحانه وتعالى أنه اختار من أولئك الرهط رجلا قويا في الجسم عالما ليكون ملكا عليهم قال تعالى : { وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء } *247 البقرة *
وقد أقسم الله بالخيل فقال : { فالمغيرات صبحا } *3 العاديات *.
والتربية الإسلامية حافلة بالوقائع والقصص التي يصعب علينا ذكرها في هذا المقام والتي تدلك على أهمية الصحة الجسمية والتي منبعها ومفاهيمها الواسعة من التربية الرياضية.
جوانب من المعنى الرياضي في السنة :-
لقد اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم البدن من الحقوق التي يجب على المسلم أن يرعاها فقال في ذلك : [ إن لربك عليك حقا ، وأن لبدنك عليك حقا ، وإن لأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه. ] * صحيح البخاري *.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : [ سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته ، فلما أرهقني اللحم سابقني ، فسبقني ، فقال : هذه بتلك. ]* صحيح مسلم *.
وغيرها من أحاديث الرسول ، وقصص الصحابة رضوان الله عليهم ، ومما سبق نجد أن التربية تلقى من ا لدين الإسلامي الكثير من توجيهاته السمحاء … فقد حرم الإسلام الخمر لضرره ، وأمر بالصيام لنفعه ، وأوصى بالعناية بالبدن ……………..الخ .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : [ نحن قوم لا نأكل حتى نجوع ، وإذا أكلنا لا نشبع ] *صحيح مسلم*. وقال : [ المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. ]*صحيح البخاري*.
وعن عمر رضي الله عنه أنه مر بشاب ناسك قد أحنى قامته وطأطأ رأسه علامة الخشوع والتبتل ، فحمل عليه عمر وضربه وقال له : [ أرفع رأسك وأصلح قامتك لا تمت علينا ديننا أماتك الله ]
وقال عمر أيضا [ علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل ].
ومن هذا وغيره يثبت الإسلام أنه يمتاز عن الأديان السماوية بالعدل بين مطالب الروح والبدن ، فهو دين متناسق لا يأمر الإنسان أن يترك متعة الدنيا طالما مشروعيتها في حد معتدل

نبيل الجلبي
13/09/2009, 06:17 PM
الأستاذ نعمان عبد الغني المحترم
جزاكم الله كل خير وبارك بكم
أقترح نقل الموضوع الى منتدى التاريخ أو منتدى التدريب في مركز واتا للدراسات العسكرية
اما بالنسبة للحديث :نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع
فقد ذكرت إزاءه صحيح مسلم
وإليك ما وجدته عن الحديث في الفتوى التالية للشيخ محمد صالح المنجد
السؤال:

هل هذا الحديث صحيح: { نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع }؟

الجواب:

الحمد لله،

لم نعثر على هذا الحديث - بعد البحث والتفتيش - في كتب السنة النبوية، ولم يذكره - فيما وقفنا عليه ـ-سوى برهان الدين الحلبي في "السيرة الحلبية" (3/295) من غير إسناد ولا عزو لكتب الأثر، ولذلك فلا تصح نسبة الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما قد يكون في معناه بعض التردد.

قال الشيخ الألباني - رحمه الله -: " هذا القول الذي نسبه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - لا أصل له " انتهى. "السلسلة الصحيحة" (رقم/3942).

وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" المجموعة الثانية (3/224): " هذا اللفظ المذكور ليس حديثا فيما نعلم " انتهى.

على أن الأدب الذي تضمنه هذا الكلام، مازال أهل العلم، وأهل العقل والحكمة يقولون به: أنه لا ينبغي للإنسان أن يُدخل طعاما على طعام آخر في بطنه، بل ينتظر حتى تطلب نفسه الطعام وتشتهيه، فإذا اشتهته وأعطاها حاجتها منه، فليقتصد في تناوله، ولا يملأ بطنه منه، بحيث يتجاوز حد الاعتدال والتوسط في ذلك.

عَنْ مِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ - رضي الله عنه - قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ : { مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ؛ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ؛ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ } رواه أحمد (16735) والترمذي (2380)، وقال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وصححه الألباني.

قال صاحب " الفواكه الداواني" (2/317): ( ومن آداب الأكل ) المقارنة له ( أن تجعل بطنك ) ثلاثة أقسام ( ثلثا للطعام وثلثا للشراب وثلثا للنفس ) لاعتدال الجسد وخفته ; لأنه يترتب على الشبع ثقل البدن وهو يورث الكسل عن العبادة , ولأنه إذا أكثر من الأكل لما بقي للنفس موضع إلا على وجه يضر به , ولما ورد : { المعدة بيت الداء , والحمية رأس الدواء , وأصل كل داء البردة . والحمية خلو البطن من الطعام , والبردة إدخال الطعام على الطعام , ولفظ المعدة } إلخ من كلام بعض الحكماء أدخله بعض الوضاع في المسند المرفوع ترويجا له ...

ومن كلامهم أيضا ما قاله مالك : ومن طب الأطباء أن ترفع يدك من الطعام وأنت تشتهيه... وقال سحنون : كل شيء يعمل على الشبع إلا ابن آدم إذا شبع رقد .. "

وقال السفاريني في غذاء الألباب (2/110) : " ينبغي للآكل أن يجعل ثلثا للطعام وثلثا للشراب وثلثا للهواء .. ، امتثالا لما قال الرسول الشفيق الناصح لجميع الخلق المرشد للمنافع الدينية والدنيوية , والمنقذ من الهلاك , والمفاسد - صلى الله عليه وسلم - فهو الحكيم الناصح , والعليم الذي أتى بالعلم النافع , والحق الواضح .

ولهذا قال الحافظ ابن رجب عن هذا الحديث: إنه أصل عظيم جامع لأصول الطب كلها. وقد روي أن ابن ماسويه الطبيب لما قرأ هذا الحديث في كتاب أبي خيثمة قال : لو استعمل الناس هذه الكلمات يعني من قوله - صلى الله عليه وسلم - { : حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه } إلى آخره لسلموا من الأمراض, والأسقام ولتعطلت المارستانات ودكاكين الصيادلة. قال الحافظ ابن رجب : وإنما قال هذا ; لأن أصل كل داء التخم قال بعضهم : أصل كل داء البَرْدَة وروي مرفوعا ولا يصح رفعه.

وقال القرطبي في شرح الأسماء : لو سمع بقراط بهذه القسمة لعجب من هذه الحكمة.

وفي الإحياء ذكر هذا الحديث يعني تقسيم البطن أثلاثا لبعض الفلاسفة فقال: ما سمعت كلاما في قلة الأكل أحكم من هذا, ولا شك أن أثر الحكمة فيه واضح, وإنما خص الثلاثة بالذكر; لأنها أسباب حياة الحيوان ولأنه لا يدخل البطن سواها ..

وقال ( الحارث بن كلدة ) طبيب العرب : " الحمية رأس الدواء , والبطنة رأس الداء ) ورفعه بعضهم ولا يصح أيضا قاله الحافظ, وقال الحارث أيضا: الذي قتل البرية, وأهلك السباع في البرية, إدخال الطعام على الطعام, قبل الانهضام " انتهى.

والله أعلم .إنتهى
عن موقع إسلام هاوس
http://www.islamhouse.com/p/169291