المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المرأة في الاسلام



محمد خطاب سويدان
12/09/2009, 02:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم




المرأة في الإسلام
الحمد لله رب العالمين خلق الإنسان من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء .



كتب الكثيرون عن المرأة بل يكاد يكون الموضوع الأكثر اهتماما من الكتاب والمصلحين وأصحاب الفكر فكانوا مذاهب شتي في النظرة إلي المرأة حتى أصبحت المرأة بمقياس البعض معيارا للتقدم أو التخلف , وأصبحت عند البعض تجارة رائجة لجني المال والشهرة غير عابئ بالمرأة نفسها أو ما يصيبها من جراء تلك الآراء .



وفي عصر العولمة الذي نعيشه ألان تطل علينا كما أطلت علينا من قبل أقوال وأفكار متغيرة بحسب متطلبات العصر أو بحسب أفكار الكاتب فكان من الكتّاب مع المرأة كما كان من هو عليها .



فكانت المرأة في الحالتين تابع يراد به الخير أو يراد له الشر.



وجاء الإسلام ليعلن المساواة بين الرجل والمرأة الكاملة في الإنسانية لقوله تعالي ( خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ) سورة النساء الآية رقم 1.



ويقرر الإسلام أن للمرأة مسئولية تجاه ربها ودينها ولها ثواب العمل الصالح والإثم في التقصير لقوله تعالي في سورة النساء الآية 124 (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فاؤلئك يدخلون الجنة ولا يظلمون فتيلا ).



كما ان مسئولية المرأة مستقلة عن مسئولية الرجل فلا تؤثر طاعتها علي معصيته أو العكس فكل له كيانه المستقل الغير مرتبط بالآخر لقوله تعالي في سورة الإسراء الآية 13 (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه)وقال تعالي.



(ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين ,وضرب الله مثلا للذين امنوا امرأة فرعون اذ قالت رب ابني لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين)



سورة التحريم الآية 10 -11

والمجتمع الإسلامي يقوم وينهض علي أكتاف الرجال والنساء علي حد سواء لقوله تعالي (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله .....الايه ) التوبة 111 .وهكذا يؤكد القران الكريم علي التساوي الإنساني بين الذكر والانثي بوجود عدد من المجتمعات لا تقر هذا التساوي وكذلك يقرر واجب السمع والطاعة لله ورسوله.
وقد اخذ الإسلام علي عاتقه رفع كل الظلم الذي لحق بالمرأة علي مر العصور وعند كل الأديان الوضعية أو السماوية المحرفة من أن المرأة هي التي أخرجتنا من الجنة وأنها السبب في المعصية القديمة لقوله تعالي ( وعصي ادم ربه فغوي , ثم اجتباه فتاب عليه وهدي ) سورة طه .
وقد أباح الإسلام الزواج بأربع بعد أن كان الرجل قديما لا حدود لعدد الزوجات عنده وقد اباح الاسلام التعددية ، وان كانت التعددية في كثير من الاحيان لا ترضي المرأة ,والاسلام ينظر الي الرجل والمرأة علي ان كل منهما خلق لمهمة منوطة به وان هذه المهمات تتفق تماما مع خلافة الانسان علي الارض اي ان الله خص كل واحد منهما بخصائص ومميزات تناسب تماما وظيفة كل منهما علي الارض لان كل واحد منهما يتميز بخواص وقدرات ليست موجودة عند الاخر ..
وكأن الاختلاف في التركيب والخصائص والمميزات يحدد وظيفة كل منهما في الدنيا وان اي محاولة لتعدي هذه المهمة يكون خرقا للناموس الطبيعي في خلق الكون ولايخلق الله سبحانه وتعالي جنسين مختلفين لتكون لهما صفات الجنس الواحد.
ففي البداية لا يجوز المقارنة بين الرجل والمرأة او المفاضلة بينهما اذ ان المفاضلة تكون بين طرفين لهما نفس الخواص والتركيب , ولذلك يقول د . الكسيس كارل في كتابه ( الانسان ذلك المجهول ) حيث يقول (ان الامور التي تفرق بين الرجل والمرأة لاتتحدد في الاشكال الخاصة بأعضائهما الجنسية والرحم والحمل , وهي لا تتحدد ايضا في اختلاف طرق تعليمهما , بل ان هذه الفوارق هي ذات طبيعة اساسية من اختلاف نوع الانسجة في جسم كليهما ) ويضيف ايضا ( والذين ينادون بمساواة الجنس اللطيف بالرجل يجهلون هذه الفوارق الاساسية ).
ويقول ايضا ( ان قوانين وظائف الاعضاء محدودة ومنضبطة كقوانين الفلك لا يملك احدا ادني تغيير فيها بمجرد الامنيات البشرية وعلينا ان نسلم بها كما هي دون ان نسعي الي ما هو غير طبيعي وعلي النساء ان يقمن بتنمية مواهبهن بناء علي طبيعتهن الفطرية وان يبتعدن عن تقليد الرجل ).
وان محاولة وضع الجنسين في ميزان واحد هو عبث يراغم طبائع الاشياء ويصادم احكام الدين ويؤدي الي عوقب وخيمة .
واري ان محاولة وضع الجنسين في قالب واحد هو ضد المرأة وشر اريد بها .
اليس في لعب المراة للملاكمة مثلا او رفع الاثقال او المصارعة قتل لانوثتها وضياع لرقتها ونعومتها التي هي مفطورة عليها وهي من طبيعتها ,اليس ممارسة المراة للحرب والقتال فيه انتهاك لحرمتها اذا وقعت اسيرة في يد الاعداء ولذلك رفض الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ان تقاتل المرأة بالسلاح جنب الرجل .وكان للمرأة شرف الجهاد مع الرجل بمداواة الجرجي والزمني .
فعن انس رضي الله عنه قال (كان النبي صلي الله عليه وسلم يغزو بام سليم ونسوة من الانصار معه فيسقين الماء ويداوين الجرحي ) رواه مسلم وابو داود والترمذي .
وروي الشيخان عن انس رضي الله عنه قال : ( لما كان يوم احد انهزم الناس عن النبي صلي الله عليه وسلم , ولقد رأيت عائشة بنت ابي بكر وأم سليم وانهما لمشمرتان ,اري خدم سوقهما تنقلان القرب علي متونهما ثم تفرغانها في افواه القوم ثم ترجعان فتمللآنها ثم تجيئان فتفرغانها في افواه القوم ).
وقد جعل الاسلام القوامة لرجل لان تركيبه يصلح لهذه المهمة فتكوينه العقلي والعضلي والعاطفي يؤهلانه لذلك وكان هذا امرا من عند الله سبحانه وتعالي والرجل قادر علي القيام بهذه المهمة ولكن ليس لانه افضل من المرأة .
وقد كانت المهمة الصعبة والصعبة جدا منوطة بالمرأة وهي الانجاب وتربية الاطفال وادارة شئون المنزل وأهله والقيام عليهم فهي راعية ومسئولة في بيتها وهذه المهمة لا يستطيعها الرجل ولا يقدر عليها فانا اتحدي اي رجل ان يستطيع فطام طفل صغير او رعايته وهو مريض او غير مريض .ولذلك فان طبيعة المراة تؤهلها تماما لذلك .
ولقد قال الشاعر :

الام مدرسة ان اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق
وروي الواحدي والسيوطي في الدر المنثور عن مجاهد قال (قالت ام سلمة رضي الله عنها : يارسول الله تغزو الرجال ولا نغزو , وانما لنا نصف فانزل الله تعالي : (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم علي بعض , للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن , واسألوا الله من فضله ان الله كان بكل شيء عليما )النساء 32
وكأنما كان المراد من ذلك كله ان يكون لكل من الرجل والمرأة مهمة في الحياة يجب الا يتعداها او يخرج عنها فلا يتشبه الرجال بالنساء او العكس مصداقا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم (لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء ).لان في ذلك خروج علي الوضع الطبيعي لكل منهما وفي ذلك فساد للحياة وتخريب لنظام الكون الذي وضعه الله لخلقه لان ذلك قلب للادوار وما الفساد في المجتمعات الاوروبية الا نتاج تعدي تلك الحدود فكان الشواذ عندهم في تزايد من الجنسين وهذا يؤدي بدوره الي الزيادة في الشذوذ والايغال فيه اكثر فأكثر ويلاحظ ذلك كل من زار الدول الاوروبية ان الشذوذ والخروج عن الفطرة متمكن كثيرا من المجتمع حتي وصلنا الي زواج الرجل بالرجل وغيره من هذه المسالك المخجلة جدا .واصبح لهم مؤسسات وجمعيات تبحث في حقوقهم ووجودهم واصبح لهم تأثير في اختيار رئيس البلاد الذي اصبح يطلب ودهم واصواتهم اثناء الانتخابات .
واصبحت الامراض التي لا علاج لها مثل الايدز من نتاج هذا المسلك الغير سوي وكذلك الامراض الاجتماعية من تفكك اسري وجرائم اغتصاب وقتل غير مبرر وجنوح الاحداث.
والاسلام وضع المرأة في مكان عال جدا ورفع قدرها ولم يسمح للرجل ان يهين المرأة او يؤذيها فهي عرض يجب ان يصان وانسان له كل حقوق الرجل عدا مانص عليه الدين في الشهادة والميراث .
روي مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة) وجعل الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ان من سنته الزواج .
وقال صلي الله عليه وسلم ما استفاد المؤمن - بعد تقوي الله عز وجل - خيرا من المرأة الصالحة ).وقال تعالي (ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ,ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون ).
ليس بعد هذا تكريم واكبار للمرأة فهي السكن للرجل وملاذه وموضع اسراره وهي المخفف عنه مشاكله ومتاعبه وهي القلب الذي يتسع له بعد مكابدة وتعب في مواجهة الحياة المضنية فهي تشاركه بشخصيتها المستقلة وارادتها الكاملة في كل شأن من شئون الحياة بالمشورة والرأي والقرار.وهي الام التي لها المكانة العالية جدا ففي الحديث الشريف ( ان رجلا جاء رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : من احق الناس بصحبتي ؟ قال امك قال :ثم من ؟ قال امك قال ثم من قال امك قال ثم من ؟ قال ابوك) .رياض الصالحين.
وفي تيسير الوصول 1/49 ان الرسول الكريم يوصي خيرا بالبنات فيقول ( من كانت له انثي فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها ,ادخله الله الجنة ).ولا يجوز للاب ان يجبر ابنته علي الزواج بمن يريد هو فقد روي الشيخان قول رسول الله صلي الله عليه وسلم (لاتنكح البكر حتي تستأذن ولا الثيب حتي تستأمر , قالوا وما اذنها قال عليه السلام صماتها ).
وعندما سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن احب الناس اليه قال : عائشه .وقد اوصي صلي الله عليه وسلم بالنساء خيرا في حجة الوداع وفي مرضه الذي توفي فيه.
وللمرأة ان تتمتع بشخصيتها الاقتصادية المستقلة وحريتها الكاملة في التصرف بأموالها بدون اذن زوجها , ولها ان تبيع وتتاجر وتعقد الصفقات , وتؤجر البيوت وترهنها وان تقوم بالغرس والزراعة والفلاحة واستصلاح الارض , ولها ان تكون طبيبة ومهندسة ومدرسة وصحافية وان تكون في اي موقع للمسئولية سياسيا كان ام اقتصاديا او غيره ولها ان تتربع علي منصة القضاء وتفتي فقد كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تفتي في امور الدين وهي احد رواة الحديث ولها ان تعمل في المصانع والمعامل علي الا يسيء الي انوثتها او يجرح كرامتها وانسانيتها , ولها ان تتصرف بمالها كيف تشاء .
اذن الموضوع ان هناك تكاملا في الادوار بين الرجل والمرأة لاعمار الكون , الاول له القوامة لان تكوينه العقلي والجسدي يمكنه من ذلك والثاني لها القوامة والريادة في بيتها بما فيه الزوج والابناء تدير شئونه وترعاه بما حباها الله سبحانه وتعالي من قدرات جبارة في هذا الشأن , وعندما تتبدل الادوار يختل التوازن وتنقلب الموازيين .
ولقد كرمت المرأة في الاسلام اكبر تكريم ووضعها في اعلا مكانة وحفظ لها حقوقها .
هذا نزر يسير لمكانة المرأة في الاسلام لان الحديث عنه يتطلب كتابا ضخما لاعطاء الموضوع حقه كاملا .

والاسلام غير مسئول عن تصرف الاشخاص الذين لم يفهموا الدين الاسلامي الحنيف ولم يفهموا معانيه العالية , فالتخلف هو عدم تطبيق الاسلام .
بقلم : د . محمد خطاب سويدان