المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرياضة في ألمانيا



نعمان عبد الغني
11/09/2009, 11:39 PM
الرياضة في ألمانيا
بقلم الأستاذ: نعمان عبد الغني
namanea@yahoo.fr

يمارس ثلث السكان الألمان نشاطاتهم الرياضية في أندية رياضية تابعة إلى الاتحاد الرياضي الألماني الذي يضم أكثر من 87 ألف نادي لمختلف أنواع الرياضة.
يمثل الاتحاد الرياضي الألماني بصفته المنظمة المركزية لمختلف أنواع الرياضات مصالح جميع الجمعيات والأندية الرياضية في كافة الولايات الألمانية ، كما هو الحال في معظم بلدان العالم تحظى رياضة كرة القدم بشعبية خاصة في ألمانيا.
الاتحاد الألماني لكرة القدم
تأسس الاتحاد الألماني لكرة القدم في 28 يناير عام 1900 في مدينة لايبزج حيث كان الاتحاد يضم آنذاك 86 نادياً لكرة قدم . أما الآن فينتمي إلى اتحاد كرة القدم الألماني الذي يُعتبر الرابطة الأم لهذه الرياضة المرغوبة، ينتمي إليه حوالي 27 ألف نادٍ تضم أكثر من 6،3 مليون عضو. وبذلك تبقى رياضة كرة القدم الأكثر شعبية في ألمانيا، كما هو الحال في مُعظم بلدان العالم.
وهكذا يعتبر اتحاد كرة القدم الألماني أكبر الاتحادات الرياضية في ألمانيا وهو أيضاً أكبر اتحادات كرة القدم العالمية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم " فيفا " الذي يضم أكثر من 200 مليون عضو، حسب تقديرات رئيس الفيفا السويسري بلاتر.
وقف الاتحاد الألماني لكرة القدم أمام تحديات صعبة تقضي بتشجيع الرياضة وتقديم الدعم اللازم للجمعيات والأندية الرياضية، الأمر الذي حققه الاتحاد الذي أصبح أحد الاتحادات القلة التي تعتمد على نفسها في تمويل مشاريعها والقيام بواجباتها.
من أفضل النتائج التي حققها الاتحاد الألماني لكرة القدم هو فوز المنتخب الوطني لكرة القدم ببطولة العالم ثلاث مرات ( 1954 و 1974 و 1990 )، إضافة إلى إحراز بطولة الأمم الأوروبية ثلاث مرات أيضاً (1972 و 1980 و 1996 ). هذا بالإضافة إلى إحراز منتخب كرة القدم الألماني للسيدات لقب بطولة العالم عام 2003 ولقب بطولة الأمم الأوروبية خمس مرات ( 1989 و 1991 و 1995 و 1997 و 2001 )، إضافة إلى الميدالية البرونزية في الدورتين الأولمبيتي ن عام 2000 في سيدني وعام 2004 في أثينا.
تحظى كرة القدم الألمانية باهتمام متزايد لدى الأطفال والشبان بشكل غير مسبوق. هذا ما أظهرته آخر الإحصائيات التي أجراها اتحاد كرة القدم الألماني. كما تحظى رياضة كرة القدم باهتمام متزايد لدى السيدات والفتيات أيضاً حيث اقترب عدد أعضاء الاتحاد الألماني لكرة القدم من الجنس اللطيف من عتبة الـ 900 ألف عضو، لاسيما بعد إحراز المنتخب الألماني لكرة قدم السيدات لبطولة العالم لكرة القدم التي استضافتها الولايات المتحدة عام 2003.
الدوري الألماني " بوندسليجا " انطلق الدوري الألماني لكرة القدم في 24 أغسطس عام 1963 حيث تشكّل بداية من 16 فريقاً من الدوريات المحلية في الأقاليم الألمانية المختلفة.
وبعد فترة وجيزة حقق دوري الدرجة الأولى الألماني نجاحات كبيرة وضعت حداً للأصوات التي كانت تُعارض تأسيس دوري لكرة القدم للمحترفين. يُعتبر فريق بايرن ميونيخ صاحب الرقم القياسي في الفوز ببطولة الدوري الألماني لكرة القدم من أشهر الفرق الألمانية والأوروبية والعالمية أيضاً.
وحقق هذا الفريق العريق نجاحات عديدة على الصعيد المحلي والعالمي. محلياً أحرز الفريق البافاري لقب الدوري الألماني لكرة القدم 18 مرة كانت أخرها في الموسم الكروي عام 2003. بشكل عام تحظى فرق الدوري الألماني الممتاز باهتمام جماهيري كبير.
إذ يتوجّه كل يوم سبت نحو 290 ألف من عشاق كرة القدم الألمانية إلى الملاعب لنُصرة فرقهم المحببة. هذا بالإضافة إلى ملايين المشجعين الذين ينتظرون أمام شاشات التلفزيون لمشاهدة البرامج الرياضية الخاصة بالدوري الألماني لكرة القدم.كل ذلك يؤكد حقيقة أن كرة القدم هي الأكثر شعبية على الإطلاق في ألمانيا.
إنجازات الأندية الألمانية علي الصعيد الأوروبي وعلى الصعيد الأوروبي حققت العديد من الفرق الألمانية ألقاباً عديدة وعلى رأسها فريق بايرن ميونيخ الذي أحرز لقب دوري أبطال أوروبا 4 مرات ( 1974 و 1975 و1976 و 2001 )، وكأس الأندية الأوروبية مرتين عام 1996 وعام 1967. وفي المرتبة الثانية يأتي فريق هامبورغ الذي أحرز لقب دوري أبطال أوروبا عام 1983 وكأس الأندية الأوروبية عام 1977، يليه فريق بروسيا دورتموند الذي أحرز أيضاً دوري أبطال أوروبا عام 1997 وكأس الأندية الأوروبية عام 1966.
وأحرزت الفرق الألمانية التالية كأس الأندية الأوروبية أيضاً: فريق بروسيا مونشينغلاد باخ ( 1975 و 1979 ) وأينترخت فرانكفورت ( 1980 ) وباير ليفركوزن ( 1988 ) وفيردر بريمن ( 1992 ) وأخيراً فريق شالكه 04 عام 1997. إضافة إلى ذلك أحرز فريق إف سي ماجدبورج، فريق دوري ألمانيا الديمقراطي ة سابقاً، أحرز عام 1974 كأس الأندية الأوروبية.
وتؤكد كل هذه النتائج الجيدة والإنجازات الكبيرة التي حققتها الفرق الألمانية أن كرة القدم الألمانية تتمتع بمستوى عال على الصعيد العالمي وأن الأندية الألمانية تنتمي إلى نُخبة الأندية العالمية العريقة.
عندما نتحدث عن كرة القدم الألمانية فإننا نقصد بالأخص الدوري الألماني الأول الذي تُعرض مقابلاته مساء يوم السبت بين بايرن ميونخ وشالكة أو بين فريق هيرته ونادي هامبورغ الرياضي بالإضافة إلى اللقاءات الدولية للمنتخبات الممتازة والمباريات الشيقة بين أقوى الفرق الألمانية التي تشارك في دوري الأندية البطلة وفي كأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
نتحدث عن كرة القدم الألمانية عندما نرى الجيل الصاعد من فرق الشباب تكافح بتعطش للصعود وتحلم أن يصبح لها في يوم من الأيام اسم معروف كأشهر اللاعبين مثل زامر أو بالاك أو بيكنباور. نتحدث أيضا عن كرة قدم الهواة التي تقام في المنتزهات الطبيعية والتي تجمع عادة بين الهواة الذين يشاركون فقط قصد المتعة. كيف يكون لكرة القدم هذه البهجة دون مشاركة عشاق ومحبي أنديتها الأوفياء الذين يشجعون فريقهم مباشرة من المدرجات كيف ما كانت حالة الطقس والذين لا يتأخرون عن مرافقتها لحضور كل مباريات الذهاب. رغم أن البعض يكتفون بمشاهدة الأنباء الرياضة مساء يوم السبت فهم يعدون كذلك ضمن المعجبين والمشجعين. وباختصار إن كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في ألمانيا.
الاتحاد الألماني لكرة القدم
بدأ يوم 28 يناير/كانون الثاني سنة 1900 رسميا في ألمانيا تاريخ الاتحاد الألماني لكرة القدم وقد شهدت مدينة لايبتسيغ مراسم تأسيس هذا الاتحاد. وقد سجلت هذا الاتحاد الرياضي الألماني الأكبر من نوعه رقما قياسيا للأعضاء المشتركين وصل عددهم إلى 6.272.803 عضو مقسمين على 26.010 نادي. وقد أصبحت كرة القدم كأسلوب رياضي حيوي يجذب العديد من المهتمين خاصة في صفوف الأطفال والشباب بدرجة لم يسبق لها مثيل. ويلعب ثلث النشيطين داخل الاتحاد الألماني لكرة القدم مع حوالي 100.000 فريق من فرق الصغار.
الأمر الذي يسر جدا هو الاتجاه الجديد والشهرة العالية التي عرفتها رياضة كرة القدم الخاصة بالنساء والفتيات، فقد وصل عدد الإناث المسَجلات حاليا في الاتحاد الألماني لكرة القدم إلى 857.220 عضوة. ومن الملاحظ أيضا ارتفاع واضح لعدد فرق الإناث اللواتي يقل أعمارهن عن 16 سنة. هذا ليس أمرا غريبا ولكن فقد تبث وتأكد أن رياضة كرة القدم ليست حكرا على الرجال فقط حين فاز المنتخب الوطني للنساء بكأس العالم الذي نظم خريف سنة 2003 في الولايات المتحدة الأمريكية. في المجموع يشارك حاليا حوالي 6.866 فريق من فرق النساء والفتيات في المباريات المنظمة من قبل الاتحاد الألماني لكرة القدم.
الإنجازات العظيمة
صرح لاعب كرة القدم الإنجليزي جيري لينيكر مرة فقال أن رياضة كرة القدم بسيطة وسهلة حيث ترى هناك 22 لاعبا يركدون كل الوقت خلف كرة، لكن في آخر المطاف تفوز ألمانيا باللقب. هذا ليس طبعا بصحيح وستكون المقابالات مملة جدا لو كان الأمر كذلك. لكن عندما ينظر المرء لرصيد منتخب كرة القدم الألماني في صنف الرجال يرى أنه فعلا من بين الفرق القوية حيث فاز ثلاثة مرات بكأس العالم ونال أربعة مرات المرتبة الثانية وحصل مرتين على المرتبة الثالثة فضلا عن هذا نشير أنه أحرز ثلاثة مرات على كأس أوروبا ونال مرتين المرتبة الثانية في بطولة كأس أوروبا كما شارك منذ 1954 في كافة مباريات كأس العالم ومنذ 1972 في كل دوريات كأس أوروبا. لقد أدت هذه الانتصارات إلى وضع المنتخب الألماني على قمة كل قوائم التصنيفات الدولية كما نجح في إنشاء أرضية وقاعدة واسعة ترفع من شعبية الفريق الألماني المرموقة التي يمتاز بها على المستوى العالمي.
وتحاول فرق النساء جادة الحفاظ على هذه الرتبة العالية حيث حقق المنتخب الألماني للنساء انتصارا ساحقا عندما فاز سنة 2003 لأول مرة بكأس العالم المنظم من قبل الاتحاد الألماني لكرة القدم. كما ساهمت خمسة ألقاب أوروبية تم تسجيلها في السنوات 1989، 1991، 1995، 1997 و2001 في إغناء هذا الرصيد المتميز الذي حققته كرة القدم النسوية الألمانية.
والأمر الذي طبع تاريخ كرة القدم الألمانية هو الفوز بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية الصيفية لسنة 1976 بمدينة مونتريال الكندية من طرف الجمهورية الألمانية الديموقراطية سابقا حيث اتحد اتحاد كرة القدم DFV) التابع لها سنة 1990 مع الاتحاد الألماني لكرة القدم مرة ثانية
ولم يؤد اندماج الشرق مع الغرب في ألمانيا إلى مضاعفة قوة المنتخب الألماني، بل تداعى رصيد ألمانيا من الانجازات الكروية سريعاً. كما عانت الرياضة الألمانية من تبعات تعاطي المنشطات بشكل نظامي. ومع ترأس بيكنباور للجنة المنظمة لكأس العالم أحرز انتصاراً كبيراً آخراً لألمانيا عندما تمكنت بلاده من الفوز بحق تنظيم بطولة كأس العالم 2006 في ألمانيا، وذلك بعد 32 عاماً من استضافة البطولة بألمانيا الغربية في بلد قسمته الحرب الباردة آنذاك إلى شرقي وغربي.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يعبر فيها الألمان بحرية ودون خجل عن مشاعرهم الوطنية برفعهم علم ألمانيا في كل مكان. فمنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية كان الشعور السائد بين الكثيرين من الألمان هو عدم الارتياح تجاه الإعلان صراحة عن مشاعرهم الوطنية. وعلقت صحيفة "تايمز" البريطانية على خروج مئات الآلاف إلى بوابة براندنبورغ في برلين محتفلين بهذه المناسبة آنذاك بأن ألمانيا أصبحت "دولة طبيعية" من جديد. كما كتبت أيضاً: "منذ عهد الرايخ الثالث لم تشهد ألمانيا مثل هذه التظاهرة الكبيرة للكبرياء الوطني، مع عدم وجود مجال للمقارنة بين التدخل النازي لتنظيم هذه التظاهرات آنذاك وبين التظاهرات الطبيعية حالياً".
شهدت ألمانيا العديد من اللحظات الرياضية الرائعة والأبطال الرياضيين في التاريخ الحديث أيضاً. فقد رفع كل من شتيفي جراف وبوريس بيكر اسم ألمانيا عالياً في سماء التنس في أواخر الثمانينات وفي تسعينات القرن الماضي. كما حقق مايكل شوماخر نجاحاً مماثلاً في سباقات السيارات فورمولا 1. وفي ألمانيا الشرقية تمتعت بطلة وملكة التزلج على الجليد كاتارينا فيت بشعبية عريضة في الشطرين الشرقي والغربي.
الرياضة وسيلة للحلول السياسية
على الرغم من التنافس الذي هيمن على العلاقة بين الألمانيتين قبل التوحيد، فقد شارك منتخبا كلتا الدولتين كفريق واحد تحت علم واحد في الدورات الأولمبية، التي جرت فيما بين عامي 1956 و1964.
وترى المؤرخة أوتا بالبيير أن القيادة في ألمانيا الشرقية سرعان ما أدركت أنها تستطيع أن تتملص من العزلة الدبلوماسية التي تعاني منها عن طريق توطيد العلاقات الثقافية. وتعلق باليير التي ألفت كتاب "الحرب الباردة على مضمار سيندر. الرياضة الألمانية – الألمانية في الفترة 1950 و1972، تاريخ سياسي" قائلة: "كانت الرياضة هي الوسيلة المثالية لتحقيق ذلك." وتضيف بالقول: "استطاعت ألمانيا الشرقية أن تثبت جدارتها عن طريق عدد الميداليات التي تفوز بها وتمثلت كرامتها في رفع علمها وعزف سلامها الوطني في مراسم الاحتفالات بالفوز."
يُذكر أن ألمانيا الشرقية حصدت 409 ميدالية مقابل 204 ميدالية لألمانيا الغربية في الدورات الأولمبية الصيفية فيما بين عامي 1968 و1988، بالرغم مقاطعتها لأولمبياد 1984. لكن يبقى هذا المجد ملطخاً لأن الحكومة الشرقية كانت ترعى برنامج المنشطات، كما استغلت العديد من اللاعبين اليافعين الأبرياء.